آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110اليوم في 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110أمس في 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110أمس في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110أمس في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الرجاءأجل منازل  السالكين Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الرجاءأجل منازل  السالكين Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

عبدالله الآحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9635 مساهمة في هذا المنتدى في 3193 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الرجاءأجل منازل السالكين

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الرجاءأجل منازل السالكين

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد مايو 09, 2010 9:41 am

    الرجاء أجل منازل السالكين.
    تكلمنا في مقال سابق عن الخوف من الله تعالى، وفي هذا المقال نتكلم عن الرجاء؛ حيث إن المؤمن يسير إلى ربه على جناحي الخوف والرجاء. فبالخوف ينزجر العبد عن المعاصي والسيئات، وبالرجاء تتحرك الجوارح بالطاعات.
    معنى الرجاء.
    المعنى الأول : رجاء عفو الله ومغفرته للإنسان، فالإنسان دوماً في حال رجاء لله تعالى أنه عز وجل يغفر له ما يحصل منه من أخطاء وذنوب، وهو في الحقيقة بين الخوف منه ورجائه تعالى. وبهذه الموازنة بين الخوف والرجاء ينشط الإنسان للعمل والطاعة ولا يصيبه اليأس أو القنوط إذا أخطأ أو وقع في معصية، لأنه يعرف أنه إذا تاب توبة صحيحة مقبولة، وأدى حقوق الخلق عليه فإن الله تعالى يغفر له ويرحمه.
    المعنى الثاني :بمعنى انتظار الفرج وكشف البلاء، وزوال المصيبة والمشكلة التي يعاني منها الإنسان، وتوقع حصول الأفض

    الرجاء لغة.
    الرّجاء مصدر قولهم رجوت فلانا أرجوه وهو مأخوذ من مادّة (ر ج و) الّتي تدلّ على الأمل الّذي هو نقيض اليأس، ممدود. يقال رجوت فلانا رجوا ورجاء ورجاوة. ويقال ما أتيتك إلّا رجاوة الخير، وترجّيته، ترجية بمعنى رجوته.
    لكن هناك فرق بين الأمل والرجاء، فالرجاء انفعال متوازن، يجمع بين الحذر والتفاؤل، ويجمع بين التمني والعمل. أما الأمل: فهو انفعال يغلب فيه التفاؤل.
    الرجاء اصطلاحاً.
    على المعنى الأول: قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: الرّجاء هو النّظر إلى سعة رحمة اللّه. وقيل: هو الاستبشار بجود وفضل الرّبّ تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه. وقيل: هو الثّقة بجود الرّبّ تعالى. قال ابن القيم رحمه الله: الرّجاء هو عبوديّة، وتعلّق باللّه من حيث اسمه: البرّ المحسن، وقال: لولا روح الرّجاء لما تحرّكت الجوارح بالطّاعة. ولولا ريحه الطّيّبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادات. "2"
    قال الحافظ ابن حجر- رحمه اللّه-: المقصود من الرّجاء أنّ من وقع منه تقصير فليحسن ظنّه باللّه ويرجو أن يمحو عنه ذنبه، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها، وأمّا من انهمك على المعصية راجيا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا في غرور. وما أحسن قول أبي عثمان الجيزيّ: من علامة السّعادة أن تطيع، وتخاف أن لا تقبل، ومن علامة الشّقاء أن تعصي، وترجو أن تنجو «3».
    وعلى المعنى الثاني للرجاء: تأمّل الخير وقرب وقوعه، وفي الرّسالة القشيريّة:الرّجاء تعليق القلب بمحبوب في المستقبل.
    وقال الرّاغب: الرّجاء ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة. وقال المناويّ: الرّجاء ترقّب الانتفاع بما تقدّم له سبب ما «1».
    الفرق بين الرجاء والتمني:والفرق بينه وبين التّمنّي: أنّ التّمنّي يصاحبه الكسل، أما الرجاء فهو مع البذل والعمل
    الرجاء فى القرآن الكريم.
    إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) «4»


    أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9) «5»
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
    ألأحاديث فى الرجاء.

    عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دخل على شابّ وهو في الموت فقال: «كيف تجدك؟». قال: واللّه يا رسول اللّه إنّي أرجو اللّه وإنّي أخاف ذنوبي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه اللّه ما يرجو وآمنه ممّا يخاف»)*
    (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه: يابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يابن آدم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة»)*
    ومن كلام العلماءفى الرجاء.
    (قال الشّافعيّ- رحمه اللّه- في مرض موته: فلمّا قسا قلبي وضاقت مذاهبي... جعلت الرّجا منّي لعفوك سلّما تعاظمني ذنبي فلمّا قرنته... بعفوك ربّي كان عفوك أعظما) «9». (قال سفيان- رحمه اللّه-: «من أذنب ذنبا فعلم أنّ اللّه تعالى قدّره عليه، ورجا غفرانه، غفر اللّه له ذنبه»)* «10».
    (قال أبو عمران السّلميّ منشدا: وإنّي لآتي الذّنب أعرف قدره... وأعلم أنّ اللّه يعفو ويغفر
    لئن عظّم النّاس الذّنوب فإنّها... وإن عظمت في رحمة اللّه تصغر)


    يقول ابن القيم رحمه الله:
    "الرجاء من أجل منازل السائرين وأعلاها وأشرفها، ... وقد مدح الله تعالى أهله وأثنى عليهم، فقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:21].
    وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: "يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" ... وهو عبودية وتعلقٌ بالله من حيث اسمه: "المحسن البرُّ"... فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، وغلبة رحمته غضبه. ولولا روح الرجاء لعُطِّلتِ عبودية القلب والجوارح، وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرًا.. بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة، ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادات.ا.هـ.
    قال صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المؤمن بما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند ا لله من الرحمة ما قنط من جنته أحد".
    وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "إن أكبر آية في القرآن فرجًا آية في سورة الغرف (الزمر): (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
    ولما دخلوا على مالك بن أنس في العشية التي قبض فيها قال بعضهم: يا أبا عبد الله!كيف تجدك؟ قال: ما أدري ما أقول لكم، إلا أنكم ستعاينون غدًا من عفو الله ما لم يكن لكم في حساب.
    فسبحان الله العظيم، لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم، ورحمته إياهم لتقطعت أوصالهم شوقًا إليه، هذه إرادته في المدبرين عنه، فكيف بالمقبلين عليه؟!!
    قال عبد الله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فقلت له: مَنْ أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم.
    ونظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال:
    "أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقًا - سدس درهم - أكان يردُّهم؟ قالوا: لا. قال: والله لَلمغفرةُ عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق".
    وإني لأدعو الله أطلب عفـــــوه.. ... ..وأعلم أن اللـــــه يعفـو ويغفــــرُ
    لئن أعظم الناسُ الذنوبَ فإنها.. ... ..وإن عظمت في رحمة الله تصغر
    وحريٌ بالعبد أن يعظم رجاؤه بربه خاصة عند نزول الموت بساحته، فإن الله عز وجل يقول: "أنا عند ظن عبدي بي".
    ولأجل هذا المعنى لما دخل واثلة بن الأسقع رضي الله عنه على يزيد بن الأسود وهو يحتضر، فقال واثلة:
    "ألا تخبرني عن شيء أسألك عنه، كيف ظنك بالله؟ قال: اعترتني ذنوبٌ لي أشفيت على هلكة، ولكن أرجو رحمة الله. فكبر واثلة وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".
    ولهذا المعنى أيضًا قال سليمان التيمي حين حضرته الوفاة لابنه معتمر: يا معتمر، حدثني بالرخص؛ لعلي ألقى الله وأنا أُحسن الظن به".
    الرجاء يدفع إلى العمل:
    المشاهد في دنيا الناس أن كثيرا من المفرطين في الطاعات المجترئين على فعل المعاصي والسيئات يزعمون ثقتهم برحمة الله وعفوه، وهذا ولا شك فهم قاصر لمعنى الرجاء يصدق على أصحابه ذم الإمام الحسن البصري رحمه الله حين قال:إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، يقولون: نحسن الظن بالله ،وكذبوا فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
    إن الله عز وجل هو الغفور الرحيم، لكن أرجو أن تنتبه معي أيها الحبيب إلى المعنى اللطيف الذي تضمنته هذه الآية التي يقول الله عز وجل فيها: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) (البقرة:218).
    فانظر كيف أنهم يرجون رحمة الله وهم يعملون هذه الأعمال الصالحة العظيمة.فهيا أيها الحبيب لعمل الصالحات والتوبة مما سلف من المعاصي والسيئات ،وقد آن لنا قبل الختام أن نهتف كما هتف محمود الورَّاق رحمه الله:
    حُسْنُ ظني بحسن عفـــوك يـا.. ... ..ربِّ جميـــــلٌ وأنت مالـك أمري
    صُنْتُ سِرِّي عن القـــرابة والــ.. ... ..أهل جميعًا وكنتَ موضع سري
    ثِقـــــةً بالـذي لديـك من الستْــر.. ... ..فـلا تخـــــزني يـــــــوم نشــري
    يومَ هتك الستور عن حجب الــ.. ... ..غــيب فلا تهتكنَّ للنـاس ستـري
    لَقِّنِّي حـجتي وإن لـم تكنْ يـــــا.. ... ..ربِّ لـي حجةٌ ولا وجْـــه عُـــــذْر
    علم‏:‏ أن الرجاء من جملة مقامات السالكين وأحوال الطالبين، وإنما يسمى الوصف مقاماً إذا ثبت وأقام، فإن كان عارضاً سريع الزوال سمى حالاً، كما أن الصفرة تنقسم إلى ثابتة، كصفرة الذهب، وإلى سريعة، كصفرة الوجل، وإلى ما بينهما كصفرة المرض، وكذلك صفات القلب تنقسم إلى هذه الأقسام، وإنما سمى غير الثابت حالاً، لأنه يحول عن القلب‏.‏

