آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110أمس في 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110أمس في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110أمس في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو  ف Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 35 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 34 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

عبدالله الآحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9633 مساهمة في هذا المنتدى في 3192 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ف

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الــخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد مايو 09, 2010 12:37 am

    الــخــــــــو ف
    أحـسـاس ينتاب الجميع
    .
    الخوف عائق كبير يمنع الإنسان من النجاح والتقدم في حياته فلنتعلم معا كيف نسيطر عليه ونحوله إلى أداة تدفعنا إلى الأفضل دائما ...

    طريقة لتطرد الخوف من حياتك

    1- اعترفي بخوفك ...
    الخوف هو احد الاحاسيس الطبيعية التي تمر بالبشر . ومن الممكن ان يكون الخوف نافعا اذا جاء ملائما للموقف الذي ادى إليه . فهو ينبهنا لحدوث خطر ما . لذا تعتبر اول خطوه للتخلص منه هو تقبله والاعتراف به .

    2- افصل الخوف عن الموقف الذي أدى إليه ...
    إنك بهذه الطريقة ستضع مسافه بين إحساسك بالخوف وبين حقيقة الموقف الذي أدى إليه فستسطيع بذلك تقييم قدر الخوف الذي تشعرين به وتحديد إن كان ملائما للموقف أم مبالغا فيه .

    3- عبر عن خوفك ...
    لاتخجل من الإضطراب وإبداء التوتر والبكاء نتيجة شعورك بالخوف من شيء ما . فالخوف هو كأي إحساس طبيعي يخرج على شكل سلوك تخرج به انفعالاتك وتتخلص منها . اما كتمان الخوف فهو غير مفيد لذا فمن الافضل التعبير عنه حتى تستطيع مواجهته ومقاومته .

    4- تقبل خوفك كما هو ...
    يجب ان تنظر لإحساس الخوف الذي بداخلك على حقيقته دون أن تحاول اخضاعه للمنطق . فهو في حد ذاته إحساس غير منطقي وقد لايتفق في كثير من الاحيان مع الموقف الذي أدى إليه . ولكنه يكون في أغلب الأحيان صدى لمواقف أخرى مشابهه أو ذكريات مختبئه في العقل الباطن قد تمت استثارتها .

    5- لاتشعر بالذنب بسبب خوفك ...
    من حقك الإحساس بالخوف مهما كانت طبيعته وحجمه . فالشعور بالذنب وتأنيب النفس عليه لايساعدان كثيرا على الخروج منه بل على العكس يؤديان إلى تعقيد الموقف وتراكم الانفعالات السلبيه بداخلك .

    6- حاول توقع الخوف ...
    لابد أن تستعد دائما لمواجهة المواقف التي تكون متأكد من أنها ستشعرك بالخوف فتتخذ خطوات عمليه لتحمي نفسك منها . وتأكد أن أي خطوه ستقوم بها لتحمي نفسك من الخوف ستجعلك تتقدم في طريق تخلصك منه تماما . كما أن بذلك ستتقرب أكثر من الحقيقة وتستطيع السيطرة على الخوف ليتناسب مع الموقف الذي أدى إليه .

    7- لاتفكر في الفشل ...
    عندما تبدأ في عمل ما ركز فقط على خطوات تحقيقك له وواجه الصعوبات التي تصادفك وحاول حلها تدريجيا دون التفكير في النتيجة . وبذلك تشغل عقلك بالتفكير في شيء نافع بدلا من الخوف الذي سيعوقك عن العمل نهائيا .

    8- لا تطلب المستحيل ...
    حدد لنفسك أهدافا يمكنك تحقيقها واعطي لنفسك الوقت الكافي لتنجزها . فمن الأفضل لك أن تنجز مهمات صغيره بنجاح بدلا من الطموح إلى أشياء كبيره يصعب عليك تحقيقها فتقع فريسة إحساس الخوف والقلق .

    9- تذكر بطولاتك ...
    عندما يصادفك إحساس الخوف حاول تذكر أي موقف صعب قد مر بك من قبل ونجحت في تخطيه ومواجهته بشجاعه لتستمد منه القوه في مقاومة إحساس الخوف الذي تشعر به .

    10- تحركي ...
    لا تتوقف عند إحساسك بالخوف فتمتنع عن اتخاذ أي موقف ايجابي يحررك من خوفك الحالي . بل حاول التصرف لإنهاء المشكله والتخلص معها من الخوف والقلق .

    11- هنئ نفسك ...
    عندما تنجح في أي مره في الإنتصار على الخوف والتغلب عليه هنئ نفسك وكافئها على ما أنجزته حتى يكون ذلك دافعا لك فيما بعد .

    12- اعترف بالعالم المحيط بك ...
    إن كل ما يحيط بك سواء كان أشخاصا أو أشياء فهو يجعلك تشعر بوجودك . فلا تنكره أو تتجاهله مهما كان يشعرك بالخوف حتى تستطيع التعامل معه ومواجهته .

    الخوف من اللة عز وجل
    ********************
    .
    [size=][/size].
    الخوف من الله عز و جل

    منزلة الخوف و حكمه : من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد . قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان )

    تعريف الخوف : قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام - الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره - الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه . قال بن المناوي في كتابه -التوقيف على مهمات التعاريف -Sad الخوف توقع مكروه أو فوت محبوب ذكره ابن الكمال ، و قال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة ، و قال التفتازاني : غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء ، و قال الراغب: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك و ضده الأمن و يستعمل في الأمور الدنيوية و الأخروية ، و عند الصوفية: ارتعاد القلب لما عمل من الذنب ، وقيل أن يترقب العقوبة و يتجنب عيوبه ، و قيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة ).

