آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110أمس في 5:34 pm من طرف عبدالله الآحد

» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110السبت مايو 18, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد

» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور

» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد

» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد

» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooou110الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة  -                                                                                   Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9691 مساهمة في هذا المنتدى في 3213 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة -

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود المرجئه - ماهو ألأرجاء - نشأة المذهب - مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - مرجئة المتكلمين -الكرامية -أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ - أصول عقيدة المرجئة -

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أغسطس 21, 2023 9:38 am


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام علي خير ألأنام سيدنا محمد وعلي آله وصحبه الكرام
    كلما قراءت عن هذه الملل والطوائف حمدت الله كثيراً أن جعلنا من المسلمين ومن أهل سنه الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه

    ===============================================

    طائفة المرجئه


    الإرجاءِ لُغةً

    الإرجاءُ لغةً: هو التَّأخيرُ والإمهالُ، يُقالُ: أرجأتُ الشَّيءَ: أخَّرْتُهُ.
    وأصلُ (رجأ): يدُلُّ على التَّأخيرِ .
    قال اللهُ تعالى: قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء: 36] . أي: أخِّرْهُ وأمْهِلْهُ.
    وقالَ اللهُ جلَّ ثناؤُهُ: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ [الأحزاب: 51]  أي: تُؤخِّر.
    ومنه سُمِّيَت المرْجئةُ؛ لأنَّهم أرجَؤُوا العَمَلَ، أي: أخَّروهُ

    الإرجاءِ اصطِلاحًا

    أطلَق السَّلَفُ مُصطلَحُ الإرجاءِ على مُرجِئةِ الفُقَهاءِ القائِلينَ بأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقلبِ، ونُطقٌ باللِّسانِ، وأنَّ الأعمالَ ليست مِن الإيمانِ  ، ثُمَّ أُطلِق الإرجاءُ على الجَهْميَّةِ القائِلينَ بأنَّ الإيمانَ هو المعرفةُ فقط، والكَرَّاميَّةِ القائِلينَ بأنَّ الإيمانَ هو قولُ اللِّسانِ فقط  .
    وقد أطلَق بعضُ السَّلفِ الإرجاءَ على الذين أرجؤوا إلى اللهِ سبحانَه أمرَ عُثمانَ وطَلحةَ والزُّبَيرِ وعائِشةَ وعليٍّ ومُعاوِيةَ وعَمرِو بنِ العاصِ، رضِي اللهُ عنهم، ولم يقطَعوا بمَن كان منهم مُخطِئًا أو مُصيبًا، وكان بعضُهم لا يتولَّاهم، ولا يتبرَّأُ منهم، وهذا الإرجاءُ يتعلَّقُ بما وقَع بَينَ الصَّحابةِ بَعدَ مَقتَلِ عُثمانَ رضِي اللهُ عنه، وليس له صلةٌ بمَذهَبِ المُرجِئةِ  .

    والمشهورُ عندَ العُلَماءِ إطلاقُ الإرجاءِ على مَن يقولُ: إنَّ الإيمانَ قولٌ أو تصديقٌ بلا عَملٍ، أو يقولُ: إنَّه لا يضُرُّ معَ الإيمانِ ذَنبٌ كما لا تنفَعُ معَ الكُفرِ طاعةٌ،
    وما يتفرَّعُ على ذلك مِن القولِ بعَدمِ زيادةِ الإيمانِ ونُقصانِه، وأنَّه درجةٌ واحِدةٌ لا يتفاضَلُ المُؤمِنونَ فيه، وعَدمِ تجويزِ الاستِثناءِ في الإيمانِ، بل يجِبُ عندَ المُرجِئةِ أن يقولَ المُسلِمُ: أنا مُؤمِنٌ، ولا يجوزُ له أن يقولَ: أنا مُؤمِنٌ إن شاء اللهُ. والقولِ بأنَّ صاحِبَ الكبيرةِ مُؤمِنٌ كامِلُ الإيمانِ  .
    قال عبدُ اللهِ بنُ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ: حدَّثنا سُوَيدُ بنُ سعيدٍ الهَرَويُّ، قال: سألْنا سُفيانَ بنَ عُيَينةَ عن الإرجاءِ، فقال: (يقولونَ: الإيمانُ قولٌ، ونحن نقولُ: الإيمانُ قولٌ وعَملٌ، والمُرجِئةُ أوجَبوا الجنَّةَ لمَن شهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُصِرًّا بقلبِه على تركِ الفرائِضِ،
    وسمَّوا تركَ الفرائِضِ ذنبًا بمنزِلةِ رُكوبِ المحارِمِ، وليس بسواءٍ؛ لأنَّ رُكوبَ المحارِمِ مِن غَيرِ استِحلالٍ معصيةٌ، وتَرْكَ الفرائِضِ مُتعمِّدًا مِن غَيرِ جَهلٍ ولا عُذرٍ هو كُفرٌ، وبيانُ ذلك في أمرِ آدَمَ صلَواتُ اللهِ عليه، وإبليسَ، وعُلَماءِ اليهودِ؛
    أمَّا آدَمُ فنهاه اللهُ عزَّ وجلَّ عن أكلِ الشَّجرةِ، وحرَّمها عليه، فأكل منها مُتعمِّدًا؛ ليكونَ مَلَكًا، أو يكونَ مِن الخالِدينَ؛ فسُمِّي عاصيًا مِن غَيرِ كُفرٍ،
    وأمَّا إبليسُ -لعَنه اللهُ- فإنَّه فُرِض عليه سجدةٌ واحِدةٌ، فجحَدها مُتعمِّدًا؛ فسُمِّي كافِرًا، وأمَّا عُلَماءُ اليهودِ فعرَفوا نَعتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّه نبيٌّ رسولٌ كما يعرِفونَ أبناءَهم، وأقرُّوا به باللِّسانِ، ولم يتَّبِعوا شريعتَه، فسمَّاهم اللهُ عزَّ وجلَّ كُفَّارًا، فرُكوبُ المحارِمِ مِثلُ ذَنبِ آدَمَ عليه السَّلامُ وغَيرِه مِن الأنبياءِ، وأمَّا تركُ الفرائِضِ جُحودًا فهو كُفرٌ مِثلُ كُفرِ إبليسَ لعَنه اللهُ، وتَركُهم على معرفةٍ مِن غَيرِ جُحودٍ فهو كُفرٌ مِثلُ كُفرِ عُلَماءِ اليهودِ. واللهُ أعلَمُ)


    نشأةُ مَذهَبِ الإرجاءِ

    في خلافةِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رضِي اللهُ عنه، وبَعدَ معرَكةِ صِفِّينَ؛ ظهَر الخوارِجُ،
    وحينَ ظهرَت بِدعةُ الخوارِجِ الغُلاةِ نشأَت بِدعةُ المُرجِئةِ ردَّةَ فِعلٍ للخوارِجِ، وتميَّز المُرجِئةُ بالغُلوِّ في التَّفريطِ، وظهرَت مقالةُ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ في أواخِرِ القرنِ الأوَّلِ الهِجريِّ حينَ خاض بعضُ النَّاسِ في حقيقةِ الإيمانِ، وفي دُخولِ الأعمالِ في مُسمَّى الإيمانِ،
    وفي حُكمِ مُرتكِبِ الكبيرةِ؛ فذهَب الخوارِجُ والمُعتزِلةُ إلى أنَّ الإيمانَ اعتِقادٌ وقولٌ وعَملٌ، ووافَقوا في هذا أهلَ السُّنَّةِ مِن حيثُ الجُملةُ، وخالَفوهم في زيادةِ الإيمانِ بالطَّاعاتِ، ونُقصانِه بالمعاصي، وخالَفوهم أيضًا في حُكمِ مُرتكِبِ الكبيرةِ؛
    فذهَب الخوارِجُ إلى أنَّه كافِرٌ، وذهَب المُعتزِلةُ إلى أنَّه في منزِلةٍ بَينَ المنزِلتَينِ، واتَّفَق الخوارِجُ والمُعتزِلةُ على أنَّ صاحِبَ الكبيرةِ مُخلَّدٌ في النَّارِ،
    وأنكَروا أحاديثَ الشَّفاعةِ وما تواتَر مِن أحاديثِ خُروجِ العُصاةِ المُوحِّدينَ مِن النَّارِ برحمةِ اللهِ،

