آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110أمس في 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110أمس في 3:05 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» حقيقة الإسلام العلماني
مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooou110السبت أبريل 20, 2024 8:37 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9627 مساهمة في هذا المنتدى في 3190 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 288 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو دينا عصام فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:38 am


    فتاوى من الشيخ حسنين محمد مخلوف فى فرق الشيعة عام 1949

    الفتاوى الإسلامية - بحث فى النص

    الكتـــاب : فتاوى دار الإفتاء لمدة مائة عام

    البــاب : من أحكام الفرق جماعة البلشفية وفرق الشيعة .

    البحث عن : الشيعة
    ---------------------------------------------------------------------------

    الموضوع ( 679 ) فرق الشيعة.

    المفتى : فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف.

    غرة ذى الحجة 1368 هجرية - 25 أغسطس 1949 م.

    المبادئ:

    1- الشيعة من أكبر الفرق الإسلامية، وهم من تشيعوا إلى الإمام على كرم

    الله وجهه - وتنحصر أصولها فى ثلاث وهم


    (1) غلاة الشيعة وهم المتطرفون

    فى التشيع حتى خرجوا عن الإسلام بمزاعم مكفرة ومعتقدات باطلة.

    (ب) الشيعة الزيدية ومقرهم اليمن وأكثرهم يرجع فى الأصول إلى عقائد
    المعتزلة وفى الفروع إلى مذهب الحنفية.

    (ج) الشيعة الإمامية وهم الزاعمون بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم
    - نص على إمامة على، ويطعنون على سائر الصحابة.

    2- طائفة البكتاشية بمصر من المبتدعة.


    سئل : بما تضمنه الآتى حضرة صاحب السعادة وكيل وزارة الداخلية تلقينا

    كتاب الوزارة المؤرخ 29 يولية سنة 1949 رقم 59 - 5 - 80 ورقم

    10 سرى المتضمن طلب الشيخ أحمد سرى بابا شيخ الطريقة البكتاشية
    بمصر جعل الرياسة العامة للطريقة البكتاشية فى مصر وتركيزها فى التكية
    الخاصة بهم المعروفة بتكية المغاورى بجل المقطم.
    وأن فى ذلك الاعتراف بالطريقة نفسها، والإفادة عما يراه فى هذا الموضوع،.


    أجاب : وأجابة عن ذلك وضعنا البحث الآتى الذى يشمل نبذة من تاريخ

    الشيعة عامة، والإمامية خاصة، ونشأة الطريقة البكتاشية ومبدأ دخولها

    بمصر، ومشيخة التكية وشيخها الحالى وعقيدة البكتاشية وأنهم شيعة إمامية،

    ولهم نحل وعقائد وبدع لا يقرها الدين الحنيف فنقول :

    1- الشيعة من أكبر
    الفرق الإسلامية الشيعة، وهم الذين انتحلوا التشيع لعلى كرم الله وجهه وقالوا

    إنه الإمام بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم بالنص الجلى أو الخفى وأنه

    الوصى بعده بالاسم أو الوصف دون الصديق وعمر وعثمان، وأن الإمامة

    لا تخرج عنه ولا عن أولاده وإن خرجت فبظلم من غيرهم أو بتقية منه
    أو من أولاده.

    والشيعة مع تعدد فرقها تنحصر أصولها فى ثلاث غلاة وزيدية وإمامية.


    (أ) غلاة الشيعة والغلاة عدة فرق تطرفت فى التشيع حتى خرجت عن

    ربقة الإسلام بمزاعم مكفرة ومعتقدات باطلة - ومنها فرقة تزعم ألوهية

    محمد وعلى وفاطمة والحسن، والحسين وأنهم شىء واحد، وأن الروح حالة

    فيهم بالسوية لا مزية لواحد منهم على الآخر ويسمون هؤلاء الخمسة أهل
    العباء.

    ومنها فرقة تزعم أن الإله قد حل فى على وأولاده وأنه قد ظهر بصورتهم

    ونطق بألسنتهم وعمل بأيديهم ومنها الباطنية وتسمى الإسماعيلية نسبة

    إلى إسماعيل بن جعفر الصادق أو إلى زعيمهم محمد ابن إسماعيل.

    والقرامطة والمحرمية لإباحتهم المحرمات والمحارم، والسبعية لزعمهم أن

    الرسل سبعة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ومحمد المهدى،

    وأن بين كل اثنين منهم سبعة أئمة يحمون الشريعة، ولا بد فى كل عصر

    من سبعة بهم يقتدى وبهم يهتدى وقد نشأت الإسماعيلية فى بلاد الفرس

    وأسست دعوتهم على الإباحية المطلقة واستعجال اللذائذ والشهوات وتأويل

    التكاليف الشرعية بما يفضى إلى إبطال الشرائع وعودة المجوسية إلى سيرتها
    الأولى.


    (ب) الشعية الزيدية وأما الزيدية فينسبون إلى زيد بن على زين العابدين،

    ومقرهم اليمن وأكثرهم يرجع فى الأصول إلى عقائد المعتزلة وفى الفروع

    إلى مذهب أبى حنيفة إلا فى مسائل، وهم بالإجمال أقرب فرق الشيعة
    إلى أهل السنة والجماعة.


    (ج) الشيعة الإمامية وأما الإمامية فيزعمون أن الرسول قد نص نصا جليا

    على إمامة على بعده وأنه هو وصيه ويطعنون فى سائر الصحابة وخاصة

    الشيخين، بل منهم من يكفرهم وساق عامتهم الإمامة من على فى بنيه إلى

    جعفر الصادق - وفريق كبير منهم ساقها من جعفر الصادق إلى ابنه موسى

    الكاظم، ثم إلى ابنه على الرضى، ثم ابنه محمد التقى، ثم إلى ابنه على التقى،

    ثم إلى ابنه الحسن الزكى المعروف بالحسن العسكرى ثم إلى ابنه محمد الذى

    يزعمون أنه الإمام المنتظر، وأنه المهدى الذى يظهر آخر الزمان فكان الأئمة

    عندهم اثنى عشر وآخرهم اختفى فى سنة 226 هجرية ولا يزال حيا وسيظهر

    آخر الزمان، ومن ذلك سموا الإثنى عشرية وزعموا - أن الإمامة لابد أن

    يكون هاشميا عالما بجميع مسائل الدين معصوما، ولهم فى أبى بكر وعمر

    مطاعن ومثالب يظهرونها فيما بينهم عند الأمن ويخفونها تقية عند الخوف

    وكلها كذب وبهتان ويقدسون كربلاء والنجف الأشرف وما فيهما من مشاهد،
    ويحملون من أرضها قطعا يسجدون عليها فى الصلاة.


    2- تاريخ البكتاشية أول من أسس هذه الطائفة الشيخ محمد خنطار المعروف

    بالحاج بكتاش الذى ولد فى سنة 645 بنيسابور من أعمال خراسان وينتسب

    إلى موسى الكاظم، وقد سلك طريقة التصوف على يد شيخ تركستانى يدعى

    لقمان خليفة أحمد يسوى، ثم ارتحل إلى بلاد الأناضول ونشر بها دعوته

    وطريقته بين العامة حتى وصلت إلى مسمع السلطان أورخان ثانى سلاطين

    آل عثمان فخف لزيارته والتماس البركة منه ثم دعاه ليبارك الجيش الذى

    أسسه فحضر واختار له اسم الإنكشارية ووضع على رأس من باركه من

    الجند خرقة من ملابسه فصار من شعار الإنكشارية وضع خرقة فى القلبق

    الذى يلبسونه وتوفى فى سنة 738 ودفن بالقرية المسماة باسمه التابعة

    لمدينة قير شهر وله بها مزار مشهور.

    وقد ترك خلفاء قيل إن عدته ثلاثمائة وستون خليفة واستمرت سلسلة المشيخة

    من بعده فى أسرة تدعى أسره جلبى إلى أن ولى المشيخة شيخ يدعى بالم

    سلطان فوضع نظاما للطائفة يقضى بانتقال المشيخة إلى الدراويش الذين

    يقيمون بالتكايا متجردين عن الدنيا وزينتها كما يقولون، ولذلك تعددت تكاياهم

    فى القرى التى انتشرت بها طريقتهم وفيها يقيمون فى أتم صحة وأرغد
    عيش.


    (أ) مؤسس البكتاشية بمصر لم تعرف مصر هذه الطريقة حتى وفد إليها

    فى سنة 761 هجرية شيخ يدعى قيغوسز سلطان الذى اشتهر أخيرا باسم

    عبد الله المغاورى وهو ألباني المولد والنشأة فاجتمع عليه خلق كثير للتبرك

    به واقام ينشر طريقته البكاشية، ثم سافر إلى الحجاز سنة 776 ثم إلى

    النجف الأشراف وكربلاء وعاد إلى مصر فى سن 799 وتوفى بها فى سنة

    818 ودفن فى المغارة التى بجبل المقطم، ومن ذلك يسمى المغاورى واستمر

    فى الدعوة إلى طريقته خلفاؤه من بعده، وجميعهم مدفونون فى هذه المغارة
    وعددها خمسة وثلاثون خليفة.


    (ب) الشيخ محمد لطفى بابا والخليفة السادس والثلاثون يدعى الشيخ محمد

    لطفى بابا (وبابا أى الوالد المعنوى أو الروح) وهو ألبانى المولد والنشأة

    اتخذ طريقة البكتاشية على يد شيخ ألبانى ثم ارتحل إلى الآستانة فى سنة

    1300 هجرية فتتلمذ للحاج محمد على و 55 شيخ تكية البكتاشية فى

    ضواحيها ثم ارتحل إلى كربلاء وعاد إلى الأناضول وأقام بتكية مؤسس

    الطريقة وفى سنة 1319 بعد أن عاد إلى الآستانة عين شيخا للبكتاشية

    بمصر فجاء إليها وأقام بالتكية ثم تنازل عن المشيخة إلى الشيخ أحمد

    سرى بابا (الشيخ الحالى) بإعلام شرعى فى سنة 1354.


    (ج) الشيخ أحمد سرى بابا ألبانى المولد والنشأة استقدمه إلى مصر شيخه

    محمد لطفى بابا ليوليه المشيخة، فحضر إليها بعد أن طوف بالبلاد التى

    بها تكايا البكتاشية وتنقل بين بلاد الأرناؤوط وبغداد وكربلاء ولنجف الأشرف

    واستخلفه شيخه وتنازل له عن المشيخة وأصبح شيخا للبكتاشية بمصر
    من هذا التاريخ.


    (د) طريقة البكتاشية نستمد التعريف بهذه الطريقة من رسالة أحمد سرى

    بابا المطبوعة بمصر فى سنة 1939 م ومن المذكرة التفسيرية لها المطبوعة

    بمصر فى سنة 1949 ومن مصادر تاريخية أخرى قالوا إن أساس الطريقة

    هو التجرد عن الدنيا وزينتها والانقطاع للعبادة فى التكايا وسموا هؤلاء

    المتجردين بالدراويش واشترطوا فى الدرويش عشرين خصلة ومثلها فى
    المرشد.

    وتقوم الطريقة على محبة آل البيت النبوى والتشيع لهم خاصة وعلى التولية

    والتبرئة، ومعناهما الحب لآل البيت ومن والاهم والبغض لمن يبغضهم واخترعوا

    لطريقتهم تقاليد خاصة لا تعرف فى الطرق الأخرى فقالوا للطريقة أربعة

    أبواب الشريعة والطريقة والمعرفة والحقيقة ولها أربعون مقاما لكل باب

    عشر مقامات وسبعة عشر ركنا وثلثمائة وستون منزلا وطبقات الولاية اثنتا

    عشرة وللولاية سبع دوائر وأربعة أقسام، وقالوا إن الأئمة اثنا عشر فقط

    وهم الذين ذكرهم الشيعة الإمامية وأنهم معصومون، وكذلك يزعمون العصمة

    لأربعة عشر طفلا من آل البيت ماتوا وأعمارهم تتراوح بين الأربعين يوما

    والسبع سنين، وأن هناك سبعة عشر من أولاد على بن أبى طالب سموهم

    المتحزمين لأن عليا -رضى الله عنه - أعدهم للجهاد وأعطاهم الأسلحة

    وربط أحزمتهم بنفسه وكان وهو يربط لكل واحد حزامه يذكر اسما من أسماء

    الله تعالى غير ما يذكره عند تحزيم الآخر، وقد استشهد أكثرهم فى موقعة

    كربلاء التى استشهد فيها الإمام الحسين - رضى الله عنه - ومن تقاليدهم

    لبس التاج البكتاشى أو الحسينى وهو لبدة بيضاء من الصوف ذات اثنى

    عشر خطأ وأربعة أركان يرمزون بالخطوط، كما قالوا لاجتماع اثنى عشر

    خصلة فى الدرويش ولحروف كل من كلمتى (لا إله إلا الله) و (محمد رسول

    الله) وبالأركان إلى الأبواب الأربعة التى أشرنا إليها.


    ولكن الواقع أنهم يرمزون بالخطوط إلى الأئمة الاثنى عشر.

    ومنها لبس الجبة، زعموا أن الرسول ألبس عليا جبة ثم توارثها الأئمة

    بعده إلى أن انتهت إلى مؤسس الطريقة البكتاشية فى القرن السابع الهجرى

    وزعموا أن (قبلة الجبة) هى المرشد (ووجهها) القطب (ويمينها) اليد اليمن

    (ويسارها) اليد اليسرى (وبطانتها) السر (وقبلة البطانة) وظاهرها معرفة

    القطب (وباطنها) الأدب (ومكتوب فى ذيلها) يا واحد يا صمد يا فرد.

    ومنها سجودهم أثناء الذكر لأسماء هؤلاء الأئمة ولأشياخهم كما يفعل المولوية

    عند ذكر على وجلال الدين الرومى ويحاولون تأويل السجود بأنه ليس سجود

    عبادة وإنما هو سجود تكريم واحترام.


    ومن أدعيتهم المأثورة اللهم نور قلوبنا بأنوار فيض ساداتنا الأئمة الإثنى

    عشر وبموالينا المعصومين الأربعة عشر اللهم بجاه موالينا مفخرة أهل

    الإيمان ومصدر الفيض والعرفان بالم سلطان وقيغوسز سلطان ومن إليهم

    من ذوى الفضل والإتقان والثلاثة الأكرمين والخمسة أهل العباء الطاهرين

    والسبعة أهل اليقين والأربعين الواصلين والباطنين الحاضرين والغائبين

    وفقنا لما تحبه وترضاه يا معين اللهم اجعل لنا نبيك محمدا معينا ووصيه

    عليا ظهيرا ولهم دعاء يسمى دعاء السراج، منه وفى محبة الأئمة الاثنى

    عشر المقبولين وفى محبة موالينا الأربعة عشر المعصومين وفى محبة شيخنا

    بكتاش قطب الزمان الأمين.


