حال الغرباء مع الصيام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آلة وصحبة وسلم
أما بعد ،،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " ، قالوا: يا رسول الله من
الغرباء؟ ، قال "الذين يصلحون إذا فسد الناس "رواه الإمام أحمد في مسنده بهذا اللفظ 4/73
فلنرى سويًا ما كان حال بعضهم مع الصيام.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما مات عمر حتى سرد الصوم .
أما أمير البررة وقتيل الفجرة عثمان رضى الله عنة .. قال أبو نُعيم عنه : حظه من النهار الجود والصيام ، ومن الليل السجود والقيام ..
مبشر بالبلوى ، منعَّمٌ بالنجوى .. تقول عنه زوجه.. وعن الزبير بن عبد الله عن جده عن جدةٍ له يقال لها هيمه : كان عثمان
يصوم الدهر ، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله .. رضي الله عنه ..
قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد صلى الله عليه وسلم ووزيرصدقٍ ورابع خير من وطأ التراب .
أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ من فِئَةٍ " مسند أحمد..
عن أنس رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر .
أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال : لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى
الله عليه وسلم ، فلما بُعث زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة.. تقول عنه زوجه : لم تكن له
حاجة في الدنيا ، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر..
لله دَرُّهم..
أما من خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر فيكفيه قول النبي صلى الله عليه
وسلم : " نعمَ العبد عبد الله" صحيح البخارى ومسلم .. قال عنه نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في
الحضر .
وعن سعيد بن جابر قال : لما اُحتضر ابن عمر قال : لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ،
ومكابدةالليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا – يعني الحجاج - .
وإليكَ وإليكِ مزيد .. و كرروا معي عذراً رمضان ..
عن رجاء بن حيوه عن أبي أمامة: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا فأتيته فقلت يا رسول الله :ادعو الله لي بالشهادة ،
فقال : ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فغزونا فسلمنا وغنمنا .. حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات ، قال ثم أتيته فقلت : يا رسول الله : إني
أتيتك تترى – يعني ثلاث مرات – أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت : ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فسلمنا وغنمنا .. يا رسول الله
فمرني بعمل أدخل به الجنة .. مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال (عليك بالصوم فإنه لامثل له ) ،
قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف ، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرف الناس أنهم قد اعتراهم الضيوف مسند أحمد..
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا في يوم حار حتى يضع الرجل يده
على رأسه من شدة الحرارة وما فينا صائم إلا نبينا صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ..
أما مسروق بن عبد الرحمن الذي كان في العلم معروقًا ، وبالضمان موثوقًا ، ولعبادة الله
معشوقًا.. قال عنه الشعبي : غشيت على مسروق في يوم صائف ..وكانت عائشة قد تبنته فسمي ابن عائشة .. وكان لا يخالف
ابنته في شيء .. قال فنزلت عليه ابنته في يوم فقالت : أبتاه أفطر واشرب .. قال : ما أردت يا بنيه ؟ – ماذا تريدين من هذا
الكلام –؟ قالت : الرفق – أن ترفق في نفسك أبتاه – قال : يا بنيه إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة .. إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ..
فماذا صنع الله لهم !!، وماذا أعد لهم !! ..
قال سبحانه { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ، وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ
لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } [الإنسان /11-14]، إلى أن قال لهم { إِنَّ
هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } [الإنسان /22].
وهذا خبر أخير عن المُبشر المحزون ، المستتر المخزون ، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد : العلاء بن زياد .
. كان ربانيًا تقيًا قانتًا لله بكّاءً من خشية الله ..
عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفًا كل يوم .. كان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط .. فدخل
عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له : إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله ، فقال : إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا
جئته..
قال له رجل يومًا : رأيت كأنك في الجنة ، فقال له : ويحك أما وجد الشيطان أحدًا يسخر به غيري وغيرك ..
قال سلمة بن سعيد : رُؤِي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثًا لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعامًا ، فأتاه
الحسن فقال : أي أخي أتقتل نفسك أن بُشِّرتَ بالجنة!! فازداد بكاءً ، فلم يفارقه حتى أمسى وكان صائمًا فطعم شيئا من الطعام..
قال الله عنهم: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
* لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ
خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ * وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا
لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء/ 101-107].
قال سبحانه : { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }[مريم/ 63].
للهِ دَرُهمْ كمْ علتْ بهم الهمم ، وأي كلام يترجم فعلهم ..
ولكِ أنتِ من أخبار النساء أيضاً:
وكرري وقولي عذراً رمضان ..
عن عبد الرحمن بن قاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر ..
وعن عروة أنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..
قال القاسم : كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً ، فقالت بريرة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحمًا ،
فقالت : لا تعنفيني ، لو كنت أذكرتني لفعلت ..
إنها الصديقة بنت الصديق ، العتيقة بنت العتيق ، حبيبة الحبيب ، وأليفة القريب ، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...
