آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» فَضْلَ صِلَةِ الأَرْحَامِ -* - * كَيْفَ تَصِل رَحِمَك .
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110أمس في 10:13 pm من طرف صادق النور

» القرآن من آحاد كلام الله ليس قديما بقدم الله ونوع كلام الله قديم
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110أمس في 4:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» قول فى البدعة والسنة !!!
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الأحد مايو 05, 2024 10:31 pm من طرف صادق النور

» الكتب المهمة التي ينصح بقراءتها في العقيدة الإسلامية الصحيحة
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الأحد مايو 05, 2024 3:23 pm من طرف عبدالله الآحد

» كلام الله قديم النوع حادث الآحاد أي متجدد الآحاد وهو غير مخلوق
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110السبت مايو 04, 2024 4:51 pm من طرف عبدالله الآحد

» 40 خطأ فى العقيدة
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الجمعة مايو 03, 2024 10:47 pm من طرف صادق النور

» ما هى حقيقة أيمانك
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الجمعة مايو 03, 2024 10:38 pm من طرف صادق النور

» التحذير من الغلو في النبي صلى الله وسلم والأنبياء والصالحين
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الجمعة مايو 03, 2024 4:41 pm من طرف عبدالله الآحد

» بطلان قاعدة الخلف في أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الجمعة مايو 03, 2024 12:22 am من طرف عبدالله الآحد

» *لا إله إلا الله الحليم الكريم*
أدب التخاطب في السنة النبوية Ooou110الخميس مايو 02, 2024 7:59 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

أدب التخاطب في السنة النبوية Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 26 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر

صادق النور


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9664 مساهمة في هذا المنتدى في 3201 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    أدب التخاطب في السنة النبوية

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5202
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    أدب التخاطب في السنة النبوية Empty أدب التخاطب في السنة النبوية

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مايو 10, 2022 2:20 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد

    فهذا ملخص للبحث المُحكَّم بعنوان : (أدب التخاطب في السنة النبوية) كتبه الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التخيفي – حفظه الله تعالى − الأستاذ المساعد بكلية التربية بقسم الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود بالرياض,
    نسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف السابقين واللاحقين، نبينا محمد، وعلى آله وصبحه أجمعين. أما بعد
    فإن الكلمة من جليل نعمة الله على عباده، فهي الكاشفة عن مدفون المشاعر، والمبينة عن مكنون الضمائر، ولا يُعرف قدر هذه النعمة إلا برؤية حال من حُرمها، والكلمة من موجبات النجاة أو الخسران، فرب كلمة أوجبت لقائلها الجنة، ورب كلمة أوبقت صاحبها في النار، عن أبي هريرة قال: قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوى بها في جهنم)). ( رواه البخاري (حديث 6113).

    والكلمة لها الأثرُ النافذُ في القلوب، فرب كلمةٍ رأبت صدعاً، ورب كلمة فرقت جمعاً، ورب كلمةٍ أوقدت عزيمةً في النفس، ورب كلمةٍ خذَّلت نفساً منبعثة للطاعة، وقد جعل النبي الفألَ هو الكلمة الطيبة يستبشر بها المسلم فتنبعث همتُه وتعظم رغبته.
    لأجل هذه الاعتبارات وغيرها، فقد اعتنت نصوص الوحيين الشريفين، ببيان الآداب التي ينبغي أن يلتزمها المتكلم لتكون كلماته نافعةً، جالبةً له الأجر دافعةً عنه الوزر.

    تمهيد
    معنى التخاطب ، ومفرداته

    الـخِطابُ والـمُخاطَبة: مُراجَعَة الكَلامِ، وقد خاطَبَه بالكلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً، وهُما يَتـخاطَبانِ.
    والمخاطبةُ مفاعلة من الخطاب، وهي: مراجعة الكلام بحضرة من يخاطبه،
    وضدها المغايبة. انظر: الصحاح، الجواهري (خطب)، ولسان العرب، ابن منظور (1/361) مادة: خطب.