    أمَّا أهلُ السُّنَّةِ فذهَبوا إلى أنَّ مُرتكِبَ الكبيرةِ ضعيفُ الإيمانِ؛ فهو مُؤمِنٌ بإيمانِه، فاسِقٌ بكبيرتِه، وأنَّه تحتَ مَشيئةِ ربِّه؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفَر له، وإن عذَّبه لا يُخلِّدُه في النَّار، وأثبَت أهلُ السُّنَّةِ الشَّفاعةَ في الآخِرةِ، وأنَّه ينتفِعُ بها كُلُّ مَن كان في قلبِه ذرَّةٌ مِن الإيمانِ،
    وأمَّا غُلاةُ المُرجِئةِ فقالوا بأنَّ الأعمالَ لا تدخُلُ في مُسمَّى الإيمانِ، وأنَّ الإيمانَ لا يزيدُ ولا ينقُصُ،
    وزاد غُلوُّ بعضِ المُرجِئةِ فقالوا بأنَّه لا يضُرُّ معَ الإيمانِ معصيةٌ، كما لا ينفَعُ معَ الكُفرِ طاعةٌ،
    ومِن غُلاةِ المُرجِئةِ: الجَهْميَّةُ؛ أتباعُ الجَهمِ بنِ صَفوانَ، الذي ظهَر في أواخِرِ دولةِ بني أميَّةَ،
    ومَذهَبُ الجَهْميَّةِ تعطيلُ صفاتِ اللهِ سبحانَه، والقولُ بالإرجاءِ والجَبرِ، ثُمَّ ظهَر قولُ الكَرَّاميَّةِ في المائةِ الثَّالثةِ للهِجرةِ، الذين جعَلوا الإيمانَ مُجرَّدَ القولِ، ولو مِن غَيرِ اعتِقادٍ ولا عَملٍ،
    ثُمَّ قال صالِحُ بنُ عُمرَ الصَّالِحيُّ مقالتَه في الإيمانِ، فجاء الأشعَريُّ وأشهَرُ أصحابِه، فتلقَّفوها عنه في النِّصفِ الأوَّلِ مِن المائةِ الرَّابعةِ للهِجرةِ،
    وقد دخَل الإرجاءُ في كثيرٍ مِن المذاهِبِ ولو في بعضِ صُوَرِه؛ فبعضُ المُحدِّثينَ والفُقَهاءِ عندَهم إرجاءٌ، كاشتِراطِ بعضِهم الاستِحلالَ القلبيَّ في تكفيرِ مَن وقَع في الكُفرِ القَوليِّ أو العَمَليِّ،
    وبعضُ الخوارِجِ عندَهم إرجاءٌ، لا سيَّما الإباضيَّةِ منهم، وبعضُ الشِّيعةِ عندَهم إرجاءٌ؛ فمِن الشِّيعةِ مَن يعتقِدُ أنَّ مَن ظلَم نَفسَه مِن عِترةِ عليٍّ لا حِسابَ عليه ولا عذابَ، وإن ترَك الفرائِضَ ووقَع في الفواحِشِ، ويعتقِدونَ أنَّ أبا طالِبٍ في الجنَّةِ، معَ أنَّه لم يَنطِقْ بشهادةِ التَّوحيدِ، ولم يُصلِّ للهِ سبحانَه،
    وبعضُ غُلاةِ الشِّيعةِ يعتقِدونَ أنَّ دُخولَ الجنَّةِ ليس مُتوقِّفًا على الإيمانِ وتقوى الله بفِعلِ الواجِباتِ وتَركِ المُحرَّماتِ، بل يكونُ باعتِقادِ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ هو الإمامُ المعصومُ، وبذلك يتحقَّقُ الإيمانُ، ولو معَ تضييعِ الفرائِضِ والوُقوعِ في الكبائِرِ  .
    فالانحِرافُ في فَهمِ حقيقةِ الإيمانِ هو أوَّلُ خَللٍ اعتِقاديٍّ ظهَر بَينَ المُسلِمينَ؛ فالخوارِجُ طغَوا في تعريفِ حقيقةِ الإيمانِ، وغلَوا في التَّكفيرِ،
    والمُرجِئةُ قالوا بعكسِ قولِ الخوارِجِ، وأخرَجوا الأعمالَ مِن مُسمَّى الإيمانِ، وقالوا بأنَّ الإيمانَ في القلبِ، ولو تلفَّظ بالكُفرِ والإلحادِ، ولا تزالُ آثارُ انحِرافِ المُرجِئةِ ظاهِرةً في أعمالِ وأقوالِ وكتاباتِ وأبحاثِ كثيرٍ مِن المُسلِمينَ؛
    فقد كان الإرجاءُ في بدايتِه نظريَّةً يَدينُ بها أفرادٌ معدودونَ، أخطؤوا فيها نتيجةَ رُدودِ فِعلٍ خاصَّةٍ، أو رأيٍ غَيرِ مُحرَّرٍ، أو فَهمٍ قاصِرٍ للنُّصوصِ، أو مُتابَعةٍ بلا تبصُّرٍ، ثُمَّ تبنَّى الإرجاءَ كثيرٌ مِن عُلَماءِ الكلامِ مِن الأشاعِرةِ والماتُريديَّةِ، ومنهم فُقَهاءُ وأصوليُّونَ ومُفتونَ وقُضاةٌ ومُفسِّرونَ ومُحدِّثونَ وصوفيَّةٌ، حتَّى صار الإرجاءُ ظاهِرةً عامَّةً تُسيطرُ على الحياةِ الإسلاميَّةِ والفِكرِ الإسلاميِّ إلى عَصرِنا الحاضِرِ  .
    قال ابنُ تيميَّةَ: (في أواخِرِ عَصرِ الصَّحابةِ حدثَت القَدَريَّةُ في آخِرِ عَصرِ ابنِ عُمرَ وابنِ عبَّاسٍ وجابِرٍ وأمثالِهم مِن الصَّحابةِ، وحدثَت المُرجِئةُ قريبًا)  .
    وقال أيضًا: (في آخِرِ عَصرِ الصَّحابةِ حدثَت القَدَريَّةُ، وتكلَّم فيها مَن بقِي مِن الصَّحابةِ؛ كابنِ عُمرَ، وابنِ عبَّاسٍ، وواثِلةَ بنِ الأسقَعِ، وغَيرِهم، وحدثَت أيضًا بِدعةُ المُرجِئةِ في الإيمانِ. والآثارُ عن الصَّحابةِ ثابِتةٌ بمُخالَفتِهم، وأنَّهم قالوا: الإيمانُ يزيدُ ويَنقُصُ، كما ثبَت ذلك عن الصَّحابةِ)  .
    وقال ابنُ تيميَّةَ أيضًا: (كان ظُهورُ البِدَعِ والنِّفاقِ بحسَبِ البُعدِ عن السُّنَنِ والإيمانِ، وكُلَّما كانت البِدعةُ أشَدَّ تأخَّر ظُهورُها، وكُلَّما كانت أخَفَّ كانت إلى الحُدوثِ أقرَبَ؛ فلهذا حدَث أوَّلًا بِدعةُ الخوارِجِ والشِّيعةِ، ثُمَّ بِدعةُ القَدَريَّةِ والمُرجِئةِ، وكان آخِرَ ما حدَث بِدعةُ الجَهْميَّةِ، حتَّى قال ابنُ المُبارَكِ ويوسُفُ بنُ أسباطٍ وطائِفةٌ مِن العُلَماءِ مِن أصحابِ أحمَدَ وغَيرِهم: إنَّ الجَهْميَّةَ ليسوا مِن الثِّنتينِ والسَّبعينَ فِرقةً، بل هم زنادِقةٌ، وهذا معَ أنَّ كثيرًا مِن بِدَعِهم دخَل فيها قومٌ ليسوا بزنادِقةٍ، بل قبِلوا كلامَ الزَّنادِقةِ جَهلًا وخطأً)  .
    وقال أيضًا: (معلومٌ أنَّ أهلَ الكتابِ أقرَبُ إلى المُسلِمينَ مِن المجوسِ والصَّابِئينَ والمُشرِكينَ، فكان أوَّلُ ما ظهَر مِن البِدَعِ فيه شَبهٌ مِن اليهودِ والنَّصارى. والنُّبوَّةُ كُلَّما ظهَر نورُها انطفَأَتِ البِدَعُ، وهي في أوَّلِ الأمرِ كانت أعظَمَ ظُهورًا، فكان إنَّما يظهَرُ مِن البِدَعِ ما كان أخَفَّ مِن غَيرِه، كما ظهَر في أواخِرِ عَصرِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ بِدعةُ الخوارِجِ والتَّشيُّعِ، ثُمَّ في أواخِرِ عَصرِ الصَّحابةِ ظهرَت القَدَريَّةُ والمُرجِئةُ، ثُمَّ بَعدَ انقِراضِ أكابِرِ التَّابِعينَ ظهرَت الجَهْميَّةُ، ثُمَّ لمَّا عُرِّبَت كُتبُ الفُرسِ والرُّومِ ظهَر التَّشبُّهُ بفارِسَ والرُّومِ، وكُتبُ الهِندِ انتقلَت بتوسُّطِ الفُرسِ إلى المُسلِمينَ، وكُتبُ اليونانِ انتقلَت بتوسُّطِ الرُّومِ إلى المُسلِمينَ، فظهرَت الملاحِدةُ الباطنيَّةُ الذين ركَّبوا مَذهَبَهم مِن قولِ المجوسِ واليونانِ، معَ ما أظهَروه مِن التَّشيُّعِ، وكانت قرامِطةُ البَحرينِ أعظَمَ تعطيلًا وكُفرًا)  .