    واعلم‏:‏ أن كل ما يلاقيك من محبوب أو مكروه ينقسم إلى موجود في الحال وإلى موجود فيما مضى‏.‏

    فالأول‏:‏ يسمى وجداً وذوقاً وإدراكاً‏.‏

    والثانى‏:‏ يسمى ذكراً وإن كان قد خطر ببالك شئ في الاستقبال، وغلب على قلبك، سمى انتظاراً وتوقعاً، فإن كان المنتظر محبوباً، سمى رجاء، وإن كان مكروهاً، سمى خوفاً‏.‏

    فالرجاء‏:‏ هو ارتياح لانتظار ما هو محبوب عنده، ولكن ذلك المتوقع لابد له من سبب حاصل، فإن لم يكن السبب معلوم الوجود ولا معلوم الانتفاء، سمى تمنياً، لأنه انتظار من غير سبب، ولا يطلق اسم الرجاء والخوف إلا على ما يتردد فيه، فأما ما يقطع به فلا، إذ لا يقال‏:‏ أرجو طلوع الشمس وأخاف غروبها، لأن ذلك مقطوع به عند طلوعها وغروبها، ولكن يقال‏:‏ أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه‏.‏

    وقد علم أرباب القلوب أن الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تنقية الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار ومساقى الماء إليها‏.‏

    وإن القلب المستغرق بالدنيا، كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر‏.‏

    ويوم القيامة هو يوم الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر الإيمان، وقل أن ينفع مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينمو البذر فى الأرض السبخة‏.‏