    الحوار: أصله من الحور، وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء. انظر: لسان العرب (حور).
    والتحاور: تراجع الكلام. فهو متفق مع التخاطب،
    إلا أنَّ التخاطب أخص منه، لأنه يكون بحضرة من يخاطبه، وأما الحوار، فإنه أعم من ذلك. فيمكن أن يحاوره من هو غائب عنه، كمن يحاور غيره كتابةً.
    الجدل: وهو بمعنى الحوار، إلا أنه يأخذ صفة الغلبة والشدة والخصومة، ولذا فإنَّ شدة الفتل تسمى في اللغة جدلاً. انظر: لسان العرب (جدل)، والتعريفات للجرجاني (101)، والتعاريف للمناوي (ص236).

    المحاجة: التخاصم، ورجلٌ محجاجٌ أي جَدِلٌ، والحجةُ ما دفع به الخصم،
    وقيل: الوجه الذي يكون فيه الظفر والغلبة. وهي بمعنى الجدل. انظر: لسان العرب (حجج).
    المناظرة: النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهاراً للصواب.
    انظر: التعريفات للجرجاني (298)، والتعاريف للمناوي (678).
    التجاوب: هو التحاور، وتجاوب القومُ: جاوَبَ بعضُهم بَعْضاً.
    فنطاق البحث هو التوجيهات النبوية التي تعنى ببيان أدب الحديث بين المتخاطبين بمعناه الأعم.

    الفصل الأول
    عناية السنة بإبراز القيم الخُلقية عند التخاطب

    المبحث الثاني

    المحافظة على الذوق العام

    الكلمة من أقوى وسائل التواصل بين الخلق، والعناية بحسن انتقائها واصطفائها، مساهمة فاعلة في نشر الذوق الرفيع بين أفراد المجتمع، وذلك أنَّ ضمور المفردات الحسنة في التخاطب بين الناس، مؤذنٌ بفشو أضدادها من الكلمات الرديئة، ويمكن بيان عناية السنة بالمحافظة على الذوق العام في العناصر التالية:

    أولاً: التحذير من الفحش في القول: الفحش: القبيح من القول والفعل، ويأتي بمعنى التعدي في الرد والجواب
    انظر: النهاية في غريب الحديث (3/415)، ولسان العرب (فحش).

    ، وقد تنوعت الأحاديث الدالة على ذم هذا الخلق, فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)). أخرجه ابن حبان (حديث5695)، والترمذي (حديث2002)، وقال: (حديث حسن صحيح).

    ثانياً: التلميح فيما يستحى بدلاً من التصريح : المتحدث اللبق ينأى بنفسه عن كل لفظٍ ينبو عنه الذوق الرفيع.
    وإليك هذه الأمثلة: فعن عباد بن تميم عن عمه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: ((لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً)) أخرجه البخاري (حديث175).
    , وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ))  أخرجه البخاري (حديث135)، ومسلم (حديث225).

    ففي هذين المثالين لم ينطق النبي صل الله عليه وسلم  بالاسم الصريح للحدث، وإنما عبَّر عنه بصفته.

    ثالثاً: التحذير من أذى المسلمين باللسان: أصناف الأذى باللسان، متعددة،

    فمنها: اللعن، والسخرية، والغيبة، والنميمة، وغير ذلك وجميعها ألفاظٌ تخدش الحياء، وتؤذي النفس، وتعكر الذوق العام.
    فعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم  يقول ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)). أخرجه البخاري (حديث10).

    المبحث الثالث

    التنويه بخلق الصدق

    فإنَّ صدق الحديث، يجعل صاحبه محلاً للثقة، فيُقبل قوله، ويُطمئن إلى خبره، ولا تتحقق هذه الطمأنينة إلا إذا كان هذا الخلق أصيلاً في نفس صاحبه، وإليه الإشارة في قول النبي صل الله عليه وسلم: ((ولا يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدقَ، حتى يكتب عند الله صديقاً))  أخرجه البخاري (حديث5743)، ومسلم (حديث2607).
    , وهو سبب لدخول الجنة كما في حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((إن الصدق برٌ، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب فجورٌ وإن الفجور يهدى إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)). أخرجه البخاري (حديث5743)، ومسلم (حديث2607) واللفظ له.