    فوائد الخوف: قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه . - قال أبو سليمان : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب - قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق .

    أنواع الخوف من حيث الحُكم : 1 - الخوف المحمود الصادق : هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط . قال عثمان الحيري : صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله . 2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات . 3 - الخوف المستحب : هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات .

    الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب : لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة و إليها رغبة ، و هذا يورث اليأس و القنوط من رحمة الله ، و غايته إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه . و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ، وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي خارجي - و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .

    أيهما يُغلَّب الرجاء و الخوف ؟

    قال ابن القيم السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف ، هذه طريقة أبي سليمان و غيره .

    و قال ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد .

    و قال غيره أكمل الأحوال اعتدال الرجاء و الخوف ، و غلبة الحب ، فالمحبة هي المركب و الرجاء حادٍ ، و الخوف سائق ، و الله الموصل بمنّه وكرمه .

    أقسام الخوف

    1 - خوف السر

    و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر ، أوقتل ، أو غضب ، أو سلب نعمة ، و نحو ذلك بقدرته و مشيئته . فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب ، بل هو ركن من أركان العبادة ، و من خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، و من صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر ؛ إذ جعل لله نداً في الخوف ، و ذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ، و لهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهتم فقالوا ( إن نقول إلا عتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، و كحال عُبّاد القبور ، فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد ، ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين بالله أعطالك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذباً ، و ما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله . و كذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب ، و إذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه ، و لو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشىء و لم يتعرض له بالأذى .

    2 - الخوف من وعيد الله
    الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل .

    3 - الخوف المحرم
    و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك .

    4 - الخوف الطبيعي
    كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام .

    5 - الخوف الوهمي
    كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) .

    للاستزادة يُنظر مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء ) .

    من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل

    1 - إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس .

    2 - خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية .

    3 - زيارة المرضى و المصابين و المقابر .

    4 - تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته .

    5 - تذكر الموت و ما فيه .

    6 - ملاحظة الله و مراقبته .

    7 - تذكر الخاتمة .

    8 - تدبر آيات القرآن الكريم .

    9 - المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر .

    10 - مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم .

    الخوف من الله عمل قلبي له فوائد

    ثم إن من أعمال القلب الخوف من الله لا من غيره، وإذا نزلت الشدائد وادلهمت الخطوب، فإن كثيراً من الناس يخافون، قد يخافون من قعقعة السلاح، وقد يخافون من خطرٍ وشيكٍ يوشك أن يُحدق بهم، وقد يخافون من عدوٍ أو مرضٍ أو سيلٍ ونحو ذلك من أنواع المصائب الحادثة. ولكن القلوب تختلف، فمن الناس مَنْ قلوبهم موصولةٌ بالله، فإذا نزلت المصيبة وجاءت الأحداث لا تتزلزل كياناتهم، ولم تضطرب مواقفهم وتتزعزع، ولا يجرون في جميع الاتجاهات لا يدرون إلى أين يذهبون! ولا ترى الواحد منهم إذا نزل الخوف يفر فراراً لا يلوي على شيء، حتى إذا ابتعد بمسافةٍ طويلة توقف وقال: إلى أين أذهب الآن، وماذا أفعل؟! خطوات غير محسوبة، لأن الخوف كان مهيمناً على قلبه فنتج هذا الاضطراب، ولكن المسلم الذي يُسلم أمره لله ويعلم قول الله عز وجل: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175] الذي يخشى الله فقط ولا يخشى أحداً إلا الله، فإن الله يثبته؛ لأن الشرور -أيها الأخوة- لا تنتهي، قد يحصل بك شر وتعتصم بأحد البشر فينقذك، لكن غداً يحصل لك شرٌ آخر فلا ينجيك أحد.

    خوفك من الله يجعلك تفر إليه

    لن تجد من يقف بجانبك طيلة حدوث الأحداث المتكررة إلا الله عز وجل، إذا خفت منه وهربت إليه سبحانه وتعالى فإن الله يكون معك في جميع الأحداث، ولذلك فإن الله يداول الأيام بين الناس، والذي يحسم مادة الخوف ويقضي على الخوف والذعر هو التسليم لله، فإن من سلم لله واستسلم له وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، لم يبقَ لخوف المخلوقين في قلبه موضعٌ أبداً. فإن النفس التي يخاف عليها قد سلمها إلى وليها وبارئها وخالقها سبحانه وتعالى، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما قدر الله لها، وأن ما كتب لها لابد أن يصيبها، وأن ما لم يكتب فلا يمكن أن يصيبها، هذا الذي يحسم مادة الخوف نهائياً وهذا هو الذي يجعل الإنسان مطمئناً.