    ومن عاداتهم الاحتفال بذكرى مقتل الحسين فى يوم عاشوراء من كل سنة

    كسائر الشيعة الإمامية واعتبار هذا اليوم يوم حزن وبكاء وعزاء.

    (هاء) مذهب البكتاشية يبدو من تصريحاتهم وتقاليدهم أنهم شيعة إمامية

    أخذوا بطرف من مذاهب الغلاة واخترعوا كثيرا من البدع السيئة التى لا أصل

    لها فى الدين فقد زعموا انحصار الإمامة فى الإثنى عشر ورجعة المهدى

    المنتظر وعصمة هؤلاء الأئمة ورمزوا إليهم بخطوط التاج ويجعل طبقات
    الولاية اثنتى عشرة.

    ودأبوا على إقامة العزاء يوم عاشوراء وعلى ترك الترضى عن سائر الصحابة

    عدا آل البيت بل على عدم ذكرهم بإحسان كما تشهد بذلك أدعيتهم وأورادهم

    التى ليس فيها شىء مما ورد فى السنة وأثر عن الرسول - صلى الله عليه

    وسلم - وابتدعوا السجود عند ذكر أئمتهم وأشياخهم واقتبسوا من الإسماعيلية

    السبعيات حيث جعلوا الولاية سبع دوائر وقدسوا أربعة عشر طفلا لا غير

    من آل البيت وزعموا العصمة لهم وقدسوا أهل العباء الخمسة وعظموا النار

    فوضعوا للسراج دعاء خاصا مع أن ذلك غير معروف فى سائر طرق التصوف


    الإسلامية وهذا المزيج لا يقره الدين الصحيح فى جملته وتفصيله، فلا عصمة


    فيه لغير الأنبياء والرسل من الخلق ولا انحصار للإمامة فى آل البيت ولا

    فى الإثنى عشر ولا وصية من الرسول لعلى لا بنص خلى ولا بنص خفى

    ولا أصل فى الدين لخرافة المهدى المنتظر الذى زعموا أنه اختفى فى سنة

    226 ولا يزال حيا فى الأرض وسيظهر آخر الزمان.


    ولا أصل لاتخاذ هذا التاج، ولا لخطوطه الإثنى عشر، ولا لأركانه الأربعة

    ورموزه، ولا للسبعيات والإثنى عشرية ولا لتقديس من عدا الرسول الأكرم

    من أهل العباء، ولا لعصمة أطفال لم تجاوز أعمارهم السبع سنين، ولا

    لتخصيصهم بالعصمة مع وجود أطفال آخرين من أهل البيت غيرهم، ولا

    للسبعة عشر المحزمين، ولا لتحزيمهم وذكر اسم من أسماء الله عند التحزيم

    لكل واحد ولا لشد الرحال إلى كربلاء والنجف الأشرف وتقديسهما كما يزعمون.

    ومن الإثم والضلال الذى لا خلاف فيه بين المسلمين ذلك السجود التقليدى

    الذى ابتدعوه عند ذكر الأئمة والشيوخ ولو على جهة التكريم كما قالوا لأن

    السجود مطلقا لا يكون فى شريعتنا إلا الله تعالى وحده.

    ولا أصل لاتخاذ يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء بل كل ماورد فى شأنه

    استحباب صومه وقيل استحباب التوسع فى النفقة على العيال أيضا.

    والثابت عن الإمامية عامة ومن انتحل عقيدتهم أنهم يطعنون على الشيخين

    وعلى سائر الصحابة إلا أنهم لا يصرحون بذلك أمام غيرهم من الناس

    تقية فقط عندهم من أركان العقيدة ولا يغرنك ما يذكره البكتاشية وغيرهم

    فى بعض عباراتهم مما يفيد الثناء على أبى بكر وأنه هو الذى تلقى الذكر

    الخفى عن الرسول فإنهم يذكرونه تقية فقط وكذلك ما يقولونه مما يفيد التمسك

    بأهداب أهل السنة والجماعة كما فى الرسالتين فإنهم يزعمون كسائر

    الإمامية أنهم هم أهل السن والجماعة وهم الفرقة الناجية فى حديث افتراق

    الأمة وأن غيرهم من الفرق ضال غير مهتد، ولذلك سموا أنفسهم أهل السنة

    والجماعة وكيف يقولون بالتمسك بأهداب أهل السنة والجماعة وأهل السنة

    يبرئون من التشيع والغلو ومن جميع هذه المزاعم والنحل والبدع.

    والخلاصة أن البكتاشية إذ كانوا كذلك لا نعدهم من الصوفية ولا من أهل

    السنة والجماعة ولا نقرهم على تقاليدهم وفيها ما يأباه الدين كالسجود

    ونحوه ونعدهم من المبتدعة.


    ولا نرى أن تعترف بهم مصر رسميا وهى القائمة على حماية الدعوة الحقة

    إلى الله والهدى النبوى الصحيح منذ انقرضت الدولة الفاطمية الشيعية، وقامت

    الدولة الأيوبية السنية إلى الآن.


    ويقول مؤرخ تركى إن البكتاشية فى الحقيقة دعوة إباحية وإن السلطان

    محمودا حين أراد التخلص من الإنكشارية لعظم مفاسدهم وأخطارها رأى

    لهذا السبب نفسه أن يتخلص من البكتاشية فى سنة 1241 فنفاهم من الآستانة

    ومنهم المؤرخ الرسمى للدولة محمد عطا أفندى سامى زاده وكان بكتاشيا

    لذلك أرى عدم جواز إجابة هذا الطلب، والله أعلم.


    ***************************************

    فى حاجة ألى دعائكم



    أحبكم فى الله





    عدل سابقا من قبل sadekalnour في الإثنين سبتمبر 30, 2013 9:31 pm عدل 4 مرات
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:40 am

    وهذة فتوى لفضيلة الشيخ / عطية صقر

    المفتي
    عطية صقر .
    مايو 1997

    المبادئ
    القرآن والسنة

    السؤال
    من هم الشيعة وما هى أهم فرقهم الموجودة الآن ؟

    الجواب

    الشيعة هم أتباع سيدنا على رضى الله عنه والموالون لاَل البيت ، والمسلمون جميعا مأمورون بحب آل البيت وتكريمهم وقد وردت فى ذلك عدة نصوص ، منها قول اللّه تعالى{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى} الشورى : 23 ، وقوله : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} الأحزاب : 33 ، وذلك على خلاف للمفسرين فى تحديد القربى وأهل البيت . وقوله صلى الله عليه وسلم "أذكركم الله فى أهل بيتى" ثلاث مرات رواه مسلم وقوله :"يا أيها الناس ارقبوا محمدا فى أهل بيته " رواه البخارى .
    غير أن بعضا من المسلمين اشتد حبهم لسيدنا على وذريته ، وتغالوا فى تكريمهم لدرجة أن بعضهم اعتقد ألوهية سيدنا على،وبعضهم اعتقد أنه النبى المرسل وغلط جبريل فنزل بالوحى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال ، إنهما شريكان فى النبوة، وقالوا إنه الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالنص الجلى أو الخفى ، دون أبى بكر وعمر وعثمان وان الإمامة لا تخرج عنه ولا عن أولاده ، وإن خرجت فبظلم أو بتقية .
    وأشهر فرقهم الموجودة الآن خمسة :
    1 - الزيدية :
    وهم أتباع زيد بن على بن الحسين ، لما دعى الشيعة لحرب الأمويين سألوه رأيه فى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ، فأثنى عليهما فرفضوه وسموا بالرافضة وهم يوجدون الآن فى اليمن ، ومذهبهم قريب من مذهب أهل السنة ، وهم وإن اعتقدوا أفضلية على على أبى بكر وعمر أجازوا إمامة المفضول مع قيام الفاضل .
    2 - الإمامية :
    وهم الذين قالوا بإمامة اثنى عشر من آل البيت ، ويسمون بالاثنى عشرية وبالموسوية ، لأن الأئمة عندهم هم : على، الحسن ، الحسين ، على زين العابدين بن الحسين ، وكانت الإمامة لابنه الأكبر "زيد" فلما رفضوه كما تقدم ولوا بدله أخاه محمدا الباقر، ثم جعفر الصادق ، وكان له ستة أولاد ، أكبرهم إسماعيل ثم موسى ، ولما مات إسماعيل فى حياة أبيه أوصى والده بالإمامه إلى ابنه موسى الكاظم ، وبعد وفاة جعفر انقسم الأتباع فمنهم من استمر على إمامة إسماعيل وهم : الإسماعيلية أو السبعية، والباقون اعترفوا بموسى الكاظم ، وهم الموسوية ، ومن بعده على الرضا ، ثم ابنه محمد الجواد ، ثم ابنه على الهادى ، ثم ابنه الحسن العسكرى نسبة إلى مدينة العسكر "سامرا" وهو الإمام الحادى عشر، ثم ابنه محمد الإمام الثانى عشر، وقد مات ولم يعقب فوقف تسلسل الأئمة وكانت وفاته سنة265 هـ .
    ويقول الإمامية : إنه دخل سردابا فى "سامرا" فلم يمت ، وسيرجع بعد ذلك باسم المهدى المنتظر .
    وهذه الطائفة منتشرة فى إيران والعراق وسوريا ولبنان ، ومنهم جماعات متفرقة فى أنحاء العالم ، ولهم كتب ومؤلفات كثيرة من أهمها كتاب "الوافى" فى ثلاثة مجلدات كبيرة جمعت كثيرا مما فى كتبهم الأخرى ، كتب عليه أحد أهل السنة نقدا سماه "الوشيعة فى نقد عقائد الشيعة" وكان ذلك فى فبراير سنة1935 م كما كتب رئيس أهل السنة بباكستان "محمد عبد الستار التونسوى" رسالة فى ذلك .
    ومن أهم أصولهم :
    1 - تكفير الصحابة ولعنهم ، وبخاصة أبو بكر وعمر رضى الله عنهما إلا عددا قليلا جدا كانوا موالين لعلى رضى الله عنه . وقد رووا عن الباقر والصادق : ثلاثة لا يكلَّمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم . من ادعى إمامة ليست له ومن جحد إماما من عند اللّه ، ومن زعم أن أبا بكر وعمر لهما نصيب فى الإسلام .
    ويقولون : إن عائشة وحفصة رضى الله عنهما كافرتان مخلدتان ، مؤولين عليهما قول الله تعالى{ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط } التحريم : 10 .
    2 - ادعاء أن القرآن الموجود فى المصاحف الآن ناقص ، لأن منافقى الصحابة (هكذا) حذفوا منه ما يخص عليا وذريته ، وأن القرآن الذى نزل به جبريل على محمد سبعة آلاف آية ، والموجود الآن 6263 والباقى مخزون عند آل البيت فيما جمعه على، والقائم على أمر آل البيت يخرج المصحف الذى كتبه على ، وهو غائب بغيبة الإمام .
    3-رفض كل رواية تأتى عن غير أئمتهم ، فهم عندهم معصومون بل قال بعضهم : إن عصمتهم أثبت من عصمة الأنبياء .
    4 - التقية : وهى إظهار خلاف العقيدة الباطنة ، لدفع السوء عنهم .
    5 - الجهاد غير مشروع الآن ، وذلك لغيبة الإمام ، والجهاد مع غيره حرام ولا يطاع ، ولا شهيد فى حرب إلا من كان من الشيعة، حتى لو مات على فراشه .
    وهناك تفريعات كثيرة على هذه الأصول منها :
    عدم اهتمامهم بحفظ القرآن انتظارا لمصحف الإمام ، وقولهم بالبداء بمعنى أن الله يبدو له شىء لم يكن يعلمه من قبل ويتأسف على ما فعل ، والجمعة معطَّلة فى كثير من مساجدهم وذلك لغيبة الإمام ، ويبيحون تصوير سيدنا محمد وسيدنا على وصورهما تباع أمام المشاهد والأضرحة، ويدينون بلعن أبى بكر وعمر . . .

    3- الإسماعيلية :

    وهى تدين لإسماعيل بن جعفر الصادق ، وهم أجداد الفاطميين والقرامطة ، يعتقدون التناسخ والحلول ، وبعضهم يدعى ألوهية الإمام بنوع من الحلول ، وبعضهم يدعى رجعة من مات من الأئمة بصورة التناسخ .
    وهذه الفرقة طائفتان ، إحداهما فى الهند وتسمى " البهرة" ويتركزون فى بومباى ، يعترفون بالأركان الخمسة الواردة فى الحديث وهو: " بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللّه ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا" رواه البخارى .
    ويزيدون عليه ركنا اسمه " الطهارات " ويتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام ، وهم فى صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ، ولا يصلون الجمعة ويحتفلون بغدير "خم " فى 18 من ذى الحجة كل عام ، حيث تمت فيه الوصية لعلى(مجلة العربى سبتمبر 1975 ، المصور 20/1/ 1978 ) .
    والطائفة الأخرى فى "سلمية" بسوريا وفى زنجبار وشرقى أفريقيا وتسمى "الأغاخانية" نسبة إلى زعيمهم " أغاخان " .
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:41 am

    4 - النصيرية :

    وهم أتباع أحد وكلاء الحسن العسكرى واسمه محمد بن نُصير، والذين تسموا فى عهد الاحتلال الفرنسى بسوريا باسم "العلويين " .
    ومن كتاب "تاريخ العلويبن " لمحمد أمين غالب الطويل ، وهو نصيرى ومن غيره من الكتب والمراجع نوجز أهم مبادئهم فيما يلى :
    (1) الولاية لعلى ، زاعمين أن النبى صلى الله عليه وسلم بايعه ثلاث مرات سرًّا ، ومرة رابعة جهرا .
    (ب ) عصمة الأئمة ، لأن الخطايا رجس وقد قال الله فى أهل البيت :
    "ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " .
    وبناء على ذلك يعتقدون أن الإمام أعلى من بعض الوجوه من الأنبياء ، لأنهم معرضون للخطأ ولم يرد فى القرآن ما ينزههم عنه ، أما الأئمة فمعصومون بنص القرآن .
    (ج ) التقية : أو التكتم فى الدين فإخفاء عقيدتهم من كمال الإيمان .
    (د) علم الباطن : فهو فى زعمهم مختص بهم ،وهم على صواب دائم فى تفسير القرآن وعلم أسراره لأنهم معصومون .
    وبناء على هذه الأصول قالوا بألوهية متحدة الحقيقة مثلثة الأجزاء فالألوهية معنى وحقيقة ، وهو علي ، ولها اسم وحجاب ، وهو محمد، ولها باب يوصل إليها، وهو سلمان ، فعلي رب العالمين ، والقرآن منه ، وكل نبى بعث فهو الذى بعثه ليتكلم بلسانه ، وكان هو مع كل رسول متجسدا فى صورة وصى له ، ويرمزون إلى هذا الثالوث برمز" ع . م. س " .
    ولهم تفريعات على ذلك : فالعبادات الواردة فى القرآن بما فيها من أوامر ونواه ، هى أسماء أماكن ، والأشهر الحُرم عندهم هى : فاطمة والحسن والحسين وعلى ابنه ، والقيامة عندهم فى قيامة المحتجب صاحب الزمان .
    والمنتسبون إلى هذا المذهب طبقات ، منهم متعلمون لا يدينون به ، لكن لا يجدون عوضا عنه ، ومنهم الشيوخ والرؤساء المتمسكون ، ومنهم العامة الذين يعيشون على غير هدى
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:46 am

    مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف 1329224601

    فضيلة الشيخ / حسنين محمد مخلوف


    هو أحد العلماء المحدثين الذين لمع نجمهم في القرن العشرين، وتركوا آثارًا جليلة وأعمالاً نافعة لا تزال شاهدة على صدقهم وإخلاصهم ورسوخ أقدامهم في علوم الشريعة، وسعة اطلاعهم وفقههم في دين الله.