    المبحث الرابع

    إبراز خلق الرفق والأناة

    الرفق جماع الخير كله، ما خالط شيئاً إلا وأفاض عليه جمالاً وبهاءً عن عائشة −رضي الله عنها− عن النبي صل الله عليه وسلمقال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)) أخرجه مسلم (حديث2594).
    ، وهذا يشمل الرفق في الأقوال، والرفق في الأفعال.

    المبحث الخامس

    إبراز مبدأ الوسطية والاعتدال

    التوسط والاعتدال صفة أصيلة في هذا الدين، وهي تشمل أصول الدين وفروعه، ليس للجفاء ولا للغلو فيه مكان,

    ومن الأمثلة على ذلك في باب التخاطب: النهي عن المبالغة في المدح فعن أبي موسى قال سمع النبيُّ رجلاً يُثني على رجلٍ ويُطريه في المِدْحَةِ، فقال: ((أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل)) ) أخرجه البخاري (حديث5713).
    وهذا محمول على المدح الذي فيه مبالغة وتجاوز للحد، وأما إذا كان المدح بما في الممدوح فلا حرج؛
    إذا أمنت الفتنة على الممدوح، فقد صح أنَّ النبي مدح أصحابه بما فيهم من الصفات الحسنة. قال الحافظ ابن حجر: (والضابط أن لا يكون في المدح مجازفة، ويُؤمن على الممدوح الإعجاب والفتنة).  فتح الباري (10/479).

    الفصل الثاني

    الآداب التي ينبغي للمتحدث أن يتحلى بها


    المبحث الأول

    إعلاء قيمة الجمال في القول

    الكلمات قوالب المعاني ولبوسها، والكلمات الجميلة خير وعاء لحمل المعاني الجليلة؛ لما تُحدثه من أثر محمود في قلب السامع، فتجعله مهيأً لقبولها، قال ابن بطال:(جعل اللهُ في فطر الناس محبةَ الكلمة الطيبة، والفأل الصالح، والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى، والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه، وهو لا يشربه، وبالروضة المنثورة فتسره وهي لا تنفعه). ( انظر: شرح صحيح البخاري لا بن بطال (9/437).

    والتجمل محبوب إلى الله تعالى في كل الأحوال، كما قال صل الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال)) أخرجه مسلم (حديث29).
    ، وجمال القول داخل في عموم الجمال الذي يحبه الله، ولا عبرة بخصوص السبب الذي ورد الحديث من أجله. بل إن الجمال في المعنويات أعظم من الجمال في المحسوسات.
    وقد تنوعت النصوص المؤكدة على العناية بحسن الكلمة، ومن ذلك:

    عن ابن عباس −رضي الله عنهما− قال: سُئل النبي صل الله عليه وسلم عن الفَأْل فقال:((الكلمة الصالحة))
    ، وفي روايةٍ ((الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة)). رواه البخاري (حديث5422)، ومسلم (حديث2223).


    عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله :((اتقوا النارَ ولو بشق تمرة، فبكلمة طيبة)).  أخرجه البخاري (حديث1347)، ومسلم (حديث1016).

    المبحث الأول

    الآداب المتعلقة بالكلمة

    الكلمة هي أداة التخاطب بين المتحاورين، وقد اشتملت التوجيهات النبوية بيان الصفات التي تجعل الكلمة نافعة لقائلها وسامعها:

    ترك الفضول من القول: تظل الكلمة متألقة ذات نفوذ في نفوس السامعين، إذا عرف المتكلمُ قدرها، وأوقعها موقعها اللائق بها.
    عن الحسين بن علي −رضي الله عنهما− قال: قال صل الله عليه وسلم : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)).() أخرجه أحمد (1/201) من طريق حجاج بن دينار، عن شعيب بن خالد.


    ترك التكلف في الفصاحة: هذا الدين مبناه على اليسر والسماحة، ومجانبة التكلف والتنطع، لما يجلبه من إدبار الناس عن المتكلف، ولما يورثه ذلك من إعجاب المتكلف بنفسه،

    عن أبى ثعلبة الخشني عن النبي قال((إن أحبكم إليَّ وأقربكم منى في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدَكم منى في الآخرة أسوؤكم أخلاقاً، المتشدقون، المتفيهقون الثرثارون)). () أخرجه أحمد (4/193)، والترمذي (حديث2018)، وابن حبان (حديث5557).