    فينبغي أن يقاس رجاء العبد المغفرة برجاء صاحب الزرع، فكل من طلب أرضاً طيبة، وألقى فيها بذراً جيداً غير مسوس ولا عفن، ثم ساق إليها الماء فى أوقات الحاجة، ونقَّى الأرض من الشوك والحشيش وما يفسد الزرع، ثم جلس ينتظر من فضل الله تعالى دفع الصواعق والآفات المفسدة، إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، فهذا يسمى انتظاره رجاء‏.‏

    فأما إن بذر فى أرض سبخة صلبة مرتفعة لا يصل إليها الماء ولم يتعاهدها أصلاً، ثم انتظر الحصاد، فهذا يسمى انتظاره حمقاً وغروراً، لا رجاء‏.‏

    وإن بث البذر فى أرض طيبة، ولكن لا ماء لها، وأخذ ينتظر مياه الأمطار،سمى انتظاره تمنياً لا رجاء‏.‏

    فإذن اسم الرجاء إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد، ولم يبق إلا ما ليس إلى اختياره، وهو فضل الله سبحانه، بصرف الموانع المفسدات، فالعبد إذا بث بذر الإيمان، وسقاه ماء الطاعات، وطهر القلب من شوك الأخلاق الرديئة، وانتظر من فضل الله تعالى تثبيته على ذلك إلى الموت، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره لذلك رجاءً محموداً باعثاً على المواظبة على الطاعات والقيام بمقتضى الإيمان إلى الموت، وإن قطع بذر الإيمان عن تعهده بماء الطاعات أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق، وانهمك فى طلب لذات الدنيا، ثم انتظر المغفرة، كان ذك حمقاً وغروراً ‏.‏ قال الله تعالى ‏:‏‏{‏فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 169‏]‏ وذم القائل ‏:‏‏{‏ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيراً منها منقلبا‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 36‏]‏‏.‏

    وروى شداد بن أوس، قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏‏"‏ الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل الأماني‏"‏ ‏(‏

    وقال معروف الكرخى رحمه الله ‏:‏ رجاؤك لرحمة من لا تطيعه خذلان وحمق، ولذلك

    قال الله تعالى ‏:‏‏{‏إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 218‏]‏‏.‏المعنى‏:‏ أولئك الذين يستحقون أن يرجوا، ولم يرد به تخصيص وجود الرجاء، لأن غيرهم أيضاً قد يرجو ذلك‏.‏

    واعلم‏:‏ أن الرجاء محمود، لأنه باعث على العمل، واليأس مذموم، لأنه صارف عن العمل، إذ من عرف أن الأرض سبخة، وأن الماء مغور، وأن البذر لا ينبت، ترك تفقد الأرض، ولم يتعب فى تعاهدها‏.‏

    وأما الخوف، فليس بضد الرجاء، بل رفيق له، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى‏.‏

    وحال الرجاء يورث طريق المجاهدة بالأعمال، والمواظبة على الطاعات كيفما تقلبت الأحوال، ومن آثاره التلذذ بدوام الإقبال على الله عز وجل، والتنعم بمناجاته، والتلطف فى التملق له، فإن هذه الأحوال لابد أن تظهر على كل من يرجو ملكاً من الملوك، أو شخصاً من الأشخاص، فكيف لا يظهر ذلك فى حق الله سبحانه وتعال‏؟‏ فمتى لم يظهر، استدل به على حرمان مقام الرجاء، فمن رجا أن يكون مراداً بالخير من غير هذه العلامات، فهو مغرور‏.‏

    1ـ فصل في فضيلة الرجاء

    روى فى “ الصحيحين” من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ قال الله عز وجل‏:‏ أنا عند ظن عبدى بي وفى رواية أخرى ‏"‏ فليظن بى ما شاء‏"‏‏.‏

    وفى حديث آخر من رواية مسلم‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله‏"‏‏.‏

    وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام‏:‏ أحبنى، وأحب من يحبنى، وحببنى إلى خلقي‏.‏ قال‏:‏ يارب‏:‏ كيف أحببك إلى خلقك‏؟‏ قال‏:‏ اذكرني بالحسن الجميل، واذكر آلائي وإحساني‏.‏

    وعن مجاهد رحمه الله قال‏:‏ يؤمر بالعبد يوم القيامة إلى النار، فيقول‏:‏ ما كان هذا ظني فيقول‏:‏ ما كان ظنك‏؟‏ فيقول‏:‏ أن تغفر لى، فيقول‏:‏ خلو سبيله‏.‏

    2ـ فصل في دواء الرجاء والسبب الذي يحصل به

    اعلم‏:‏ أن دواء الرجاء يحتاج إليه رجلان‏:‏

    إما رجل قد غلب عليه اليأس حتى ترك العبادة‏.‏

    وإما رجل غلب عليه الخوف حتى أضر بنفسه وأهله‏.‏

    فأما العاصي المغرور المتمني على الله مع الإعراض عن العبادة، فلا ينبغي أن يستعمل فى حقه إلا أدوية الخوف، فإن أدوية الرجاء تقلب فى حقه سموماً، كما أن العسل شفاء لمن غلبت عليه البرودة، مضر لمن غلبت عليه الحرارة‏.‏

    ولهذا يجب أن يكون واعظ الناس متلطفاً، ناظراً إلى مواضع العلل، معالجاً كل علة بما يليق بها، وهذا الزمان لا ينبغي أن يستعمل فيه مع الخلق أسباب الرجاء، بل المبالغة فى التخويف، وإنما يذكر الواعظ فضيلة أسباب الرجاء إذا كان مقصوده استمالة القلوب إليه، لإصلاح المرضى‏.‏

    وقد قال على رضى الله عنه‏:‏ إنما العالم الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم مكر الله‏.‏

    إذا عرفت هذا، فاعلم أن من أسباب الرجاء، ما هو من طريق الاعتبار، ومنها ما هو من طريق الأخبار‏.‏

    أما الاعتبار، فهو أن يتأمل جميع ما ذكرناه من أصناف النعم فى كتاب الشكر، فإذا علم لطائف الله تعالى بعباده فى الدنيا، وعجائب حكمته التي راعاها فى فطرة الإنسان، وأن لطفه الإلهي لم يقصر عن عباده فى دقائق مصالحهم فى الدنيا، ولم يرض أن تفوتهم الزيادات فى الرتبة، فكيف يرضى سياقتهم إلى الهلاك المؤبد‏؟‏‏!‏ فإن من لطف فى الدنيا يلطف فى الآخرة، لأن مدبر الدارين واحد‏.‏

    وأما استقراء الآيات والأخبار، فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 53‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 4‏]‏‏.‏

    وأخبر تعالى أنه أعد النار لأعدائه، وإنما خوف بها أولياءه، فقال‏:‏ ‏{‏لهم من فوقهم ظلل من النار، ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 16‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واتقوا النار التي أعدت للكافرين‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 131‏]‏‏.‏ وقال‏:‏‏{‏فأنذرتكم ناراً تلظى* لا يصلاها إلا الأشقى* الذي كذب وتولى‏}‏ ‏[‏الليل‏:‏ 14-16‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم‏}‏ ‏[‏ الرعد‏:‏ 6‏]‏‏.‏

    ومن الأخبار ما روى أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول‏:‏ “إن إبليس قال لربه عز وجل‏:‏ بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوى بنى آدم ما دامت الأروح فيهم‏.‏ فقال الله عز وجل‏:‏ فبعزتي وجلالى، لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ‏(1)‏‏.‏

    وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون فيغفر لهم” رواه مسلم‏.‏

    وفى “الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ سدودا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخل أحداً الجنة عمله، قالوا‏:‏ ولا أنت يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله منه برحمته”‏.‏