    من نتائج الخوف من الله الطمأنينة


    مشكلتنا -أيها الأخوة- أننا نُذعر ونخاف وننسى بسرعة، تصرفاتنا غير موزونة وغير مضبوطةٍ بموازين الشريعة، ولذلك فإذا كان الخوف من الله لا من غيره؛ فإن الطمأنينة تنزل تلقائياً في القلب والطمأنينة عملٌ آخر من أعمال القلوب: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] ذكر الله هو القرآن.
    والذي يُعرض عن القرآن يتزلزل قلبه، ويضطرب عيشه وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي كلامي ، القرآن
    وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا [طه:124-126] هذه التي من المفروض أن تتذكرها لتنجو وتثبت، وتكون لك حياةٌ سعيدة، وعيشة رغيدة، وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى [طه:127]. وكان من دعاء بعض السلف: اللهم هب لي نفساً مطمئنةً إليك،


    وإذا طال الخوف على الإنسان واشتد به وأراد الله أن يريحه ويحمل عنه، أنزل عليه السكينة فاستراح قلبه إلى الرجاء واطمئن به، وسكن لهيب خوفه. ولذلك كان للعلماء المذكرين بالله أدوارٌ مهمة في تثبيت الناس، فلما كان ابن القيم رحمه الله يتكلم عن نفسه وعن صحبه عندما تنزل بهم الخطوب، وكان لهم أعداء كُثر بسبب تمسكهم بالسنة، فإنهم عند تزلزل الأمور كانوا يذهبون إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فيجلسون إليه، يقول: فما هو إلا أن نسمع كلامه حتى ترتاح القلوب وتهدأ النفوس وتطمئن، والطمأنينة بذكر الله وبمجالسة أولياء الله من الأسباب التي تُحدث الثبات في القلب.

    ومن أنواع الطمأنينة

    الطمأنينة إلى حكم الله وما يقع من المصائب والأحداث، وإذا علمت أن ما شاء الله كان وأن ما لم يشأ لم يكن، فلا معنى للجزع والقلق، فإن الشيء المحذور إذا قُدِّر فلا سبيل إلى صرفه. لقد هرب أناسٌ كثيرون خوفاً من هذه المنطقة، فلما ركبوا الطريق ساروا في سياراتهم وحصل على بعضهم من الحوادث ما قضى به نحبه، وقد كان خائفاً من شيء، فإذا منيته تكون في أمرٍ آخر، وإذا بالشيء الذي هرب منه قد ساقه إلى أمرٍ آخر كان فيه هلاكه وحتفه

    ما قد قضى يا نفس فاصطبري له ولكِ الأمان من الذي لم يقدرِ

    وتحققي أن المقدر كائنٌ يجري عليك حذرتِ أم لم تحذري


    الخوف من الله سبب لعدم الأمن من مكر الله

    والخوف من الله عز وجل يستوجب أمراً آخر من مهمات القلوب، وهو عدم الأمن من مكر الله عز وجل، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى

    أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ [النحل:45-47]. هذه الآيات عين الواقع بالضبط، هؤلاء الذين مكروا السيئات فعملوها، ودعوا الناس إليها، وحرضوهم عليها، وشجعوهم على فعلها، هؤلاء الذين يمكرون بالناس في دعائهم إياهم للمعاصي، هؤلاء: أأمنوا أن يخسف الله بهم الأرض؟ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ [النحل:45-46]. وتقلبهم هو تنقلهم في الأسفار وغيرها، وتغيرهم في أحوالهم، ولذلك قال الله في آيةٍ أخرى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:97-99].
    الخوف من المسـتـقـبـل.
    قالت الفلاسفه ان شر ما تصاب به النفس البشريه عقدة تسمي عقدة الخوف من المستقبل .
    فهل لتلك العقدة من دواء ؟
    واذا كانت تلك العقدة مرض فهل لتلك المرض من دواء ؟
    واذا بحثنا في صيدليات الارض فلم نجد الدواء لهذه العقدة الا في صيدلية واحده
    هذه الصيدليه مكتوب علي بابها .
    ( وننزل من القرأن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )
    ان المصابين بعقدة الخوف من المستقبل ماذا قال الحبيب عنهم ؟
    من كان مصاب بهذه العقدة فعليه ان يقرأ قوله تعالي .
    ( وتوكل علي الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفي به بذنوب عباده خبيرا )
    توكل علي الحي الذي لا يموت . لان كل حي يموت ولا يبقي الا الله كل حياه غير حياة الله فانيه. اذا سألت فسأل الله . واذا استعنت فأستعن بالله
    تعالو الي سيدنا موسي وهو واقف الان علي شاطيء البحر. والبحر هائج في حالة مد .
    ثم تعالوا الي الحبيب محمد انه ليس واقف علي شاطيء . وليس واقف في عراء وليس واقف في فضاء . انه جالس في غار( كهف ) داخل جبل لان علي باب الغار جيش . والغار لا يتسع الا لاثنين والله ثالثهما .
    يقول ابو بكر الصديق يا رسول الله لو مد احداهما يديه لامسك بنا ولو نظر احداهما الي موقع قدميه لرأنا .

    ولكن ما هي المقارنه أصحاب موسي وصاحب محمد ؟

    أصحاب موسي كما وصفهم مولانا جل في علاه
    (فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسي انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدني )
    صاحب محمد وهو ابو بكر يبكي لا يبكي خوف علي نفسه . الرسول يقول ما يبكيك يا ابا بكر يقول له الصديق يا رسول الله انا لا ابكي علي نفسي فانا اذا مت فأنا فرد كبقية الناس انما ابكي خوف عليك لانك اذا مت اليوم هلكت الامه جميعا من بعدك . فيقول له الحبيب يا ابي بكر

    ( ما ظنك بأثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا )

    لم يقل له لا تجزع ولم يقل له لا تقلك لان الجزع نحس والقلق ضعف ام الحزن فانه عاطفه ورحمه ومودة ومحبه لصاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم محمد

    (لا تحزن ان الله معنا )

    اما موسي فقال (ان معي ربي سيهدني )
    لم يقل لاصحابه لا تحزنوا ان الله معنا بل قال كلا ان معي ربي سيهدني

    الحبيب محمد يقول لصاحبه ان الله معنا . لم يقل ان الله معي ولم يقل ان معي الله ولم يقل ان معي ربي وانما قال ان الله معنا .

