آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أقسام صفات الله
حدث في رمضان Ooou110اليوم في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
حدث في رمضان Ooou110أمس في 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
حدث في رمضان Ooou110أمس في 3:05 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
حدث في رمضان Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
حدث في رمضان Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
حدث في رمضان Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
حدث في رمضان Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
حدث في رمضان Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
حدث في رمضان Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
حدث في رمضان Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

حدث في رمضان Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 31 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر

صادق النور


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9628 مساهمة في هذا المنتدى في 3191 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


2 مشترك

    حدث في رمضان

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود حدث في رمضان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأربعاء يوليو 27, 2011 12:46 am

    حدث في رمضان


    عام 13 قبل الهجرة: ليلة القدر وهي الليلة التي نزل فيها القرآن بحسب المصادر الإسلامية وأول آية في القرآن وهي (اقرأ)، ومختلف موعدها فهي في الأيام الفردية من العشر الأواخر من الشهر، الهجرة, وفي هذا اليوم أيضاً أسلمت خديجة بنت خويلد، وهي أول من آمن برسالة نبي الإسلام محمد.
    عام 1 هـ : سرية حمزة: وأول لواء يعقده رسول الإسلام، وكان ذلك على رأس سبعة أشهر من مهاجره، على ثلاثين راكباً، إلى ساحل البحر، فبلغوا سيف البحر، يعترضون عيراً لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة فيها أبو جهل في ثلاثمائة راكب، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى بينهم مجدي بن عمرو الجُهني، حتى انصرف الفريقان بغير قتال.
    عام 2 هـ : غزوة بدر الكبرى : يوم الجمعة 17 رمضان، سماها القرآن يوم الفرقان, وهي هذا العام أيضا فرض الجهاد وفرضت زكاة الفطر : والزكاة ذات الأنصبة. وشرعت صلاة العيد.
    عام 2 هـ وفاة رقية بنت محمد إثر مرض أصابها في رمضان.
    عام 3 هـ :مولد الإمام الحسن بن علي (ع) في 15 رمضان السنة الثالثة للهجرة.
    عام 4 هـ : زواج محمد رسول الإسلام بزينب بنت خزيمة.
    عام 5 هـ : غزوة بني المصطلق.
    عام 8 هـ : فتح مكة. الفتح الأعظم فتح مكة: في عشرين رمضان سنة 8 هجرية. ويسمى فتح الفتوح، حيث دخل الناس على أثره أفواجاً في دين الإسلام. كان فيه إسلام أبي سفيان وعدد كبير من قادة المشركين، وفيه كان الأمر بهدم الأصنام من حول الكعبة.
    عام 9 هـ : قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الإسلام. وإسلام وفد ثقيف.
    عام 40 هـ : استشهاد الأمام علي بن أبي طالب بالكوفة ضربه عبد الرحمن بن ملجم الحِميري، فجر التاسع عشر من رمضان وتوفي في اليوم الحادي والعشرين من نفس الشهر وهو ابن ثلاث وستين سنة.
    عام 58 هـ : وفاة زوجة الرسول عائشة.
    عام 92 هـ : فتح الأندلس
    عام 702هـ : معركة شَقحَب أو معركة مرج الصفر
    عام 114 هـ : موقعة بلاط الشهداء في 1 رمضان (أكتوبر 732م) المعركة في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في سهول فرنسا على ضفاف نهر اللوار بين المسلمين، وقائدهم عبد الرحمن الغافقي. وبهذه المعركة خسر المسلمون آخر محاولة بذلتها الخلافة لفتح الغرب وإيصال الإسلام إليه. وقد سميت ببلاط الشهداء لكثرة قتلى المسلمين فيها.
    عام 218 هـ : دخول المعتصم بالله بغداد بعد توليه الخلافة.
    عام 222 هـ : فتح مدينة بابك بخراسان في خلافة المعتصم.
    عام 223 هـ : فتح عمورية. في 6 رمضان. ووقعت هذه المعركة بين المسلمين بقيادة المعتصم الخليفة العباسي وبين الروم وذلك بعد أن استنجدت امرأة بالمعتصم فصرخت 'وامعتصماه' فسمع المعتصم بالخبر وجهز جيشا وفتح عمورية.
    عام 479 هـ : معركة الزلاقة بالأندلس، انتصر فيها المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بالأندلس على قوات الفرنجة الإسبان.
    عام 559 هـ : وقعة حارم. في 9 رمضان. نور الدين زنكي ينتصر على الصليبيين ويأسر قائدهم ويستعيد مدينة حارم بالشام.
    عام 570 هـ : فتح بعلبك في بلاد الشام في 14 رمضان، فتح القائد صلاح الدين الأيوبي عدة مدن في بلاد الشام، كان من بينها فتح بعلبك التي كانت في أيدي الصليبيين.
    عام 584 هـ : فتح الكرك وصفد وكانتا في أيدي الصليبيين.
    عام 587 هـ : أخذ الفرنج عكا.
    عام 654 هـ : حريق كبير حدث في مدينة مسجد الرسول وهي أحد علامات القيامة الصغرى التي اخبر عنها قبل حدوثها بمئات السنين.
    عام 658 هـ : معركة عين جالوت في 24 رمضان (الموافق 6 سبتمبر 1260) التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان قطز على التتار المغول بقيادة هولاكو.
    عام 663 هـ : انتصار مسلمي المغرب على الفرنج الصليبيين.
    عام 666 هـ : فتح أنطاكية على يد السلطان الملك الظاهر بيبرس. وكانت في أيدي الصليبيين.
    عام 1393 هـ : حرب أكتوبر أو العاشر من رمضان، انتصر فيها المصريون والسوريون على الإسرائيليين في كل من جبهتي سيناء والجولان، وقعت هذه المعركة في 10 رمضان 1393 هـ، الموافق 6 أكتوبر 1973م.
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود وفاة الإمام البخاري .. 30 رمضان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يوليو 22, 2012 12:07 am

    وفاة الإمام البخاري .. 30 رمضان

    في الثلاثين من رمضان عام 256هـ توفي الإمام العلاّمة، حافظ حديث النبي ، وإمام السُّنَّة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، عن عمرٍ ناهز الاثنين وستين عامًا.

    ولد شيخ الإسلام الإمام البخاري في شوال سنة 194هـ في "بخارى"، ونشأ في بيت علم، وظهرت عليه في طفولته علامات النبوغ والنجابة، ووهبه الله I ذاكرةً قويّة تفوّق بها على أقرانه، وقد اشتمله الله برعايته منذ طفولته، وابتلاه بفقدان بصره في صباه، فرأت والدته في المنام إبراهيم فقال لها : "يا هذه، قد ردَّ الله على ابنك بصره؛ لكثرة بكائك أو كثرة دعائك". فأصبحت وقد ردَّ الله عليه بصره ببركة دعاء أمه له.