    إنه الشيخ حسنين محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الذي اشتهرت فتاواه بالدقة والجرأة والجهر بالحق.

    مولده ونشأته
    ولد الشيخ حسنين مخلوف في حي "باب الفتوح" بالقاهرة في 16 رمضان 1307هـ مايو 1890م، أتم حفظ القرآن الكريم قبل سنِّ العاشرة.

    نشأ في بيت كريم وأسرة محافظة، فأبوه محمد حسنين مخلوف من كبار علماء الأزهر وعلمائه المعروفين، وممن تولى إصلاحه، وترقى في المناصب الأزهرية حتى اختير وكيلاً للجامع الأزهر، ومديرًا للمعاهد الأزهرية.

    ينسب لأبيه أنه أول من بدأ في إنشاء مكتبة (الأزهر) وتنظيمها.

    حياته العلمية
    التحق الشيخ حسنين مخلوف بالأزهر وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى العلم على أيدي مجموعة من كبار العلماء في مصر، من بينهم الشيخ عبد الله دراز، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، بالإضافة إلى ما كان يتعلمه على يد والده الشيخ محمد مخلوف رحمه الله.

    حصل على الشهادة العالمية من الأزهر عام 1914م، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي في قنا، وتخرج فيها 1916م، وتنقل بين عدة محاكم حتى عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية 1941م، ثم عين نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية 1944م، ثم تولى منصب الإفتاء 1946م وظلَّ به حتى مايو 1950م ثم عاد إليه في عام 1952م واستمر فيه عامين فقط، ثم أصبح رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر الشريف لفترة طويلة.

    اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر عام 1948م، ومنح كسوة التشريف العلمية، واختير عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية البحوث الإسلامية، كما تولى رئاسة جمعية النهوض بالدعوة الإسلامية.

    أسهم الشيخ مخلوف في إصلاح القضاء الشرعي، وتعديل بعض القوانين للمحاكم الشرعية والمجالس الحسبية ومحاكم الطوائف المحلية.

    بعد انتهاء مدة خدمته القانونية اتجه لخدمة المسلمين من خلال الدروس التي كان يلقيها يوميًّا في المساجد الكبيرة، ومنها مسجد الحسين بالقاهرة، ومن خلال الفتاوى التي كان يصدرها وتنشرها الصحف.

    حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1983م وشارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان عضوًا في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية عام 1982م.

    أخلاقه
    شهد المقربون بالشيخ مخلوف له بدماثة الأخلاق ولين الموطئ وحسن المعاشرة، يقول عنه المستشار عبد الله العقيل: "كان الشيخ يغيث الملهوف، ويعين على نوائب الدهر، في وقت كانت تعد فيه المروءة جريمة لا تغتفر، ويلحق بصاحبها الأذى والعذاب.

    لكن من فطروا على مكارم الأخلاق والسجايا الكريمة لا ينتكسون حين يفسد الناس، ولا يديرون ظهورهم لمن جاءهم طلبًا للعون والمساعدة، ولو كلفهم ذلك الضيق والعنت وأوردهم موارد الخطر.

    طرق بابه وهو يومئذ مفتي الديار المصرية واحد من كرام شباب الإخوان المسلمين يدعى "محمد الصوابي الديب" من زملائي في كلية الشريعة، وكان مطاردًا من الشرطة التي كانت تبحث عنه في كل مكان، وكانت جريمته الكبرى أنه من الدعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وطلب من الشيخ مخلوف أن يحميه ويخفيه من عيون الشرطة، وكان الطلب مفاجأة وتلبيته محفوفة بالمخاطر، ولم تكن بين محمد الصوابي والشيخ مخلوف معرفة سابقة، وفوق ذلك كانت جماعة الإخوان المسلمين تعيش محنة قاسية بعد صدام حركة الجيش معها عام 1954م ، وتمتلئ بهم السجون، ويعاني أعضاؤها العذاب الأليم، وكان مجرد الانتساب إليها يكلف صاحبها الاعتقال والتنكيل، كما أن تقديم العون لأحد أفرادها يجلب للمعين السجن والتعذيب.

    غير أن الشيخ الجليل لم يكن ممن يقيد الخوف مروءتهم فلا يقدمون عليها خشية سوء العاقبة، وكما كان يخضع بالحق غير هياب ولا وجل، كان يقدم على فعل المكرمات ولو كان ثمنها حريته، وهذا ما فعله الشيخ الكبير.. لقد آوى الشاب المطارد ثمانية أشهر في بيته، ودبر له وظيفة يعمل بها كسكرتير خاص عنده، وهو يعلم أن ما قام به لو علمته السلطات الحاكمة لتعرض إلى ما لا تحمد عقباه بعد أن تجاوز عمره الستين، ولحل به ما يحتمله جسمه الواهن من العذاب والتنكيل، ولكن الله سلَّم، ومرت عملية اختفاء هذا الشاب في هدوء دون أن يعلم بها زبانية النظام، ولم يلحق الشيخ ولا أي فرد من أسرته أي مكروه أو أذى".

    جرأته في الحق
    عرف الشيخ مخلوف رحمه الله بجرأته في الحق، ودفاعه عن الشريعة الإسلامية ضد أعدائها والمناوئين لها، فقد سجل له التاريخ مواقف جليلة خاضها ضد الشيوعية قبل ثورة يوليو 1952م، وكانت الأفكار الشيوعية قد تسربت إلى الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخدع بها بعض الناس، فأعلن الشيخ أن الشيوعية بعيدة كل البعد عن الإسلام.

    وحين طُلب منه أن يعلن أن الإسلام اشتراكي وأن الاشتراكية نابعة من صميم الإسلام، أبى الشيخ ذلك، وأعلن أن الإسلام لا يعرف الاشتراكية بمفهومها الغربي، ولكنه يعرف العدل والمساواة والتكافل حسبما جاء في القرآن الكريم.

    جرت عليه هذه المواقف الخصومة والعداوة من ذوي السلطان الذين حاربوا الشيخ وضيقوا عليه ومنعوا الصحف من أن تنشر له أي شيء، فاكتفى بمجلة الأزهر يعلن فيها ما يراه حقًّا.

    مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف 220px-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%86_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%86_%D9%85%D8%AE%D9%84%D9%88%D9%81


    قالوا عنه
    وقع الشيخ مخلوف رحمه الله من العلماء موقع الثناء والعرفان، وعرفوا قدره وجهاده، فقال عنه الدكتور محمد رجب البيومي: "الشيخ حسنين مخلوف كان ثبتًا مكينًا في كل ما أفتى به، كما كان جريئًا لا تأخذه في الحق لومة لائم، فحين اتسع الحديث عن الشيوعية عقب قيام الثورة، وكتب المغالون في تمجيدها وكأنها المعجزة الإنقاذ مما يتهدد العالم من أهوال، وتحرشوا في صحفهم المأجورة بكل من يبدي رأيًا معارضًا، بل إن أحد المنتسبين للإسلام جاهر بأن الشيوعية من صميم مبادئ الإسلام.

    حين انتشر هذا اللغط ووجه إلى الشيخ حسنين مخلوف سؤال عن حقيقة الشيوعية ومدى صلتها بالإسلام، لم يتوان لحظة عن أداء واجبه الديني، وأعلن فتواه في الأهرام صريحة مجلجلة.

    وهنا تدفقت البذاءات الجاهلية تنوش الشيخ في غير تحشم، بل إن أحد المهاجمين أكثر من وصف الشيخ "متلوف" وهو البطل المسرحي لمسرحية مترجمة عن موليير، معرضًا بالشيخ الفاضل فلم يأبه الشيخ بما يرى ويقرأ".

    وقال عنه الأستاذ عبد الله الطنطاوي: "فضيلة الشيخ حسنين مخلوف من بقايا السلف الصالح الذين تحدث عنه الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، عاش مائة عام حافلة بجلائل الأعمال، ملأها علمًا وعبادة ودعوة إلى الله على بصيرة، وتصديًّا لأصحاب الأهواء والمذاهب الهدامة، ولأدعياء العلم والفتوى، وللسائرين في ركاب الطغيان، ولم يأبه لما أصابه، ولما قد يصيبه جراء مواقفه الجريئة الصاعقة بالحق، وكان بذلك كالإمام أحمد بن حنبل في تصديه للمبتدعة، وللسائرين في ركاب ذوي الأهواء من أدعياء العلم.. وهكذا كان شيخنا الجليل في عصرنا الذي اضطربت فيه العقائد، وزلزلت النفوس وطأطأت الهامات للجبارين، فبقي شامخًا، معبرًا عن الإسلام الحق، الإسلام المصفى من كلِّ ألوان البدع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية".

    ذكرياته مع الإخوان المسلمين
    عاصر الشيخ مخلوف دعوة الإخوان المسلمين منذ نشأتها وواكب أحداثها وخالط قادتها، فكان الناصر لأفكارها، المعضد لمبادئها، المبارك لخطواتها.

    يقول الشيخ حسنين مخلوف: "لقد كان الإخوان المسلمون قائمين بأمر الدعوة الإسلامية خير قيام، وفي هذا الكفاية، وحسبي أن أقول بعد ذلك ما أحوجنا إلى القيام بواجب الدعوة الإسلامية على ما يحقق العقيدة الإسلامية، ويدعو إلى العمل الصالح والتخلق بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، وإلى كراهية الفسوق والعصيان، والتحلل من الأحكام الوضعية، وإلى نبذ ما تهواه الأنفس، وإيثار ما قضى به الدين الحنيف.

    إن دعوة الإخوان المسلمين هي دعوة الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم، والقيام بواجب الدعوة على ما يحقق العقيدة السليمة والأخلاق الفاضلة، وهذه الدعوة بالتالي واجب المسلمين جميعًا، فهم جميعًا مكلفون بالقيام بالواجبات الشرعية تمامًا، وتنفيذ أحكام الله في كل شأن حتى نكون مسلمين حقًا.

    كما أنه من الواجب أن يتخلق العامة والخاصة والشباب الناهض بالأخلاق الكريمة التي دعا إليها الإسلام.

    وقد دعونا وندعو إلى وجوب اجتماع المسلمين وتعاونهم وتناصرهم وجهادهم في الحق تحقيقًا للأخوة التي نصَّ عليها القرآن في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: من الآية 10)، فيجب أن تكون الأخوة بين المسلمين هي الأساس الأول وهي المصدر لكل خير.

    وألا يكون بين المسلمين تفرق وتشتت وعداوات ومكائد حتى لا يستمر أعداء الإسلام في الكيد له وهم الآن يكيدون للإسلام أشد الكيد في كل شيء، وعلى رأسهم الشيوعيون المارقون خذلهم الله وأبطل كيدهم... آمين".

    مع الإمام البنا
    عرف الشيخ مخلوف الإمام البنا عن كثب، ولمس صدقه وإخلاصه وغيرته على الإسلام، فأخذ على عاتقه تأييده ومناصرته ومباركة دعوته.

    يقول رحمه الله: "إن ذكرياتي عن قادة الجماعة ولا سيما الشهيد حسن البنا وخليفته المرحوم حسن الهضيبي لا تزال حية في نفسي، كأنها جزء من حياة أصحابها، رحمهم الله وأفسح لهم في جناته.

    لقد كنت أقيم في حلوان وكان الإمام الشهيد حسن البنا يقدم إلى حلوان كل أسبوع، فكان يبدأ عمله بالحضور إلى منزلي، ثم يجتمع مع الإخوان في مكانهم إلى أن يصلوا الظهر، ثم يعود للاستراحة في بيتي، ويستمر معي في اجتماع مثمر وحديث شهي إلى آخر النهار ثم يعود إلى القاهرة رحمه الله رحمة واسعة.

    ونتيجة هذا القرب أستطيع أن أحكم على الإمام البنا بأنه كان مسلمًا حقًّا متخلقًا بأخلاق الإسلام.. لقد كان جادًّا في عمله في الدعوة الإسلامية، حريصًا على إحياء التراث الإسلامي بكلِّ سبيل.

    وبإيجاز أستطيع أن أقول إنه كان علما من أعلام الإسلام في دينه وخلقه ومعاملاته مع الخلق، وفي حكمه على الأشياء، وفي معرفة أحوال الوقت، وما يجري فيه من أحداث، وكان صبورًا جدًّا متمكنًا من نفسه، لا يقدم على شيء إلا بتمهل عظيم، وبإخلاص قوي، وهذا خلاصة رأيي فيه.

    الله يعلم أن البلاد المسلمة قد خسرت بموته خسارة عظيمة، ولكنه القضاء الذي يجب على المسلمين الرضا به، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا".

    مع المستشار الهضيبي
    أما عن علاقته بالمستشار الهضيبي، فقد توطدت الصداقة بينهما من خلال العمل المشترك للإسلام، ثم توطدت أكثر بالمصاهرة؛ حيث تمَّ الزواج في الثلاثينيات بين ابن الشيخ مخلوف وابنة المستشار الهضيبي، وذلك حين كان المستشار حسن الهضيبي مديرًا بالإدارة القضائية في وزارة الحقانية، وكان الشيخ مخلوف إذ ذاك مفتشًا بالمحاكم الشرعية وعضوًا في لجنة التفتيش بالوزارة؛ حيث كان يجتمع به يوميًّا بمكتبه في وزارة الحقانية.

    وقد استمرت العلاقة وطيدة بين كل منهما إلى إن ابتلي المستشار الهضيبي بالسجن على يدِّ عبد الناصر.