    توضيح المعنى: عن أنس بن مالك أن النبي صل الله عليه وسلم أنَّه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه. () أخرجه البخاري (حديث95).
    , قال الخطابي: (أما إعادته الكلام ثلاثاً؛ فإنما كان يفعله لأحد معنين: أحدهما أن يكون بحضرته من يقصر فهمه عن وعي ما يقوله، فيكرر القول ليقع به الفهم؛ إذ هو مأمور بالتبليغ، وإما أن يكون القول الذي يتكلم به نوعاً من الكلام الذي يدخله الإشكال والاحتمال، فيُظاهر بالبيان لتزول الشبهة فيه ويرتفع الإشكال معه). () أعلام الحديث (1/208).


    حسن البيان: جودة البيان وجماله، من أنجع الوسائل لإظهار الحق والترغيب فيه، فهو يستحوذ على القلوب ويأخذ بمجامعها، وكم من حق خبا نوره وتلاشى أثره في النفوس؛ لسوء تعبير صاحبه،
    وكم باطل راج وشاع بين الناس؛ لفصاحته قائله وحسن بيانه. عن عبد الله بن عمر −رضي الله عنهما− أنه لما قد رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((إن من البيان لسحراً أو إن بعض البيان سحر)). () أخرجه البخاري (حديث5434).


    التبيّن في معنى الكلمة ومعرفة مآلاتها: فإنَّ دلائل التوفيق للعبد أن يتأمل في كل كلمة يلفظ بها، وأن يعرف عوافبها، فإنَّ الكلمة ملكٌ لصاحبها، فإذا نطق بها ملكته، وقد جاء التحذير من إطلاق اللسان بالكلام الذي لا يعرف المتحدث عواقبه،
    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)). () أخرجه البخاري (حديث6112)، ومسلم (حديث2988).


    الاعتناء بنبرة الصو: هذه المهارة فرقان بين المتحدث الجيد من غيره، وبها يُستدل على حالته النفسية ويعرف غضبه ورضاه والأصل أن يتحدث الرجل بالقدر الذي يُسمعُ مَن عِنده.

    المبحث الثاني

    الآداب المتعلقة بلغة الجسد عند المتحدث

    وهذا المصطلح (لغة الجسد) من المصطلحات المعاصرة، ويراد به: أنَّ لهيئة الجسد لغة مؤثرة في نفس المخَاطبْ، وأنت تجد في بعض الأحاديث تطبيقاً لهذا المعنى:

    العناية بهيئة الجسد عن الحديث: وهذه مهارة مهمة ينبغي للمتحدث أن يتقنها، فإنَّ هيئة المتحدث وحركة الجسد لها أثرٌ بالغ في إيصال الفكرة وتفعيلها في نفس المخاطب.

    تعابير الوجه وأثرها في نفس المخاطَب: إنَّ الكلمة ليست لفظة مجردةً تؤخذ بمنأى عن هيئة قائلها، ألست ترى أنَّ الكلمة يتنوع فهمها باختلاف حال قائلها، وصفة إخراجه لها.

    المبحث الثالث

    اتقان مهارات التخاطب الجيد

    الخطاب المؤثر، هو الذي يحدث أثراً محموداً في نفس السامع، ولا يكون للخطاب ذلك الأثر إلا إذا اقترن بالمهارات التي تزيده فاعليةً، ومن تلك المهارات المستفادة هدي النبي :

    إثارة نفس المخاطب وتحفيزه لسماع ما يقال له: هذا المسلك يأخذ أشكالاً متعددة كطرح الأسئلة على المخاطب لتهيئته لما يقال له، وهو مسلك كان يفعله النبي كثيراً. وتكرار النداء من يُحدثه لتهيئته لما سيُقال له.