    وقال ابنُ تيميَّةَ أيضًا: (النِّزاعُ الحادِثُ بَعدَ إجماعِ السَّلفِ خطأٌ قَطعًا، كخِلافِ الخوارِجِ والرَّافِضةِ والقَدَريَّةِ والمُرجِئةِ ممَّن قد اشتهرَت لهم أقوالٌ خالَفوا فيها النُّصوصَ المُستفيضةَ المعلومةَ، وإجماعَ الصَّحابةِ)  .
    وقال ابنُ رَجبٍ: (هذه المسائِلُ -أعني مسائِلَ الإسلامِ والإيمانِ والكُفرِ والنِّفاقِ- مسائِلُ عظيمةٌ جدًّا؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ علَّق بهذه الأسماءِ السَّعادةَ والشَّقاوةَ، واستِحقاقَ الجنَّةِ والنَّارِ، والاختِلافُ في مُسمَّياتِها أوَّلُ اختِلافٍ وقَع في هذه الأمَّةِ، وهو خِلافُ الخوارِجِ للصَّحابةِ؛ حيث أخرَجوا عُصاةَ المُوحِّدينَ مِن الإسلامِ بالكُلِّيَّةِ، وأدخَلوهم في دائِرةِ الكُفرِ، وعامَلوهم مُعامَلةَ الكُفَّارِ، واستحلُّوا بذلك دِماءَ المُسلِمينَ وأموالَهم، ثُمَّ حدَث بَعدَهم خِلافُ المُعتزِلةِ، وقولُهم بالمنزِلةِ بَينَ المنزِلتَينِ،

    ثُمَّ خِلافُ المُرجِئةِ وقولُهم: إنَّ الفاسِقَ مُؤمِنٌ كامِلُ الإيمانِ، وقد صنَّف العُلَماءُ قديمًا وحديثًا في هذه المسائِلِ تصانيفَ مُتعدِّدةً، وممَّن صنَّف في الإيمانِ مِن أئمَّةِ السَّلفِ: الإمامُ أحمَدُ، وأبو عُبَيدٍ القاسِمُ بنُ سلَّامٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شَيبةَ، ومُحمَّدُ بنُ أسلَمَ الطُّوسيُّ، وكثُرَت فيه التَّصانيفُ بَعدَهم مِن جميعِ الطَّوائِفِ)  .
    وبهذا تتبيَّنُ بدايةُ نشأةِ مَذهَبِ المُرجِئةِ، ويتَّضِحُ بُطلانُ القولِ بأنَّ أصلَ المُرجِئةِ هو طائِفةٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم!
    وهذا الزَّعمُ تبنَّاه قديمًا بعضُ رُؤوسِ الضَّلالةِ مِن المُتكلِّمينَ وأعداءِ الصَّحابةِ، كالرَّافِضةِ والخوارِجِ، وظلَّ قولًا مُندثِرًا حتَّى بعَثه المُستَشرِقونَ وأتباعُهم في العُصورِ المُتأخِّرةِ، فدرَج على ألسِنةِ المُؤرِّخينَ والدَّارِسينَ للفِرَقِ، وتداوَلوه وكأنَّه حقيقةٌ مُسلَّمةٌ.

    إنَّ الكلامَ في أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دِينٌ، والدِّينُ لا يُؤخَذُ عن المُسلِمِ الفاسِقِ، ولا اعتِبارَ لرأيِه فيه، فضلًا عن المُبتدِعِ الضَّالِّ، فضلًا عن الكافِرِ الحاقِدِ كعامَّةِ المُستشرِقينَ، واللهُ تعالى قد قال في الفاسِقينَ: وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا [النور: 4] ، والحُكمُ على أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعظَمُ مِن مُجرَّدِ الشَّهادةِ؛ لأنَّه دينٌ واعتِقادٌ،
    وإذا كان مِن شريعتِنا ردُّ شهادةِ المُسلِمِ الفاسِقِ في دعاوى الحُقوقِ الدُّنيويَّةِ، فكيف بمَن يتجرَّأُ على خِيارِ الأمَّةِ  ؟!
    وبالإضافةِ إلى ما لدى المُستشرِقينَ مِن حِقدٍ وتعصُّبٍ؛ فإنَّ سببَ انحِرافِ مَنهَجِهم ومَن اتَّبَعهم في هذا الموضوعِ هو القِياسُ الفاسِدُ؛ فلمَّا كانت الخلافةُ الإسلاميَّةُ عندَهم لا تختلِفُ عن أيِّ حُكومةٍ مَذهَبيَّةٍ، وكان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُجرَّدَ أشخاصٍ لا يختلِفونَ عن سائِرِ النَّاسِ في المطامِعِ والكيدِ السِّياسيِّ؛ فإنَّ الخلافَ الذي وقَع بَينَهم لا يعدو في أنظارِ هؤلاءِ أن يكونَ أزمةَ صِراعٍ على السُّلطةِ  !
    لذلك تجِدُ أحمَد أمين يقولُ: (إنَّ الشِّيعةَ والخوارِجَ كانا أوَّلَ أمرِهما حِزبَينِ سياسيَّينِ تكوَّنا حَولَ الخِلافةِ، وإنَّ رأيَ الخوارِجِ فيها رأيٌ ديمُقراطيٌّ، ورأيَ الشِّيعةِ رأيٌ ثيوقراطيٌّ، أمَّا المُرجِئةُ فكانت حِزبًا سياسيًّا مُحايِدًا، ونَواةُ هذه الطَّائِفةِ كانت بَينَ الصَّحابةِ في الصَّدرِ الأوَّلِ؛ فإنَّنا نرى أنَّ جماعةً مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امتنَعوا أن يدخُلوا في النِّزاعِ الذي كان في آخِرِ عَهدِ عُثمانَ، مِثلُ أبي بَكرةَ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، وعِمرانَ بنِ حُصَينٍ)  .