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:47 am


    مؤلفاته:
    كرس الشيخ مخلوف رحمه الله حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، وأثرى المكتبة الإسلامية، وله العديد من المؤلفات القيمة في مختلف العلوم، تأليفًا وتحقيقًا وشرحًا.. ومن هذه المؤلفات:
    - كلمات القرآن تفسير وبيان؟
    - صفوة البيان لمعاني القرآن.
    - آداب تلاوة القرآن وسماعه.
    - بلوغ المسئول في مدخل علم الأصول.
    - أضواء من القرآن والسنة في وجوب مجاهدة جميع الأعداء
    تفسير سورة يس.
    - من وحي القرآن والسنة.
    - حكم الشريعة في مأتم ليلة الأربعين.
    - الدعوة التامة والتذكرة العامة.
    - الرفق بالحيوان في الشريعة الإسلامية.
    - شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا.
    - فتاوى شرعية وبحوث إسلامية.
    - المواريث في الشريعة الإسلامية.
    - شرح الوصايا النبوية.
    - نفحات زكية من السيرة النبوية.
    - أدعية من وحي القرآن والسنة.
    - تفسير سورة القدر.
    - تفسير آية الكرسي وسورة الإخلاص وسورة الضحى.
    - النصائح الدينية والوصايا الإيمانية.

    وفاته:
    توفي الشيخ الجليل حسنين مخلوف رحمه الله في 20 رمضان 1410هـ أبريل 1990م عن عمر تجاوز المائة عام، ودفن في القاهرة.

    أهم المراجع:
    - المستشار عبد الله العقيل: من أعلام الحركة الإسلامية المعاصرة.
    - الدكتور عبد الحليم عويس: مقال بعنوان "الشيخ حسنين مخلوف يتحدث إلى الدعوة عن ذكرياته مع الإخوان المسلمين"، مقال منشور بمجلة الدعوة.
    - خير الدين الزركلي: الأعلام.
    - الدكتور محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين.
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:49 am

    الشيخ حسنين محمد مخلوف (1890م- 1990م) واحد من كبار علماء الأزهر، نزح إلى القاهرة من بلدته بني عدي بصعيد مصر مركز منفلوط بمحافظة أسيوط. التحق بالأزهر، يحدوه الأمل في أن ينال ما ناله أبناء بلدته الذين تعلموا بالأزهر، وتخرجوا فيه حاملين لواء إرشاد الناس وتوجيههم، مثل الشيخ: علي بن أحمد العدوي الذي جاور بالأزهر، وتفقه على مذهب المالكية، وجلس للتدريس بالأزهر، وكان قوي الشكيمة، يصدع بالحق، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويُذكر عنه أنه أول من ألّف الحواشي على شروح كتب الفقه المالكي. نبغ أيضًا من أبناء هذه البلدة الكريمة: أبو البركات الدردير العالم الزاهد والفقيه النابه، وصاحب المؤلفات العظيمة في الفقه والتوحيد والتصوف، والعالم اللغوي محمد قطة العدوي الذي قام بجهد مشكور في إخراج أمهات كتب التراث التي كانت تطبعها مطبعة بولاق.
    في الأزهر سمت به همته إلى طلب العلم ومصاحبة العلماء وثابر على القراءة والتحصيل حتى استوى عالمًا يشار إليه، ومصلحًا يُعهد إليه بجلائل الأعمال، فتولى إنشاء المكتبة الأزهرية، وجمع لها الكتب المبعثرة في المساجد، وصنفها وفهرسها، وكان أول مفتش للعلوم بالأزهر والمعاهد الدينية، وأصغر الأعضاء في المجلس الأعلى للأزهر الذي يشرف على أعمال الأزهر ويتولى توجيهه ووضع سياساته، واختير وكيلاً للجامع الأزهر.
    مفتى الديار المصرية الأسبق. عين مفتيا للديار المصرية مرتين. المرة الأولى في الفترة من من 3 ربيع الأول سنة 1365 هـ الموافق 5 يناير سنة 1946م وحتى 20 رجب سنة 1369 هـ الموافق 7 مايو سنة 1950م والثانية في مارس سنة 1952م وحتى ديسمبر سنة 1954م.

    ولد في حي باب الفتوح بالقاهرة في 16 رمضان 1307 هـ 6 مايو 1890م، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فما إن بلغ السادسة حتى دفع به إلى من يحفّظه القرآن الكريم، وأتمه وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية، وهيأه أبوه للالتحاق بالأزهر فحفّظه متون التجويد والقراءات والنحو، ثم التحق بالأزهر وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى العلم على كبار شيوخ الأزهر، من أمثال الشيخ عبد الله دراز، ويوسف الدجوي، ومحمد بخيت المطيعي، وعلي إدريس، والبيجرمي، فضلاً عن والده الشيخ محمد حسنين مخلوف. لما فتحت مدرسة القضاء الشرعي أبوابها لطلاب الأزهر، تقدم للالتحاق بها، وكانت تصطفي النابغين من المتقدمين بعد امتحان عسير لا يجتازه إلا الأكفاء المتقنون.
    تخرج بعد أربع سنوات حائزًا على عالمية مدرسة القضاء سنة 1332 هـ / 1914م، وبعد أن خاض امتحانًا قاسيًا أمام لجنة كان من بينها الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، والشيخ بكري الصفدي مفتي الديار المصرية. كان الاختبار الشفوي النهائي يحضره شيخ الأزهر مع أربعة من كبار العلماء، وقد يمتد إلى ست ساعات للطالب الواحد، وقد تُرفع الجلسة بعد عناء لتستكمل عملها في الغد، ومن ثم كان لا يجتاز هذا الاختبار إلا الأذكياء من الطلبة القادرين على إقناع هذه اللجنة العظيمة بسعة تحصيلهم وغزارة علمهم في فنون مختلفة من العلم.
    كان السكرتير الشخصي للرئيس أنور السادات فوزي عبد الحافظ متزوجاً من السيدة كوثر مخلوف أخت الشيخ حسنين مخلوف، وفى ذات الوقت يعد والد الشيخ مخلوف خال السيد فوزي عبد الحافظ، كما أن السيدة كوثر مخلوف تعتبر خالة الدكتور كمال أبو المجد.

    عمل مفتياً للديار المصرية في الفترة من 3 ربيع الأول سنة 1365 هـ الموافق 5 يناير سنة 1946م وحتى 20 رجب سنة 1369 هـ الموافق 7 مايو سنة 1950م، ومنذ انتهت خدمته القانونية لم يركن إلى الدعة والراحة، بل أخذ يلقي دروسه بالمشهد الحسيني يوميا، ويصدر الفتاوي والبحوث المهمة، إلى أن أعيد مفتياً للديار مرة ثانية في مارس سنة 1952م وحتى ديسمبر سنة 1954م


    كان الشيخ محل تقدير واحترام لسعة علمه وشدته في الحق، وعلى الرغم مما ألمّ به في مصر من بعض التضييق، فإن الدولة قبل الثورة وبعدها نظرت إليه بعين التقدير لجلائل أعماله في الدعوة والقضاء والإفتاء، فمُنح كسوة التشريفة العلمية مرتين: الأولى وهو رئيس لمحكمة طنطا، والأخرى وهو في منصب الإفتاء، كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1402 هـ / 1982م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ = 1983م.

    ----------------------------------

    لا تنسونى من صالح دعائكم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 16, 2013 12:57 am

    الشيخ عطية صقر


    مجموعة فتاوى فضيلة  الشيخ محمد حسنين مخلوف Images?q=tbn:ANd9GcRg9WtyPnsTPLSFfITAyQ9m0nCVDbacIQ8RWsVm-V_cEs1QnOGx

    عطية محمد عطية صقر (22 نوفمبر 1914 - 27 ديسمبر 2006) عالم إسلامي راحل ومن كبار علماء الأزهر الشريف ,
    شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالازهر وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو سابق في مجلس الشعب ومجلس الشوري المصري.

    ولد الشيخ عطية صقر في الأحد 4 من المحرم 1333 هـ الموافق 22 من نوفمبر 1914 م قرية بهنباى بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية بمصر، حفظ القرآن الكريم وعمره تسع سنوات، وجوَّده بالأحكام وعمره عشر سنوات، والتحق بالمدرسة الأولية بالقرية، ثم بمعهد الزقازيق الديني سنة 1928 م، وتخرج في كلية أصول الدين، وحصل منها على الشهادة العالية سنة 1941 م، والتحق بتخصص الوعظ، وحصل منه على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد سنة 1943 م وكان ترتيبه فيهما الأول

    عين بالأوقاف فور تخرجه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا، بمسجد عبد الكريم الأحمدي، بباب الشعرية بالقاهرة، في 16 من أغسطس سنة 1943 م، ونقل إلى مسجد الأربعين البحري بالجيزة (عمار بن ياسر حاليًا) في فبراير سنة 1944 م، ثم عين واعظًا بالأزهر سنة 1945 م في طهطا جرجاوية، ثم في السويس، ثم في رأس غارب بالبحر الأحمر، ثم في القاهرة، ورقي إلى مفتش، ثم مراقب عام بالوعظ، حتى أحيل إلى التقاعد في نوفمبر سنة 1979 م.
    وعمل في أثناء ذلك مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر سنة 1955 م، ووكيلاً لإدارة البعوث سنة 1969 م، ومدرسًا بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، ومديرًا لمكتب شيخ الأزهر سنة 1970 م، وأمينًا مساعدًا لمجمع البحوث الإسلامية.
    وبعد التقاعد عمل مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ورئيسًا للجنة الفتوى، وانتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1984 م، وعين عضوًا بمجلس الشورى سنة 1989 م، ومديرًا للمركز الدولي للسُّنَّة والسيرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف سنة 1991 م.

    تعاقد مع وزارة الأوقاف بالكويت سنة 1972 م لمدة سبع سنوات، وسافر في رحلات إلى إيران، ثم أندونيسيا سنة 1971 م، وليبيا سنة 1972 م، والبحرين سنة 1976 م، والجزائر سنة 1977 م، كما سافر في مهمة رسمية بعد التقاعد إلى السنغال ونيجيريا وبنين والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وبنجلاديش والعراق، وزار باريس ولندن وماليزيا وبروناي وسنغافورة والاتحاد السوفيتي

    أشهر فتواه

    كان الشيخ عطية صقر له مشوار طويل في خدمة الإسلام حيث كان خاطب البسطاء بلغة سهلة. أبحر في العلوم الشرعية ونهل منها الكثير لذا تمتعت فتاواه بمصداقية كبيرة لدي الجميع كما عرف عنه مواقفه الجريئة وصدوعه بالحق ,اتهموه بالرجعية فلم يعبأ، وصفوه بالتساهل فلم يهتم. لا يأبه بأي صوت سوى صوت الحق والعدل.
    وأشهر فتاواه الحكم بريوية الفوائد البنكية ودفاعه عن ختان الإناث بأنه بين الوجوب والاستحباب ولقي بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل حتي جاءت فتواه الشهيرة بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أثناء برنامجه التلفزيوني «فتاوى وأحكام» مما تسبب حالة من الجدل والخلاف ادت الي ايقاف البرنامج لفترة وأيضا في تنحيته عن منصب رئيس لجنة الفتوي بالازهر الشريف عام 2002 م


    جوائزه

    جائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية
    وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1983 م
    نوط الامتياز من الطبقة الأولى سنة 1989 م


    وفاته

    توفى يوم 9 ديسمبر 2006 عن عمر يناهز ال 92 عاما في مركز الطب العالمي بالهايكستب -القاهرة ودفن في قريته بهنباى


    مؤلفاته

    للشيخ عطية صقر أكثر من 31 مؤلفا علميا أهمها:
    الدعوة الإسلامية دعوة علمية: وهو الكتاب الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية,كما أن له مجلد من 6 أجزاء حول الأسرة تحت رعاية الإسلام ومن مؤلفاته أيضا:
    دراسات إسلامية لأهم القضايل المعاصرة.
    الدين العالمى ومنهج الدعوة إليه.
    العمل والعمال في نظر الإسلام.
    الحجاب وعمل المرأة
    البابية والبهائية تاريخا ومذهبا
    فن إلقاء الموعظة
    ------------------------------------

    لا تنسونى من صالح دعائكم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 20, 2013 12:15 am

    جواز صلاة الجمعة فى المسجد المقام فى أرض المعارض

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رجب 1367 هجرية - يونية 1948 م

    المبادئ
    يجوز صلاة الجمعة فى المسجد المقام على أرض المعارض على المذاهب الأربعة

    السؤال
    هل يجوز صلاة الجمعة فى المسجد المقام بأرض المعارض علما بأنه يشترط للدخول فى المعرض دفع رسوم مقرر بحيث لا يمسح بدخوله لمن لم يدفعه وهل ذلك مخل بصحة صلاة الجمعة فى هذا المسجد

    الجواب
    اطلعنا على الاستفتاء المتضمن أن بداخل أرض المعرض مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة إلا أنه يشترط للدخول فى المعرض دفع رسم مقرر بحيث لا يسمح بدخوله لمن لم يدفعه .
    فهل ذلك مخل بصحة صلاة الجمعة فى هذا المسجد . والجواب أن من شروط صحة الجمعة عند الحنفية أن يقيمها السلطان أو من يأمره بإقامتها لأنها لا تقام إلا بجمع عظيم وقد تقع المنازعة بل المقاتلة بين الناس من أجل التقدم لإقامتها لأنه يعد شرفا ورفعة فيتسارع إليه كل من مالت همته إلى الرياسة فيقع التجاذب والتنازع وقد يؤدى إلى التقاتل وفيه ما فيه من الفتنة والفوضى والإفضاء إلى تفويتها ولا سبيل إلى حسم ذلك إلا بأن يكون التقدم إليها بأمر السلطان الذى تعتقد طاعته وتخشى عقوبته فكان هذا شرطا لابد منه تتميما لأمر هذا الغرض .
    وإليه ذهب الحسن البصرى والأوزاعى وحبيب بن أبى ثابت وجرى عليه العمل فى الديار المصرية منذ قرون إلى الآن .
    وذهب الأئمة الثلاثة إلى عدم اشتراطه كما نقله ابن قدامة فى المغنى ولما كان اشتراط إقامتها بالسلطان أو نائبه إنما هو للتحرز عن تفويتها وهذا لا يحصل إلا بالإذن العام .
    شرط الحنفية لصحتها الإذن العام من مقيمها وهو يأذن للناس إذنا عاما بدخول الموضع الذى تصلى فيه بحيث لا يمنع أحد من دخوله ممن تصح منه الجمعة ولذا قالوا لو أغلق الإمام باب قصره وصلى بأصحابه الجمعة لم يجز لأنها من شعائر الإسلام وخصائص الدين فتجب إقامتها على سبيل الاشتهار ليجتمع الناس لها ولا تفوت على أحد قال فى الكافى .
    والإذن العام وهو أن تفتح أبواب الجامع ويؤذن للناس حتى لو اجتمعت جماعة فى الجامع .
    وأغلقوا الأبواب وجمعوا لم يجز - وكذا السلطان إذا أراد أن يصلى بحشمه فى داره فإن فتح بابها وأذن للناس إذنا عاما جازت صلاته شهدتها العامة أولا وإن لم يفتح أبواب داره وأغلقها وأجلس البوابين ليمنعوا الناس من الدخول لم يجز لأن اشتراط السلطان للتحرز عن تفويتها ولذا لا يحصل إلا بالإذن العام .
    قال العلامة ابن عابدين وينبغى أن يكون محل النزاع ما إذا كانت لا تقام إلا فى محل واحد أما لو تعددت فلا لأنه يتحقق التفويت كما أفاده التعليل .
    وهو قوله لأن اشتراط السلطان .
    وهذا الشرط لم يشترطه الأئمة الثلاثة ولم يذكر فى كتب ظاهر الرواية عنه الحنفية وإنما ذكر فى كثير من معتبرات كتبهم كالكنز والواقية والملتقى وعلله فى البدائع بأن اللّه تعالى شرع النداء لصلاة الجمعة بقوله { يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع } الجمعة 9 ، والنداء للاشتهار وكذا تسمى جمعة لاجتماع الجماعات فيها فاقتضى أن تكون الجماعات كلها مأذونين بالحضور تحقيقا لمعنى الاسم .
    ومن هذا يعلم أن أداء صلاة الجمعة فى هذا المسجد جائز على جميع المذاهب الأربعة .
    أما على المذاهب الثلاثة فظاهر لعدم اشتراط الإذن العام وأما على مذهب الحنفية فلأن الإذن العام متحقق فيه لعدم منع أحد ممن بداخل المعرض من الدخول فيه لأداء الجمعة، وكذا ممن هو خارج المعرض لإمكان الدخول بدفع الرسم المقرر الذى لم يشرط للدخول للصلاة بل للدخول فى المعرض وهو بمثابة غلق باب القلعة التى بداخلها المسجد لعادة قديمة كما ذكر فى شرح الدر على أنه يمكنه أداء الجمعة فى مسجد آخر من المساجد التى تقام فيها الجمعة بالقاهرة فلا تفوته بعدم الدخول إلى المعرض .
    وقد علمت مما حرره ابن عابدين أن الجمعة إذا كانت تقام فى مساجد متعددة بمصر لا ينبغى أن تكون محل نزاع .
    واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 20, 2013 12:15 am