    تقريب الأمور المعنوية في قوالب حسية : عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)). أخرجه مسلم (حديث667).
    ففائدة ضرب المثل تقريب الأمر المعنوي في صورة المحسوس لهم، وذلك أنَّ حال المذنب كحال المغتسل في النهر بجامع أنَّ كلاً منهما تزال عنه الأقذار.

    ضبط المشاعر: المحاور الجيد هو الذي يملك السيطرة على انفعالاته، مهما أُلقي إليه من أقوال لا يقبلها.

    مراعاة الزمان والمكان: من تمام حكمة المتحدث، وحصافة رأيه أن يعرف التمايزَ والتفاضلَ بين الأمكنة والأزمنة، وأن لكل منها اعتباره، ولكل منها ما يناسبه.

    جعل المحاور يستدل على الحق بنفسه: المحاور الراغب في ظهور الحق ، لا يبالي إنْ ظهر الحق على لسانه، أو اهتدى إليه الخصم. ولذا تجده يثير أسئلةً يكون جوابها مؤدٍ إلى الحق.

    الفصل الثالث

    الآداب المرعية في حق المخاطب

    المبحث الأول

    حفظ الحق المعنوي للمُخَاطب

    من الجوانب المشرقة في التوجيهات النبوية في شأن التخاطب: اعتبار الحق المعنوي للمُخاطب، وحفظ كرامته، ويمكن ملاحظة هذا الأمر في الجوانب التالية:

    حفظ النبي الألقاب لأصحابها: حفظ الألقاب لأصحابها، وإنزالهم منازلهم اللائقة بهم، تكريمٌ لهم ولأتباعهم، وسببٌ لانشراح صدورهم لسماع الحق, وقد كان النبي يحفظ للناس أقدارهم عند مخاطبتهم.

    النهي عن مناداة المخاطَب بألفاظٍ تدل على احتقاره: المماليك والإماء إخوان لمواليهم، جعلهم الله في خدمتهم، وقد أكد النبي صل الله عليه وسلم هذه الأخوة بقوله: ((إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم)) أخرجه البخاري (حديث2407).
    ، ومن حق الأخ على أخيه ألاَّ يؤذيه بكلمةٍ تجرح مشاعره، أو تشعره بهوانه، ويتأكد هذا الأمر حال المخاطبة.

    تقدير اجتهاد المجتهد، وعدم التقليل من شأنه: إن الإنسان إذا استفرغ وسعه في البحث عن الحق، وأدَّاه نظره إلى اختيار أحد الآراء، فإنَّ نفسه تتطلع إلى من يُقدِّر عملَه، ويُثني على جهده، وإن لم يدرك الصواب، وفي أقل الأحوال أن لاتلحقه عتاب على خطأه.

    النهي عن السخرية به: النهي عن السخرية عامٌ في الأحوال كلها، ومن ذلك: السخرية به أثناء التخاطب والتحاور معه.

    معاتبته باللطف واللين: تتنوع الأخطاء التي تقع من الناس، ويتنوع تبعاً لذلك أسلوب معالجة الخطأ والمعاتبة على فعله, فمن الأخطاء ما يقتضي مساءلة المخطئ؛ لما يترتب عليها من أحكامٍ شرعية كإقامة الحدود، ومنها أخطاء عامة لا يترتب عليها شيءٌ من ذلك، وإن كانت تستدعي المؤاخذة.

    عدم التشهير به عند معاتبته: من الآداب النبوية في حق المخاطب العناية بالستر عليه، وعدم التشهير به، حتى باتت كلمة (ما بال أقوام) (ما بال رجال) ونحوها وصفاً غالباً لمعاتبة النبي بعض أصحابه على ما يقع من الخطأ.

    الإقبال على المخاطب والإصغاء لقوله: فقد كان النبيصل الله عليه وسلم  لم يكن أحدٌ يصافحه إلا أقبل عليه بوجهه ولم يصرفه عنه حتى يخلو من كلامه ففي هذ الهدي بيان خلق نبوي كريم عند التخاطب، وهو الإقبال على المتحدث، وعدم صرف الوجه عنه حتى يفرغ من حديثه، وهو متضمنٌ لحسن الإصغاء له، وعدم مقاطعته.