    وفى “الصحيحين” من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “ يقول الله عزل وجل يوم القيامة‏:‏ يا آدم‏:‏ قم فابعث بعث النار فيقول‏:‏ لبيك وسعديك والخير فى يديك‏.‏ يارب‏:‏ وما بعث النار‏؟‏ قال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ يشيب المولود، ‏{‏وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏2‏]‏‏.‏ فشق ذلك على الناس، حتى تغيرت وجوههم، وقالوا‏:‏ يارسول الله‏!‏ وأينا ذلك الواحد‏؟‏ فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد” فقال الناس، حتى تغيرت وجوهم، وقالوا‏:‏ يارسول الله‏!‏ وأينا ذلك الواحد‏؟‏ فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ الله أكبر‏.‏ فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “ والله إنى لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة‏.‏ والله إنى لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إنى لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة‏.‏ فكبر الناس، فقال‏:‏ “ ما أنتم يومئذ فى الناس إلا كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء فى الثور الأبيض”‏.‏

    فانظر كيف جاء بالتخويف، فلما أزعج جاء باللطف، ومتى اطمأنت القلوب إلى الهوى، فينبغي أن تزعج فإذا اشتد قلقها، ينبغي أن تسكن ليعتدل الأمر‏.‏

    وقال ابن مسعود رضى الله عنه‏:‏ ليغفر الله عز وجل يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر‏.‏

    وروى أن مجوسياً استضاف إبراهيم الخليل عليه السلام فلم يضفه وقال‏:‏ إن أسلمت، أضفتك، فأوحى الله تعالى إليه‏:‏ يا إبراهيم منذ تسعين سنة أطعمه على كفره فسعى إبراهيم عليه السلام خلفه، فرده وأخبره فى الحال، فتعجب من لطف الله تعالى‏.‏ فأسلم‏.‏

    فهذه الأسباب التي تجتلب بها روح الرجاء إلى قلوب الخائفين واليائسين‏.‏ فأما الحمقى المغرورون، فلا ينبغي أن يسمعوا شيئاً من ذلك، بل يسمعون ما وردناة فى أسباب الخوف، فإن أكثر الناس لا يصلحون إلا على ذلك، كعبد السوء الذي لا يستقيم إلا بالعصا‏.‏

    نَّ الرَّجَاءَ في رحمة الله تعالى مِن أعظم الصّفات التي يجب أنْ يَتَحَلَّى بها المؤمن فيجب عليه أن يرجو رَحمةَ ربِّه ويخافَ عذابَه لأنَّ الرجاء والخوف بهما يطير المقرَّبون إلى مقاماتِ التوحيد. وَالتذكيرُ بفضل الرجاء في رحمة الله وكرمه ولطفه أجملُ وَقعًا في النفوس. وعلى الداعي إلى الله أنْ يَتَعَرَّضَ لبعض فضائل الخوف من الله لكنه يغلِّبُ باب الرجاء.

    1- جَاء في الخبر أنَّ الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: “أحبَّنِي وَأَحِبَّ مَنْ يُحبِّني، وَحَبِّبني إلى خَلقي”. فَقال: “يَا رب كيف أحبِّبكَ إلى خلقك؟ فَقَال:”اذكُرني بالحَسَنِ الجميلِ، واذكر آلائي وإحساني وَذَكِّرهم ذلك فإنهم لا يعرفون منّي إلاّ الجميل".

    2- وجاءَ في تفسير قوله تعالى: “يَومَ لاَ يخزي الله النبيّ والذين آمنوا معه”، أنَّ اللهَ تَعَالى أوحى إلى نبيّه عليه الصلاة والسلام أنِّي أجعلُ حسابَ أمتك إليك، قال لاَ يَا ربِّ أنتَ أرحمُ بهم منّي، فَقَالَ إذًا لاَ نخزيك فيهم.