    صحة امامة البالغ

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1368 هجرية - يونيه 1949 م

    المبادئ
    بلوغ الإمام شرط فى صحة إمامته فى الصلاة مطلقا

    السؤال
    شخص يحفظ كلام اللّه تعالى ويجيد قراءته وسنه ست عشرة سنة تقريبا وهو إمام مسجد فى قرية صغيرة بدل المرحوم والده المتوفى والذين يصلون رواءه مقتدين به يعبدون اللّه على مذهب الإمام مالك وحصل خلاف بينهم فمنهم من يرى أن الصلاة صحيحة وراءه فى الفروض والجمع والعيدين ومنهم من يرى أن الصلاة لا تصح وراءه لصغر سنه وقد امتنع بالفعل .
    وقد قال فريق نحن نتشكك فى صحة الصلاة وراءه .
    فما حكم الدين

    الجواب
    إن المنصوص عليه فى مذهب الحنفية أن بلوغ الإمام شرط لصحة إمامته للرجال البالغين فى الصلاة المفروضة وكذل فى النافلة على المختار لما روى عن ابن عباس ( لا يؤم الغلام حتى يحتلم ) وذهب المالكية إلى أن بلوغه شرط لصحتها فى الصلاة المفروضة ولهم فى النافلة قولان وذهب الحنابلة إلى أنه شرط فى صحتها فى الصلاة المفروضة وأجازوا إمامة الصبى المميز فى النافلة وذهب الشافعية إلى أن البلوغ ليس بشرط فى الصلاة المفروضة ولا فى غيرها لحديث البخارى ( أن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو ابن ست أو سبع ) إلا أن إمامة البالغ أولى .
    وما قال به الأئمة الثلاثة من اشتراط البلوغ لصحة الإمامة فى الصلاة المفروضة .
    وهو ما قال به أبو بكر الصديق وعمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم من كبار الصحابة رضى اللّه عنهم كما فى الزيلعى .
    فمتى كان الأمام بالغا شرعا صح الاقتداء به فى جميع الصلوات متى توافر فيه باقى شروط الإمامة اتفاقا بين الأئمة .
    ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 20, 2013 12:16 am

    الاذن العام بالصلاة فى المسجد

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    ذى الحجة 1368 هجرية أكتوبر 1949 م

    المبادئ
    صحة أداء الصلوات فى المساجد لا تتوقف على إذن الإمام إلا فى صلاة الجمعة والعيدين عند الحنفية فقط واشترط المالكية فى المسجد أن يكون مباحا للعامة

    السؤال
    فى إحدى المدن سبعة مساجد وتعدادها ثلاثون الف نسمة بما فيه أصحاب الأديان الأخرى العشر تقريبا وقد مّن اللّه بحسن توفيقه وعونه وبنينا مسجدا ثامنا وقد تم من كل شىء ومن منذ شهرين قدمنا طلبا لوزارة الأوقاف لاستصدار إذن ملكى بصلاة الجمعة وإقامة الشعائر وقد أرسلت الوزارة الأوراق للجهات المختصة هنا للاستيفاء وقد تمت وأرسلت إليها ثانيا وللآن لم يصل الإذن .
    وحيث إن المسجد تم من نور ومياه وفرش وخلافه .
    فهل يجوز صلاة الجمعة وإقامة الشعائر حتى يحضر الإذن أم نتنظر وصول الإذن

    الجواب
    اطلعنا على السؤال - والجواب - أن صحة أداء الصلوات فى المساجد الجديدة لا تتوقف على إذن الإمام فى صلاة الجمعة والعيدين عند الحنفية وهذا هو الحكم الجارى عليه العمل بالمملكة المصرية - وأما عند غيرهم من الأئمة فيجوز أداء الجمعة والعيدين كسائر الصلوات فى هذه المساجد أن يكون مباحا للعامة .
    ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال حيث كان الحال كما ذكر به .
    واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 20, 2013 12:16 am

    صلاة الجمعة خلف المذياع غير جائزة

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    ربيع الثانى 1369 هجرية - فبراير 1950 م

    المبادئ
    لا تصح صلاة الجمعة بدون إمام ولا خطبة ولا يكفى سماع الخطبة وحركات الإمام من المذياع والاقتداء به

    السؤال
    يوجد بالناحية جامع بدون إمام ولا مقرئ .
    فهل يجوز سماع القرآن والخطبة من جهاز الراديو وتكون الصلاة بعد الخطبة

    الجواب
    إنه ورد فى الحديث كما رواه البخارى، أن النبى صلى اللّه عليه وسلم قال ( صلوا كما رأيتمونى أصلى ) ولم يصل عليه السلام الجمعة إلا فى جماعة وكان يخطب خطبتين يجلس بينهما كما رواه البخارى ومسلم ولذا انعقد الإجماع على أنها لا تصح إلا بجماعة يؤمهم أحدهم كما ذكره الإمام النووى فى المجموع وقال ابن قدامة فى المغنى إن الخطبة شرط فى الجمعة لا تصح بدونها وانعقد إجماع الأئمة الأربعة على ذلك وعلى هذا لا تصح صلاة الجمعة فى هذه القرية المسئول عنها بدون إمام ولا خطبة ولا يكفى فى ذلك سماع الخطبة وحركات الإمام من المذياع واللّه أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 20, 2013 12:34 am

    سلس البول عذر يبيح الترخص بقدره

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    جمادى الأولى 1372 هجرية - 1 فبراير 1953 م

    المبادئ
    1 - خروج البول ولو قطرة واحدة ناقض للوضوء لحديث أبى هريرة .
    2 - إذا دام خروجه واسترسل ولم يستطع منعه - وهو المعروف باسم سلس البول - كان عذرا يبيح الترخص بقدره .
    والضرورات تبيح المحظورات .
    3 - جمهور الفقهاء قاسوا أرباب الأعذار على المستحاضة لورود النص فيها .
    فالحنفية والحنابلة والظاهرية ذهبوا إلى أنها مأمورة بالوضوء لوقت كل صلاة .
    والشافعية ذهبوا إلى أنها مأمورة بالوضوء لكل فريضة، ولا تصلى به فريضة أخرى حتى تتوضأ لها .
    والمالكية ذهبوا إلى أن العذر لا ينقض الوضوء مطلقا . 4 - الثوب الذى تصيبه نجاسة العذر - قيل يجب غسله، وقيل يجب غسل الزائد عن العذر المعفو عنه إذا أفاد الغسل

    السؤال
    فى شخص يكثر خروج البول منه وخاصة فى فصل الشتاء بغير إرادته فهل ينتقض وضوؤه بذلك وهل يجب عليه تطهير ثوبه كلما أصابه البول فى هذه الحالة

    الجواب
    خروج البول ولو قطرة واحدة ناقض للوضوء لحديث أبى هريرة قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) غير أنه إذا دام خروجه واسترسل ولم يستطع منعه ( وهو المعروف باسم سلس البول ) كان عذرا يبيح الترخص بقدره والضرورات تبيح المحظورات، والمشقة تجلب التيسير، وحكم من ابتلى بهذا العذر ونحوه كاستطلاق بطن أو انفلات ريح أو رعاف دائم أو جرح لا يرقأ حكم المستحاضة ( وهى ذات دم نقص عن أقل مدة الحيض أو زاد على أكثر مدة النفاس أو زاد على عادتها فى أقل مدة الحيض والنفاس وتجاوز أكثرهما أو حبلى أو آيسة ) وقد نص الحنفية على أنها تتوضأ لوقت كل فرض، لا لكل فرض ولا لكل نفل، وتصلى به ما شاءت من الفرائض والنوافل فى الوقت ويبطل وضوؤها بخروجه عند أبى حنيفة ومحمد ويجب أن تستأنف الوضوء للوقت الآخر وكذلك من سلس البول ونحوه - ويشترط لثبوت العذر ابتداء أن يستوعب وقتا كاملا من أوقات الصلاة بحيث لا ينقطع زمنا يسع الوضوء والصلاة والانقطاع اليسير فى حكم العدم، وشرط بقائه ودوامه بعد ذلك أن يوجد ولو مرة واحدة فى كل وقت كامل من أوقات الصلاة، ولا يعد منقطعا إلا إذا زال وقتا كاملا وأما الثوب الذى تصيبه نجاسة العذر فقيل لا يجب غسله لأن قليل النجاسة يعفى عنه، وقدر فى النجاسة المائعة بقدر مقعر الكف فألحق به الكثير للضرورة، ولأن العذر غير ناقض للوضوء فلم يكن نجسا حكما .
    وقيل يجب غسل الزائد عن القدر المعفو عنه إذا أفاد الغسل بأن كان لا يصيبه مرة بعد أخرى وإلا لا يجب مادام العذر قائما واختاره مشايخ الحنفية وصححه فى البدائع - وقال ابن قدامة الحنبلى فى شرحه الكبير على متن المقنع ( إن المستحاضة تغسل فرجها وتعصبه وتتوضأ لوقت كل صلاة وتصلى ما شاءت من الصلوات، وكذلك من به سلس البول والمذى والريح والجريح الذى لا يرقأ دمه والرعاف الدائم ويجوز لهؤلاء الجمع بين الصلاتين وقضاء الفوائت والتنفل إلى خروج لوقت، فإذا توضأ قبل الوقت وخرج منه شىء من الحدث بطل وضوؤه، وإذا توضأ بعد دخول الوقت صح وارتفع الحدث ولم يؤثر فى الوضوء ما يتجدد من الحدث الذى لا يمكن التحرز منه، وإذا خرج الوقت بطل الوضوء ) - ملخصا - .
    وذهب الشافعية كما فى المجموع وشرح المنهاج ( أن المدار فى ثبوت العذر على الاستمرار والدوام غالبا ، ويجب فى الاستحاضة وما ألحق بها غسل النجاسة وشد المحل بنحو عصابة عقب الغسل، والوضوء لكل فريضة عقب الشد فى وقت الصلاة لا قبله لأنها طهارة ضرورة فتتقيد به كالتيمم، والمبادرة بالصلاة عقب الوضوء إلا لمصلحة تتعلق بالصلاة كانتظار الجماعة، ويصلى به الفريضة والنوافل القبلية والبعدية ولا يصلى به فريضة أخرى حتى يتوضأ لها - ولا يبطل الوضوء والصلاة بتجدد الحدث أثناءهما ) تلخيص - وفى مذهب المالكية ( كما فى شروح متن خليل ) طريقتان - إحداهما أن العذر لا ينقض الوضوء مطلقا ولا تبطل به الصلاة غير أنه يستحب لمن ابتلى به أن يتوضأ لكل صلاة إلا أن يؤذيه البرد والأخرى وهى التى شهرها ابن رشد أنه لا ينتقض الوضوء ولا تبطل الصلاة إذا لازم نصف وقت الصلاة على الأقل إلا أنه يستحق الوضوء إذا لازم نصف الوقت أو أكثره لا إن لازم كل الوقت، وينتقض الوضوء إذا لازم أقل من نصف الوقت فيتوضأ لكل صلاة - انتهى - ذهب الظاهرية وابن حزم كما فى المحلى إلى أن من غلب عليه خروج البول وهو من به سلس البول ويسميه ابن حزم ( المستنكح ) يعنى من غلب عليه يجب عليه بعد غسل الموضع حسب الطاقة بدون حرج ومشقة الوضوء لكل صلاة فرضا أو نافلة، فيتوضأ للفريضة ويتوضأ وضوءا آخر للنافلة ثم لا شىء عليه فيما خرج منه بعد ذلك فى الصلاة أو فيما بين الوضوء والصلاة ولابد أن يكون الوضوء أقرب ما يمكن من الصلاة - انتهى - ملخصا وجملة القول أن جمهور الفقهاء قاسوا أرباب الأعذار على المستحاضة لورود النص فيها .
    فالحنفية والحنابلة ذهبوا إلى أنها مأمورة بالوضوء لوقت كل صلاة .
    والشافعية ذهبوا إلى أنها مأمورة بالوضوء لكل فريضة والمالكية لم يوجبوا عليها الوضوء مطلقا فى الطريقتين فذهبوا فى أرباب الأعذار إلى ما بيناه بطريق القياس .
    ويعلم من هذا أن مجرد خروج البول بكثرة كما فى السؤال لا يعد عذرا مبيحا للترخص المذكور، وإنما يكون كذلك إذا دام واستمر على النحو الذى بيناه فى المذاهب .
    ولعل الأرفق بأرباب الأعذار مذهب الحنفية والحنابلة، وللعامى أن يقلده ولو كان من مقلدى المذاهب الأخرى .
    والله أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت سبتمبر 21, 2013 12:15 am

    صلاة المأموم بطابق يخالف طابق الامام جائزة

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    شوال 1372 هجرية - 8 يوليه 1953 م

    المبادئ
    1 - صلاة المأموم بالطابق السفلى مقتديا بإمام فى الطابق العلوى جائزة متى كان المأموم عالما بانتقالات الإمام