    المبحث الثاني

    مراعاة الفروق الفردية بين المخاطبين

    هذا جانب من جوانب عناية السنة بشأن التخاطب، وهو الاهتمام بشأن الفروق الفردية بين المخاطبين، ومخاطبة كل أحدٍ بما يناسبه. ويمكن استجلاء هذا الأدب في الأمور التالية:

    أولاً: مخاطبة الإنسان على قدر علمه عن معاذ بن جبل قال ((كنت رِدف النبي على حمار يقال له: عُفير، فقال: يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟
    قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُ العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر به الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا))  أخرجه البخاري (حديث2701)، ومسلم (حديث30).
    فقد خاطب النبي صل الله عليه وسلم معاذاً بما يناسب علمه، ولم يخاطب بهذا الحديث غيره ممن ليس على هذا الوصف،
    بل أمر معاذاً ألاَّ يخبر به أحداً؛ لئلا يحمل الحديث على غير المراد به؛ لقلة علمه، وقد بوب البخاري على هذا الحديث بقوله:(باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا)، وقال عبد الله بن مسعود:(ما أنت بمحدثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة). أخرجه مسلم في المقدمة (1/11) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع.

    ثانياً: تنوع وصايا النبي صل الله عليه وسلم التي يسديها لأصحابه: وتأمل تباين الوصايا النبوية التي كان يسديها النبي صل الله عليه وسلم لأصحابه الذين كانوا يسألونه أن يوصيهم، فإنه كان يخاطب كل أحدٍ يما يلائم حاله كما في حديث أبي هريرة أن رجلا قال للنبيصل الله عليه وسلم : أوصني، قال: ((لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب)). أخرجه البخاري (حديث5765).

    المبحث الثالث

    مراعاة الحال النفسية للمخاطب

    الأصل في مخاطبة الناس أنَّ يكون بالتيسير والتبشير، ولا يُخرج عن هذا الأصل إلا لمصلحةٍ راجحة، ومع هذا الأصل المتضمن الرحمة والشفقة بالخلق، فقد كان النبي صل الله عليه وسلم يراعي الأحوال النفسية للمخاطبين، ويخاطب كل أحدٍ بم يلائم حاله، وإليك هذه الأمثلة:

    مراعاة حالة الملل والسآمة: إنَّ للنفس إقبالاً وإدباراً، ونشاطاً واسترواحاً، ومراعاة تباين تلك الأحوال، ومعرفة أثر ذلك على المخاطب، من دلائل التوفيق للمتحدث، ولهذا الأدب النبوي الكريم تطبيقاتٌ في سيرة النبي صل الله عليه وسلم ، فكان يباسط أصحابه ويمازحهم، وكان يعظهم ويذكرهم، وكان يعلمهم ويوجههم، ولم يكن يطغى جانب على آخر، بل يراعي مناسبة كل حال.

    مراعاته في حالة الحزن: عن أنس بن مالك قال:(مرَّ النبي صل الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني فإنك؛ لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي فأتت بابَ النبي فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك. فقال: إنما الصبر ثم الصدمة الأولى). أخرجه البخاري (حديث1223) واللفظ له، ومسلم (حديث2067).–
    مراعاته في حالة الغضب: الغضب ضد الرضا، وهو شيءٌ يداخل القلب، يُفْقِدُ الإنسان السيطرة على تصرفاته، ومنه ما هو مطبقٌ يذهب بالسمع والبصر، فلا يدري المرء على أفعاله، ومنه ما هو دون ذلك، وكله من الشيطان.

    الفصل الرابع

    الآداب التي ينبغي مراعاتها أثناء المحاورة



    الحوار لمن أخذ بآدابه سبيل من سبل تحصيل العلم، وإظهار الحق ودحض الباطل، وترغيب الناس في الخير، وما تقدَّم من الآداب ينبغي استحضاره في هذا المبحث، ويضاف إلى ذلك بعض الآداب التي هي ألصق بهيئة المحاورة وصفتها:


    المبحث الأول

    العناية بالمقدمات المتفق عليه بين المتحاورين

    فإن المحاور الموفق هو الذي يسعى إلى تضييق مساحة الخلاف بينه وبين من يحاوره، ويمد جسور الاتفاق بينهما، مما يجعل الطرف المقابل مهيأ لقبول الحق والإذعان له.

