آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110أمس في 11:07 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110أمس في 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» حقيقة الإسلام العلماني
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110السبت أبريل 20, 2024 8:37 am من طرف صادق النور

» حكم علماء الإسلام وفتاواهم في الشيعة الإمامية الاثنا عشرية
الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooou110الجمعة أبريل 19, 2024 4:46 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الــبـاقــيـات الـصـالـحـات Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

صادق النور


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9622 مساهمة في هذا المنتدى في 3189 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 288 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو دينا عصام فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الــبـاقــيـات الـصـالـحـات

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5187
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الــبـاقــيـات الـصـالـحـات

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يوليو 12, 2021 11:18 pm

     
    الباقيات الصالحات




    الباقيات الصالحات في القرأن الكريم :

    {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}الكهف 46

    {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} مريم 76.

    ما هي الباقيات الصالحات  .؟


    أشارت الأحاديث النبوية للباقيات الصالحات وهي  سُبْحَان الْلَّه، وَالْحَمْد لِلَّه، وَلَا إِلَه إِلَّا الْلَّه، وَالْلَّه أَكْبَر. [انظر تفسير الطبري

    (18/33-36)، تفسير ابن كثير (5/161-164)، تفسير القرطبي (10/414)]. وقد جاءت عليه العديد من الأدلة والأحاديث المرفوعة عن أبي سعيد الخدري وابي هريرة .

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “ اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ “

    قِيلَ : وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : “ الْمِلَّةُ “ ، قِيلَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ؟ ، قَالَ : “ التَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّسْبِيحُ ،

    وَالْحَمْدُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ “



    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟

    قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ،

    فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ (عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ)، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
    أخرج النسائي والحاكم وصححه .

    فضل الباقيات الصالحات :


    ذكرت الأحاديث النبوية فضل الباقيات الصالحات العظيم في الدنيا والأخرة


    منجيات يوم القيامة :


    من فضل  ذكر الباقيات الصالحات الفوز بالجنة والنجاه من النار للعبد يوم القيامة .

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟

    قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ

    (عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ)، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ أخرج النسائي والحاكم وصححه .


    أحب الكلام إلي الله سبحانه وتعالي :



    عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ

    إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت } . مُسْلِم فِي صَحِيحه (14/98) (2137) .




    أفضل الأعمال الصالحة  :

    فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ

    إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ } مُسْلِم فِي صَحِيحه (17/17) ( 2695)



    كثرة الحسنات :



    عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ

    اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض }. مُسْلِم فِي صَحِيحه (2/75) (223)



    محو السيئات :


    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ الْكَلَامِ

    أَرْبَعًا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً

    وَمَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً

    وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً }. أَحْمَد بْنُ حَنْبَل فِي مُسْنَده (8/122)



    أفضل الأذكار :


    فَعَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه }. التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعِه (5/291) (3383)


    لها ثواب الصدقة :




    عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ

    صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ

    رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى } مُسْلِم فِي صَحِيحه (5/190) (720)



    غرس شجرة في الجنة :


    عنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: { لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ

    مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ }. التِّرْمِذِيّ .



    تستغفر الملائكة لقائلهن :




    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ

    وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، قَبَضَ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ، فَضَمَّهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ وَصَعِدَ بِهِنَّ، لَا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ

    الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يَجِيءَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ. أخرج الحاكم والبيهقي .



    وصية نبي الله إبراهيم عليه وعلي نبينا أفضل السلام وأتم التسليم :


    عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ

    وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ))(4)(حسنه الإمام الألباني)»



    غفران الذنوب :


    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سبح الله  تعالى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا

    وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

    غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). أخرجه مسلم .




    أفضل عند لله من مؤمن معمر في الإسلام :


    عن عبد الله بن شداد: أنَّ نفرًا من بني عُذْرَة ثلاثةً أتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “من يكفينيهم” قال طلحةُ: أنا، قال: فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً فخرج فيه أحدُهم فاستشهدَ، قال: ثم بَعَثَ

    بعثاً آخر، فخرج فيهم آخر فاستشهد، قال: ثم مات الثالثُ على فراشه، قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة،

    فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استُشهد أخيرًا يليه، ورأيت الذي استُشهد أولَهم آخرَهم، قال: فدخلني من ذلك،

    قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنكرتَ من ذلك، ليس أحدٌ

    أفضل عند الله من مؤمن يُعمّرُ في الإسلام يَكثُر تكبيرُه وتسبيحُه وتهليله وتحميده . روى الإمام أحمد، والنسائي .