    موسي يقول لقومه كلا ان معي ربي سيهدني لماذا ؟

    لان المقام خطير اصحاب موسي كان عددهم ستة مائه الف وكانوا في خلاء وكانوا في فضاء وكانوا لا يستطيعون مقاومة فرعون ودولته و لم تكن القلوب عامره بنور الله . ولذلك فان النفس تسيل مرارة عندما يقول موسي

    ان معي ربي سيهدني .


    فأما الله ربه وحده وليس رب لهم لماذا ؟


    لانهم لو كانوا يعرفون الله ما قالوا لموسي انا لمدركون .

    لو كانوا يعرفون الله لقالوا لموسي كما قال اصحاب محمد لو خضت هذا البحر لخضناه معك لا يتخلف منا رجل واحد .

    ولكن لا . تبرءوا وتنصلوا فقدم موسي المعيه علي الربوبيه وقال ان معي ربي

    لانهم قوم لا يؤمنون بالمعنويات انما يؤمنون بالحسيات فقدم المعيه لانها فيها مبادره لبعث الامان في القلوب . لم يقل ان معي الله . لانهم لا يؤمنون بالقيم العليا انما يؤمنون بألمديات . ولذلك عندما يخاطب بني اسرائيل يقول لهم .
    ( اذكروا نعمتي ) التي انعمت عليكم واني فضلتكم علي العالمين . لا يؤمنون الا بالمديات .دوخوا موسي وحيروه واتهموه بتهم باطله لا اساس لها من الصحه .
    وعندما يخاطب امة الحبيب محمد يقول للامه ( اذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )
    واليكم ما يلي:- ان الرسول لم يقل لابي بكر (كلا ان الله معنا ) لان لفظ كلا عبارة عن رجع وجزر ولفظ كلا لم يرد في سور القرأن الكريم من اول سورة الفاتحه الي سورة مريم . وذكر من سورة مريم الي اخر القران 33 مره . ولفظ كلا ورد في القران الكريم علي ثلاث معاني المعني الاول حرف رجع وجزر كما في قوله تعالي ( كلا ان معي ربي سيهدني ) . وجاءت كلا بمعني نعم كما في قوله تعالي ( كلا والقمر ) وجاءت بمعني حقا كما في قوله ( كلا ان الانسان ليطغي ان راه استغني ) البحر امام موسي . وفرعون وراء موسي . واصحاب موسي تنصلوا من موسي . فماذا يفعل موسي . تصدر الاوامر العليا بالكاف والنون ان
    اضرب بعصاك البحر فأنفلق ..

    قلق وخوف ينتاب كثير من الناس من المستقبل، فالدلالات توحي بأن المستقبل يحمل في طياته صوراً وأشكالاً مفزعة ومخيفة، فمسببات الخوف كثيرة ومتنوعة: الخوف من الأمراض، ومن الفقر، ومن الحروب، ومن الجريمة، ومن الإخفاق، ومن الموت، ومن المجهول...

    وقد تكون هذه الصورة صحيحة للمستقبل وقد لا تكون إلا إنها تشكل خوفاً ورهبة شديدة في النفوس تزيل كل السعادة الآنية التي يعيشها المرء، وتدمر الطموح الدافع للرقي والتقدم. فالخوف يمنع الفكر عن التفكير السليم للاستنتاج والاكتشاف والتحليل وإيجاد الحلول للأزمات التي تمر بها الأمة، وإذا سيطر الخوف على الإنسان قتله قبل أن يواجه الواقع الذي يرهبه.

    وليس المطلوب منا كيف نتعامل مع هذا الخوف وإنما المطلوب هو اجتثاث هذا الخوف من عقولنا وأفئدتنا، فخوفنا أكثره أوهام طوقناه حول أنفسنا، وغرسناه في أنفسنا، ونسجناه في أفئدتنا؛ حتى أصبحنا نخاف من كل شيء حتى ظلنا. لهذا يتطلب الأمر إعادة التأمل في حقيقة الخوف والتأكد من صحة رؤيتنا فقد يتحتم الأمر إعادة صياغة لأفكارنا ومفاهيمنا، وإن جاز التعبير قد نحتاج عقلاً جديداً.

    علينا أن نعيد النظر مرة أخرى في حياتنا لنتأمل: هل فعلاً ما نراه هو واقعي؟ إن لكل شيء في هذا الوجود وجهان إيجابي وسلبي ونظرتنا يجب أن تكون متوازنة حتى لا يحكمنا تصور خاطئ، إننا نُتعب أنفسنا ونخطئ عندما تكون نظرتنا أحادية ناقصة، ونحن بهذا نخسر أكثر مما نكسب. فالحياة شئنا أم أبينا تتشكل من الخير والشر، والسعادة والشقاوة، وقد نتجه بقصد إلى أحد جوانب الحياة ونترك الجانب الآخر، وإذا كنا كذلك فنحن لا نعرف حقيقة الحياة بعد، وإنما نعرف نصف الحياة. وهذه النظرة النصفية تسبب لنا خيبة أمل وتدمير لطموحاتنا.

