آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
 أذكار الصباح والمساء Ooou110اليوم في 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
 أذكار الصباح والمساء Ooou110اليوم في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
 أذكار الصباح والمساء Ooou110اليوم في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
 أذكار الصباح والمساء Ooou110أمس في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
 أذكار الصباح والمساء Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

 أذكار الصباح والمساء Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9633 مساهمة في هذا المنتدى في 3192 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    أذكار الصباح والمساء

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 10:01 pm

    نذكركم أن هذه السلسه الطيب من مجموع ندوات للأستاذ الدكتور/ خالد بن عثمان السبت
    وقد نقلناها لكم أحبننا بأمانه كما هي دون زيادة أو نقصان


    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    من أذكار الصَّباح والمساء ما جاء من حديث أبي هريرة  قال: كان رسولُ الله ﷺ يُعلِّم أصحابَه يقول: إذا أصبح أحدُكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النُّشور[1].

    أخرجه أبو داود، والترمذي، وسكت عنه أبو داود، وما سكت عنه فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وصححه الإمامُ النَّووي[2]، وابن دقيق العيد[3]، والحافظ ابن القيم[4]، والهيثمي[5]، والحافظ ابن حجر قال في موضعٍ: "صحيحٌ، غريبٌ"[6]، وهكذا أيضًا صححه من المعاصرين: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز[7] -رحمه الله-، والشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- قال مرةً: "حسنٌ، صحيحٌ"[8]، وقال مرةً: "صحيحٌ"[9]، وقال مرةً: "إسناده جيدٌ، رجاله ثقات، رجال مسلم"[10]، وقال مرةً: "إسناده صحيحٌ، رجاله ثقات، رجال مسلم"[11]، وفي موضعٍ حسَّن إسناده[12]، وممن حسَّن إسناده أيضًا الإمام البغوي[13]، وكذلك أيضًا الحافظ ابن حجر[14] في موضعٍ سوى الموضع، موضع آخر غير الموضع السَّابق، وكذلك أيضًا السيوطي[15] حسَّن إسناده.

    كان رسولُ الله ﷺ يُعلِّم أصحابَه يقول: إذا أصبح أحدُكم فليقل، إذا أصبح أحدُكم يعني: دخل في الصَّباح، وعرفنا أنَّ الصباحَ يدخل بطلوع الفجر الصَّادق، وأنَّ الأفضلَ في هذه الأذكار أن تُقال بعد صلاة الفجر، وقبل طلوع الشمس في وقت الغدو، هذا هو أفضل هذه الأوقات.

    إذا أصبح أحدُكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، اللهم بك أصبحنا يحتمل أن يكون المعنى: بك أصبحنا أي: مُتلبِّسين بحفظك، أو مغمورين، أو مُشتغلين بذكرك، أو مُستعينين باسمك، أو مشمولين بتوفيقك، أو مُتحركين بحولك وقُوتك، ومُتقلبين بإرادتك، وما إلى ذلك من المعاني التي يحتملها هذا اللَّفظ.

    بك أصبحنا فنحن حينما نُصبح بك أصبحنا بالله -تبارك وتعالى-، إذن الله -تبارك وتعالى- هو الذي أحيانا إلى هذا الصَّباح حتى دخلنا فيه، ونحن لا نستغني عن ألطافه، وبرِّه، وإحسانه، ومعونته طرفةَ عينٍ، فبه أصبحنا، ولولا ذلك لما دخلنا في هذا الصَّباح، ولما أدركناه، فإنما دخولنا فيه بإبقاء الله لنا، وبإعانته، وما إلى ذلك من حفظه وإنعامه وتوفيقه.

    وبك أمسينا أي: أنا دخلنا في المساء، أو ندخل في المساء بإبقائك لنا، بحفظنا حتى نُدركه، بإعانتك، وما إلى ذلك، فالعبد إنما قيامه بالله -تبارك وتعالى-، وذكرنا هذا في بعض المناسبات في الكلام على معنى القيّوم، وقلنا: إنَّ القيومَ من أسمائه، يعني: أنَّه القائم بنفسه، المقيم غيره، فلا قيامَ للخلق إلا بإقامته لهم، وهو القائم على أرزاقهم، وآجالهم، وأعمالهم، فبه يُصبحون، وبه يُمسون، وبه يُظهرون -يدخلون في وقت الظَّهيرة-؛ ولهذا قال بعده: وبك نحيا، وبك نموت، بك نحيا يعني: بإحيائك، أنت الذي تُحيينا، وبك نموت فأنت الذي تقبض أرواحنا، وتتوفى نفوسنا.

    وإليك النُّشور يعني: البعث بعد الموت، فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يبعث الخلائق: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِرُهَا [البقرة:259] على هذه القراءة المتواترة، فالله -تبارك وتعالى- يبعثها ويُحييها بعدما تفرَّقت وتحوَّلت إلى ترابٍ، فالله -تبارك وتعالى- إليه النُّشور، وليس إلى أحدٍ سواه، فهو القادر على ذلك، والخلق يُحشرون إليه؛ فيُجازيهم على أعمالهم، ويُحاسبهم على ما قدَّموا من خيرٍ وشرٍّ؛ ولهذا قال: وإليك المصير في المساء.

    في الصَّباح: وإليك النُّشور، وفي المساء: وإليك المصير يعني: المرجع والمآب: إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى [العلق:8]، فكل الخلق يرجعون إليه ، والله -تبارك وتعالى- لما ذكر تفرّق الحجيج في يوم النفر الأول والثاني –يوم الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجّة- قال: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة:203]، فهؤلاء الذين يتفرَّقون من منى لا يجتمعون إلى يوم القيامة، يذهبون إلى أقطار المعمورة، لا يمكن أن يجتمع هؤلاء جميعًا للحجِّ الآخر، أو لأي موسمٍ كان، نفس هؤلاء، فبعضهم يموت قبل أن يصل إلى بلده، وبعضهم يصل ويموت في بلده، وبعضهم لا يُمهل إلى العام الذي بعده، وبعضهم لا يتيسّر له الحجّ، وبعضهم يمرض، فالله هو الذي يحشر هؤلاء بعد أن يتفرَّقوا، لا يستطيع أحدٌ أن يجمعهم ثانيةً.

    فهنا إلى الله -تبارك وتعالى- المصير، والنبي ﷺ قال في الصَّباح: وإليك النُّشور، وفي المساء: وإليك المصير، هذا على أظهر الرِّوايات، وإلا فقد جاء بعكس ذلك: بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، وفي المساء: وإليك النُّشور، لكن هذه الرِّواية هي الأظهر -والله تعالى أعلم-، وهذا في غاية المناسبة؛ وذلك أنَّ الصباحَ يُشبه النَّشر؛ نشر الأرواح: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42]، فحينما يتنفّس الصباحُ فهذا يومٌ جديدٌ بُعِثَ، هذا يومٌ خلقه الله -تبارك وتعالى-، وتُردّ الأرواح إلى الأجسام ثانيةً بعد أن فارقتها مُفارقةً جزئيةً يرتفع معها الإدراكُ بالنّوم، الوفاة الصُّغرى.

    فحينما يُصبح يُناسِب أن يقول: وإليك النُّشور، فهذا يُذكره بالإحياء والبعث الأكبر حينما يموت الناس ويُبعثون يوم القيامة، فهذا بعثٌ جديدٌ، ويومٌ جديدٌ تُردّ فيه الأرواح، وينتشر فيه الناس، ويتنفّس هذا الصَّباح الجديد الذي خلقه الله ؛ ليكون شاهدًا على ابن آدم، وتكون أوقاته وآناؤه خزائن لأعمالنا.

    وفي المساء حينما يتصرّم هذا اليوم، ويرجع الناسُ من أعمالهم وانتشارهم في مصالحهم ومعايشهم، يرجعون إلى دورهم، ويخلدون إلى الراحة بعد أن تفرَّقوا، فهنا هذا يُناسب قوله: وإليك المصير، انصرم هذا اليوم الجديد الذي رُدَّت فيه الأرواح إلى الأجساد: وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42]، ثم بعد ذلك يصيرون أيضًا إلى وفاةٍ أخرى، هكذا تتجدد في كل يومٍ وليلةٍ، فإلى الله -تبارك وتعالى- المرجع، والمآل، والمصير.

    فهذا كلّه يُذكّر المؤمن حينما يُردده بأجله، يُذكره بعمله: أنَّ هذا يومٌ جديدٌ عليه أن يتَّقي الله  فيه، وأن يكون شاهدًا له، لا شاهدًا عليه، وألا يقضي أوقاتَه في باطلٍ، أو في بطالةٍ، من غير عملٍ لا ينفعه: لا في الدنيا، ولا في الآخرة، الكل سيموتون، سينتقلون إلى الدار الآخرة، والآخرة دارٌ لا تصلح للمفاليس، وهذا الكدح، وهذه المزاولات والذَّهاب والمجيء والخطوات والأعمال التي نعملها هي الأرصدة التي نُرسلها، ثم بعد ذلك نجدها وافيةً، كاملةً، غير منقوصةٍ: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49].

    فهناك يتذكر الإنسانُ ما سعى، يتذكر أعمالَه وسعيه، يتذكّر كسبَه وجدَّه وهزلَه وتقصيره، وما إلى ذلك مما كان يدَّخره لآخرته.

    كل يومٍ يُرسِل هذه الأعمال، وهي مرصودة تنتظره، ولا يدري متى يُوافي، ثم بعد ذلك تكون هذه الأعمال: إمَّا مِهادٌ من النَّعيم، وإما مِهادٌ من الجحيم.

    فهذه الحياة الحقيقية التي يحتاج الإنسانُ أن يسعى لها، وليست هذه الحياة الدُّنيا المليئة بالأكدار والمنغِّصات، فيُصبح العبدُ حاله مع ربِّه -تبارك وتعالى-، فهذا يُذكره في كل يومٍ بالنُّشور، ويُذكّره بالمصير، ويُذكّره أيضًا بأنَّه لا حولَ له، ولا طولَ، ولا قوّة، وأنَّه ضعيفٌ، فلا يحصل منه طُغيان، ولا بغي، ولا ظلمٌ لأحدٍ؛ لأنَّه يقول: بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، ما منا شيءٌ، فنحن أضعف من أن نُصبح بحولنا وقوّتنا وتدبيرنا وإرادتنا، أو أن نُمسي بذلك، إنما أنت الذي تُقيمنا، وأنت الذي تُعيننا، وأنت الذي تحفظنا، وأنت الذي تُحيينا، وأنت الذي تُميتنا.

    فهنا تكون عبوديةُ القلب تامَّةً، ومُتوجّهةً للمالك المعبود ؛ فيعظم افتقارُ العبد إلى ربِّه -جلَّ جلاله، وتقدَّست أسماؤه-.

    وهنا يتذكّر العبدُ نعمةَ الله عليه؛ أن أمهله إلى هذا اليوم الجديد الذي هو بعثٌ جديدٌ، ويتذكّر أنَّه ستأفل شمسُه وتغيب بما أُودع فيه؛ فيُحاسِب نفسَه من أول لحظةٍ: بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النُّشور، هكذا يُردده على نفسه في آخر النَّهار، دروسٌ يتلقَّنها المسلمُ، ومُذاكرة يذكر بها نفسَه.

    فلو كنا نعي مثل هذه الأذكار لتغيرت قلوبنا، وتغيرت أعمالنا، وتغير واقعنا، وتغيرت نظرتنا للحياة؛ فأصبح الإنسانُ في حالٍ من الصِّلة بالله ، وحُسن الصِّلة بإخوانه المسلمين، والإحسان إليهم، والإحسان مع ربِّه -تبارك وتعالى-، كل هذا يتذكّره بمثل هذه الأذكار التي يُرددها صباح مساء.

    هذا، وأسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    --------------------------------------------------------
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5068)، والترمذي: أبواب الدَّعوات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء في الدُّعاء إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3391).
    "الأذكار" للنووي، ط. ابن حزم (ص158)، برقم (433).
    "الاقتراح في بيان الاصطلاح" (ص118).
    "زاد المعاد في هدي خير العباد" (2/337).
    "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10/114)، برقم (16993).
    انظر: "نتائج الأفكار" (2/330-331).
    "مجموع فتاوى ابن باز" (26/27).
    "تخريج الكلم الطيب" (ص69).
    "صحيح الأدب المفرد" (ص465)، برقم (1199).
    "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (1/526)، برقم (263)، وهذا لفظ ابن ماجه.
    "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (1/525)، برقم (262).
    "صحيح الجامع"، برقم (353).
    انظر: "شرح السنة" للبغوي (5/112)، برقم (1325).
    انظر: "نتائج الأفكار" (2/330-331).
    لم أقف عليه.

    #########################################
    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم أنت ربي خلقتني وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ..."


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    سنُواصل الحديث في الكلام على الأحاديث الواردة عن النبي ﷺ في الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء عن شداد بن أوس ، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنَّه قال: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، قال: مَن قالها من النَّهار مُوقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي؛ فهو من أهل الجنَّة، ومَن قالها من الليل وهو مُوقِنٌ بها، فمات قبل أن يُصبح؛ فهو من أهل الجنَّة[1]. أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في "صحيحه".

    وقوله ﷺ: سيد الاستغفار السَّيد في كلام العرب يُقال للرئيس المقدّم الذي يُقصد في الحوائج، وهذا الحديث قيل له: سيد الاستغفار -والله تعالى أعلم- بالنَّظر إلى ما تضمّنه من المعاني العظيمة التي سيأتي الحديثُ عنها، فإذا ما قُورن بقول العبد: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أو نحو ذلك؛ فإنَّ هذا الحديثَ أو ما جاء في هذا الحديث بلا ريبٍ أتمّ وأوفى من جهة المعنى والمضمون؛ لما فيه من الإقرار للمعبود -تبارك وتعالى- بجملةٍ من الأمور العظيمة، وكذلك أيضًا إقرار العبد بأمورٍ على نفسه، مع ذكر رجوعه إلى ربِّه، واعترافه بنعمته، كلّ هذا سيأتي بيانُه إن شاء الله.

    فقوله: اللهم أنت ربي فـ(اللهم) يعني: يا الله، اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك هنا يتذلل العبدُ لربِّه -تبارك وتعالى-، ويخضع، وينكسر بين يديه، فهو يُقرّ له -تبارك وتعالى- بربوبيَّته: أنت ربي، وإلهيته، فكأنَّه يقول: أنت ربي، لا ربَّ لي سواك، ولا خالقَ غيرك، فالربُّ هو السَّيد، المدبّر، المربِّي خلقه بما يغذوهم به من النِّعَم الظَّاهرة والباطنة، الحسيَّة والمعنوية، كلّ هذا داخلٌ فيه، فهو يصرفهم ويُدبّر شؤونهم.

    فهذا العبد يعترف يقول: يا الله، أنت ربي، أنت سيدي ومولاي، أنت مُدبر شؤوني، أنت خالقي، أنت الذي تتصرف بي كيف شئتَ، فهذا إقرارٌ بتوحيد الربوبية، ثم أعقبه بعد ذلك بالإقرار بتوحيد الإلهية؛ لأنَّ مَن كان مُتصرفًا، مُدبِّرًا، خالقًا، مُحييًا، مُميتًا، رازقًا؛ فإنَّه ينبغي أن تتوجّه إليه القلوب والنُّفوس والأرواح بكُليتها، فتُقرّ له بالإلهية؛ أنَّه المعبود وحده دون مَن سواه، إذا كان الذي يملك هذا جميعًا لا ينبغي أن يتوجّه إلى أحدٍ سواه.

    فهنا يقول: أنت ربي الذي خلقتني، ليس لي خالقٌ سواك، لا إله إلا أنت؛ ولذلك نجد كثيرًا في القرآن تقرير توحيد الربوبية، من أجل التَّوصل بذلك إلى الإلزام بتوحيد الإلهية الذي خالف فيه مَن خالف من أعداء الرسل، فهنا يقول: لا إله إلا أنت لا معبودَ بحقٍّ سواك، فأنت وحدك المستحقّ للعبادة، فهو يُعلن توحيدَ الإلهية؛ ولهذا قال بعده: وأنا عبدك أنا عابدٌ لك، مُتوجِّهٌ إليك بأعمالي مما أتقرّب به، فأنت المعبود بحقٍّ، لا معبودَ بحقٍّ سواك، أنت ربي، لا إله إلا أنت، لا معبودَ سواك، وأنا عبدك.

    فهو يُضيف الربوبية إلى الربِّ، ويُعلن أنَّه مربوبٌ، وأنَّ الله هو الذي خلقه؛ فيصرف طاعته وعبادته إلى مَن خلق ورزق وأعطى وأنعم، فهذا توحيد الإلهية؛ ولذلك كان الشركُ بالله  أظلم الظُّلم؛ لأنَّه يصرف عبادته وشُكره إلى غير مَن خلقه؛ ولذلك نجد كثيرًا في القرآن الرَّبط بين العبادة والخلق، أول أمرٍ في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]، هذا أول أمرٍ، ولو تتبعتَ ذلك في القرآن لوجدتَه كثيرًا يأمر بالعبادة، ويُضيف ذلك ويُعلل هذا الأمر بأنَّ الخالقَ هو الذي ينبغي أن تُصرف له العبادة دون مَن سواه؛ يخلق، ويرزق، ويُعطي، ويُنعِم، ثم يُصرف الشُّكر لغيره، فهذا لا يليق بحالٍ من الأحوال، وهو أظلم الظُّلم: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].

    ثم يقول بعد ذلك: وأنا على عهدك ووعدك يعني: أنا على عهدك، أي: مُقيمٌ على الوفاء بعهدك، ما هذا العهد؟

    بعض أهل العلم قال: عهد الميثاق: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف:172]، وقد استخرج اللهُ  من صُلب آدم ذُريته كهيئة الذَّر، وأشهدهم، وأخذ عليهم الميثاق، فبعض أهل العلم حمله على هذا: أنا على عهدك ووعدك، وفسَّروا الوعدَ بيوم الحشر والبعث والنُّشور، هكذا قال بعضُ أهل العلم.

    وأحسن من هذا ما قاله الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-: بأنَّ المقصودَ بالعهد والوعد أنَّ ذلك يعني إعلانه أنه مُلتزمٌ بشرعه وأمره ودينه، وهو عهده الذي عهده إلى عباده، وهو مُصدِّقٌ بوعده، وهو جزاؤه وثوابه، فتضمّن ذلك التزام الأمر، والتَّصديق بالموعود؛ وهو الإيمان بهذا العهد والاحتساب، وذلك بالنَّظر إلى الوعد، ويحتسب جزاء ذلك من الثَّواب والجنَّة، وما إلى ذلك.

    ثم لما علم العبدُ أنَّه لا يستطيع أن يُوفي هذا المقام حقَّه الذي يصلح له بما يليق بالمعبود  علَّق ذلك بالاستطاعة والقُدرة، فقال: ما استطعت يعني: بقدر طاقتي، بقدر جهدي، بقدر إمكاني، فأنا مقيمٌ على ذلك من الإيمان والإخلاص بما أستطيع، مُتمسِّكٌ بذلك، مُحتسبٌ الأجر والثَّواب والجزاء عندك، لكن هو في ضمن ذلك يعترف بعجزه وضعفه عن القيام بحقِّ ربِّه ومالكه ومعبوده ، ويقول: أنا لا أقدر أن أعبدك حقَّ عبادتك، لكن بقدر طاقتي.

    وهذا المعنى الذي ذكره الحافظُ ابن القيم[2] أوضح مما قاله ابنُ الأثير[3] -رحم الله الجميع-؛ من أنَّ المقصودَ من قوله: ما استطعت يعني: ما جرى به القدر ألا يقع ولا يتحقق فذلك لا يكون، فاستثنى ذلك، والأول أحسن.

    ومثل الذي قال الحافظُ ابن القيم -رحمه الله- ذكر شيخُ الإسلام ابن تيمية[4] -رحمه الله-؛ يقول: "أنا أقوم بذلك بقدر استطاعتي، لا بقدر ما تستحقّ، فأنا لا أُطيق هذا، ولا أُوفي حقَّك مهما بذلتُ، ومهما عملتُ، ومهما اجتهدتُ".

    يقول: أنا على عهدك، أنا مُقيمٌ على عهدك ووعدك ما استطعتُ، قدر استطاعتي.

    ثم يقول: أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، والعوذ بمعنى الالتجاء إلى مَن يحتمي به، مَن يعتصم بالله -تبارك وتعالى- من شرِّ الذي صنع؛ من شرّ مغبَّته وسُوء عاقبته، من حلول نقمته، يعوذ بالله من ذلك كلِّه، كما أنَّه يعوذ بالله -تبارك وتعالى- من الرجوع إلى ذلك ومُعاودته، أو الاستمرار والإصرار عليه.

    هو يستعيذ بذلك من هذه الأمور والمدنِّسات والمساوئ التي تصدر منه، يستعيذ بالله منها؛ لأنَّها تهبط بالعبد في الدنيا، وتهبط بمرتبته في الآخرة، وقد تكون سببًا للتَّسليط عليه في الدنيا، كما تكون سببًا أيضًا للعذاب في الآخرة، فيستعيذ بالله من ذلك.

    ثم يقول: أبوء لك يعني: أرجع وأُقرّ وألتزم، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي هنا يعترف أولاً بأنَّ الله مُنعِمٌ عليه، فهو خاضعٌ له -تبارك وتعالى-، لا ينسى إنعامَ الله -تبارك وتعالى- عليه، ونِعَم الله كثيرةٌ لا تُحصى ولا تُعدّ، وكما جاء عن بعض السَّلف: "إن أردتَ أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فَغَمِّضْ عينيك"[5]، يعني: حتى تستحضر بعض هذه النِّعَم انظر إلى البصر وحده: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53].

    فهنا يعترف بأنَّ الله أنعم عليه، ولم يُقيد ذلك: أبوء لك بنعمتك، والنِّعمة مفردٌ مُضافٌ، فهذا للعموم، يعني: يشمل جميع النِّعَم، مُقرٌّ بجميع النِّعَم الظَّاهرة والباطنة، ما علمتُ، وما لم أعلم، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأيضًا هذا يتضمن الاعتراف بالتَّقصير؛ لكونه لا يُؤدي شُكرها.

    وكذلك أيضًا: وأبوء بذنبي يعترف بذنوبه، مع أنَّ الله -تبارك وتعالى- أكرمه، وأعطاه، وأولاه، وأنعم عليه، وهو ربّه، ومولاه، وخالقه، ومع ذلك تقع منه الذنوبُ بأنواعها؛ بفعل المعاصي، وكذلك أيضًا بالتَّقصير في أداء الطَّاعات، لا يأتي بها على الوجه اللَّائق بجلال الله وعظمته، فهو يقول: يا ربّ، أنا مُعترفٌ لك بإنعامك عليَّ، وأني أنا المذنب، فمنك الإحسان، ومني الإساءة، فأنا أحمدك على نعمك، وأنت أهلٌ لأن تُحْمَد، وأستغفر ذنبي.

    تصور الإنسان يشهد هذه المعاني والحقائق، وتقوم بقلبه في كل صباحٍ، وفي كل مساءٍ، كيف يكون حالُه مع ربِّه -تبارك وتعالى-؟! كيف يكون هذا الإنسانُ في سلوكه وعمله؟! كيف يكون قلبُه؟! كيف يكون لسانُه؟! كيف يكون بصرُه؟! كيف يكون تعامُله مع هذه النِّعَم؟!

    هذا لا يمكن أن يصدر منه الأشرُ، ولا البطرُ، ولا يمكن أن يحصل منه البغيُ، ولا يمكن أن يُجاهر بمعصية الله -تبارك وتعالى-، ولا يمكن أن يحصل عنده تعاظمٌ، أو التفاتٌ إلى عمله؛ فيحصل له العُجب بالعمل، أو يحصل عنده الكِبر، أو يحصل عنده الزَّهو، أو نحو ذلك، يقول: أنا المقصّر، أنا الضَّعيف، أنا العاجز، أنا المذنب، وأنت الربّ المنعِم المتفضّل، كلّ ذلك يستحضره بقلبه.

    فمتى شهد العبدُ هذين الأمرين كما يقول شيخُ الإسلام[6] ابن تيمية -رحمه الله- استقامت له العبودية، وترقَّى في درجات المعرفة والإيمان، وتصاغرت إليه نفسُه، وتواضع لربِّه -تبارك وتعالى-، وهذا هو كمال العبوديَّة، به يبرأ من العُجب، والالتفات إلى النَّفس، والتَّزين بالعمل، والكِبر، والتَّعاظم، وما إلى ذلك.

    ثم يقول بعد أن يبوء ويعترف بهذه النِّعَم، ويرجع من ذنوبه، وهذه توبة، يقول: فاغفر لي، فبعد هذه المقدّمة كلّها الاعتراف بالتوحيد، وبإنعام الله  وإفضاله، وتقصير العبد، والإخبار عن نفسه أنه مُقيمٌ على عهده ووعده بقدر استطاعته، والاعتراف بالنِّعَم، والاعتراف بالذُّنوب.

    ثم يقول: فاغفر لي والفاء هنا تدلّ على ترتيب ما بعدها على ما قبلها، أنا مُعترفٌ بهذا كلِّه، أنا مُقصِّرٌ، أنا مُقيمٌ على طاعتك، أنا أُوحدك، أنا أعبدك، أنت ربي، أنت إلهي، فاغفر لي، اغفر جميع الذُّنوب، فإنَّ رحمتك واسعة، أنت صاحب العفو، لا يتعاظمك ذنبٌ، أنت الغفور، الرَّحيم، الرؤوف.

    فإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، اغفر لي فإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، الفاء هذه تدلّ على التَّعليل، هذا الذي يُسمَّى بدلالة الإيماء والتَّنبيه عند الأصوليين، بما أنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت فاغفر لي، إنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت.

    والله -تبارك وتعالى- يقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]، فهؤلاء هم الذين وعدهم بالمغفرة: أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ [آل عمران:136]، فنكَّر المغفرة هنا للتَّعظيم.

    فهنا فإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، يقول: مَن قالها من النَّهار يعني: في بعض أجزائها من النَّهار، والنَّهار يبدأ من طلوع الشَّمس إلى غروبها، كلّ هذا يُقال له: نهار، وينقسم إلى قسمين: صباح ومساء، اليوم يبدأ من طلوع الفجر شرعًا، وينتهي بغروب الشمس، وليلته تسبقه، فاليوم والليلة: اليوم يبدأ من الفجر إلى غروب الشمس، والليلة تسبقه: من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، يعني: نحن اليوم انصرم يوم الاثنين، لا يصحّ أن نقول: "يوم الاثنين" بعد العشاء الآن، وإنما نقول: "ليلة الثلاثاء"، يوم الاثنين طُوِيَ بغروب الشَّمس هذا اليوم، وليلته هي التي مضت، فابتدأت ليلةُ الثلاثاء من غروب الشمس، فإذا طلع الفجرُ فهذا يوم الثلاثاء، فإذا طلعت الشمسُ فهذا النَّهار، فيستمرّ اليوم إلى غروب الشمس، والنَّهار من طلوعها إلى غروبها.

    فهنا يقول النبيُّ ﷺ: مَن قالها من النَّهار، قال سيد الاستغفار هذا من النَّهار، من طلوع الشمس إلى غروبها، فهذا بأي جزءٍ من أجزائه، يعني: يُقال في أول النَّهار، في وسطه، بعد الظهر، بعد العصر، فهذا أعمّ من أن يكون من أذكار الصَّباح والمساء، وإنما يصلح أن يكون من أذكار اليوم والليلة، هذا يصلح مثالاً على أذكار اليوم والليلة.

    وهناك فرقٌ بين أذكار الصَّباح والمساء، وأذكار اليوم والليلة على ما ذكرنا في الكلام على المساء في مبدئه ومُنتهاه.

    فهنا يقول: مَن قالها من النَّهار يعني: في أي جزءٍ من أجزائه، مُوقِنًا بها بما تضمّنته من أنواع التوحيد، والتَّوبة، والإقرار بالذَّنب، والاعتراف بالتَّقصير في شُكر النِّعمة من الله -تبارك وتعالى-، فاعتقد جميع مدلول هذه الكلمة إجمالاً وتفصيلاً: فمات من يومه يعني: قبل غروب الشمس، فهو من أهل الجنَّة، هذا وعدٌ من الصَّادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ﷺ.

    ومَن قالها من الليل وهو مُوقِنٌ بها، فمات قبل أن يُصبح؛ فهو من أهل الجنَّة، فالليل يبدأ من غروب الشمس، وإذا قلتَها بعد المغرب، قلتَها بعد العشاء، قلتَها الساعة الثانية عشرة، السَّاعة الواحدة، لكن يحرص الإنسانُ على أن يقولها من أول الليل؛ لأنَّه لا يدري في أي لحظةٍ يموت، ويقولها من أول النَّهار؛ لأنَّه لا يدري بأيِّ لحظةٍ يموت.

    فإذا حافظ المؤمنُ على مثل هذا، فلا شكَّ أنَّ ذلك من التَّوفيق للعبد، وهذا الجزاء المرتّب على ذلك.

    وللحديث بقية في الكلام على كون هذا سيد الاستغفار.

    أسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

    أخرجه البخاري: كتاب الدَّعوات، باب أفضل الاستغفار، برقم (6306).
    "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص7)، و"طريق الهجرتين وباب السعادتين" (ص95).
    "النهاية في غريب الحديث والأثر" (3/324).
    "مجموع الفتاوى" (10/88)، وانظر: "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص7).
    أخرجه ابن أبي الدنيا "الشكر" (182)، والبيهقي "شعب الإيمان" (4151)، عن بكر بن عبد الله المزني.
    انظر: "مجموع الفتاوى" (14/32).
    ##################################################

    أذكار الصباح والمساء

    وجه تسمية دعاء اللهم أنت ربي بـ (سيد الاستغفار)..


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    لا يزال الحديثُ عن قوله ﷺ: سيدُ الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، قال: ومَن قالها من النَّهار مُوقِنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي؛ فهو من أهل الجنَّة، ومَن قالها من الليل وهو مُوقِنٌ بها، فمات قبل أن يُصبح؛ فهو من أهل الجنَّة[1]. أخرجه البخاري.

    سبق الكلامُ على ما تضمنه هذا الحديث من المعاني، وبقي الكلامُ على وجه كون هذا الذكر هو سيد الاستغفار، فقد ذكر أهلُ العلم كلامًا يُوضِّح هذا المعنى، فقالوا: بأنَّ هذا الحديثَ لما كان جامعًا لمعاني التوبة، مُشتملاً على حقائق الإيمان، مُتضمنًا لمحض العبودية، وتمام الذل والافتقار؛ فاق سائر الصِّيغ الواردة في الاستغفار من جهة الفضيلة، وتميز بهذه المضامين التي مضى الكلامُ عليها.

    فالنبي ﷺ بدأه بالثَّناء على الله -تبارك وتعالى-، والاعتراف بأنَّه عبدٌ لله، مربوبٌ، مخلوقٌ له ، وأنَّه -تبارك وتعالى- هو المعبود بحقٍّ، لا معبودَ بحقٍّ سواه: لا إله إلا أنت، وأنه مُقيمٌ على الوعد: وأنا على عهدك ووعدك ثابتٌ على العهد: من الإيمان به، وبكتابه، وسائر أنبيائه ورسله بحسب طاقته واستطاعته.

    ثم استعاذ به سبحانه من كل شرٍّ صنعه: أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ من التَّقصير في طاعته، أو الجرأة على معصيته، وهكذا أيضًا التَّقصير في شُكر إنعامه وإفضاله.

    ثم أقرَّ بترادف نِعَم الله  عليه، وتوالي العطايا والمنن والإفضال، واعترف بما يجنيه ويُقارفه من الذنوب والمعاصي: أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، ثم سأله المغفرة من ذلك كلّه، مُعترفًا بأنَّه لا يغفر الذنوبَ سواه.

    فهذا حينما يقول المؤمنُ هذه الجُمَل مُستيقنًا بها، يفتتح نهاره بذلك، ويختتمه بالتوحيد بأنواعه؛ فإنَّه مع هذا الاعتراف بالمنَّة، والنِّعمة، ومُطالعة عيب النَّفس وتقصيرها، وطلب العفو والمغفرة من الله -تبارك وتعالى-، مع الذلِّ والانكسار والخضوع، فهذا يكون جزاؤه إن مات من يومه دخل الجنَّة، وإن مات من ليلته فهو أيضًا من أهل الجنة.

    فهذا الحديث كما يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية[2] -رحمه الله- قد اشتمل على هذه المعارف الجليلة التي استحقّ من أجلها أن يكون سيد الاستغفار، فهو كما سمعتُم بما تضمّنه وما صدر به هذا الذكر من أنواع التوحيد إلى غير ذلك.

    وهكذا أيضًا ما ذكره الحافظُ ابن القيم[3] -رحمه الله- من كون هذا الذكر مُتضمنًا للاعتراف بربوبية الله  وأُلوهيَّته وتوحيده، والاعتراف بأنَّه خالقه، العالِـم به، إذ أنشأه نشأةً تستلزم عجزه عن أداء حقِّه، وتقصيره مع التَّقصير فيه، ثم التزام الدُّخول تحت عهده، وهو أمره ونهيه الذي عهده إليه على لسان رسوله ﷺ، وأنَّ ذلك بحسب الاستطاعة، لا بحسب أداء الحقِّ كما ينبغي لله -تبارك وتعالى-، فذلك من غير المقدور للبشر؛ فإننا لا نستطيع أن نُوفي حقَّه على الوجه الكامل كما هو معلومٌ، إنما هو جهد المقلّ، وقدر الطَّاقة، يقول: ومع ذلك فأنا مُصدِّقٌ بوعدك الذي وعدته لأهل الطَّاعة بالثَّواب، ولأهل المعصية بالعقاب، فأنا مُقيمٌ على عهدك، مُصدِّقٌ بوعدك.

    ثم هو أيضًا يفزع إلى الاعتصام به -تبارك وتعالى- من شرِّ ما فرَّط فيه من أمر الله ونهيه، يقول: فإن لم تعذن من شرِّه، وإلا أحاطت بي الهلكة، فإنَّ إضاعة حقِّك سبب الهلاك، وأنا أُقرّ لك، وألتزم بنعمتك عليَّ، وأُقرّ وألتزم بذنبي، وأرجع عنه، فمنك النِّعمة والإحسان والفضل، ومني الذَّنب والإساءة والتَّقصير، فأسألك أن تغفر لي بمحو ذنبي، وأن تعفني من شرِّه، إنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، يقول: "فلهذا كان هذا الدُّعاءُ سيد الاستغفار"[4].

    حينما نُقارن هذا الذكر، هذا الاستغفار بهذه الصِّيغة في أوَّله وآخره نُقارنه بقول: (أستغفر الله)، فهذا استغفارٌ، ولكن بين الاستغفارين بونٌ شاسعٌ، فكان له هذه المزيّة؛ ولذلك يُقال: بأنَّ العبدَ يستغفر ربَّه -تبارك وتعالى- صباح مساء، يُكثر من الاستغفار، النبي ﷺ كان يستغفر الله ويتوب إليه كثيرًا، لربما استغفر ربَّه -تبارك وتعالى- وتاب إليه في المجلس الواحد نحوًا من سبعين مرَّة[5]، ولربما استغفر في يومه -عليه الصَّلاة والسَّلام- نحوًا من مئة مرَّة[6]، وقد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.

    فإذا قال العبدُ: ما الأكمل في الاستغفار؟

    نقول: أن يأتي بهذه الصِّيغة ويُرددها، فهذا هو الأكمل، كما نقول في الصَّلاة على النبي ﷺ خارج الصَّلاة، يعني: ليس الذي بعد التَّشهد، وإنما مثلاً في أوقاتٍ أخرى، وكذا من الإكثار في ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة، يمكن أن يقول: (اللهم صلِّ على محمدٍ)، ويمكن أن يقول الصِّيغة التي جاءت وعلَّمنا إياها النبيُّ ﷺ، لما قالوا: كيف نُصلِّي عليك؟ يقول: (اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم)، كما يقول في صلاته بعد التَّشهد، فهذا أكمل في الصَّلاة على النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فحينما يُردده ليلة الجمعة، يُردده يوم الجمعة، فهذا أكمل وأعظم في الصِّيغة والفضل والثَّواب؛ لأنَّ الصيغة إذا كانت كاملةً كان الجزاءُ أوفى وأتمّ، فكذلك هنا فيما يقوله من الاستغفار.

    فنحن مُطالبون بأن نُكثر من الاستغفار، وأن يكون هذا الاستغفارُ بصيغةٍ أدعى إلى المغفرة، وما يترتّب عليه من دخول الجنَّة، فالنبي ﷺ علَّمنا هذا، والنبي ﷺ لم يذكر فيه التَّكرار، فمَن قاله مرةً واحدةً في أول اليوم، أو في أي وقتٍ من ساعات النَّهار وآنائه، فمات من ذلك اليوم؛ دخل الجنةَ، وإن قاله من ليلته، في أي ساعةٍ منها، فمات؛ فإنَّه يكون من أهل الجنَّة، فهذا فضلٌ عظيمٌ، فكيف بالذي يُكرره ويُردده ويُكثر منه ويتَّخذ ذلك ديدنه؟!

    فهذا لا شكَّ أنَّه أعظم وأفضل، فالحمد لله الذي أرسل إلينا رسولَه ﷺ، وعلَّمنا هذا الهدى، علَّمنا الكتابَ والحكمة، علَّمنا ما لم نكن نعلم.

    ونسأله -تبارك وتعالى- أن يمنّ علينا بالتَّوفيق والعمل بما تعلّمنا، وأن يتقبّل منا، وأن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم، مُقرّبةً إلى مرضاته.

    اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارحم موتانا، اللهم لا تدع لنا في هذا المجلس ذنبًا إلا غفرتَه، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا كربًا إلا نفَّستَه، ولا حاجةً من حوائج الدُّنيا والآخرة إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    -------------------------------------------------

    أخرجه البخاري: كتاب الدَّعوات، باب أفضل الاستغفار، برقم (6306).
    انظر: "أمراض القلوب وشفاؤها" (ص79)، و"مجموع الفتاوى" (10/88).
    "طريق الهجرتين وباب السَّعادتين" (ص167)، و"مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" (1/237).
    انظر: "مدارج السالكين" (1/237).
    أخرجه البخاري: كتاب الدعوات، باب استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة، برقم (6307).
    أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702).
    ####################
    تابعونا جزاكم الله خيرا
    ::
    لا تنسونا من صالح دعائكم



    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 10:10 pm

    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك... "



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    سنُواصل الحديث عن الأذكار الواردة في الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء من حديث أنس بن مالكٍ : أنَّ رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يُصبح أو يُمسي: اللهم إني أصبحتُ أُشهدك، وأُشهد حملةَ عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت، وأنَّ محمدًا عبدك ورسولك؛ أعتق اللهُ رُبْعَه من النار، فمَن قالها مرتين أعتق اللهُ نصفَه، ومَن قالها ثلاثًا أعتق اللهُ ثلاثةَ أرباعه، فإن قالها أربعًا أعتقه اللهُ من النار[1].

    وفي روايةٍ عند أبي داود جاء في آخرها: إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك من ذنبٍ، وإن قالها حين يُمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة[2].

    هذا الحديث أخرجه أبو داود، والترمذي، والبخاري في "الأدب المفرد"، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة"، وسكت عنه أبو داود، وما سكت عنه فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وقال عنه المنذريُّ: "لا ينزل عن درجة الحسن، وقد يكون على شرط الصَّحيحين أو أحدهما"[3]، وقال النَّووي: "إسناده جيد"[4]، وحسَّنه أيضًا الحافظُ ابن القيّم[5]، والحافظ ابن حجر قال: "حسنٌ"[6]، وفي موضعٍ آخر قال: "حسنٌ غريبٌ"[7]، ومن المعاصرين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز[8]-رحمه الله-، ولكن أيضًا قال الترمذي عن هذا الحديث: أنَّه غريبٌ.

    وقال الطَّبراني في "الأوسط": "لا يُروى هذا الحديثُ عن أنسٍ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به بقيَّة"[9]، يعني: ابن الوليد.

    وقال أبو نُعيم في "الحلية": "غريبٌ من حديث مكحولٍ وهشام"[10]، وكذلك أيضًا قال البغوي[11]، وقال الهيثمي في "المجمع": "فيه بقية بن الوليد، وهو مُدلِّس"[12]، والشيخ ناصر الدين الألباني[13] -رحمه الله- ذكر أنَّ في إسناده جهالة، وضعَّف هذا الحديثَ في عددٍ من كُتبه.

    ومسائل الحكم على الرِّوايات مما يدخله الاجتهاد، فمَن كان له بصرٌ في هذا الباب فإنَّه ينظر، وما يتوصّل إليه باجتهادٍ فإنَّه يكون بذلك معذورًا، أصاب أم أخطأ، إن كان من أهل هذا الشَّأن، فإنَّ ذلك مما يدخل في عموم ما جاء في الاجتهاد إذا أصاب أو أخطأ، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ واحدٌ، وإن لم يكن مُؤهَّلاً فإنَّه يُقلِّد مَن يرى أنَّه الأقرب إلى الحذق في هذا الباب ومعرفته من هؤلاء الأئمّة من المتقدمين، أو المعاصرين؛ ولذلك نحرص في هذه المجالس على أن نذكر أحكامَهم على الأحاديث التي قد يُختلف فيها هنا.

    قوله: مَن قال حين يُصبح أو يُمسي: اللهم إني أصبحتُ يعني: دخلتُ في الصَّباح.

    أُشهدك وأُشهد حملة عرشك، (أُشهدك) يعني: أجعلك شاهدًا على هذا الإقرار بالوحدانية لك؛ لأنَّك أنت الله، فهو إشهادٌ لله -تبارك وتعالى- على هذا التوحيد، وهو إقرارٌ لهذه الشَّهادة، وتأكيدٌ لها، وتجديدٌ لها في كلِّ صباحٍ ومساءٍ، فالمؤمن مع التوحيد: يُردده، ويُقرره حينما يُصبح، وحينما يُمسي، وهذا أمرٌ لا شكَّ أنَّه بالغ الأثر على نفس الإنسان، على نفس الموحِّد، كما أنَّه بالغ الأثر من جهة نتيجته وعائدته على العبد في الثَّواب من العتق من النار، ومن دخول الجنَّة؛ فإنَّ هذا التوحيد هو مفتاح الجنَّة، فيُردد، فيتذكّره المؤمنُ، يذكر به نفسه.

    أُشهدك، وأُشهد حملةَ عرشك، وملائكتك فهذا تأكيدٌ، يعني: فهو لا يكتفي أن يقول: (لا إله إلا الله)، بل يُشهد الله على هذا التوحيد، على توحيده، وهذا لا يمكن أن يصدر إلا ممن كان مُتيقِّنًا؛ ومن هنا فإنَّه يطلب حضور القلب حينما يقول الإنسانُ مثل هذا الكلام، لا يقوله من قلبٍ غافلٍ، ثم هو يُشهد الله  على إقراره وتوحيده هذا، ويُشهد أيضًا حملة عرشه، وملائكته، فهؤلاء حملة العرش هم من أعظم ملائكة الرحمن الذين يحملون العرش، هؤلاء يحملون عرشَ الله ، الذي هو أعظم المخلوقات، وهو سقفها، وهو أوسعها، وأجلّها، وأحسنها، وأقرب من الله -تبارك وتعالى-.

    هؤلاء الملائكة قد وكَّلهم الله  بهذه الوظيفة، وهو مُستغنٍ عن العرش، ومُستغنٍ عن حملة العرش، ولا قيامَ لأحدٍ من خلقه: لا من ملائكته، ولا من غيرهم، إلا بإقامته -تبارك وتعالى- لهم، لكن لا شكَّ أنَّ هؤلاء من أكبر الملائكة، وأعظم الملائكة، وأقوى الملائكة، فقد اختارهم الله  لحمل عرشه، وقدَّمهم في الذكر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ [غافر:7]، وفي الحديث أشهد حملة عرشه وملائكته، فهذا كلّه يدلّ على تفضيلهم، وتقريبهم.

    والله -تبارك وتعالى- أخبر أنَّ للعرش حملةً يحملونه في الوقت الحاضر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ، وأخبر أيضًا أنَّ ملائكته يحملون العرش، هذا العرش له حملة، كما قال الله -تبارك وتعالى-: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ [الزمر:75]، وقال: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17]، فهل هؤلاء هم حملة العرش دائمًا، يعني: أنَّ الذين يحملون العرشَ دائمًا ثمانية، أو أنَّ الذين يحملونه يوم القيامة ثمانية؟

    فهذا كلّه من علم الغيب، نُؤمن بما جاء عن الله، وما جاء عن رسول الله ﷺ، ونقف فيما لم يبلغنا علمه، فإنَّ ذلك لا مدخلَ للاجتهاد والرأي فيه.

    فالله -تبارك وتعالى- أخبرنا أنَّ له ملائكةً تحمل عرشه، وأنَّ له ملائكةً أيضًا تكون حافَّةً بهذا العرش من حوله، وفي موضعٍ ثالثٍ جمع بين هؤلاء وهؤلاء: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ.

    وهنا لما ذكر حملةَ العرش عطف عليهم عموم الملائكة فقال: وملائكتك، يعني: أنا أُشهد ملائكتك، فهؤلاء يشمل جميع الملائكة، بما فيهم حملة العرش.

    وذكر الخاصّ ثم عطف العام عليه يدلّ -أعني: إفراد الخاصّ بالذكر وتخصيصه- على مزيَّته، وشرفه، ومكانته: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ [البقرة:98]، هذا عكس المثال الذي بين أيدينا، عطف جبريل وميكال على الملائكة، فهو من قبيل عطف الخاصّ على العام، فالإفراد بالذكر أولاً أو آخرًا مع العامّ؛ فإنَّه يدلّ على تشريفٍ ومزيَّةٍ.

    ثم عطف ما هو أعمّ قال: وجميع خلقك، فجميع الخلق يشمل الملائكة، والإنس، والجنّ، وسائر المخلوقات، فهو حينما يقول مثل هذا يشهد عليه المخلوقات في العالم العلوي والعالم السُّفلي، ويخصّ بذلك حملة العرش، وملائكة الرحمن، ثم بعد ذلك جاء بهذا العموم، فهذا يحتاج إلى قلبٍ حاضرٍ يتبصَّر فيما يقوله: بماذا يشهد هؤلاء؟ على أي شيءٍ؟

    قال: أنَّك أنت الله، يعني: المألوه، المعبود، الذي تألهه الخلائق، فهو الذي يُعبد وحده دون مَن سواه: أنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت المعبود، (لا إله) لا معبودَ بحقٍّ سواك: لا إله إلا أنت وحدك، وهذا تأكيدٌ لهذا التوحيد، فأنت المنفرد بإلهيَّتك وربوبيَّتك وأسمائك وصفاتك.

    ثم جاء التأكيدُ الآخر: لا شريكَ لك، وهذه الجملة: لا شريكَ لك تأكيدٌ لجانب النَّفي في كلمة التوحيد: (لا إله)، وأنَّ قوله: وحدك تأكيدٌ لجانب الإثبات: (إلا الله)، وهنا: لا إله إلا أنت.

    وأيضًا جاء بالشَّهادة الأخرى: وأنَّ محمدًا عبدك ورسولك، فقدَّم هنا العبودية، يمكن أن يُقال -والله تعالى أعلم-: من أجل ألا يحصل الغلو بحقِّه ﷺ، كما يحصل لليهود والنَّصارى، فقد قال الله عنهم: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة:30]، والنبي ﷺ قال: لا تطروني كما أطرت النَّصارى عيسى ابن مريم، وإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبدالله ورسوله ﷺ[14]، إذا قال هذا فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يغفر له، كما جاء في الرِّواية الثانية من الحديث: إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك من ذنبٍ.

    العلماء قالوا: يخرج من هذا الكبائر؛ لأنَّها تحتاج إلى توبةٍ، وكذلك أيضًا: إن قالها حين يُمسي غُفِرَ له ما أصاب تلك الليلة أيضًا، يعني: من ذنبٍ، فهذه فضائل تُساق إلينا، وهي سهلة، وميسورة، ولا يعجز عن ذلك إلا عاجزٌ، هذا من الغبن العظيم، حتى مَن يرى أنَّ هذا الحديث قد يكون فيه ما فيه من المقال عند مَن لا يرى تصحيحه، وهناك نظائر لهذا الحديث نفوت كثيرًا منها.

    وفي الرِّواية الأخرى: أعتق اللهُ إذا قالها مرةً واحدةً رُبعَه من النار، فمَن قالها مرتين أعتق اللهُ نصفَه، ومَن قالها ثلاثًا أعتق اللهُ ثلاثة أرباعه، ومَن قالها أربعًا أعتقه اللهُ من النار، العتق من النار لا يُعادله شيءٌ، فلو جلس العبدُ يُردد هذا صباح مساء، لا يفتر لسانُه منه؛ لم يكن ذلك قليلاً.

    هذا بعض ما يتَّصل بهذا الحديث، وما ذكرتُه من الكلام على حملة العرش وما إلى ذلك هو حاصل ما ذكره شيخُ الإسلام -رحمه الله- في رسالته العرشيّة، والشيخ عبدالرحمن ابن سعدي -رحمه الله- في تفسيره.

    أسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    ----------------------------------------------------
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5069)، وضعَّفه الألباني في "السلسلة الضَّعيفة"، برقم (1041)، وأيضًا في "ضعيف الجامع"، برقم (5731).
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5078)، والترمذي: أبواب الدَّعوات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برقم (3501)، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص139)، برقم (10)، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص682)، برقم (1201).
    "الترغيب والترهيب" للمنذري، ت. عمارة (1/38)، وانظر أيضًا: (1/451)، برقم (11).
    "الأذكار" للنووي ت. الأرناؤوط (ص79)، برقم (215).
    "زاد المعاد في هدي خير العباد" (2/339).
    انظر: "فتح الباري" لابن حجر (11/130).
    "نتائج الأفكار" (2/375).
    "مجموع فتاوى ابن باز" (26/29-30).
    انظر: "المعجم الأوسط" (7/176)، برقم (7205).
    "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (5/185).
    "شرح السنة" للبغوي (5/110)، برقم (1323).
    انظر: "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (10/118-119)، برقم (17016).
    انظر: "ضعيف الجامع"، برقم (5729)، و"السلسلة الضعيفة"، برقم (1041).
    أخرجه أحمد في "المسند"، برقم (154)، وقال مُحققوه: "حديثٌ صحيحٌ، رجاله ثقات، رجال الشيخين"، وقال الألباني: "رواه أحمدُ في "المسند" بسندٍ صحيحٍ على شرط مسلمٍ"، كما في أصل "صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-" (3/881).


    ###############################################
    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر"



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نُواصل الحديث في الكلام على أذكار الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء من حديث عبدالله بن غنام البياضي : أنَّ رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك، لا شريكَ لك، فلك الحمد، ولك الشُّكر؛ فقد أدَّى شُكره يومه، ومَن قال مثل ذلك حين يُمسي فقد أدَّى شُكر ليلته[1].

    هذا الحديث أخرجه أبو داود، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة"، وفي غير اللَّفظ الذي عند أبي داود قال: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ -كما هنا- فمنك وحدك، لا شريكَ لك، هذا عند أبي داود، وعند النَّسائي في "عمل اليوم والليلة": ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، هذه الجملة ليست عند أبي داود.

    هذا الحديث سكت عنه أبو داود؛ لكونه من قبيل الصَّالح للاحتجاج عنده، وقال عنه النَّووي: "إسناده جيدٌ"[2]، وحسَّنه الحافظ ابن حجر[3] -رحمه الله-، وضعَّفه الشيخ ناصر الدين الألباني[4] -رحم الله الجميع.

    قوله: مَن قال حين يُصبح أي: حين يدخل في الصَّباح، اللهم أي: يا الله، ما أصبح بي من نعمةٍ، يحتمل أن يكون المعنى: ما أصبح بي من نعمةٍ يعني: ما حصل لي في الصَّباح، ما حلَّ بي في الصَّباح، ما وقع لي في الصَّباح، ما أصبح بي من نعمةٍ، ما نزل بي من النِّعَم في هذا الصباح: فمنك وحدك، لا شريكَ لك.

    ويحتمل أن يكون المعنى أنَّه ما أصبح مُتَّصلًا بي، يعني: مما كان فيه العبدُ من النِّعَم، واستمرَّ معه إلى أن دخل في الصَّباح.

    وهذان المعنيان لا إشكالَ فيهما؛ فإنَّ ما وقع للعبد من النِّعَم المستجدّة في الصباح، أو في المساء، كلّه من الله -تبارك وتعالى-.

    وكذلك ما يستصحبه من النِّعَم التي تستمرّ معه حتى يُصبح، أو تكون معه حينما يُصبح إلى أن يدخل في المساء، فهذا كلّه من الله -تبارك وتعالى-، والنِّعَم -نِعَم الله تبارك وتعالى- تترى على العباد، والصَّباح والمساء ظرفان تقع فيهما الوقائع والحوادث من المحبوبات والمكروهات، فما يقع للعبد من النِّعَم الدنيوية والأُخروية مما يستجدّ له كلّه من الله، وما يستصحبه فهو من الله -تبارك وتعالى.

    فالعبد في هذا المقام يُقرّ لربِّه ومليكه وخالقه المنعم المتفضّل -جلَّ جلاله، وتقدَّست أسماؤه- بذلك كلِّه، ومن هنا فلا حاجةَ إلى الترجيح بين المعنيين؛ فذلك جميعًا من الله: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53]، سواء كانت هذه مما استجدَّ في الصباح، أو مما استصحبه مما كان في ليلته، أو في يومه الذي قبله.

    ولو تأمّل العبدُ أحوالَه وما يسوقه اللهُ -تبارك وتعالى- إليه من الهدايات والألطاف الربانية، والعلوم النَّافعة والمعارف، بالإضافة إلى النِّعَم التي حباه الله  بها في بدنه من العافية التي لا يعرفها إلا مَن فقدها، أو فقد شيئًا منها، ومَن كان في شكٍّ أو مريةٍ فليذهب إلى أقرب مُستشفى، ولينظر إلى أحوال الناس، وتنوع العلل والأمراض التي يُعانونها، وقد عافانا الله  من ذلك، فهذه نعمةٌ، ولكننا لا نستشعرها إلا عند فقدها.

    وكذلك أيضًا النِّعم الأخرى مما نُلابسه، هذه النِّعَم من المطعوم والمشروب، والنِّعَم التي يُعطينا الله  من الأموال والأولاد، إلى غير ذلك مما يقع للعباد، يعرفون قليلًا منه، ويجهلون أكثره: هذا الهواء هو نعمةٌ عظيمةٌ، لا يعرفها إلا مَن فقد نعمةَ النَّفَس كما يتنفَّسه الأصحّاء، فيحتاج إلى مُعالجاتٍ من أجل أن يستطيع أن يتنفَّس، وأن يجد بعضَ حاجته في هذا السَّبيل.

    فهذه أشياء حينما يقع للإنسان خللٌ فيها تكون عنده ثقافةٌ واسعةٌ، يكون عند أهله وذويه وقرابته من معرفة هذا اللون من الاعتلال الشَّيء الكثير مما كانوا لا يعرفونه، ولم يسمعوا به، لكنَّها نِعَمٌ غائبةٌ عن أبصارنا، نعرفها عند انعدامها، أو فقدها، أو ضعفها.

    فنسأل الله  أن يُسبغ علينا وعليكم وعلى إخواننا المسلمين نِعَمَه، ظاهرةً وباطنةً، وأن يرزقنا شُكرها.

    ما أصبح بي من نعمةٍ دنيوية أو أُخروية، ظاهرة أو باطنة، وفي اللَّفظ الآخر عند غير أبي داود: أو بأحدٍ من خلقك، أو هذه يمكن أن تكون للتَّنويع: أو بأحدٍ من خلقك يعني: بي أو بأحدٍ من خلقك، هذه النِّعَم منها ما يحصل للعبد، ومنها ما يحصل لغيره، أو أنَّ المقصود التَّعميم، وهذا هو الأقرب -والله تعالى أعلم-.

    هذه النِّعَم التي تحصل للإنسان، وتحصل لعموم الخلائق، كلّ ذلك من الله وحده دون ما سواه: أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك، لا شريكَ لك، منك وحدك، حاصلٌ منك على سبيل التَّفرد دون شريكٍ، ولا مُعينٍ.

    فلك الحمد، ولك الشُّكر فالمحامد تُضاف إليك، والشُّكر؛ وهو ما يكون على مُقابلة الجميل الاختياري بالقول باللِّسان والقلب والجوارح؛ باللسان حينما يلهج اللسانُ بحمد الله، وشُكره، وذكره، وكذلك أيضًا بالقلب حينما يستحضر هذا الإفضالَ والإنعام، فلا يكون قلبُه غافلًا عنه، حينما يرى الإنسانُ ما أعطاه الله ، وأصبح مُعافًى؛ يستحضر هذه النِّعمة، ويقول: (الحمد لله)، من الناس مَن لا يقوم من فراشه، قطرة صغيرة من الدَّم تتوقف في عرقٍ في دماغٍ، في قلبٍ، في رئةٍ، قد يتحول هذا الإنسانُ إلى شيءٍ آخر، قد يموت من ساعته، وقد يتحول إلى ما يُشبه الجثة؛ لا تتحرك به يدٌ، ولا رِجْلٌ.

    فهذه نِعَمٌ أنعم الله  علينا بها؛ عافانا، وقل مثل ذلك في أنواع النِّعَم التي نُشاهدها أمام هذه الأطعمة المتنوعة من أقطار الدنيا، من المشرق والمغرب، قد نعرف أسماء بعضها، وبعضها لا نعرفه، أليست هذه نعمةً عظيمةً جدًّا؟! أصبحنا بعد أن كان أجدادنا قد لا يجدون تمرةً يتبلَّغون بها إلى المساء، لا يجدون شيئًا.

    الإمام أحمد -رحمه الله- كان خرج مع الناس في اللّقاط[5]، يعني: بعد الحصاد يتساقط الحبُّ في الأرض، فيخرجون يلتقطون هذا الحبَّ، يخرج الفُقراء، فخرج الإمامُ أحمد معهم لعله يجد ملء كفٍّ من الحبِّ من الحنطة، ثم رجع، ولم يمكث، فسُئل، فذكر أنَّه رأى شيئًا يكرهه؛ الحبُّ هنا حبَّة، وهناك حبَّة، ويجتمع الفُقراء، فبدلًا من أن يقوم ويجلس الواحدُ منهم، صاروا يمشون في الحقل على أربعٍ كأنَّهم بهائم، فلمَّا رأى هذا المشهد، رأى هذا المكان، هذه المزرعة، والناس فيها يمشون على أربعٍ، كره هذا المشهد ورجع.

    إمام الدنيا الإمام أحمد يخرج للّقاط! لا يجدون شيئًا، وهذا إلى عهدٍ قريبٍ، والآن لو ذهب الإنسانُ إلى أقرب ما يليه من الأسواق التي تستجمع أنواع المطعومات التي تُوجد في أنحاء المعمورة؛ فإنَّه قد لا يردّه إلا نفسُه، مَن منا نحن الذين في المسجد..، أنا أعلم في المسلمين حاجةً ومسغبةً، ومنهم مَن لا يجد ما يُقيم صلبَه، أعلم هذا، ولا أقيس الناسَ على حالنا، لكن نحن الذين في المسجد مَن منا يبيت أولادُه وهم جوعى، يبيتون وهم يتضاغون من الجوع؟ لا يوجد، نحن في نعمةٍ سابغةٍ، وإن كان الناسُ يتفاضلون، لكن هذا التَّفاضل في العطاء الدّنيوي فيما زاد عن قدر الحاجة إنما هو زيادة في الحساب، وله تبعات كما لا يخفى، لكن مَن أصبح آمنًا في سربه، مُعافًى في بدنه، عنده قوت يومه، كأنما حِيزت له الدُّنيا[6]، رزق الغد يأتي مع الغد، الله الذي خلقه لن يُضيعه.

    فالمقصود أنَّ العبدَ ينبغي أن يستحضر، فإذا رأى مثلَ هذا الماء البارد، هذا الماء النَّقي، هذا الماء النَّظيف؛ يستحضر هذه النِّعمة، فإلى عهدٍ قريبٍ كان الناسُ يشربون من أماكن نعتبرها الآن غير صحيَّةٍ، ومُستنقعات، وبعوضٍ، وأمراض، وإذا رأوها، اقرؤوا أشعارَ العرب:

    صافٍ بأبطح أضحى وهو مشمول[7].

    في (بانت سعاد)، يعني: هذا الماء إذا أفضوا إليه في أسفارهم، وفي تقلُّبهم، وذهابهم، ومجيئهم، عندهم أنَّ هذا مُنتهى في اللَّذة والأُنس، تطرب أبصارُهم حينما يرون هذا المستنقع، ولربما شربوا من الآبار، ويضع الواحدُ منهم طرفَ عمامته؛ لما فيها من الكدر والطِّين والحشرات، اقرؤوا كلامَ أهل العلم؛ شيخ الإسلام[8] حينما تكلَّم عن العفو عن يسير النَّجاسات مما تعمّ به البلوى، ولا يمكن التَّحرز منه، مثل: بعر الفأر في الدَّقيق، يقول: هذا لا يمكن التَّحرز منه، تعمّ به البلوى.

    فالآن هذا لو وُجد تُعتبر هذه كارثة عند الناس، أليس كذلك؟

    لأنَّ النِّعَم صارت ضافيةً، بينما عندهم في السَّابق أنَّ هذا مما تعمّ به البلوى، ويُعفى عنها؛ بعر الفأر لا أثرَ له مثل هذا.

    وحينما نجلس أمام موائد، حينما ننظر إلى الثياب التي عندنا، هذه الثياب الكثيرة المتنوعة، هذه نِعَمٌ، أصحاب النبي ﷺ منهم مَن كان لا يجد إلا إزارًا، ولا يجد رداءً، وقال النبي ﷺ: أولكلٍّ منكم ثوبان؟[9]، يعني: إزار ورداء، في مسألة ستر العاتق في الصَّلاة.

    فهنا يستحضر العبدُ نِعَم الله  عليه الظَّاهرة والباطنة، وهذا يدعو إلى مزيدٍ من العبادة والإقبال على الله ، والتَّواضع للخلق، والخضوع لربِّه وخالقه ، ولا يتعاظم، ولا تُورثه هذه النِّعَم البطر والأشر؛ فيكون مُقابلًا هذه النِّعَم بالجحود والطُّغيان، فهذا لا يليق بالمؤمن.

    وهنا قال: ومَن قال مثل ذلك حين يُمسي، يعني يقول: اللهم ما أمسي بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك، لا شريكَ لك، فلك الحمد، ولك الشُّكر؛ فقد أدَّى شُكر ليلته.

    فهذا الحديث فيه فضيلةٌ عظيمةٌ، ومنقبةٌ كريمةٌ كما يقول الشَّوكاني[10] -رحمه الله-؛ حيث تكون تأديةُ واجب الشُّكر بهذه الألفاظ اليسيرة القليلة، وأنَّ قائلها صباحًا قد شكر يومه، وقائلها مساءً قد أدَّى شُكر ليلته، مع أنَّ الله تعالى يقول: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [النحل:18]، وإذا كانت النِّعَم لا يمكن إحصاؤها، فكيف يستطيع العبدُ أن يشكرها؟!

    فله الحمد، وله الشُّكر، هذا من نِعَمِه -تبارك وتعالى-، عبارة قصيرة، جملة قصيرة إذا قالها يكون قد أدَّى شُكر يومه، أدَّى شُكر ليلته.

    ويقول شيخُ الإسلام -رحمه الله-: "كلّ ما بالخلق من النِّعَم فمنه وحده، لا شريكَ له؛ ولهذا فهو سبحانه يجمع بين الشُّكر والتوحيد"[11]، لاحظ: ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك، لا شريكَ لك، فلك الحمد، فذكر التوحيد، وذكر الحمد.

    يقول شيخُ الإسلام: ولهذا هو سبحانه يجمع بين الشُّكر والتوحيد، ففي الصَّلاة أول الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، وفي أوسطها: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، هذا التوحيد، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وهكذا: فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [غافر:65]، هذا توحيدٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [غافر:65]، هذا الحمد، فقرن بينهما.

    فأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلنا وإياكم من الحامدين، الشَّاكرين، الذَّاكرين، وأن يُلهمنا وأن يُوزعنا شُكر نِعَمِه، وأن يُعيننا على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.

    اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا.

    ربنا اغفر لنا، ولوالدينا، ولإخواننا المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجتَه، ولا دَيْنًا إلا قضيتَه، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها برحمتك يا أرحم الرَّاحمين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ.
    --------------------------------------------------------
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5073)، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة"، برقم (7)، وضعَّفه الألباني في "ضعيف الجامع"، برقم (5730).
    "الأذكار" للنووي ت. الأرناؤوط (ص79)، برقم (216).
    "فتح الباري" لابن حجر (11/131).
    "ضعيف الجامع"، برقم (5730).
    انظر: "سير أعلام النبلاء" ط. الرسالة (11/320).
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، برقم (300)، وحسَّنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"، برقم (2318)، وفي "صحيح الأدب المفرد"، برقم (230).
    انظر: "جمهرة أشعار العرب" (ص633)، و"نهاية الأرب في فنون الأدب" (16/431).
    "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (1/219)، و"مجموع الفتاوى" (21/534).
    أخرجه مسلم: كتاب الصَّلاة، باب الصَّلاة في ثوبٍ واحدٍ وصفة لبسه، برقم (515).
    انظر: "تحفة الذاكرين بعُدَّة الحصن الحصين" (ص105).
    "جامع الرسائل" لابن تيمية، تحقيق: رشاد سالم (1/108).

    #########################################
    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت ..."



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    سنُواصل الحديث عن الأذكار التي تُقال في الصباح والمساء، فمن ذلك ما جاء عن عبدالرحمن ابن أبي بكرة: أنه قال لأبيه : أيا أبه، إني أسمعك تدعو كلَّ غداةٍ: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت) ثلاثًا حين تُصبح، وثلاثًا حين تُمسي، وتقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر)، تُعيدها ثلاثًا حين تُصبح، وثلاثًا حين تُمسي؟ قال: نعم، يا بني، إني سمعتُ رسولَ الله ﷺ يدعو بهنَّ، فأنا أُحبُّ أن أستنَّ بسُنَّته[1].

    أخرجه أبو داود في "سننه"، والنَّسائي في "الكبرى"، وفي "عمل اليوم والليلة"، وأخرجه أحمد في "مسنده"، والبخاري في "الأدب المفرد".

    هذا الحديث سكت عنه أبو داود، يعني: أنَّه صالحٌ للاحتجاج عنده، وقال فيه النَّسائي في "سُننه الكبرى": "فيه جعفر بن ميمون، ليس بالقوي"[2]، وقد حسَّن هذا الحديثَ جماعةٌ، وصححه آخرون؛ حسَّنه الحافظُ ابن حجر، ومن المعاصرين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز[3] -رحمه الله-، والشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود" قال: "إسناده حسنٌ"[4]، وكذا قال في "تمام المنَّة"[5]، وضعَّفه في "ضعيف الجامع"[6]، وقال في "تخريج المشكاة": "فيه جعفر بن ميمون"[7]، وأمَّا السيوطي فقال: "صحيحٌ"[8].

    فهنا عبدالرحمن يسأل أبا بكرة  يقول: "سمعتُك تدعو كلَّ غداةٍ"، والغداة هي أول اليوم بما يكون بين طلوع الفجر إلى طلوع الشَّمس، "تدعو كلَّ غداةٍ: اللهم عافني في بدني"، "عافني في بدني" أي: مُعافاةً تامَّةً من الأسقام والعِلل والأمراض، وذلك من أجل أن يقوم الإنسانُ بطاعة الله  والتَّقرب إليه، والعافية علَّمنا النبيُّ ﷺ أن نسألها، ولا يُشرع للإنسان أن يدعو على نفسه بالمرض، أو البلاء، أو نحو ذلك، وإنما يسأل ربَّه العافية: (اللهم عافني في بدني).

    ثم خصَّ بعد ذلك السَّمع والبصر: (اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري)، فهذا خاصٌّ بعد العامِّ، وذكر بعض أفراد العامّ بعده يدلّ على أهمية هذا المذكور، هذا الذي خُصَّ بالذكر.

    فهاتان الحاسّتان هما أعظم الحواسِّ أثرًا، وهما بابان إلى القلب، من طريقهما يتلقّى العلوم والمعارف، وما إلى ذلك مما يحصل به صلاح القلب أو فساده، فهو يرى بالبصر الآيات المشهودة، ويسمع الآيات المتلوّة، إلى غير ذلك، فهي من أعظم المنافع، وهذا أمرٌ معلومٌ؛ ولذلك يرد ذكر هاتين الحاسّتين كثيرًا في الكتاب والسُّنة: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36].

    وتقديم السَّمع على البصر يمكن أن يُؤخذ منه بأنَّ السمعَ أشرفُ وأفضلُ من البصر، وهكذا ما جاء في قوله: (اللهم متّعنا بأسماعنا وأبصارنا)[9]. الحديث، فذكر السَّمع والبصر، قال: (واجعلها الوارثَ منا)، بحيث إنها تبقى سالمةً صحيحةً إلى أن يلقى الإنسانُ ربَّه، فإذا تعطَّل سمعُه وبصرُه تعطَّلت كثيرٌ من مصالح العبد، كما هو مُشاهَدٌ، إذا تعطَّل سمعُه فات كثيرٌ من العلم والخير، وأوقعه ذلك في كثيرٍ من الحرج.

    نحن نجد أنَّ مَن فقد السَّمع لربما يتحرز ويتحرج ويتحاشى المجالس؛ لأنَّهم يتحدَّثون، ويضحكون، ولربما خاطبه بعضُهم ممن لا يشعر بحاله، فلا يُجيب، وكذلك إذا فقد الإنسانُ البصرَ فإنَّه يحتاج إلى غيره في كل شأنٍ من شؤونه.

    والسَّمع كما مضى في بعض المناسبات أنفع وأهمّ من البصر، فالإنسان إذا فقد عينَه الباصرة فإنَّ ذلك ينعكس على القلب فيقوى، ويكون ذلك أدعى للضَّبط والحفظ، فيكون القلبُ أوعى للعلم، ولما يسمع؛ وذلك أنَّ البصر يُفرِّقه بكثرة المشاهدات، فإذا ذهب بصرُه اجتمعت القوى المدركة في القلب، وصار عنده من قوة الإدراك والحفظ والحذق ما لا يكون عند المبصرين، فتتوفر فيه هذه القوى، ويتوفر فيه غيرها؛ وذلك أنَّك تُشاهد من بعض مَن فقدوا البصرَ من القُدرة على ضبط العلوم، بل ضبط المهن والمزاولات الدّنيوية بما لا يُوجد عند كثيرٍ من المبصرين، والعمى الحقيقي هو عمى البصيرة:
    إن يأخذ الله من عينيَّ نورهما ففي فؤادي وقلبي منهما نور
    عقلي ذكيّ وقلبي غير ذي دخلٍ وفي فمي صارمٌ كالسَّيف مشهور[10]
    إذا أبصر القلبُ المروءةَ والتُّقى فإنَّ عمى العينين ليس يضير[11]

    وانظر إلى العُلماء قديمًا وحديثًا؛ تجد أنَّ كثيرًا من حُذَّاقهم كانوا من العُمي، لكن إذا فقد الإنسانُ السمعَ؛ فإن كان ذلك من أول خروجه على هذه الدنيا فإنَّ ذلك يعني: أنَّه لا يستطيع الكلام؛ لأنَّه إنما يتلقَّاه عن طريق السَّمع، وهو لا يسمع الكلام، ومن ثم أيضًا فإنَّه يكون في جهلٍ مُطبقٍ إذا فقد سمعَه.

    ثم إنَّ البصر لا يُشاهد به إلا في أحوالٍ مُعينةٍ، يُشاهد الأشياء التي يصل إليها البصرُ، ويرى أمامَه، ولا يرى خلفه، ولا من الجهات الأخرى، كما أنَّه لا يرى إلا المتشخِّصات.

    أمَّا السَّمع؛ فيسمع الأصوات للأشياء البعيدة التي لا يصل إليها البصرُ، ويسمع من جميع النَّواحي، ويسمع ما لا يرى أصلاً: كأصوات الرِّياح، ونحو ذلك، فهذا أكمل من البصر.

    ثم يقول: (لا إله إلا أنت)، أقرَّ لله -تبارك وتعالى- بالتوحيد، ومن ثم يستعيذ بالله -تبارك وتعالى-، ويلتجئ إليه، يقول: أنت الإله الواحد المعبود دون مَن سواك، فألجأ إليك: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر).

    هذه الأشياء يستعيذ بها بعد أن ذكر التوحيد، وكأنَّه يتوسّل بذلك، ويجعل بين يدي هذا السؤال أو هذه الاستعاذة يُقدّم بين يديه التوحيد.

    هنا استعاذ النبيُّ ﷺ من الفقر، وقرنه بالكفر، وذلك كما يقول الحافظُ ابن القيم -رحمه الله- في "عُدَّة الصَّابرين"[12]: بأنَّ الخيرَ نوعان:

    الأول: هو خير الآخرة، ويُقابل ذلك الكفر، فإنَّ مَن كان كافرًا فإنَّه لا خيرَ له في الآخرة، ولا حظَّ له عند الله -تبارك وتعالى-، وأمَّا خير الدنيا فالذي يُقابله الفقر، الخير هو المال، يُقابله الفقر، فاستعاذ من الكفر، واستعاذ من الفقر، فالفقر سببٌ لعذاب الدنيا والشَّقاء فيها، والكفرٌ سببٌ لعذاب الآخرة والشَّقاء فيها.

    وقد يقول قائلٌ: إنَّه ذكر هنا عذابَ القبر، ولم يذكر عذابَ النار؟!

    فيُمكن أن يُقال -والله تعالى أعلم-: لما كان عذابُ القبر هو المقدّمة بين يدي عذاب النار، فإنَّ الإنسانَ يعرف حاله وهو في قبره، يعرف مصيره، ومآله، فاستعاذ من عذاب القبر الذي هو أول منازل الآخرة.

    هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.



    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5090)، وأحمد في "المسند"، برقم (20430)، وقال مُحققوه: "إسناده حسنٌ في المتابعات والشَّواهد"، والنَّسائي في "الكبرى"، برقم (9766)، وفي "عمل اليوم والليلة" (ص146)، برقم (22)، والبخاري في "الأدب المفرد"، برقم (701)، وضعَّفه الألباني في "ضعيف الجامع"، برقم (1210)، وحسَّنه في "صحيح الأدب المفرد"، برقم (542).
    انظر: "السنن الكبرى" للنَّسائي، برقم (9766).
    "مجموع فتاوى ابن باز" (26/33).
    "صحيح أبي داود" (٢/٦٩٨).
    "تمام المنَّة في التَّعليق على فقه السُّنة" (ص232).
    "ضعيف الجامع"، برقم (1210).
    "مشكاة المصابيح" (2/746)، برقم (2413).
    "الجامع الصَّغير وزيادته" (ص3135، بترقيم الشاملة آليًّا)، برقم (3135).
    أخرجه الترمذي: أبواب الدَّعوات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، برقم (3502)، والنَّسائي في "الكبرى"، برقم (10161)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم (1268).
    انظر: "الشعر والشعراء" (2/843)، و"التذكرة الحمدونية" (4/308).
    "البيان والتبيين" (2/192).
    "عدّة الصَّابرين وذخيرة الشَّاكرين" (ص261).
    ********************************
    ما زلنا أحبابي
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty اذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 10:21 pm

    أذكار الصباح والمساء

    "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..."



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نُواصل الحديثَ -أيّها الأحبّة- عن الأذكار التي تُقال في الصَّباح والمساء، فمن ذلك ما جاء عن أبي الدَّرداء  قال: مَن قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلتُ، وهو ربّ العرش العظيم، سبع مراتٍ؛ كفاه الله ما أهمَّه، صادقًا كان بها، أو كاذبًا.

    هذا الحديث أخرجه ابنُ السُّني مرفوعً[1]، وأخرجه أبو داود موقوفًا[2]، وسكت عنه، ومثل هذا له حكم الرَّفع؛ لأنَّ ذلك لا يُقال من جهة الرأي، وهذا ظاهرٌ، وذلك أنَّه حصر هذا الذكر في الصباح والمساء من جهةٍ، كما حصره أيضًا بعددٍ معينٍ: سبع مرَّاتٍ، ثم رتَّب عليه هذا الحكم: كفاه الله ما أهمَّه، وقال: صادقًا كان بها، أو كاذبًا، مثل هذا لا يُقال من جهة الاجتهاد؛ فله حكم الرَّفع إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

    المقصود أنَّ أبا داود حينما رواه موقوفًا سكت عنه، وذلك أنَّه صالحٌ للاحتجاج عنده كما عرفنا، والمنذري -رحمه الله- قال: لا ينزل عن درجة الحُسن، وقد يكون على شرط الصَّحيحين أو أحدهما[3]. وقال سماحةُ الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عن الموقوف: بأنَّ إسناده جيدٌ[4]. لكن الألباني -رحمه الله- ضعَّف الموقوف، وقال عنه في "ضعيف الترغيب": ضعيفٌ، موقوفٌ[5]. وقال في "ضعيف أبي داود": موضوعٌ[6]. وقال في "السلسلة الضَّعيفة": مُنكر[7].

    على كل حالٍ، بعض أهل العلم -كما رأينا- حسَّن الحديث، أو جوَّد إسناده، أو صححه، وبعضهم ضعَّفه.

    قوله: مَن قال إذا أصبح إذا دخل في الصَّباح، وإذا أمسى يعني: دخل في المساء، حسبي الله، "حسبي" أي: كافيني، أي: الله كافٍ لي في جميع ما أهمَّني، والحسب بمعنى: الكفاية، يعني: أنَّ اعتمادي على الله، وهو الذي يكفيني، ويكفي مَن اعتمد عليه.

    لا إله إلا هو يعني: لا معبودَ بحقٍّ سواه، عليه توكلتُ أي: اعتمدتُ، وفوَّضتُ أمري، وألجأتُ ظهري إليه -تبارك وتعالى- في جلب ما ينفع، ودفع ما يضرّ، يقول: أنا مُعتمدٌ على الله، أنا مُفوِّضٌ أمري إلى الله -تبارك وتعالى-، فهذا هو التَّوكل.

    عليه توكلتُ، وهو ربُّ العرش العظيم العرش هو أعظم المخلوقات، وخصَّه بالذكر لكونه أعظم هذه المخلوقات، فإذا كان هو ربّ العرش الموصوف بالعظمة، فربوبيَّته -تبارك وتعالى- لما دونه من باب أولى.

    إذًا هو ربّ كل شيءٍ، ومليكه، فإذا فوَّض العبدُ أمرَه إليه، واعتمد عليه، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يكفيه ما أهمَّه.

    ولاحظ أنَّه أضاف العرشَ هنا: ربّ العرش، أضاف ذلك إليه، وهذا يدلّ على التَّعظيم، والتَّشريف، والتَّكريم لهذا العرش.

    كفاه الله ما أهمَّه يعني: من أمر دُنياه وآخرته، كما قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-[8]، والإنسان ليس له همٌّ ثالثٌ، يعني: هموم الإنسان إمَّا دُنيوية، وإمَّا أُخروية. أُخروية ما يتعلق بالمصير الذي يصير إليه، يخاف من عذاب الله ، يخاف من النار، يخاف من الحساب.

    وكذلك أيضًا في الدنيا ما أهمَّه من الفقر، ومن المرض، ومن غير ذلك مما يُقلقه، ويُزعجه، ويشغل قلبَه، هذا إذا قال ذلك سبع مراتٍ في الصباح، وفي المساء، فهذا شيءٌ يسيرٌ، ويترتَّب عليه هذه الكفاية.

    ولا شكَّ أنَّ مَن توكّل على الله -تبارك وتعالى- فهذا بنصِّ القرآن، بصرف النَّظر عن صحَّة هذا الحديث: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]، يعني: كافيه، فجعل جزاء التَّوكل هو الكفاية مُباشرةً، جعله هو النتيجة والجزاء: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، يكفيه، يكفي من ماذا؟ يكفيه من كلِّ ما أهمَّه، يكفيه من كل شيءٍ، والمؤمن ليس له إلا هذا: أن يتوكّل على ربِّه، ومليكه، وخالقه -جلَّ جلاله، وتقدَّست أسماؤه-.

    فنسأل الله  أن يجعلنا وإياكم جميعًا ممن توكّل عليه حقَّ توكّله، وأن يُعيننا وإياكم على ذكره، وشُكره، وحُسن عبادته.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.



    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"، برقم (71).
    أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5081)، وقال الألباني في نفس الكتاب: موضوعٌ.
    انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (1/38).
    انظر: "مجموع فتاوى ابن باز" (26/65).
    انظر: "ضعيف الترغيب والترهيب" للألباني، برقم (382).
    انظر: "سنن أبي داود"، برقم (5081).
    انظر: "السلسلة الضَّعيفة" للألباني، برقم (5286).
    انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (1/193)


    ######################################################

    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ..."



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث عن الأذكار الواردة في الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء عن عبدالله بن عمر  أنَّه قال: لم يكن رسولُ الله ﷺ يدع هؤلاء الدَّعوات حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألك العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.

    هذا الحديث أخرجه أبو داود[1]، وابنُ ماجه[2]، وسكت عنه أبو داود، فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وقد صحَّحه الإمامُ النَّووي[3]، والشيخ أحمد شاكر[4]، والشيخ ناصر الدِّين الألباني[5]-رحم الله الجميع-، وقال الحافظُ ابن حجر: حسنٌ غريبٌ[6].

    قوله: "لم يكن رسولُ الله ﷺ يدع هؤلاء الدَّعوات حين يُمسي وحين يُصبح" هذا يدلّ على أنَّه كان يُحافظ عليها مُحافظةً تامَّةً، لا يُخلّ بها في كل صباحٍ ومساءٍ.

    يقول ﷺ في صدر هذا الدُّعاء: اللهم أي: يا الله، إني أسألك العافية، والعافية بمعنى: السَّلامة من الآفات الدِّينية والدُّنيوية، أي: أن يسلم الإنسانُ في بدنه، وأن يسلم في دينه.

    وقد ذكر بعضُ أهل العلم في الكلام على هذه الجملة: أن يُلهم الصَّبر على ما ينزل به، ويرضى بقضاء الله -تبارك وتعالى-، فتكون هذه السَّلامة لما يحصل له من الصَّبر والرِّضا بالقضاء.

    كأن هؤلاء نظروا إلى كون البلاء مما لا بدَّ من وقوعه، ولكن العبدَ يسلم إذا ألهمه الله  الصَّبر، فإذا ارتقى إلى مرتبة الرِّضا؛ فذلك أكمل في عُبوديَّته، فإن بلغ مرتبةَ الشُّكر على البلاء فهذا هو الغاية، يعني: أن يعُدَّ البلاء نعمة؛ ولهذا كان بعضُ السَّلف يفرح بالبلاء، نعم، البلاء لا يتمنَّاه المؤمنُ، ولكن إذا وقع لا بدَّ من الصبر، فإن استطاع أن يرتقي إلى ما فوقه فهذا هو الأكمل والأفضل، إلا أنَّ الصبر واجبٌ، وما فوقه فهو مُستحبٌّ على الأرجح من أقوال أهل العلم.

    والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنَّ هذا السؤال للعافية على ظاهره، وليس ما ذُكِر من قيدٍ يُفضي بالمعنى إلى ما قد سمعتُم من أن يكون ذلك بالصَّبر والاحتساب والرِّضا، بل هو سؤالٌ لله -تبارك وتعالى- العافية؛ لأنَّ العافية لا يعدلها شيءٌ، وقد يُبتلى المرء، ولكنَّه يُفارق الصَّبر إذا لقي ما يكره.

    في الدنيا والآخرة الدُّنيا هنا تشمل أموره الدّنيوية كلّها، فيدخل في ذلك عافية البدن، ويدخل في ذلك ما يتَّصل بالمال، وما يتعلق بالزوج والولد، وما يتعلق بأعماله ومهنه ومُزاولاته، وما يتعلق بدراسته، بذهابه، بمجيئه، بأحواله التي يُعافسها ويُلابسها في هذه الحياة الدنيا، فإنَّ الإنسان يُبتلى في ذلك كلِّه، فهو بحاجةٍ إلى سؤالٍ للعافية.

    وأمَّا الآخرة فيكون ذلك بسلامة العبد، وتخليصه من أهوال وشدائد الموقف، فيُخفف ذلك عليه، وما يكون عند الحساب، ثم يُعافيه الله  من النار، ويُسلّمه، ويُنجيه منها، وهذا هو الفوز الأكبر والأعظم: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ۝ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا [آل عمران:185-186].

    فهذا حال هذه الحياة الدنيا، ولكن الفوز الكبير هو ما ذكره الله : فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.

    فعلى العبد أن يسعى في هذه الحياة الدنيا، وأن تكون مُزاولاته في يومه وليلته، وما يتكلَّم به، ويلهج لسانُه، وما يخطّه بيده، وما يمشي إليه برجله، وما ينظر إليه بطرفه، وما إلى ذلك مما يُدخله جوفه، أو يكتسبه، أو نحو ذلك؛ أن يُفضي ذلك به في تلك النِّهاية إلى أن يُزحزح عن النار، وأن يدخل الجنَّة، هذا هو الفوز الكبير: أن يأخذ كتابَه بيمينه، فيصيح بين الخلائق: هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ۝ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ۝ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ۝ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ۝ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ۝ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بماذا؟ بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:19-24] من الأعمال الصَّالحة، وطاعة الله، وخشيته، ومُراقبته في السرِّ والعلانية، وليس بالتَّخبُّط والتَّهوُّك في هذه الحياة، ثم بعد ذلك يكون ما يجنيه من الحصاد مُرًّا؛ لأنَّه قد زرع الحنظل، فأعماله حنظل، وأقواله حنظل، ومُزاولته لا تُشرف، ولا تُرضي، ولا تسرّ، أحواله كلّها، هذا حال سيئ، فماذا يرجو؟ وماذا يُؤمّل؟

    فهذا سؤالٌ مُجملٌ: اللهم إني أسألك العافيةَ في الدنيا والآخرة أطلق، فكل ما يدخل في العافية في الدنيا، وكل ما يدخل من العافية في الآخرة، فهو داخلٌ فيه.

    ثم بعد ذلك أعاده على سبيل التَّفصيل؛ لأهمية هذه المذكورات، مع أنها داخلةٌ فيما سبق، فقالها وزيادة، يعني: سأل في البداية العافيةَ في الدنيا والآخرة، ثم قال: اللهم إني أسألك العفو والعافية، والعفو: أن يتجاوز الله  عن العبد، ويمحو ذنوبَه وخطاياه وسيِّئاته، أن يعفو عنه من عفت الريحُ الأثرَ إذا مسحته؛ فتُذْهِب آثاره.

    فإذا عفا الله  عن العبد معنى ذلك أنَّ ذنوبَه قد تلاشت وذهبت وانتهت، هذا هو العفو، وعفو الله  ليس كعفو غيره، ومن أسمائه: العفو، والعفو أبلغ من الغفر، وإن كان الغفرُ فيه زيادة على العفو، فإنَّ العفو يعني: المحو بالكُلية، وأمَّا الغفر فهو الوقاية من شُؤم الذَّنب وجرائره وآثاره وتبعاته، مع السَّتر، لكنَّ العفو محوٌ، مُحيت تمامًا.

    فهنا: اللهم إني أسألك العفو والعافية، فالعافية تعني: أنَّ الإنسان يُسلَّم ويُخلص ويُنجى من المكروه أصلاً، فإذا وقع في شيءٍ من ذلك: كالذَّنب والمعصية والتَّقصير، وما إلى ذلك، فيحتاج إلى العفو، لكن العافية ألا يقع له شيءٌ من هذا أصلاً، وأن يسلم في دينه، ويسلم من الجرأة على الله ، والإساءة في حقِّه، ويسلم من الموبقات والمدنسات، ويسلم من جرائرها في الدنيا من العقوبات المعجَّلة، فكلّ ما يقع لنا في هذه الحياة مما نكره فهو ببعض ذنوبنا: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79].

    فإذًا يسلم العبدُ من هذا كلِّه، ويسلم من الفضيحة والخزي في الدنيا، فإنَّ الإنسان قد يفتضح في الدنيا، فيحتاج إلى هذا السُّؤال للعافية في هذا كلِّه، فيما يتَّصل بحقِّ الله ، كما أنَّه يحتاج إلى سؤال العافية فيما يتعلق بدُنياه، لكنَّه قدَّم الدِّين لأنَّه هو الأهمّ، والعافية فيه أعظم المطالب، لكن فيما يتَّصل بالدنيا لا بدَّ للعبد من دنيا يُزاولها، وأعمال يتكسَّب بها، وما إلى ذلك، فهو بحاجةٍ إلى أن يسأل ربَّه العافية في دُنياه، فيُعافى في ماله وولده ونفسه وزوجه ومهنته، وما إلى ذلك: في ديني ودُنياي.

    وانظروا كيف هذه الأذكار والأدعية النَّبوية جوامع في هذه المعاني العظيمة: في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، مع أنَّ دُنياه يدخل فيها الأهل والمال، ولكنَّه خصَّ المالَ والأهلَ لأنها أعظم مطالب الناس الدُّنيوية، فالأهل يدخل فيهم الزوجة والأولاد، فهؤلاء أهل الرجل، فهو يطلب العافيةَ لهم على سبيل التَّخصيص، مع أنهم يدخلون فيما سبق، وإلا فما معنى سؤال العفو والعافية في دُنياه، ثم يقول: وأهلي ومالي؟ ذكر المال، فالمال أعلق بالدُّنيا.

    والله  قال: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:46]، زينة الحياة الدنيا أشياء كثيرة، وذُكر في سورة آل عمران جُمل منها: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14]، فهذه كلّها زُيِّنت للناس، لكن في قوله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هذا أعظم هذه الزينة، يعني: هي أعظم من غيرها من متاع الحياة الدنيا.

    وقد يُقال: إنَّ الخيلَ المسوّمة والحرث كلّ ذلك داخلٌ في المال: الْمَالُ وَالْبَنُونَ، لكن الزوجة في أي النَّوعين تدخل: بالمال أو بالبنين؟

    مما يدلّ -والله أعلم- على أنَّه ذُكر الأهم من هذا المتاع في الحياة الدنيا: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لم يقل: البنات؛ لأنَّه ذكر أعظم ما يعلق في قلوبهم، وليس ذلك حطًّا أو غضًّا في حقِّ البنات، لا، ولكنَّ الله يُخاطبهم بحسب مداركهم، والذين خُوطِبوا بالقرآن في ذلك الوقت، ونزل عليهم القرآنُ عندهم التَّزين بالأبناء، والتَّكثر والتَّقوي بهم، لا شكَّ أنَّه حاصلٌ ومُتحقِّقٌ، فخاطبهم بما يعهدون ويعقلون ويتنافسون فيه.

    فالمقصود -أيّها الأحبّة- هنا أنَّ الله -تبارك وتعالى- خصَّ هذه الأشياء، وأنَّ النبي ﷺ أيضًا خصَّ هذه الأشياء: أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، هذا أقرب شيءٍ إلى الإنسان، وأعظم ما يُؤثر فيه سلبًا أو إيجابًا، فإذا حصلت له العافية استراح قلبُه، واطمأنت نفسُه، وانقشعت عنه ألوان المخاوف والقلق والأحزان، وما إلى ذلك.

    ثم قال بعد ذلك: اللهم استر عوراتي، والعورة أصلها ما يُستحيا منه، وكل شيءٍ يُحتاط من جهته، ويُتخوَّف من ناحيته؛ ولهذا البلاد المتاخمة للعدو يُقال لها: عورات (الثغور)، فهذه عورات البلاد؛ لأنَّه يتخوَّف العدو من ناحيتها، مُتاخمة له.

    والمرأة قيل لها: عورة؛ لأنَّه يُحترز لها، فهذا ليس بنقصٍ في حقِّها، وبعض النِّساء قد تجد غضاضةً إذا وجهت بهذا الخطاب، وقيل لها: المرأة عورة، فالعورة: كل شيءٍ يُحترز له، ويُحتاط له، ويُحافَظ عليه، ويُصان، فالمرأة عورة لأنَّه يُحترز لها، وتُصان غاية الصِّيانة، ولا تضيع، ولا تهمل.

    فهنا: اللهم استر عوراتي يدخل فيها العيوب والنَّقائص، ويدخل فيها العورات والذُّنوب أن يسترها اللهُ ، فلا يفتضح، كلّ ما يسوء صاحبه أن يُرى فهو من العورات: استر عوراتي عيوبي، وخللي، وتقصيري، وكلّ ما يسوؤني كشفه، ويدخل في هذا العورة.

    فالرجل عورته من السُّرة إلى الركبة، والمرأة كلّها عورة أمام الرجال الأجانب، لا يُستثنى من ذلك شيءٌ.

    وقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] هذا ما لا يمكن إخفاؤه؛ كظاهر العباءة غير المزينة، وما ظهر من أسافل الثِّياب من غير قصدٍ، وإلا فالمرأة عورة، هذا أمام الرجال الأجانب، أمَّا أمام النِّساء فإنَّ الذي يظهر منها هو ما يظهر عادةً من المرأة المحتشمة في بيتها: كالكفَّين، وموضع السِّوار، وموضع القلادة، والشعر، والوجه، والقدمين، وما أشبه ذلك، فهذا الذي يظهر منها عادةً، فهذا لا إشكالَ فيه.

    أمَّا أن تبقى مُتعريةً في بيتها؛ تلبس القصير وما يُبدي مفاتنها في أعلى الجسد وأسافله وفي وسطه، فهذا لا يليق بالمرأة المؤمنة بحالٍ من الأحوال، فكيف إذا ذهبت تستعرض بهذا الجسد أمام حفلٍ قد جمع خلقًا قد لا تعرف أكثرهم؟! فهذا لا يليق بحالٍ من الأحوال، فهذه من العورات.

    فحينما تقول المرأةُ المسلمة: استر عوراتي يدخل فيه العورات المعنوية، والعورات الحسيَّة.

    فإذا كانت المرأةُ تطلب أن يستر اللهُ عورتها، فعليها أن تخرج بالحجاب الكامل، ومن أعظم الفتنة الوجه؛ لأنَّه مجمع الحُسن، وهو الذي يُتعرَّف بالنَّظر إليه إلى أخصّ صفات المرأة الدَّاخلية، فبالوجه وملامحه وعلاماته تُعرَف الصِّفات التي يُريدها الرِّجال، فالوجه مجمع الحُسن، فإذا أظهرت وجهها، وبدا للناس فيه ما يعافون وما يكرهون نفروا منها، وإذا كان وجهها في حالٍ من الحُسن، فإنَّ النفوسَ تنجذب إليها؛ ولذلك يجب على المرأة أن تستر وجهها، ويجب على الرجال أن يقوموا على بناتهم وزوجاتهم ومن تحت أيديهم بأن يستروا وجوههم، ولا يجوز لهم بحالٍ من الأحوال التَّكشف والتَّهتك.

    والآن بدأت تظهر كثيرًا هذه الوجوه، ويحصل تساهلٌ من كثيرٍ من الأولياء والنِّساء، بدعوى أنَّ المسألة فيها خلافٌ، أيُّ خلافٍ الذي يتحدَّثون عنه؟! فهذا رجوعٌ إلى الوراء، وتظنّ الواحدةُ ربما أنَّ هذا لونٌ من التَّحضر والتَّمدن، وأنها امرأة عصرية، والواقع أنَّ التَّهتك هو صفةٌ من صفات الجهل والجاهلية، فالله  قال عن إبليس: يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا [الأعراف:27]، هذا الذي حصل بعد المعصية، وكذلك أيضًا قال الله: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33]، فالحشمة حضارةٌ ورُقيٌّ وذوقٌ، وأمَّا التَّهتك فهذا من صفات أهل الجهل والجاهلين، والله المستعان.

    فيسأل الإنسانُ ربَّه: استر عوراتي، وفي بعض ألفاظه: عورتي[7]، والعورة مُفرد مُضاف، فهو للعموم، بمعنى: عوراتي، فتدخل في ذلك هذه المعاني جميعًا.

    وآمن روعاتي يعني: مخاوف الإنسان، وما يحصل له من الفزع، فالأمن يُقابل الخوف، ويدخل في ذلك على سبيل التَّبع: الحزن؛ لأنَّه خلاف الأمن.

    ففي هذا سؤالٌ من العبد لربِّه -تبارك وتعالى- أن يُجنِّبه ويقيه كلَّ أسباب المخاوف، وما يُوقعه في الأحزان، أو يُقلقه، أو يُزعجه.

    وذُكرت بصيغة الجمع: آمن روعاتي لكثرتها، فالإنسان بين مخاوفَ كثيرةٍ، ويحتاج إلى مثل هذا السؤال؛ أن يسأل ربَّه -تبارك وتعالى- الأمن، فيكون في حالٍ من الطُّمأنينة والسَّكينة؛ فتهدأ نفسُه وتطمئنّ، وإلا فما هي حال العبد من غير ألطاف الله ؟ مخاوف من كل ناحيةٍ.

    فهذا الدُّعاء له أثرٌ بالغٌ في تحقيق مثل هذه المطالب؛ ولذلك انظر إلى عامَّة ما يعصف بالخلق اليوم؛ كالقلق، فالقلق مرض العصر، وكثيرٌ من الناس قد لا يتكلم، ولا يشكو، ولكن القلق يملأ قلبَه، القلق على أمورٍ كثيرةٍ، وكلما كان العبدُ أبعد عن الإيمان؛ كان القلقُ في قلبه أكثر.

    وانظر إلى الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر في الغرب ما حالهم مع القلق؟ حياتهم كلّها قلق؛ ولذلك تكثر عندهم المصحّات النَّفسيَّة؛ لأنَّهم لا يعرفون الله، ولا يذكرونه، ولا يرجون له ثوابًا، ولا يُؤمِّلون عائدةً، ولا أجرًا، فبأي شيءٍ يتعزّون؟! وبأي شيءٍ يصبرون؟! فتفري نفوسهم وتطحنهم رحى الحياة، نسأل الله العافية.

    بقيت بقيةٌ في الحديث أتركها إلى ليلةٍ آتيةٍ، ونترك الجوابَ عن الأسئلة إلى ما بعد الانتهاء من الكلام على الحديث، إن شاء الله.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    --------------------------------------------------------------
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5074)، وصححه الألباني.
    أخرجه ابن ماجه: كتاب الدُّعاء، باب ما يدعو به الرجلُ إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3871)، وصححه الألباني.
    "الأذكار" للنووي، ت. مستو (ص152).
    في تعليقه على "مسند أحمد"، برقم (4785).
    "صحيح الترغيب والترهيب"، برقم (659).
    "نتائج الأفكار" لابن حجر (2/382).
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، بابٌ في التَّسبيح عند النوم، برقم (5074)، وصححه الألباني.

    ##############################################
    أذكار الصباح والمساء "...

    اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"







    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نُواصل الحديث -أيّها الأحبّة- عمَّا كان يقوله ﷺ في الصباح والمساء، كما في حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: لم يكن رسولُ الله ﷺ يدع هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألك العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي[1].

    وقد تحدَّثنا عن شطر هذا الحديث، فقوله: اللهم احفظني يعني: من كلِّ ما أُحاذر، ومن كلِّ مكروهٍ، ومن كلِّ سُوءٍ، وفي بدني ونفسي.

    من بين يدي أي: من أمامي، ومن خلفي أي: من ورائي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال، وفي لفظٍ: من أن أُغتال من تحتي[2]، فسَّره بعضُ الشُّراح: بالأخذ بغتةً، من حيث لا يتوقع، ولا يحتسب: كالقتل غيلةً وهو غافل، أو يُقتل في موضعٍ لا يراه فيه أحدٌ.

    وقال وكيع بن الجرَّاح -وهو أحد رواته-: الخسف[3]. يعني: فسّره على ظاهره: أن يأتيه حتفُه وما يكره من تحته، وما الذي يكون من تحته؟ خسف الأرض، كما حصل لقارون، فهذه الأرض التي يمشي عليها، وجعلها الله  مهادًا، قد يأتيه ما لا يحسب له حسابًا من ناحيتها، وتكون منيَّته وحفتُه من هذه الجهة.

    وذكرُ الخسف إنما هو مثالٌ، ولربما تكون تلك هي الصُّورة المعهودة في السَّابق، وأمَّا اليوم فقد تنوَّعت آلةُ الفتك والقتل -نسأل الله العافية-، فيمكن أن يكون ذلك بالألغام التي يطأ عليها الناسُ، فتأتيهم حتوفُهم من أسفلهم ومن تحتهم، ولربما كان ذلك في موضعٍ يجلس عليه، أو نحو ذلك.

    وقوله: وأعوذ بعظمتك، لم يقل: اللهم إني أعوذ بعظمتك أن أُغتال عن يميني، أو عن شمالي، أو نحو ذلك.

    وقال: احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، فذكر الجهات الخمس، وأمَّا الجهة السَّادسة فقال: وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي؛ لأنَّ ذلك مما لا يستطيع دفعه، أو مُدافعته، فهو لا يحسب له حسابًا، بخلاف ما جاء من قبل وجهه، أو من ناحيةٍ من هذه النَّواحي.

    ومَن فسَّره بأنَّ ذلك يكون في مثل الغيلة، فإنَّ مرجع ذلك إلى هذا المعنى: أنَّه مما لا مدفعَ له، يعني: يأتي من ورائه مثلاً، أو في موضعٍ لا يراه فيه أحدٌ، يغتاله من حيث لا يشعر.

    فهذان قولان لأهل العلم في تفسير هذا الموضع، وفي تعليل قوله: وأعوذ بعظمتك، حيث خصَّ هذه الجهة السَّادسة بهذه الاستعاذة، وبهذه الصِّيغة الخاصَّة.

    يقول الطِّيبي -رحمه الله-: "استوعب الجهات السّت بحذافيرها؛ لأنَّ ما يلحق الإنسان من نكبةٍ وفتنةٍ، فإنَّه يحيق به ويصل إليه من إحدى هذه الجهات"[4].

    واعترض على ما قاله الحافظُ ابن حجر -رحمه الله- في تعليله؛ حيث ذكر الحافظُ ابن حجر أنَّ ذلك مما يكون من جهة السّفل، أنَّه لا حيلةَ في دفع ما يخشى وقوعه فيها، بخلاف بقية الجهات، فإنَّه يمكن فيها الحيلة[5]، فالطِّيبي ذكر كلامَ الحافظ هذا وردَّه[6].

    والشَّاهد أنَّ هذه الاستعاذة اشتملت على طلب الحفظ من الجهات السّت جميعًا.

    وجاء قوله: وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي بهذه الصِّيغة آكد؛ لعظم خطورة البلاء الذي ينزل بالإنسان من هذه الجهة؛ كالخسف الذي يقع له، وهو نوع عقوبةٍ.

    وهؤلاء الذين يُقارفون ما يُسخط الله ، فيأتيهم البلاءُ والعذابُ من تحت أرجلهم، من هذه الأرض التي يطأون عليها، ويمشون عليها فرحين مرحين، يمشون أشرًا وبطرًا، فيُعاقبون من هذه الجهة، كما قال الله : فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40]، ولاحظ هذه العقوبات جميعًا هي في أشياء في أصلها سهلة؛ فالحاصب: ريحٌ تحصبهم، وتحمل حجارةً صغيرةً، فإذا اشتدّت صارت قاتلةً، والصَّيحة: صوتٌ قويٌّ جدًّا، يموتون بمجرد سماع هذا الصَّوت، وهذا يدلّ على ضعف الإنسان، وكذلك أيضًا الخسف في الأرض التي يمشي الإنسانُ عليها، ويطمئنّ، ويأمن هذه الجهة، ولا يتوقع أن يهوي في أسفلها، فتتحول إلى شيءٍ آخر، فتنشقّ وتبتلعه، ومنهم مَن يكون ذلك بالغرق، وهذا الماء الرَّقيق قد يتحوّل إلى شيءٍ مُخيفٍ مُهلكٍ، له هدير، يحطم كلَّ ما في طريقه، وتتحول المساكنُ والمراكبُ وما إلى ذلك إلى قشٍّ يطفو فوقه، فهذا بأس الله -تبارك وتعالى-.

    وجاء تعقيب هذه الآية: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.

    وهذا الدُّعاء -أيّها الأحبّة- ابتدأه النبيُّ ﷺ بسؤال العافية في الدنيا والآخرة، والعافية لا يعدلها شيءٌ، ومَن أُعطي العافية في الدنيا والآخرة فقد حصل له كمالُ المطلوب، فيسلم من الشُّرور والآفات في دينه ودُنياه، يسلم في الدنيا، ويسلم في الآخرة.

    وقد سأل النبيُّ ﷺ في هذا الدُّعاء العفو والعافية في الدِّين والدنيا والآخرة، والأهل والمال، فهذا قد اشتمل على المعافاة والعافية في جميع مطالب الإنسان؛ فعافيته في دينه أن يحفظ له هذا الدِّين، فلا يحصل له ضلالٌ وزيغٌ وانحرافٌ، أو انتكاسةٌ، أو نحو ذلك، ولا تكون مصيبةُ هذا الإنسان في دينه، وكذلك أيضًا في الدنيا، فينتفي عنه كلّ ما أضرّ به من المصائب والبلايا –الضَّراء- ونحو ذلك، وهكذا في الآخرة من أهوال القيامة، وعذاب النار، والأهل بحفظهم في أبدانهم، ونفوسهم، وعقولهم، وأديانهم، وما إلى ذلك، يُحفظون من الفتن والشُّرور والآفات، فإنَّ ابن آدم عُرضة، وأولاده عُرضة أيضًا لهذه البلايا والرَّزايا والشَّدائد والمحن والفتن.

    وأمَّا في المال: فبحفظه من كلِّ آفةٍ تُكدِّر حاله، ومن كلِّ آفةٍ تجتاحه، أو تُفسده: من خسارةٍ، أو سرقةٍ، أو ضياعٍ، أو غير ذلك، فهنا كلّ العوارض المؤذية جاءت الاستعاذةُ منها.

    فالعبد يسأل ربَّه أن يحفظه من جميع الشُّرور والآفات والمهالك والمعاطب التي تعرض للإنسان من أي جهةٍ من الجهات السّت، لم يبقَ شيء، والبلاء قد يأتيه من هنا أو هناك، عن يمينه، أو شماله، أو من فوقه، أو غير ذلك.

    وبعض الناس لربما لشدّة وجده ومحبَّته لولده -وهذا واقعٌ لدى بعض الناس- لربما جعله لا يركب إلا في سيارةٍ كبيرةٍ، ويجلس في وسطها، وهذا السَّائق قد أُعطي من التَّعليمات مما ينبغي أن يفعله تجاه هذا الولد من الحذر الشَّديد، فالأب لا يدري من أين يُؤتَى؟ يُريد أن يكون في موضعٍ يأمن على هذا الولد، وقد يأتيه ما يُحاذره من حيث لا يحتسب -نسأل الله العافية-، وهذا يحصل وموجودٌ، ولعلَّ بعضَكم يعرف أمثلةً واقعيةً لذلك.

    أحيانًا -نسأل الله  أن يلطف بالجميع، وأن يُعوض المسلمين خيرًا- لربما كان حتفُ هذا الذي يُتخوّف عليه أو نحو ذلك هو الدَّهس تحت نفس هذه السيارة، من شدّة الحذر والحرص.

    فالإنسان بحاجةٍ إلى أن يسأل الله، فمهما بذلنا من الجهود والاحتياطات يبقى حفظُ الله  في المنتهى هو الأصل، وهو الأساس: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو [يونس:107]، فهنا نتوجّه إلى الله -تبارك وتعالى-، ولا يُنجي حذرٌ من قدرٍ، وبعض الناس لا يركب في الأسفار -وحتى في البلد أحيانًا- في المقعد الأمامي في السيارة، ورأيتُهم في بعض النَّواحي يُسمّون هذا المقعد: مقعد الشَّهيد، أي: أنَّه هو عُرضة للآفات والحوادث، ونحو ذلك، ولكن قد يسلم هذا الراكب في الأمام، ويموت الذي في الخلف، فالحافظ هو الله .

    ومن الشُّرور التي يُحاذرها الإنسانُ شرَّ الشيطان الذي يتربص به الدَّوائر، ويأتيه من كل النَّواحي: لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ [الأعراف:17]، لكنَّه لم يذكر العلو؛ لأنَّ الله من فوقهم، فهذا الشَّيطان مُتربصٌ، مُتوعّدٌ، يقول: سآتيهم من جميع الجهات. فهذا يدخل في هذه الاستعاذة، فالشَّيطان يجرّه إلى البلاء والمصائب؛ فيُغريه بالفاحشة والمنكر، ويُزين له الشُّرور والآفات، ولربما أغراه بالجريمة، ولربما حمله بدوافع الشَّهوة على الوقوع بالفواحش، أو بالغضب على القتل والعدوان على الناس، وما إلى ذلك، ولربما أوقعه في شيءٍ من الآفات التي يتخبَّطه بها: كالصّرع والجنون والمسّ، ونحو هذا، فيبقى هذا المبتلى أمام جمعٍ من الأطباء يتحيَّرون في علَّته، فالإنسان يستعيذ من هذا كلِّه.

    نسأل الله  أن يُعيذنا وإياكم من كل شرٍّ وآفةٍ.

    اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن يميننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا.

    اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

    اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودُنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.

    اللهم لا تدع لنا في هذه السَّاعة ذنبًا إلا غفرتَه، ولا عيبًا إلا سترته، ولا مريضًا إلا عافيته، ولا دَيْنًا إلا قضيتَه، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها يا أرحم الرَّاحمين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    -------------------------------------------
    أخرجه أبو داود: أبواب النوم، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5074)، وابن ماجه: كتاب الدُّعاء، باب ما يدعو به الرجلُ إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3871)، وصححه الألباني.
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (1200)، وصححه الألباني.
    "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/1664).
    "شرح المشكاة" للطيبي = "الكاشف عن حقائق السنن" (6/1881-1882).
    "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/1664).
    "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/1664).
    **************************************
    ما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 10:30 pm

    أذكار الصباح والمساء

    "اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه..."


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث -أيّها الأحبّة- في هذه الليلة في الكلام على الأذكار الواردة في الصباح والمساء، ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة  قال: قال أبو بكر : يا رسول الله، مُرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحتُ، وإذا أمسيتُ. قال: قل: اللهم عالم الغيب والشَّهادة، فاطر السَّماوات والأرض، ربَّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشِرْكِه، قال: قُلْه إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعك[1].

    وجاء نحوه عند أبي داود من رواية أبي مالكٍ الأشعري  أنهم قالوا: يا رسول الله، علِّمنا كلمةً نقولها إذا أصبحنا، وإذا أمسينا، وإذا اضطجعنا. فذكره، وزاد فيه بعد قوله: وشركه، وأن نقترف سوءًا على أنفسنا، أو نجرّه إلى مسلمٍ[2].

    هذا الحديث أخرجه أبو داود، والترمذي، وأحمد، وقال عنه الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. وصححه جمعٌ من أهل العلم: كابن دقيق العيد[3]، والحافظ ابن القيم[4]، والحافظ ابن حجر، فإنَّه صححه في موضعٍ[5]، وحسَّنه في موضعٍ آخر[6]، وممن صححه أيضًا السيوطي[7]، ومن المعاصرين الشيخ أحمد شاكر[8]، والشيخ ناصر الدِّين الألباني قال في موضعٍ: حسنٌ صحيحٌ[9]. وقال في موضعٍ: صحيحٌ[10]، رحم الله الجميع.

    هنا في حديث أبي هريرة: أنَّ أبا بكر سأل النبيَّ ﷺ: مُرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ. فيكون ما ذُكِرَ معه من أنَّ ذلك أيضًا يُقال إذا أخذ مضجعه، باعتبار أنَّ ذلك جاء في مقاماتٍ مُتعددةٍ، وليس في مقامٍ واحدٍ، في رواية أبي مالكٍ في حديث أبي هريرة، فيكون ذلك مما خرج الجوابُ فيه بالزيادة على سؤال السَّائل، فإنَّه أجابه عمَّا أراد وزاده، وهذا له أمثلة، وهو من الجود في العلم وبذله، والجواب في المسائل والفُتيا.

    فالنبي ﷺ لما سُئل عن الوضوء بماء البحر قال: هو الطَّهور ماؤه، الحلُّ ميتته[11]، فهم سألوا عن التَّطهر بماء البحر، فقال: هو الطَّهور ماؤه، وزادهم: الحلُّ ميتته، مع أنَّهم لم يسألوا عن ميتة البحر.

    فهنا في حديث أبي مالكٍ الأشعري  أنهم سألوا النبيَّ ﷺ، فقد يكون ذلك جميعًا مما حصل في مقامٍ واحدٍ، وأنَّ النبي ﷺ سُئِل، حيث سأله أبو بكرٍ ، فأُضيف السؤال إلى جماعتهم، باعتبار أنَّهم شهود، أو باعتبار أنَّهم تواطؤوا على ذلك، أو باعتبار أنَّهم شاركوا في السؤال، ولربما يكون ذلك في أكثر من مقامٍ، فيكون النبيُّ ﷺ قد زاد فيه: وإذا أخذت مضجعك.

    وهنا زيادة أيضًا في حديث أبي مالك: وأن نقترف سوءًا على أنفسنا، أو نجرّه إلى مسلمٍ.

    ففي صدر هذا الحديث قال: قل: اللهم عالم الغيب والشَّهادة، والغيب: ما غاب بأنواعه الثلاثة -ما غاب عن الحسِّ-: الغيب الماضي، والحاضر، والمستقبل.

    فالغيب الماضي والغيب الحاضر هذا من الغيب النِّسبي، بمعنى: أنَّ بعض الخلق يعلمونه، وبعضهم لا يعلمونه؛ كخبر أصحاب الكهف، فهذا من الغيوب، لكن هناك الذين شاهدوا ذلك، وعاصروه، وعلموه، وهكذا في أمثلةٍ كثيرةٍ مما كان من الغيوب الماضية.

    وأمَّا الغيب الحاضر فهذا أيضًا يعلمه مَن شهده، فيكون بالنسبة إليه من قبيل الشَّهادة، فالذي يجري الآن خارج المسجد هو بالنسبة إلينا غيبٌ، لكن مَن شهده يكون من قبيل الشَّهادة.

    أمَّا المستقبل فهذا هو الغيب المطلق، الذي لا يعلمه إلا الله -تبارك وتعالى-، وقد يُطلع بعضَ خلقه على شيءٍ منه: فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ۝ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ الآية [الجن:26-27].

    فهذه الثلاثة كلّها من الغيوب، فالله عالم الغيب -ما كان من الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة- والشَّهادة: ما ظهر وبدا، فهو يُقابل الغيب.

    فاطر السَّماوات والأرض يا الله، يا عالم الغيب والشَّهادة، فاطر السَّماوات، أي: يا فاطر السَّماوات والأرض. فهذا كلّه حُذفت فيه ياء النِّداء، وعرفنا أنَّ معنى: "اللهم" أي: يا الله، يا فاطر السَّماوات والأرض، هذا هو التَّقدير، فهو مُنادى منصوب.

    فاطر السَّماوات والأرض أي: مُخترع السَّماوات والأرض، ومُوجدها على غير مثالٍ سابقٍ. فهذا معنى الفاطر، فالفطر هو: إيجاد الشَّيء من غير سبقٍ، أو من غير مثالٍ سابقٍ.

    وابن عباسٍ -رضي الله عنهما- يقول: ما كنتُ أدري ما فاطر، حتى جاء أعرابيَّان يختصمان في بئرٍ، يقول أحدُهما: أنا فطرتها. أي: أنا ابتدأتها[12].

    وربّ كل شيءٍ يعني: يا ربّ كل شيءٍ ومليكه، يعني: أنَّ الله -تبارك وتعالى- هو ربّ هذه المخلوقات، بمعنى: أنَّه سيدها، ومالكها، والمتصرّف فيها، وهو المربي خلقه بأنواع النِّعَم الظَّاهرة والباطنة، فكلّ هذا من معاني الربوبية، فهو السيد، المالك، المتصرف، المدبر لشؤونها، فلا يخرج شيءٌ من ربوبيَّته -تبارك وتعالى-.

    وهو أيضًا مليكه، ومليك هنا (فعيل) بمعنى (فاعل)، يعني: مالك، فجاء على هذا البناء: (مليك)، وهو للمُبالغة، ومن أسماء الله -تبارك وتعالى-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ۝ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:54، 55] عند مَن يعُدّ ذلك من قبيل الأسماء، يعني: إن لم يأتِ على سبيل الإطلاق مُعرَّفًا بـ(أل)، كما ذكرنا في مُقدّمات الأسماء الحسنى، فهنا جاء مُنكَّرًا: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ، وبعضهم لا يعُدّ مثل هذا من جملة الأسماء الحسنى كما عرفنا.

    أشهد أن لا إله إلا أنت فهنا بعد أن أقرّ لله  بأنَّه عالم الغيب والشَّهادة، وأنَّه فاطر السَّماوات والأرض، وأنَّه الربّ لكل شيءٍ، وأنَّه المليك المالك لكل شيءٍ؛ ذكر التوحيد: أشهد أن لا إله إلا أنت، لا معبودَ بحقٍّ سواك، وقد تكلّمنا على هذه الجملة في مناسباتٍ سابقةٍ.

    أعوذ بك من شرِّ نفسي، فالنفس لها شرورٌ، كما قال النبيُّ ﷺ في خُطبة الحاجة: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا[13]، فالنفس معلومٌ أنَّ منها النفس الأمَّارة بالسُّوء، التي تأمر صاحبها بالمنكر، وتُغريه بالفحشاء والظلم والمعصية، وما إلى ذلك، فيُوجد في النفس من دواعي الشَّر، مما ركّب فيها من الغرائز والشَّهوات، وما تتطلبه من تحقيق هذه الرَّغبات: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ [آل عمران:14]، فالنفس تنجذب تجاه هذه الأشياء، فإذا أراد العبدُ أن يفطمها على محبوباتها ومُشتهياتها ومُستلذَّاتها؛ فإنَّه يحتاج إلى مجاهدةٍ كبيرةٍ، والنفس تُزين للإنسان، وتدعوه إلى ما تميل إليه، فيستعيذ من النفس، ومن ثم فإنَّه ليس لأحدٍ أن يُنكر ذلك، أو أن ينسب إلى نفسه أنها مُطمئنة، أو أنَّ هذه النفس نفسٌ طيبةٌ، لا تأمره إلا بالبرِّ والمعروف والتَّقوى.

    ومن شرِّ الشَّيطان شرُّ الشيطان يدخل فيه وسوسته، وإغواؤه، وإغراؤه، فهو الذي يُزين المنكر والشَّر والفساد والإفساد، فإذا اجتمع ذلك مع شُرور النَّفس فإنَّ ذلك يقوى معه الدَّاعي؛ لأنَّ هذه الدَّواعي منها ما ينبعث من النفس، ومنها ما يكون من الخارج، ومبدأ ذلك ومنشأه من النَّفس الأمَّارة، ثم بعد ذلك ما يُلقيه الشيطانُ، وما يحصل له من إلمامٍ بالقلب، فيُزين له المنكر، ثم بعد ذلك تأتي الدَّواعي من الخارج، مما يدعونه صراحةً إلى المعصية وإلا عيَّروه بما كان منه قبل توبته.

    وكذلك أيضًا هناك مَن يُغري بالمعصية ولو كان صامتًا، فكل مَن يُظهر المنكر فهو داعية إلى المعصية، ولو كان لا يتكلم، كل امرأةٍ مُتبرجة فهي داعية إلى السُّفور؛ ولذلك من الناس مَن يترك الخادمةَ مثلاً سافرةً، وتجد امرأةً في غاية الحجاب، ومعها امرأة قد أظهرت شعرَها، وتتسوّق معها، يُقال: اتَّقِ الله، هذه يجب أن تستر. فيقولون: هذه غير مسلمةٍ، وإذا كانت غير مسلمةٍ يجوز أن تخرج عاريةً؟ فإذا قالوا: لا. يُقال: فما الفرق؟ هي بهيمة أو آدميَّة؟ أليست نفوسُ كثيرٍ من الناس تتطلع إليها؟ أليس هذا السُّفور منكرًا؟ فليس لها أن تخرج عاريةً، وليس لها أن تُخرج شعرها كهذا وتمشي بين الناس، ولو كانت غير مسلمةٍ، وهذا من أعجب الأشياء التي سمعتُ بعضَ الناس يردّ بها على مَن يُنكر عليه، فيقول له: لا يحلّ هذا. فيقول: هذه غير مسلمةٍ!

    فهنا هذه كلّها دواعٍ من الدَّاخل، ومن الخارج.

    ومن شرِّ الشيطان وشركه ضبطه أكثر أهل العلم بكسر أوَّله، وسكون ثانيه: (شِرْكه)، وهذا هو الأشهر، وهو الأقرب في المعنى -والله تعالى أعلم-، وهو المتبادر، والمقصود بذلك ما يدعوه إليه من الإشراك بالله -تبارك وتعالى-.

    وبعضهم ضبطه بفتحتين: (وشَرَكه) يعني: مصائد الشَّيطان وحبائله التي يفتن بها الناسَ ويُضلّهم، واحدها: شَرَكَة، فهذا في لفظ الحديث في روايته الأولى.

    وفي الزيادة الأخرى: وأن نقترف سُوءًا على أنفسنا، أو نجرّه إلى مسلمٍ وهذا يقوله في الصَّباح والمساء، فهو يسأل ربَّه -تبارك وتعالى-، ويستعيذ به من أن يجرّ على نفسه سوءًا، بأي اعتبارٍ؟ بأي لونٍ من المقارفات، أو إبداء الرّغبات، أو المزاولات، أو نحو ذلك مما يصدر من الإنسان، أو ما يستتبعه من غوائل أفعاله، فيقع في أمورٍ تسوؤه، فيكون هو الذي جرَّ على نفسه هذا السُّوء.

    وهذا يدخل فيه أنواع وأحوال؛ فمن ذلك مثلاً: هذا الإنسان الذي يبحث عن الفساد والشَّر والفواحش، فهذا يجرّ إلى نفسه هذه الأمور، وهذا الإنسان الذي يقول: أنا أنظر وأُجرِّب وأتعرَّف، وما إلى ذلك مما قد يقوله بعضُ القائلين، ثم بعد ذلك يقع في أمورٍ ما كان يحسب لها حسابًا، مَن جرّ على نفسه سوءًا، فبعض الفتيات تقول: أمزح، وأقضي الوقت، فتُكلّم بعضَ الشَّباب وتُراسلهم، وتدخل معهم في وسائل الاتِّصال والإعلام الجديد في مُحادثات، وما إلى ذلك، ثم تقع في مغبَّة ذلك، ويقودها هذا إلى أمورٍ تُبْتَزّ بها، ويحصل لها بسبب ذلك فضيحة، ولربما نُشرت صورها، إلى غير ذلك من الأمور الـمُدمية، فهذه جرَّت على نفسها السُّوء بفعلها هذا.

    وكذلك أيضًا ما قد يحصل للإنسان أحيانًا من عللٍ وأوصابٍ وأمراضٍ بسبب مُقارفات، فهذا الإنسان الذي يفجر، ثم يُصاب بعلَّةٍ وداءٍ عُضالٍ، مَن الذي جرَّه على نفسه؟! وهذا الإنسان الذي يُدخن ويُصاب بسرطانٍ في الرئة، أو نحو ذلك، هو الذي جرَّ على نفسه هذا السُّوء.

    أو نجرّه إلى مسلمٍ يجرّه إلى مسلمٍ بأي طريقٍ كان؛ يُؤذيه بالقول وبالوشاية، ويُوصل إليه الشَّر بالكلام الذي يُضيفه إليه مما لا حقيقةَ له، مما يكتبه في هذه الوسائل، ممن لا يتَّقي الله  في عباد الله، فينسب إليهم أمورًا يُشينهم فيها، ويسبّهم، ويشتمهم، ويُدخل عليهم أنواع الأذى، فهذا كله جرَّ سوءًا إلى مسلمٍ.

    ومن الأنواع الخفيَّة التي يجهلها كثيرٌ من الناس للأسف الشَّديد: أنَّك تجد في هذه المجموعات و(الجروبات) نحو هذا، ومن الناس مَن ليس له شغلٌ إلا الأخبار السَّيئة، يتصيَّدها، ويبحث عنها، ثم من غير رويَّةٍ يُرسلها، فيُصبِّحهم على غمٍّ، ويُمسِّيهم على غمٍّ، حتى يتراءى للواحد منهم إذا رأى هذا الاسم مُباشرةً أنَّه غمٌّ جديدٌ يُصبّ عليه، فما الحاجة لهذا؟! وما الفائدة من هذا الذي تنقله؟! وتبحث عن هذه الأشياء والغموم الموجودة في أرجاء المعمورة، ثم بعد ذلك تُرسلها، هذا إنسانٌ كتب كتابةً سيئةً، فلماذا تُرسل هذه الكتابة؟! وهذا إنسانٌ عمل شيئًا مُنكرًا؛ لماذا تُرسل وتنشر؟! ما الفائدة؟!

    إذا كنت تريد الاحتساب عليه، أو نحو ذلك، فهذا له طرقٌ، أمَّا هكذا مجرد الخبر، فالخبر السَّيئ غمٌّ يتجدد ويتكرر، ثم بعد ذلك هؤلاء يتجرَّعون هذه الغموم، ثم يُصابون بشيءٍ من الإحباط، أو الاكتئاب، وضيق الصَّدر، وتُنغّص عليهم حياتهم، وتتكدّر عليهم عافيتهم، وهذا من الجهل وسُوء التَّدبير، وقد يكون عادةً لبعض الناس، وسجيَّةً لهم -للأسف- من غير رويَّةٍ، ومن غير تفكيرٍ، فهذا المقطع الذي أرسلتَه هو مُنكرٌ وسيئةٌ، يسوء كلّ مسلمٍ؛ لماذا أرسلتَه؟! وهل فكرتَ قبل إرساله؟! وما المطلوب؟!

    تجد أنَّ الإنسان يُرسِل أحيانًا للإرسال فقط، ويقف عند هذا، ولا يتغير، ولا يتحول، واليوم أحد الأشخاص يسأل عن منكرٍ من المنكرات عمله شخصٌ واحدٌ عاملٌ في مؤسسةٍ، أو عاملٌ في مكانٍ ما، ولم يشعر به أحدٌ إلا هذا الذي عُمِل له هذا المنكر، وتفتح له (هاشتاج)، ويُنشر، ويقرأه مَن بأرجاء المعمورة، ثم بعد ذلك صاحب هذا المحل يتبرأ ويقول: هذا خطأٌ من عاملٍ، ونحن أدَّبناه وعاقبناه، وما إلى ذلك، ثم يبدأ جدلٌ جديدٌ وطويلٌ: ما الموقف؟ وهل تُقبل توبة صاحب المحلّ، أو لا بدَّ من تعزيرات وتأديب من أجل أن يرعوي؟ قبل هذا: نشر هذا على هذا النِّطاق الواسع، هل هذا صحيحٌ؟!

    وحينما ترقق نفوس الناس تجاه المنكر بكثرة ما يرد عليهم؛ كمُنكر ما شاهده إلا واحدٌ، وما حصل إلا مع شخصٍ واحدٍ، ثم بعد ذلك جعلنا الملايين يتحدَّثون عنه، هل هذه الطَّريقة صحيحة؟!

    تستطيع أن تُقيم على هذا دعوى في المحكمة، ويُعاقب، دون أن يقرأ هذا ملايين الناس، ويكون حديثَ الصِّغار والكبار، فهل هذا من الحكمة: أننا نُرقق هذه القضايا في نفوس الناس بكثرة ما يسمعون، ثم بعد ذلك يتبلد الإحساس، أو أننا نتجرع في كل لحظةٍ همًّا وغمًّا وأسًى جديدًا؟! ألسنا نعقل؟! ألا يُفكر الإنسانُ قبل أن يُرسل؟!

    يحتاج الإنسانُ أن يتبصَّر فيما يأتي وما يذر، أمَّا أن يكون الإرسالُ للإرسال هكذا، وأصبحت هذه المجموعات هي مأوى لكل آفةٍ في أقصى الشرق والغرب، فهذا غير صحيحٍ، ومَن لا يستطيع أن يتعامل مع مثل هذه الأشياء إلا بمثل هذا الدَّاء، فأنا أقترح عليه أن يستريح من الغمِّ كلّه، وأن يحذف هذا الواتس آب، والتويتر، ويرتاح، وسيجد راحةً، وسيجد أيام العافية القديمة التي كان يجدها في صلاته وعبادته وقراءته للقرآن والأذكار، وما إلى ذلك، بدلاً من هذا الشّغل الشَّاغل إلى ساعات مُتأخرة في الليل؛ رسائل تأتيه الساعة الواحدة والنصف، والثانية، والثانية والنصف، ولا ينامون، أدنى خبرٍ هنا أو هناك يُرسل بهذه الطريقة.

    وأنا أرى أن يُقال لهؤلاء صراحةً: يا أخي، لا تُرسل لنا هذا الغمّ. وإذا كنت تعرف مَن يستطيع أن يُغيره فأرسل إليه، وضع له رقم صاحب المنكر، وقل له: انصح هذا الإنسان. أمَّا هكذا مجرد خبرٍ ينتشر ويُرسله آلاف مُؤلَّفة -ولربما ملايين- لمجرد الإرسال، فهذا غير صحيحٍ، فلسنا بحاجةٍ إلى ثقافةٍ في المنكر والشَّر والفساد والمعاصي، فإنَّ هذه تُؤثر على القلب؛ فلا يكون للقلب تلك الشَّفافية تجاه المنكر، والناس بحاجةٍ إلى تبشيرٍ وتصبيرٍ ورفع معنويات.

    وهكذا أخبار أخرى: فلانٌ صار له حادثٌ شنيعٌ، وفلان مات، وفلان أُصيب بمرضٍ عُضالٍ، وفلان كذا، ثم ماذا؟ وأحيانًا لمجرد الخبر، وقد لا يعرف هذا الشَّخص، وتُوضع صور لحوادث وأشياء، وتجد حادثًا يقع في مكانٍ ما، وتجد العالم يتجمهر، ويقفون في الطَّريق يُصورون الناس في الحادث، ثم بعد ذلك يتسابقون: مَن الذي له سبقٌ في نشر هذا الخبر! هذا غلطٌ، وغير صحيحٍ، والله المستعان.

    فهذا الحديث تضمّن هذا المعنى: وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلمٍ، فهل يعي هذا الذي يكتب ويُؤذي الناس ويُسيئ إليهم بأي نوعٍ من أنواع الإساءة، ويجرّ إليهم هذا السُّوء؟ هل يعي هذا؟ يستعيذ صباح مساء، وفعله يُكذِّب قولَه واستعاذته!

    لو كنا نعمل بهذه الأذكار ونُطبِّقها ونعقلها لأصبح الإنسانُ لا يُؤذي الذَّر، فضلاً عن الناس، ولكن من الناس -نسأل الله العافية، والله المستعان-.

    فهذا الحديثُ قد تضمَّن الاستعاذة من الشَّر، ومن أسبابه وغايته أيضًا، فالشَّر جميعه: إمَّا أن يصدر من النَّفس، أو من الشَّيطان: أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشَّيطان، وأمَّا غاية الشَّر فهي: إمَّا أن تعود على العامل، وإمَّا أن تعود على أخيه المسلم.

    فتضمّن الحديث مصدري الشَّر اللذين يصدر عنهما، وغايتيه اللَّتين يصل إليهما: من أذيّة النفس، أو أذيّة الناس.

    نسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    ##############################################

    أذكار الصباح والمساء

    "باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"






    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث في هذه الليلة -أيّها الأحبّة- عن الأذكار التي تُقال في الصَّباح والمساء، أو في اليوم والليلة، فمن هذه الأذكار: ما جاء عن أبان بن عثمان قال: سمعتُ عثمان بن عفان  يقول: قال رسولُ الله ﷺ: ما من عبدٍ يقول في صباح كل يومٍ، ومساء كل ليلةٍ: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء، وهو السَّميع العليم، ثلاث مرات، فيضرّه شيءٌ. وكان أبان قد أصابه طرف فالجٍ، فجعل الرجلُ ينظر إليه -يعني: السَّامع-، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك، ولكني لم أقله يومئذٍ؛ ليُمضي اللهُ عليَّ قدره. أخرجه الترمذي، وقال: حسنٌ، صحيحٌ، غريبٌ[1]. وابن ماجه[2].

    وفي رواية أبي داود: لم تُصبه فجاءة بلاءٍ[3]، وقد سكت عنه أبو داود، وعرفنا أنَّ ما سكت عنه فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وحسَّنه البغوي[4]، وقال المنذري: إسناده صحيحٌ، أو حسنٌ، أو ما قاربهما[5]. وقال الحافظُ ابن حجر: حسنٌ، صحيحٌ[6]. وقال في موضعٍ آخر: له طرقٌ أخرى مرفوعة وموقوفة[7]. وصحح إسناده الشيخُ أحمد شاكر[8]، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: صحيحٌ[9]. وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: صحيحٌ[10]. وقال في موضعٍ آخر: حسنٌ، صحيحٌ[11]. فهذه أقوال هؤلاء العلماء -رحمهم الله جميعًا- في تصحيحه.

    وقال النَّسائي في رُواته: عبدالرحمن ابن أبي الزناد ضعيفٌ، ويزيد بن فراس مجهولٌ، لا نعرفه[12].

    وقال ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق": غريبٌ من حديث المنذر[13].

    فقوله: ما من عبدٍ "عبد" هنا نكرة، و(ما) في هذا السِّياق يحتمل أن تكون شرطيةً، أو نافيةً، بحسب ما يكون به ضبط الجواب بعدها، وهو قوله: فيضرَّه، أو فيضرُّه، وقد اختلف أهلُ العلم في ضبطه.

    على كل حالٍ، سواء كانت شرطيَّةً، أو كانت نافيةً؛ فإنَّ النَّكرة في سياق النَّفي أو النَّهي أو الشَّرط أو الاستفهام تُفيد العموم، فإذا سُبقت بـ(من) كما في هذا الموضع: ما من عبدٍ، الأصل: (ما عبد)، فإذا سُبقت بـ(مَن) فإنها تكون نصًّا صريحًا في العموم، بعد أن كان العمومُ فيها ظاهِرًا.

    يقول في صباح كل يوم عرفنا أنَّ الصباح يبدأ من طلوع الفجر الصَّادق، وأنَّ المساء يكون من بعد الزَّوال، لكن هنا هل المراد أنَّ ذلك يُقال في المساء؟ يعني: من بعد الزوال، أو بعد العصر؟ أو أنَّ المقصود بالمساء -كما ذكرنا من قبل- أنَّه يُطلق بإطلاقٍ أوسع، فيدخل فيه ما بعد الغروب؟

    الظاهر أنَّ هذا المعنى هو المراد هنا، وأنَّ المقصود بالمساء هنا أيّ: الليلة، وأنَّ هذا الذكر ليس من أذكار الصَّباح والمساء بالمعنى الشَّائع الذَّائع المعروف، وهي الأذكار التي تُقال في أول النَّهار، وتُقال بعد الزوال مثلاً، أو بعد العصر، وإنما هنا المساء الذي يظهر -والله أعلم- أنَّ المراد به الليل، يعني: من بعد الغروب، فإنَّ ذلك أيضًا يُقال له: مساء، ويدلّ على ذلك أمران:

    الأمر الأول: أنَّه قال: في صباح كل يومٍ، ومساء كل ليلةٍ، فمتى يكون مساءُ الليلة: العصر أو الظُّهر، لا يكون له تعلّق بما يكون بعد غروب الشَّمس؛ لأنَّ الليلة التي تكون بعد غروب الشمس، مثل هذه الليلة هي ليلة الخميس، فإذا قاله عصر الأربعاء، أو ظهر الأربعاء في المساء، فلا يكون له تعلّقٌ بهذه الليلة بحالٍ من الأحوال.

    الأمر الثاني: مما يدلّ على ذلك: ما جاء في بعض ألفاظ الحديث، كما جاء عند أحمد مثلاً: لم يضرّه شيءٌ في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة[14]، يعني: إذا قاله في الصَّباح، فاليوم يمتدّ من طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس، هذا اليوم، وليلته تسبقه.

    قال: أو في تلك الليلة يعني: إذا قاله في المساء الذي يكون مُرادًا به الليل، فإنَّ ذلك يكون مُستمرًّا إلى انقضاء ذلك المساء بطلوع الفجر الصَّادق.

    فهنا في هذه الرِّواية عند أحمد: لم يضرّه شيءٌ في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة، وفي بعض رواياته كما عند الطَّحاوي في "شرح مشكل الآثار": لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى الليل[15]، إذا قاله في الصَّباح لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى الليل يعني: إلى غروب الشَّمس.

    ومُقتضى هذا أنَّه إذا قاله في المساء، يعني: من ليلته بعد غروب الشَّمس لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى يُصبح، فيكون ذلك حرزًا له في يومه وليلته، فهذا يدلّ -والله تعالى أعلم- على أنَّ هذا الذكر من أذكار اليوم والليلة -والله أعلم.

    وكما قلتُ: هي أذكارٌ قليلةٌ التي تكون في اليوم والليلة، وعامَّة الأذكار هي أذكارٌ تُقال في الصباح والمساء.

    ما من عبدٍ يقول في صباح كل يومٍ، ومساء كل ليلةٍ فيحسُن أن يقول ذلك في أول الصَّباح، وأن يقول ذلك في أول الليل، يعني: بعد غروب الشَّمس، ولا يقوله بعد العصر مثلاً، فإنَّه يبقى أثرُه إلى انقضاء ذلك اليوم؛ إلى غروب الشَّمس، فإذا قاله في ساعةٍ مُتأخرةٍ من الليل فإنَّه يبقى أثرُه إلى الفجر، فيبقى هناك ما بعد الغروب إلى أن قاله ليس بداخلٍ تحته.

    بسم الله هذه الباء تكلّم أهلُ العلم فيها: هل هي للاستعانة، أو للمُصاحبة، أو لغير ذلك؟

    فإذا قلنا: إنها للاستعانة، فهل المقدّر يكون خاصًّا، أو يكون عامًّا؟ وهل يكون مُقدَّمًا، أو مُؤخَّرًا؟ وهل يكون فعلاً، أو اسمًا؟

    كلّ هذا لأهل العلم فيه كلامٌ، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنَّ الأمر في هذا واسعٌ، ولكن تقديره في كل شيءٍ بحسب، وبما يليق به، فإذا كان بصدد الأكل قال: بسم الله، يعني: آكل، وإذا كان بصدد الشُّرب قال: بسم الله، يعني: أشرب، وإذا كان بصدد الاستعاذة مثلاً، أو الاستعانة، أو نحو ذلك، قال: بسم الله أستعين، وبسم الله أستعيذ، أو نحو ذلك؛ ولهذا ذهب بعضُ أهل العلم إلى أنَّ تقديره بأعمِّ معانيه هو الأولى، يعني: في الكون العام، بسم الله ماذا؟ بسم الله أبدأ، يصلح لكل شيءٍ مثلاً: للأكل، والشُّرب، والقراءة، والقيام، والجلوس، ونحو هذا.

    وكذلك من أهل العلم مَن يُقدِّره هنا بفعلٍ: بسم الله، يعني: أبدأ، وبعض أهل العلم يقول: المقدّر يكون اسمًا، كما في قوله: بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا [هود:41]، والأمر في هذا واسعٌ.

    وله أن يُقدّر شيئًا خاصًّا بحسب المقام، وكونه يُؤخِّر قد يكون هو الأولى؛ لئلا يتقدّم على اسم الله  شيءٌ، فبدلاً من أن يكون التَّقدير: أبدأ بسم الله، وآكل بسم الله، وأقرأ بسم الله، فالمقدّر مُقدَّمٌ على اسم الله .

    وإذا قال: بسم الله أستعين، وبسم الله أستعيذ، أو أتحفَّظ من كل مُؤذٍ؛ كان المقدَّم اسم الله، وهو أولى.

    الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ يعني: مع ذكر اسمه، فإذا وُجد عند الإنسان اليقينُ كان قلبه حاضرًا، فإنَّ مثل هذه الأذكار يكون تأثيرها بقدر ما يقوم في قلب قائلها، فلمَّا يقول: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض، ولا في السَّماء يعني: ما الذي بقي؟ لم يبقَ شيءٌ، فإنَّ العالم إمَّا علوي -السَّماء-، وإمَّا سُفلي -الأرض-، في العالم كلّه لا يضرّ شيء، سواء كان ذلك من الجنِّ، أو الإنس، أو الشياطين، أو من البلاء النَّازل من السَّماء، أو الكائن في الأرض، فمَن تعوَّذ بسم الله -تبارك وتعالى- لا تضرّه بليَّةٌ ولا مُصيبةٌ من جهة الأرض، ولا من جهة السَّماء.

    وهو السَّميع لكلِّ الأصوات، العليم بكل الأشياء، فالله بكل شيءٍ عليم، فإذا كان يسمع جميع الأصوات، ويعلم جميع الأشياء، فيعلم المستعيذ، والمستعاذ منه، والشُّرور، والآفات، والأدواء، والبلايا، والرَّزايا، يعلم ذلك جميعًا، ولا تخفى عليه خافية، وهو يستطيع أن يمنعك، وقد يكون عند الإنسان حرسٌ من البشر يحرسونه، ولكنَّهم قد يغفلون، وقد تخفى عليهم بعضُ الشُّرور التي قد تصل إلى هذا الذي احترز واحتاط بهؤلاء الذين يحرسونه، أمَّا الله -تبارك وتعالى- فلا يفوته شيءٌ، فيقول ذلك ثلاث مرَّاتٍ.

    فيضرَّه بالنصب جوابًا، وبالرفع عطفًا على (يقول)، يعني: لا يجتمع هذا القول مع المضرّة، ولا تحصل له مضرَّة.

    فيضرَّه شيءٌ، وكما ذكرنا في بعض رواياته: لم يضرّه شيءٌ في ذلك اليوم يعني: إلى مُنتهاه، أو في تلك الليلة إذا كان قاله من ليلته، وفي اللَّفظ الآخر: لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى الليل، لم تُصبه فُجاءةُ بلاءٍ، كما في بعض الألفاظ، والمعنى: لا يأتيه شيءٌ يفجأه بغتةً في يومه ذلك، أو في ليلته، والأشياء التي تفجأ أشياء كثيرة، منها: السَّكتة القلبية، والجلطات -أعاذنا الله وإياكم وإخواننا المسلمين من كل شرٍّ، وعافى المبتلين.

    وكذلك أيضًا هذه الحوادث التي تفجأ هذا الإنسان الذي ليس به علَّة، وليس به بأسٌ: يضحك، ويأكل، ويشرب في سيارته، ومع أسرته، ويتحدَّثون، وبلحظةٍ تتحول الحالُ إلى شيءٍ آخر، نسأل الله العافية.

    فالمقصود أنَّه لم يحصل له هنا فاجئةُ بلاءٍ، أو فُجاءة بلاءٍ.

    وهذا أحد السَّامعين لأبان بن عثمان يُحدِّث بهذا، وكان أبان قد أصابه طرف فالجٍ، يعني: نوعًا من الفالج، وهو ما نُسميه الآن: بالشَّلل، والأقدمون يعرفونه بأنَّه استرخاء لأحد شقّي الإنسان، ويُعللونه عندهم طبيًّا -عند المتقدِّمين- بأنَّ ذلك لانصباب أخلاطٍ بلغميَّةٍ تنسد منها مسالك الروح، يعني: مجاري الدَّم، يقولون عنه: الروح، أو ما له روح، أو نفس سائلة، ونحو ذلك، فهذا هو تعريف الجلطة الآن عند الأطباء المعاصرين.

    فهذا الانسداد لمسالك الروح بهذه الأخلاط البلغميَّة؛ فيحصل عنده تجمّعٌ لهذا الدَّم المنعقد، فيحصل بسببه هذا الانسداد؛ فيُؤدِّي به إلى استرخاء شقِّه، فلا يستطيع أن يُحرِّك يده، ولا رجله، وقد يحصل له ذلك في شقِّ بدنه من أسفله إلى أعلاه، وقد يحصل له من مُنتصف البدن؛ فيكون أعلاه يتحرك، ويكون أسفله لا يتحرك، أو غير ذلك مما هو معلومٌ، نسأل الله العافية لنا ولإخواننا المسلمين.

    فهذا الرجل الذي يستمع جعل ينظر إلى أبان وقد أصابه الفالج، ويتعجَّب، يعني: أين أنت من هذا؟! تُحدِّث بهذا وأنت مُصابٌ، مُبْتَلًى؟!

    فقال: إنَّ الحديثَ كما حدَّثتك، ولكني لم أقله، يعني: غفل عنه في ذلك اليوم الذي أصابه هذا، (فلم أقله يومئذٍ؛ ليُمضي اللهُ عليَّ قدره) يعني: مقدوره، فهذا حقٌّ.

    يقول القرطبيُّ -رحمه الله-: هذا خبرٌ صحيحٌ، وقولٌ صادقٌ، علمناه دليلاً وتجربةً، فإني منذ سمعتُه عملتُ به، فلم يضرني شيءٌ إلى حين تركته؛ فلدغتني عقربٌ بالمدينة ليلاً، فتفكَّرتُ، فإذا أنا قد نسيتُ أن أتعوَّذ بتلك الكلمات[16].

    وقول القرطبي هذا ذكَّرني برجلٍ أعرفه حدَّثني بهذا منذ زمنٍ بعيدٍ، سنة 1398هـ، كان يذهب إلى المدينة في الإجازة الصَّيفية هو وأهله، وكانت البيوتُ في المدينة غالبًا في ذلك الوقت بيوتًا شعبيَّةً قديمةً، وأهل المدينة يعرفون هذا، وكانوا يتحدَّثون بذلك، وكانت العقاربُ إلى عهدٍ قريبٍ، ويمكن إلى الآن في بيوتهم، بل لربما الحيَّات في البيوت القديمة، وتعرفون ما جاء في هذا من الأحاديث، وأمَّا العقارب ونحو ذلك فتُوجد حتى في البيوت الحديثة، هذا شيءٌ شاهدناه ورأيناه رأي العين، وليس بروايةٍ عن أحدٍ، وإنما هو مُشاهدة.

    فالشَّاهد: أنَّ هذا الرجل نحسبه من أهل الصَّلاح، وكان إمامًا لمسجدٍ، وكان يذهب في الإجازات كاملةً إلى المدينة، ويسكنون في هذه البيوت الشَّعبية، يقول: فنمنا ليلةً، فإذا بشيءٍ ثقيلٍ يمشي على رقبتي، فقمتُ، وإذا عقربٌ أسودُ كبيرٌ، والعقارب السُّود الكبار موجودة، ورأيناها في مثل هذه السِّنين، لكن هو يتحدَّث عن ذلك الحين، يقول: فقتلتُه وهو يمشي على رقبتي. مع أنَّ العقربَ عادةً لا يُمهل، مُباشرةً يُصيب ويلدغ، فالله المستعان.

    فالشَّاهد أنَّ الرجل يقول: كنتُ قد قلتُ هذا الدُّعاء. ونحن نُوقِن بهذا، لكن ذكَّرتني به كلمةُ القُرطبي -رحمه الله-.

    أسأل الله  أن يُعيننا وإياكم على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.

    اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

    ربنا اغفر لنا، ولوالدينا، ولإخواننا المسلمين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.


    ####################################################

    أذكار الصباح والمساء

    "رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا"




    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    مما جاء عن النبي ﷺ من الأذكار الواردة في الصَّباح والمساء: ما جاء عن ثوبان  قال: قال رسولُ الله ﷺ: مَن قال حين يُمسي: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا؛ كان حقًّا على الله أن يُرضيه.

    والحديث -حديث ثوبان- بهذا اللَّفظ رواه الترمذي وأحمد، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه[1]. وقال الحافظُ ابن حجر -رحمه الله-: حسنٌ[2]. والشيخ الألباني -رحمه الله- ضعَّف حديثَ ثوبان هذا[3]، والعيني قال: فيه سعيد بن المرزبان البقَّال، وهو ضعيفٌ باتِّفاق الحُفَّاظ، ورُوِيَ بأسانيد جيدةٍ عن رجلٍ خدم النبيَّ ﷺ بهذا اللَّفظ[4]. فثبت أصلُ الحديث.

    وكذلك قال أيضًا الإمامُ النَّووي -رحم الله الجميع-: "في إسناده سعيد بن المرزبان، أبو سعدٍ البقَّال -بالباء-، الكوفيّ، مولى حُذيفة بن اليمان، وهو ضعيفٌ باتِّفاق الحفَّاظ"[5].

    وهذا الحديث المروي عن هذا الصَّحابي خادم النبي ﷺ يصلح أن يكون شاهدًا لهذا الحديث، وقال عنه مُحققو "المسند": "صحيحٌ لغيره"[6].

    فقوله: مَن قال حين يُمسي يعني: يدخل في المساء، فهذا في المساء، وهذه الجملة: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ نبيًّا مرويَّة عن النبي ﷺ على وجوهٍ مُتفاوتة؛ فقد جاء في حديث أبي سعيدٍ الخدري : أنَّ النبي ﷺ قال: مَن قال: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا؛ وجبت له الجنَّة[7]، وهنا لم يُقيده بالصَّباح والمساء، والحديث ثابتٌ صحيحٌ من حديث أبي سعيدٍ الخدري .

    وقوله: وجبت له الجنَّة يعني: إذا قاله في أي وقتٍ كان، ومثل هذا يكون محمله على الإطلاق، فلو قاله مرةً في العمر فإنَّه يكون له مثل هذا الجزاء؛ لأنَّ ذلك لم يُقيد أنَّه يقوله في كل يومٍ، أو في كل ليلةٍ، أو في الصَّباح والمساء، أو بعد صلاةٍ، أو نحو ذلك، فيبقى على إطلاقه، والمطلق في الأصل يصدق ولو بمرَّةٍ في العمر ما لم يُقيد بوقتٍ، أو بحالٍ، أو مكانٍ، أو نحو ذلك.

    وجاء من حديث سعد بن أبي وقَّاص : أنَّ النبي ﷺ قال: مَن قال حين يسمع المؤذّن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا؛ غُفِرَ له[8]، وهذا ثابتٌ صحيحٌ، وقد مضى الكلامُ عليه، وهذا يكون بعد سماع المؤذّن، حينما يُردد معه، ثم يقول ذلك.

    وأمَّا هذا الحديث فقد جاء عن هذا الصَّحابي الذي خدم النبيَّ ﷺ، وجاءت تسميته في بعض الرِّوايات أنَّه: المنيذر، تصغير: المنذر ، صاحب النبي ﷺ، وكان يكون بإفريقية، قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: مَن قال إذا أصبح: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، فأنا الزعيم، لأخذنَّ بيده حتى أُدخله الجنَّة[9]. هذا رواه الطَّبراني بإسنادٍ حسنٍ، هذا إذا قاله إذا أصبح.

    وجاء أيضًا عن أبي سلام من التَّابعين، كما عند أحمد وغيره، قال: مرَّ رجلٌ في مسجد حمص، فقالوا: هذا خادم النبي ﷺ، قال: فقمتُ إليه، فقلتُ: حدِّثني حديثًا سمعتَه من رسول الله ﷺ، لا يتداوله بينك وبينه الرِّجال -يعني: بلا واسطةٍ-، قال: قال رسولُ الله ﷺ: ما من عبدٍ يقول حين يُصبح وحين يُمسي.

    فالرِّواية الأولى عن ثوبان: حين يُمسي، وعن المنيذر خادم النبي ﷺ: حين يُصبح، وهنا في حديث هذا الرجل الذي خدم النبيَّ ﷺ، والظَّاهر أنَّه هو المنيذر، قال: ما من عبدٍ مسلمٍ يقول حين يُصبح وحين يُمسي ثلاث مرات: رضيتُ بالله ربًّا، تقييده هنا بثلاث مراتٍ: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ نبيًّا، إلا كان حقًّا على الله أن يُرضيه يوم القيامة[10].

    إذًا هذه الرِّواية وقد قال عنها مُحقق "المسند": "صحيحٌ لغيره"، يكون ذلك من أذكار الصَّباح والمساء، فيكون الجزاء المرتّب على ذلك جاء فيه: كان حقًّا على الله أن يُرضيه، وأيضًا أنَّه قال: فأنا الزعيم، لأخذنَّ بيده حتى أُدخله الجنة، وأيضًا فيما يتعلق بالذكر المطلق قال: وجبتْ له الجنَّة، وما بعد الأذان قال: غُفِرَ له.

    قوله: ما من عبدٍ مُسلمٍ يقول، كذا: إلا وجبت له الجنَّة، هذا (عبد) نكرة في سياق النَّفي، ودخلت أيضًا قبلها (من)، فهذا للعموم، بل هو نصٌّ صريحٌ في العموم؛ لأنَّ (من) إذا دخلت قبل النَّكرة في سياق النَّفي، أو النهي، أو الشَّرط، أو الاستفهام؛ فإنَّ ذلك يكون نصًّا صريحًا في العموم.

    ما من عبدٍ مسلمٍ رجل أو امرأة، كبير أو صغير، كثير الذُّنوب، أو قليل الذُّنوب: يقول إذا أمسى وإذا أصبح ثلاث مرات: رضيتُ بالله ربًّا هذا يشمل الرِّضا بإلهيَّته وربوبيَّته، وبأحكامه الشَّرعية، وقضائه الكوني؛ لأنَّ من معاني الربوبية التَّشريع، وكذلك أيضًا القضاء والقدر، فإنَّ الله -تبارك وتعالى- يُصرِّف أمر الخليقة ويُدبِّرها، فهذا من معاني ربوبيَّته.

    فإذا قال: رضيتُ بالله ربًّا فهذا تصريحٌ بالربوبية، والربوبية تقتضي الإلهية، وليس المعنى أنَّه يعتقد بربوبية الله، ويرضى بها، ولكنَّه لا يُؤمن بالإلهية، ولا يُوحِّده في العبادة، ليس هذا هو المراد.

    والحافظ ابن القيم -رحمه الله- يقول: فالرِّضا بإلهيَّته يتضمن الرضا بمحبَّته وحده، وكذلك الخوف منه، ورجاءه، والإنابة إليه، والتَّبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحبّ، كلّ ذلك إليه -تبارك وتعالى-، فعل الرَّاضي بمحبوبه كلّ الرضا؛ وذلك يتضمن عبادته، والإخلاص له[11]، هذا رضي به إلهًا ومعبودًا.

    والرِّضا به ربًّا: أن يرضا بما يصرفه به ربُّه، وما يشرعه له، وما يقضي له، سواء في الرزق، أو في الصحّة والمرض، أو فيما يجري عليه من سائر الأقدار، سواء كانت محبوبةً للعبد، أو كانت مكروهةً، هذا من معنى الرِّضا به ربًّا، أمَّا إذا أصابه المرضُ جزع، والله هو الذي صرفك هذا التَّصريف، أو وقع له الفقرُ، أو وقعت له مصيبةٌ، هذا كلّه من تدبير الله .

    فمَن رضي به ربًّا ينبغي أن يرضى بما ساقه الله إليه، واختاره له، ولا يكون له اختيارٌ مع الله ، فإذا لم يُرزق الولد، أو لم تُرزق هذه المرأة زوجًا، لا يعني هذا أن يتسخط الإنسانُ على أقدار الله ، فإنَّ هذا خلاف الرِّضا بربوبيته، وكل مَن يتمرد على شرع الله  فلم يرضَ به ربًّا، فإنَّ الرضا بربوبيَّته كما يقول ابنُ القيم: يتضمّن الرِّضا بتدبيره لعبده، ويتضمّن إفراده بالتَّوكل عليه، والاستعانة به، والثِّقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضيًا بكلِّ ما يفعل به، فالله هو المدبّر، وهو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، بيده مقاليد الأمور، فهذا يقتضي أن يتوجّه إليه، فيتوكّل عليه، ويخاف منه، ويعتمد عليه، فالأول يتضمّن رضاه بما يُؤمر به، والثاني يتضمن رضاه بما يقدّر عليه[12]). هكذا قال الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-.

    رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا يعني: أنَّه يرضا بهذا الإسلام، والإسلام هو مجموع هذه الشَّريعة، وتفاصيل الصِّراط المستقيم الذي رسمه الله  لعباده من أجل سلوكه، فإذا قال الله ، أو حكم، أو أمر، أو نهى؛ رضي العبد، وليس له إلا ذلك، ولم يبقَ في قلبه أدنى حرجٍ من حكم الله ، فيُسلم له تسليمًا كاملًا، ولو كان مُخالفًا لمراد نفسه، وهواه، ورغباته، أو لقول شيخه، أو طائفته، أو نحو ذلك.

    فقوله: رضيتُ بالإسلام دينًا معنى ذلك: أنَّه لا يتلفَّت إلى أي دينٍ سواه، ولا يتلقَّى المفاهيم والتَّصورات والعقائد من غير دين الإسلام: من الفلسفات المنحرفة، أو من الكتب المحرَّفة، هذا إذا رضي بالإسلام دينًا.

    وبمحمدٍ ﷺ نبيًّا وهذا يتضمن كمال الانقياد للنبي ﷺ، والتَّسليم المطلق له، بحيث يكون هو أولى به من نفسه، والله  يقول: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [الأحزاب:6]، والمعاني الدَّاخلة تحته مما ذكره السَّلفُ كلّها صحيحة، فهو أولى بهم من أنفسهم، كما قال ﷺ: أنا أولى بكل مؤمنٍ من نفسه، مَن ترك مالًا فلأهله، ومَن ترك دَيْنًا، أو ضياعًا، فإليَّ وعليَّ[13]، فكان يقضي ديونهم ﷺ.

    ويدخل في ذلك أنَّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم في المحبَّة، كما قال: لا يُؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده، وولده، والناس أجمعين[14]، وكذلك أيضًا أولى بالطَّاعة والاتِّباع، كما قال بعضُ السَّلف: إذا أمرت النفسُ بشيءٍ، وأمر النبيُّ ﷺ بشيءٍ، كان أمره أنفذ من أمر الإنسان لنفسه، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، أولى بهم في كلِّ ما يمكن أن يدخل تحت هذه الجملة، فلا يتلقّى الهدى إلا من مواقع كلماته، وينبوع سنته، ولا يُحاكم إلا إليه، ولا يُرضا بحكم غيره ألبتة: لا في باب العقائد، ولا في غيرها من الأحكام والفروع، ولا في جانب السُّلوك والأخلاق، وفي أبواب مقامات السَّالكين، أو في الرَّجاء والمحبَّة والتَّوكل، وما إلى ذلك، بعيدًا عن البدع والأهواء والتَّخليط الذي وقع في هذه الأبواب لدى طوائف من الصُّوفية، لا في أمور الظَّاهر، ولا في أمور الباطن، لا يرضى إلا بحكم النبي ﷺ، فإن لم يجد عنه شيئًا ﷺ فإنَّه يلجأ لجوء المضطر إلى ما يُقربه إليه من قياسٍ ونحو ذلك، فيكون بمنزلة تعاطي الميتة إن لم يجد غيرها.

    يقول ابنُ القيم: وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطَّهور[15].

    فمَن قال هذا -أيّها الأحبّة-: كان حقًّا على الله أن يُرضيه يعني: أوجبه الله -تبارك وتعالى- على نفسه أن يُرضيه، فالله يُوجِب على نفسه ما يشاء، ولا يُوجب أحدٌ عليه من خلقه شيئًا، فهو أجلّ وأعظم من ذلك: يا معاذ، أتدري ما حقّ الله على العباد، وما حقّ العباد على الله؟[16].

    فالمقصود بذلك الحقّ الذي أثبته وأوجبه على نفسه: أن يُرضيه يوم القيامة، يُرضيه بماذا؟

    بدخول الجنَّة، والنَّعيم المقيم بألوانه، وأنواعه، وصنوفه المختلفة، والنَّظر إلى وجه الله ، والخلود الأبدي السَّرمدي في دار كرامته، فلا يحصل له شقاء، ولا تنغيص، ولا مرض، ولا همّ، ولا غير ذلك.

    فهذا الحديث تضمَّن الرِّضا بربوبيَّته وإلهيَّته، والرِّضا برسوله ﷺ، والانقياد له، والرِّضا بدينه، والتَّسليم له.

    يقول ابنُ القيم -رحمه الله-: مَن اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصِّدِّيق حقًّا، وهي سهلة بالدَّعوى واللِّسان، وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا جاء ما يُخالف هوى النَّفس ومُرادها من ذلك تبين أنَّ الرضا كان لسانُه به ناطقًا، فهو على لسانه، لا على حاله[17].

    يعني: أنَّه ينبغي أن يكون ذلك حالًا للإنسان مُلازمةً له، وليس فقط مقولًا باللِّسان: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ﷺ نبيًّا.

    فالعبد قد تحصل في قلبه مُنازعة لأحكام الله  الشَّرعية، أو القدريَّة، وقد تُوجد بعض الأحكام وشرائع الإيمان تثقل على بعض النُّفوس، فيبقى عنده شيءٌ من التَّردد والحرج في صدره؛ لماذا هذا الحكم؟ وقد يعتقد أنَّه خلاف العقل، أو خلاف القياس، أو نحو ذلك.

    وكذلك أيضًا قد يحصل له نوع معارضةٍ على أحكامه القدرية، فيقع له ما يكره، ثم بعد ذلك يقع له ما يكره، ثم يقع له ما يكره، فيُقارن حاله بغيره، فيقول: أنا الذي أُصلي، وعلى حالٍ من الاستقامة، والبُعد عن المنكرات والمعاصي، ونحو ذلك، وتقع لي هذه المصائب! وقرابتي ومَن حولي هم أبعد ما يكونون عن هذا، وهم في دعةٍ وسعةٍ وعافيةٍ!

    فمثل هذا ما عرف الله، وما عرف أنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، وأنَّ الرجل يُبتلى على قدر إيمانه ودينه، فمثل هؤلاء لم يرضوا به ربًّا، كلُّ مَن يكون له اختيارٌ مع الله فهو مُنازعٌ لله  في ربوبيته واختياره، ولم يتحقق هذا الرِّضا الكامل.

    فينظر الإنسانُ ويُفتِّش عمَّا يجول في خاطره وقلبه، فإذا وقعت له أمورٌ يكرهها فقد يجد شيئًا من ذلك، قلَّ أو كثر، والله المستعان.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
    ما زلنا احبابي تابعونا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 10:38 pm

    أذكار الصباح والمساء

    "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين"


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث عن الأذكار التي تُقال في الصباح والمساء، فمن ذلك: ما جاء عن أنسٍ  قال: قال النبي ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

    هذا الحديث أخرجه النَّسائي في "السنن الكبرى"[1]، وأخرجه الحاكم في "المستدرك"[2]، وغير هؤلاء.

    وقد قال عنه البزارُ -وهو ممن أخرجه-: لا نعلمه يُروى عن أنسٍ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد[3].

    وقال الطَّبراني: لا يُروى هذا الحديثُ عن أنسٍ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به نصر بن عليّ[4].

    وقال الهيثمي: فيه سلمة بن حرب بن زياد الكلابي، عن أبي مدرك، عن أنسٍ[5].

    وذكر الذَّهبي سلمة هذا في "ميزان الاعتدال"، وقال: "مجهولٌ كشيخه"[6]، أي: أبي مدرك، وقد وثَّق ابنُ حبان سلمة[7].

    والحديث -على كل حالٍ- قال عنه المنذري: إسناده صحيحٌ[8]. وقال الشيخ ناصر الدِّين الألباني: إسناده حسنٌ[9]. -رحم الله الجميع.

    وهناك حديثٌ قريبٌ من هذا اللَّفظ، وهو عن أنسٍ أيضًا -رضي الله تعالى عنه-، لكن ليس في أذكار الصَّباح والمساء، وإنما في الكرب، فهو بلفظٍ مُوجَزٍ مُختصرٍ، وليس كهذا اللَّفظ: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث.

    وقوله هنا ﷺ لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟ هذا فيه تحفيزٌ للسَّامع، وتنشيطٌ له، من أجل أن يستمع، وأن يقبل ما يُلقى إليه: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أُوصيكِ به؟، وليس هنا ما يمنعها -رضي الله عنها-، بل هي في غاية القبول.

    والوصية: هي ما يُطلب من الإنسان فعله أو تركه، مع التَّأكيد عليه بالفعل أو الترك، يعني: بالامتثال، هذه هي الوصية، فالأمر والنَّهي المقرون بالتأكيد يُقال له: وصية، والأمر الذي يكون معه ما يدفع على الفعل والامتثال يكون ترغيبًا، وما يكون فيه الزجر عن الفعل يكون ترهيبًا، لكن الوصية هي الأمر أو النَّهي المؤكد.

    فهنا: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ.

    وتكلمنا على (الحيّ، القيّوم) في الأسماء الحسنى، وكذلك أيضًا في مناسباتٍ مضت: منها الكلام على آية الكرسي، وقلنا: إنَّ (الحيَّ) هو ذو الحياة الكاملة من كل وجهٍ، ليست مسبوقةً بعدمٍ، ولا يلحقها عدمٌ، ولا يعتريها نقصٌ، وأنَّ النوم نقصٌ، والهمّ والغمّ والحزن والمرض كلّ ذلك نقصٌ في الحياة، فالله له الحياة الكاملة.

    وهو (القيّوم)، وقلنا: إنَّ (القيوم) هو القائم بنفسه، القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم، فهو قائمٌ بنفسه، مُقيمٌ لغيره، لا قيامَ لهم إلا به، فلو تخلَّى عنه طرفةَ عينٍ لكان ذلك هلاكًا مُحقَّقًا لهم.

    فحينما يتوسّل الدَّاعي بهذين الاسمين، ويدعو بهما: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث ففيه استغاثةٌ بالرحمة، وهي صفةٌ من صفات الله ، وأوصافه تابعةٌ لذاته، فهي غير مخلوقةٍ، فيجوز الاستغاثة بالصِّفة، والاستعاذة بها: أعوذ بعظمتك، وأعوذ بنور وجهك، وأعوذ بعزَّة الله وقُدرته. هذا في الاستعاذة، لكن في السُّؤال والدُّعاء والطَّلب: لا يصحّ سؤال الصِّفة استقلالاً؛ لأنَّ الصِّفات مُلازمة للذات، فلا يقول: يا رحمةَ الله، ولا: يا عزةَ الله، أعزيني، ولا: يا قوّة الله، انصريني. وإنما يقول: يا الله، يا قوي، انصرني. فالصِّفة لا تُدْعَى، وإنما الذي يُدْعَى الموصوف، يُدْعَى بهذه الأسماء المتضمنة لهذه الأوصاف الكاملة في كل مقامٍ بما يُناسبه، وبما يصلح لمثله.

    فهنا يقول: يا حيّ، يا قيّوم، برحمتك أستغيث فهذه الرحمة صفةٌ ثابتةٌ لله -تبارك وتعالى-، وهي مُتعلَّق الاستغاثة هنا، ولا يكون ذلك بمخلوقٍ بحالٍ من الأحوال، فهو يتوسّل إلى الله -تبارك وتعالى- بحياته وقيّوميته، ويستغيث برحمته.

    وهذان الاسمان: (الحيّ، القيّوم) إليهما يرجع عامَّة الأسماء الحسنى، بل قال بعضُ أهل العلم: يرجع إليهما جميع الأسماء الحسنى؛ لأنَّ مَن له الحياة الكاملة، والقيّومية الكاملة، ينبغي أن يكون هو الإله، الربّ، الخالق، الرازق، القادر، المحيي، المميت، إلى غير ذلك.

    ومن هنا قال بعضُ أهل العلم -وهو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله-: بأنَّ (الحيَّ، القيّوم) هما الاسم الأعظم[10].

    وذكرنا في مناسباتٍ مُتعددة: أنَّ هذا من أقوى الأقوال، وهو يلي القول بأنَّ الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة (الله)، وأنَّ هذا عليه الجمهور، وأنَّ دلائله أكثر وأوضح، ثم يلي ذلك في القوّة: (الحيّ، القيّوم)، فابن القيم -رحمه الله- يرى أنَّ الاسم الأعظم هو (الحيّ، القيّوم)، وهذا سبقه إليه جمعٌ من أهل العلم: كالإمام النَّووي -رحم الله الجميع.

    وذلك -كما سبق- أنَّ صفةَ الحياة والقيّومية ترجع إليهما الصِّفات؛ فصفة الحياة يقولون: ترجع إليها جميع صفات الأفعال، وهذا يذكره مثل الحافظ ابن القيّم -رحمه الله-، وأنَّ الحياةَ الكاملةَ تُضاد جميع الأسقام والآلام؛ ولهذا كملت حياة أهل الجنَّة؛ حيث لا همَّ، ولا غمَّ، ولا مرضَ، ولا حزن، ولا غير ذلك من الآفات، بخلاف حياتنا في هذه الدَّار، ونقص الحياة لا شكَّ أنه يُنافي أيضًا القيومية[11]، فهناك مُلازمة بين الحياة والقيّومية؛ فإنَّ كمال القيومية يكون بكمال الحياة؛ لأنَّه لا يكون قائمًا بنفسه من كل وجهٍ، وهو المقيم لغيره بأرزاقهم، وأقواتهم، ومعايشهم، وأحوالهم، وأعمالهم، يقوم عليها بها، إلا مَن كانت حياتُه كاملةً، فالذي ينام مثلاً هذا نقصٌ في الحياة، لا يمكن أن يُدبّر أمر الخلائق ومعايشهم، ومَن كان يعتريه المرضُ أو العجزُ، أو نحو ذلك، فهذا لا يكون كذلك، فالحيّ المطلق التَّام الحيَّاة لا تفوته صفةٌ من صفات الكمال ألبتة، والقيّوم لا يتعذَّر عليه فعلٌ من الأفعال، فالتَّوسل بصفة الحياة والقيومية هنا في غاية المناسبة.

    وجاءت الاستغاثة هنا بالرحمة، فإذا وُجدت الحياةُ الكاملة والقيومية مع الرحمة التي يُستغاث بها، وهي التي تصل بها ألطاف الله  إلى المخلوقين، وهذا المتوسّل والدَّاعي في هذا المقام يقول: برحمتك أستغيث، يطلب الغوثَ من الله -تبارك وتعالى-، مُتوسِّلاً برحمته التي تصل بها الألطاف الربانية إلى الخلق.

    أصلح لي شأني كلّه هذا من جوامع الكلم، فإذا تحقق للعبد ذلك أصلح الله له شأنه كلّه، فهذا ينتظم أمور الدنيا والآخرة؛ أصلح الله له شأنَه في صلته بربه -تبارك وتعالى-، وصارت علاقتُه بالله على أحسن الأحوال وأكملها، لا يحصل له ضلالٌ وانحرافٌ وزيغٌ وإغواءٌ من الشَّيطان، وتسلّط الشيطان عليه، فكل ذلك ينتفي عنه، وتنتفي من قلبه الخواطر والوساوس والأوهام، وتنتفي عنه العلل والأوصاب، وينتفي عنه أيضًا ما يتعلق بالمكدّرات والمنغّصات التي لا تخلو منها هذه الحياة: مما يتعلق بعلاقته مع الآخرين، وعلاقته بأهله، ووالديه، وأولاده، وزوجته، وإخوانه، وقراباته، وجيرانه، ومع مَن يُزاول أعمالاً معه، كل هؤلاء تكون أحواله وصلته معهم على الوجه المرضي.

    أصلح لي شأني كلّه الإنسان إذا تُرِكَ وتخلَّى الله  عنه؛ بدأ التَّمزق ينتابه من كل ناحيةٍ، فتبدأ العلاقات تسوء مع الزوجة، ومع الأقارب، وتصير علاقته سيئةً مع إخوانه، ومع جيرانه وزُملائه في العمل، ومع مَن تحت يده، وما إلى ذلك، فتبدأ هذه العلاقات تتفكَّك؛ هنا مشكلة، وهنا مشكلة، وعلاقاته ومصالحه التِّجارية الوظيفية، وما إلى ذلك، فهو بحاجةٍ إلى مثل هذه الألطاف الربانية التي تصل إليه من طريق رحمة الله -تبارك وتعالى-.

    فالله هو الحيّ الذي يقوم بنفسه، ويُقيم هؤلاء الخلائق، ويقوم عليهم بأرزاقهم ومعايشهم، فالعبدُ لا يستغني عن ربِّه طرفةَ عينٍ، فهو بحاجةٍ إلى أن يُصلح له شأنه كلّه، فتصلح له أعماله، وأقواله، وعلائقه بربِّه وبالخلق.

    ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ولاحظ هنا الخروج من الحول والطَّول والقوّة، والنَّظر إلى النَّفس، فمن الناس مَن يعتقد أنَّه يملك مهارات وقُدرات على التَّواصل والاتِّصال بالآخرين، وأنَّه يملك شخصيةً جاذبةً وقادرةً على تفكيك المشكلات وحلّها، وشخصية مُؤثّرة، فيعتقد أنَّه يستطيع الإقناع والتَّخلص من المواقف الصَّعبة، وأنه يملك مهارات، ولربما كان يُدرب الآخرين، ويُقدّم لهم الدَّورات في هذه الأشياء.

    فينبغي للعبد ألا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك، ويعرف أنَّ الله إذا تخلَّى عنه فإنَّه يضيع، هذا في صلته بالله ، ينبغي أن يكون ذلك نصب عينيه، وأن يكون ذلك حاضرًا في قلبه، وأنَّ هذه العبادات التي يقوم بها، والأعمال الصَّالحة إنما هي توفيقٌ من الله ، ولو تخلَّى اللهُ عنه لضاع:
    لو شاء رَبّك كنت أَيْضًا مثله فالقلب بَين أَصَابِع الرَّحْمَن[12]

    وفي الحديث: إنَّ قلوبَ بني آدم كلّها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحدٍ، يصرفه حيث يشاء[13]، فالعبد بحاجةٍ إلى هداية الله ، وهو بحاجةٍ إلى تثبيتٍ، فلا يُوكل إلى نفسه طرفةَ عينٍ، وكذلك في أموره الأخرى من مكاسبه ومعايشه، وما إلى ذلك، فلا يقول هذا الإنسان: والله أنا عندي قُدرات وخبرات ودراسات في ألوان الكسب، وتحصيل المال، أو غير ذلك، فإنَّ ذلك ليس بنافعٍ له طرفةَ عينٍ، فإذا تخلَّى اللهُ عنه طرفةَ عينٍ أو أقلّ من ذلك -وطرفة العين هي حركة العين، وهو شيءٌ يسيرٌ- لكان الهلاك المحقق.

    وإذا أردتَ أن تعرف قدر طرفة العين هذه يمكن أن تنظر فقط في جانبٍ من الجوانب، وهي الجلطة، في لحظةٍ يتجمّد هذا الدَّم في عرقٍ، ثم بعد ذلك تتلاشى كلّ هذه القُدرات والإمكانات العقلية والبدنية، فيُصبح هذا الإنسان القوي المفتول العضلات الذي يهزّ الأرض إذا مشى، في لحظةٍ ينتهي كل شيءٍ، فالخلق ضُعفاء.

    إذًا لا ينبغي أن نلتفت إلى قوّتنا وقُدراتنا، لا قوةَ بدنية، ولا قُدرات عقلية، ولا ما يتَّصل بالعبادة، فيعتقد الإنسانُ أنَّه واثقٌ كل الثِّقة من عمله وعباداته، وأنَّ عنده من الصبر واليقين والثَّبات، وما إلى ذلك، ما لا يخاف عليه من الفتن مثلاً، فيتخلّى عن هذا كلِّه.

    فإذا كان يقول ذلك حينما يُصبح، وحينما يُمسي، فهنا لا يمكن للعبد أن يتسلل إلى قلبه العجبُ، ولا الغرور، ولا يمكن أن يتسلل إلى قلبه شيءٌ من الأدواء: كالالتفات إلى النَّفس، وقوَّتها، وقدرها، وإمكاناتها، وإنما يكون في غاية الإخبات لله ، والتَّواضع للخلق؛ لأنَّه بهذه المثابة يستغيث برحمة الله صباح مساء: أن يُصلح له شأنه كلّه، وألا يكله إلى نفسه طرفةَ عينٍ.

    أسأل الله  أن يُصلح لنا شأننا كلّه، دقّه وجلّه، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، ولا أقلّ من ذلك. اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دُنيانا.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
    ##########################################

    أذكار الصباح والمساء

    "أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين رب أسألك خير اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه..."



    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث عن الأذكار التي تُقال في الصَّباح والمساء، فمن هذه الأذكار ما جاء عن أبي مالكٍ الأشعري : أنَّ رسول الله ﷺ قال: إذا أصبح أحدُكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملكُ لله ربِّ العالمين، اللهم إني أسألك خيرَ هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهُداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك[1].

    هذا الحديث أخرجه أبو داود -رحمه الله-، وقال النَّووي: رواه أبو داود بإسنادٍ لم يُضعفه[2]. يعني: لم يُعقب عليه في السُّنن حينما أخرجه، وعلَّق ذلك الحافظُ ابن حجر -رحمه الله-: بأنَّ كون أبي داود لم يُضعفه عقب تخريجه في السُّنن، لكنَّه قد ضعَّفه خارجها[3].

    والحديث قال عنه الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-: حديثٌ حسنٌ[4]. وقال العراقي: بإسنادٍ جيدٍ[5]. وحسَّنه الألباني في بعض كُتبه[6]، وضعَّفه في بعضها[7]، وكذلك أيضًا حسَّنه الشيخ شُعيب الأرناؤوط[8]، والشيخ عبدالقادر الأرناؤوط -رحم الله الجميع[9].

    قوله: بأنَّ النبي ﷺ قال: إذا أصبح أحدُكم يعني: إذا دخل في الصَّباح، وعرفنا أنَّ الصباح يدخل من طلوع الفجر، فإذا قال ذلك قبل طلوع الشمس، أو نحو ذلك، فإنَّ ذلك يصدق على هذا الوقت.

    فليقل: أصبحنا وأصبح الملكُ لله ربِّ العالمين مضى الكلامُ على نحو هذه الجملة، يعني: يحتمل أن يكون المعنى: أصبحنا حال كون الملك قد أصبح لربِّه وخالقه .

    ويحتمل أن يكون معنى "أصبحنا لله" يعني: نحن عبيدٌ له، وملكٌ له، والملك كلّه لله -تبارك وتعالى-، فهذا إقرارٌ من العبد بأنَّه عبدٌ لله ، وأنَّه مملوكٌ ومربوبٌ له، وأنَّ الملك جميعًا لله ، يذكر نفسَه بهذا في كل صباحٍ، فيتعلق قلبُه بربِّه ومولاه ، ويتوجّه إليه بالعبادة، فلا يلتفت قلبُه إلى مخلوقٍ يُزين له القول، أو العمل، أو يرجوه، أو يخافه، أو نحو ذلك مما تتعلق به الآمال، أو الرَّجاء، أو نحو ذلك، وإنما يكون توجّهه بقلبه وكُليته لربِّه وفاطره  في كل صباحٍ، وفي كل مساءٍ.

    فإذا كان العبدُ بهذه المثابة، فإنَّه يكون إخلاصه تامًّا، ويكون على حالٍ من الارتباط بالله، والتَّوجه إليه، والمراقبة لله ، ورجاء ما عنده، والخوف منه، فلا يصدر منه عجبٌ بنفسه، واتِّكالٌ على قوته، ولا يحصل منه اتِّكالٌ على أحدٍ من المخلوقين.

    أصبحنا وأصبح الملك لله ربِّ العالمين، فهو المألوه، المعبود، وهو السيد، المالك، المربي، المتصرف بهذا الخلق.

    ثم يقول: اللهم أي: يا الله، إني أسألك خيرَ هذا اليوم يعني: ما فيه من الخير الذي تُقدره وتقضيه، والظَّفر بما في هذا اليوم من خير ديني أو دُنيوي، فإنَّ هذا الخير لم يُقيد بقيدٍ، فيبقى على إطلاقه، وفسَّره بقوله بعده: فتحه، ما يحصل فيه من الفتح في العلم، والهدايات، والرزق، والرحمة: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا [فاطر:2]، فما يفتح الله  فيه للعباد من الخيرات والمسرَّات والهدايات والأرزاق، فإنَّ العبد يسأل ربَّه ذلك، ويتوجّه إليه في طلبه.

    فتحه، وأيضًا: نصره، هذا كلّه تفسيرٌ لخير هذا اليوم، ما هذا الخير؟ قال: فتحه، ونصره يعني: الغلبة على الأعداء.

    ونوره والنّور يُقال للهداية، ويُقال للعلم الصَّحيح، فيُقال: هذا الكلام عليه نورٌ، وكلام فلانٍ عليه نورٌ، وهذا الكلام عليه أنوار النُّبوة: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِه [النور:35]، فسَّره الجمهور بهداه في قلب المؤمن، فالهدى يُقال له: نور، ويُقابله الظَّلام، فالله مثَّل أحوال الكافرين وأعمالهم وقلوبهم بالظُّلمات، كما مضى في الكلام على الأمثال المضروبة في القرآن، كما في سورة النور: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ [النور:40]، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [البقرة:257]، من ظُلمات الجهل والضَّلال والكفر إلى نور العلم والهدى والإيمان، فنور اليوم هو العلم والإيمان، فكلّ ذلك داخلٌ فيه طاعة الله، وطاعة رسوله ﷺ، والتَّوفيق لمحابِّه -تبارك وتعالى-.

    وبركته البركة: كثرة الخير ونماؤه، فهنا يحصل له الرزق الحلال الطَّيب المبارك، فإنَّ العبرةَ ليست بالكثرة، وإنما العبرة بالبركة، فبعض الناس قد تكون مكاسبُهم قليلةً من حيث العدّ، ولكنَّها مُباركة، فتفي بحاجاتهم وحاجات مَن يحتفّ بهم، وتكفي أيضًا لأشياء أخرى من مُتطلبات الحياة، ولا تحصل لغيره ممن تكون مكاسبُهم أضعاف مكاسب هذا الذي حصلت له البركة، وهذا شيءٌ مُشاهَدٌ، فإنَّ الإنسان قد يأتيه المالُ الكثير، ثم يذهب دون أن يشعر كيف ذهب هذا المال؟! وهو لا يجد شيئًا أمامه من مُقتنيات ومُشتريات وأشياء واضحة يراها أمامه أنَّه صرف هذا المال في هذا، لكنَّه يطير من بين يديه دون أن يشعر، فالعبرة بالبركة.

    والبركة أيضًا تكون في الوقت، فإنَّ الوقتَ هو الحياة، وهو العمر، فقد يمضي اليوم كاملاً على الإنسان، ولكنَّه لا يقضي فيه شيئًا يُذكر، ولا يُنجز فيه عملاً يُذكر، فإذا بارك الله  في الوقت، فإنَّه يستطيع أن يُنجز فيه من مطالبه الشَّيء الكثير، سواء كان ذلك في باب العلم، أو العمل مما يتَّصل بالعبادة، أو ما يتَّصل بمُزاولات الأعمال الدُّنيويَّة.

    ولا شكَّ أنَّ أبرك الأوقات هو أول اليوم، والنبي ﷺ يقول: اللهم بارك لأمتي في بكورها[10]، فإذا استغلَّ المسلمُ هذا الوقت -أول اليوم؛ البكور- فإنَّه لا شكَّ قد أدرك بركةً عظيمةً من بركات ذلك اليوم، بل أدرك أعظم بركةٍ فيه، فبركة اليوم تحصل في الوقت.

    وكذلك أيضًا ما يحصل للإنسان فيه من الفتوح التي يفتح اللهُ  بها عليه من العلم الكثير بجهدٍ قليلٍ، ومُزاولات قليلة؛ يحصل له من الحفظ السَّريع، ويحصل له من تحصيل العلوم الكثيرة بجهدٍ أقلّ، هذا من البركة في باب العلم، فالبركة في أبوابٍ كثيرةٍ، ولا تنحصر في شيءٍ واحدٍ.

    وهُداه الهدى: ما يحصل للإنسان من التوفيق للحقِّ، ومعرفته، ولزومه، والعمل به، والثَّبات عليه، وكلّ ذلك من الهدايات، فإذا عرف الإنسانُ الحقَّ فهذه هداية، وإذا وُفِّق للعمل به فهذه هداية، ومن الناس مَن لا يُوفَّق، وكذلك حينما يعرف أفضلَ الأعمال في غير الواجبات من أجل أن يشتغل به؛ لأنَّ العمرَ قصيرٌ، والأعمالَ كثيرةٌ، فيشتغل بالفاضل عن المفضول، فهذا كله من الهدى، وكذلك الثَّبات على ذلك إلى الممات، فهذا من الهدى، فكلّ ذلك هدايات من الله -تبارك وتعالى-.

    وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، فإذا سأل خيرَ ما فيه، فشرّ ما فيه يشمل جميع الشُّرور بأنواعها مما يتَّصل بالأمور الدِّينية، أو الأمور الدُّنيوية، فالأمور الدِّينية كالضَّلالات والشُّبهات، وكذلك أيضًا الأمور الدنيوية من الشُّرور والآفات التي تلحق البدن، والتي تلحق المال، والتي تلحق ولده، أو أهله، أو نحو ذلك مما يصل إليه من شياطين الإنس والجنّ، وغير ذلك، فكلّ هذا من الشُّرور، فيتعوّذ من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما بعده.

    ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك يعني: يقول: "أمسينا وأمسى الملكُ لله ربِّ العالمين، اللهم إني أسألك خيرَ هذا المساء: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهُداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما بعده"، هكذا يقول.

    وبعض أهل العلم يقول: إذا أمسى فليقل مثل ذلك، يعني يقول: هذه الليلة، يعني يقول: أسألك خيرَ هذه الليلة: فتحها، ونصرها، ونورها، وبركتها، وهُداها، وأعوذ بك من شرِّ ما فيها، وشرِّ ما بعدها.

    هذا ما يتعلق بهذا الحديث.

    والله تعالى أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

    ###########################################

    أذكار الصباح والمساء

    "أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عله وسلم
    وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلم وما كان من المشركين"


    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

    أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

    نواصل الحديث -أيّها الأحبّة- في هذه الليلة عن الأحاديث الواردة في الأذكار التي تُقال في الصَّباح والمساء، فمن ذلك: ما جاء عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: كان النبيُّ ﷺ إذا أصبح قال: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمدٍ ﷺ، وملّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وفي روايةٍ: وعلى دين نبينا محمدٍ، وعلى ملَّة أبينا، وفي آخره: وما كان من المشركين، وفي روايةٍ: أصبحنا على الفطرة والإخلاص، ودين نبينا محمدٍ، وملَّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما أنا من المشركين.