    يذكرن بصاحبهن عند عرش الرحمن :





    عن النعمان بن بَشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير

    والتهليل والتحميد، يَنعَطِفْن حول العرش لهنّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من

    يذكر به”. قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجه: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وصحّحه الحاكم


    إستجابة  الدعاء :



    عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي خَيْرًا.

    فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ: «قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ».

    قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ، وَمَضَى فَتَفَكَّرَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفَكَّرَ الْبَائِسُ».

    فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، هَذَا لِلَّهِ، فَمَا لِي؟

    فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَعْرَابِيُّ إِذَا قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ،

    وَإِذَا قُلْتَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُ أَكْبَرُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ اعْفِرْ لِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ،

    وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي قَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ».

    قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ وَلَّى. أخرج البيهقي.


    وتعالوا نلقي نظره عل معاني الباقيات الصالحات






    سبحان الله


    آيات التسبيح في القرآن الكريم –

    التسبيح هو العبادة التي ينجي الله بها من المواقف الصعبة، وقد نجى الله تعالى سيدنا يونس وهو في أصعب الظروف

    عندما كان في بطن الحوت، وفي ظلمات البحر، فنادى ربه بكلمة (سبحانك)

    فاستجاب له، يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].

    آيات التسبيح في القرآن الكريم، جاء التسبيح مفردًا أو مقترنًا بغيره في أكثر من آية في القرآن الكريم،

    وإليكم عدد من الآيات التي جاء فيها التسبيح ثم نستعرض بعد ذلك عدد المرات التي جاء فيها التسبيح مفردا أو مقترنًا بغيره:



    •( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴿٤٤ الإسراء﴾

    •( يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦ النور﴾


    •( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) ﴿٤١ النور﴾



    •( يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )﴿٢٤ الحشر﴾

    • (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ )﴿١ الجمعة﴾

    •( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ )﴿١ التغابن﴾

    • (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )﴿٣٠ البقرة﴾

    •( قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا )﴿٣٢ البقرة﴾

    •( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ )﴿١١٦ البقرة﴾

    •( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ) ﴿٤١ آل عمران﴾

    •( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ﴿١٩١ آل عمران﴾

    •( سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ  )﴿١٧١ النساء﴾

    • قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ﴿١١٦ المائدة﴾

    • سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠ الأنعام﴾

    • فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣ الأعراف﴾



    •( إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )﴿٢٠٦ الأعراف﴾



    •( لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ﴿٣١ التوبة﴾

    •( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ )﴿١٠ يونس﴾

    •( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ )﴿١٨ يونس﴾

    •( قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ )﴿٦٨ يونس﴾

    •( وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ﴿١٠٨ يوسف﴾

    • (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ) ﴿١٣ الرعد﴾

    •( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ )﴿٩٨ الحجر﴾

    • (أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ﴿١ النحل﴾

    •( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ) ﴿٥٧ النحل﴾

    •( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )(87 الأنبياء)

    • (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )﴿3 النصر﴾

    إطلاق التسبيح في القرآن:

    يطلق التسبيح في القرآن الكريم ويراد به ستة أشياء:

    الأول

    : يطلق على التنزيه مع التعظيم، وهو أكثر ما ورد في القرآن، وهو المراد عند الإطلاق، ومنه قول الله تعالى ﴿ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصَّفات: 159].

    الثاني
    : يطلق على الصلاة، قال الله تعالى ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130]

    يفسرها قول النبي عليه الصلاة والسلام «…إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا»

    ثُمَّ قَالَ: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [رواه البخاري: 573، ومسلم: 633] وفي رواية مسلم أن قارئها راوي الحديث جرير بن عبدالله الصحابي رضي الله عنه.

    الثالث
    : يطلق على الدعاء، ومنه قول الله تعالى ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ ﴾ [يونس: 10]

    ومنه أيضا قوله تعالى ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

    يفسره قول النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ:

    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ “.[رواه الترمذي: 3505].