    السؤال
    من الأستاذ م ع ق القاضى بالمحاكم الوطنية والمنتدب بمجلس الوزراء قال ما قولكم فى مسجد مكون من طابقين يؤم الإمام فيه المصلين بالطابق العلوى ويصلى باقى المصلين بالطابق السفلى سماعا من مكبرات الصوت فهل صلاة المصلين بالطابق السفلى صحيحة وهل وجود الإمام بالطابق العلوى من باب ارتفاع الإمام عن المأموم - وبالجملة هل هناك شرعا ما يمنع وجود الإمام مع بعض المأمومين بالطابق العلوى دون السفلى الذى به باقى المصلين

    الجواب
    إن الصحيح من مذهب الحنفية على ما ذكره العلامة الشرنبلالى أنه يصح اقتداء المأموم وبينه وبين الإمام حائط كبير لا يمكن الوصول منه إليه متى كان المأموم على علم بانتقالات الإمام بسماع أو رؤية .
    فالعبرة بعدم الاشتباه، قال وهو اختيار شمس الأئمة لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم وكان يصلى فى حجرة عائشة رضى الله عنها والناس فى المسجد يصلون بصلاته .
    وعلى هذا صح الاقتداء فى المساكن المتصلة بالمسجد الحرام وأبوابها من خارجه إذا لم يشتبه حال الإمام عليهم لسماع أو رؤية ولم يتخلل إلا الجدار - وذكر شمس الأئمة الحلوانى أن من صلى على سطح بيته المتصل بالمسجد أو فى منزله بجنب المسجد وبينه وبين المسجد حائط مقتديا بإمام فى المسجد وهو يسمع التكبير من الإمام أو المكبر تجوز صلاته لأنه إذا كان متصلا لا يكون أشد حالا من منزل بينه وبين المسجد حائط ولو صلى رجل فى مثل هذا المنزل وهو يسمع التكبير من الإمام أو المكبر يجوز فكذلك القيام على السطح - قال ابن عابدين وعلى هذا عمل الناس بمكة فإن الإمام يقف فى مقام إبراهيم وبعض الناس وراء الكعبة من الجانب الآخر وبينهم وبين الإمام الكعبة ولم يمنعهم أحد عن ذلك .
    وحديث صلاته صلى الله عليه وسلم فى حجرة عائشة والناس يصلون فى المسجد بصلاته مع العلم بأنهم ما كانوا متمكنين من الوصول إليه فى الحجرة يؤيد أن شرط صحة الاقتداء هو عدم اشتباه حال الإمام على المأموم، وفى هذا رخصة عظيمة وتيسير على الناس لاسيما فى حال ضيق المكان وذهب المالكية كما فى الشرح الصغير إلى جواز الجمعة فى الطريق المتصلة بالمسجد من غير فصل بنحو بيوت أو حوانيت بدون كراهة عند ضيق المسجد واتصال الصفوف، فإذا اتصل أحد الصفوف بالصف خارجه صحت صلاتهم وصلاة من وراءهم خارج المسجد مع وجود حائط المسجد - وذهب الشافعية كما فى المجموع إلى جواز الاقتداء إذا كان بين الإمام والمأموم جدار المسجد والباب النافذ بينهما مفتوح فوقف المأموم فى قبالته، فلو لم يكن فى الجدار باب أو كان ولم يكن مفتوحا أو كان مفتوحا ولم يقف فى قبالته بل عدل عنه فوجهان - قيل لا يصح الاقتداء لعدم الاتصال، وقيل يصح ولو يكون الحائط حائلا سواء قدام المأموم أو عن جنبه - ملخصا - وذهب الحنابلة كما فى المغنى إلى أنه لو كان بين الإمام والمأموم حائل يمنع مقربة الإمام أو من وراءه ففيه روايتان إحداهما لا يصح الاقتداء به والأخرى يصح، وقد سئل الإمام أحمد فى رجل يصلى خارج المسجد يوم الجمعة وأبواب المسجد مغلقة فقال أرجو أن لا يكون به بأس، وسئل عن رجل يصلى الجمعة وبينه وبين الإمام سترة فأجاب بالصحة إذا لم يقدر على غير ذلك، بل قال ابن قدامة إذا كان بينهما طريق أو نهر تجرى فيه السفن ففيه روايتان .
    ورجح القول بالصحة .
    وقال إنه مذهب مالك والشافعية - انتهى - ملخصا وعلى هذا تصح صلاة المأموم الذى بالطابق السفلى مقتديا بإمام فى الطابق العلوى متى كان المأموم يعلم انتقالات الإمام غير أن انفراد الإمام فى طابق والمأمومون فى طابق آخر مكروه عند الحنفية فلو كان معه بعض المأمومين لم يكره .
    والله سبحانه وتعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:02 am

    جواز فطر المجاهدين فى شهر رمضان

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    شعبان 1367 هجرية - يونية 1948 م

    المبادئ
    يجوز للمجاهدين فى سبيل اللّه برا وبحرا وجوا بكل أسلحة القتال وأدواته أن يفطر فى شهر رمضان إذا استمر الجهاد فيه توفيرا لقوتهم ومنعا لتسرب الضعف إليهم وتأسيا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

    السؤال
    هل يجوز الفطر فى شهر رمضان للمجاهدين من الجيوش المصرية الذين يحاربون الآن فى ربوع فلسطين لإنقاذها من شرور العصابات الصهيونية الأثيمة التى تريد أن تنتزع هذا الوطن العربى الإسلامى من أحضان العروبة والإسلام وتؤسس فيه دولة يهودية

    الجواب
    إنه يجوز لهؤلاء المجاهدين الذين خرجوا من ديارهم للجهاد فى سبيل اللّه وإعلاء كلمته وإنقاذ هذا الوطن الإسلامى من الصهيونية الباغية أن يفطروا فى شهر رمضان إذا استمر الجهاد فيه توفيرا لقوتهم ومنعا لتسرب الضعف إليهم وتأسيا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى إفطاره فى شهر رمضان فى غزوة الفتح .
    فقد خرج إلى مكة فى العاشر من شهر رمضان على رأس ثمان ونصف من الهجرة ومعه عشرة آلاف مجاهد فأفطر وأمرهم بالفطر .
    روى عن جابر ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح حتى بلغ كراع الغميم ( واد أمام عسفان ) وصام الناس معه فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصيام وإن الناس ينظرون فيما فعلت فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون إليه فأفطر بعضهم وصام بعضهم فبلغه أن أناسا صاموا فقال أولئك العصاة .
    ( رواه البخارى ) وهذا من حرصه عليه السلام على توافر قواهم للقتال وعدم تسرب الوهن إلى المجاهدين فمنعهم من صوم الفرض كى يستطيعوا القيام بفرض أعلى وطاعة أعظم .
    والجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان .
    سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أى الأعمال أفضل قال إيمان باللّه ورسوله قيل ثم ماذا قال جهاد فى سبيل اللّه .
    وسئل أى الناس أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله فى سبيل اللّه وفى الحديث الصحيح رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وعن ابن عباس رضى اله عنهما قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح فى شهر رمضان فصام حتى مر بغدير فى الطريق وذلك فى عز الظهيرة فعطش الناس فجعلوا يمدون أعناقهم وتتوق نفوسهم إليه فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقدح فيه ماء فأمسكه على يده حتى رآه الناس ثم شرب فشرب الناس ( رواه أحمد ) وعن ابن سعيد قال سافرنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فافطروا فكانت عزمة فأفطرنا ( رواه مسلم وأحمد وأبو داود ) وفى نيل الأوطار وفى الحديث دليل على أن الفطر لمن وصل فى سفره إلى موضع قريب من العدو أولى فإذا كان لقاء العدو محققا فالإفطار عزيمة لأن الصائم يضعف عن منازلة الأقران ولا سيما عند غليان مراجل الضراب والطعان ولا يخفى ما فى الضعف من الإهانة لجنود المحقين وإدخال الوهن على عامة المجاهدين من المسلمين .
    على أن هؤلاء المجاهدين مسافرون بعيدا عن أوطانهم والسفر فى ذاته بقطع النظر عما فيه من الجهاد مما رخص اللّه فيه الفطر واللّه يحب أن تؤتى رخصه والفطر فيه أفضل لمن يشق عليه الصوم ويتضرر .
    به وفى فتح البارى ( والراجح أن الفطر أفضل لمن اشتد عليه الصوم وتضرر به .
    ) وعن ابن عمر ( من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة ) بل قال ابن دقيق العيد ( إن كراهة الصوم فى السفر مختصة بمن يضره الصوم ) .
    وأفضلية الفطر عملا بالرخصة مذهب كثير من العلماء وهو قول الأوزاعى وأحمد وإسحق وذهب بعض الأئمة إلى عدم جواز الصوم للمسافر إذا خاف على نفسه المشقة أو الهلاك كما حكاه الطبرى .
    وذهب كثير إلى أن الصوم فى السفر لا يجزىء عن الفرض ومن صام فى السفر وجب عليه القضاء فى الحضر لقوله تعالى { فعدة من أيام أخر } البقرة 184 ، والحديث ( ليس من البر الصيام فى السفر ) وحكى هذا عن عمر وابن عمر وأبى هريرة والزهرى وإبراهيم النخعى وغيرهم فكيف إذا كان المسافر مجاهدا فى سبيل اللّه يحارب ليلا ونهارا فى البر والبحر والجو بكل أسلحة القتال وأدواته أفلا تكون المشقة عليه أشد وخوف تسرب الضعف إليه أغلب وعند ذلك لا يكون هناك نزاع فى وجوب الفطر عليه كما قدمنا .
    نسأله اللّه لجيوش المسلمين الفوز العظيم والنصر المبين بمنه وكرمه آمين واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:02 am

    استحمام الصائم فى البحر لا يفطره

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1367 هجرية - يوليه 1948 م

    المبادئ
    الاستحمام فى البحر والاغتسال بالماء للتبرد والتلفف بالثوب المبلول لا يفطر الصائم وإن وجد الماء فى داخله .
    لأن المفطر إنما هو الداخل من المنافذ

    السؤال
    هل يجوز لصائم أن يستحم فى البحر .
    وهل هذا الاستحمام يفطر الصائم كما يقول بعضهم

    الجواب
    اطلعنا على هذا السؤال المتضمن الاستفتاء عن حكم استحمام الصائم فى البحر هل هو مفطر له أو لا .
    والجواب أن الاستحمام فى البحر وكذا الاغتسال بالماء للتبرد والتلفف بالثوب المبلول لا يفطر به الصائم وإن وجد برد الماء فى باطنه .
    وأفتى الإمام أبو يوسف بعدم كراهته لما رواه أبو داود من أنه عليه السلام صب الماء على رأسه وهو صائم من العطش والحرارة وكان ابن عمر يبل الثوب ويلفه عليه وهو صائم ولأن فى ذلك هونا له على أداء الصوم ودفع الضجر الطبيعى .
    ودخول جزء من الماء فى الجسم بواسطة المسام لا تأثير له لأن المفطر إنما هو الداخل من المنافذ وقد كره الإمام أبو حنيفة ذلك لما فيه من إظهار الضجر فى إقامة العبارة لا لأنه مفطر كما ذكره شارح الدر ومحشيه .
    واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:02 am

    صيام الست من شوال بعد الأول منه مستحب

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    شوال 1367 هجرية - أغسطس 1948م

    المبادئ
    1- صوم الست من شوال مستحب بعد اليوم الأول منه .
    2- الأولى أن يكون صوم الست متتابعا فى شوال ويجوز أن يكون متفرقا فيه

    السؤال
    ما حكم صيام الست من شوال بعد يوم عيد الفطر متتابعة

    الجواب
    إنه ورد فى الحديث كما فى نيل الأوطار عن أبى أيوب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر رواه الجماعة إلا البخارى والنسائى ورواه أحمد فى حديث جابر وعن ثوبان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ( من صام رمضان وستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) ( رواه ابن ماجه ) .
    وبيانه أنه الحسنة بعشر أمثالها فصيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الست بستين يوما وهذا تمام السنة فإذا استمر الصائم على ذلك فكأنه صام دهره كله .
    وفى الحديثين دليل على استحباب صوم الست بعد اليوم الذى يفطر فيه الصائم وجوبا وهو يوم عيد الإفطار والمتبادر فى الإتباع أن يكون صومها بلا فاصل بينه وبين صوم رمضان سوى هذا اليوم الذى يحرم فيه الصوم وإن كان اللفظ يحتمل أن يكون الست من أيام شوال والفاصل أكثر من ذلك كما أن المتبادر أن تكون الست متتابعة وأن كان يجوز أن تكون متفرقة فى شوال فإذا صامها متتابعة من اليوم الثانى منه إلى آخر السابع فقد أتى بالأفضل وإذا صامها مجتمعة أو متفرقة فى شوال فى غير هذه المدة كان آتيا بأصل السنة .
    وممن ذهب إلى استحباب صوم الست الشافعية وأحمد والظاهرية ففى المجموع للنووى ويستحب صوم الست من شوال لما رواه مسلم وأبو داود واللفظ لمسلم ( من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ) ويستحب أن يصومها متتابعة فى أول شوال أى بعد اليوم الأول منه ( الذى يحرم فيه الصوم ) فإن فرقها أو أخرها عن أول شوال جاز وكان فاعلا لأصل هذه السنة لعموم الحديث وإطلاقه وهذا لا خلاف فيه عندنا وبه قال أحمد وداود -انتهى - ملخصا .
    وفى المغنى لابن قدامة أن صوم الست من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم وبه قال الشافعى واستدل أحمد بحديثى أبى أيوب وثوبان - انتهى - ملخصا والمختار عند الحنفية كما فى الدر وحواشيه أنه لا بأس به لأن الكراهة إنما كانت لأنه لا يؤمن من أن يعد ذلك من رمضان فيكون تشبها بالنصارى وذلك منتف بالإفطار أول يوم من شوال كما فى التجنيس لصاحب الهداية والنوازل لأبى الليث والواقعات للحسام الشهيد والمحيط للبرهانى والذخيرة .
    وكان الحسن بن زياد لا يرى بأسا بصومها ويقول كفى بيوم الفطر مفرقا بينها وبين رمضان .
    وكذلك عامة المتأخرين لم يروا بأسا بصومها واختلفوا هل الفضل التفريق أو التتابع من الغاية .
    وكرهه أبو يوسف وقد علمت أن المختار خلافه عندنا من شوال لم أر أحدا من أهل العلم كانوا يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان أهل الجفاء والجهالة ما ليس منه لو رأوا فى ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعلمون ذلك .
    وقد ضعفه النووى فى المجموع وابن قدامة فى المغنى والشوكانى فى نيل الأوطار ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:03 am

    العلاج بالمس فى الفرج مفطر فى رمضان

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1368 هجرية - يوليو 1949 م

    المبادئ
    علاج المهبل بنترات الفضة وغسله بالماء أو الدواء مفسد للصوم ويجب القضاء