    ثُمَّ ساق حديثَ أبي بَكرةَ  ، وقال: (هذه النَّزعةُ إلى عَدمِ الدُّخولِ في الحُروبِ بَينَ المُسلِمينَ بعضِهم وبعضٍ هي الأساسُ الذي بُني عليه مَذهَبُ الإرجاءِ، ولكنَّه لم يتكوَّنْ كمَذهَبٍ كما رأَينا إلَّا بَعدَ ظُهورِ الخوارِجِ والشِّيعةِ، وبَعدَ أن كان مَذهَبًا سياسيًّا أصبَح بَعدُ يبحَثُ في أمورٍ لاهوتيَّةٍ، وكانت نتيجةُ بحثِهم تتَّفِقُ ورأيَهم السِّياسيَّ)  .
    وكذلك المُستشرِقُ اليَهوديُّ "جُولْد زِيهَر"  ، الذي ذهَب إلى أنَّ المُرجِئةَ مِن أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، وتبِعه على ذلك مُقلِّدونَ كثيرونَ، منهم فاروق عمر الذي نقَل عنه مُقرًّا قولَه: (لم يكنْ مَذهَبُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في بِدايتِه إلَّا فِكرةً غامِضةً مَرِنةً تتَّسعُ لكثيرٍ مِن الجماعاتِ، وبَعدَ المِحنةِ التي عركَت الأمَّةَ الإسلاميَّةَ أثناءَ الحربِ الأهليَّةِ الأولى  بانت الخصائِصُ الأولى لمَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ؛ حيثُ انقسَم المُسلِمونَ إلى فِئتَينِ، تُمثِّلُ الأولى دينَ عُثمانَ، وتُمثِّلُ الثَّانيةُ دينَ مَروانَ)  .
    ومنهم نُعمانُ القاضي؛ حيثُ قال: (المُرجِئةُ يُشكِّلونَ كُتلةَ المُسلِمينَ التي رضِيَت حُكمَ بَني أميَّةَ؛ مُخالِفينَ في ذلك الشِّيعةَ والخوارِجَ، مُتَّفقينَ إلى حدٍّ ما معَ طائِفةِ المُحافِظينَ مِن أهلِ السُّنَّةِ، وإن كانوا كما يرى "فون كريمَر"  قد ألانوا مِن شِدَّةِ عقائِدِ هؤلاء السُّنِّيِّينَ باعتِقادِهم أنَّه لا يُخَلَّدُ مُسلِمٌ في النَّارِ)  .

    فالصَّوابُ أنَّ مَذهَبَ الإرجاءِ وقَع ردَّةَ فِعلٍ أمامَ بِدعةِ الخوارِجِ، وكان ظُهورُه في أواخِرِ عَهدِ الصَّحابةِ،
    ولا يتعلَّقُ الإرجاءُ باعتِزالِ كثيرٍ مِن الصَّحابةِ الفِتنةَ التي وقعَت بَينَ عليٍّ ومُعاوِيةَ رضِي اللهُ عنهما بَعدَ مَقتَلِ عُثمانَ رضِي اللهُ عنه؛ فاعتِزالُهم الفِتنةَ ليس له أيُّ عَلاقةٍ بمَذهَبِ الإرجاءِ الاصطِلاحيِّ، وإنَّما هو لفظٌ قاله بعضُ السَّلفِ في تلك الفِتنةِ؛ حيثُ أرجَؤوا أمرَ الطَّائِفتَينِ المُتقاتِلتَينِ إلى اللهِ تعالى، ولم يحكُموا على إحداهما بصوابٍ أو خطأٍ، وكان أوَّلَ مَن أظهَر هذا أحدُ التَّابِعينَ مِن أهلِ المدينةِ، وهو الحَسنُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الحَنفيَّةِ، وتقدَّم عندَ تعريفِ الإرجاءِ أنَّ هذا الإرجاءَ القديمَ لا علاقةَ له بمفهومِ الإرجاءِ الاعتِقاديِّ الذي استقرَّ عليه مَذهَبُ المُرجِئةِ.

    المرجئة هم فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، خالفوا رأي الخوارج وكذلك أهل السنة في مرتكب الكبيرة وغيرها من الأمور العقدية، وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله لا يمكن الحكم عليه بالكفر، لأن الحكم عليه موكول إلى الله وحده يوم القيامة، مهما كانت الذنوب التي اقترفها.
    وهم يستندون في اعتقادهم إلى قوله تعالى (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)الآية 106 سورة التوبة
    والعقيدة الأساسية عندهم عدم تكفير أي إنسان، أيا كان، ما دام قد اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين، مهما ارتكب من المعاصي، تاركين الفصل في أمره إلى الله تعالى وحده، لذلك كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
    كما عرفوا بالتزلف والتقرب من السلاطين والدفاع عنهم فيقول يحيى بن معين عن يونس بن بكير: «ثقة إلا أنه مرجئ يتبع السلطان!».
    وقد نشأ هذا المذهب في أعقاب الخلاف السياسي الذي نشب بعد مقتل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وعنه نشأ الاختلاف في مرتكب الكبيرة.
    فالخوارج يقولون بكفره والمرجئة يقولون برد أمره إلى الله تعالى إذا كان مؤمنا، وعلى هذا لا يمكن الحكم على أحد من المسلمين بالكفر مهما عظم ذنبه، لأن الذنب مهما عظم لا يمكن أن يذهب بالإيمان، والأمر يرجأ إلى يوم القيامة وإلى الله مرجعه.

    ويذهب الخوارج، خلافا للمرجئة، إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار. في حين وقف أكثر الفقهاء من أهل السنة والمحدثين موقفا وسطا، فرأوا أن قول المرجئة بعفو الله عن المعاصي قد يطمع الفساق، فقرروا أن مرتكب الذنب يعذب بمقدار ما أذنب ولا يخلد في النار، وقد يعفو الله عنه. ويعرف هؤلاء بمرجئة السنة ومنهم حماد بن أبي سليمان وأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وعبد المجيد بن أبي رواد