    الرابع:
    يطلق على عموم الذكر، ومنه قول الملائكة عليهم السلام ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة: 30]

    قال الطبري رحمه الله تعالى: يعني: إنا نعظمك بالحمد لك والشكر…وكل ذكر لله عند العرب فتسبيح وصلاة. يقول الرجل منهم:

    قضيت سبحتي من الذكر والصلاة. وقد قيل: إن التسبيح صلاة الملائكة. [1/472].

    وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ويراد بالتسبيح جنس ذكر الله تعالى، يقال: فلان يُسبِّح، إذا كان يذكر الله.

    ويدخل في ذلك التهليل والتحميد، ومنه سُمِّيت “السبَّاحة” للإصبع التي يشير بها، وإن كان يشير بها في التوحيد. [جامع المسائل، ت: عزير شمس: 3/292].

    الخامس:

    يطلق على عموم العبادة، ومنه قول الله تعالى ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصَّفات: 143-144] عن وهب بن منبه: قال: من العابدين. [تفسير عبدالرزاق: 2/103].

    السادس:
    يطلق على الاستثناء، ومنه قول الله تعالى ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 17-18]

    والمراد به قول: إن شاء الله، لكن دلت الآيات على أنهم كانوا يسبحون مكانها ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ [القلم:

    28] قال السدي: كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح [تفسير ابن أبي حاتم: 10/2366].

    فيقولون: سبحان الله، بدل: إن شاء الله، فقوله لولا تسبحون، أي: تستثنون.


    ولنا بقيه تأتي بإذن الله

    لا تنسوني من صالح دعائكم


































    عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت مارس 05, 2022 4:29 pm عدل 1 مرات
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5187
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الــبـاقــيـات الـصـالـحـات

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء يوليو 13, 2021 9:55 pm



    تابع ما قبله ....


    وفي الاستثناء ذكر الله تعالى وتعظيمه، وأن إرادة البشر تحت مشيئته سبحانه، وقد سمي الاستثناء في القرآن ذكرا في قول الله تعالى ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [الكهف: 23-24].

    اقتران التسبيح بغيره:

    جاء التسبيح مفردا في القرآن في ستة وثلاثين موضعا، منها: بصيغة الاسم الظاهر (سبحان الله أو سبحان الذي أو سبحان ربك ونحو ذلك) في خمسة عشر موضعا، وبضمير الغيبة (سبحانه) في ثلاثة عشر موضعا، وبضمير الخطاب (سبحانك) في ثمانية مواضع.

    وأما اقتران التسبيح بغيره من الذكر فعلى النحو الآتي:




    الأول:
    اقترانه بالحمد، وجاء في خمسة عشر موضعا، منها: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة: 30]، ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [الحجر:98]

    ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان: 58] فالتسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب، والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يُحمَد عليها. [جامع المسائل لابن تيمية: 3 / 278].

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم إثبات الكمال، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة، ويستلزم التنزيه من النقص قرن بينهما في هذا الموضع، وفي مواضع كثيرة من القرآن [7/46].

    الثاني:
    اقترانه بالتهليل، وجاء في موضعين ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31] ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء:87].

    الثالث:
    اقترانه بالاستغفار، وجاء في أربعة مواضع ﴿ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ [غافر: 7] ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [غافر: 55] ﴿ وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الشُّورى:5] ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ [النَّصر: 3].

    المسبحون في القرآن:

    1- تسبيح الله تعالى نفسه،
    وهو كثير في القرآن قارب ثلاثين موضعا، ومنه قول الله تعالى ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصَّفات: 180].

    2- تسبيح الملائكة عليهم السلام،
    وجاء في نحو عشر آيات، منها قول الله تعالى ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20] ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصِّلت: 38] وقد ذُكر بأن تسبيحهم كالنَفَس لنا لا يشغلهم عن مهماتهم كما لا يشغلنا التنفس عنها. [تفسير الطبري: 18/423].