أما القوَّامة الصوّامة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن أخوتها وآل عمر .. وارثة الصحيفة ، الجامعة للكتاب ..
فعن قيس بن زيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون ، فبكت وقالت : والله
ما طلقني عن شبع .. والله ما طلقني عن شبع ، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فتجلببت رضي الله عنها ، قال فقال لهم
النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ جبريل قد أتاني فقال : راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامه ، وإنها زوجتك في الجنة " حسنه
الألبانى فى صحيح الجامع
فأي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها ، وأنعِم بها من عبادة كانت سببًا لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى
رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة .
قال نافع : ماتت حفصة حتى ما تفطر..
وإليكِ مزيد ..
اسمعي ونادي بأعلى الصوت .. عذراً رمضان .. عذراً رمضان ..
عن سعيد بن عبد العزيز قال : ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة مولاة معاوية .. دخل عليها نفر من القرّاء
فكلموها لترفق بنفسها ، فقالت: ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدًا ..
والله يا أخوتاه ..
لأصلينَّ لله ما أقلتني جوارحي ..
ولأصومنَّ له أيام حياتي ..
ولأبكينَّ له ما حملت الماء عيناي ..
ثم قالت : أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه !!..
ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت ..
وصامت حتى اسودت ..
وبكت حتى فقدت بصرها ..
كانت تقول : علمي بنفسي قرّح فؤادي وكَلَمَ قلبي .. والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكُ شيئًا مذكورًا.
كانت رحمها الله تخرج إلى الساحل فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله ، قال الله عنهم : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}
.. { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء/ 90 ].
وقال عنهم حين دخلوا الجنان{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا
عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ * فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ }[الطور/ 25-29 ].
عذراً رمضان ..
فـــلــو أن النــســاء كـمـن ذكـرنـا لفُـضِّــلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ومـــا التــذكيـــر فــخـرٌ للـهلال
*****************************
آآآة .. لا تنسونى من صالح دعائكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آلة وصحبة وسلم
أما بعد ،،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " ، قالوا: يا رسول الله من
الغرباء؟ ، قال "الذين يصلحون إذا فسد الناس "رواه الإمام أحمد في مسنده بهذا اللفظ 4/73
فلنرى سويًا ما كان حال بعضهم مع الصيام.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما مات عمر حتى سرد الصوم .
أما أمير البررة وقتيل الفجرة عثمان رضى الله عنة .. قال أبو نُعيم عنه : حظه من النهار الجود والصيام ، ومن الليل السجود والقيام ..
مبشر بالبلوى ، منعَّمٌ بالنجوى .. تقول عنه زوجه.. وعن الزبير بن عبد الله عن جده عن جدةٍ له يقال لها هيمه : كان عثمان
يصوم الدهر ، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله .. رضي الله عنه ..
قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد صلى الله عليه وسلم ووزيرصدقٍ ورابع خير من وطأ التراب .
أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ من فِئَةٍ " مسند أحمد..
عن أنس رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر .
أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال : لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى
الله عليه وسلم ، فلما بُعث زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة.. تقول عنه زوجه : لم تكن له
حاجة في الدنيا ، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر..
لله دَرُّهم..
أما من خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر فيكفيه قول النبي صلى الله عليه
وسلم : " نعمَ العبد عبد الله" صحيح البخارى ومسلم .. قال عنه نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في
الحضر .
وعن سعيد بن جابر قال : لما اُحتضر ابن عمر قال : لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ،
ومكابدةالليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا – يعني الحجاج - .
وإليكَ وإليكِ مزيد .. و كرروا معي عذراً رمضان ..
عن رجاء بن حيوه عن أبي أمامة: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا فأتيته فقلت يا رسول الله :ادعو الله لي بالشهادة ،
فقال : ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فغزونا فسلمنا وغنمنا .. حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات ، قال ثم أتيته فقلت : يا رسول الله : إني
أتيتك تترى – يعني ثلاث مرات – أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت : ( اللهم سلمهم وغنمهم ) فسلمنا وغنمنا .. يا رسول الله
فمرني بعمل أدخل به الجنة .. مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال (عليك بالصوم فإنه لامثل له ) ،
قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف ، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرف الناس أنهم قد اعتراهم الضيوف مسند أحمد..
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارنا في يوم حار حتى يضع الرجل يده
على رأسه من شدة الحرارة وما فينا صائم إلا نبينا صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ..
أما مسروق بن عبد الرحمن الذي كان في العلم معروقًا ، وبالضمان موثوقًا ، ولعبادة الله
معشوقًا.. قال عنه الشعبي : غشيت على مسروق في يوم صائف ..وكانت عائشة قد تبنته فسمي ابن عائشة .. وكان لا يخالف
ابنته في شيء .. قال فنزلت عليه ابنته في يوم فقالت : أبتاه أفطر واشرب .. قال : ما أردت يا بنيه ؟ – ماذا تريدين من هذا
الكلام –؟ قالت : الرفق – أن ترفق في نفسك أبتاه – قال : يا بنيه إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة .. إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ..
