آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110أمس في 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110أمس في 3:05 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» حقيقة الإسلام العلماني
 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooou110السبت أبريل 20, 2024 8:37 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

 الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 38 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9627 مساهمة في هذا المنتدى في 3190 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 288 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو دينا عصام فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


2 مشترك

    الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Empty الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أبريل 10, 2022 11:11 pm


    نذكركم أن هذه السلسله فوائد عظيمه عن شهر رمضان المبارك بدأناها بالشجره ألأولي تابعوها جزاكم الله خيرا
    حتي تنعموا بالفائده وهي للكاتب / عثمان عطيه محسب وله كتابات عديده ولكني لم أستدل علي سيرته
    *****************************************************


    الشجرة الرمضانية

    الورقة العاشرة:

    قيام الليل أم التراويح


    نقطف الورقة العاشرة من الشجرة الرمضانية لنجد فيها:


    قيامُ الليل دأبُ الصالحين وتجارةُ المؤمنين وعملُ الفائزين،


    ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله،

    فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات،

    وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات، وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان،

    يمضون نهارهم بالصيام، ويحيون ليلهم بالقيام،

    صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم، وكان يقول رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورًا يُحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إني لأحب هذا الرجل،

    وقيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ فقال: لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره.



    (1) الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ وَمَا جَاءَ في فَضْلِهِ:

    قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]،

    وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16]،

    وقال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ [الذاريات: 17]،

    وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64].



    إن قيامُ اللَّيلِ عُبوديَّةٌ وشُكرٌ،


    ففِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ،

    فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟

    قَالَ: «أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا»، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ"، وَهو فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.



    وقيامُ اللَّيلِ من أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ ورفْعِ الدَّرجاتِ فيها،


    فعن عبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا أيُّها الناسُ، أفْشُوا السَّلام، وأطْعِموا الطَّعام،

    وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا باللَّيلِ والناسُ نِيام، تَدخلوا الجَنَّةَ بسَلام"؛
    رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي،

    وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها،

    وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام"
    ؛ أخرجه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الموارد.

    وقيامُ اللَّيلِ من أسبابِ تَكفيرِ السيِّئاتِ،

    فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "عَليكم بقِيامِ اللَّيلِ؛ فإنَّه دَأَبُ الصَّالحينَ قَبلَكم، وقُربةٌ لكم إلى ربِّكم، ومَكْفَرَةٌ للسيِّئاتِ، ومَنْهَاةٌ عن الإثمِ"؛ أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.


    قيامُ اللَّيلِ أفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ،

    فعن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: "أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ"؛ رواه مسلم.

    وقيام الليل قرب من الله تعالى،

    رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَن عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أقَرْبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ».

    وقيام الليل من أفضل أبواب الخير،

    رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ،

    قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ ولا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،

    وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ»
    ، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».


    قيام الليل نعمة من الله وله شأن عظيم،

    ففِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: « لا حَسَدَ إِلاَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْكِتَابَ وقام بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، ورَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ مَالا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ"؛ ورَوَى أَبُو دَاوُدَ

    عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلاةٌ بِلَيْلٍ يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ إِلاَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلاتِهِ وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً".


    قيام الليل سبب في حصول رحمة الله تعالى،

    رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

    «رَحِمَ اللهُ رَجُلا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ".ff3399]قيام الليل يجعل المسلم طيب النفس نشيط،

    ففِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ

    إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،

    فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ".



    قيام الليل يرفعك لدرجة الذاكرين والذاكرات وأكثر

    ، رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

    «إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا - أَوْ صَلَّى - رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ"؛

    ورَوَى أَبُو دَاوُد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

    «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ".



    قيام الليل سبب في توبة السارق،

    روَى أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ

    فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ، قَالَ: «إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ»؛ صححه الألباني في المشكاة.



    (2) وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

    كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقومُ تارةً إذا انتصف اللَّيل، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ، وربَّما كان يقوم إذا سمِع الصارخَ،

    وهو الدِّيك، وهو إنَّما يَصيحُ في النِّصفِ الثاني،

    فعن مسروقِ بن الأسودِ، قال: سألتُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: أيُّ العملِ كان أحبَّ إلى النبيِّ

    صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قالت: الدَّائم، قال: قلتُ: فأيَّ حينٍ كان يقومُ؟ قالت: "كان يقومُ إذا سمِعَ الصارِخَ"
    ؛ رواه البخاري ومسلم.

    (3) حُكمُ قِيامِ اللَّيلِ وعدد ركعاته:

    قِيامُ اللَّيلِ سُنَّةٌ، وأما عددُ رَكَعاتِه:

    ليس في قيامِ اللَّيلِ حدٌّ لا يُزاد عليه ولا يُنقصُ منه، عن أبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ أنَّه سألَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها:

    كيف كانتْ صلاة رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رمضان؟ فقالت: "ما كان يَزيدُ في رمضانَ، ولا في غيرِه على إحْدى عَشرةَ

    ركعةً؛ يُصلِّي أربعَ رَكَعاتٍ فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنِّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا"؛
    رواه البخاري ومسلم.

    وعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما قال: "كان صلاةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ عَشرةَ ركعةً، يعني: باللَّيل"؛ رواه البخاري ومسلم.


    وعن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيل،

    فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى"؛ رواه البخاري ومسلم.

    ووَجْهُ الدَّلالَةِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يحدَّ حدًّا في عددِ الركعاتِ التي يأتي بها المصلِّي قَبلَ الوترِ.


    (4) صِفةُ صَلاةِ القِيامِ:

    صلاةُ اللَّيلِ مَثنَى مَثنَى،

    أي: ركعتان ركعتان، فعن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت: "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي فيما بين أن يَفرغَ من صلاةِ العِشاءِ - وهي التي يدعو الناسُ العتمةَ - إلى الفجرِ إحْدى عشرةَ ركعةً، يُسلِّمُ بين كلِّ ركعتينِ، ويُوتِرُ بواحدةٍ"؛ رواه مسلم.

    (5) ما يُسَنُّ قَبلَ القِيامِ:

    يُستحبُّ لِمَن قام من نومِه مريدًا القيامَ أنْ يَمسحَ النومَ عن وجهِه، ويَستاكَ بالسِّواكِ، ويَذكُرَ اللهَ تعالى،

    ويُستحبُّ أيضًا لِمَن أرادَ القِيامَ أن يَفتتِحَ قيامَه بركعتينِ خفَيفتَينِ، فعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّه بات عندَ ميمونةَ، وهي خالتُه،

    فاضطجعتُ في عُرضِ وسادةٍ واضطجعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه في طولِها، فنامَ حتى انتصفَ اللَّيلُ - أو قريبًا منه

    - فاستيقظَ يمسحُ النومَ عن وجهِه، ثم قرأَ عَشرَ آياتٍ من آل عِمران، ثم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى شَنٍّ مُعلَّقة،

    فتوضَّأ، فأَحسنَ الوضوءَ، ثم قام يُصلِّي، فصنعتُ مِثلَه، فقمتُ إلى جنبِه، فوضَع يدَه اليُمنى على رأسي وأخَذ بأُذني يَفتِلُها،

    ثم صَلَّى ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوتَرَ، ثم اضطجع حتى جاءَه المؤذِّنُ،

    فقام، فصلَّى ركعتينِ، ثم خرَج، فصلَّى الصبحَ"؛
    رواه البخاري ومسل

    وعن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالت: "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِذا قام مِنَ اللَّيلِ ليُصلِّي، افْتَتح صلاتَه بركعتينِ

    خَفيفتينِ"؛
    أخرجه مسلم، وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إذا قام أحدُكم من اللَّيلِ، فليفتتحْ صلاتَه بركعتينِ خفيفتينِ"؛ رواه مسلم.


    ولا يُسنُّ قيامُ اللَّيلِ كلِّه على الدوامِ في جميعِ اللَّيالي، لحديث النَّفرِ الثلاثةِ الذين أَتَوا يَسألونَ عن عِبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،

    فلمَّا أُخْبِرُوا بذلك، فكأنَّهم تقالُّوها، فقال أحدُهم: أنا أقومُ ولا أنامُ، فأَنْكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك، وقال: "... وأقومُ وأنامُ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي"؛ أخرجه البخاري ومسلم.

    وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لهُ: "أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ

    السلامُ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا"
    ؛ أخرجه البخاري ومسلم.


    وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَلَ العشرُ، أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَه، وجدَّ وشدَّ المِئزرَ"؛ رواه البخاري ومسلم.

    هذا الحديث دلَّ على أنَّه لم يكُن من شأنه دائمًا أن يقومَ الليلَ كلَّه، وإلَّا لم يكُنْ في تخصيصِ العشرِ الأواخِرِ من رمضانَ بالذِّكرِ مزيدُ مزيَّة إنْ كان قيامُه فيها كغيرِها من الأيَّام.


    أما حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ:

    مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ صلَّاه في النهارِ، فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: "كانَ إذا غَلبَه نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ اللَّيلِ، صلَّى مِن النهارِ ثِنتيَ عَشرةَ ركعةً"؛ رواه مسلم.



    (6) الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد:

    صلاة التراويح تتشابه مع التهجد وصلاة قيام الليل، ولا يوجد بينهم فرق من حيث السنيَّة، فكلهم صلاة تؤدى في الليل،

    لكن بينهم عموم وخصوص مطلق، فالتراويح تعد من قيام الليل؛ لأنها الصلاة في أول الليل،

    لكن قيام الليل المطلق لا يعتبر من التراويح، وصلاة التراويح تختلف في بعض الصفات والقيود عن قيام الليل المطلق،

    فصلاة التراويح تطلق على قيام أول الليل في رمضان خاصة، فهي قيام يختص برمضان،

    أما القيام في غير رمضان فمن النفل المطلق، وصلاة التراويح يستحب فيها الجماعة، بخلاف صلاة القيام؛ حيث لا يستحب لها

    الجماعة،

    وتُصلى التراويح بنية قيام رمضان، أو بنية التراويح، بينما النية في القيام مطلقة،

    والتراويح يستحب لها عددٌ محدد من الركعات، أما قيام الليل والتهجد فليس لها عدد محدد من الركعات،

    والأفضل في قيام الليل الصلاة بالبيت، بخلاف صلاة التراويح فالأفضل الإجتماع لها في المسجد،

    ويختلف التهجد عن قيام الليل والتراويح أنه يكون بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا.


    (7) تعريفُ التَّراويح:

    التراويحِ لُغةً: جمْع تَرويحةٍ، وهي المرةُ الواحدةُ من الرَّاحةِ،

    وروَّحتُ بالقومِ ترويحًا: صلَّيتُ بهم التراويحَ؛ وسُمِّيت بذلك لأنَّ الناسَ كانوا يُطيلونَ القيامَ فيها والركوعَ والسُّجودَ،

    فإذا صلَّوْا أربعًا استراحوا، ثم استأنَفوا الصلاةَ أربعًا، ثم استرَاحوا، ثم صَلَّوا ثلاثًا.

    والتراويحِ اصطلاحًا: هي قيامُ شَهرِ رَمضانَ.



    ( 8 ) فَضلُ صلاةِ التراويحِ (فضل قيام رمضان):


    صلاةُ التراويحِ سببٌ لغفرانِ ما تَقدَّمَ من الذُّنوبِ:

    فعن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غير أنْ يأمرَهم فيه

    بعزيمةٍ، فيقولُ: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه"؛ رواه البخاري ومسلم.



    ومَن صلَّى (التراويح) مع الإمامِ حتى يَنصرِفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ كاملةٍ، فروى أبو داود عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه،

    قال: "قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ".


    وصلاة التراويح فاعلَها إذا ماتَ وهو مداومٌ عليها،

    كان مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ، فعن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ، قال: "جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

    فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ،

    فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ"؛ رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.


    (9) حُكمُ صلاةُ التَّراويحِ:

    صَلاةُ التَّراويحِ سُنَّةٌ مُؤكَّدَة. قال أبو هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ

    من غيرِ أنْ يأمَرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: مَن قامَ رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه"؛ رواه البخاري ومسلم.


    وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ،

    ثم صَلَّى من القابلةِ، فكثُرَ الناسُ ثم اجتَمَعوا من الليلةِ الثالثةِ، أو الرابعةِ، فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،

    فلمَّا أصبحَ قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلمْ يمنعْني من الخروجِ إليكم إلَّا أنِّي خَشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم"،

    قال: وذلِك في رمضانَ؛ رواه البخاري ومسلم. ووَجْهُ الدَّلالَةِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى صلاةَ التراويحِ بالجماعةِ في

    المسجدِ، ولم يمنعْه من الإستمرارِ بالجماعةِ إلَّا تخوُّفُه أنْ تُفرَضَ على الأمَّةِ، ومعنى ذلك أنَّ فِعلَها جماعةً في المسجدِ أفضل.

    وإِذَا قَامَ المسلم وَحْدَهُ جَازَ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ إنْ أَمِنَ أَنْ يُؤْذِيَ أَحَدًا وَجَازَ أَنْ يَخْفِضَهُ.


    وعن عبد الرحمنِ بنِ عبدٍ القارئِ، قال: "خرجتُ مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه

    ليلةً في رمضانَ إلى المسجدِ، فإذا الناسُ أوزاعٌ متفرِّقون يُصلِّي الرجلُ لنَفسِه، ويُصلِّي الرجلُ فيُصلِّي بصلاتِه الرهطُ،

    فقال عُمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه: إني أَرَى لو جمعتُ هؤلاءِ على قارئٍ واحدٍ، لكان أمثلَ، ثم عَزَمَ فجمَعَهم إلى أُبيِّ بنِ كعبٍ،

    ثم خرجتُ معه ليلةً أخرى والناسُ يُصلُّونَ بصلاةِ قارئِهم. فقال عمرُ: نِعمَ البدعةُ هذِه، والتي ينامون عنها أفضلُ؛ يُريد آخِرَ اللَّيلِ،

    وكان الناسُ يقومونَ أَوَّلَه"؛ رواه البخاري، وَيُشْرَعُ لِلنِّسَاءِ حُضُورُ صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ مَعَ الْجَمَاعَةِ.



    (10) وَيَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ العِشَاءِ،

    وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الفَجْرِ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: فِي هَذِهِ الآيَةِ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)،

    قَالَ: كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ قِيَامُ اللَّيْلِ؛ رواه أبو داود وصححه الألباني،

    وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ: "نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ الصَّلاةِ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ".

    فَهَذَا الْوَارِدُ عَنِ الصَّحَابِةِ رضي الله عنهم مِنْ مُطْلَقِ الْقِيَامِ وَلَيْسَ بِصَلاةِ التَّرَاوِيْحِ وَقَدْ كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي

    وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْلِسُ يَنْتَظِرُ صَلاةَ الْعِشَاءَ؛ فَكَانَ انْتِظَارُهُم الصَّلاةَ مِن الصَّلاةِ، والسُّنةُ في التَّراويحِ أنْ تُصلَّى بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ.


    وأما عن القِراءة في صَلاةِ التَّراويحِ:


    ليس لقراءةِ القرآنِ في صَلاةِ التراويحِ مقدارٌ مُحَدَّدٌ، وَيَقْرَأُ الإِمَامُ عَلَى حَسَبِ حَالِ القَوْمِ، فَيَقْرَأُ قَدْرَ مَا لا يُنَفِّرُهُمْ عَنْ الجَمَاعَة،

    وتُستحَبُّ قراءة القرآن كاملًا، وذلك حتى يسمَعَ النَّاسُ جميعَ القرآنِ، فإنَّ شهْرَ رمضانَ فيه نَزَلَ القرآنُ،

    ولأنَّ جبريلَ كان يُدارِسُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ في رمضانَ.



    (11) وَكَانَ قِيَامُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِ رَمَضَانَ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، أوْ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، لَكِنْ كَانَتْ صَلاتُهُ طَوِيْلَةً حَسَنَةً، وَلَمْ يَصِحَّ أَنَّهُ زَادَ عَلَى ذَلِكَ.



    (12) الصَّلاةُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ:

    كَرِهَ الإمَامُ أَحْمَدُ التَّطَوُّعَ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ، وَقَالَ: فِيهِ عَنْ ثَلاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ عُبَادَةُ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ.



    (13) كَيْفِيَّةُ الْوِتْرِ،

    الأَفْضَلُ أَنْ يُوْتِرَ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ.

    لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ

    وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ)
    ، ورَوَى أَحْمَدُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ

    رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْصِلُ بَيْنَ الْوَتْرِ وَالشَّفْعِ بِتَسْلِيمَةٍ، وَيُسْمِعُنَاهَا).


    وَلَهُ أَنْ يُوْتِرَ بِثَلاثٍ وَبِخَمْسٍ لا يَجْلِسُ ولا يُسَلِّمُ إِلاَ فِي الأَخِيْرَةِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ

    قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ

    بِثَلاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ»،
    وَرَوَى النَّسَائِيُّ

    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبْعٍ أَوْ بِخَمْسٍ لا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ).


    ومَنْ نَامَ عَنْ الوتر أَوْ نَسِيَهَا شُرِعَ لَهُ قَضَاؤُهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ أَوْ ذَكَرَهَا؛

    لما رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

    «مَنْ نَامَ عَنْ الوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَ وَإِذَا اسْتَيْقَظَ»، وأما من تعمَّد تركها حتى ينتهي وقتها فقد فاتته ولا وتر له.



    وأما مَا يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ:

    رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ

    بِـ(سبح اسم ربك الأعلى)،

    وَ(قل يأيها الكافرون)،

    وَ(قل هو الله أحد) فِي رَكْعَةٍ رَكْعَةٍ".



    ولا يُشْرَعُ أَنْ يُوْتِرَ مَرَّتَيْنِ فِي لَيْلَةٍ:

    فَمَنْ صَلَّى الْوِتْرَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَامَ مِنْ آخِرِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَهَجَّدَ صَلَّى شَفْعًا وَلَمْ يُوْتِرْ ثَانِيًا،

    لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ»؛ رواه أبو داود وصححه الألباني.



    (14) الْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ:

    يُسْتَحَبُّ الْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ بَعْدَ الرَّفْعِ مِن الرُّكُوعِ، وَيَجُوزُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَيَدْعُو بِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله

    عنهما: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ،

    وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي ولا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ،

    ولا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ».



    (15) الأسباب الميسرة لقيام الليل والتراويح:

    هناك أسباب ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل،

    فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:

    ألا يُكثِر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام،

    وألا يُتعِب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه،

    وألا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على القيام،

    وألا يرتكب الأوزار بالنهار فيُحرَم القيام بالليل.



    وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:

    سلامة القلب عن الحقد على المسلمين،

    وعن البدع، وعن فضول الدنيا،

    وخوف غالب يلزم القلب مع قِصر الأمل،

    وأن يعرف فضل قيام الليل،

    والحب لله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرفٍ إلا وهو مناجٍ ربَّه؛

    (الغزالي: إحياء علوم الدين 1/356، 357).

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    اللهم لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض،

    لك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن،

    لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، قولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق،

    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت،

    وما أسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله غيرك.

    اللهم آآآمين

    :::::::::::
    تابعونا جزاكم الله خيرا

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    لا تنسونا من صالح دعائكم




    عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت مارس 18, 2023 6:46 pm عدل 2 مرات
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

     الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Empty الشجرة الرمضانية: الورقة الحادية عشرة: طبيب رمضان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أبريل 10, 2022 11:43 pm



    الشجرة الرمضانية:

    الورقة الحادية عشرة:

    طبيب رمضان


    مع إطلالة شهر رمضان المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية للصيام،


    وانطلاقًا من قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]،

    نقطف الورقة الحادية عشر من الشجرة الرمضانية لنجد فيها بعض النصائح الصحية العامة في شهر رمضان؛ ومنها:


    (1) الصيام ممارسة صحية فعَّالة،

    إذا تَمَّ تطبيقها بالشكل الصحيح، فالصيام يعمل على زيادة قدرة الإنسان على التحمل والتحكم بالشهوات، والسيطرة على الذات

    واتباع النظام، ويعزز إزالة السموم، ويعمل على راحة الجهاز الهضمي، ويساعد على علاج الالتهابات،

    ويساعد على راحة البنكرياس وخفض مستويات السكر في الدم، ويساعد على زيادة حرق الدهون،

    والصيام مفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم وخفض مخاطر الإصابة بتصلُّب الشرايين،

    ويحفِّز خسارة الوزن بسرعة؛ حيث يمنع تخزين الدهون في الجسم، والصيام

    وقاية للجسم من الحصوات والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية، والأكياس الدهنية، وكذلك الأورام في بداية تكوُّنها،

    والصيام يعزز العادات الغذائية الصحية، ويعزز الجهاز المناعي، ويساعد على التغلب على مشكلات الإدمان،

    ويساعد في علاج الأمراض النفسية والاكتئاب، ويعمل على إعادة الشباب والحيوية إلى الخلايا والأنسجة المختلفة في البدن،

    وتقوية الإدراك وتوقُّد الذهن ويحفز الإبداع، وعلى الرغم من تلك الفوائد المتعددة، إلا أنه في بعض الحالات ينبغي استشارة

    الطبيب قبل الصيام،

    وقد لخص ابن جزي المالكي رحمه الله الأحكام الخاصة بفقه المريض في الصيام إلى أربعة أحوال:

    الأول:
    ألا يقدر على الصوم أو يخاف الهلاك من المرض أو الضعف إن صام، فالفطر عليه واجب،

    الثاني:
    أن يقدر على الصوم بمشقة، فالفطر له جائز، وقيل: مستحب،

    الثالث:

    أن يقدر بمشقة ويخاف زيادة المرض، فواجب فطره، الرابع: ألا يشق عليه ولا يخاف زيادة المرض، فلا يفطر.



    (2) الحرص على السحور:

    إن وجبة السحور هي "وجبة التزود بالطاقة" التي تمد الصائم بالاحتياجات الغذائية التي تساعده على إكمال صومه،

    وأفضل وقت للسحور هو قبل أذان الفجر بنصف ساعة، حيث للصائم تناول وجبة خفيفة،

    والتقليل من الحلويات التي تزيد من الجوع، وكذلك تجنُّب الأطعمة المالحة التي تسبب العطش.



    (3) الإفطار على تمر

    وتناول الطعام بعد الصلاة من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد ساعات طويلة من الصوم تكون المعدة في حالة عدم

    استعداد لبداية عملية هضم وجبات دسمة قد ترهق المعدة، فيعتبر التمر سهلَ الامتصاص مِن قِبل جدار الأمعاء؛ بسبب السكريات

    مثل الجلكوز والفركتوز، وعملية هضمها لا تحتاج إلى عمليات معقدة كما هو الحال في النشويات والدهون، وإعطاء المجال

    للمعدة وقت الصلاة هو فرصة لتهيئتها لاستقبال الطعام.

    (4) الاختيار الصحي والابتعاد عن الإسراف في رمضان:

    فالصائم يكفيه تناول وجبة بسيطة ومتكاملة في الإفطار تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم،

    حتى لا يضطر إلى تخزين الفائض على هيئة دهون، والحرص على تناول الفاكهة وخاصة التفاح، فهو مهم لنمو الجسم وتعزيز المناعة، وهو مصدر جيد للفيتامينات.



    (5) حافظ على قاعدة الوجبات الثلاث:

    أي أن يعادل السحور وجبة الفطور في الصباح، ويعادل الإفطار وجبة الغداء، وأن تكون وجبة خفيفة بينهما تعادل وجبة العشاء،

    فهذا يساعد على موازنة وظائف الجسم، بالإضافة إلى إمكانية توفير احتياجاته في ثلاث وجبات من النشويات والبروتينات

    والحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، والألياف التي تساعد على الإحساس بالشبع والوقاية من الإمساك.



    (6) شرب كميات كافية من الماء:

    فشرب الماء بين الإفطار والسحور يقلل من خطر الإصابة بالجفاف خلال الصيام،

    وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، لذا يجب شرب 2-3 لتر أي: 8-12 كوب من السوائل يوميًّا من بعد الإفطار

    إلى وقت السحور، والتقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية،

    لِما لها من تأثير في زيادة إدرار البول وفِقدان السوائل من الجسم وغيره.



    (7) يسهم شهر رمضان كثيرًا في التخلي عن العادات السيئة واتباع نمط العيش الصحي

    فالصيام يفرض الانقطاع عن التدخين، فضلًا عن الطعام والشراب فترة طويلة من اليوم؛ مما يشكل خير فرصة للمدخنين للإقلاع

    عن التدخين، بالإضافة إلى العديد من النشاطات التي يقوم بها الصائم بعد الإفطار من صلاة وقراءة قرآن

    وزيارات عائلية التي تشغل الإنسان عن التدخين، وتساعده على الإقلاع نهائيًّا عن هذه العادة الضارة من خلال التخفيف بشكل كبير منها.



    (Cool الصيام لا يؤثر سلبيًّا على مرضى القلب الذين يتمتعون بحالة مستقرة،

    بل يساعد على تقليل كميات الطعام التي يتم تناولها، والابتعاد عن التدخين والحد من التوتر،

    ويجب عليهم تجنُّب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والأملاح، وعدم تناول كميات كبيرة من السوائل؛ لأنها تؤدي إلى حدوث

    صعوبة في التنفس، مع ضرورة ممارسة التمارين الرياضية كالمشي ولو فترة قصيرة،

    إلا أن الصيام قد يؤثر على بعض الفئات من مرضى القلب الذين لا يجب عليهم الصوم، لذلك يجب على مرضى القلب مراجعة طبيب القلب لتقييم وضع المريض.



    (9) أما بالنسبة لمرضى القصور الكلوي الحاد،


    فتكون حالتهم الصحية حرجة، وهم ممنوعون من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى، وتعود إلى وضعها الطبيعي،

    ويجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها،

    ولضمان صيامٍ آمن لمرضى الكلى؛ يجب الالتزام بأساليب التغذية السليمة لهم، كالحرص على تنوع طعامه اليومي وتوازنه،

    وعدم إهمال وجبة السحور حتى لا يضعف جسمه، وعدم التعرض لدرجات الحرارة العالية أثناء الصيام،

    وتجنُّب تناول الأطعمة المالحة، واستخدام كوب لشرب الماء حتى لا تزيد كمية السوائل عن المطلوب،

    كما يجب التقليل من تناول الحلويات، مع الحرص على تناول الأطعمة قليلة الدهون،

    فمرضى الكلى لديهم فرصة أكبر للإصابة بأمراض القلب والشرايين.



    (10) يعرف ارتفاع ضغط الدم "بالقاتل الصامت"؛

    لأن المصاب به قد لا يشعر بأعراضه لسنوات، وبالرغم من أنه من الأمراض التي أصبحت منتشرة،

    فقد لا يعلم بإصابته إلا إذا عانى من بعض أعراضه كالصداع، أو بعد حدوث أضرار دائمة في القلب والكلى والشرايين،

    فيجب على المريض استشارة الطبيب لتحديد إمكانية الصيام وإجراء تعديلات في جرعات ومواعيد الدواء لتلائم السحور والإفطار،

    ويجب الإكثار من تناول السوائل والعصائر الطبيعية في فترة الإفطار؛ لتجنب الشعور بالعطش والجفاف

    وما قد يتبعه من مضاعفات، وجعل الخضروات والفواكه جزءًا أساسيًّا من الوجبات الرمضانية،

    وتجنب الأطعمة والسوائل الدسمة وعدم المبالغة في تناول اللحوم والدواجن،

    وتجنُّب السوائل التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية،

    والحرص على تناول السالمون والسردين والسمك المشوي؛ حيث تحتوي دهون الأسماك على الأحماض الدهنية الخاصة

    "أوميغا-3" التي تساعد في تنظيم ضغط الدم، إضافة إلى تأثيرها الوقائي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.



    (11) وننصح الحوامل والمرضعات

    اللاتي لا يجدن لديهنَّ القدرة على الصيام أو يخشين أن يؤثر الصيام سلبًا على حملهنَّ أو أطفالهنَّ الرُّضَّع باستشارة طبيب

    مختص، علمًا أن الشريعة الإسلامية تبيح للحامل والمرضع الإفطار في رمضان في بعض الحالات،

    مع أهمية تناول الفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بالأملاح والكالسيوم

    ، وضرورة الإفطار في حال لاحظت أي من علامات نقص السوائل في الجسم، وأخذ قسط من الراحة.



    (12) وبالنسبة لمصاب السكري

    إذا أصرَّ على الصيام يجب أن يكون مستوى السكري بالدم منتظمًا،

    ولا يعاني نقصًا في معدل مستوى السكري على الأقل شهرين قبل رمضان،

    وينصح بتجنب المقالي والأطعمة المدهنة، لاحتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية، وخُلوها من المواد الغذائية،

    وتجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، بوصفها مصدرًا غنيًّا بالسعرات الحرارية،

    لكنه فقيرٌ بالقيم الغذائية، فصحيح أن هذه الأطباق تمدُّ الجسم بالطاقة الفورية، ولكن هذه الطاقة لا تدوم طويلًا

    وقد تخور في أي لحظة، كما يفضل نزع الجلد والدهون عن الدجاج واللحوم.

    ومما لا شك فيه أن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى،

    بل ينبغي بحث كل مريض على حِدَةٍ، ولا يتيسَّر ذلك الأمر إلا للطبيب المختص، فهو يملك ما يكفيه من المعطيات التي تُمكنه من نصح مريضه بإمكانية الصوم أو عدمه.



    (13) ومن الأحكام الفقهية الصحية في الصيام:


    من احتجم وهو صائم فقد فسد صومه،

    والفصد وأخذ الدم للتحليل أو للتبرع لا يفسد الصوم،

    ولا يجوز التبرع بالدم الكثير الذي يؤثر على البدن تأثير الحجامة، والأحوط تأجيله إلى ما بعد الإفطار،

    واستعمال القطرة في الأنف في نهار رمضان أو السعوط يفسد الصوم،

    ويباح استعمال قطرة العين وقطرة الأذن، ومن أُجري له غسيل كلوي بأي وسيلة كانت فإنه يفطر بذلك.


    واستعمال بخاخ الربو في نهار رمضان لا يفسد الصوم،

    والأقراص التي توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية لا تفسد الصوم، بشرط ألا يبتلع شيئًا مما يتحلل منها،

    واستعمال غاز الأكسجين في التنفس لا يفسد الصيام.


    واستعمال الحقنة غير المغذية لا يفسد الصوم، سواء كانت الحقنة في العضل أو الوريد، أو تحت الجلد، وأما استعمال الحقن الوريدية المغذية، فيفسد الصيام.



    واستعمال التحاميل (اللبوس) في نهار رمضان لا يفسد الصوم،

    ولا يفطر كذلك إدخال القسطرة أنبوب دقيق، أو المنظار، أو إدخال دواء أو محلول لغسل المثانة، أو مادة تساعد على وضوح الأشعة.



    والتقطير في فرج المرأة غير مفسد للصيام، وكذلك التحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة.



    ويجوز أن يستعمل الصائم معجون الأسنان وغسول اللثة وأدوية الغرغرة، لكن ينبغي الحذر من نفاذه إلى الحلق،

    وعليك بالسواك ليلًا ونهارًا، ويباح للصائم الاكتحال.



    ومجرد إجراء عمليات قلع الأسنان وحشوها وسحب عصبها في نهار رمضان، لا يفسد الصيام،

    لكن لو دخل بسببها إلى الجوف شيءٌ من الماء أو الدم أو الفتات، فقد فسد الصوم، لذلك فالأحوط إجراؤها ليلًا،

    واستعمال لصقات تمنع الإحساس بالجوع، ولصقات (النيكوتين) في نهار رمضان لا يفطر؛

    لأنه لا يدخل منها شيء إلى الجوف من منفذ مفتوح، ويُنصح بتركها؛ لاحتمال ضررها، ولأنها تتنافى مع حكمة الصوم.



    ويجوز للمرأة استعمال أدوية لتأخير الحيض من أجل أن تصوم رمضان كاملًا،

    والأفضل أن تترك الأمور على طبيعتها؛ لأن الحيض شيء كتبه الله على النساء.



    ومن أُغمي عليه أو تَم تخديره من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لم يُحسب له صيام ذلك اليوم، وإن نوى الصيام من الليل،

    وعليه قضاء ذلك اليوم، أما من نوى الصيام من الليل، فخُدِّر أو أُغمي عليه، وأفاق في جزء من النهار، فصيامه صحيح.



    (14) نسأل الله تعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين،


    ونوصيهم بالصبر، ونذكرهم بما رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

    قال: «من يصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما رزق العبد رزقًا أوسع له من الصبر".



    اللهم اجعلنا بطاعتك فائزين، وبدينك متفقهين، وبسُنَّةِ نبيِّك عاملين، وتقبَّل منَّا يا أكرمَ الأكرمين، واغفر لنا ولجميع المسلمين.

    وصل اللهم علي سيد المرسلين وأمام المحجلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن سار علي هديهم إلي يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا

    ********************
    أنتهت هذه السلسله الرائعه من شجرة رمضان بدأناها بالشجرة ألأولي إلي الشجره الحاديه عشر وقد تناول الكاتب جزاه الله خيرا

    كل ما يخص شهر الله المبارك رمضان من أحكام مباحها و محرمها مدعومه بقول الله تعالي وبأقوال سيد ولد أدم صل الله عليه

    وسلم وأقوال الصحابه والتابعين والسلف الصالح جزاهم الله عنا كل خير علي ما أوصلوه لنا من علم ندعوا الله أن ينفعنا بما قدموه لنا

    ونذكر بالشكر لصاحب هذه السلسله وندعوا الله أن نستدل علي سيرته حتي تكون المنفعه أكبر .
    .....

    وجزاكم الله خيرا
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    ولا تنسونا من صالح دعائكم


    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 220
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

     الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -      Empty رد: الشجرة الرمضانية : - خامساً : - قيام الليل أم التراويح - الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ -وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - صِفةُ صَلاةِ القِيامِ - حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ - الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد -

    مُساهمة من طرف انهار الجنه السبت مارس 18, 2023 6:50 pm

    تعريف الصّوم لغة وشرعا


    الصّوم من النّاحية اللّغوية: هو الإمساك عن الشّيء والتّرك له والكفّ عنه، وهو مطلق الإمساك والبعد عن الشيء فيقال: صام فلان عن الكلام أو عن اللّغو، أو عن الباطل والزور أو عن الأكل والشرب.



    ♦ قال تعالى حكاية عن مريم لما حملت بعيسى عليه السّلام:" فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)"[1]،أي إمساكا عن الكلام.


    ويقال للفرس صائم إذا أمسكت عن المشي والعلف، قال النّابغة:

    خَيلٌ صِيامٌ وَخَيلٌ غَيرُ صائِمَةٍ *** تَحتَ العَجاجِ وخيلٌ تَعلُكُ اللُّجُما

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 8:57 am