الطُّمأنينةُ والخشوعُ في الصَّلاةِ
المبحث الأوَّلُ: الطُّمأنينةُ في الصَّلاةِ
الطُّمأنينةُ رُكنٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ؛
وهذا مذهبُ الشافعيَّةِ والحنابلةِ، وقولُ أبي يوسفَ مِن الحنفيَّةِ، وقولٌ عند المالكيَّةِ، وقولُ داودَ، واختارَه ابنُ الهُمامِ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ بازٍ، وابنُ عُثَيمين، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلة مِن السُّنَّة:
1- عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رجلًا دخَل المسجدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في ناحيةِ المسجدِ، فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ عليه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وعليك السَّلامُ، ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فرجَعَ فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ، فقال: وعليك السَّلامُ، فارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فقال في الثَّانيةِ، أو في التي بعدَها: علِّمْني يا رسولَ اللهِ، فقال: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوضوءَ، ثم استقبِلِ القِبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّرَ معك مِن القُرآنِ، ثم اركَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفَعْ حتَّى تستويَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها ))
2- عن زيدِ بنِ وهبٍ الجُهَنيِّ قال: ((رأى حُذَيفةُ رضيَ اللهُ عنه رجلًا لا يُتمُّ الرُّكوعَ والسُّجودَ، قال: ما صلَّيْتَ، ولو مِتَّ مِتَّ على غيرِ الفِطرةِ التي فطَرَ اللهُ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليها ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ قولَه: ((ما صلَّيْتَ)) يدُلُّ على وجوبِ الطُّمأنينةِ في الرُّكوعِ، والسُّجودِ، وعلى أنَّ الإخلالَ بها يُبطِلُ الصَّلاةَ
3- عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تُجزئُ صلاةٌ لا يُقيمُ الرَّجُلُ فيها صُلْبَه في الرُّكوعِ والسُّجودِ
المبحث الثاني: الخشوعُ في الصَّلاةِوهذا مذهبُ الشافعيَّةِ والحنابلةِ، وقولُ أبي يوسفَ مِن الحنفيَّةِ، وقولٌ عند المالكيَّةِ، وقولُ داودَ، واختارَه ابنُ الهُمامِ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ بازٍ، وابنُ عُثَيمين، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلة مِن السُّنَّة:
1- عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رجلًا دخَل المسجدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في ناحيةِ المسجدِ، فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ عليه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وعليك السَّلامُ، ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فرجَعَ فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ، فقال: وعليك السَّلامُ، فارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فقال في الثَّانيةِ، أو في التي بعدَها: علِّمْني يا رسولَ اللهِ، فقال: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوضوءَ، ثم استقبِلِ القِبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّرَ معك مِن القُرآنِ، ثم اركَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفَعْ حتَّى تستويَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها ))
2- عن زيدِ بنِ وهبٍ الجُهَنيِّ قال: ((رأى حُذَيفةُ رضيَ اللهُ عنه رجلًا لا يُتمُّ الرُّكوعَ والسُّجودَ، قال: ما صلَّيْتَ، ولو مِتَّ مِتَّ على غيرِ الفِطرةِ التي فطَرَ اللهُ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليها ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ قولَه: ((ما صلَّيْتَ)) يدُلُّ على وجوبِ الطُّمأنينةِ في الرُّكوعِ، والسُّجودِ، وعلى أنَّ الإخلالَ بها يُبطِلُ الصَّلاةَ
3- عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تُجزئُ صلاةٌ لا يُقيمُ الرَّجُلُ فيها صُلْبَه في الرُّكوعِ والسُّجودِ
الخشوعُ في الصَّلاةِ سنَّةٌ مؤكَّدةٌ،
وذلك باتِّفاقِ المذاهبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحنفيَّةِ، والمالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلَّة:أوَّلًا: مِن الكتابِ
قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1-2]
ثانيًا: من السُّنَّة
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ تجاوَزَ عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أنفُسَها ما لم تعمَلْ أو تتكلَّمْ ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
حديثُ النَّفسِ يُنافي الخشوعَ، ومع ذلك لا يُبطِلُ الصَّلاةَ، ولكنَّه ينقُصُها
: [size=24]الترتيبُ بين أركانِ الصَّلاةِ
الترتيبُ ركنٌ وفرضٌ مِن فروضِ الصَّلاةِ.
الأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في ناحيةِ المسجدِ، فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ عليه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (وعليك السَّلامُ، ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ)، فرجَع فصلَّى ثم جاء فسلَّمَ، فقال: (وعليك السَّلامُ، فارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ)، فقال في الثَّانيةِ، أو في التي بعدَها: علِّمْني يا رسولَ اللهِ، فقال: (إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوُضوءَ، ثم استقبِلِ القِبْلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّرَ معك مِن القُرآنِ، ثمَّ اركَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفَعْ حتَّى تستويَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَّمَ المسيءَ في صلاتِه الصَّلاةَ بقولِه: «ثم... ثم... ثم...» و«ثم» تدُلُّ على التَّرتيبِ
ثانيًا: من الإجماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزمٍ، وابنُ رُشدٍ، والهيتميُّ، والموَّاقِ، والرَّمليُّ
ثالثًا: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واظَبَ على هذا التَّرتيبِ إلى أنْ تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولم يُخلَّ به يومًا مِن الأيَّامِ
وقال: ((صلُّوا كما رأَيْتُموني أُصلِّي ))
: حُكمُ صِفةُ السُّترةِ
السُّترةُ بين يدَيِ المُصلِّي إذا كان إمامًا أو منفرِدًا سنَّةٌ مؤكَّدةٌ، وذلك باتِّفاقِ المذاهبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحنفيَّةِ، والمالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلَّة مِن السنَّةِ:
1- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا صلَّى أحَدُكم فليُصَلِّ إلى سُترةٍ ولْيَدْنُ منها ))
2- عن أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا قام أحَدُكم يُصلِّي، فإنَّه يستُرُه إذا كان بين يديه مِثلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فإذا لم يكُنْ بين يديه مِثلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فإنَّه يقطَعُ صلاتَه الحِمارُ والمرأةُ والكلبُ الأسودُ ))
3- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((سمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذا صلَّى أحَدُكم إلى شيءٍ يستُرُه مِن النَّاسِ فأراد أحدٌ أنْ يجتازَ بين يديه فليدفَعْه، فإن أبى فليُقاتِلْه؛ فإنَّما هو شيطانٌ ))
4- عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((أقبَلْتُ راكبًا على حمارٍ أتَانٍ، وأنا يومَئذٍ قد ناهَزْتُ الاحتلامَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي بمِنًى إلى غيِر جِدارٍ، فمرَرْتُ بين يدَيْ بعضِ الصَّفِّ، وأرسَلْتُ الأتَانَ ترتَعُ، فدخَلْتُ في الصَّفِّ، فلم يُنكَرْ ذلك علَيَّ ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
قولُه: ((يُصلِّي بمِنًى إلى غيرِ جِدارٍ))، فيه: أنَّ الإمامَ يجوزُ أنْ يُصلِيَ إلى غيرِ سُترةٍ
يتحمَّلُ الإمامُ عنِ المأمومِ السُّترةَ.
الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة
1- عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّه قال: ((صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةً بمِنًى، فجِئتُ على حمارٍ لي وقد ناهَزْتُ الحُلُمَ، فمرَرْتُ بين يدَيْ بعضِ الصُّفوفِ، فنزَلْتُ وأرسَلْتُ الحِمارَ يرتَعُ، فدخَلْتُ مع الإمامِ، فلم يُنكِرْ ذلك علَيَّ أحَدٌ ))
2- عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: ((هبَطْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن ثنيَّةِ أذاخِرَ، فحضَرَتِ الصَّلاةُ- يعني فصلَّى إلى جِدارٍ- فاتَّخَذَه قِبْلةً ونحن خَلْفَه، فجاءَتْ بَهْمَةٌ تمُرُّ بين يدَيْه، فما زال يُدارِئُها حتَّى لصِقَ بطنُه بالجدارِ، ومرَّتْ مِن ورائِه ))
ثانيًا: من الإجماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزمٍ، وابنُ عبدِ البرِّ، والقَرافيُّ
تحصُلُ السُّترةُ للمصلِّي بأن يضَعَ أمامَه شيئًا قائمًا مِثلَ مُؤْخِرةِ الرَّحلِ، ومِقدارُها ذراعٌ، أو أكثرُ مِن ذلك، وتحصل أيضًا بالجدارِ والعَمودِ والكُرسيِّ، ونحوِ ذلك، وهو مذهبُ الجمهور: الحنفيَّةِ، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ
الأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
1- عن طَلْحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا وضَعَ أحَدُكم بين يديه مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فلْيُصَلِّ، ولا يُبالِ مَن مَرَّ وراءَ ذلك))، وفي روايةٍ: ((كنَّا نُصلِّي والدَّوابُّ تمُرُّ بين أيدينا، فذكَرْنا ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحلِ تكونُ بين يدَيْ أحَدِكم، ثم لا يضُرُّه ما مرَّ بين يديه ))
عن عائشةَ، أنَّها قالت: ((سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سُترةِ المُصلِّي؟ فقال: مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ))
2- عن أبي جُحَيفةً، قال: ((خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمُهاجرةِ، فأُتِيَ بوَضوءٍ فتوضَّأ، فصلَّى بنا الظُّهرَ والعصرَ، وبين يديه عَنَزةٌ، والمرأةُ والحِمارُ يمرُّون مِن ورائِها ))
3- عن ابنِ عُمَرَ، ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا خرَجَ يومَ العيدِ، أمَر بالحربةِ فتوضَعُ بين يديه، فيُصلِّي إليها والنَّاسُ وراءَه، وكان يفعَلُ ذلك في السَّفَرِ، فمِن ثمَّ اتَّخَذها الأُمَراءُ ))
4- عن ابنِ عُمَرَ: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يركُزُ - وقال أبو بكر: يغرِزُ - العَنَزةَ ويُصلِّي إليها))، زاد ابنُ أبي شيبةَ: قال عُبَيدُ اللهِ: ((وهي الحَرْبةُ))
5- عن ابنِ عُمَرَ: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يعرِضُ راحلتَه وهو يُصلِّي إليها ))
6- عن أبي ذُرٍّ، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إذا قام أحَدُكم يُصلِّي فإنَّه يستُرُه إذا كان بين يديه مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ ))
7- عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا خرَجَ لحاجتِه تبِعْتُه أنا وغلامٌ، ومعنا عُكَّازةٌ أو عصًى
أو عَنَزَةٌ، ومعنا إداوةٌ، فإذا فرَغَ مِن حاجتِه ناوَلْناه الإداوةَ ))
يُسَنُّ الدُّنوُّ مِن السُّترةِ.
الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة
1- عن سهلِ بنِ أبي حَثْمةَ، يبلُغُ به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إذا صلَّى أحَدُكم إلى سُترةٍ، فلْيَدْنُ منها، لا يقطَعِ الشَّيطانُ عليه صلاتَه ))
2- عن سهلِ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ - رضيَ اللهُ عنه - قال: ((كان بين مُصلَّى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبين الجدارِ مَمَرُّ شاةٍ
ثانيًا: من الإجماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزمٍ، والنَّوويُّ عن أبي حامد
ثالثًا: أنَّ عمَلَ أهلِ العلمِ على الدُّنوِّ مِن السُّترةِ
رابعًا: أنَّ قُربَه مِن السُّترةِ أصوَنُ لصلاتِه وأبعَدُ مِن أنْ يمُرَّ بينه وبينها شيءٌ يحولُ بينه وبينها
يدنو مِن السُّترةِ بحيث لا يزيدُ بُعدُه عنها بأكثرَ مِن ثلاثةِ أذرعٍ، وهو مذهبُ الجمهورِ: الحنفيَّةِ
، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلَّة:أوَّلًا: من الآثار
عن نافعٍ: (أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، كان إذا دخَلَ الكعبةَ مشى قِبَلَ وجهِه حين يدخُلُ، وجعَل البابَ قِبَلَ ظَهرِه، فمشى حتَّى يكونَ بينه وبين الجِدارِ الذي قِبَلَ وجهِه قريبًا مِن ثلاثةِ أذرُعٍ، صلَّى يتوخَّى المكانَ الذي أخبَرَه به بلالٌ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى فيه )
ثانيًا: أنَّ ثلاثةَ أذرُعٍ هو قدرُ مكانِ السُّجودِ
المطلب الأوَّلُ: حُكمُ المرورِ بين المُصلِّي وسُترتِه، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلَّة:أوَّلًا: من الآثار
عن نافعٍ: (أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، كان إذا دخَلَ الكعبةَ مشى قِبَلَ وجهِه حين يدخُلُ، وجعَل البابَ قِبَلَ ظَهرِه، فمشى حتَّى يكونَ بينه وبين الجِدارِ الذي قِبَلَ وجهِه قريبًا مِن ثلاثةِ أذرُعٍ، صلَّى يتوخَّى المكانَ الذي أخبَرَه به بلالٌ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى فيه )
ثانيًا: أنَّ ثلاثةَ أذرُعٍ هو قدرُ مكانِ السُّجودِ
لا يجوزُ المرورُ بين المُصلِّي والسُّترةِ.
الأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
1- عن أبي جُهَيمٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لو يعلَمُ المارُّ بين يديِ المُصلِّي ماذا عليه، لكان أنْ يقِفَ أربعين خيرًا له مِن أنْ يمُرَّ بين يديه، قال: أبو النَّضرِ: لا أدري، أقال أربعين يومًا، أو شهرًا، أو سنةً ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
قوله: ((ماذا عليه)) معناه: لو يعلَمُ ما عليه مِن الإثمِ، لاختارَ الوقوفَ أربعين على ارتكابِ ذلك الإثمِ، فدلَّ على النَّهيِ الأكيدِ، والوعيدِ الشَّديدِ في ذلك
2- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا صلَّى أحَدُكم إلى شيءٍ يستُرُه مِن النَّاسِ فأراد أحَدٌ أنْ يجتازَ بين يديه، فليدفَعْه، فإن أبى فليُقاتِلْه، فإنَّما هو شيطانٌ ))
ثانيًا: من الإجماعُ
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزمٍ
فرعٌ: حُكْمُ المرورِ بين يَدَيِ المُصَلِّي في المسجِدِ الحرامِ
اختلف العلماءُ في جوازِ المرورِ بين يَدَيِ المصلِّي في المسجِدِ الحرامِ على قولينِ:
القول الأول: يجوزُ المرور بينَ يديِ المصلِّي في المسجدِ الحرامِ، وهو مذهَبُ الحنفيَّة والحنابِلَة، واختاره ابنُ بازٍ، وذلك لأنَّ الناس يكثرون بمكة لأجلِ قضاءِ نُسُكِهم، ويزدحمون فيها، فلو منع المصلي من يجتاز بين يديه لضاق على النَّاس
القول الثاني: لا يجوزُ المرور بينَ يديِ المصلِّي في مكَّة ولا في غيرها، وهو مذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد، واختاره البخاريُّ وابنُ عثيمينَ، والألبانيُّ
الأَدِلَّةُ: أوَّلًا: من السُّنَّة
عن أبي جُحَيفةَ، قال: ((خَرَجَ رسولُ اللهِ بالهاجِرَة، فصَلَّى بالبطحاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ ركعتينِ، ونصَبَ بين يديه عَنَزَةً، وتوضَّأَ، فجعل النَّاسُ يتمسَّحونَ بِوَضُوئِه ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصب سُتْرَةً حينما صلَّى بالبَطْحاء وهي بمكَّة
ثانيًا: من الآثار
1- عن صالحِ بنِ كَيْسانَ، قال: رأيتُ ابنَ عُمرَ يصلِّي في الكعبة، فلا يَدَعُ أحدًا يمرُّ بين يديه، يبادِرُه- قال: يَرُدُّه
2- عن يحيى بنِ أبي كثير، قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالكٍ في المسجدِ الحرامِ قد نَصَبَ عَصًا يصلِّي إليها
المطلب الثاني: مُدافعةُ المصلِّي لِمَن يمرُّ بين يديهالأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
1- عن أبي جُهَيمٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لو يعلَمُ المارُّ بين يديِ المُصلِّي ماذا عليه، لكان أنْ يقِفَ أربعين خيرًا له مِن أنْ يمُرَّ بين يديه، قال: أبو النَّضرِ: لا أدري، أقال أربعين يومًا، أو شهرًا، أو سنةً ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
قوله: ((ماذا عليه)) معناه: لو يعلَمُ ما عليه مِن الإثمِ، لاختارَ الوقوفَ أربعين على ارتكابِ ذلك الإثمِ، فدلَّ على النَّهيِ الأكيدِ، والوعيدِ الشَّديدِ في ذلك
2- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا صلَّى أحَدُكم إلى شيءٍ يستُرُه مِن النَّاسِ فأراد أحَدٌ أنْ يجتازَ بين يديه، فليدفَعْه، فإن أبى فليُقاتِلْه، فإنَّما هو شيطانٌ ))
ثانيًا: من الإجماعُ
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزمٍ
فرعٌ: حُكْمُ المرورِ بين يَدَيِ المُصَلِّي في المسجِدِ الحرامِ
اختلف العلماءُ في جوازِ المرورِ بين يَدَيِ المصلِّي في المسجِدِ الحرامِ على قولينِ:
القول الأول: يجوزُ المرور بينَ يديِ المصلِّي في المسجدِ الحرامِ، وهو مذهَبُ الحنفيَّة والحنابِلَة، واختاره ابنُ بازٍ، وذلك لأنَّ الناس يكثرون بمكة لأجلِ قضاءِ نُسُكِهم، ويزدحمون فيها، فلو منع المصلي من يجتاز بين يديه لضاق على النَّاس
القول الثاني: لا يجوزُ المرور بينَ يديِ المصلِّي في مكَّة ولا في غيرها، وهو مذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد، واختاره البخاريُّ وابنُ عثيمينَ، والألبانيُّ
الأَدِلَّةُ: أوَّلًا: من السُّنَّة
عن أبي جُحَيفةَ، قال: ((خَرَجَ رسولُ اللهِ بالهاجِرَة، فصَلَّى بالبطحاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ ركعتينِ، ونصَبَ بين يديه عَنَزَةً، وتوضَّأَ، فجعل النَّاسُ يتمسَّحونَ بِوَضُوئِه ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصب سُتْرَةً حينما صلَّى بالبَطْحاء وهي بمكَّة
ثانيًا: من الآثار
1- عن صالحِ بنِ كَيْسانَ، قال: رأيتُ ابنَ عُمرَ يصلِّي في الكعبة، فلا يَدَعُ أحدًا يمرُّ بين يديه، يبادِرُه- قال: يَرُدُّه
2- عن يحيى بنِ أبي كثير، قال: رأيتُ أنسَ بنَ مالكٍ في المسجدِ الحرامِ قد نَصَبَ عَصًا يصلِّي إليها
يَدفَعُ المصلِّي المارَّ بين يَدَيه إذا صلَّى إلى سُترةٍ.
الدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ بطَّالٍ
الدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ بطَّالٍ
المطلب الثالثُ: مُقاتَلةُ المارِّ بين يديِ المُصلِّي بالسِّلاحِ
لا يَلزمُ المصلِّيَ مُقاتَلةُ المارِّ بين يديه بالسِّلاحِ.
الدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبدِ البرِّ، والقاضي عِياضٌ، والقُرطبيُّ
المطلب الرابعُ: إذا فاتَ المارُّ ولم يُدرِكْه المُصلِّيلا يَلزمُ المصلِّيَ مُقاتَلةُ المارِّ بين يديه بالسِّلاحِ.
الدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبدِ البرِّ، والقاضي عِياضٌ، والقُرطبيُّ
للمُصلِّي أنْ يَدفَعَ المارَّ بين يديه مِن مقامِه، ولا يمشي إليه إذا لم يُدرِكْه مِن موقفِه.
الدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبدِ البرِّ وابنُ بطَّالٍ، والنَّوويُّ
المبحث السادسُ: ما يقطَعُ مرورُه الصَّلاةَالدَّليلُ من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبدِ البرِّ وابنُ بطَّالٍ، والنَّوويُّ
مُرورُ المرأةِ والكلبِ الأسودِ والحمارِ، بين يَدَي المصلِّي يُبطِلُ صلاتَه، وهو روايةٌ عن أحمدَ
، وقولُ طائفةٍ من السَّلفِ وأصحابِ الحديثِ، واختارَه ابنُ المنذرِ، وابنُ حزمٍ، وابنُ تيميَّة، وابنُ القيِّم والشوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثَيمين
الأدلَّة من السُّنَّة:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يَقطَعُ الصَّلاةَ: المرأةُ، والحمارُ، والكلبُ، ويقِي ذلك مِثلُ مُؤْخِرةِ الرَّحلِ ))
2- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إذا قامَ أحدُكم فصَلَّى فإنَّه يَستُرُه إذا كان بَينَ يَديهِ مِثلُ آخِرَةِ الرَّحلِ، فإذا لم يكُنْ بَينَ يَديهِ مِثلُ آخِرَةِ الرَّحلِ فإنَّه يَقطَعُ صلاتَه: الحمارُ، والمرأةُ، والكلبُ الأسودُ ))
3- عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((تُعادُ الصلاةُ من ممرِّ الحمارِ، والمرأةِ، والكلبِ الأسودِ))، قلت: ما بالُ الأسودِ من الكلبِ الأصفرِ، من الكلبِ الأحمرِ؟! فقال: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما سألتَني، فقال: ((الكلبُ الأسودُ شَيطانٌ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ تَصريحَه بالإعادةِ المفسِّر للفظ: (يَقطَعُ) يدلُّ على البُطلانِ
المبحث الأوَّلُ: ما يُسَنُّ قولُه بعدَ الصَّلاة مِن الأدعيَةِ
أوَّلًا: أستغفرُ اللهَ ثلاثًا
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن ثَوبانَ رضيَ اللهُ عنه مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، استغفَرَ ثلاثًا... ))
ثانيًا: ربِّ قِنِي عذابَك يومَ تبعَثُ عِبادَكَ
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن البَرَاءِ بنِ عازبٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا إذا صلَّيْنا خَلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أحبَبْنا أنْ نكونَ عن يمينِه،
يُقبِلُ علينا بوجهِه، قال: فسمِعْتُه يقولُ: ربِّ قِنِي عذاَبك يومَ تبعَثُ أو تجمَعُ عِبادَكَ ))
ثالثًا: اللهمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذَ بيدِه وقال: يا مُعاذُ، واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك، واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك، فقال: أُوصيكَ يا مُعاذُ؛ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللهمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ ))
رابعًا:اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، وما أسرَفْتُ وما أنت أعلَمُ به منِّي، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ،
لا إلهَ إلَّا أنتَ .
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سلَّمَ مِن الصَّلاةِ قال: اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، وما أسرَفْتُ وما أنت أعلَمُ به منِّي، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ))
خامسًا: اللهمَّ إني أعوذُ بك مِن الجُبْنِ، وأعوذُ بك مِن البُخلِ، وأعوذُ بك مِن أنْ أُرَدَّ إلى أرذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بك مِن فتنةِ الدُّنيا وعذابِ القبرِ.
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يتعوَّذُ بهنَّ دُبُرَ الصَّلاةِ، اللهمَّ إنِّي أعوُذ بك مِن الجُبْنِ، وأعوذُ بك مِن البُخلِ، وأعوذُ بك مِن أرذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بك مِن فِتنةِ الدُّنيا وعذابِ القَبْرِ ))
أوَّلًا: اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ.