فماذا صنع الله لهم !!، وماذا أعد لهم !! ..
قال سبحانه { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ، وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ
لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } [الإنسان /11-14]، إلى أن قال لهم { إِنَّ
هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } [الإنسان /22].
وهذا خبر أخير عن المُبشر المحزون ، المستتر المخزون ، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد : العلاء بن زياد .
. كان ربانيًا تقيًا قانتًا لله بكّاءً من خشية الله ..
عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفًا كل يوم .. كان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط .. فدخل
عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له : إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله ، فقال : إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا
جئته..
قال له رجل يومًا : رأيت كأنك في الجنة ، فقال له : ويحك أما وجد الشيطان أحدًا يسخر به غيري وغيرك ..
قال سلمة بن سعيد : رُؤِي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثًا لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعامًا ، فأتاه
الحسن فقال : أي أخي أتقتل نفسك أن بُشِّرتَ بالجنة!! فازداد بكاءً ، فلم يفارقه حتى أمسى وكان صائمًا فطعم شيئا من الطعام..
قال الله عنهم: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
* لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ
خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ * وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا
لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء/ 101-107].
قال سبحانه : { تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }[مريم/ 63].
للهِ دَرُهمْ كمْ علتْ بهم الهمم ، وأي كلام يترجم فعلهم ..
ولكِ أنتِ من أخبار النساء أيضاً:
وكرري وقولي عذراً رمضان ..
عن عبد الرحمن بن قاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر ..
وعن عروة أنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..
قال القاسم : كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً ، فقالت بريرة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحمًا ،
فقالت : لا تعنفيني ، لو كنت أذكرتني لفعلت ..
إنها الصديقة بنت الصديق ، العتيقة بنت العتيق ، حبيبة الحبيب ، وأليفة القريب ، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...
أما القوَّامة الصوّامة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن أخوتها وآل عمر .. وارثة الصحيفة ، الجامعة للكتاب ..
فعن قيس بن زيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون ، فبكت وقالت : والله
ما طلقني عن شبع .. والله ما طلقني عن شبع ، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فتجلببت رضي الله عنها ، قال فقال لهم
النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ جبريل قد أتاني فقال : راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامه ، وإنها زوجتك في الجنة " حسنه
الألبانى فى صحيح الجامع
فأي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها ، وأنعِم بها من عبادة كانت سببًا لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى
رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة .
قال نافع : ماتت حفصة حتى ما تفطر..
وإليكِ مزيد ..
اسمعي ونادي بأعلى الصوت .. عذراً رمضان .. عذراً رمضان ..
عن سعيد بن عبد العزيز قال : ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة مولاة معاوية .. دخل عليها نفر من القرّاء
فكلموها لترفق بنفسها ، فقالت: ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدًا ..
والله يا أخوتاه ..
لأصلينَّ لله ما أقلتني جوارحي ..
ولأصومنَّ له أيام حياتي ..
ولأبكينَّ له ما حملت الماء عيناي ..
ثم قالت : أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه !!..
ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت ..
وصامت حتى اسودت ..
وبكت حتى فقدت بصرها ..
كانت تقول : علمي بنفسي قرّح فؤادي وكَلَمَ قلبي .. والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكُ شيئًا مذكورًا.
كانت رحمها الله تخرج إلى الساحل فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله ، قال الله عنهم : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}
.. { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء/ 90 ].
وقال عنهم حين دخلوا الجنان{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا
عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ * فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ }[الطور/ 25-29 ].
عذراً رمضان ..
فـــلــو أن النــســاء كـمـن ذكـرنـا لفُـضِّــلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ومـــا التــذكيـــر فــخـرٌ للـهلال
*****************************
آآآة .. لا تنسونى من صالح دعائكم
أحبكم فى الله
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 8:59 pm من طرف عبدالله الآحد
» تأكيد العمل بسنن الفطرة
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 2:46 pm من طرف عبدالله الآحد
» الإقعاء منه المكروه ومنه السنة
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:36 pm من طرف عبدالله الآحد
» النفي في صفات الله سبحانه عز وجل
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:53 am من طرف عبدالله الآحد
» خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:02 am من طرف صادق النور
» قال الإمام عبد الغني المقدسي فكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي
الأحد أكتوبر 27, 2024 3:42 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( 1 )) مَوَاقِفُ تَرْبَوِيَّة فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
السبت أكتوبر 26, 2024 8:16 pm من طرف صادق النور
» لا يشرع رفع اليدين في السجود والجلوس
السبت أكتوبر 26, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» نتبع القرآن والسنة ولا نبتدع
الجمعة أكتوبر 25, 2024 4:40 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( 2 )) مَوَاقِفُ تَرْبَوِيَّة فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الخميس أكتوبر 24, 2024 4:22 pm من طرف صادق النور