    السؤال
    تضطر زوجتى للذهاب بصحبتى إلى طبيب أخصائى أمراض نساء وولادة لملازمة علاجها الذى يقتضى عمل مس مهبلى بعقار نترات الفضة كل ثلاثة أيام وكذلك عمل غسيل مهبلى كل صباح وهذا الغسيل تجريه بنفسها ونظرا لأن مواعيد عيادة هذا الطبيب تنتهى كل يوم قبل موعد مدفع الإفطار لأنه طبيب مسلم فإنها تضطر للذهاب إلى عيادته صباح يوم موعد عمل المس .
    فهل المس والغسيل المهبلى من شأنهما أن يفطر الصائم فى رمضان وهل يجوز الإفطار فى رمضان لمثل هذا السبب مع ضرورة متابعة العلاج

    الجواب
    إنه بناء على ما أخبرنا به الأطباء الأخصائيون من أن المهبل هو القناة التى تبتدىء بالفتحة المعروفة وتنتهى بفم الرحم وأن السائل الذى يمر بهذه القناة يصل إلى الداخل يكون الحكم فى الحادثة المستفتى عنها أن مس المهبل بنترات الفضة وغسله بالماء أو الدواء مفطر وأن الواجب القضاء ما أفطرته السيدة المذكورة لهذا السبب فى أيام أخر واللّه وأعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:03 am

    الفطر عمدا فى رمضان

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1368 هجرية - يونيه 1949 م

    المبادئ
    1 - الأكل عمدا بعد حلول وقت الفجر مفسد للصوم وموجب للقضاء والكفارة فى مذهب الحنفية .
    2 - الكفارة صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا غداء وعشاء أو فطورا وسحورا مشبعين أو إعطاء كل مسكين نصف صاع من بر أو دقيق أو قيمة ذلك

    السؤال
    أرجو الإفادة فيمن قام للسحور فوجد أن ميعاد السحور انتهى وحل الفجر .
    فأكل لأنه لا يمكنه الصيام بدون سحور وأمسك بعد الأكل مباشرة عن كل ما يفطر إلى نهاية اليوم آى إلى الغروب

    الجواب
    إنه إذا دخل وقت الفجر في رمضان لا يجوز لمن وجب عليه الصوم الأكل والشرب والوقاع ويجب عليه الإمساك عن كل ذلك فإذا أكل عامدا بعد أن حل وقت الفجر فقد فسد صومه ووجب عليه القضاء والكفارة فى مذهب الحنفية وهى حسب الميسور الآن صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا غداء وعشاء أو فطور وسحور مشبعين أو إعطاء كل مسكين نصف صاع من بر أو دقيق أو قيمة ذلك .
    ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال حيث كان الحال كما ذكر به واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:04 am

    الافطار غير العمد مفسد للصوم وموجب للقضاء فقط

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1368 هجرية - يونيه 1949

    المبادئ
    1- الأكل والشرب فى ليل الصيام مباح حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .
    2- يحل الأكل والشرب إلى قبيل طلوع الفجر بأيسر زمن ويحرم الأكل والشرب إذا طلع الفجر .
    3- الأكل والشرب ظنا بعدم طلوع الفجر ثم ظهر طلوعه مفسد لصوم وموجب للقضاء فقط عند الحنفية

    السؤال
    جرت عادة الناس أنه لا يكفون عن تناول الأكل والشرب وسائر المفطرات ليلا حتى أذان الفجر ومعلوم أن هناك إمساك والفرق بينه وبين الفجر عشرون دقيقة فهل يمسك الصائم حسب الإمساك أم حسب الفجر .
    وهل ما كان يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام من قراءة خمسين آية بعد الإمساك ويؤذن بعد ذلك للفجر هل هذا من الفضائل أم دليل قاطع على عدم إباحة تعاطى مفطر فى هذه الفترة

    الجواب
    إن الأكل والشرب فى ليلة الصيام مباح إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وهو سواد الليل وبياض النهار كما بينه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى حديث عدى بن حاتم وعن عائشة رضى اللّه عنها أن بلالا كان يؤذن بليل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر فأفاد ذلك أن غاية إباحة الأكل والشرب هى طلوع الفجر وهو الفجر الصادق فيحل له أن يأكل ويشرب إلى قبيل طلوعه بأيسر زمن ويحرم عليه الأكل والشرب إذا طلع الفجر فإن أكل وشرب على ظن عدم طلوعه ثم ظهر أنه كان قد طلع فسد صومه وعليه القضاء فقط عند الحنفية ويستحب تأخير السحور بحيث يكون بين الفراغ منه وبين الطلوع مقدار قراءة خمسين آية من القرآن كما فى حديث زيد بن ثابت رضى اللّه عنه قال تسحرنا مع النبى صلى اللّه عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة وكان بين الآذان والسحور قدر خمسين آية قال الحافظ ابن حجر فى الفتح ( وهذا متفق عليه فينبغى العمل به وعدم العدول عنه لكونه أفضل وأحوط )، وقال صاحب البدائع إنه يستحب تأخير السحور وأن محل استحبابه إذا لم يشك فى بقاء الليل فإن شك فى بقائه كره الأكل فى الصحيح .
    ومن هذا يعلم أن الإمساك لا يجب إلا قبل الطلوع وأن المستحب أن يكون بينه وبين الطلوع قدر قراءة خمسين آية ويقدر ذلك زمنا بعشر دقائق تقريبا ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال حيث كان الحال كما ذكر به واللّه أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:04 am

    جواز الفطر للأعذار

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1368 هجرية - يونيه 1949 م

    المبادئ
    1 - المريض الذى يغلب على ظنه أن صومه يؤدى إلى زيادة مرضه أو إلى إبطاء برئه يجوز له الفطر فى رمضان .
    2 - المريض بالسكر المعروف إذا كان صيامه يفضى إلى عدم قدرته على أداء عمله الذى يتعيش منه يجوز له الفطر فى رمضان وعليه القضاء فقط بعد زوال عذره .
    3 - إذا تحقق اليأس من زوال العذر وجبت عليه الفدية بشرط استمرار عجزه إلى آخر حياته ولا قضاء عليه بعدها .
    4 - الفدية إطعام مسكين واحد عن كل يوم أكلتين مشبعتين أو إعطاؤه نصف صاع من بر أو دقيقه أو قيمة ذلك

    السؤال
    عندى مرض سكر ولا يمكننى الاستغناء عن الماء ولا عن الغذاء فإن صمت وامتنعت عن الماء والغذاء يحصل عندى ضعف ولا يمكننى القيام لمباشرة عملى الذى استعين به على الحصول على معاش أولادى فضلا عما يلحقنى من الضرر .
    فما الحكم الشرعى

    الجواب
    إن الحنفية قد نصوا على أن المريض إذا غلب على ظنه بأمارة أو تجربة أو إخبار طبيب حاذق مأمون أن صومه يفضى إلى زيادة مرضه أو إبطاء برئه جاز له الفطر فى رمضان وكذلك يجوز الفطر للمريض بمرض السكر المعروف إذا كان صومه يفضى إلى عدم قدرته على أداء عمله الذى لابد لعيشه أو عيش من يعولهم وعليه أن يقضى ما أفطره من رمضان فى أيام أخر بعد زوال هذا العذر فإن تحقق اليأس من زواله وجبت عليه الفدية كالشيخ الفانى بشرط أن يستمر عجزه إلى آخر حياته ولا قضاء عليه فى هذه الحالة والفدية هى إطعام مسكين واحد عن كل يوم غداء وعشاء مشبعين أو إعطاؤه نصف صاع من بر أو دقيقه أو قيمة ذلك عن كل يوم .
    ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال حيث كان الحال كما ذكر به واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:05 am

    المرض المبيح للفطر فى نهار رمضان

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    التاريخ 14/9/1948 م

    المبادئ
    1 - المرض المبيح للفطر هو ما يؤدى الصوم معه إلى ضرر فى النفس أو زيادة فى العلة أو ابطاء فى البرء .
    2 - كل من كان كذلك فله الافطار وقضاء عدة من أيام آخر بعد زوال عذره ولا فدية عليه مادام يرجى عذره .
    3 - اذا مات المريض وهو فى هذه الحالة لم يلزمه القضاء لعدم ادراكه عدة من أيام أخر .
    4 - اذا تحقق اليأس من الصحة كان عليه الفدية اذا أفطر ويجب عليه الايصاء بها قبل موته تؤدى من ثلث تركته بعد تجهيزه وقضاء ديونه اذا لم يؤدها فى حياته .
    5 - معرفة حد المرض المبيح للفطر تكون باجتهاد المريض الذى هو غلبة الظن عن امارة أو تجربة أو اخبار طبيب مسلم حاذق غير معروف بما ينافى العدالة .
    6 - الأصحاء الذين يكلفون بأعمال شاقة لا يستطيعون معها الصوم ولابد لهم من مزاولتها لضرورة العيش كالخبازين وعمال المناجم والحصاوين وأمثالهم يأخذون حكم المرضى الذين يرجىء برؤهم فى وجوب قضاء ما أفطروه وعدم وجوب الفدية إلا اذا وصلوا الى الحالة التى لا يستطيعون فيها القضاء

    السؤال
    من السيد / ح م أ مدير شركة ، بما يفيد أن رجلا صام تسعة أيام فى شهر رمضان بالرغم من نصح الأطباء له بالافطار لمرض فى أمعائه وكبده يحتم عليه الفطر فأصابه تلبك فى أمعائه وتعب فى كبده مصحوبان بآلام فأفطر باقى أيام الشهر بأمر الأطباء وأنه لا يستطيع قضاء ما أفطره إلا اذا شفى من هذا المرض فهل يجوز له الآن اخراج الفدية عن صومه .
    واذا جاز هل يجوز أن يخرجها نقودا لجهة بر