    التَّعريفُ بمُرجِئةِ الفُقَهاءِ

    هي إحدى فِرَقِ المُرجِئةِ التي ظهرَت في الكوفةِ في أواخِرِ عَهدِ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم، على يدِ طائِفةٍ مِن فُقَهاءِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، ومنهم فقيهُ الكوفةِ حمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ (ت 120 هـ).
    وسببُ ظُهورِ مَذهَبِ الإرجاءِ ردَّةُ فِعلٍ مُقابِلَ مَذهَبِ الخوارِجِ والمُعتزِلةِ، كما قال ابنُ تيميَّةَ: (إنَّما أحدَثه قومٌ قَصدُهم جَعلُ أهلِ القِبلةِ كُلِّهم مُؤمِنينَ ليسوا كُفَّارًا، قابَلوا الخوارِجَ والمُعتزِلةَ؛ فصاروا في طَرَفٍ آخَرَ)  .
    وقال أيضًا: (حدثَت المُرجِئةُ، وكان أكثَرُهم مِن أهلِ الكوفةِ، ولم يكنْ أصحابُ عبدِ اللهِ  مِن المُرجِئةِ، ولا إبراهيمُ النَّخعيُّ وأمثالُه، فصاروا نقيضَ الخوارِجِ والمُعتزِلةِ، فقالوا: إنَّ الأعمالَ ليست مِن الإيمانِ)  .
    وسُمُّوا مُرجِئةَ الفُقَهاءِ؛ لأنَّهم مِن فُقَهاءِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، ومُرجِئةً؛ لأنَّهم وقَعوا في شيءٍ مِن الإرجاءِ، وهو تأخيرُ العملِ عن مُسمَّى الإيمانِ، وبِدعتُهم ليست كبيرةً، لكنَّها مَبدَأُ بِدعةِ المُرجِئةِ التي هي مِن أعظَمِ البِدَعِ الشَّنيعةِ  .
    فقد تطوَّر الانحِرافُ في الإرجاءِ إلى أن وصَل إلى القولِ بأنَّ الإيمانَ هو المعرفةُ فقط، وصار الإرجاءُ بابًا واسِعًا للتَّفلُّتِ مِن أحكامِ الشَّريعةِ، وتبريرِ الفِسقِ والفُجورِ، وتهوينِ المعاصي، ومِن فِقهِ السَّلفِ أنَّهم تنبَّهوا لخطرِ الإرجاءِ مُنذُ بدايةِ ظُهورِه، واشتدَّ إنكارُهم على مُرجِئةِ الفُقَهاءِ  .
    قال ابنُ تيميَّةَ عن مُرجِئةِ الفُقَهاءِ: (كان أكثَرُهم مِن أهلِ الكوفةِ...، قالوا: إنَّ الأعمالَ ليست مِن الإيمانِ، وكانت هذه البِدعةُ أخَفَّ البِدَعِ؛ فإنَّ كثيرًا مِن النِّزاعِ فيها نِزاعٌ في الاسمِ واللَّفظِ دونَ الحُكمِ؛ إذ كان الفُقَهاءُ الذين يُضافُ إليهم هذا القولُ -مِثلُ حمَّادِ بنِ أبي سُلَيمانَ، وأبي حَنيفةَ، وغَيرِهما- هم معَ سائِرِ أهلِ السُّنَّةِ مُتَّفِقينَ على أنَّ اللهَ يُعذِّبُ مَن يُعذِّبُه مِن أهلِ الكبائِرِ بالنَّارِ، ثُمَّ يُخرِجُهم بالشَّفاعةِ، كما جاءت الأحاديثُ الصَّحيحةُ بذلك، وعلى أنَّه لا بُدَّ في الإيمانِ أن يتكلَّمَ بلِسانِه، وعلى أنَّ الأعمالَ المفروضةَ واجِبةٌ، وتارِكَها مُستحِقٌّ للذَّمِّ والعِقابِ؛ فكان في الأعمالِ: هل هي مِن الإيمانِ، وفي الاستِثناءِ ونَحوِ ذلك، عامَّتُه نِزاعٌ لفظيٌّ؛ فإنَّ الإيمانَ إذا أُطلِق دخلَت فيه الأعمالُ)  .
    وقال ابنُ تيميَّةَ أيضًا: (وفي الجُملةِ: الذين رُموا بالإرجاءِ مِن الأكابِرِ، مِثلُ طَلقِ بنِ حَبيبٍ، وإبراهيمَ التَّيميِّ، ونَحوِهما؛ كان إرجاؤُهم مِن هذا النَّوعِ، وكانوا أيضًا لا يَستَثنونَ في الإيمانِ، وكانوا يقولونَ: الإيمانُ هو الإيمانُ الموجودُ فينا، ونحن نقطَعُ بأنَّا مُصدِّقونَ، ويرَونَ الاستِثناءَ شكًّا)  .
    وقال أيضًا: (لهذا لم يُكفِّرْ أحدٌ مِن السَّلفِ أحدًا مِن مُرجِئةِ الفُقَهاءِ، بل جعَلوا هذا مِن بِدَعِ الأقوالِ والأفعالِ، لا مِن بِدَعِ العقائِدِ؛ فإنَّ كثيرًا مِن النِّزاعِ فيها لفظيٌّ، لكنَّ اللَّفظَ المُطابِقَ للكتابِ والسُّنَّةِ هو الصَّوابُ، فليس لأحدٍ أن يقولَ بخِلافِ قولِ اللهِ ورسولِه؛ لا سيَّما وقد صار ذلك ذَريعةً إلى بِدَعِ أهلِ الكلامِ مِن أهلِ الإرجاءِ وغَيرِهم، وإلى ظُهورِ الفِسقِ؛ فصار ذلك الخطأُ اليَسيرُ في اللَّفظِ سببًا لخطأٍ عظيمٍ في العقائِدِ والأعمالِ؛ فلهذا عَظُم القولُ في ذمِّ الإرجاءِ)  .
    وقال أيضًا: (إنَّ السَّلفَ والأئمَّةَ اشتدَّ إنكارُهم على هؤلاء، وتبديعُهم وتغليظُ القولِ فيهم، ولم أعلَمْ أحدًا منهم نطَق بتكفيرِهم، بل هم مُتَّفِقونَ على أنَّهم لا يُكفَّرونَ في ذلك، وقد نصَّ أحمَدُ وغَيرُه مِن الأئمَّةِ على عَدمِ تكفيرِ هؤلاء المُرجِئةِ  ، ومَن نقَل عن أحمَدَ أو غَيرِه مِن الأئمَّةِ تكفيرًا لهؤلاء، أو جَعلَ هؤلاء مِن أهلِ البِدَعِ المُتنازَعِ في تكفيرِهم؛ فقد غلِط غَلطًا عظيمًا، والمحفوظُ عن أحمَدَ وأمثالِه مِن الأئمَّةِ إنَّما هو تكفيرُ الجَهْميَّةِ والمُشبِّهةِ وأمثالِ هؤلاءِ...،
    وأمَّا المُرجِئةُ فلا يختلِفُ قولُه في عَدمِ تكفيرِهم، معَ أنَّ أحمَدَ لم يُكفِّرْ أعيانَ الجَهْميَّةِ...، ويُنكِرُ ما أحدَثوا مِن القولِ الباطِلِ الذي هو كُفرٌ عظيمٌ، وإن لم يعلَموا هم أنَّه كُفرٌ، وكان يُنكِرُه ويُجاهِدُهم على ردِّه بحسَبِ الإمكانِ؛ فيجمَعُ بَينَ طاعةِ اللهِ ورسولِه في إظهارِ السُّنَّةِ والدِّينِ، وإنكارِ بِدَعِ الجَهْميَّةِ المُلحِدينَ، وبَينَ رعايةِ حُقوقِ المُؤمِنينَ مِن الأئمَّةِ والأمَّةِ، وإن كانوا جُهَّالًا مُبتدِعينَ وظَلَمةً فاسِقينَ)  .
    والنِّزاعُ يكونُ لفظيًّا في مسألةِ الإيمانِ في حالِ تسليمِ المُخالِفِ بأنَّ الإيمانَ الذي في القلبِ يستلزِمُ الأعمالَ الظَّاهِرةَ مِن الأقوالِ والأعمالِ، ثُمَّ يُنازِعُ في كونِ هذا العَملِ الظَّاهِرِ جُزءًا مِن الإيمانِ الباطِنِ، ويرى أنَّه لازِمٌ له؛ فالنِّزاعُ في هذه الحالِ يُعَدُّ لفظيًّا  .
    وأمَّا إن كان المُخالِفُ يقولُ بحُصولِ الإيمانِ الواجِبِ في القلبِ دونَ عَملِ أيِّ شيءٍ مِن الواجِباتِ الظَّاهِرةِ، فتلك هي بِدعةُ الإرجاءِ التي اشتدَّ كلامُ السَّلفِ في أهلِها  .
    قال ابنُ تيميَّةَ: (يمتنِعُ أن يكونَ الرَّجلُ لا يفعَلُ شيئًا ممَّا أُمِر به مِن الصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ والحجِّ، ويفعَلُ ما يقدِرُ عليه مِن المُحرَّماتِ، مِثلُ الصَّلاةِ بلا وُضوءٍ، وإلى غَيرِ القِبلةِ، ونِكاحِ الأمَّهاتِ، وهو معَ ذلك مُؤمِنٌ في الباطِنِ، بل لا يفعَلُ ذلك إلَّا لعَدمِ الإيمانِ الذي في قَلبِه)  .

    أوَّلُ مَن قال بمَذهَبِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ

    قيل: إنَّ أوَّلَ مَن قال بالإرجاءِ سالِمُ بنُ عَجلانَ الأفطَسُ  .
    فعن حمَّادِ بنِ زيدٍ قال: جلسْتُ إلى أبي حَنيفةَ بمكَّةَ، فذكَر سَعيدَ بنَ جُبَيرٍ، فانتحَله في الإرجاءِ  ، فقلْتُ: مَن حدَّثك يا أبا حَنيفةَ؟ قال: سالِمٌ الأفطَسُ، فقلْتُ له: فإنَّ سالِمًا يرى رأيَ المُرجِئةِ  .
    وقيل: أوَّلُ مَن تكلَّم في الإرجاءِ: عُمرُ بنُ قيسٍ الماصِرُ الكوفيُّ  .
    وقيل: إنَّ أوَّلَ مَن أحدَث الإرجاءَ: حمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ؛ شيخُ أبي حَنيفةَ  .
    وقيل: إنَّ أوَّلَ مَن قال بالإرجاءِ: ذَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الكوفيُّ  .
    وقيل: أوَّلُ مَن تكلَّم بالإرجاءِ: الحَسنُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ، ولكنَّ الصَّوابَ أنَّ إرجاءَه كان في تأخيرِ أمرِ الصَّحابةِ الذين حصَل بَينَهم قِتالٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وليس مَذهَبَ الإرجاءِ العَقَديِّ الفاسِدِ  .