    3- تسبيح الرسل عليهم السلام،

    قال يونس ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ﴾ [الأنبياء: 87]

    وقال موسى ﴿ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 143]

    وعن داود ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ ﴾ [ص: 18]

    وقال عيسى ﴿ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ﴾ [المائدة: 116]

    وأمر سبحانه زكريا بالتسبيح ﴿ وَسَبِّحْ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ﴾ [آل عمران: 41]
    فأمر زكريا قومه بالتسبيح ﴿ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾ [مريم: 11]
    وأمر سبحانه به نبينا محمدا في آيات كثيرة ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 74]
    وقال محمد عليه الصلاة والسلام ﴿ وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾
    [يوسف: 108] وكان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم،
    تأولا للقرآن في قوله تعالى ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النَّصر: 3].



    4- تسبيح المؤمنين،

    وقد جاء في آيات عدة، منها ﴿ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴾ [الإسراء: 108].



    5- تسبيح الجبال والطير
    ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ﴾ [الأنبياء: 79] ﴿ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ﴾ [النور: 41].

    6- تسبيح الرعد
    ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الرعد: 13].

    7- تسبيح كل الموجودات
    ﴿ سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ [الحشر: 1]
    ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44]
    وهذه الآية تدل على أنه تسبيح حقيقي على كيفية لا يعرفها البشر فلا يفقهون تسبيح هذه المخلوقات، وقد أخطأ من تأول تسبيحها لمعنى غير التسبيح المعهود في اللغة.


    8- تسبيح أهل الجنة،

    فقد أخبر الله تعالى عنهم بقوله ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ ﴾ [يونس: 10]

    فهنيئا لمن أكثر من التسبيح في الدنيا ووجد لذة فيه، وفرحا به، فإنه حري أن يتلذذ بالتسبيح في الجنة كما تلذذ به في الدنيا. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن أهل الجنة يلهمون التسبيح، وأنهم يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا.


    ولنا بقيه تأتي بإذن الله

    لا تنسوني من صالح دعائكم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5187
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الــبـاقــيـات الـصـالـحـات

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء يوليو 13, 2021 10:04 pm



    تابع ما قبله ....

    عجائب آيات التسبيح في القرآن الكريم


    يطلق التسبيح في القرآن الكريم ويراد به ستة أشياء:

    الأول: يطلق على التنزيه مع التعظيم،

    وهو أكثر ما ورد في القرآن، وهو المراد عند الإطلاق، ومنه قول الله تعالى ﴿ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصَّفات: 159].

    الثاني: يطلق على الصلاة،

    قال الله تعالى ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130].

    يفسرها قول النبي عليه الصلاة والسلام «…إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَالَ: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [رواه البخاري: 573، ومسلم: 633] وفي رواية مسلم أن قارئها راوي الحديث جرير بن عبدالله الصحابي رضي الله عنه.

    الثالث: يطلق على الدعاء،
    ومنه قول الله تعالى ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ ﴾ [يونس: 10] ومنه أيضا قوله تعالى ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

    يفسره قول النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ “.[رواه الترمذي: 3505].

    الرابع: يطلق على عموم الذكر،

    ومنه قول الملائكة عليهم السلام ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة: 30] قال الطبري رحمه الله تعالى: يعني: إنا نعظمك بالحمد لك والشكر…وكل ذكر لله عند العرب فتسبيح وصلاة. يقول الرجل منهم: قضيت سبحتي من الذكر والصلاة. وقد قيل: إن التسبيح صلاة الملائكة. [1/472].

    وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ويراد بالتسبيح جنس ذكر الله تعالى، يقال: فلان يُسبِّح، إذا كان يذكر الله. ويدخل في ذلك التهليل والتحميد، ومنه سُمِّيت “السبَّاحة” للإصبع التي يشير بها، وإن كان يشير بها في التوحيد. [جامع المسائل، ت: عزير شمس: 3/292].

    الخامس: يطلق على عموم العبادة،

    ومنه قول الله تعالى ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصَّفات: 143-144] عن وهب بن منبه: قال: من العابدين. [تفسير عبدالرزاق: 2/103].

    السادس: يطلق على الاستثناء،

    ومنه قول الله تعالى ﴿ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 17-18] والمراد به قول: إن شاء الله، لكن دلت الآيات على أنهم كانوا يسبحون مكانها ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ [القلم: 28] قال السدي: كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح [تفسير ابن أبي حاتم: 10/2366]. فيقولون: سبحان الله، بدل: إن شاء الله، فقوله لولا تسبحون، أي: تستثنون.

    وفي الاستثناء ذكر الله تعالى وتعظيمه، وأن إرادة البشر تحت مشيئته سبحانه، وقد سمي الاستثناء في القرآن ذكرا في قول الله تعالى ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [الكهف: 23-24].

    اقتران التسبيح بغيره:

    جاء التسبيح مفردا في القرآن في ستة وثلاثين موضعا، منها: بصيغة الاسم الظاهر (سبحان الله أو سبحان الذي أو سبحان ربك ونحو ذلك) في خمسة عشر موضعا، وبضمير الغيبة (سبحانه) في ثلاثة عشر موضعا، وبضمير الخطاب (سبحانك) في ثمانية مواضع.

    وأما اقتران التسبيح بغيره من الذكر فعلى النحو الآتي:

    الأول: اقترانه بالحمد،

    وجاء في خمسة عشر موضعا، منها: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ [البقرة: 30]، ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [الحجر:98] ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان: 58] فالتسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب، والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يُحمَد عليها. [جامع المسائل لابن تيمية: 3 / 278].

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم إثبات الكمال، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة، ويستلزم التنزيه من النقص قرن بينهما في هذا الموضع، وفي مواضع كثيرة من القرآن [7/46].

    الثاني: اقترانه بالتهليل،

    وجاء في موضعين ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31] ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء:87].

    الثالث: اقترانه بالاستغفار،

    وجاء في أربعة مواضع ﴿ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ [غافر: 7] ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [غافر: 55] ﴿ وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الشُّورى:5] ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ [النَّصر: 3].

    فضل التسبيح:

    التسبيح هو العبادة التي ينجي الله بها من المواقف الصعبة، وقد نجى الله تعالى سيدنا يونس وهو في أصعب الظروف عندما كان في بطن الحوت، وفي ظلمات

    البحر، فنادى ربه بكلمة (سبحانك) فاستجاب له، يقول تعالى:

    (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].

    ما زلنا

    لا تنسوني من صالح دعائكم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5187
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الــبـاقــيـات الـصـالـحـات

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء يوليو 13, 2021 10:13 pm


    تابع ما قبله ...


    فتَسبيحُ اللَّه أصلٌ عظيمٌ من أصولِ التَّوحيد، ورُكنٌ أساسيٌّ من أركان الإيمان بالله عزَّ وجلَّ وإثبات الأسماء الحُسنَى والصِّفات العُلى،

    وذكر عظيمٌ لِله تعالى لا يصلُح لغيره. والتَّسبيح تبرئة اللهِ من السُّوءِ، وتَنْزِيهُهُ عَنْ كُلِّ ما لا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ به،

    وليس معنَى هذا أنَّه عدَمٌ مَحض ولا يتضمَّن مدحًا، بل إنَّه متضمِّن لكمالِ ضدِّ المنفيّ الذي ينزَّه اللهُ عنه.

    قال شيخ الإسلام ابْنُ تيمية في "مجموع الفتاوى": "الأمْرُ بِتَسبيحِه يقتضي أيضًا تنزيهَه عن كُلِّ عيبٍ وسُوء وإثباتَ صفاتِ الكَمال له؛

    فإنَّ التَّسبيحَ يقتضي التنزيهَ والتَّعظيمَ، والتَّعظيمُ يَستلزِمُ إثباتَ المَحامِد التي يُحمَد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهَه وتَحميدَه وتكبيرَه وتوحيدَه.

    قال ابنُ أبي حاتم: حدَّثنا أبي ثنا ابن نفيل الحرَّاني ثنا النَّضر ابن عربي قال: سأل رجلٌ ميمونَ بْنَ مهران عن "سبحان الله" فقال: "اسم يعظَّم اللهُ به ويُحاشَى

    بهِ من السّوء". وقال: حدَّثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن حجاجٍ عن ابْنِ أبي مليكة عن ابنِ عبَّاس

    قال: "سبحان" قال: تنزيهُ اللهِ نفسَه من السُّوء ... وقد جاء عن غير واحدٍ من السَّلف، مثل قول ابنِ عبَّاس: "إنه تنزيهُ نفسِه من السوء"،

    ورُوِي في ذلك حديثٌ مُرسلٌ وهو يقتضي تنزيهَ نفسِه من فِعْلِ السَّيِّئات، كما يَقتَضِي تنزيهَه عن الصِّفاتِ المَذمومة،

    ونفيُ النَّقائصِ يَقتضي ثُبوت صِفات الكَمال وفيها التعظيم كما قال ميمون بن مهران: "اسم يعظَّم الله به ويُحاشَى به من السوء".

    وروى عبدُ بن حُميد: حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عثمان بن عبدالله بن موهب عن موسى بن طلحة

    قال: سُئِلَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم عن التَّسبيحِ فقال: "إنزاهُه عن السُّوء"". اهـ.

    وقال في "منهاج السنة النبوية": "وهذا أصل مستمرّ وهو أنَّ العدم المَحْضَ الذي لا يتضمَّن ثبوتًا: لا مَدْحَ فيه ولا كمال؛ فلا يَمْدَح الرَّبُّ نفسَه به بل ولا

    يَصِفُ نفسَه به، وإنَّما يصِفُها بالنَّفي المتضمِّن معنى ثبوتٍ؛ كقوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، وقولِه: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}،

    وقولِه: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ}، وقولِه: {وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255]،

    وقولِه: {لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ} [سبأ: 3]، وقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38]،

    ونحو ذلك من القضايا السلبيَّة التي يصِفُ الرَّبُّ تَعالى بِها نفسَه، وأنَّها تتضمَّن اتِّصافَه بصفاتِ الكمال الثُّبوتيَّة مثل كمال حياته وقيوميَّتِه ومُلكه وقُدرته وعِلمه
    وهِدايته وانفِراده بالرُّبوبية والإلهيَّة ونَحو ذلك، وكل ما يُوصَف به العدم المحض فلا يَكونُ إلا عدما مَحضًا، ومعلومٌ أنَّ العدم المحْض يُقالُ فيه إنَّه لا يُرى فعُلِمَ
    أنَّ نَفي الرُّؤية عدمٌ مَحض، ولا يُقال في العدم المحض لا يُدْرَك وإنَّما يُقال هذا فيما لا يدرك لعَظَمَتِه لا لعدمه، وإذا كان المنفي هو الإدراك

    فهو سبحانه وتعالى لا يُحاط به". وقال ابن القيّم في "حادي الأرواح": "وإنَّما يُمدح الرَّبُّ تبارك وتعالى بالعدم إذا تضمَّن أمرًا وجوديًّا؛ كتمدُّحه بنفْيِ السِّنَة

    والنَّوم المتضمِّن كمال القيوميَّة، ونفْيِ الموتِ المتضمِّن كمالَ الحياة، ونفْيِ اللغوب والإعياءِ المتضمِّن كمال القُدرة، ونفْيِ الشَّريك والصَّاحبة والولَدِ والظَّهي

    المتضمِّن كمال ربوبيَّته وإلهيتة وقَهْره، ونفْيِ الأكْلِ والشُّرب المتضمِّن كمالَ الصَّمديَّة وغِناه، ونفْيِ الشَّفاعة عنده بدونِ إذْنِه المتضمِّن كمال توحيدِه وغناه عن

    خلْقِه، ونَفْيِ الظُّلم المتضمِّن كمالَ عدله وعلمه وغناه، ونفْيِ النِّسيانِ وعُزوبِ شيءٍ عن عِلْمِه المتضمِّن كمالَ عِلْمِه وإحاطَتِه، ونَفْيِ المِثْلِ المتضمِّن لكمال ذاتِه

    وصفاتِه، ولهذا لم يتمدَّح بعدمٍ مَحضٍ لا يتضمَّن أمرًا ثبوتيًّا، كما كان المعنى في قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} [يونس: 61]

    أنَّه يعلم كل شيء، وفي قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38] أنَّه كامل القدرة، وفي قوله: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49]

    أنَّه كامل العدل، وفي قوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] أنَّه كاملُ القيّوميَّة".

    وما زلنا
    تابعونا ولكم الشكر
    لا تنسونا من صالح دعائكم




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 1:42 pm