    ومن طرق التغلب على الخوف هو التعرف على مصدر الخوف فأنت لا تستطيع أن تتعامل مع الخوف ما لم تتعرف عليه، ويتطلب الأمر أحياناً مواجهة مصدر الخوف، فقد يكون الخوف من شيء ما أشد من الشيء نفسه.لذا أعط هذا الخوف الدرجة المستحقة من الاهتمام، وانظر نظرة شمولية إلى هذا المصدر، وتأمل الوجه المشرق فيه، فأكثر الناس مثلاً يخافون من الموت، وذلك لأنهم نظروا إلى نظرة أحادية من جانب واحد، ولكن لو نظرنا إلى صورة الموت بصورة شمولية لوجدنا أن الموت طريق إلى الجنة بإذن الله، وهو راحة للمؤمن من هذه الحياة التي بُنيت على نكد وعناء؛ بل أن المؤمن في آخر الزمان يتمنى الموت ويطلبه فقد ثبت عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" وقال ابن مسعود:"سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه" وكان سفيان الثوري إذا اغتم رمى بنفسه عند وهيب قال فقال له: يا أبا أمية أتدري أحدا يتمنى الموت؟ قال وهيب: أما أنا فلا. قال له سفيان: أما أنا فوالله لوددت أني مت. ووالله لوددت أني مت قالها ثلاثا. فالصورة الإيجابية للموت تجعلك لا تخافه؛ بل تتجه إليه بكل قوة وإقدام، وبهذا الأمر انطلق عمير بن الحمام - وفي يده تمرات يأكلهن ـ قائلاً :"بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء" ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه وقاتل حتى قتل، وهو يقول:
    ركضا إلى الله بغير زاد --- إلا التقى وعمل المعاد
    والصبر في الله على الجهاد --- وكل زاد عرضة للنفاد
    غير التقى والبر والرشاد
    ولم أجد حقيقة مثل الإيمان والتوكل على الله والثقة به سبحانه للتغلب على الخوف بكل أنواعه، فالإيمان الصادق يوّلد في النفس الطاقة الدافعة لطرد الخوف، فتسكن النفس وتطمئن ويشعر المرء بالأمان والاستقرار حتى وإن كان في قلب المعركة؛ لأن القلب قد تعلق بالله عز وجل فلا يرهب ولا يخاف إلا الله، فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وقال تعالى فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ وقال جل ذكره فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

    إننا ندرك الصورة الظلامية للمستقبل، ونستيقن أنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه، ونعلم يقيناً أن هناك أمراضاً فتاكة وخطيرة ستظهر، وأن القتل ومعدل الجريمة سيزداد، والأفكار المنحرفة يكثر قائلها ومروجيها، كل ذلك وغيره نعلمه ولا نقوله تخرصاً ورجماً بالغيب؛ بل بذلك أخبر المصطفى عليه صلواته الله وسلامه. ولكن مع هذا الشر المتصاعد فإن الأمل والاطمئنان يزداد في قلوبنا فالله حافظ دينه وأوليائه، فالحق وأهله باق وظاهر لا تضره فتنة، ولا يضرهم من خالفهم أو خذلهم، فهم باقون في هذه الحياة حتى ينزل عيسى عليه السلام فيقتل الدجال، وأن هذه الأمة لن يسلط الله عليها عدوا من سوى أنفسهم فيهلكهم، ونحن مطمئنون لأن الأمر أولاً وآخراً بيد الله وأنه لا يستطيع أحد أن يخرج من سلطان الله وإرادته، فكلهم مربوبون لله، فقراء محتاجون ضرورة لله، فنحن لهذا لا نخافهم ولا نرهبهم .




    الخوف عند ألأطفال.

    كيف تساعدين أطفالك في التغلب على مخاوفهم.

    أحياناً يبدو العالم بالنسبة للأطفال الصغار مكاناً مرعباً، والأشياء التي تبدو لنا ككبار طبيعية وآمنة تماماً، قد تبدو لهم مؤذية ومخيفة. يجب أن يعلم الأبوان أن الخوف شعور إنساني طبيعي وأن كل الأطفال يشعرون بالخوف في أوقات معينة في حياتهم وأن هذا الخوف هو جزء طبيعي في تطورهم. بمساعدة ورعاية الأبوين، يمكن للطفل أن يفهم مخاوفه ويعرف كيف يتغلب عليها.

    الأسباب الرئيسة فى مخاوف الأطفال

    يقسم د. تامر الجويلى – مدرس الطب النفسى بجامعة القاهرة – مخاوف الأطفال كالآتى:

    ,* الخوف من الغرباء يبدأ الطفل فى اكتشاف أن هناك أشخاص قريبين منه وآخرين ليسوا كذلك، وهذه هي بداية ما يسمى بالخوف من الغرباء

    * الخوف من الانفصال وفوبيا المدرسة

    الخوف من الغرباء يتحول بعد ذلك إلى خوف من الانفصال، وهو خوف الطفل من الانفصال عن أمه أو عن الشخص الذى يرعاه وكذلك الخوف من بيئة جديدة لم يعتاد عليها. الخوف من الانفصال يكون طبيعياً حتى سن السادسة ولكن يمكن أن يتحول بعد ذلك إلى فوبيا المدرسة وهو مرض وليس مجرد خوف. يجب أن تختفى ;فوبيا المدرسة فى أول 3 سنوات من عمر الطفل، وإذا لم يحدث ذلك، قد يحتاج الأمر لعلاج نفسى متخصص.

    * المخاوف المكتسبة

    الخوف من الأشباح، الظلام، لعب معينة، الأصوات العالية، ..الخ، كلها أمثلة للمخاوف المكتسبة حيث أنها تكتسب عن طريق التعلم.

    على سبيل المثال، إذا شاهد الطفل فيلماً مرعباً عن الأشباح، العنف، أو الظلام سيخاف منها وسترتبط هذه الأشياء لديه بالخوف. يوضح د. تامر أنه فى السن الصغير يتعلم مخ الطفل من خلال الربط بين الأشياء. على سبيل المثال، إذا تعلم الطفل أن يشعر بالأمان من خلال البصر
    فيجب أن تكون لديه رؤية واضحة طوال الوقت، وبما أن الظلام يهدد بصر الطفل فبالتالى يهدد شعوره بالأمان لأنه اعتاد على رؤية الأشخاص الذين يعرفهم ويشعر بالأمان معهم.