    3- وَكانَ أبو جعفر محمد بن علي يقول: “أنتم أهلَ العراقِ تقولون أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله:”قُل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إنَّ اللهَ يَغفر الذنوب جميعا إنه هوّ الغفور الرحيم“، ونحن أهلَ البيتِ نقولُ أرجى آيةٍ في كتاب الله تعالى قوله جلّ شأنه”وَلَسوفَ يُعطيك ربّك فترضى".

    4- وروي عن أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربّه في ذنوب أمته، فقال يا ربّ اجعل حسابهم إليّ لئلا يطّلع على مساوئهم غيري، فأوحى الله تعالى إليه هم أمتك وهم عبادي وأنا أرحم بهم منك لا أجعل حسابهم إلى غيري لئلا تنظر إلى مساوئهم أنت ولا غيرك..

    5- وقَال صلى الله عليه وسلم: "حَيَاتي خيرٌ لَكم وموتي خير لكم أما حياتي فأسـنّ لكم السنــن، وأشـرّع لكم الشــرائع، وأما مَوتِي فإنَّ أعمالكم تعــرض عليّ فمــا رأيت منها حسنًا حمدت الله عليه وما رأيت سيئا استغفرت الله تعالى لكم.

    6- جَاءَ في حديث مَروي عن سيّدنا أنس رضي الله عنه أنَّ أعرابيًّا قالَ يا رسول الله من يلي حساب الخلق؟ فَقَال اللهُ تباركَ وَتَعَالى، قَالَ هو بنفسه؟ قَالَ نَعم فتبسّم الأعرابي، فقال صلى الله عليه وسلم ممّ ضحكت يا أعرابي؟ فـقال إن الكريم اذا قَدَرَ عَفَا وإذا حاسَبَ سامحَ فقال النبىء صلى الله عليه وسلم "صدقَ الأعرابي، ألاَ لاَ كَريمَ أكرمَ منَ الله تعالَى هو أكرم الأكرمين ثمّ قال فَقِهَ الأعرابيُّ.

    7- وَجاء في الخبر أنَّ لله تعالى مائة رحمة ادّخرَ منها عنده تسعًا وتسعين رحمة وأظهر منها في الدّنيا رحمة واحدة فبها يتراحم الخلق فتحنّ الوالدة على ولدها وتعطف البهيمة على ولدها فإذا كانَ يوم القيامة ضمّ هذه الرحمة إلى التسع والتسعين ثمّ بسطها على جميع خلقه وكلّ رحمة منها طباق السماوات والأرض قال فلا يهلك على الله يومئذ إلاّ هالكٌ.

    8- وَقَالَ سفيان الثوري: “مَا أحبّ أن يُجعلَ حِسابي إلى أبويّ لأنّي أعلم أنَّ الله تعالى أرحم بي منهما”.

    9- وروى مُحمد بن الحنفية عن سيدنا عليّ رضي الله عنهما أنَّه قَالَ لَمَّا نزل قوله تعالى: “فاصفَح الصفحَ الجَميلَ”، قَالَ يَا جبريل وما الصفحُ الجميلُ؟ قَالَ عَليه السلام: "اذَا عَفوتَ عمّن ظلمك فلا تعاتبه فقال يا جبريل فالله تعالى أكرم من أن يعاتب مَن عفا عنه، فَبَكَى جبريل وبكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال إنَّ رَبَّكما يقرئكما السّلام ويقول كيف أعاتب من عفوت عنه هذا ما لاَ يشبه كَرَمِي.

    10- وَروي أن رجلا أطاع ربّه عشرين عاما ثمّ عَصَاه عشرين عاما ثمّ وقف متـحيّـرا مُضطَـربًا فســمع هـاتفًــا يقــول لــه يَا عبدَنَا أطعتَنَا فأكرمناك وعصيتنا فَأمهلناكَ وإنْ عُدتَ إلينا قَبلناك.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:26 pm