    الجواب
    بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أن الله تعالى أوجب صيام شهر رمضان على المكلفين بقوله تعالى { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .
    أياما معدودات } وهى ما ذهب اليه ابن عباس وكثير من المحققين شهر رمضان .
    وبقوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } . وقد اقتضت رحمته تعالى بعباده أن لا يشق على المرضى والمسافرين منهم بايجاب أداء الصوم فيه حال المرض والسفر فرخص لهم فى الفطر فى هذه الحالة وأوجب عليهم القضاء اذا أفطروا بقوله تعالى { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } أى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فأفطر فعليه القضاء فى أيام أخر بعد زوال المرض والسفر - والمرض المبيح للفطر عند جمهور السلف والأئمة هو ما يؤدى الصوم معه إلى ضرر فى النفس أو زيادة فى العلة أو ابطاء فى البرء وانما أبيح الفطر للمرض دفعا للحرج والمشقة وقد بنى التشريع الإسلامى على التيسير والتخفيف .
    قال تعالى { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } { وما جعل عليكم فى الدين من حرج } { يريد الله أن يخفف عنكم } { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة .
    وانما كانت كذلك لانتمائها على ما ذكر ولهذا شرعت فيها الرخص وكرخصة قصر الصلاة فى السفر والجمع بين الفريضتين وتناول المحرمات عند الاضطرار وغير ذلك فما أبيح للتيسير ودفع الحرج كما ذكره الامام الشاطبى فى الموافقات .
    ولما كانت مشروعية الفطر للمريض لرفع الحرج والعسر عنه وكان تحقق الحرج منوطا بزيادة المرض أو ابطاء البرء أو لخوف ضرر بالنفس بسبب الصوم كان الترخيص فى الافطار خاصا بالمريض الذى يضره الصوم ويعسر عليه أداؤه كما ذكره الجصاص فى أحكام القرآن والكمال فى الفتح والكاسانى فى البدائع وغيرهم من أئمة الحنفية .
    وقال الطبرى فى تفسيره والصواب فى القول أن المرض الذى أذن الله تعالى بالافطار معه فى رمضان هو ما يجهد الصائم جهدا غير محتمل فكل من كان كذلك فله الافطار وقضاء عدة أيام آخر وذلك أنه اذا بلغ ذلك الحد فان لم يكن مأذونا له فى الافطار فقد كلف عسرا ومنع يسرا وذلك غير الذى أخبر الله أنه أراده بخلقه بقوله { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } وأما من كان الصوم غير جاهده فهو بمعنى الصحيح الذى يطيق الصوم فعليه أداء فرضه - انتهى - بتصرف .
    وفى الأشباه والنظائر لابن نجيم المشقة العظيمة الفادحة كمشقة الخوف على النفوس والأطراف ومنافع الأعضاء موجبة للتخفيف والمشقة التى دون ذلك بحيث يخاف المريض من الصوم زيادة المرض أو بطء البرء منه تبيح له الفطر .
    وأما المشقة اليسيره أثر لها فى الترخيص فى الفطر - انتهى - ملخصا .
    ومعرفة حد المرض المبيح للفطر كما فى فتح القدير وغيره تكون باجتهاد المريض والاجتهاد غير مجرد الوهم والتخيل بل هو غلبة الظن عن امارة أو تجربة أو اخبار طبيب مسلم حاذق غير معروف بما ينافى العدالة .
    والأمارة هى العلامة الظاهرة التى تنذر بالضرر والتجربة هى تكرر وقوع ذلك عند اتحاد المرض فاذا تحقق ما ذكر جاز للمريض الفطر ووجب عليه قضاء ما أفطره بعد زوال العذر فاذا مات وهو على هذه الحالة لم يلزمه القضاء لعدم ادراكه عدة من أيام آخر ولا فدية عليه مادام يرجى أن يبرأ من مرضه أما اذا تحقق اليأس من الصحة كالزمنى المصابين بأمراض مستعصية شاقة فيجب عليه الفدية اذا أفطر كما ذكره الكرمانى وكذلك من شارف الموت وعليه قضاء رمضان وكان قد أفطر بعذر إلا أنه فرط فى القضاء بعد امكانه تجب عليه الفدية لعجزه عن الصوم بمنزلة الشيخ الفانى الذى لا يقدر على الصوم ويجب عليه الإيصاء بها قبل موته فاذا أوصى تؤدى من ثلث تركته الباقية بعد التجهيز وقضاء ديون العباد وأن لم يوص بها أثم وسقط وجوب أدائها من تركته ولو تبرع بها وليه فى المال من بعده يرجى أن يقبل ذلك وكذلك تجب الفدية على من نذر صوم الأبد فضعف عن الصوم لاشتغاله بالمعيشة ولم يدرك عدة من أيام أخر يمكنه فيها القضاء لتيقنه بالعجز عنه وعلى من أفطر بعذر أو بغير عذر ولم يقض حتى صار شيخا فانيا لا يرجى برؤه لتحقق عجزه عن الصوم ومثل المرضى الذين يرجى برؤهم فى وجوب قضاء ما أفطروه وعدم وجوب الفدية إلا اذا وصلوا إلى الحالة التى لا يستطيعون فيها القضاء الأصحاء الذين يكلفون أعمالا شاقة لا يستطيعون معها الصوم ولابد لهم من مزاولتها لضرورة العيش كالحصادين والخبازين وعمال المناجم والغواصين وأشباههم كما يؤخذ من حواشى الدر .
    والفدية طعام مسكين وهى نصف صاع من بر أو صاع من غيره عند أهل العراق ومنهم الحنفية ومد بضم الميم عند أهل الحجاز ومنهم الشافعى لكل يوم أفطره والصاع قدحان وثلث قدح بالكيل المصرى كما نقله ابن عادبين والمد ربع الصاع وقدر بالحفنة وهى ملء الكفين من القمح أو التمر ويجوز عند الحنفية فى الفدية طعام الإباحة لأن المنصوص عليه فيها لفظ طعام وما شرع بلفظ طعام وبلفظ الاطعام كما فى الكفارات تجوز فيه الاباحة ولا يشترط فيه التمليك بخلاف ما شرع بلفظ الايتاء والآداء كالزكاة وصدقة الفطر والعشر فانه يشترط فيه التمليك والشرط فى طعام الاباحة غذاءان أو عشاءان مشبعان أو غداء وعشاء كذلك عن كل يوم أفطره والسحور - كالغذاء ويقوم مقامهما قدرهما كما نقله أبو السعود فيجوز اخراجها نقودا وتعطى للمسكين أو المساكين .
    مذهب الشافعية وقال الشافعية كما فى المجموع للنووى أن المريض الذى لا يرجى برؤه والشيخ الكبير الذى يلحقه بالصوم مشقة شديدة لا يجب الصوم عليهما وعليهما الفدية فى أصح القولين والمريض العاجز عن الصوم لمرض يرجى زواله اذا لحقه بالصوم مشقة ظاهرة .
    لا يلزمه الصوم فى الحال ويلزمه القضاء اذا أفطر ولا يشترط أن ينتهى إلى حالة لا يمكنه فيها الصوم بل شرط اباحة الفطر أن يلحقه بالصوم مشقة يشق احتمالها وأما المرض اليسير الذى لا يلحقه به مشقة ظاهرة فانه لا يبيح الفطر بلا خلاف عند الشافعية - انتهى - ملخصا .
    مذهب الحنابلة وقال الحنابلة كما فى المغنى لابن قدامة أن الشيخ الكبير اذا كان يجهده الصوم ويشق عليه مشقة شديدة يجوز له أن يفطر ويطعم لكل يوم مسكينا وهذا قول على وابن عباس وأبى هريرة وأنس وسعيد بن جبير وطاوس وأبى حنيفة والثورى والوزاعى .
    وقال مالك لا يجب عليه شىء لأنه ترك الصوم لعجزه فلم تجب عليه الفدية كما لو تركه لمرض اتصل به الموت وللشافعى قولان كالمذهبين والمريض الذى لا يرجى برؤه يفطر ويطعم لكل يوم مسكينا لأنه فى معنى الشيخ الكبير والمريض بمرض يرجى برؤه ولكنه شديد يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه يباح له الفطر والفطر له أفضل والمريض مرضا يسيرا كمن به وجع ضرس أو جرح فى أصبع أو دمل أو قرحة يسيره واشباه ذلك يباح له الفطر اذ لا أثر للصوم فيه - انتهى - ملخصا .
    وقوله يباح له الفطر أى وعليه القضاء كما يستفاد من عباراته السابقة .
    مذهب المالكية وذهب المالكية كما فى الشرح الكبير وحاشية الدسوقى إلى أنه يجوز الفطر للمريض إذا ظن زيادة المرض أو تأخر برئه بسبب الصوم بناء على أخبار طبيب عارف أو تجربة أو أخبار شخص آخر موافق له فى المزاج وكذا اذا لحقه بالصوم شدة وتعب ويجب عليه الفطر اذا خاف على نفسه بصومه هلاكا أو اذى شديدا لتعطيل منفعة من سمع أو بصر أو غيرهما لوجوب حفظ النفس - انتهى - ملخصا وظاهران الخوف المذكور لابد أن يستند إلى أخبار الطبيب العارف أو التجربة أو أخبار الموافق فى المزاج وقد استفيد من ذلك ( أولا ) أن المرض اليسير الذى لا يضر معه الصوم كوجع فى أصبع أو أدنى صداع أوسوء مزاج خفيف لا يبيح الفطر عند الجمهور ( ثانيا ) أن مجرد توهم زيادة المرض وابطاء البرء أو فساد عضو بدون غلبة الظن المبنية على ما ذكر من القرائن لا يبيح الفطر فان أفطر لمرض يسير أو لمجرد الوهم وجب عليه القضاء والكفارة .
    ثالثا أن هذه الرخصة ثابتة لكل مريض مرضا شديدا يعسر معه الصوم أو يضره فيزيد بالصوم أو يتطاول برؤه أيا كان نوع المرض فيندرج فى ذلك أمراض السل والقرحة المعوية والقرحة الأثنى عشرية والحميات القلب والكبد والمرارة وسائر الأمراض الشاقة التى يعسر معها الصوم ويفضى الى تفاقمها أو تأخر برئها أو فساد عضو فى البنية .
    رابعا ان الواجب على المريض مرضا يرجى زواله كما هى حالة السائل قضاء ما افطره بعد زوال العذر لقوله تعالى { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } ولا تجب عليه الفدية لأن شرط خلفية الفدية عن الصوم العجز المستمر عنه والأمر هنا ليس كذلك والله أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 22, 2013 12:05 am

    صيام رمضان فى بلاد يطول فيها النهار عن حد الاعتدال

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان سنة 1371 هجرية - 10 يونيه سنة 1952 م

    المبادئ
    1 - بنى التشريع الإسلامى عامة على السماحة والتيسير والطاقة والرفق .
    2 - الصوم الشرعى يبدأ من طلوع الفجر وينتهى بغروب الشمس وأن مجرد طول النهار لا يعد عذرا شرعيا يبيح الفطر .
    3 - اذا كان طول النهار يؤدى إلى اصابة الصائم بمرض أو ضعف واعياء يقينا أو فى غالب الظن حل له الترخص بالفطر .
    واذا كان لا يؤدى إلى ذلك حرم عليه الفطر

    السؤال
    من ع م أ عن حكم الشريعة الإسلامية فى صيام رمضان للمسلمين المقيمين فى شمال أوروبا حيث تبلغ مدة الصوم فيه تسعة عشر ساعة وقد تزيد إلى احدى وعشرين ساعة أوأكثر

    الجواب
    أن تشريع الإسلام فى العبادات قد بنى على توثيق الصلات بين العبد وربه وحسن قيام العباد بحق الله تعالى الذى أفاض عليهم نعمة الوجود ومن عليهم بالفضل والجود والخير والاحسان { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فهى تربية وتهذيب ونظام واصلاح يرقى بالفرد والمجتمع إلى مراقى السعاة والفلاح ورأسها وعمادها الصلاة وهى مناجاة بالقلب واللسان بين العبد ومولاه يشهد فيها العبد افتقاره لخالقه واحسان الخالق اليه مع استغنائه عنه ويعلم عن يقين أن الأمر كله لله وان لا معبود يحق سواه فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد - ومن أهمها فريضة الصيام وهو رياضة روحية تعد النفوس البشرية للسمو إلى معارج الكمال والتحليق فى أجواء العلم والعرفان وتعودها الصبر والثبات والقوة والفرج وتصفيها من شوائب المادية وعوائق الحمية وتبغض اليها المآثم والمنكرات وتحبب اليها الفضائل والمكرمات - وقد بنى تشريع الصوم كما بنى التشريع الإسلامى عامة على السماحة والتيسير والطاقة والرفق بالناس فلم يكن فيه اعنات ولا ارهاق ولم يكن فيه حرج ولا عسر - قال تعالى { وما جعل عليكم فى الدين من حرج } وقال فى الصوم { فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } وقال عليه السلام ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما أستطعتم ) وفى الحديث الصحيح سددوا وقاربوا - هذه السماحة وهذا اليسر قد ظهرا جليا فى فريضة الصوم فى الترخيص بالفطر للمسافرين ولو كان صحيحا لما يلازم السفر غالبا من المشقات والمتاعب وللمريض لضعف احتماله وحاجته إلى الغذاء والدواء حتى لا تتفاقم علته أو يبطىء برؤه ولمن ماثلهما فى الضرورة والاحتياج إلى الفطر كالحامل التى تخاف على نفسها أو جنينها المرض أو الضعف والمرضع التى تخشى ذلك على نفسها أو رضيعها والطاعن فى السن الذى لا يقدر على الصوم فاباح الإسلام لهؤلاء فطر رمضان على أن يقضى كل من المسافر والمريض والحامل والمرضع ما أفطره فى أيام أخر خالية من هذه الأعذار وعلى أن يخرج الشيخ الفانى فدية الصوم عن كل يوم أفطره حسبما تبين فى الفقه - والصوم الشرعى يبدأ من طلوع الفجر وينتهى بغروب الشمس كل يوم فتختلف مدته باختلاف عروض البلاد وكيفما كانت المدة فان مجرد طولها لا يعد عذرا شرعيا يبيح الفطر وانما يباح الفطر اذا غلب على ظن الناس بامارة ظهرت أو تجربة وقعت أو بأخبار طيب حاذق أن صومه هذه المدة يفضى إلى مرضه أو الى أعياء شديد يضره كما صرح به أئمة الحنفية فيكون حكمه حكم المريض الذى يخشى التلف أو أن يزيد مرضه أو يبطىء شفاؤه اذا صام هاهو المبدأ العام فى رخصة الفطر وفى التيسير على المكلفين وكل امرىء بصير بنفسه عليم بحقيقة أمره يعرف مكانها من حل الفطر وحرمته فاذا كان صومه المدة الطويلة يؤدى إلى اصابته بمرض أو ضعف وأعياء يقينا أو فى غالب الظن باحدى الوسائل العلمية التى أومأنا اليها حل له الترخص بالفطر واذا كان لا يؤدى إلى ذلك حرم عليه الفطر - والناس فى ذلك مختلفون ولكل حالة حكمها والله يعلم السر وأخفى والله أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 29, 2013 11:29 pm

    جواز نقل الزكاة من بلد إلى أخرى بها ذوى قرباه

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1365 هجرية - أغسطس 1946 م

    المبادئ
    يجوز نقل زكاة المال من بلد المزكى إلى بلد أقربائه الفقراء رعاية لسد حاجة ذوى القربى

    السؤال
    نظرا لأن فقراء المدن أحسن حالا من فقراء الأرياف وخاصة هؤلاء الذين تربطنا بهم صلة القربى .
    هل يجوز نقل زكاة المال من بلدة إلى أخرى أى من القاهرة مثلا إلى تلك القرية التى يقطنها هؤلاء الفقراء

    الجواب
    اطلعنا على هذا السؤال المطلوب به بيان الحكم الشرعى فى نقل زكاة المال من بلدة إلى أخرى ونفيد بأن مذهب الحنفية والحسن البصرى والإمام النخعى أن نقل زكاة المال من بلد إلى آخر مكروه تنزيها مراعاة لحق الجوار إلا إذا كان النقل إلى ذى قرابة محتاج فإنه لا يكره بل يتعين نقلها إليه لما روى من قوله عليه السلام ( لا يقبل اللّه صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلة ) وفى نقلها إليهم تحقيق للمقصود من الزكاة وهو سد خلة المحتاج وللمطلوب شرعا من صلة الرحم ففيه جمع بين الصدقة وصلة الأرحام والأفضل أن تصرف للأقرب فالأقرب من ذوى القربى المحتاجين وكان عليه الصلاة والسلام يستدعى الصدقات من الأعراب إلى المدينة ويصرفها لفقراء المهاجرين والأنصار .
    وذكر فى نيل الأوطار أن المروى عن مالك والشافعى والثورى جواز نقلها وأنه لا يجوز صرفها لغير فقراء البلد الذى فيه المزكى أخذا من قوله عليه السلام لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ( خذها من أغنيائهم وضعها فى فقرائهم ) وذهب الإمام أحمد كما فى المغنى إلى أنه لا يجوز نقل الزكاة من بلدها إلى بلد آخر بينهما مسافة قصر الصلاة وأنه إن خالف ذلك ونقلها أجزأته فى قول أكثر أهل العلم .
    ومن هذا يعلم أنه يجوز لك رعاية لسد حاجة ذوى القربى أن تتبع فى ذلك مذهب الحنفية .
    واللّه تعالى أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد سبتمبر 29, 2013 11:30 pm

    زكاة التأمين

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    2 مايو 1952 م

    المبادئ
    التأمين النقدى الذى يدفعه المستأجر لمالك الأرض مال مملوك للمستأجر تجب الزكاة فيه على مالكه لا على صاحب الأرض إذا توافرت شرائط الوجوب

    السؤال
    ما مدى خضوع ما يدفعه المستأجر من تأمين للمالك للزكاة إذا بلغ نصابا شرعيا وحال عليه الحول

    الجواب
    التأمين النقدى الذى يدفعه المستأجر لمالك الأرض مال مملوك للمستأجر مودع عند صاحب الأرض ضمانا لسداد الإيجار فى مواعيده فيجب زكاته على مالكه لا على صاحب الأرض إذا توافرت شرائط الوجوب ومنها بلوغ النصاب وحولان الحول .
    والله أعلم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: مجموعة فتاوى فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 30, 2013 4:28 pm

    الحج أفضل من التبرع للمجاهدين بنفقته

    المفتي
    حسنين محمد مخلوف .
    رمضان 1367 هجرية - يوليو 1948 م

    المبادئ
    أداء فريضة الحج أفضل من التبرع للمجاهدين بنفقته لفرضية الحج فور التمكن من أدائه ولأن الجهاد فرض كفاية وفرض العين مقدم على فرض الكفاية

    السؤال
    هل أداء الحج أفضل أو التبرع للمجاهدين بنفقة الحج

    الجواب
    اطلعنا على السؤال المتضمن أن تأدية فريضة الحج أفضل أو التبرع للمجاهدين بنفقة الحج والجواب أن الحج فرض عين على كل من استطاع إليه سبيلا لقوله تعالى { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } آل عمران 97 ، وهو فرض على الفور فى أول وقت يتمكن فيه الإنسان من أدائه .
    كما ذهب إليه الإمام أبو يوسف من الحنفية وهو أصح الروايات عن أبى حنيفة ومالك وأحمد والجهاد إذا لم يدع إليه ولى الأمر جميع القادرين عليه كما هو واقع الآن فرض كفاية متى قام به البعض سقط عن الباقين وإذا تركه الجميع أثموا وفرض العين مقدم على فرض الكفاية فإذا لم يكن لدى مريد الحج ما يسع القيام به والتبرع للمجاهدين قدم أداء الحج على التبرع للمجاهدين .
    واللّه تعالى أعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 9:51 am