    هذه الألفاظ جاءت روايات الحديث بها، وقد أخرجه الإمامُ أحمد[1]، والدَّارمي[2]، والنَّسائي في "السنن الكبرى"[3]، هذا الحديث صححه النَّووي[4]، والعراقي[5]، ومن المعاصرين الشيخ عبدالعزيز بن باز[6]، والشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-[7]، فكل هؤلاء حكموا بصحّته، وقال الحافظُ ابن حجر: رجاله مُحتجٌّ بهم في الصَّحيح، إلا عبدالله بن عبدالرحمن، وهو حسن الحديث[8].

    "عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه"، عبدالرحمن بن أبزى أدرك النبيَّ ﷺ، وصلَّى خلفه، فهو معدودٌ في الصَّحابة، وابنه عبدالله من التَّابعين.

    قال: "كان النبيُّ ﷺ إذا أصبح"، وقلنا: بمعنى: دخل في الصَّباح.

    "قال: أصبحنا على فطرة الإسلام" يعني: دخلنا في الصَّباح على فطرة الإسلام.

    والفطرة في أصلها تُقال: للخلقة، ومنه الفطر، يُقال: الفطرة من الفطر، والخلقة من الخلق، ثم صار ذلك يُستعمل للخلقة القابلة لدين الحقِّ، والتي لم يحصل لها تغيُّرٌ أو دنسٌ بالشِّرك، أو تحولٌ إلى دينٍ غير دين الإسلام، أو ما يُكدر هذه الفطرة ويُغيرها، والله  يقول: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30]، هي الدِّين الحقّ، والتوحيد الخالص لله ربِّ العالمين، والنبي ﷺ يقول: كل مولودٍ يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهودانه، أو يُنصرانه، أو يُمجِّسانه[9]، ولم يقل: بأن أبويه يجعلناه مسلمًا؛ لأنَّه يُولد على الفطرة، والفطرة هي الإسلام، فهذا هو الأصل، فيحصل الانحرافُ لمن انحرف، وسلك طريقًا غير الإسلام، فيكون قد خرج من مُقتضى الفطرة.

    والحافظ ابن القيم -رحمه الله- يُفسّر الفطرة بنحو هذا: بأنها ما فطر اللهُ عليه عبادَه من محبَّته وعبادته وحده لا شريكَ له، والاستسلام له عبوديةً وذلاً وانقيادًا وإنابةً، فهذا هو توحيد خاصَّة الخاصَّة[10]، يعني: هذا التوحيد الخالص الذي مَن رغب عنه فهو من أسفه السُّفهاء، كما قال الله : وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة:130]، فهذا هو دين إبراهيم -عليه الصَّلاة والسلام-، قال الله: وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:130-131]، فدينه هو الإسلام.

    وكلمة الإخلاص وهي كلمة التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، التوحيد الخالص من شوائب الشِّرك بجميع أنواعه.

    وعلى دين نبينا محمدٍ ﷺ وهذا أخصّ مما قبله، يعني: دين الإسلام هو الدِّين الذي كان عليه جميعُ الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسلام-، وأمَّا دين نبينا محمدٍ ﷺ فهذا أخصّ مما قبله، فهي الشَّريعة التي جاء بها؛ إذ إنَّ شرائع الأنبياء مُتعددة، وأصل الدِّين التوحيد (واحد)؛ ولهذا قال الله : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]، وقال عن إبراهيم ﷺ: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:131]، وكذلك أيضًا: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ۝ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ [البقرة:132-133] ... الآية، فدين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- هو الإسلام، هو التوحيد لله -تبارك وتعالى-.

    فما جاء به النبيُّ ﷺ من عند الله  قولاً وعملاً واعتقادًا هذا دين نبينا ﷺ.

    وعلى ملَّة أبينا إبراهيم إبراهيم  هو أبونا؛ لأنَّ العربَ من ذُرية إسماعيل ، وإسماعيل بن إبراهيم ، فهو أبو العرب؛ لأنَّه من نسل إسماعيل.

    وحينما يُعلَّم المسلمون أن يقولوا: "على ملَّة أبينا إبراهيم"، والأعاجم قد لا يكونون كذلك، وإنما الذين من ذُرية إبراهيم  هم العرب وبنو إسرائيل، فإذا قال قائلٌ من المسلمين ممن لم يكن ينتسب إلى إبراهيم ، فإنَّ ذلك يكون هنا من باب التَّغليب: وعلى ملَّة أبينا، فهو أبو العرب في النَّسب، وغيرهم من الهنود والفرس ونحو ذلك لا ينتسبون إلى إبراهيم ، بل ليس كل العرب ينتسبون إلى إبراهيم ، كما هو معلومٌ.

    وعلى كل حالٍ، هذا من باب التَّغليب، أو باعتبار أنَّ الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام- هم بمنزلة الأب لأُممهم وأقوامهم، كما قال الله : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب:6]، وفي قراءةٍ غير مُتواترةٍ: "وهو أبٌ لهم"[11]، وفي القراءة الأخرى غير المتواترة: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهو أبٌ لهم، وأزواجه أُمَّهاتهم"[12]، والقراءة غير المتواترة إذا صحَّ سندُها فإنَّها تُفسِّر القراءة المتواترة، كما هو معلومٌ.

    فعلى كل حالٍ الأنبياء هم بمنزلة الوالد لأقوامهم، وبهذا فُسِّر على أحد الأقوال قولُ لوطٍ  لقومه حينما استضاف الملائكة، يظنون أنَّهم من البشر؛ فأرادوا بهم المنكر، فقال: هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود:78]، فمن أشهر الأقوال في تفسيرها: أنهنَّ بنات القبيلة، فهو بمنزلة الأب لهنَّ.

    فملة أبينا إبراهيم  يمكن أن تُفسّر بهذا، أو هذا، والمقصود: أنَّ إبراهيم  هو أبونا الثالث، فأبونا الأول هو آدم ، وأبونا الثاني هو نوح ، فكل مَن جاء بعد نوحٍ فهو من ذُرية نوحٍ على وجه الأرض؛ لأنَّ الناس أُغرقوا، والله يقول: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ [الصافات:77]، فلم يبقَ أحدٌ إلا وهو من نسل نوحٍ ، والأب الثالث لنا، وليس لجميع البشر: هو إبراهيم ، إمام الحُنفاء، وأهل الكتاب يُسمونه: عمود العالم، وهو أبو الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام-؛ لأنَّ جميع الأنبياء الذين جاءوا بعده كانوا من ذُريته، من أنبياء بني إسرائيل، ونبينا ﷺ من ولد إسماعيل، وجميع أهل الملل متَّفقة على تعظيمه، وتوليه، ومحبَّته، وادِّعائه، واليهود يقولون بأنَّ إبراهيم  كان على اليهودية، والنَّصارى يقولون: كان على النَّصرانية. فردّ الله  عليهم ذلك: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا [آل عمران:67]، فكان على الإسلام والتوحيد الخالص، وأمَّا اليهودية والنَّصرانية فذلك مما ابتدعه أصحابُها بعده، وإلا فدين الأنبياء كموسى وعيسى -عليهما السلام- هو الإسلام، وليس اليهودية، ولا النَّصرانية.

    فعلى كل حالٍ، كل الطَّوائف تدَّعي إبراهيم ؛ اليهود والنَّصارى وأتباع النبي ﷺ، والله يقول: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:68]، فهم أولى الناس به.

    حنيفًا الحنيف يُفسّر أحيانًا بلازم المعنى، فيقولون: المائل عن الأديان الباطلة، فالحنف بمعنى: الميل، مائلٌ عن الأديان المنحرفة إلى دين الإسلام، وهو التوحيد، ويُقابل ذلك الإلحاد، فاللّحد يُقال للميل، لكنَّه الميل عن الحقِّ والدِّين الصَّحيح.

    وبعض أهل العلم: كالحافظ ابن القيّم -رحمه الله- يقول: بأنَّ ذلك من قبيل التَّفسير باللَّازم[13]، وأمَّا التفسير بالمطابق؛ يعني: في أصل المعنى للحنيف، فهو المقبل على الله، المعرِض عمَّا سواه، وأنَّ مَن فسَّره بالمائل لم يُفسّره بموضوع لفظه، وإنما فسَّره بلازم معناه؛ إذ إنَّ الحَنَفَ في أصل المعنى هو الإقبال، فمَن أقبل على شيءٍ مال عن غيره، ومن هنا كان الحنفُ في القدمين؛ يكون بإقبال إحداهما على الأخرى، ويلزم من ذلك ميلها عن جهتها.

    والأحنف بن قيس كان من أجود العرب، ومن أهل السَّماحة والحلم، كان فيه حنف، وهو ميلٌ في إحدى القدمين إلى الأخرى، فلُقِّب بالأحنف، فكانت أمُّه تُرقّصه وهو صغيرٌ، وتقول:
    والله لولا حَنَف في رجله
    ودقّة في ساقه من هُزْلِه
    ما كان في فِتْيَانِكم مِنْ مِثْلِه[14]

    فهذا أصل الحنف: حَنِيفًا مُسْلِمًا أي: مُنقادًا، مُستسلِمًا، بحيث لا يلتفت إلى غير ذلك، وليس في قلبه التفاتٌ إلى غير الله، ولا عبادةٌ لغير ربِّه وفاطره وخالقه ، وقد جاء عن النبي ﷺ: بُعثتُ بالحنيفية السَّمحة[15].

    وما أنا من المشركين هذا ردٌّ على المشركين من العرب الذين يدَّعون أنَّهم على دين إبراهيم ، فلم يكن يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وتأمّل في هذه الألفاظ، كما يقول الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-: كيف جعل الفطرةَ للإسلام: أصبحنا على فطرة الإسلام؟ فهو دين الفطرة، وهو فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30][16].

    ثم قال: وكلمة الإخلاص هي شهادة: أن لا إله إلا الله، وجعل الملّة لإبراهيم ، فإنَّه صاحب الملّة، وهي التوحيد وعبادة الله تعالى وحده لا شريكَ له، ومحبّته فوق كل محبةٍ[17].

    فهذا إبراهيم الخليل؛ خليل الرحمن، والخُلَّة أعلى مراتب المحبّة، وجعل الدين للنبي ﷺ، وهو دينه الكامل، وشرعه التامّ الجامع لذلك كلِّه، والله -تبارك وتعالى- سمَّى إبراهيم إِمَامًا، وأُمَّةً، وقَانِتًا، وحَنِيفًا[18].

    فهذا يُردده المسلمُ كلما أصبح: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمدٍ ﷺ، وملَّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما كان من المشركين، يُردد هذا التوحيد الخالص، فكيف بمَن يكون بهذه المثابة، كيف يقع منه إشراكٌ؟! وكيف يقع منه التفاتٌ إلى مخلوقٍ يُرائيه بعمله، أو يُسمّع بعمله؛ ليحصل له إطراءٌ ومدحٌ وثناءٌ من المخلوقين؟! وكيف يصرف شيئًا من العبادة لغير بارئه وخالقه، وهو يُردد هذا الكلام: أصبحنا على فطرة الإسلام؟! وكيف بمَن كان كذلك، ثم بعد ذلك يتشبَّه بأعداء الله  من اليهود والنَّصارى؛ فيكون مُضيِّعًا، مُفرِّطًا، مُكذِّبًا بهذه الدَّعوى؟! يقول: أصبحنا على فطرة الإسلام وهو يُغير الفطرة بارتكاب ما يُناقضها ويُخالفها! ويتشبّه بمَن انتكست فطرهم، وتحوَّلت تلك الفطرةُ إلى ألوانٍ من الضَّلالات والانحرافات والشِّركيات! فهذا يُناقض الإنسانُ فيه نفسه حينما لا يكون كذلك.

    فمثل هذه الأذكار كما ترون -أيّها الأحبّة- لو أننا نعقل ما نقول، ونُحافظ عليها في كل صباحٍ ومساءٍ، ونعقل هذه العبارات؛ لبقينا على الصِّراط المستقيم، فلا يحصل انحرافٌ عن ذلك: لا في الظَّاهر، ولا في الباطن، فما بالنا نرى جموعًا من الشَّباب والفتيات يتشبَّهون بأعداء الله  في رجسهم وضلالهم؛ فيلبسون أزياءهم، ويفعلون أفعالهم، ويتشبَّهون بهم في عاداتهم، وفي خصائصهم الدِّينية، وأفراحهم، ومُناسباتهم، وغير ذلك؟! كيف يكون هذا؟!

    فهو يقول: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وأولئك قد انتكست فطرُهم، بل للأسف الشَّديد لم يعد التَّشبه باليهود والنَّصارى، والنبي ﷺ يقول: لتتبعنَّ سنن مَن كان قبلكم شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ تبعتُموهم[19]؛ ولما سُئل النبي ﷺ عن هؤلاء الذين تُتبع سُننهم وعاداتهم: اليهود والنَّصارى؟ قال: فمَن؟[20]، يعني: فمن الناس إذًا، فالتَّشبه يحصل باليهود والنَّصارى، لكن اليوم لم يعد ذلك يقتصر على اليهود والنَّصارى، بل أصبح التَّشبه بالوثنيين: بأكلة القطط والكلاب الذين لا دينَ لهم، الذين يعبدون الأصنامَ من البوذيين، من التَّافهين، ممن لا يعرفون أديان الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام-، ولو كانت مُحرَّفةً.

    هل تعلمون أنَّه يُوجد الآن –للأسف- بعض المسلمين وبعض أهل هذه البلاد ممن نسأل الله الهداية لهم وجميع المسلمين؛ مَن يذهب ويعمل عمليات تجميلية؟! هي عمليات تقبيح، يُغير أنفه ليُشبه هؤلاء الشَّرقيين من الكوريين؛ ليكون أفطس الأنف، ويُصغر عينيه، ويبدو بهيئته وصورته الظَّاهرة كأنَّه من أهل تلك البلاد، وإذا سُئل: من أين عرفتم هذه الثَّقافة؟ ومن أين تعلَّمتم هذا العلم؟ قالوا: من المسلسلات الكورية المدبلجة والمترجمة، والفتيات يعجبن بأذواق أولئك، وبلباسهم، وأزيائهم، ولربما كانت الجيدةُ التي تسأل وتقول: ما حكم التزين بأزياء ولباس الكوريين؟

    فما بقي إلا هؤلاء؟! عدمت الدُّنيا! ما بقي إلا أكلة الكلاب والقطط والحمير -أعزكم الله-؟!

    هؤلاء يأكلون ما هبَّ ودبَّ ودرج، حتى أمّ حبين، كل شيءٍ يأكلونه، يأكلون الحشرات، ولما أُقيمت عندهم بعض الألعاب الأولمبية العالمية قبل سنوات أُجري لقاءٌ مع أحد المسؤولين عن الرياضة هناك، فقال: هذه فرصة أن نُعرّف العالم بثقافتنا. يعني: هؤلاء الأراذل والضُّلال أكلة هذه الأنتان يفتخرون ويعتزّون ويقولون: نُعرِّف العالم بثقافتنا! فما بال الحُنفاء أتباع الأنبياء الكبار: محمد ﷺ، وإبراهيم ، الذي كلَّما أصبح قال: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمدٍ ﷺ، وملَّة أبينا إبراهيم، ثم هو بعد ذلك يتشبَّه بهؤلاء الأراذل من الناس، ممن لا دينَ لهم؟! -نسأل الله العافية- يعبدون الأصنام، يعني: هذا أمرٌ لا يمكن أن يُتصور: كيف يقع لإنسانٍ عرف الحقَّ، وعرف هذه الملّة، وعرف هذه النِّعمة الكبرى التي أنعم اللهُ  علينا بها؟!

    ثم انظروا كيف تُمسخ الفِطَر؟! نحن أحيانًا نقول: هذا خلق الله، لكن لا شكَّ أنَّ هذا الخلقَ يتفاوت؛ فهيئة هؤلاء في الصُّورة الظَّاهرة ليست كهيئة العرب، ولا تُقاربها بوجهٍ من الوجوه، فيأتي هذا ويعمل عمليات تقبيح من أجل أن يكون مُشابهًا لهم في خلقتهم! الذي نعرفه أنَّ الفتنةَ في بلاد الغرب عند هؤلاء الشَّرقيين، وأكثر عمليات التَّجميل التي تُجرى في الغرب؛ أنها تُجرى من قبيل هؤلاء الشَّرقيين؛ ليكونوا مُحاكين للغرب، وأكثر ما يعملون عمليات التَّجميل في آنافهم، يُقيمون الأنف ليكون مثل الغربيين، فإذا أراد أن يفعل شيئًا زائدًا وسَّع عينيه قليلاً، هذا ديدنهم هناك في بلاد الغرب.

    وسمعتُ ممن عاشوا في تلك البلاد، وممن ذهبوا إليها، يقولون: فتنة الشَّرقيين بالغرب عارمة، يعملون عمليات تجميلية، الرِّجال والنِّساء؛ ليُحاكي الغرب، فيلبس عدسات زرقاء، وتصبغ المرأة شعرها بالشّقرة من أجل أن تظهر بصورة امرأةٍ غربيَّةٍ من كل وجهٍ، فتجري هذه العملية لأنفها، ولمعالم وجهها، ويأتي من أبناء الحُنفاء، وأتباع أشرف الأنبياء، ومَن اصطفى الله  لهم الإسلام دينًا، ويتشبَّه بهؤلاء بأشكالهم، وأذواقهم، وألبستهم! فهذا أمرٌ لا ينبغي إطلاقًا، فانظروا أثر هذه الأذكار، وعُمق معناها، لو كنَّا نعقل هذه الأشياء التي نُرددها.

    هذا، وأسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

    والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

    @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
    وما زلنا أحبابنا .. تابعونا جزاكم الله خيرا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 11:20 pm

    أذكار الصباح والمساء


    تبدأ بآيات الذكر الحكيم، «سورة الفاتحة»:

    بِسـْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( البقره )

    آية الكرسي

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

    ويتم الاستعانة بآخر آيات سورة البقرة، في أذكار الصباح والمساء:
    «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [285] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».


    ألأخلاص و

    يبحث الكثيرون مع بداية كل يوم، عن أذكار الصباح والمساء، لما لها من فوائد عظيمة، حيث تساعد على انشراح الصدر وطمأنينة القلب وتحفظ من كل شر وسوء، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك».
    أذكار الصباح والمساء كاملة

    واذكار الصباح والمساء، تبدأ بآيات الذكر الحكيم، «سورة الفاتحة»:

    بِسـْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

    وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
    آية الكرسي

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

    ويتم الاستعانة بآخر آيات سورة البقرة، في أذكار الصباح والمساء: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [285] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
    آيات من أل عمران

    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِبسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتِۭ بِأَمْرِهِ ۗ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56).
    المعوذتان

    من أساسيات اذكار الصباح والمساء قراءة سورة الاخلاص والمعوذتين وتكرارهم 3 مرات.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.
    أذكار الصباح والمساء مكتوبة

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.


    أذكار الصباح والمساء مكتوبة

    - أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    - اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ.


    - أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    - اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ.

    - رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا.

    - اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلَائِكَتَكَ ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك.

    - اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر.المعوذتان



    يبحث الكثيرون مع بداية كل يوم، عن أذكار الصباح والمساء، لما لها من فوائد عظيمة، حيث تساعد على انشراح الصدر وطمأنينة القلب وتحفظ من كل شر وسوء، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك».
    أذكار الصباح والمساء كاملة

    واذكار الصباح والمساء، تبدأ بآيات الذكر الحكيم، «سورة الفاتحة»:

    بِسـْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

    وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
    آية الكرسي

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

    ويتم الاستعانة بآخر آيات سورة البقرة، في أذكار الصباح والمساء: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [285] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
    آيات من أل عمران

    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِبسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتِۭ بِأَمْرِهِ ۗ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56).
    المعوذتان

    من أساسيات اذكار الصباح والمساء قراءة سورة الاخلاص والمعوذتين وتكرارهم 3 مرات.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.
    أذكار الصباح والمساء مكتوبة

    - أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    - اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ.

    - رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا.

    - اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلَائِكَتَكَ ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك.

    - اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر.

    - حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم.

    - اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور.

    - أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ.

    - سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه.

    - اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.- اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.




    يبحث الكثيرون مع بداية كل يوم، عن أذكار الصباح والمساء، لما لها من فوائد عظيمة، حيث تساعد على انشراح الصدر وطمأنينة القلب وتحفظ من كل شر وسوء، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك».
    أذكار الصباح والمساء كاملة

    واذكار الصباح والمساء، تبدأ بآيات الذكر الحكيم، «سورة الفاتحة»:

    بِسـْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

    وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
    آية الكرسي

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

    ويتم الاستعانة بآخر آيات سورة البقرة، في أذكار الصباح والمساء: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [285] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
    آيات من أل عمران

    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِبسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتِۭ بِأَمْرِهِ ۗ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56).
    المعوذتان

    من أساسيات اذكار الصباح والمساء قراءة سورة الاخلاص والمعوذتين وتكرارهم 3 مرات.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.
    أذكار الصباح والمساء مكتوبة

    - أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    - اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ.

    - رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا.

    - اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلَائِكَتَكَ ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك.

    - اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر.

    - حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم.

    - اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور.

    - أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ.

    - سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه.

    - اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.- اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.

    - اللّهُـمَّ إِنِّي أسْـأَلُكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي.

    - يَا حَيُّ يَا قيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَـرْفَةَ عَيْنٍ.

    - أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه.

    - اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءًا أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم.

    أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق.

    - اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد.



    يبحث الكثيرون مع بداية كل يوم، عن أذكار الصباح والمساء، لما لها من فوائد عظيمة، حيث تساعد على انشراح الصدر وطمأنينة القلب وتحفظ من كل شر وسوء، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك».
    أذكار الصباح والمساء كاملة

    واذكار الصباح والمساء، تبدأ بآيات الذكر الحكيم، «سورة الفاتحة»:

    بِسـْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

    وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
    آية الكرسي

    اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

    ويتم الاستعانة بآخر آيات سورة البقرة، في أذكار الصباح والمساء: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [285] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
    آيات من أل عمران

    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِبسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتِۭ بِأَمْرِهِ ۗ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56).
    المعوذتان

    من أساسيات اذكار الصباح والمساء قراءة سورة الاخلاص والمعوذتين وتكرارهم 3 مرات.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.
    أذكار الصباح والمساء مكتوبة

    - أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    - اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ.

    - رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا.

    - اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلَائِكَتَكَ ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك.

    - اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر.

    - حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم.- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم.

    - اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ النُّـشُور.

    - أَصْبَـحْـنا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ.
    أذكار الصباح والمساء كاملة

    واستكمالًا لترديد أذكار الصباح والمساء كاملة:

    - سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه.

    - اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.- اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.

    - اللّهُـمَّ إِنِّي أسْـأَلُكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي.

    - يَا حَيُّ يَا قيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَـرْفَةَ عَيْنٍ.

    - أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه.

    - اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءًا أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم.
    أذكار الصباح والمساء الصحيحة

    - أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق.

    - اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد.

    - اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ.

    - لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

    - اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ.

    - أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ.

    - يَا رَبِّ , لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ , وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ.

    - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا.

    - اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ , مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.- لَا إلَه إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرِ.

    ***********************8
    تابعونا جزاكم الله خيرا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     أذكار الصباح والمساء Empty أذكار الصباح والمساء

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس مايو 05, 2022 11:22 pm







    سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ.- أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ.

    سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ.- أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ.

    اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ.

    - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي .

    - اللهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ .

    - يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ.

    - رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا .

    - حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .

    - سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
    أذكار المساء

    يتم الاستعانة في أذكار المساء بنفس الأذكار الواردة في أذكار الصباح والمساء، السابق ذكرها، باستثناء تعديل في ذكر من أذكار الصباح، حتى يناسب قوله في أذكار المساء وهو التالي:

    - أَمْسَيْـنا وَأَمْسـى المـلكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَهـا ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّـيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْـدَهـا ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.

    حَسْبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيم، (7 مرات).

    سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِه، وَرِضا نَفْسِه، وَزِنَةَ عَرْشِه، وَمِدادَ كَلِماتِه، (3 مرات).

    اللّهُمَّ عافِني في بَدَني، اللّهُمَّ عافِني في سَمْعي، اللّهُمَّ عافِني في بَصَري، لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، (3مرات).

    اللّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيةَ في الدُّنْيا وَالآخِرَة، اللّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيةَ في ديني وَدُنْيايَ وَأهْلي وَمالي، اللّهُمَّ اسْتُرْ عوْراتي وَآمِنْ رَوْعاتي، اللّهُمَّ احْفَظْني مِن بَينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفي وَعَن يَميني وَعَن شِمالي، وَمِن فَوْقي، وَأَعوذُ بِعَظَمَتِكَ أَن أُغْتالَ مِن تَحْتي، (مرة واحدة).

    يَا حَيُّ يَا قيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، (3 مرات).

    اللّهُمَّ عالِمَ الغَيْبِ وَالشّهادَةِ فاطِرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كلِّ شَيءٍ وَمَليكَه، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْت، أَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسي وَمِن شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلى نَفْسي سوءاً أَوْ أَجُرَّهُ إِلى مُسْلِم، (مرة واحدة).

    اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، (مرة واحدة).

    أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَق، (3 مرات).

    اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ، (3 مرات).

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، (مرة واحدة).
    اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ، (3 مرات).

    يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ، وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، (3 مرات).

    اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد، (10 مرات).

    لَا إلَه إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرِ، (100 مرة).
    سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، (100 مرة).

    ((سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ)) (مائة مرَّةٍ).

    ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (عشرَ مرَّات) ، أَوْ (مرَّةً واحدةً عندَ الكَسَلِ).

    ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (مائةَ مرَّةٍ إذا أصبحَ).

    ((سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ: عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)) (ثلاثَ مرَّاتٍ إذا أصبحَ).

    ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً)) (إذا أصبحَ).

    ((أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)) (مِائَةَ مَرَّةٍ فِي الْيَوْمِ).

    ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلاَئِكَتِكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ)) (أربعَ مَرَّاتٍ).[ وإذا أمسى قال: اللَّهم إني أمسيت...]

    ((اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ)). [وإذا أمسى قال: اللَّهم ما أمسى بي...]

    ((اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)) (ثلاثَ مرَّاتٍ).

    ((حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)) (سَبْعَ مَرّاتٍ).

    ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ: فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي، وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)).

    ((اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشَرَكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ)).

    ((بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي السّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (ثلاثَ مرَّاتٍ).

    ((رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّاً، وَبِالْإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً)) (ثلاثَ مرَّاتٍ).

    #########################################
    لا تنسونا صالح دعائكم
    بارك الله يكم وجزاكم الله خيرا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 8:09 pm