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:عن ثوبانَ رضيَ اللهُ عنه مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، استغفَرَ ثلاثًا، وقال: اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ ))
ثانيًا: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِما منَعْتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ.
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيْتَ، ولا مُعْطيَ لِما منَعْتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ ))
ثالثًا: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ.
الدَّليلُ مِن السُّنَّة: عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ رضيَ اللهُ عنه: ((أنَّه كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ حين يُسلِّمُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إياهُ، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ، وقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُهلِّلُ بهنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ))
رابعًا: التَّسبيحُ والتَّحميدُ والتَّكبيرُ، وصفةُ العَقْدِ بالأناملِ
1- التَّسبيحُ والتَّحميدُ والتَّكبيرُ بعدَ الصَّلاة
للتَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ أربعُ صِفاتٍ:
الصِّفةُ الأُولى:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ عشْرَ مرَّاتٍ، والحمدُ للهِ عشْرَ مرَّاتٍ، واللهُ أكبَرْ عشْرَ مرَّاتٍ.
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((قالوا: يا رسولَ اللهِ، ذهَبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرجاتِ والنَّعيمِ المُقيمِ، قال: كيف ذاكَ؟ قالوا: صلَّوْا كما صلَّيْنا، وجاهَدوا كما جاهَدْنا، وأنفَقوا مِن فُضولِ أموالِهم، وليسَتْ لنا أموالٌ، قال: أفلا أُخبِرُكم بأمرٍ تُدركونَ مَن كان قبْلَكم، وتسبِقونَ مَن جاء بعدَكم، ولا يأتي أحدٌ بمِثلِ ما جِئتُم به إلَّا مَن جاء بمِثلِه؟! تُسبِّحونَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عَشْرًا، وتحمَدونَ عَشْرًا، وتُكبِّروَن عَشْرًا ))
الصِّفةُ الثَّانيةُ:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، والحمدُ للهِ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، واللهُ أكبَرْ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً، ولا إلهَ إلَّا اللهُ خَمْسًا وعشرينَ مرَّةً.
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن زيدِ بنِ ثابتٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((أُمِرْنا أنْ نُسبِّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، ونحمَدَه ثلاثًا وثلاثينَ، ونكبِّرَه أربعًا وثلاثينَ، قال: فرأى رجُلٌ مِن الأنصارِ في المنامِ، فقال: أمَرَكم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تُسبِّحوا في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدوا اللهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثين؟ قال: نَعم، قال: فاجعَلوا خمسًا وعشرينَ، واجعَلوا التَّهليلَ معهنَّ، فغدَا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحدَّثَه، فقال: افعَلوا ))
الصِّفةُ الثالثةُ:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً، والحمدُ للهِ ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً، واللهُ أكبَرُ أربعًا وثلاثيَن مرَّةً.
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن كعبِ بنِ عُجْرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مُعقِّباتٌ لا يخِيبُ قائِلُهنَّ (أو فاعِلُهنَّ) دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ؛ ثلاثٌ وثلاثونَ تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثونَ تحميدةً، وأربعٌ وثلاثونَ تكبيرةً ))
الصِّفةُ الرابعةُ:
أنْ يقولَ: سُبحانَ اللهِ ثلاثًا وثلاثينَ، والحمدُ للهِ ثلاثًا وثلاثينَ، واللهُ أكبَرُ ثلاثًا وثلاثينَ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، مرَّةً تمامَ المائةِ.
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن أبي هريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من سَبَّحَ اللهَ في دبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحَمِدَ الله ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ اللهَ ثلاثًا وثلاثينَ، فتلك تسِعةٌ وتسعونَ، وقال تمامَ المائةِ: لا إلهَ إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، غُفِرَت خطاياه وإن كانت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ ))
وله الجمعُ بينها فيقولُ: سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ واللهُ أكبَرُ، هكذا، ثلاثًا وثلاثينَ مرَّةً
عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه، قال: جاء الفُقَراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ من الأموالِ بالدَّرَجاتِ العُلا، والنَّعيمِ المقيمِ؛ يُصَلُّون كما نصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ مِن أموالٍ يحجُّونَ بها، ويعتَمِرونَ، ويجاهِدونَ، ويتصَدَّقون، قال: ((ألَا أحَدِّثُكم إن أخَذْتم أدرَكْتُم مَن سبَقَكم ولم يُدرِكْكُم أحدٌ بَعدَكم، وكُنتم خيرَ مَن أنتم بين ظَهرانَيه، إلَّا مَن عَمِلَ مِثلَه: تُسَبِّحونَ وتَحمَدونَ وتكَبِّرون خَلْفَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ))، فاختَلَفْنا بيننا، فقال بعضُنا: نسبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونَحمَدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونكَبِّرُ أربعًا وثلاثين، فرجعْتُ إليه، فقال: تقول: ((سُبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، والله أكبَرُ، حتى يكونَ منهنَّ كُلِّهنَّ ثلاثًا وثلاثينَ ))
2- كيفيَّةُ العَقْدِ بالأناملِ
يُسَنُّ أنْ يَعُدَّ التسبيحَ والتحميدَ والتكبيرَ بعقدِ أصابِعه،نصَّ على ذلك الحنابلةُ،وهو قولُ النَّوويُّ،وابنُ تيميَّة،وابنُ القيِّم،والشَّوكانيُّ، وابنُ بازٍ، وابنُ عُثَيْمين
الأدلة مِن السُّنَّة:
1- عن يسيرةَ بنتِ ياسرٍ رضيَ اللهُ عنها - وكانت مِن المُهاجراتِ – قالت: قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ((يا نساءَ المؤمناتِ، عليكُنَّ بالتَّهليلِ والتَّسبيحِ والتَّقديسِ، ولا تغفُلْنَ فتنسَيْنَ الرَّحمةَ، واعقِدْنَ بالأناملِ؛ فإنَّهنَّ مسؤولاتٌ مُستَنْطَقاتٌ ))
2- عن ابنِ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما: ((رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُ التَّسبيحَ بيمينِه ))
3- عمومُ حديثِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التَّيمُّنُ في تنعُّلِه وترجُّلِه وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه ))
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ ))
المطلب الثاني: قراءةُ المُعوِّذاتِ (الإخلاصِ والفلقِ والنَّاسِ)عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ ))
الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن عُقبةَ بنِ عامرٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ))
المبحث الرابعُ: حُكمُ الجَهرِ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلواتِعن عُقبةَ بنِ عامرٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ))
اختلَفَ العلماءُ في مشروعيَّةِ الجَهرِ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلواتِ إلى قولينِ:
القولُ الأوَّلُ: يُستحَبُّ الجَهرُ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلاةِ، وهو قولُ بعضِ الحنفيَّةِ
، وقولُ بعضِ متأخِّري الحنابلةِ، واختارَه ابنُ حزمٍ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ بازٍ، وابنُ عُثَيمين
الأدلة مِن السنَّةِ:
1- عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رفعَ الصَّوتِ بالذِّكرِ حينَ ينصرِفُ النَّاسُ مِن المكتوبةِ كان على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم))، قال ابنُ عبَّاسٍ: ((كنتُ أعلَمُ إذا انصرَفوا بذلك إذا سمِعْتُه ))، وفي لفظٍ: ((ما كنَّا نعرِفُ انقضاءَ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا بالتَّكبيرِ ))
2- عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ - رضيَ اللهُ عنه - قال: سمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إذا قضى الصَّلاةَ: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّه لا يسمَعُ القولَ إلَّا إذا جهَرَ به القائلُ
3- أنَّ ابنَ الزُّبيرِ كان يقولُ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ حين يُسلِّمُ: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاه، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ))، قال ابنُ الزُّبيرِ: (كان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم - يُهلِّلُ بهنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ)
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ قولَه: (يُهلِّلُ)، أي: يرفَعُ صوتَه؛ فالتَّهليلُ رفعُ الصَّوتِ
القول الثاني: لا يُشرَعُ الجَهرُ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلاةِ، وهو مذهبُ المالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، وبعضِ الحنفيَّةِ، وحُكِيَ عن أكثرِ العلماءِ، وصوَّبه المَرْداويُّ، واختارَه الألبانيُّ
الأدلَّة:أوَّلًا: مِن الكتابِ
1- قولُه تعالى: وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء: 110]
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
نهى اللهُ في هذه الآيةِ عن الجهرِ بالدُّعاءِ
2- عمومُ قولِه تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأعراف: 55]
3- عموم قوله تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً
ثانيًا: من السُّنَّة
عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّمَ، وكنَّا إذا أشرَفْنا على وادٍ هلَّلْنا وكبَّرْنا ارتفعَتْ أصواتُنا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّمَ: يا أيُّها النَّاسُ، اربَعُوا على أنفسِكم؛ فإنَّكم لا تَدْعونَ أصَمَّ ولا غائبًا، إنَّه معكم سميعٌ قريبٌ ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ فيه النَّهيَ عن رفعِ الصَّوتِ بالدُّعاءِ والذِّكرِ
ثالثًا: أنَّه يترتَّبُ مِن رفعِ الصَّوتِ بالذِّكرِ التَّشويشُ على المُصلِّين
