آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110أمس في 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110أمس في 3:05 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» حقيقة الإسلام العلماني
فقه المنع والعطاء الرباني Ooou110السبت أبريل 20, 2024 8:37 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

فقه المنع والعطاء الرباني Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9627 مساهمة في هذا المنتدى في 3190 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 288 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو دينا عصام فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    فقه المنع والعطاء الرباني

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود فقه المنع والعطاء الرباني

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد فبراير 12, 2023 7:42 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدَ لله؛ نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له،
    ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
    والصلاة والسلام علي نبي الرحمه والهدي ومفتاح الجنان وحبيب الرحمن وسيد ولد عدنان محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه

    فقه المنع والعطاء الرباني

    الرضا بمكروه القضاء من أرفع درجات اليقين، وهي أن يمتلئ قلبك رضىً عن الله في السراء وفي الضراء، في الغنى وفي الفقر، في الصحة والمرض، في الزواج وفي عدم الزواج.
    إنَّ العطاءَ والمنعَ الدنيويَّ لا يُبنى عليه معيارُ محبةِ اللهِ عبدَه أو بغضِه له، وإنما يُعرفُ ذلك الحبُّ والبغضُ بالعطاءِ الدينيِّ ومنعِه، كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15 - 17]، ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]،
    وقال النبيُّ: ((إنَّ اللهَ يُعطي الدنيا من يحبُّ ومن لا يحبُّ، ولا يعطي الإيمانَ إلا من يحبُّ))؛ رواه أحمدُ وصححه الحاكمُ والبيهقيُّ والذهبيُّ.

    إنَّ منعَ اللهِ قَدَرٌ مُحْكَمٌ قد جرى به القلمُ قبلَ خلْقِ الخليقةِ؛ فلا معطيَ لما مَنَعَ وإن اجتمعَ على الإعطاءِ كلُّ الخلقِ وكان بعضُهم لبعضٍ ظهيرًا،
    وقد كان النبيُّ يجذِّرُ هذه العقيدةَ في قلوبِ أمَّتِه مذكِّرًا بها كلَّ صلاةٍ بعد رفعِه من ركوعِه وبعد فراغِه من صلاتِه، قائلًا -
    كما صحَّ عنه -: ((اللهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لما منعتَ)).
    غيرَ أنَّ هذا المنعَ الربانيَّ عطاءٌ غدقٌ من وجهٍ لا يبصرُه إلا من فَقُهَ عن اللهِ أمرَه، وارتوتْ نفسُه بالرضا عن أقدارِه،
    ولم تكنْ نظرتُه للحوادثِ حبيسةَ واقعٍ ذي قُطْرٍ محدودٍ وزمنٍ محدودٍ، كما قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

    فالمؤمن الحق يدرك تمام الإدراك أن في العطاء كما في السلب فتنة واختبار؛ قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]،
    كما يعلم أن السبب في هذا العطاء أو المنع هو الحكمة الإلهية التي وسعت كل شيء علمًا، فعلمتْ أن هناك أشخاصًا لو أغناهم الله لصلحت نفوسهم، ولو أفقرهم لساء حالهم، والعكس صحيح، فهناك من لو أغناه الله لفسد وبعُد عن الله، فكان العطاء شرًّا له، ومنهم من لو أفقره الله لزاد تعلُّقه بالله، وقُربه منه، وصلحت حاله مع الله، فكأن الفقر خيرٌ له، والمؤمن في كلتا الحالين أمره عجب كما أشار إلى ذلك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"[1]، وفي الآخرة يكون الجزاء العظيم لكلا الفريقين.
    وقد ضرب القرآن الكريم مثلًا من المؤمنين - وعلى رأسهم الأنبياء - في مسألة عطاء الله ومنعه، وكيف تعاملوا معها، فقد أعطى الله نبيه سليمان عليه السلام من العطاء والملك ما لم يعطه لأحد من بعده،
    قال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام: " ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [ص: 35 - 39]،
    ولقد فطن سليمان عليه السلام إلى هذه النعم والعطايا، وأدرك واجبه نحوها، وعلِم أن في الشكر زيادتها وأداء حقها:
    ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، وأن في كفرها العذاب الشديد:
    ﴿ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]،
    لذلك قال سليمان عليه السلام عندما أُحضر إليه عرشُ بلقيس ملكة سبأ قبل أن يرتد إليه طرْفه:
    ﴿ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]،
    لذا مدحه الله بقوله: ﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 30]؛
    أي: كثير الرجوع والإنابة والتوب إلى الله، وقال أيضًا: ﴿ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ [ص: 40].
    أما إذا نظرنا إلى منع عطاء الله بين الأنبياء، فنجده يتمثل خيرَ تمثيل في نبي الله أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله تعالى بالمرض العضال، وذلك أن الشيطان سُلِّط على جسده ابتلاءً من الله وامتحانًا، فنفخ في جسده فتقرح قروحًا عظيمة، مكث مدة طويلة،
    واشتد به البلاء"، فلم يَجزع ولم يقنط من رحمة ربِّه به، فما كان منه إلا أن صبر وشكر؛
    قال تعالى: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]، لذلك لم يشتك إلا لربِّه، ولم يلجأ إلا لسواه؛
    قال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84]،
    فكان بصبره هذا ونجاحه في تحمُّل الابتلاء قدوةً للعابدين المؤمنين الصابرين

    وقد يكون في منع النعمة أو الخير عين العطاء من الله عز وجل، وهي حكمة لا يفهمها إلا أولي البصائر، وقد فطن لهذا المعنى سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه، فقال في حكمه: "ربما أعطاك "الله" فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء.
    ومعنى قول سيدي ابن عطاء الله أنه ربما يعطي الله عبدًا نعمًا كثيرًا تمناها فتكون هذه النعم سببًا في ميله إلى الشهوات أو الفتنة أو تكون سببًا في مرض أو ضياع دين أو بعد عن الله، وربما منع الله عن العبد ما يطلبه فيكون ذلك سببًا في منع بلاء أو توفيق لشئ آخر أفضل أو يكون ذلك سببًا في القرب من الله.
    فربما أعطاك عز الدنيا ومنعك عز الآخرة ، وربما أعطاك إقبال الخلق عليك ومنعك من الأنس بالملك الحق ،
    وربما أعطاك المنصب والمال ومنعك من الراحة واحترام الناس لك .... وهكذا قل ما شئت .
    فمن فهم الحكمة من العطاء والمنع أصبح المنع من زخارف الدنيا هو عين العطاء لأنه منع عنك ما يشغلك عنه .
    مثل المريض الذي يمنعه أهله من لذيذ الطعام والشراب لماذا ؟ حبا له  ورغبة في سرعة شفائه وتعافيه وليس كراهية له ، فالمريض يتألم من المنع والمنع هو عين العطاء له ، حيث يسرع منع لذيذ الطعام والشراب في زوال المرض ومجيئ الصحة والعافية .
    وهذا المعنى قد أشار إليه حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
    : " إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن وهو يحبه، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه " رواه أحمد وصححه الألباني في "صحيح الجامع"
    وأمر المؤمن كله خير سواء كان في ضيق أو في يسر، يقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم:
    "عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له".
    وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت".

    وبين الحبيب المصطفي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن من أسرار سعادة ابن آدم رضاه بالقضاء فعن سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة بن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة بن آدم سخطه بما قضى الله له".

    وأقوال الصحابة الكرام كثيرة في فضل الرضا بما قسمه الله، من ذلك ما روي عن أم الدرداء
    تقول: "إن الراضين بقضاء الله الذين ما قضى لهم رضوا به، لهم في الجنة منار ليغبطهم بها الشهداء يوم القيامة".
    ويقول حبر الأمة عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما-: أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله تعالى على كل حال.
    وهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "لأن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن ليته كان".

     كما أشار إليه حديث قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    قَالَ : " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ " أخرجه الترمذي والطبراني والحاكم والبيهقي فى شعب الإيمان وابن حبان وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

     قال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" :    
    ?دنيا) يعني: يحميه من فتنة الدنيا، من فتنة أموالها وبهرجها وزخرفها وزينتها، (الدنيا) أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة ،
    (كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) أي شربه إذا كان يضره، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء، فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عن الدنيا حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة، والله - تعالى -لأوليائه ناصر، ولهم منها حافظ وإن أرادوها.

     وقال ابن الجوزي رحمه الله في "صيد الخاطر"  :  
    ي قول شيبان الراعي لسفيان: يا سفيان عد منع الله إياك عطاء منه لك، فإنه لم يمنعك بخلا، إنما منعك لطفا.
    فرأيته كلام من قد عرف الحقائق، فإن الإنسان قد يريد المستحسنات الفائقات فلا يقدر، وعجزه أصلح له، لأنه لو قدر عليهن تشتت قلبه، إما بحفظهن أو بالكسب عليهن، فإن قوى عشقه لهن ضاع عمره وانقلب هم الآخرة إلى اهتمام بهن، فإن لم يردنه فذاك الهلاك الأكبر، وإن طلبن نفقة لم يطقها كان سبب ذهاب مروءته وهلاك عرضه، وإن أردن الوطء وهو عاجز فربما أهلكته أو فجرن، وإن مات معشوقه هلك هو أسفا. فالذي يطلب الفائق يطلب سكينا لذبحه وما يعلم،

    وكذلك إنفاذ قدر القوت فإنه نعمة، وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
    قال: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) ومتى كثر تشتت الهمم،
    فالعاقل من علم أن الدنيا لم تخلق للتنعيم، فقنع بدفع الوقت على كل حال. ]

    العطاء من صفات الأنبياء والمؤمنين :
    فإنه يعني أن الإنسان شحيح ، وحريص على ما في يديه ، لكنه إذا اتصل بالله عز وجل أصبح سخياً ، كما أنه يتلقى من الله عطاء ، يتقرب إلى الله بكمال مشتق من كماله فيعطي ، فلذلك الأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ،
    والمؤمن يبني حياته على العطاء ، كيف ؟

    " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى " [الليل:5-6] .
    بنى حياته على العطاء ، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء ، العطاء سمة عميقة من سماته ، فيعطي من وقته ، ويعطي من ماله ، ويعطي من خبرته ، ويعطي من عضلاته في سبيل مرضاة الله عز وجل ،
    لذلك قال الله تعالى : " مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً " [البقرة:245] .
    فأيّ عمل صالح فهو في حقيقته قرض لله عز وجل .

    المنع هو عطاء من الحكيم :
    الآن : إذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ، وأحياناً :
    " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ " [الشورى:30] .
    في آية ثانية : " وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ " [التغابن:11] .
    إلى حمتها ، فإذا كشف الله لك الحكمة فيما ساقه إليك عاد المنع عين العطاء ،
    ومن أدق الأحاديث الشريفة : " إن الله ليحمي صفيه من الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام " في رواية أخرى :
    " إن الله ليحمي صفيه من الدنيا كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة " [أخرجه البيهقي عن حذيفة بسند فيه ضعف] .
    حينما تؤمن أنك بعين الله ، وبعنايته ، وبرعايته ، وبحكمته ، وأن الذي ساقه إليك محض محبة ، ومحض حكمة ، ومحض خير ترضى عن الله .
    كان أحدهم يطوف حول الكعبة فقال : " يا رب ، هل أنت راضٍ عني ؟ كان وراءه الإمام الشافعي ، قال له : يا هذا ، هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له : سبحان الله ! مَن أنت يرحمك الله ؟ قال له : أنا محمد بن إدريس ، قال له : كيف أرضى عن الله ، وأنا أتمنى رضاه ؟ هذا الكلام ما فهمه ، قال له : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله " والدليل : " رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ " [المائدة:119] .
    يجب أن ترضى عن الله ، يجب أن ترضى عن قضائه وعن قدره ، وعن حكمته ، حين جعل إنسانا ذا دخل محدود ، يا رب ، لك الحمد ، وإذا جعل إنسانا آخر بدخل غير محدود ، يا رب ، لك الحمد ، تتمتع بصحة جيدة ، يا رب ، لك الحمد ،
    فيك بعض الأمراض ، يا رب ، لك الحمد ، زوجة صالحة جداً ، يا رب لك الحمد ، زوجة متعبة ، يا رب لك الحمد .

    عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " [مسلم] .
    " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى "
    أحيانا يمضي الإنسانُ سنوات طويلةً في الدراسة في بلد أجنبي ، ولا دخل له ، ووالده فقير ، فيشتغل هذا الطالب في مطعم ،
    أو يشتغل حارسا ، ويدرس في النهار ، وضعه المنظور مؤلم جداً ، لكن هذا مستقبله مشرق جداً ، حينما ينال الشهادة ،
    ويعود إلى بلده ، ويعيّن بمنصب رفيع ، وله دخل وفير ، وله مكانة اجتماعية ، ينسى كل التعب الذي أصابه ،
    فلذلك : " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " [الضحى:5] .
    أحيانا يقول الطبيب للمريض : تحمّل الآلام ، إن شاء الله هناك شفاء مع الآلام .
    الإنسان بين يدي ربه مستسلم
    " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " [الضحى:5] .
    هذه الآية لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولكنها تنسحب على كل مؤمن بقدر إيمانه واستقامته وإخلاصه
    " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " [الضحى:5] .
    عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ : " آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ، فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا ، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا ،
    فَقَالَ : كُلْ ، قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ، قَالَ : فَأَكَلَ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ ،
    قَالَ : نَمْ ، فَنَامَ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ ، فَقَالَ : نَمْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، قَالَ سَلْمَانُ : قُمْ الْآنَ فَصَلَّيَا ،
    فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ،
    فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ سَلْمَانُ " [صحيح البخاري] .

    أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ :
    أنت تتلقى من الله العطاء ، لكن ينبغي أن تتخلق بهذا الكمال الإلهي ، أن تعطي ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، المؤمن كريم ، والكرم أحد أساسيات إيمانه ، لأنه أيقن أن الدنيا ممر للآخرة ، وأن ثمن الآخرة العمل الصالح ، وأن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، فبقدر تضحياتك ترقى عند الله .
    والله أنا ألتقي مع بعض الأشخاص يرسل من ماله الشيء الوفير للحق ، للدعوة، لنشر الحق ، لإطعام الفقراء والمساكين ،
    والله أقول له كلمة : أنت تعمل بذكاء وبعقل ، لأنك آمنت بالآخرة ، وتعمل الآن لها .
    " فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "
    " إن لله عملاً بالليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً بالنهار لا يقبله في الليل "
    الله عز وجل يحاسبك على زوجتك ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : " دَخَلَتْ عَلَيَّ خُوَيْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ ، وَكَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، قَالَتْ : فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَذَاذَةَ هَيْئَتِهَا ،
    فَقَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ ، مَا أَبَذَّ هَيْئَةَ خُوَيْلَةَ ! قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، امْرَأَةٌ لَا زَوْجَ لَهَا ، يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ ،
    فَهِيَ كَمَنْ لَا زَوْجَ لَهَا ، فَتَرَكَتْ نَفْسَهَا وَأَضَاعَتْهَا ، قَالَتْ : فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّتِي ؟  : فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ ، قَالَ : فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ "
    [أحمد] .
    " وجاءت في اليوم التالي عطرة نضرة ، فسألتها السيدة عائشة ، ما الذي حصل ؟ قالت : أصابنا ما أصاب الناس " [الطبراني عن أبي موسى الأشعري] .
    حقوق العباد مبنية على المشاححة ، وحقوق الله مبنية على المسامحة ، فالزوجة لها حق ، والابن له حق ، وأنت كطبيب هذا المريض له حق عندك ، يجب أن تنصحه ، وأنت كمحامٍ هذا الموكل له حق عندك ، وأنت كمدرس هذا الطالب له حق عندك .
    " فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ "
    لابد أن يكون العطاء لله والمنع لله :
    من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ، المؤمن عطاءه وفق مبادئه ، يعطي لله ، ويمنع لله ، يرضى بحسب مبادئه ، يرضى ويغضب ، يرضى لله ، ويغضب لله ، يصل لله ، ويقطع لله ، ليس عنده عمل عشوائي ، وعادات وتقاليد مسيطرة عليه ، يتحرك وفق مبادئ وقيم .
    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ ، وَأَعْطَى لِلَّهِ ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ " [أبو داود] .
    الله عز وجل يعطي الصحة والذكاء ، والمال والجمال والقوة للكثيرين من خَلقه ، ويعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، ويعطي الحكمة بقدر ، ويعطي الرضى بقدر ، ويعطي الشعور بالفوز بقدر ، الله عنده عطاءات دنيوية ، وعطاءات أخروية ، وعطاءه غير محدود .  وإذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعك

    والعطاء متعلق بالتوحيد ، كل هذه المعاني الأولى متعقلة باسم الله ( المعطي ) لكن ينبغي أن تتخلق بخلق العطاء ،
    النبي عليه الصلاة والسلام سأله أحد رؤساء القبائل : لمن هذا الوادي من الغنم ؟ قال له : هو لك ، قال : أتهزأ بي ؟ قال له : لا والله ، هو لك فقال : أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وأنت إذا أعطيت أعطاك الله .
    " أنفق ، أنفق عليك " [متفق عليه] .
    " أنفق يا بلال ، ولا تخشى من ذي العرش إقلالا " [أخرجه السيوطي عن بلال] .
    والصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير .
    " باكروا بالصدقة ، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة " [أخرجه البيهقي عن أنس] .
    والله عز وجل يسترضى بالصدقة ، هذه خبرة عند المؤمنين ، والله عز وجل حينما ترجو منه شيئاً ، وتتوسل لهذا الرجاء بصدقة تنفقها على نية التوفيق ، أو تحقيق ما تصبو إليه ، فالله عز وجل يسترضى .
    إذاً : كما أن الله أعطاك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمى الهدى والرشاد ينبغي أن تبني حياتك على العطاء ،
    والناس كما تعلمون على اختلاف مللهم ونحلهم ، وانتماءاتهم وأعراقهم وأنسابهم وطوائفهم لا يزيدون على رجلين ؛
    رجل عرف الله فانضبط بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، وبنى حياته على العطاء فسعد في الدنيا والآخرة ،
    ورجل غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة،
    والآية : " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " [الليل:1-7] .
    المكافأة الإلهية :
    " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " [الليل:5-7] . 9
    وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ وكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" [الليل:8-11] .
    عطاء الله رحمة ،  ومنعه حكمة ،  فكن مع الله يكن معك في كل شيء ، و يحفظك أينما وكيفما كنت!».
    --------------------------------------

    اللهم إنا نسألك أن تحفظ علينا النعم وتدفع عنا النقم
    وأن ترزقنا حلوالحياة وخير العطاء وسعة الرزق وراحة البال ولباس العافية وحسن الخاتمة
    والفردوس الأعلى من الجنة ولوالدينا وأهلنا ومن نحب ..
    والحمد لله رب العالمين


    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:50 am