    حياة الإمام البخاري العلمية وقوة حافظته
    بدأ البخاري حياته العلمية من الكُتَّاب، فأتم حفظ كتاب الله في العاشرة من عمره، ثم مرّ على الشيوخ ليأخذ عنهم الحديث، ولما بلغ ستة عشر عامًا كان قد حفظ أحاديث ابن المبارك ووكيع، وكان آية في الحفظ، حتى بلغ محفوظه آلاف الأحاديث وهو لا يزال غلامًا. والشاهد على ذلك ما رواه حاشد بن إسماعيل -رحمه الله- أن الإمام كان يذهب إلى المشايخ مع رفقائه وهو غلام، فكان يكتفي بسماع الأحاديث دون أن يدوِّنها كما يفعل زملاؤه، حتى أتى على ذلك أيام فكانوا يقولون له: "إنك تتردد معنا إلى المشايخ ولا تكتب ما تسمعه، فما الذي تفعله؟" وأكثروا عليه حتى ضاق بهم ذرعًا، وقال لهم مرةً بعد ستة عشر يومًا: "إنكم قد أكثرتم عليَّ وألححتم، فأخرجا إليَّ ما كتبتموه". فأخرجوا إليه ما كان عندهم، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلوا يصحِّحون ما كتبوه من حفظه، فعرفوا أنه لا يتقدمه أحد.

    ثم ارتحل البخاري في طلب الحديث إلى "بلخ" و"نيسابور" وأكثر من مجالسة العلماء، وحمل عنهم علمًا جمًّا، ثم انتقل إلى مكة وجلس فيها مدة، وأكمل رحلته إلى بغداد ومصر والشام حتى بلغ عدد شيوخه ما يزيد على ألفٍ وثمانمائة شيخٍ، وتصدّر للتدريس وهو ابن سبع عشرة سنة، وقد كان الناس يزدحمون عليه وهم آلاف حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، يكتبون عنه، وهو لا يزال شابًّا لم تنبت له لحية.

    الإمام البخاري خصال حميدة ومناقب عظيمة
    وهب الله تعالى الإمام البخاري عددًا من الخصال الحميدة، والمناقب العظيمة، حتى شهد له علماء عصره بتفوقه على أقرانه، ولو كتبنا في مناقب هذا الإمام العظيم المؤلفات ما وفّينا حقه، حتى قال عنه رجاء الحافظ: "هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض". من ذلك أن الله قد آتاه حفظًا وسعة علم، حتى روي عنه أنه قال: "لو أردتُ ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة"، وذلك في إحدى المجالس. ومما يدل على كثرة محفوظاته قوله: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح".

    واشتَهر الإمام بشدّة ورعه، فقد كان حريصًا على ألفاظه عند الجرح والتعديل للرواة، ومما أُثر عنه قوله: "أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا". كما اشتَهر -رحمه الله- بالزهد والكرم، يُعطِي عطاءً واسعًا، ويتصدّق على المحتاجين من أهل الحديث ليغنيهم عن السؤال، وكان وقّافًا عند حدود الله، كما كان شديد الحرص على اتّباع السنة، قال النجم بن الفضيل: "رأيت النبي في النوم كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي قدمه وضع الإمام قدمه مكانها"

    وأعظم خصلة تحلّى بها الإمام هي الإخلاص لله تعالى -نحسبه كذلك والله حسيبه-، فقد كان يريد الله بعلمه وعمله، وبغضه وحبه، ومنعه وبذله؛ فانتشرت كتبه، وتلقت الأمة كلها "صحيح البخاري" بالقبول، حتى عدَّه العلماء أصحّ كتابٍ بعد كتاب الله تعالى.

    مصنفات الإمام البخاري
    ساهم البخاري -رحمه الله- في التأليف والكتابة، وأول كتاب يتبادر إلى الذهن هو كتابه العظيم "الجامع الصحيح" المعروف عند الناس بكتاب "صحيح البخاري"، وهو أول كتاب صُنِّف في الحديث الصحيح المجرد، واستغرق تصنيف هذا الجامع ست عشرة سنة، ولم يضع في كتابه هذا إلا أصح ما ورد عن النبى صلى الله علية وسلم.

    وللشيخ تصانيف أخرى مهمة، مثل: "الأدب المفرد" الذي تناول فيها جملة من الآداب والأخلاق، وبعض الأجزاء الحديثية مثل: "رفع اليدين في الصلاة" و"القراءة خلف الإمام"، وفي علم التاريخ له: "التاريخ الكبير، والأوسط، والصغير"، وفي العقيدة ألّف رسالة أسماها: "خلق أفعال العباد"، وفي علم الرجال: "الضعفاء"، ومصنفات أخرى كثيرة بعضها في عداد المفقود.

    محنة ووفاة الإمام البخاري
    تعرض الإمام البخاري للامتحان والابتلاء كما تعرض الأنبياء والصالحون من قبله، فصبر واحتسب، وما وهن وما لان، وكانت محنته من جهة الحسد الذي ألمَّ ببعض أقرانه؛ لما له من المكانة في قلوب العامَّة والخاصَّة، فأثاروا حوله الشائعات بأنه يقول بخلق القرآن، وهو بريء من هذا القول، فحصل الشغب عليه، ووقعت الفتنة، وخاض فيها من خاض، حتى اضطر الشيخ درءًا للفتنة أن يترك "نيسابور" ويذهب إلى "بخارى" موطنه الأصلي.

    وبعد رجوعه إلى بخارى استتبَّ له الأمر زمنًا، ثم ما لبث أن حصلت وحشة بينه وبين أمير البلد عندما رفض أن يخصَّه بمجلس علم دون عامة الناس، فنفاه الوالي وأمر بإخراجه، فتوجَّه إلى قرية من قرى سمرقند، فعظم الخطب عليه واشتد البلاء، حتى دعا ذات ليلة فقال: "اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك". فما تم الشهر حتى مات، وكان ذلك سنة 256هـ، وعاش اثنتين وستين سنة، ودُفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر. رحم الله الإمام رحمة واسعة، وأجزل له العطاء والمثوبة، فقد كانت سيرته منارًا يُهتدى بها، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا معه في جنات النعيم، والحمد لله أوَّلاً وآخرًا


    ************************************************************

    فرض زكاة الفطر .. 28 رمضان


    في الثامن والعشرين من رمضان عام 2هـ، فرض الله تعالى على عِباده زكاة الفطر، وكانت قد فرضت قبل زكاة الأموال[1]، وهي واجبة من القرآن والسنة والإجماع.

    وقد شرعت زكاة الفطر؛ تطهيرًا للنفس من أدرانها من الشح وغيره من الأخلاق الرديئة، وتطهيرًا للصيام مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، وتكميلاً للأجر وتنمية للعمل الصالح، ومواساة للفقراء والمساكين، وإغناءً لهم من ذلِّ الحاجة والسؤال يوم العيد؛ فعن ابن عباس مرفوعًا: "فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو واللعب، وطُعمة للمساكين"

    وفيها: إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وما يسّر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه. وفيها: إشاعة المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم.