رابعًا: أنَّ الإسرارَ أبلَغُ في الإخلاصِ، وأقربُ إلى الإجابةِ
خامسًا: أنَّ أحاديثَ الجَهْرِ بالذِّكرِ عَقِيبَ الصَّلاةِ إنَّما هي للتَّعليمِ
فائدةٌ: ما تُخالِفُ به المرأةُ الرَّجُلَ في الصَّلاةِ
لا فرقَ في صفةِ الصَّلاةِ بين المرأةِ والرَّجُلِ، وهو قولٌ للمالكيَّةِ، واختيارُ ابنِ بازٍ، والألبانيِّ، وابنِ عُثَيمين
الأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
عن مالكِ بنِ الحُوَيرثِ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((صلُّوا كما رأَيْتُموني أُصلِّي ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ عمومَ الحديثِ يشمَلُ النِّساءَ كالرِّجالِ
ثانيًا: أنَّه لم يرِدْ في السنَّةِ ما يقتضي استثناءَ النِّساءِ مِن بعضِ ما جاء في صفةِ الصَّلاةِ
ثالثًا: أنَّ الأصلَ اشتراكُ المُكلَّفينَ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ في الأحكامِ، إلَّا ما قام الدَّليلُ عليه
------------------------------------------------------------------------------------القولُ الأوَّلُ: يُستحَبُّ الجَهرُ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلاةِ، وهو قولُ بعضِ الحنفيَّةِ
، وقولُ بعضِ متأخِّري الحنابلةِ، واختارَه ابنُ حزمٍ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ بازٍ، وابنُ عُثَيمين
الأدلة مِن السنَّةِ:
1- عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رفعَ الصَّوتِ بالذِّكرِ حينَ ينصرِفُ النَّاسُ مِن المكتوبةِ كان على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم))، قال ابنُ عبَّاسٍ: ((كنتُ أعلَمُ إذا انصرَفوا بذلك إذا سمِعْتُه ))، وفي لفظٍ: ((ما كنَّا نعرِفُ انقضاءَ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا بالتَّكبيرِ ))
2- عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ - رضيَ اللهُ عنه - قال: سمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إذا قضى الصَّلاةَ: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّه لا يسمَعُ القولَ إلَّا إذا جهَرَ به القائلُ
3- أنَّ ابنَ الزُّبيرِ كان يقولُ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ حين يُسلِّمُ: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاه، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ))، قال ابنُ الزُّبيرِ: (كان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم - يُهلِّلُ بهنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ)
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ قولَه: (يُهلِّلُ)، أي: يرفَعُ صوتَه؛ فالتَّهليلُ رفعُ الصَّوتِ
القول الثاني: لا يُشرَعُ الجَهرُ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلاةِ، وهو مذهبُ المالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، وبعضِ الحنفيَّةِ، وحُكِيَ عن أكثرِ العلماءِ، وصوَّبه المَرْداويُّ، واختارَه الألبانيُّ
الأدلَّة:أوَّلًا: مِن الكتابِ
1- قولُه تعالى: وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء: 110]
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
نهى اللهُ في هذه الآيةِ عن الجهرِ بالدُّعاءِ
2- عمومُ قولِه تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [الأعراف: 55]
3- عموم قوله تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً
ثانيًا: من السُّنَّة
عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّمَ، وكنَّا إذا أشرَفْنا على وادٍ هلَّلْنا وكبَّرْنا ارتفعَتْ أصواتُنا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّمَ: يا أيُّها النَّاسُ، اربَعُوا على أنفسِكم؛ فإنَّكم لا تَدْعونَ أصَمَّ ولا غائبًا، إنَّه معكم سميعٌ قريبٌ ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ فيه النَّهيَ عن رفعِ الصَّوتِ بالدُّعاءِ والذِّكرِ
ثالثًا: أنَّه يترتَّبُ مِن رفعِ الصَّوتِ بالذِّكرِ التَّشويشُ على المُصلِّين
رابعًا: أنَّ الإسرارَ أبلَغُ في الإخلاصِ، وأقربُ إلى الإجابةِ
خامسًا: أنَّ أحاديثَ الجَهْرِ بالذِّكرِ عَقِيبَ الصَّلاةِ إنَّما هي للتَّعليمِ
فائدةٌ: ما تُخالِفُ به المرأةُ الرَّجُلَ في الصَّلاةِ
لا فرقَ في صفةِ الصَّلاةِ بين المرأةِ والرَّجُلِ، وهو قولٌ للمالكيَّةِ، واختيارُ ابنِ بازٍ، والألبانيِّ، وابنِ عُثَيمين
الأدلَّة:أوَّلًا: من السُّنَّة
عن مالكِ بنِ الحُوَيرثِ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((صلُّوا كما رأَيْتُموني أُصلِّي ))
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ عمومَ الحديثِ يشمَلُ النِّساءَ كالرِّجالِ
ثانيًا: أنَّه لم يرِدْ في السنَّةِ ما يقتضي استثناءَ النِّساءِ مِن بعضِ ما جاء في صفةِ الصَّلاةِ
ثالثًا: أنَّ الأصلَ اشتراكُ المُكلَّفينَ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ في الأحكامِ، إلَّا ما قام الدَّليلُ عليه
وما زلنا أحبابنا ... تابعونا جزاكم الله خيرا
ولا تنسونا من صالح دعائكم
اليوم في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
أمس في 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد