آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110أمس في 5:16 pm من طرف عبدالله الآحد

» تعليم الصبيان التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الإثنين أبريل 29, 2024 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

جبر  الخواطر عبادة  وخلق Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9644 مساهمة في هذا المنتدى في 3195 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    جبر الخواطر عبادة وخلق

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود جبر الخواطر عبادة وخلق

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة يونيو 11, 2021 7:14 pm

    جبر الخواطر عبادة وخلق

    عندما يطرق آذننا مصطلح “عبادة” فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات

    التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها

    إللا أن هناك عبادات أصبحت خفية –ربما لزهد الناس بها وغفلتهم عنها- وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات،


    ومن هذه العبادات عبادة “جبر الخواطر”.

    وجبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل

    يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت،

    فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، يقول الإمام سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”.


    ومما يعطي هذا المصطلح جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو “الجبار”

    وهذا الاسم بمعناه الرائع يُطمئنُ القلبَ ويريحُ النفس فهو سُبْحَانَهُ “الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ

    بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ”.

    وجبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله صل الله عليه وسلم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه

    وسلم كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني”. سنن الترمذي.


    ومما يؤسس لجبر الخواطر في القرآن الكريم:



    قوله تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يوسف:15

    فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف –عليه السلام- ولجبر خاطره؛ لأنه ظلم وأوذي من أخوته والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر، لذلك شرع لنا جبر الخواطر المنكسرة.

    ومثله قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص:85

    رسول الله صل الله عليه وسلم الذي أحب مكة التي ولد فيها ونشأ أُخرج منها ظلما، فاحتاج في هذا الموقف الصعب وهذا الفراق

    الأليم إلى شيء من المواساة والصبر، فأنزل الله تعالى له قرآن مؤكد بقسم؛ أن الذي فرض عليك القرآن وأرسلك رسولا وأمرك

    بتبليغ شرعه سيردك إلى موطنك مكة عزيزا منتصرا وهذا ما حصل.

    ومثله أيضاً قوله تعالى : {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} في سورة الضحى ،

    وانظر لروعة العطاء المستمر في هذه الآية حتى يصل بالمسلم لحالة الرضا، فهذه الآية رسالة إلى كل مهموم ومغموم، وتسلية

    لصاحب الحاجة، وفرج لكل من وقع ببلاء وفتنة؛ أن الله يجبر كل قلب لجأ إليه بصدق.

    وقد ورد في صحيح مسلم أنَّ النبيَّ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } إبراهيم :36

    وقال عيسى عليه السلام : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} المائدة: 118

    (فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ :

    يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، – وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ. فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ

    عليهِ وسلَّمَ بما قالَ . وهو أعلمُ . فقال اللهُ : يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ .



    ومن السيرة النبوية


    ومن جبر الخواطر أن رسول الله صل الله عليه وسلم ما رد سائلا قط بل كان يرشد الصحابة للحل ويدلهم على الطريق ويطيب

    خاطرهم فقد دخل -عليه الصلاة والسلام- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال :”يا أبا أمامة،

    مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟
    قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله،

    قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال:قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من

    الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال،


    قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني”. سنن أبي داود>

    عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه: “أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك

    الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، (أبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله

    -صل الله عليه وسلم-، كلمة خطيرة جداً، أرسل النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد:

    فصدقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب

    على مثل هذا الكلام)،

    قال زيد: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، (هذا غلام انكسر قلبه وخاطره من

    جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق)؛ إذ أتاني رسول الله -صل الله عليه وسلم- فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان

    يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا) وهو سبب نزول قول الله -تعالى- في سورة المنافقون : {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ

    لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}
    سورة المنافقون:8 سنن الترمذي.

    وعندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر وقالوا : يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ

    كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ،
    قَالَ: “أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ

    تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ،
    قَالُوا: يَا

    رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟
    قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» رواه مسلم.

    وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صل الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله

    ـصل الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقاً ، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير – أحسبه قال: كان فطيما -، قال: فكان إذا جاء رسول

    الله ـ صل الله عليه وسلم ـ فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به ) رواه مسلم .

    بل إنه عليه الصلاة والسلام جبر بخواطرنا نحن الذين نحبه ونشتاق إليه ونتمنى لو كنا إلى جانبه نذود عنه وننافح عن دعوته، فعَنْ

    أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: “السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ

    ووَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ”
    قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” بَلْ أَنْتُمْ

    أَصْحابِي، وَإِخْوَانُنَا لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ “،
    فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ ” فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ” فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ “. رواه مسلم

    هذه المواقف وغيرها تدعونا للإحسان إلى الخلق وجبر خاطرهم، فما أجمل أن نتقصد الشراء من بائع متجول في حر الشمس يضطر

    للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرا لخاطره، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا وخصوصاً عندما نعلم أن

    خطئه غير مقصود وأن تاريخ صحبتنا معه طيب نقي، فالصفح عنه ومسامحته تُطَيِّبُ نَفسه وتَجبرُ خاطره، وتبادل الهدايا بين

    الأقارب والأصدقاء والأحباب من أجمل ما يدخل الفرحة للقلب والهناء للنفس وهي سبيل الحب، وبساط الود، وطريق الألفة،

    لقوله -صل الله عليه وسلم-: “تهادوا تحابوا” البخاري.

    والبر بأرقى صوره أن تشتري لوالديك ما يحتاجون وتفاجئهم بما يفقدون؛ دون طلب منهم أو سؤال بل كرم منك وتبرع، ففي هذا

    الفعل أجمل ما يسطر من جبر الخواطر وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم، كما لا ننسى صاحب الحاجة والمسكين الذي انكسر قلبه

    وذلت نفسه وضاق صدره ما أجمل أن نجعل له من مالنا نصيب ومن طعامنا ولو الشيء القليل ومن دعائنا ما نستطيع، بذلك نجبر

    كسرهم ونطيب قلوبهم ولا نشعرهم بالنقص، قال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: “ما رأيت أحسن خلقاً من الحسين اللؤلؤي، كان

    يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه”. سير أعلام النبلاء (10/544).

    وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظراً لشدة

    الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي

    مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد

    زوجة، أو لا يجد زواجاً، وذاك مريض والآخر مبتلى … والهموم كثيرة.

    وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة فربما يكفي البعض كلمة: من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج

    الآخر لمساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح

    والسرور إلى قلوب إخواننا ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك.


    قصة الإمام أحمد بن حنبل


    الإمام أحمد بن حنبل كان يدعو دائماً لشخص يدعي أبا الهيثم ، فسأله إبنة من هو أبا الهيثم الذي تدعو له دائماً ، قال له عندما

    سُجنت وكنت أتجهز لكي أُضرب بالسوط كان هذا الرجل معي في السجن ، شدني من ثوبي وقال لي أتعرفني فقلت له لا فقال أنا أبو

    الهيثم العيار اللص الطرار ، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط وصبرت علي هذا من أجل الدنيا

    ومتعتها ، فاصبر أنت علي السوط من أجل الدين .

    فكانت تلك الكلمات من أبي الهيثم للإمام أحمد بن حنبل دافع له لكي يصبر علي التعذيب وكلما شعر أنه تعب من كثرة التعذيب تذكر

    كلمات أبي الهيثم فكلماتة جبرت بخاطرة طوال سجنة وساعدتة لكي يصبر حتي نصرة الله علي أعدائة .



    قصة جبر الخواطر مع الشعراوي


    الجميع يعرف الطبيب حسام موافي فهو من أشهر أطباء الباطنة في مصر والوطن العربي كان دائماً يذكر قصة حدثت معه وهي كالتالي.

    في يوم من الأيام إتصل به الشيخ الشعراوي لكي يحجز كشف عنده ولكنه قال له ” لا والله يامولانا أنا اللي هاجيلك لحد بيتك “



    كشف الدكتور حسام علي الشعراوي وقام بعمله بعد هذا قال للشعراوي ما هو أفضل عمل أفعلة أتقرب به إلي الله

    فقال له خمن أنت قال له الصلاة قال لا ، الصيام قال لا ، العمرة قال له لا ، قال له فما هي أفضل شئ افعلة لأتقرب الي الله ،

    قال له الشعراوي جبر الخواطر.

    تعجب الطبيب وقال له وما دليلك علي هذا يا مولانا ؟؟


    قال له الشيخ أنه لا يوجد شخص ملعون أكثر من الشخص الذي لا يؤمن بالله ورسولة ، والله عز وجل يقول أرأيت الذي يُكذب بالدين ؟!

    شايف اللي بيكذب بالدين بيعمل ايه؟

    “فذلك الذي يدُع اليتيم” يعني بيكسر خاطر اليتيم ..

    ولا يحُض على طعام المسكين ، يعني بيطرد المساكين ومبيأكلهمش ومبيجبرش خاطرهم !

    تالت حاجه ايه “فويل للمصلين” ، فجبر الخواطر جاء مرتين قبل الصلاة ، إقتنع الدكتور حسام برأي الشعراوي وانصرف وعزم علي أن يعمل بتلك النصيحة.

    وفي يوم من الأيام وبعد أن إنصرف الطبيب حسام من المستشفي وكان قد غادر المستشفي بالفعل تذكر مكالمة جارة يطلب منه أن

    يزور حماتة ليطمأن علي صحتها ، فاحتار بين أن يذهب الي بيتة أو يعود ويجبر بخاطر جارة ، ولكنه تذكر كلام الشعراوي وعاد من أجل أن يجبر بخاطر جارة.

    عندما عاد الي المستشفي وهو داخلها جائت اليه جلطة في الشرايين ولكنه كان محاط بالأطباء من حولة وحصل علي العلاج في

    دقيقتين ، يقول الطبيب حسام أن تلك الجلطة إن كانت حدثت له في أي مكان غير المستشفي لكان مات في غضون ٥ دقائق ،

    لأنه لا يوجد أي شخص يتحمل جلطة في الشريان التاجي لمدة تزيد عن ٥ دقائق ، ولكن وكأن الله كافأة لأنه عاد لكي يجبر بخاطر جارة فأنقذة الله من تلك الجلطة .

    *****

    إذا أمسكنا بكتاب الله، نجد أن أغلب الآيات تدعونا إلى جبر الخواطر، وحينما غرق ابن سيدنا نوح عليه السلام، جبر الله بخاطره،

    بقوله تعالى: (فحال بينهما الموج فكان من المغرقين)، فجبر الله خاطر سيدنا نوح عليه

    السلام، وجبر الله خاطر سيدنا محمد، صل الله عليه وسلم، بقوله تعالى: (فلنولينك قبلة ترضاها)

    ، ولم يقل (نرضاها)، ولا ننسى حين قدوم النبى، صل الله عليه وسلم، من الطائف، بعد أن سخروا منه، رجع وقلبه

    مليء بالحزن والهم، لأن خديجة انتقلت للرفيق الأعلى، وجاءت لحظات صعبة شديدة على النبى، صل الله عليه وسلم، شعر فيها

    بالمرارة والحزن الشديد والهجر والحرمان، ولكنه كان واثقا فى حب الله له، وأنه سيجبر خاطره، فإذا بجبريل يوقظه من نومه،

    ويأمر البراق، بأن تمطى للنبى، وقال له اثبت يا براق، لم يعتل ظهرك أشرف من محمد صل الله عليه وسلم، فهو جبر خاطر من الله

    بهذه الرحلة المباركة، بل الأكثر من ذلك، أنه صلى بكل الأنبياء وهم ألوف، كل يشكو حاله، ولكن النبى، صل الله عليه وسلم، يحمل

    لواءهم، ثم يصعد لرب السماء بعد طول معاناة، أليس أجمل من هذا فى (جبر الخواطر).


    *****

    وجاء في الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما -، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَبي – صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ

    النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ

    لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً، وَلأَنْ

    أَمْشِيَ مَعَ أَخي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْراً، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ،

    وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ،

    وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ).



    كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِناً عَلَى جُوعٍ

    أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً عَلَى ظَمَـأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا

    مُؤْمِناً عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ)



    **************
    اللهم يا أرحم الراحمين إنك مطلع على الغيب وتعلم ما في قلبي من هم وحزن، فاللهم اكشف همي وأزل غمي وأجبرني يا ذا الجلال والإكرام.

    اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي تعطي به السائلين وتجيب به الداعين أن تفرج كربي وترزقني السكنية والطمأنينة وأنت اللطيف الحليم.

    يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير فاللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك ما علمتنا إياه وما لم تعملنا إياه أن ترزقني من

    فضلك الواسع مالاً مباركاً فيه وأن تقضي عني ديني وأنت السميع العليم.

    اللهم إني أعوذ باسمك من أرذل العمر ومن الحاجة للناس، اللهم لا تحوجني لأحد من خلقك واغنني بك عن سؤال العالمين يا أكرم الأكرمين.

    اللهم إني أسألك سكون القلب وطمأنينة النفس وطيب العيش وقضاء الدين يا ذا الجلال والإكرام.


    يا الله يا أرحم الراحمين أصلح لي نفسي وأصلح لي معاشي وأهدني صراطك المستقيم وأنت اللطيف الخبير.


    اللهم آآآمين



    لا تنسوني من صالح دعائكم



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: جبر الخواطر عبادة وخلق

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة يونيو 11, 2021 7:26 pm

         

    كلامات عن جبر الخواطر


    ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم الإمام سفيان الثوري .

    من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر : وهو قول مأثور شهير ما بين الناس ، ومعناه أن من يلتزم بجبر خاطر الغير طوال حياته

    بينهم ، ينقذه الله عز وجل من أي مخاطر أو أذى قد يتعرض له وهو وحيد ، فهنا يرد الله له ما قدّمه لعباده ، ويؤته ثواب جبر الخواطر .


    أجبُر خاطر الآخرين ولو كنت مهموما ، فسوف يفرج الله عز وجل همك لأنك فرجت هم غيرك .

    لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ.

    لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك .. فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة.

    لا تقف كثيراً على الأطلال خاصة اذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها.. وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.

    عندمــا يكـون الانســان على حافــة الإنهيــار يحتــاج إلـى الحنــان آكثــر مـن حاجتــه الـى النصــائح والعتــب …!!

    عًنَدِما يقَتربِ منَا أحدِهم ويُطلعنَا عًلى أسٌرآره بِڳل طِيبِة قَلبِ ، أقَل مًا يُمًڳُننَا أنَ نَقَدِمه له هوٌ ألا نَجُعله يُنَدِم على ذلك.

    مَهما كَان ،الإنسَان قَوي يمُر أحيَاناً بِ لحَظات يَشعُر فِيها بِ الضعِف فَ يَبحث عَن الإحتِواء.

    أحياناً تسَامح النَاس لأنكْ بِبسَاطة تُريدهُمْ أنْ يَبقُوا جُزء مِنْ حَياتكْ.

    إذا لما تكن تستطيع جبر الخاطر بالمال والعون المباشر فأقل ما تفعله هو كلمة طيبة يسعد بها ويجبر بها خاطرًا.

    أعن أخاك على ما ابتلي به ولو بأقل القليل ولو بكلمة وابتسامة، فأنت لا تدري لعل ابتسامتك هذه تخفف عنه ما حل به.

    أمرنا الله أن نجبر خاطر المكروب، أن لا نقهر اليتيم، أن لا ننهر السائل، أن لا نمسك عن الناس نعمة الله التي أنعم.

    أدرك صاحبك الذي يقف على حافة الإنهيار بالكلمة الطيبة، فقد تنقذ حياة انسان، وقد تجمل طالعه.


    لا تحزن فقد جعلنا الله اخوة بعضنا يسند بعض، فمالي هو مالك ويدي هي يدك فاستعن بالله ثم بها.

    حتى لو خذلتك جميع الأحلام، واصل طريقك، واسعى حق السعي، وانتظر فرج الله إنه حق، وإنه آت.

    عندما ينكسر الخاطر يصبح المرء منا بحاجة إلى الحنان والحنو أكثر من حاجته إلى النصح والعتب، فراعوا أصحاب الخواطر المكسورة.


    عندما تكسر خواطرنا لا نستطيع البوح ولا الكلام فتخوننا العبارات، وننتظر أقرب الناس أن يواسونا بكلماتهم فيا حسرة على الصداقة التي افجعتنا أكثر مما أفجعنا مصابنا.


    سامح واغفر واعف عن الناس واجبر خواطرهم، وكن لله كما أرادك، نم وأنت مطمئن أن قلبك نقي خفيف لا يحمل من السوء شيء.


    مهما بلغت قوة المرء فإنه ولا بد أحيانًا يضعف ويذبل وتعجزه الدنيا بكوارثها، فلا تبخل حتى على من تظن أنه قوي من كلمة تجبر خاطره ساعة الألم.

    ليس هناك أجمل من شخص يبحث في عباد الله عن المنكسرة قلوبهم فيجبرها بكلمة طيبة وابتسامة جميلة.

    جبر الخاطر هو خلق النبلاء من الناس، العارفين بالله، التواقين لجنان الخلد.

    لا تتقاعس عن جبر خاطر إنسان، مهما استصغرت فعلك وظننت أن كلمتك لا تؤثر، اعلم أن الله يجري على ألسنة عباده أحيانًا ما فيه جبر المكسور من الخواطر.

    إن الله هو جبار الخواطر، ويحب أن يرى عبده يحاول جبر خاطر عباده، مساعدًا عونًا للمحتاجين كما أمره.

    اللهم اجعلنا من جابري الخاطر، مجبوري الخاطر، برحمتك ومنك وفضلك يا أرحم الراحمين.

    أسألك الله أن تجعلنا عونًا للمنكسرة قلوبهم، وللمتعبين المرهقين، أن تجعلنا جنودك الذين ينصرون عبادك المحتاجين.

    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، وبارك لنا محيانا، واجبر خواطرنا، وأزل همومنا برحتمك.

    اللهم اجعلنا عونًا للسائلين، ومددًا للمحتاجين من عبادك، وأعنا على جبر خواطر المنكسرين المرهقين.

    اللهم آآآمين

    لا تنسوني من صالح دعائكم






      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:42 am