    يقول د. تامر;قد تتعلق المخاوف المكتسبة أيضاً بالبيئة.على سبيل المثال، الأطفال الذين يعيشون فى الريف قد لا يخافون من حيوانات الحقل حيث أنها حولهم فى كل مكان، ولكن قد يخافون من الأشباح، أو من بعض القصص الأسطورية التى تحكى فى بعض الأرياف مثل الريف المصرى. على الجانب الآخر، قد يخاف طفل المدينة من حيوانات الحقل لأنها ليست مألوفة بالنسبة له.

    *الوالدان

    قد يكون الوالدان دون قصد هما السبب فى مخاوف طفلهما. فهما قد يعرضان طفلهما لسماع قصص مخيفة سواء منهم أو من مربيته أو من أى شخص يقوم برعايته، أو قد يهمل الأبوان الإشراف على ما يشاهده الطفل فى التليفزيون أو عن طريق الإنترنت أو ما يسمعه فى الراديو، أو قد يقوم الأبوان بمناقشة موضوعات أمام الطفل لا يستطيع استيعابها، أو قد يكون أحد الأبوين يعانى من مخاوف خاصة به (مثل الخوف من الظلام، الأشباح، …الخ.) حيث يمكن أن تنتقل هذه المخاوف إلى الطفل.

    * البيئة المحيطة بالطفل

    قد يكون الطفل خائفاً من البقاء فى البيت بمفرده أو تحت رعاية أخيه الأكبر دون إشراف أبويه أو شخص كبير خاصةً إذا كان هذا الأخ الأكبر يتربص به أو يخيفه كنتيجة لغيرته منه.

    *التجارب المؤلمة

    إن تعرض الطفل لتجربة أليمة مثل مرض أحد أفراد الأسرة القريبين له، أو حدوث وفاة فى الأسرة قد يسبب له الخوف بل قد يكون سبباً فى إصابته باكتئاب فى حياته فيما بعد.

    * الخلافات الزوجية

    الخلافات الزوجية من أهم الأسباب وراء عدم شعور الطفل بالأمان وقد يتوجه خوف الطفل إلى شئ آخر مثل لعبة معينة أو الظلام، …الخ. هذا خوف ارتباطي، حيث لا تكون اللعبة هى السبب الرئيسي فى الخوف.

    *نقص المعرفة

    نقص معرفة الأطفال وعدم فهمهم للأمور بشكل جيد من الأسباب الشائعة الأخرى وراء مخاوف الأطفال. على سبيل المثال، قد لا يستوعب الطفل مفهوم النكتة، فقد يداعبه شخص كبير ويقول له أنه معجب بأصابعه الصغيرة وأنه سيأخذها معه، فى هذه الحالة قد يفهم الطفل هذا الكلام على أنه حقيقة ويصبح خائفاً من ذلك الشخص ومن الموقف ذاته.

    *استقلالية الطفل واعتماده على نفسه

    عندما يبدأ الطفل فى الاعتماد على نفسه، مثل مشيه وحده لأول مرة، قد يتملكه الشعور بالخوف. سريعاً ما يبدأ الطفل فى ملاحظة أنه مثلما يستطيع المشي والابتعاد عن أمه أو عن الشخص الذي يقوم برعايته يمكن لأمه أيضاً أو لذلك الشخص أن يبتعد عنه، ومن الصعب على الطفل أن يشعر بالأمان خلال هذه التغيرات.

    كيفية تهدئة مخاوف الأطفال

    * استمعا لطفلكما

    اسمحا لطفلكما بالاعتراف بمخاوفه ومناقشتها. احترما مخاوفه وتقبلاها دون الحكم عليه أو السخرية منه لأنها بالنسبة له تعتبر مخاوف حقيقية. هذه هي أفضل طريقة لمساعدة طفلكما.

    تعاملا مع مخاوف طفلكما المتعلقة بالمدرسة

    يوضح د. تامر أن الآباء يجب أن يتعاملا بشكل مباشر مع مخاوف طفلهما المتعلقة بالمدرسة. يجب أن يعرف الأبوان ما إذا كان أحد يتربص بطفلهما فى المدرسة، أو ما إذا كان أحد مدرسيه يعامله بعنف، أو إذا لم يكن الطفل قادراً على منافسة زملائه، أو إذا كانت لديه مشاكل أخرى.

    الأطفال الحساسين قد يكونون أكثر عرضة لهذه النوعية من المخاوف. فى البداية، تعتبر المدرسة بالنسبة للطفل مكاناً مخيفاً ولمساعدة الطفل فى التغلب على هذه المخاوف، يجب أن يكون هناك جهد مشترك من قبل الأبوين والمدرسة معاً. هناك سبب آخر فى هذه النوعية من المخاوف وهو أن تكون الأم نفسها لديها خوف من الانفصال مما ينعكس على طفلها.

    خلصا طفلكما من خوفه بتعريضه تدريجياً للشئ الذى يخيفه

    عرضا طفلكما تدريجياً للشئ أو الحيوان أو الموقف الذى يخيفه. بتكرار تعريض الطفل لما يخاف منه، سيستطيع الطفل فهم الأمر أياً كان الشئ الذى يخاف منه، وسيختفى السبب وراء خوفه. على سبيل المثال، إذا كان الطفل خائفاً من القطط، يمكن لوالديه أن يعرضاه لرؤية القطط تدريجياً باصطحابه لمكان به قطة لكى يراها الطفل من بعيد. بعد مرة أو بعد عدة مرات من مشاهدة القطة، يمكن للطفل أن يقوم بالتربيت عليها إذا أبدى استعداداً لذلك، ثم يمكنه بعد ذلك إطعامها، ..الخ. هذا يجب أن يتم بتدريج شديد، فبهذه الطريقة سيستطيع الطفل التحكم فى الشئ الذى يخيفه وبذلك يستطيع فهم مخاوفه والتعامل معها.

    ساعدا طفلكما على التحكم فى خياله

    ينصح د. تامر قائلاً: "اجعلا طفلكما يتحدث عن المخاوف الموجودة بخياله، وحاولا أن تجعلاها ظريفة أو مضحكة. الهدف هو استخدام الشئ نفسه الذى يخيف الطفل – على سبيل المثال الشبح - فى مساعدته فى السيطرة على خياله وبالتالى التغلب على مخاوفه." على سبيل المثال، يمكن أن يطلب الأبوان من الطفل تخيل الشبح بشكل مضحك مرتدياً قبعة كبيرة ملونة أو ملابس المهرج.

    تخلصا من مصدر الخوف

    حاولا بقدر الإمكان التعرف على الأشياء التى تخيف طفلكما مثل الأصوات المزعجة، مشاهد معينة، الخلافات الزوجية، …الخ، ثم تخلصا منها.

    كونا على دراية بمخاوفكما

    يجب أن يكون الوالدان على دراية بمخاوفهما هما ويجب أن يتعاملا معها بشكل فعال لكى لا ينقلاها لطفلهما. إذا لم يتمكن الأبوان من التعامل مع مخاوفهما قد ينقلاها إلى طفلهما، فخوف الأم من الظلام على سبيل المثال ونومها والنور مضاء قد ينتقل بسهولة إلى الطفل. إذا انتقل هذا الخوف للطفل، فيجب أن يتولى التعامل مع هذا الموقف الطرف الآخر الذى لا يعانى من ذلك الخوف
    الخوف من الموت.

    الخوف من الموت : مرض يعتري الإنسان من الموت على سبيل العموم ، ومن الظواهر المتفرعة عنه : الخوف من الدفن حيا ، ومن رؤية الدم ، ومن حالات الإغماء ، ومن منظر الأموات والجثث 0

    والمصاب بهذا المرض يتحاشى رؤية هذه المخاوف ، ويتجنب المشاركة في الدفن والذهاب مع الجنازات ، بل ويخشى من ذكر الموت لأنها تشترك مع حقيقة الموت ، وتوحي بشيء أليم في النفس الإنسانية 0

    وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو 0

    وقد وصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت وقال تعالى ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت

    أسباب الخوف من الموت : -
    إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
    1- غموض حقيقة الموت
    2- الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي
    3- الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال
    4- انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه

    طرق العلاج : -
    تمهيد : ان التوصل إلى تخليص المريض من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف – كما سبق بيانه – فطري ، لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية

    ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضى والقبول

    اسأل نفسك
    هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ أو هل يمكن التخلص منه ؟
    والجواب بدهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي

    قال تعالى { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }
    وقال تعالى { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل }.
    وقال تعالى { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } .

    مادام الأمر كذلك فلماذا أخاف من الموت ؟

    هل لأنه يعني الفناء؟

    أو لأنه يعني الانتقال من حياة دنيا إلى حياة أخرى.

    الدهريون والماديون يقولون بالفناء قال تعالى على لسانهم : { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } وهي رؤية قاصرة لاعتمادها الحواس في وضع المقاييس الوجودية ، وأشد ما فيها من الإحباط اعتبار الإنسان كباقي المخلوقات الحية،وأي فضل في هذا للإنسان؟

    هل أنت من هؤلاء - إن كنت كذلك-فلك الحق بخوفك ، ولكن ليس من دليل عقلي أقوى على كون الموت بداية لحياة أخرى من تفرد الإنسان في تكوينه الجسدي والعقلي والروحي والنفسي عن باقي المخلوقات قال تعالى : {ولقد كرمنا بني آدم }.

    وقال تعالى { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون. أو آباؤنا الأولون .قل نعم وأنتم داخرون } .

    وقال تعالى { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } .

    وقال تعالى { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } .

    فالموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة.

    وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام؟

    إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! .

    وتسألني متى ذلك؟

    نعم يكون ذلك يوم البعث ، يوم يبعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين .

    قال تعالى واصفا وجوه المؤمنين وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة .

    وقال تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا

    وقال تعالى تعرف في وجوههم نضرة النعيم

    والنضرة حسن يلحق بالوجه .

    قد يقول قائل إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم . وهذا يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان .

    أقول نعم ، ولكنه بعد الموت.

    ولو سألت ميتا منذ آلاف السنين بعد بعثه كم لبثت؟

    ليقولن يوما أو بعض يوم .

    فراق هذا شأنه لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة.

    فقد بكى النبي -صلى الله عليه وسلم-على سعد بن عبادة فقال (( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانه - أو يرحـم )) .

    وبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - على ولده إبراهيم فقال له عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه-
    وأنت يا رسول الله ؟ فقال ( يا ابن عوف إنها رحمة.إن العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) .

    فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت.

    فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة،لقاء يعقبه محبة ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي.

    أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ،وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ .

    قال تعالى { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } .

    وقال تعالى { إذ تبرأ الذين اُتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} .

    وإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فلا لقاء بينهم البتة لاختلاف المصير ، أما المنافقون فيحال بينهم وبين المؤمنين بعد بعثهم فتجدهم يتوسلون إلى المؤمنين طمعا للاهتداء بنورهم ولا مجيب لهم .

    قال الله تعالى { يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم . يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم . قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب . ينادونهم ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغرّكم بالله الغرور } .

    فاحرص على تأسيس بيتك على التقوى وعاشر الأتقياء وتلمس خطاهم حتى تحشر معهم.

    تقول إنك تخاف من الموت لأنك تخاف على عيالك الضيعة .

    فمن حقك أن تخاف ،فقد قال تعالى { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله }.

    ولكن هل تركت عيالك لغير الله ؟ لو فعلت ذلك لكنت معك في هذا الخوف ؟ أما وأنك قد تركتهم على الله فإن الله لن يضيعهم ؟ فكم من يتيم أصبح من أغنى الناس ، ألم تسمع بقصة الغلامين اليتيمين في سورة الكهف.

    وكيف أن الله حفظ مال والديهما بعد وفاتهما رحمة منه وفضلا.

    وتذكر دائما أن الله هو الرازق ذو القوة المتين وأنه أخذ على نفسه رزق العباد فقال:{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون }.
    ٍ
    بقي لك أن تقول أخاف الموت خوفا من المعاصي التي ارتكبتها ، أقول : إن خوفك هذا مِئَنّةُ على إيمانك.

    والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة، وما اجتمعت في قلب مؤمن قط إلا أعطاه الله ما يرجو و آمنه مما يخاف.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إلى الله بمثل خوفه ورجائه ومحبته ،ومتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ،ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه).

    وقال أبو حامد الغزلي: ( فالخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب) فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى والاغترار به ،أخذ الإنسان بالخوف. وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل.وذلك لتحقيق التوازن بينهما ).

    قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أن أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }.

    أفعال مساعدة
    لم يكن ما تقدم من أمور إلا مواد أولية عاجلة قدّمت للمؤمنين للتخفيف من وطأة الخوف والتهوين من المخاوف المترتبة عليه.

    وهناك مندوبات ومستحبات تُسهم في تخفيف من عبء هذا المخوف على النفس الإنسانية.

    1- ذكر الموت بزيارة القبور والمشاركة في الجنازات .

    قال رسول الله - صلىّ الله عليه وسلّم- (أكثر ذكر هادم اللذات).

    وعن بريدة بن الحصيب –رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ((إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة )).

    وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-((كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنه ترق القلب ، وتدمع العين وتذكر
    الآخرة ولا تقولوا هجرا)).

    2- تعريض المصاب لرؤية الجنائز والأموات والجثث والدماء ومناظر الإغماء يسهم في التغلب على هذه المخاوف الطبيعية ، وهي من الوسائل التربوية لكثير من أصحاب المذاهب الحديثة في التربية.

    يقول أحد علماء النفس : ( افعل الشيء الذي تتهيبه فإذا موت الخوف محقق).

    وإذا استعرضت حياة الصحابة في أثناء تأديتهم للمهام القتالية رأيت كيف يفر الموت منهم،فرار الخائف من أسد هصور.

    وقد قيل : (اطلب الموت توهب لك الحياة ).

    3- القيام برحلات طويلة منفردة للقضاء على الخوف من الفراق والذي يحمل معه دائما فكرة الموت وهذا جائز للضرورة .

    وقد علق ابن الحجر رحمه الله-على قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحدة)).

    فقال (( وحالة المنع مقيدة بالخوف مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة))

    ولما كانت الضرورة تقضي بالسفر لا مانع من ذلك شريطة عدم وقوع ضرر أكثر من الخوف المطلوب علاجه.

    4- المعالجة بطريقة العزل في بيوت الصحة منفردين عن عائلاتهم،وهي طريقة -واير ميتشل -.

    ويماثل هذه الطريقة ما يقوم به الآباء من جعل غرف نوم خاصة لأطفالهم الصغار بعيدة عنهم حيث تعطي هذه الطريقة أُكلها باعتماد الطفل على نفسه وتخفف من وقع فراقه لأمه حتى يصبح الفراق أمرا طبيعيا.

    5- لما كانت فكرة الموت غالبة في الحروب فقد أوصى علماء النفس العسكري المقاتلين بما يلي
    أ- أن يجهز المقاتل نفسه لقبول الأمر الأسوأ مع محاولة تفادي هذا الأمر.
    قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..}.
    وقال أيضا {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.

    ب- تقبل الأمر المحتوم بالرضى والتسليم.
    قال –صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن ،إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

    ج- استخدام قانون المعدلات، وتغليب الفأل على الشؤم .
    يقول - فر يدريك ج.- مالستد صديق دايل كارنيغي مؤلف كتاب .(دع القلق وابدأ الحياة):في مطلع حزيران سنة 1944، ( وكنت مستلقيا في خندق مستطيل قلت في نفسي : هذا يشبه القبر.وعندما حاولت الاسترخاء والنوم فيه شعرت أنه قبر فلم أستطع سوى القول :ربما هذا قبري وعندما بدأت القنابل الألمانية تنهمر عند الساعة الحادية عشرة تجمدت خوفا ولم أستطع النوم خلال الليالي الأولى وفي الليلة الرابعة أو الخامسة انهارت أعصابي تقريبا .وعرفت أنني إذا لم أفعل شيئا،فإنني سأصاب بالجنون.فذكرت في نفسي أن خمس ليال قد مضت وما زلت حيا ، وكذلك قد مضت وما زلت حيا،وكذلك الأمر بالنسبة لكل رجل من مجموعتي ولم يجرح سوى اثنين ،وليس بسب قنابل الألمان ،بل بسب شظايا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:08 pm