    مرجئة المتكلمين
    ينقسم مرجئة المتكلمين الي فرقتين كلاميتين وهم:

    الجهمية
    أو المعطلة وهم أتباع الجهم بن صفوان وعقيدتهم أن «الإيمان تصديق بالقلب فقط وليس داخل فيه القول والعمل»، وقد كفرهم علماء السلف وأتهموهم بالزندقة بسبب قولهم بخلق القرآن وإنكار صفات الله وقال الدارمي السمرقندي: «ونكفرهم أيضا بكفر مشهور» كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة، ومنهم: سلام بن أبي مطيع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن المبارك، ووكيع، وحماد بن أبي سليمان، ويحيى بن يحيى، وأبو توبة الربيع ابن نافع، ومالك بن أنس. وقد كان علماء وأئمة السلف يرون كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود كما قال عبد الله ابن المبارك والبخاري.

    الكرامية
    وهم أتباع محمد بن كرام السجستاني، وعقيدتهم أن «الإيمان هو التصديق باللسان دون تصديق القلب، وأنه لا يزيد ولا ينقص، ولا يستثنى فيه» فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملو الإيمان وليسوا كفار يظهرون الإسلام فخالفوا بذلك باقي فرق المرجئة كالجهمية ومرجئة الفقهاء

    أشهَرُ رِجالِ مُرجِئةِ الفُقَهاءِ

    1- ذَرُّ بنُ عبدِ اللهِ المُرْهِبيُّ الهَمْدانيُّ
    أبو عُمرَ الكوفيُّ، كان مِن ثِقاتِ أهلِ الكوفةِ، وكان عابِدًا واعِظًا بليغًا، تُوفِّي قَبلَ سنةِ 100 هـ  .
    شيوخُه:
    روى عن عبدِ اللهِ بنِ شدَّادِ بنِ الهادِ، وسعيدِ بنِ جُبَيرٍ، ويُسَيْعٍ الحَضرَميِّ، وغَيرِهم.
    تلاميذُه:
    روى عنه ابنُه عُمرُ، والأعمَشُ، ومنصورٌ، والحَكمُ بنُ عُتَيبةَ، وزُبَيدٌ الياميُّ، وسَلَمةُ بنُ كُهَيلٍ، وحبيبُ بنُ أبي ثابِتٍ، وحُصَينُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وطَلحةُ بنُ مُصَرِّفٍ، وعطاءُ بنُ السَّائِبِ.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال أبو داودَ: (كان مُرجِئًا، وهجَره إبراهيمُ النَّخَعيُّ، وسعيدُ بنُ جُبَيرٍ للإرجاءِ)  .
    وعن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ قال: (وُصِف ذَرٌّ بالإرجاءِ، وهو أوَّلُ مَن تكلَّم فيه، ثُمَّ قال: إنِّي أخافُ أن يُتَّخذَ هذا دينًا، فلمَّا أتَته الكُتبُ مِن الآفاقِ سمِعْتُه يقولُ بَعدُ: وهل أمرٌ غَيرُ هذا؟)  .
    وعن الأعمَشِ قال: سمِعْتُ ذَرًّا الهَمْدانيَّ يقولُ: (لقد أشرَعْتُ رأيًا خِفْتُ أن يُتَّخذَ دينًا)  .
    وعن الحَسنِ بنِ عُبَيدِ اللهِ قال: (سمِعْتُ إبراهيمَ النَّخَعيَّ يقولُ لذَرٍّ: ويحَك يا ذَرُّ! ما هذا الدِّينُ الذي جِئْتَ به؟ قال ذَرٌّ: ما هو إلَّا رأيٌ رأَيتُه! قال: ثُمَّ سمِعْتُ ذَرًّا يقولُ: إنَّه لَدينُ اللهِ الذي بُعِث به نوحٌ!)  .

    2- إبراهيمُ بنُ يَزيدَ بنِ شَريكٍ التَّيميُّ
    أبو أسماءَ الكوفيُّ، مِن التَّابِعينَ الثِّقاتِ العُبَّادِ الفُقَهاءِ، وكان زاهِدًا واعِظًا، مات مظلومًا في سجنِ الحجَّاجِ بنِ يوسُفَ الثَّقفيِّ عام 92، وقيل: 94هـ، ولم يبلُغِ الأربعينَ سنةً  .
    شيوخُه:
    روى عن أنسِ بنِ مالِكٍ، والحارِثِ بنِ سُوَيدٍ، وعَمرِو بنِ ميمونٍ.
    تلاميذُه:
    روى عنه بيانُ بنُ بِشرٍ، والحَكمُ بنُ عُتَيبةَ، وزُبَيدُ بنُ الحارِثِ، ومُسلِمٌ البَطِينُ، ويونُسُ بنُ عُبَيدٍ، وجماعةٌ.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال أبو زُرعةَ: (ثِقةٌ، مُرجِئٌ، قتَله الحجَّاجُ بنُ يوسُفَ)  .
    وقال الذَّهبيُّ: (الإمامُ، القُدوةُ، الفقيهُ، عابِدُ الكوفةِ...، وحديثُه في الدَّواوينِ السِّتَّةِ...، وكان شابًّا صالِحًا، قانِتًا للهِ، عالِمًا، فقيهًا، كبيرَ القَدرِ، واعِظًا)  .

    3- طَلقُ بنُ حَبيبٍ العَنْزيُّ
    تابِعيٌّ مِن أهلِ البَصرةِ، كان زاهِدًا مِن العُلَماءِ العامِلينَ، تُوفِّي بَينَ عامَي 90 و 100 ه  .
    شُيوخُه:
    روى عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وابنِ الزُّبَيرِ، وابنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وجابِرٍ، وجُندُبٍ، وأنسِ بنِ مالِكٍ، والأحنَفِ بنِ قيسٍ، وسعيدِ بنِ المُسيَّبِ، ووالِدِه حَبيبٍ، وغَيرِهم.
    تلاميذُه:
    روى عنه طاووسٌ اليَمانيُّ، والأعمَشُ، ومنصورٌ، وسُلَيمانُ التَّيميُّ، ويونُسُ بنُ خبَّابٍ، وسَعدُ بنُ إبراهيمَ، وغَيرُهم.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال أيُّوبُ: (ما رأَيتُ أحدًا أعبَدَ مِن طَلقِ بنِ حَبيبٍ، فرآني سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ معَه، فقال: لا تُجالِسْ طَلْقًا، وكان يرى الإرجاءَ)  .
    وقال أبو زُرْعةَ: (ثِقةٌ، لكن كان يرى الإرجاءَ)  .

    4- حمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ
    أبو إسماعيلَ الكوفيُّ، مولى الأشعَريِّينَ، أصلُه مِن أصبَهانَ، مِن صِغارِ التَّابِعينَ، تُوفِّي عامَ 120هـ  .
    شُيوخُه:
    روى عن أنسِ بنِ مالِكٍ، وزيدِ بنِ وَهبٍ، وسَعيدِ بنِ المُسيَّبِ، وسَعيدِ بنِ جُبَيرٍ، وعِكرمةَ، وأبي وائِلٍ، وإبراهيمَ النَّخَعيِّ، والحَسنِ، وعبدِ اللهِ بنِ بُرَيدةَ، والشَّعبيِّ.
    تلاميذُه:
    روى عنه ابنُه إسماعيلُ، وعاصِمٌ الأحوَلُ، وشُعبةُ، والثَّوريُّ، وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ، ومِسعَرُ بنُ كِدامٍ، وهِشامٌ الدَّستَوائيُّ، وأبو حَنيفةَ، والحَكمُ بنُ عُتَيبةَ، والأعمَشُ، ومُغيرةُ.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال شُعبةُ: (كنْتُ معَ زُبَيدٍ، فمرَرْنا بحمَّادٍ، فقال: تنحَّ عن هذا؛ فإنَّه قد أحدَث)  .
    وقال أبو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ: (كان حمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ مُرجِئًا)  .
    وقال العِجْليُّ: (كان يتكلَّمُ في شيءٍ مِن الإرجاءِ، ولم يكنْ بصاحِبِ كلامٍ ولا داعيةٍ)  .
    وقال عنه الذَّهبيُّ: (العلَّامةُ، الإمامُ، فقيهُ العِراقِ، تفقَّه بإبراهيمَ النَّخَعيِّ، وهو أنبَلُ أصحابِه وأفقَهُهم، وأقيَسُهم وأبصَرُهم بالمُناظَرةِ والرَّأيِ، وليس هو بالمُكثِرِ مِن الرِّوايةِ؛ لأنَّه مات قَبلَ أوانِ الرِّوايةِ، وكان أحدَ العُلَماءِ الأذكياءِ، والكِرامِ الأسخياءِ، له ثروةٌ وحِشمةٌ وتجمُّلٌ، كان مُرجِئًا إرجاءَ الفُقَهاءِ، وهو أنَّهم لا يَعُدُّونَ الصَّلاةَ والزَّكاةَ مِن الإيمانِ، ويقولونَ: الإيمانُ إقرارٌ باللِّسانِ، ويقينٌ في القلبِ، والنِّزاعُ على هذا لفظيٌّ إن شاء اللهُ، وإنَّما غُلوُّ الإرجاءِ مَن قال: لا يضُرُّ معَ التَّوحيدِ تركُ الفرائِضِ)  .

    5- عُمرُ بنُ قيسٍ الماصِرُ بنُ أبي مُسلِمٍ، مولى ثَقيفٍ
    أبو الصَّبَّاحِ الكوفيُّ، ثِقةٌ، تُوفِّي بَينَ عامَي 120 و 130 ه  .
    شُيوخُه:
    روى عن زيدِ بنِ وَهبٍ، وشُرَيحِ بنِ الحارِثِ القاضي، ومُجاهِدِ بنِ جَبرٍ.
    تلاميذُه:
    روى عنه ابنُ عَونٍ، والثَّوريُّ، ومِسعَرٌ، وزائِدةُ.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال الأوزاعيُّ: (أوَّلُ مَن تكلَّم في الإرجاءِ رجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ يُقالُ له: قيسٌ الماصِرُ)  .
    وقال ابنُ سَعدٍ: (كان يتكلَّمُ في الإرجاءِ)  .

    6- سالِمُ بنُ عَجلانَ الأفطَسُ مولى مُحمَّدِ بنِ مَروانَ الأمَويِّ
    أبو مُحمَّدٍ الجَزَريُّ الحرَّانيُّ، صدوقٌ، كان مِن المُرجِئةِ، وحينَ دخل الشَّامَ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ؛ عمُّ السَّفَّاحِ العبَّاسيِّ، قتَله في حرَّانَ صَبرًا سَنةَ 132هـ  .
    شُيوخُه:
    روى عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، والزُّهريِّ، ونافِعٍ مولى ابنِ عُمرَ، وهانِئِ بنِ قيسٍ، وأبي عُبَيدةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ.
    تلاميذُه:
    روى عنه الثَّوريُّ، واللَّيثُ، ومروانُ بنُ شُجاعٍ، وابنُه عُمرُ بنُ سالِمٍ، وغَيرُهم.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال أبو حاتِمٍ الرَّازيُّ: (صدوقٌ، وكان مُرجِئًا نَقيَّ الحديثِ)  .
    وقال ابنُ حِبَّانَ: (كان ممَّن يرى الإرجاءَ)  .
    وعن حمَّادِ بنِ زيدٍ قال: (كان سالِمٌ يرى رأيَ المُرجِئةِ)  .

    7- أبو حَنيفةَ النُّعمانُ بنُ ثابِتٍ
    الفقيهُ الإمامُ المشهورُ، عُنِي بطَلبِ الآثارِ، وأمَّا الفِقهُ والتَّدقيقُ في الرَّأيِ وغوامِضِه فإليه المُنتهى، والنَّاسُ عِيالٌ عليه في ذلك، تُوفِّي عامَ 150هـ  .
    شُيوخُه:
    روى عن عطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، وعاصِمِ بنِ أبي النَّجُودِ، وعَلقَمةَ بنِ مَرثَدٍ، وحمَّادِ بنِ أبي سُلَيمانَ، والحَكمِ بنِ عُتَيبةَ، وسَلَمةَ بنِ كُهَيلِ، وأبي جَعفَرٍ مُحمَّدِ بنِ عليٍّ، وعليِّ بنِ الأقمَرِ، وزيادِ بنِ عَلاقةَ، وسعيدِ بنِ مسروقٍ الثَّوريِّ، وعَديِّ بنِ ثابِتٍ الأنصاريِّ، وعطيَّةَ بنِ سعيدٍ العَوفيِّ، وغَيرِهم.
    تلاميذُه:
    روى عنه ابنُه حمَّادٌ، وإبراهيمُ بنُ طَهمانَ، وحَمزةُ بنُ حَبيبٍ الزَّيَّاتُ، وزُفَرُ بنُ الهُذَيلِ، وأبو يوسُفَ القاضي، وعيسى بنُ يونُسَ، ووكيعٌ، ويَزيدُ بنُ زُرَيعٍ، وعبدُ المجيدِ بنُ أبي رَوَّادٍ، وعليُّ بنُ مُسْهِرٍ، ومُحمَّدُ بنُ بِشرٍ العَبديُّ، وعبدُ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيُّ، ومُحمَّدُ بنُ الحَسنِ الشَّيبانيُّ، وغَيرُهم.
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    عن إسحاقَ بنِ عيسى الطَّبَّاعِ قال: سألْتُ حمَّادَ بنَ زيدٍ عن أبي حَنيفةَ، فقال: (إنَّما ذاك يُعرَفُ بالخُصومةِ في الإرجاءِ)  .
    وقال يحيى بنُ مَعينٍ: (كان أبو حَنيفةَ مُرجِئًا، وكان مِن الدُّعاةِ)  .
    وقال البُخاريُّ عن أبي حَنيفةَ: (كان مُرجِئًا، سكَتوا عنه وعن رأيِه وعن حديثِه)  .
    وقال أبو الحَسنِ الأشعَريُّ في عدِّ فِرَقِ المُرجِئةِ: (الفِرقةُ التَّاسِعةُ مِن المُرجِئةِ: أبو حَنيفةَ وأصحابُه، يزعُمونَ أنَّ الإيمانَ المعرفةُ باللهِ، والإقرارُ باللهِ، والمعرفةُ بالرَّسولِ، والإقرارُ بما جاء مِن عندِ اللهِ في الجُملةِ دونَ التَّفسيرِ)  .

    8- شَبَابةُ بنُ سَوَّارٍ المَدائِنيُّ
    أصلُه مِن خُراسانَ، صدوقٌ، روى عنه أصحابُ الكُتبِ السِّتَّةِ، وكان داعيةً إلى بِدعةِ الإرجاءِ، تُوفِّي سنةَ 205هـ تقريبًا  .
    شُيوخُه:
    روى عن يونُسَ بنِ أبي إسحاقَ، وابنِ أبي ذئبٍ، وحَرِيزِ بنِ عُثمانَ، وشُعبةَ، وإسرائيلَ، وعبدِ اللهِ بنِ العَلاءِ بنِ زَبْرٍ، ووَرقاءَ، وسُفيانَ.
    تلاميذُه:
    روى عنه: أحمَدُ، وإسحاقُ، وعليٌّ، ويحيى، وأبو خَيثَمةَ، والحَسنُ الحَلوانيُّ، وأحمَدُ بنُ الفُراتِ، ومُحمَّدُ بنُ عاصِمٍ الثَّقَفيُّ، وعبَّاسٌ الدُّوريُّ، وعبدُ اللهِ بنُ رَوحٍ، وخَلقٌ كثيرٌ  .
    مِن أقوالِ العُلَماءِ فيه:
    قال عليُّ بنُ المَدينيِّ: (صدوقٌ، إلَّا أنَّه يرى الإرجاءَ)  .
    وقال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: (كان داعيةً إلى الإرجاءِ)  .
    وقال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ أيضًا: (كان شَبابةُ يدعو إلى الإرجاءِ، وكتَبْنا عنه قَبلَ أن نعلَمَ أنَّه كان يقولُ هذه المقالةَ، كان يقولُ: الإيمانُ قولٌ وعَملٌ، فإذا قال فقد عمِل بلِسانِه؛ قَولٌ رديءٌ)  .
    وقال أبو زُرْعةَ: (رجَع شَبابةُ عن الإرجاءِ)  .
    -----------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا


    عدل سابقا من قبل صادق النور في الإثنين أغسطس 21, 2023 10:11 am عدل 1 مرات

    صادق النور و انهار الجنه يعجبهم هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود المرجئه

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أغسطس 21, 2023 10:06 am


    تابع ما قبله

    أصول عقيدة المرجئة
    تكاد فرق المرجئة تتفق في أصولها على مسائل هامة كتعريف الإيمان بأنه التصديق أو المعرفة بالقلب أو الإقرار.
    وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا هو جزء منه، مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه. وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأن التصديق بالشئ والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان.وأن أصحاب المعاصى مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
    ولهم اعتقادات أخرى: كالقول بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله لا يرى في الآخرة، وقد تأثروا في هذه الآراء بالمعتزلة، وكذا رأيهم في أن الإمامة ليست واجبة، فإن كان ولا بد فمن أي جنس كان ولو كان غير قرشي، وقد تأثروا بهذا الرأى من الخوارج الذين كانوا ينادون به ولم يطبقوه.
    ومن عقائد المرجئة الجهمية أن الكفر بالله هو الجهل به –وهو قول جهم- وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط وأنه لا يتبعض، ومنها أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى أهلهما ولا خلود لأحد فيهما.

    موقفهم من الإمامة
    الشيعة تقول بأن الإمامة بالنص وأنها ينبغي أن تكون من قريش وأن لا تخرج عن آل بيت الرسول،
    وفي المقابل هذا ذهب الخوراج إلى أن الإمامة ينبغي أن تكون عن طريق الاختيار الحر المباشر، وهذا الاختيار لا يعتمد على العاطفة أو الميل أو الهوى بل يعتمد على العقل، وعلى اختيار الرجل الكفء أياً كانت هوية هذا الرجل.
    وموقف المرجئة من هذه المشكلة كان وسطاً بين هذين الموقفين فهي قد أخذت عن الخوراج رأيها القائل أن الإمامة لا ينبغي أن تكون بالوراثة أو بالنص ومن ثم ينبغي أن يكون اختيار الإمام قائماً على أنه أفضل الناس، ولهذا فأنها ترى أنه لا يصح أن يتولى المفضول الإمامة الإمامة أبداً. كذلك أخذت المرجئة من الشيعة ما ذهبت إليه من أن الإمامة ينبغي أن تكون من قريش مستندة في هذا الصدد إلى الحديث المنسوب إلى الرسول.

    يقول الناشئ الأكبر في كتابه «مسائل الإمامة»: إن المرجئة كلها تقول بإمامة الفاضل ولا يجيزون إمامة المفضول بوجه من الوجوه، وينكرون قول من زعم أنه يتولى مفضول على فاضل إذا كانت علة يخاف معها الانتشار. ويزعمون أن تلك العلة لا تخلو من أن تكون بين أهل العدالة، فإن ذلك مزيل لعدالتهم إذا مالوا إلى المفضول وتركوا الفاضل.
    وفي هذا ما يدل على أنهم غير ناصحين ولا محتاطين للأمة. وإن كانت العلة من أهل الفسق، فعلى علماء الأمة وعدولها الذين لمثلهم تعقد الإمامة أن يعظوهم ويعرفوهم مالهم من الحظ في ولاية الفاضل وما يلحقهم من الضرر في الدنيا والدين بتولية المفضول وايثاره بالإمامة على الفاضل. وإن أبوا أن يرجعوا ويعترفوا بما يجب عليهم، أمضى أهل العدالة العقد الفاضل وجاهدوا من دفع عن الإمامة.

    وموقف المرجئة من الإمامة يمكن تلخيصه فيما يلي:

    ترى الغالبية العظمى من المرجئة أن الإمامة لا تصلح إلا في قريش، فكل من دعى من قريش إلى الكتاب والسنة والعمل بالعدل وجبت إمامته ووجب الخروج معه. لأن القريشيين، كما قال الرسول صل الله عليه وسلم ( قوم أن استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا. )
    فالمرجئة ترى أن الإمام من قريش، لكنها تنكر أن يكون الله ورسوله قد نصا على أنها من سلالة معينة أو أنها بالوراثة،
    فالإمامة ينبغي أن تكون شورى بين خيار الأمة وفضلائها. كذلك نجد أن معظم المرجئة يميلون إلى القول بأن علي بن أبي طالب كان على حق في قتاله معاوية وطلحة والزبير وعائشة وغيرهما. وأن هؤلاء كانوا على خطأ، ولهذا فقد مالت المرجئة إلى القول بأنه يجب على المسلمين محاربتهم كقوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)
    وهذا لم يمنع فئة قليلة من المرجئة من القول: أن واحداً من الفريقين (علي ومعاوية) مخطئ والآخر مصيب، وتصح تولية كل واحد منهما بمفرده لكن لا تصح ولايتهما معاً.
    ومن الواضح أن هناك تناقض في هذا الصدد داخل مذهب المرجئة. فهم يقولون بأن علياً على حق وأنه يجب أن يقاتل خصومه، وعلى المسلمين أن يقاتلوا معه. فإن هذا دليل على أنهم حكموا على خصوم علي بأنهم خارجون عن الإسلام،
    هذا في الوقت الذي نعرف فيه أنهم سموا مرجئة لأنهم لم يحكموا على أحد بالكفر ولم يحاربوا مع أحد من المسلمين ضد مسلم أياً كان. وبالإضافة إلى هذا فإنها قد جورت تولي طلحة أو الزبير إمامة المسلمين ، وأما سبب هذا التناقض فيرجع لانقسام المرجئة فيما بينهما خاصة وأن كل حزب من المرجئة يضم عادة بعض الجماعات التي لها ميول خاصة.

    رأي أهل السنة فيهم

    قام أهل السنة بالإنكار عليهم، وتغليظ القول فيهم، وتبديع مقالتهم، والرد على عقيدتهم، ورأوا أنهم أخطر على الدين من الخوارج، فقال الزهري: (ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من هذه -يعني الإرجاء-)، وقال إبراهيم النخعي عنهم «أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة»،
    وقال الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير، وقتادة يقولان: ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء،
    وقال شريك القاضي - وذكر المرجئة - فقال: هم أخبث قوم، وحسبك بالرافضة خبثا، ولكن المرجئة يكذبون على الله،
    نقل ابن كثير عن ابن عساكر أنه روى من طريق النَّضْر بن شُمَيْل قال: دخلت على المأمون فقال: كيف أصبحت يا نضر؟ قال: قلت: بخيرٍ يا أمير المؤمنين. فقال: ما الإرجاء؟ فقلت: دين يوافق الملوك يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم. قال: صدقت.
    وقال سفيان الثوري: تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري.
    قال سعيد بن جبير «المرجئة يهود القبلة، فما من عدو إلا ظاهروه، ولا فاسق إلا حالفوه، ولا ظالم إلا أعانوه، ولا داع للخير إلا حاربوه»].

    ويُطلق العلماء وصف المرجئ على من يتبع السلطان في المعصية والذين يسوغون لهم ما حرم الله ويبررون لهم أفعالهم فيقول في ذلك يحيى بن معين عن يونس بن بكير: ثقة إلا أنه مرجئ يتبع السلطان!.

    (وقال ابن تيمية: «المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وإن لم يكونوا أبراراً»







    ---------------------------------------------------------------
    لا تنسونا من صالح دعائكم
    وجزاكم الله خيرا

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:52 pm