    وتجب زكاة الفطر زكاة على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، حرًّا كان أو عبدًا، وسواء كان من أهل المدن أو القرى أو البوادي، بإجماع من يعتد بقوله من المسلمين؛ ولذا كان بعض السلف يخرجها عن الحمل. ومن أدلة وجوبها: حديث ابن عمر قال: "فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"


    ونحو هذا الحديث، مما فيه التصريح بالفرض والأمر، وإنما تجب على الغني -وليس المقصود بالغني في هذا الباب الغني في باب زكاة الأموال- بل المقصود به زكاة الفطر مَن فضل عنده صاع أو أكثر يوم العيد وليلته من قوته وقوت عياله، ومن تجب عليه نفقته، وغير المكلفين كالأيتام والمجانين ونحوهم، يخرجها راعيهم من مالهم مَن له عليه ولاية شرعية، فإنْ لم يكن لهم مال فإنه يخرجها عنهم من ماله ممن تجب عليه نفقتهم؛ لعموم ما روي عن النبي أنه قال: "أدُّوا الفطر عمَّن تَمُونُون"

    وتخرج زكاة الفطر من الأصناف التي دلّ عليها حديث النبي وهي التمر والشعير والزبيب والأقط، وقد أجاز الحنفية إخراج زكاة الفطر نقدًا؛ إعمالاً للمصلحة وفق مقاصد التشريع الحكيم، وهو "أولى ليَتيسر للفقير أن يشتري أي شيء يريده في يوم العيد؛ لأنه قد لا يكون محتاجًا إلى الحبوب بل هو محتاج إلى ملابس، أو لحم، أو غير ذلك؛ فإعطاؤه الحبوب يضطره إلى أن يطوف بالشوارع ليجد من يشتري منه الحبوب، وقد يبيعها بثمن بخسٍ أقل من قيمتها الحقيقية، هذا كله في حالة اليسر، ووجود الحبوب بكثرة في الأسواق، أمَّا في حالة الشدة وقلة الحبوب في الأسواق، فدفع العين أولى من القيمة مراعاةً لمصلحة الفقير"

    ************************************************************

    خلافة عبد الملك بن مروان .. 27 رمضان


    في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 65هـ تولى عبد الملك بن مروان بن الحكم الأمويّ القرشيّ الخلافةَ، بعد وفاة والده مروان بن الحكم، الذي لم يستمر في الحكم إلا عشرة أشهر وعِدَّة أيام.

    قضاء عبد الملك بن مروان على الفتن والإصلاحات الداخلية
    استطاع عبد الملك بن مروان أن يقضي على الفتن التي كانت تعمُّ العالم الإسلامي عندما تولى الخلافة، وأشهرها فتنة عبد الله بن الزبير التي قسمت العالم الإسلامي إلى جزأين، فأضحت الخلافة الإسلامية منذ القضاء على فتنة عبد الله بن الزبير عام 73هـ في استقرار وأمن.

    وبدأ عبد الملك بن مروان بعد ذلك العام في الاهتمام بالأوضاع الداخلية للمسلمين، وبالفتوح الإسلامية، ففي "سنة خمس وسبعين حجَّ بالناس، وسيّر الحجّاج أميرًا على العراق. وفي سنة سبع وسبعين فتحت هرقلة، وهدمَ عبد العزيز بن مروان جامع مصر وزيد فيه من جهاته الأربع. وفي سنة اثنين وثمانين فُتح حصن سنان من ناحية المصيصة، وكانت غزوة أرمينية وصنهاجة بالمغرب. وفي سنة ثلاث وثمانين بنيت مدينة واسط بناها الحجاج. وفي سنة أربع وثمانين فتحت المصيصة وأودية من المغرب. وفي سنة خمس وثمانين بنيت مدينة أردبيل ومدينة برذعة، بناها عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي. وفي سنة ست وثمانين فتح حصن بولق وحصن الأخرم"

    ومن جملة إصلاحاته الداخلية أن حُوِّلت الدواوين في عهده إلى العربية، ونُقشت الدنانير والدراهم بالعربية وذلك عام 76هـ، وكان على الدنانير قبل ذلك كتابة بالرومية، وعلى الدراهم كتابة بالفارسية.

    عبد الملك بن مروان وتقويم الولاة
    وكان عبد الملك يقظًا مع عماله، يقوّم اعوجاجهم، ويرشدهم إلى الصالح الذي يرضاه لرعيته؛ فقد كتب إلى الحجاج ذات مرة، قائلاً: "قد بلغني عنك إسراف في القتل، وتبذير في المال، وهاتان خلتان لا أحتمل عليهما أحدًا، وقد حكمت عليك في العمد بالقود، وفي الخطأ بالدية، وفي الأموال أن تردها إلى مواضعها"[2]. ولذلك كان ابن خلدون -رحمه الله- يرى أن عبد الملك بن مروان -رحمه الله- استطاع أن ينقل العرب من "غضاضة البداوة إلى رونق الحضارة، ومن سذاجة الأمية إلى حذق الكتابة، وظهر في العرب ومواليهم مهرة في الكتاب والحسبان"

    وفاة عبد الملك بن مروان
    وعلى فراش الموت، يتمنى عبد الملك أنه لم يكن شيئًا مذكورًا؛ إذ يقول: "وددت أني عبدٌ لرجل من تهامة أرعى غنمًا في جبالها، وأني لم أك شيئًا"[4]. وكان يقول قبل لحظات من موته: "ارفعوني على شَرَفٍ. ففُعل، فتنسم الروح ثم قال: يا دنيا ما أطيبك! إن طويلك لقصير، وإن كبيرك لحقير، وإن كنا منك لفي غرور"

    وقد توفي -رحمه الله- في شهر شوال من عام 86هـ، وله من العمر ستون عامًا، وصلى عليه ابنه الوليد، ودُفن بباب الجابية الصغير في دمشق


    ********************************************************

    السيدة نفيسة في القاهرة .. 26 رمضان



    ولدت السيدة نفيسة يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام 145هـ بمكة المكرمة، وبقيت بها حتى بلغت خمسة أعوام، درجت فيها محاطة بالعزة والكرامة، حتى صحبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى حصلت على لقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج، ولما وصلته رغب فيها شباب آل البيت، فكان أبوها يردهم ردًّا جميلاً، إلى أن أتاها "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق ، وتزوجا في بيت أبيه، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحسين، وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارين، وأنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم.

    كانت تمضي أكثر وقتها في حرم جدها المصطفى ، وكانت زاهدة دون مبالغة، فلم تكن تقاطع الحياة، وإنما كان هجرها للدنيا واقعًا على كل ما يعوق عن العبادة والتزوُّد بالتقوى، وكانت الآخرة نُصب عينيها، حتى إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها. وكانت تحفظ القرآن وتفسِّره، ويؤمها الناس ليسمعوا تفسيرها، وكانت تدعو الله قائلةً: "إلهي يسِّر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم". فاستجاب الله لها، وزارت هي وزوجها "إسحاق المؤتمن" قبر الخليل .

    رحيلها لمصر واحتفاء المصريين
    ثم قررت هي وزوجها إسحاق المؤتمن أن يرحلا إلى مصر، وفي السادس والعشرين من شهر رمضان من عام 193هـ وصلت السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور ابن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب مصر. ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ" وكانت دارًا رحيبة، فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس قائلة: "إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمْع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى". ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها رحيلها، حتى تدخَّل الوالي "السَّرِيّ بن الحكم" وقال لها: "يابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه". ووهبها دارًا واسعة، ثم حدَّد موعدًا -يومين أسبوعيًّا- يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة؛ لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.

    رسالة السيدة نفيسة لابن طولون
    ويذكر القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر وصاحب المستطرف -وهما من رواة التاريخ الثقات- أن السيدة نفيسة (رضي الله عنها) قادت ثورة الناس على ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة، فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخُوِّلتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيَّما من قلوبٍ أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته.

    ولمَّا وفد الإمام الشافعي إلى مصر، وتوثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، حتى إذا مرض كان يرسل إليها من يُقرِئها السلام ويقول لها: "إن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك الدعاء". وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فأدخلت الجنازة دارها، وصلّت عليه؛ إنفاذًا لوصيته حين وفاته عام 204هـ

    وفاتها
    وفي شهر رمضان من عام 208هـ، توفيت السيدة نفيسة رضي الله عنها، "ولما ماتت عزم زوجها إسحاق بن جعفر على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك، فسأله المصريون بقاءها عندهم، فدُفنت في الموضع المعروف بها اليوم بين القاهرة ومصر، وكان يُعرف ذلك المكان بدرب السباع، فخُرِّب الدرب ولم يبق هناك سوى المشهد"

    *****************************************************


    مولد أحمد بن طولون .. 23 رمضان

    في مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في 23 من رمضان 220هـ، وعُني به أبوه عناية فائقة؛ فعلّمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناءً على رغبته؛ ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في 248-252هـ، وصار موقع ثقته وتقديره.

    ولاية ابن طولون لمصر
    وقد كان من عادة الولاة الكبار الذين يعيِّنهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت (مصر) في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في 23 من رمضان 254هـ، وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تُصرِفه عمّا جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة؛ فسرعان ما اشتدَّ نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم؛ استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.

    وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في 256-279هـ قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب

    ضم الشام وثورة العباس
    ولما كثرت اعتداءات الدولة البيزنطية على ثغور الشام في أنطاكية وطرسوس والمصيصة، وغيرها.. لم يجد الخليفة المعتمد أفضل من ابن طولون يوليه أمر الشام؛ لدفع هذا الخطر، وردّ البيزنطيين، خاصة أن دولة الخلافة كانت مشغولة بالقضاء على فتنة الزنج في البصرة، حيث شبت كالحريق الهائل، وأصبحت تهدد كيان الدولة وتهز أركانها.

    وفي سنة 264هـ خرج ابن طولون بحملة عسكرية إلى الشام لتثبيت نفوذه وتأديب البيزنطيين وحماية حدود الدولة الشمالية، وفي هذه الحملة دخلت في طاعته مدن الشام الكبرى كدمشق، وحمص، وحلب، وأنطاكية. وواصل زحفه حتى مدينة الرقة، وبينما هو يستعد لمحاربة البيزنطيين وافته الأنباء بأن ابنه العباس، الذي تركه في مصر نائبًا عنه، قد أعلن الثورة عليه، وانفرد بالحكم دونه؛ فقفل راجعًا إلى مصر، وحاول بالطرق السلمية أن يضع حدًّا لهذه المشكلة مع ابنه، الذي فرّ مع أتباعه إلى برقة بليبيا، ونصحه بالعودة إليه، ووعده بالعفو عنه، لكنه ركب رأسه وغرَّته قوته، ورفض النصح، ولم يعُدْ أمام ابن طولون سوى سلاح القوة، بعد أن أخفقت سياسة اللين، فنجح في القبض عليه، والزجّ به في السجن سنة 268هـ.

    عناية ابن طولون بشئون دولته
    كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول؛ فعُنيَ بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته؛ ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة.

    وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة 256هـ عُرِفت بـ"القطائع"، وقد بناها على غرار نظام مدينة "سامراء" عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل "يشكر" بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصرًا للإمارة، وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا يستعرض فيه جيوشه الجرّارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم؛ فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات. ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ"القطائع"، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر.

    وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم؛ وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 مترًا مربعًا، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعدّ من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء. وقد انتهى ابن طولون من بنائه سنة 265هـ، وبلغ من عنايته به أن عيّن له طبيبًا خاصًّا، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من روّاد المساجد في الحالات الطارئة

    وأنشأ ابن طولون "بيمارستانًا" سنة 259هـ لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بينهم؛ حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تُقدَّم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصَّص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه. وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.

    نهضة ابن طولون الزراعية والصناعية

    واهتم ابن طولون بالزراعة؛ فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، وشجع الفلاحين على امتلاك الأراضي حتى تزداد عنايتهم بها، وخصص لذلك ديوان الأملاك. كما أصلح مقياس النيل في الروضة لمتابعة الزيادة والنقصان في منسوب مياه نهر النيل، وأمدّ الفلاحين بما يحتاجونه من البذور والآلات الزراعية، وكان من شأن هذا أن ازدادت رقعة الأراضي حتى بلغت نحو مليون فدان.

    وازدهرت الصناعة في عهده، وخاصة صناعة النسيج التي كانت أهم الصناعات في عهده، وتقدمت صناعة الورق والصابون والسكر وصناعة الأسلحة، كما نشطت التجارة في مصر والشام؛ نظرًا لموقعهما المتميز في طرق التجارة العالمية.

    وكان من نتيجة هذه النهضة أن عمَّ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، وامتلأت خزانة الدولة بفائض من المال، استغله ابن طولون في تحسين أحوال الناس المعيشية، وفي بناء جيش قويّ بلغ -في بعض الروايات- مائة ألف جندي، وأنشأ أسطولاً بحريًّا لحماية شواطئ الدولة، وإقامة الحصون المنيعة في يافا والإسكندرية وعكا.

    وفاة ابن طولون
    زحف ابن طولون في عام 270هـ ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في 10 من ذي القعدة 270هـ
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود بناء مسجد عمرو بن العاص .. 24 رمضان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يوليو 22, 2012 12:34 am

    بناء مسجد عمرو بن العاص .. 24 رمضان



    في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر خاصة، والقارة الإفريقيَّة عامة، وقد بنى عمرو بن العاص المسجد وكان ما حوله حدائقَ وأعنابًا، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة[1].

    وكان المؤذن الراتب في ولاية عمرو لهذا المسجد، أبا مسلم اليافعي ، وكان من عادته تبخير هذا المسجد.

    وقد لقب مسجد عمرو بن العاص بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى. وقد ذكر ابن عبد الحكم في (فتوح مصر) أعمال الترميم والتوسعة التي أُحدثت في مسجد عمرو حتى خلافة المأمون العباسي، فقال: إن مسلمة بن مخلد الأنصاري زاد في المسجد الجامع بعد بنيان عمرو له، ومسلمة الذي كان أخذ أهل مصر ببنيان المنار للمساجد، كان أخذه إياه بذلك في سنة ثلاث وخمسين، فبنيت المنار، وكتب عليها اسمه، ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه. ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذٍ واليه على أهل مصر فهدمه كله، وبناه هذا البناء (أي ما كان على عهد ابن عبد الحكم) وزوّقه، وذهب رءوس العمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهَّب الرأس إلا في مجالس قيس، وحوَّل قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجُمَع، حتى فرغ بنيانه. ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة، ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورًا أخرى من الخطط[2].

    واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري (المسالك): "مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء".

    ولا يزال مسجد عمرو بن العاص له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي، يصلون خلف الشيخ الفاضل محمد جبريل


    *************************************************************

    وفاة ابن أصبغ .. 22 رمضان


    في الثاني والعشرين من رمضان من عام 536هـ/ 1141م، تُوفِّي قاضي الجماعة في قرطبة، وعالمها محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بها، وخاتمة الأعيان بحضرتها.

    روى عن أبيه واختص به، وأخذ القراءات عن أبي القاسم بن مدير المقرئ، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي حسين بن محمد الغساني، ومن صهره أبي محمد بن عتاب، ومن القاضي أبي الوليد بن رشد. وجالس أبا علي بن سكرة، وأجاز له ما رواه.

    وكان من أهل الفضل الكامل، والدين والتصاون، والعفاف، والعقل الجيد مع الوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان حافظًا للقرآن العظيم، مجوِّدًا لحروفه، حسن الصوت به، عالي الهمة، عزيز النفس، طويل الصلاة، واسع الكف بالصدقات، كثير المعروف والخيرات، مشاركًا بجاهه وماله، كثير البر بالناس، حسن العهد لمن صحبه منهم، معظَّمًا عند الخاصة والعامة.

    وتولى خطة أحكام المظالم بقرطبة قديمًا مع شيخه قاضي الجماعة أبي الوليد بن رشد، وكان يستحضره عنده مع مشيخة الشورى في وقته لمكانه ومنصبه، وصرف عن ذلك بصرفه، ثم تقلد قضاء الجماعة بقرطبة مدة طويلة، ثم صُرف عن ذلك وأقبل على التدريس، وإسماع الحديث. وتولى أيضًا الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة فأنسى مَن قبله لحسن قراءاته، وتمكين صلاته، واستمر على ذلك إلى أن توفِّي -رحمه الله- سحر ليلة الثلاثاء، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظَّم من سنة 536هـ/ 1141م، وهو من أبناء الستين. وصلى عليه ابنه أبو القاسم بالرَّبَض، وشهده جمعٌ عظيم من الناس بعد العهد بهم، وأتبعوه ثناءً حسنًا جميلاً. وكان أمثل لذلك رحمه الله، وغفر له[


    ***********************************************************

    استشهاد الشيخ فرحان السعدي .. 21 رمضان

    ولد الشيخ فرحان السعدي في قرية المزار من أعمال قضاء جنين في لواء نابلس في منتصف القرن التاسع عشر، وتلقى علومه في كُتّاب القرية ومدرسة جنين الابتدائية، إلا أنه كان مولعًا في شبابه بتلقي الدروس الدينية في المساجد، والاجتماع مع العلماء ورجال الدين، فأضفت عليه نشأته الدينية والعلمية مهابة واحترامًا في بيئته، ولما احتلَّ الإنجليز فلسطين كان يُعرف بين الناس بالشيخ فرحان.

    شارك الشيخ فرحان في المؤتمرات الوطنية وفي المظاهرات ضدَّ السلطة بصورة متواصلة، وفي ثورة 1929م ألّف عصبة من المجاهدين في قضاء جنين تصدت للحكام بالتمرد والعصيان، فقبضت عليه السلطة وسجنته ثلاثة أعوام في سجن عكا وسجن نور شمس، ولما خرج من السجن انتقل إلى حيفا، وهناك اتصل بالشيخ عز الدين القسام وانضم تحت لوائه.

    وفي 17 إبريل 1936م هاجم الشيخ فرحان السعدي ورفيقه الشيخ عطية أبو أحمد قافلة يهودية، ثم انتقل بعد هذه الحادثة التي أدت إلى ثورة 1936م مع رفاقه إلى الجبال، معتصمين بوعورها وكهوفها يناضلون طوال المرحلة الأولى.

    ومنذ مقتل أندروز الحاكم البريطاني العسكري لمنطقة الخليل، بثَّت السلطة عيونها تتعقب القساميين حتى تمكنت من القبض على الشيخ فرحان وثلاثة آخرين من رفاقه. ولما كانت السلطة تعلم أن الشيخ هو العقل الأول في العصبة بعد استشهاد القسام، فقد حاكمته محاكمة صورية في ثلاث ساعات موجِّهة إليه تهمة مقتل (أندروز)، وأصدرت حكمها بعدها بالإعدام شنقًا.

    رفض السعدي أن يتكلم في أثناء المحاكمة مدافعًا عن نفسه، فكان هادئًا وكانت كلماته قليلة جدًّا وجريئة، وعندما سألوه: أأنت مذنب؟ أجاب: (معاذ الله أن أكون مذنبًا). وعندما سألوه في أثناء مفاجَأتِهِ في مخبئه والقبض عليه إنْ كان يملك أسلحة، أجاب بنعم، وبأنه يملك مسدسًا قديمًا معلقًا على الحائط في بيته.

    تبرع للدفاع عن السعدي عددٌ من المحامين، وكانت حجتهم في الدفاع عنه أنه لم يقبض عليه وهو يستعمل السلاح، وأنه قد ذكر من تلقاء نفسه بأنه يملك مسدسًا، كما أنه أكبر عمرًا من أن يتمكن من القيام بأي عمل حربي، إلاَّ أن المحكمة العسكرية -التي تألفت قبل80 عامًا- لم تأخذ بأي من هذه الحجج ولم تستمع إلى النداءات الصادرة من فلسطين ومن خارجها بتخفيف حكم الإعدام، فقد قررت الحكم ونفّذته في 22 نوفمبر 1937م، ولم تبالِ بكون الشيخ السجين صائمًا في شهر رمضان، فنُفِّذ فيه الحكم في الحادي والعشرين من شهر رمضان من عام 1356هـ، إلا أن النتيجة جاءت على عكس ما توخّته الحكومة، إذ لم يحدث في تاريخ البلاد أن أُعدم شيخ في مثل عمره، وفي شهر رمضان المبارك.

    أدى إعدام السعدي إلى انبعاث الحماسة الجماهيرية الثورية من جديد، وقد اشتهرت حادثة (إعدام السعدي) إلى درجة أنها طغت على دوره الكبير، وعلى حقيقته كباعث رئيسي من بواعث الثورة، إلا أن رفاقه يعترفون له بذلك، فقد لقّبه المؤرخ القسامي صبحي ياسين (بالمجاهد الصادق)، كما ذكر بأنه (خليفة الشهيد القسام، وأول من أطلق رصاصة في سنة 1936


    **************************************************

    مولد العلامة الألوسي .. 19 رمضان


    في التاسع عشر من رمضان عام 1272هـ، ولد علاَّمة العراق الأديب المحدِّث محمود شكري الألوسي. والألوسي نسبة لبلدة ألوس، وهي بلدة تقع على نهر الفرات في الأنبار.

    عاش الألوسي حياته بين التدريس والتأليف، وساهم في إنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها (الزوراء)، كذلك ساهم في إمداد المقالات والبحوث لمجلات مثل (المقتبس) و(المشرق) و(المنار) و(مجلة المجمع العلمي العربي). وعُرف عن علماء عائلته حب الأدب والتفقه مع ميلٍ للتصوف، لكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته أقرب لدعاة السلفية الإصلاحيين في عصره، مثل رشيد رضا ومحمد عبده.

    واصطدمت نزعة الألوسي السلفية العقلانية ومحاولاته الإصلاحية، ومحاربته الخرافات والبدع، وترويجه لمؤلفات ابن تيمية - بالقوى الصوفية المحلية وأثارت المسئولين في إسطنبول، يقول الألوسي عن ذلك: "وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء، ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور، وينذر لهم النذور، ثم إني ألّفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات، فعاداني كثير من أبناء هذا الوطن".

    ولذلك صدر أمر بنفيه إلى ديار بكر، فنفي بالفعل، لكنه في طريق المنفى مر بالموصل، فاستبقاه أهلها هناك، وتوسطوا من أجل إلغاء النفي، وبقي في الموصل. وعندما احتل البريطانيون العراق عام 1917م، حاولوا أن يقربوه إليهم؛ لمكانته ومكانة أسرته عند الناس، فعرضوا عليه منصب الإفتاء العام، فرفض المنصب.

    ومن أهم مؤلفاته: (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة)، وكتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني)، كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية وابن القيم الجوزية نشرًا وطبعًا وتحقيقًا

    ويعدّ محمود الألوسي بكل هذا النشاط واحدًا من دعائم مدرسة التجديد السلفي، وكانت له صلة أيضًا بجمال الدين الأفغاني، صاحب فكرة التجديد في الإسلام. ومن كتبه التاريخية المهمَّة "تاريخ نجد". وقد تُوفِّي الألوسي سنة 1342هـ/ 1923م


    *********************************************

    وفاة خالد بن الوليد .. 18 رمضان

    يعتبر خالد بن الوليد من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا إسلام. أبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. أسلم بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله، وقد قال رسول الله : "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه". ومن يومئذٍ سُمِّي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.

    وقد بعثه رسول الله إلى العُزَّى -وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها. واستعمله أبو بكر الصديق على قتال أهل الردة، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله".

    ترك خالد بن الوليد آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول اللهيعتبر خالد بن الوليد من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا إسلام. أبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. أسلم بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله، وقد قال رسول الله : "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه". ومن يومئذٍ سُمِّي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.

    وقد بعثه رسول الله إلى العُزَّى -وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها[1]. واستعمله أبو بكر الصديق على قتال أهل الردة، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله"[2].

    ترك خالد بن الوليد آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله ثمانية عشر حديثًا. وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: "لقد اندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية"[3].

    ولما حضرته الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"[4].

    وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ توفي خالد ، فحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى قال عمر للرجل الذي طلب من عمر أن ينهى نساء قريش عن البكاء، فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!"[5]. وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله ثمانية عشر حديثًا. وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: "لقد اندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية"

    ولما حضرته الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"

    وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ توفي خالد ، فحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى قال عمر للرجل الذي طلب من عمر أن ينهى نساء قريش عن البكاء، فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!" وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله


    **********************************************************
    وفاة الإمام ابن الجوزي .. 12 رمضان


    توفي الإمام عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي لمعروف بـ الإمام ابن الجوزي في الثاني عشر من رمضان عام 597هـ، وينتهي نسب ابن الجوزي إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق ، وقد برز في علوم كثيرة وصنف حوالي ثلاثمائة مصنف في شتى فروع العلوم.

    ولد الإمام ابن الجوزي سنة 510هـ، ومات أبوه وعمره ثلاث سنين، فكفله أعمامه وكانوا تجارًا في النحاس؛ لذلك عُرف في شبابه بعبد الرحمن الصفار أي النحّاس. فلما ترعرع جاءت به عمته إلى مسجد محمد بن ناصر الواعظ الحافظ، فلزمه ابن الجوزي وقرأ عليه وسمع منه، ثم جلس لابن الزغواني إمام الحنابلة في وقته، وتفقه على يديه، ودرس الفقه على يد أبي منصور الجواليقي.

    الإمام ابن الجوزي إمام الوعظ
    أحب الإمام ابن الجوزي الوعظ وحفظ منه أجزاءً كثيرة، وترقى فيه منذ أن كان في العشرين من عمره حتى صار علمًا على هذا الفن، وأستاذه الأول بلا منازع، فلم يسبقه أحد، ولم يلحق شأوه فيه وتفرده في طريقته وشكله وفصاحته وبلاغته، مع عذوبة صوته وحلاوة صياغته وغوصه في المعاني البديعة، وتقريبه الأشياء الغريبة بما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك، وقد سأله يومًا رجل بغيض يكرهه أمام جمع من الناس في بغداد فيهم شيعة وسنة، فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أم علي؟ فقال على الفور: "من كانت بنته تحته فهو أفضل"
    . فظن الشيعة أنه عليٌّ، وظن السنة أنه أبو بكر.

    وحضر مجالس وعظه الخلفاءُ والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء ومن سائر صنوف بني آدم، وأقل من يجتمع لوعظه عشرة آلاف، وربما اجتمع عنده مائة ألف أو يزيدون.

    الإمام ابن الجوزي في محنة عظيمة
    كان ابن الجوزي مقربًا عند الخلفاء خاصة الخليفة المستضيء بالله الذي كان يحب ابن الجوزي جدًّا، ويسمع لنصائحه ووعظه، وتاب على يديه. وعلا شأن الحنابلة بسبب حب المستضيء له، ولكن حدث له محنة عظيمة آخر حياته وهو في الخامسة والسبعين من عمره في عهد الخليفة الناصر بالله، وهي وشاية رجل اسمه الركن عبد السلام حفيد الشيخ عبد القادر الجيلي وكان متهمًا على مذهب الفلاسفة، فأفتى ابن الجوزي بحرق كتبه فأُحرقت. وكان ابن الجوزي يحطُّ من شأن الشيخ عبد القادر الجيلي، وأخذ ابن الجوزي مدرسته، فسعى الركن عبد السلام حتى ألّب محتسب بغداد عليه، وكان هذا المحتسب شيعيًّا، فقال له الركن عبد السلام: "إن ابن الجوزي ناصبي من نسل أبي بكر". فنفى ابن الجوزي إلى واسط، فمكث فيها خمس سنين يخدم نفسه ويطبخ لنفسه.

    وكان لابن الجوزي ثلاثة أبناء عبد العزيز أكبرهم، مات شابًّا في حياة أبيه سنة 554هـ، وأبو القاسم وكان فاسقًا منحرفًا عاقًّا لوالديه، صديقًا للركن عبد السلام الذي سعى في ابن الجوزي، ولقد تسلط أبو القاسم هذا على كتب أبيه أيام المحنة فباعها بأرخص الأثمان!! وولده الأصغر محيي الدين يوسف وهو الذي خلص أباه من محنته؛ لأنه ترقى في المناصب حتى شفع في أبيه، فأعيد مرة أخرى لبغداد وعمره ثمانون عامًا، وأُذن له في الوعظ مرة أخرى، فرجع -كعادته القديمة- في نفس المكان فاجتمع له عشرات الألوف.

    كانت وفاة الإمام ابن الجوزي ليلة الجمعة بين العشاءين 12 من رمضان سنة 597هـ، وله من العمر سبع وثمانون سنة، وحملت جنازته على رءوس الناس، وكان الجمع كثيرًا جدًّا. ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من مقبرة الإمام أحمد، وكان يومًا مشهودًا، حتى قيل إنه أفطر جماعة من الناس من شدة الزحام وشدة الحر، وقد أوصى أن يكتب على قبره هذا الأبيات:

    يا كثير العفـو يا من ... كثرت ذنبـي لديـه

    جاءك المذنب يرجو ... الصفح عن جرم يديـه

    أنا ضيـف وجزاء ... الضيـف إحسان إليـة

    *****************************************************


    وفاة المؤرخ المقريزي .. 16 رمضان



    في السادس عشر من شهر رمضان عام 845هـ، توفي المقريزي تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر البعلي الأصل (نسبة إلى بعلبك في لبنان)، المؤرخ الشهير، ولد ونشأ في القاهرة، ويعرف بابن المقريزي نسبة إلى حارة المقارزة من حارات بعلبك. عاش والده في القاهرة، ووليَ هو بعض الوظائف كالقضاء والحسبة.

    انتقل إلى دمشق عام 811هـ، وأقام فيها عشرة أعوام، مارس فيها التدريس وإدارة الوقف وعاد بعدها إلى القاهرة، وفيها صرف حياته لكتابة التاريخ. وفي عام 834هـ توجَّه مع أسرته حاجًّا، وأقام بعض الوقت في الحجاز، واستطاع أن يتعرف عن طريق الحجاج على بعض بلاد العرب وعاد إلى مصر سنة 839هـ، إلى أن توفي فيها عن 79 سنة.

    مصنفات المقريزي
    وقد صنف المقريزي كتبًا في الجغرافية والتاريخ؛ ففي الجغرافية وضع كتابًا يعرف باسم (الخطط) وبه اشتهر، وفيه ذكر ما في ديار مصر من الآثار الباقية عن الأمم الماضية مع التعريف بحال مؤسسيها، سمّاه "كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار". وله في التاريخ كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك"، وهو تاريخ مصر من سنة 577-844 هـ. وكتاب "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" وهو معجم لتراجم الأعيان من معاصريه، وكتاب "اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء" وهو تاريخ الدولة الفاطمية، وكتاب "الدرر المضيئة" في تاريخ الدولة الإسلامية من مقتل عثمان إلى المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، وكتاب "إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأحوال والحفدة والمتاع"، وكتاب "نبذة العقود في أمور النقَود" يشتمل على تاريخ النقود العربية، وكتاب "جني الأزهار من الروض المعطار" وهو تلخيص كتاب "الروض المعطار في عجائب الأقطار"، وغير ذلك من الكتب. توفي المقريزي رحمه الله عام 845هـ.


    *****************************************************

    مجزرة اللد .. 5- رمضان

    في الخامس من رمضان من عام 1367هـ/ 11 من يوليو 1948م، قامت وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" بارتكاب مجزرة في مدينة الّلد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية.

    كانت عملية "داني" -الاسم الرمزي الموحي بالبراءة- للهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس.

    ففي 10 يوليو عيَّن بن جوريون "يغال ألون" قائدًا للهجوم على مدينتي اللد والرملة، و"يتساق رابين" نائبًا له، وأمر "ألون" بقصف المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو، وتبع القصف هجوم مباشر على وسط المدينة، تسبّب بمغادرة من كان من متطوعي جيش الإنقاذ المرابطين بالقرب من المدينة، والتي تلقت الأوامر بالانسحاب من قائدها البريطاني غلوب باشا بالانسحاب.

    وفي إثر تخلِّي المتطوعين وجنود الفيلق العربي عن سكان اللد، احتمى رجال المدينة المتسلحين ببعض البنادق العتيقة بمسجد (دهمش) وسط المدينة، وبعد ساعات قليلة من القتال نفذت ذخيرتهم واضطروا للاستسلام، لكن القوات الصهيونية المهاجمة أبادتهم داخل المسجد المذكور.

    بدأ الهجوم الصهيوني على اللد والرملة يوم 9/ 7/ 1948م، وسعى الصهاينة إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة تأتي من الشرق، فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان؛ أحدهما من الجنوب، حيث دخل قرية (عنّابه) في الساعة الواحدة صباح 10 يوليو، ثم قرية (جمزد). وثانيهما من اتجاه تل أبيب في الشمال الغربي، وقد احتل هذا اللواء (ولهمينا) ثم مطار اللد، وباحتلاله عزلت سرية الجيش الأردني في (الرملة والعباسية واليهودية). وهكذا اكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود أمام الهجمات من قبل الدبابات والمدفعية المنسقة.

    تعرضت المدينتان أثناء ذلك لقصف جوي ثقيل وجّه إلى مركز شرطة الرملة خاصةً، وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان.

    استمر ضغط الصهاينة على امتداد واجهة القتال، وركزوا هجومهم على مدينة اللد أولاً، فشنوا عند الظهر هجومًا قويًّا عليها من الناحية الشرقية عند قرية (دانيال)، ولكن مجاهدي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصف، خسر الصهاينة فيها 60 قتيلاً، وعاد المجاهدون وقد نَفِد عتادهم. ثم شن الصهاينة هجومًا آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات، وتمكنوا في الساعة 16 تقريبًا من دخول اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز.

    بعد ذلك اخترقت فصيلة تابعة للجيش الأردني مدينة اللد التي كانت قد استسلمت للكتيبة الثالثة التابعة للواء (يفتاح) في البالماح. وفي أعقاب الاختراق ارتفعت معنويات سكان المدينة، ومن أجل إخمادهم ومنعهم من التحرك، أصدرت الأوامر للإرهابيين الصهاينة بإطلاق النار الكثيفة على جميع من وجد في الشوارع، وخلال بضع ساعات -وبموجب تقدير قائد اللواء في المعركة- قُتل 250 فلسطينيًّا، فكانت أبشع "مجزرة" وأسرعها وقتًا، غير أن الإعلام العربي لم يركز عليها.

    وفي تقريره الذي قدمه (مولاي كوهين) عن المجازر التي وقعت في مدينة "اللد"، اعترف فيه عن وجود فظائع كئيبة، ودوَّن ذلك في كتاب البلماح صفحة 885 فقال ما يلي:

    "لا شك في أن قضية اللد والرملة وهرب السكان والتمرد اللذيْن جاء في أعقابها، قد وصلت فيها وحشية الحرب إلى ذروتها".

    ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية يوم 2/ 5/ 1972م التفاصيل التي أوردها العقيد احتياط (موشيه كالمان) عن مجزرة اللد فكتب (قال كالمان: بدأ احتلال اللد بمهاجمة أطراف المدينة بلواء (يفتاح) واللواء الثامن بعد ليلة من المعارك في مؤخرة اللد. اقتحمنا المدينة في ساعات بعد الظهر بالتنسيق مع طابور موشيه ديان، وسيطرنا على مركز المدينة قبيل المساء، ورفعت المدينة الأعلام البيضاء، وقد تدفق السكان إلى المسجد الكبير والكنيسة المجاورة له، وأعلنا بعد حلول الظلام منع التجول في المدينة، وأقيم مقر قيادة الكتيبة في منزل القسيس قبالة بوابة المسجد، وطلبنا من السكان تسليم أسلحتهم، واكتشفنا في الصباح أنه لم يتم وضع أية قطعة سلاح من جديد، وأعدنا توزيع المدافع. وعند الظهر تقدمت نحو المدينة -التي كان عدد سكانها عشرين ألفًا- مدرعات الفيلق الأردني التي كانت مخبأة في منطقة محطة سكة الحديد، واقتحمت المدرعات الأردنية إيذانًا بالعمل، فبدأ بإطلاق النار وأصبح وضعنا حرجًا، ولم يستطع اللواء التقدم لنجدتنا، ولأنه لم يكن هناك خيار، صدرت الأوامر لرجالنا بإطلاق النار على أي هدف، وسقط خلال المعركة ضحايا كثيرة، واستطعنا خلال بضع ساعات السيطرة مجددًا على المدينة، ووصل الضحايا من المدينة إلى 250 قتيلاً، وجرح 24 فقط.

    ومن عدد الضحايا نجد أن القتلة كان قصدهم القتل وليس الإرهاب فقط؛ فقد بلغ عددهم 426 شهيدًا منهم 176 قتيلاً في مسجد دهمش في المدينة، وفي رواية أخرى بلغوا 335 شهيدًا، 80 منهم في مسجد دهمش


    ******************************************

    مولد الإمام جعفر الصادق .. 8 رمضان


    في المدينة المنورة كان مولد جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي في (8 رمضان 83هـ)، وفي وسط هذه الأجواء المعبقة بأريج النبوة نشأ جعفر الصادق نشأة كريمة في بيت علم ودين، وأخذ العلم عن أبيه محمد الباقر، وجده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، المتوفَّى سنة (108هـ) أحد فقهاء المدينة المشهود لهم بسعة العلم والفقه.

    كان الصادق من الأئمة المجتهدين الذين يستخرجون الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة، غير تابعين لأحد في اجتهادهم، وكان صاحب منهج أصولي لاستنباط الأحكام، ومن مبادئه في التشريع أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد فيها نهي، وكان لا يأخذ بالقياس؛ لأنه رأي، وإنما يرجع إلى ما ورد في الأصل من الكتاب والسنة.

    ولعلمه؛ فقد تتلمذ على جعفر الصادق كثير من الأئمة الكبار، في مقدمتهم أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة (150هـ)، ومالك بن أنس المتوفى (179هـ)، وابنه موسى الكاظم المتوفى (183هـ)، وحدّث عنه كثيرون من أئمة الحديث، مثل: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى القطان، وآخرين.

    ولجعفر الصادق حكم وأدعية أشبه بكلام النبوة، خرجت من نفس كريمة، وقلب مؤمن عظيم الإيمان، ورد كثير منها في كتب الشيعة، وروى بعضها الشهرستاني في الملل والنحل، والذهبي في سير أعلام النبلاء، من ذلك وصيته لابنه موسى، يقول فيها:

    "يا بُنيُّ، من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرًا، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئرًا لأخيه أوقعه الله فيها. يا بني، كن للقرآن تاليًا، وللسلام فاشيًا، وللمعروف آمرًا، وعن المنكر ناهيًا، ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت عنك مبتدئًا...".

    وينسب إلى الإمام الصادق عدد من الكتب لم يصل إلينا منها شيء، مثل: "كتاب الرد على القدرية"، وكتاب "الرد على الخوارج"، وكتاب "الرد على الغلاة من الروافض"، إضافةً إلى بعض الرسائل التي كان يمليها على تلاميذه، ومنها وصاياه إلى ابنه موسى الكاظم، ورسالة في شرائع الدين، ورسالة إلى أصحاب الرأي والقياس. وتنسب إليه رسائل في الكيمياء جمعها تلميذه جابر بن حيان، وقد روي عنه الكثير، حتى صنفت من إجاباته عن المسائل كتبًا كثيرة سميت "الأصول"، فالمعروف أنه لم يُروَ عن أحدٍ من أهل بيت النبي صلى الله علية وسلم ما روي عن جعفر الصادق.

    كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيات ذوي الأثر في عصره وبعد عصره، وجمع إلى سعة العلم صفات كريمة اشتهر بها الأئمة من أهل البيت، كالحلم والسماحة والجلد والصبر، فجمع إلى العلم العمل، وإلى عراقة الأصل كريم السجايا، وظل مقيمًا في المدينة ملجأ للناس وملاذًا للفتيا، ومرجعًا لطلاب العلم حتى توفِّي في شوال من سنة (148هـ)، ودُفن في البقيع مع أبيه وجده.


    ************************************************

    وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها .. 3 رمضان

    في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله صلى الله علية وسلم فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ودفنت بالبقيع ليلاً.

    قال ابن كثير: وبعده صلى الله علية وسلم بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة". وكانت أصغر بنات النبي على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها؛ لأنها أصيبت به

    وقد وردت كثير من الآثار التي تدلل على حب النبي صلى الله علية وسلم لها؛ فقد كان صلى الله علية وسلم إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي صلى الله علية وسلم يقول: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"

    وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبي طالب بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلك بسبعة أشهر ونصف، فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم. وكان عُمرها إذ ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، فولدت له حسنًا وحسينًا ومحسنًا وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب بعد ذلك.

    وقد قال الإمام أحمد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله صلى الله علية وسلم لما زوّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وَرَحَيَيْنِ وسقاءٍ وجرَّتَيْنِ.

    ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق، فغسّلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع. قيل: والعباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم أجمعين.

    واختلف في مقدار سنها يومئذٍ فقيل سبع، وقيل ثمانٍ، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها، وكان الذي صلى عليها زوجها عليٌ وقيل: العباس، وقيل: أبو بكر الصديق.


    اسماعيل صبري الرشدابي
    اسماعيل صبري الرشدابي


    ذكر عدد المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 02/06/2010
    العمر : 44

    محمد عبد الموجود رد: حدث في رمضان

    مُساهمة من طرف اسماعيل صبري الرشدابي الجمعة يوليو 27, 2012 6:19 pm

    جزاك الله خيرا عمي صادق
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5188
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: حدث في رمضان

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت يوليو 28, 2012 1:57 am

    وجزاك ربى خيرا يا اسماعيل

    كل عام وأنت بخير

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:49 pm