    المبحث الثاني

    مراعاة حال المحيطين بالمخاطب

    عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول: ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه))() أخرجه الترمذي (حديث2825)، وقال: (حديث حسن صحيح).
    . فقد تضمن هذا الحديث توجيهاً نبوياً كريماً للمتخاطبين أن يحترموا مشاعر المحيطين بهم.


    المبحث الثالث

    حسن إدارة الحوار

    حسن إدارة الحوار هي يراد بها: أن يعرف المحاور متى يبدأ؟، ومتى ينتهي؟، وكيف تساق الحجج؟ وأنت راءٍ في حوارات النبي إجابةً لهذه الأسئلة كلها وأكثرها , منها:

    متى يبدأ الحوار؟ ليس كل حوار يحسن بك أن تشارك فيه، بل من الحوارات ما ينبغي مجانبتها، لعدم نفعها، أو لأنها تحقق مصلحة للخصم، أو غير ذلك من الموانع.

    متى ينتهي الحوار؟ المحاور الجيد يعرف الوقت المناسب للخروج من الحوار، فإنَّ كل حوار لابد له من نهاية يقف عندها، وإذا لم يتقن المحاور هذه المهارة، فربما انتهى الحوار على هيئة تضرُ بالحق الذي ينافح من أجله.

    المبحث الرابع

    الصفات التي ينبغي أن يكون عليها المحاور

    أولاً: العلم: كل حوار لا يُبنى على أساس من العلم فهو عبثٌ ،
    والمراد هنا: علم المحاور بما عنده من الحق، ويتبع ذلك علمه بما عند خصمه من الشبه، وعلمه بطرائق الحوار.
    ثانياً: الإنصاف وعدم البغي: فالمحاور الصادق الناصح لنفسه، يجاهد نفسه للزوم العدل، ومجانبة البغي، وهو من أشد الأخلاق على النفوس.
    ثالثاً: سماع الحق وقبوله: وهو ثمرة الإنصاف، وقد قرر النبي صل الله عليه وسلم أنَّ صاحب الحق أعلى حجة، وأقوى عارضة، عن أبي هريرة قال: كان لرجلٍ على رسول الله صل الله عليه وسلم حق، فأغلظ له، فهمَّ به أصحاب النبي صل الله عليه وسلم ، فقال النبي صل الله عليه وسلم : ((إنَّ لصاحب الحق مقالاً)). أخرجه البخاري (حديث2465)، ومسلم (حديث1061).

    رابعاً: ترك المراء والخصومة: والمراء مرقاةٌ إلى وقوع الشحناء والعداوة، وحاملةٌ على البغي والمكابرة في دفع الحق وعدم قبوله، والمخاصم الشديد الخصومة مُبْغضٌ إلى الله،
    عن عائشة −رضي الله عنها− قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((أنَّ أبغض الرجال إلى الله الألد الخَصِم)). أخرجه البخاري (حديث2325)، ومسلم (حديث2668).
    خامساً: الحلم وكظم الغيظ: لا يسلم المحاور من سماع ما لا يحب من خصمه أثناء المحاورة، والمحاور الموفق قد هيأ نفسه لذلك.
    سادساً: سعة الصدر بسماع قول المحاور: من أهم الآداب التي يحتاجها المحاور أن يكون واسع الصدر، بسماع جميع ما يورده المحاور، وألاَّ يتبرم بكثرة سؤاله أو اعتراضه.
    سابعاً: منح المخاطب فرصة التأمل قبل الرد: غاية الحوار هي إقناع كل من المتحاورين الطرف الآخر بصحة الفكرة التي يتحدث عنها، وتكوّن القناعة في النفس أمرٌ يحتاج إلى تروٍ ومزيد تأمل، وهذا يستدعي أن يمنح المحاورُ الطرفَ المقابل وقتاً للتفكر والنظر.
    ثامناً: الحرص على الإقناع: هذه الصفة هي ثمرة الحوار وغايته، وإقناع المحاور بصحة قولك نجاحٌ لك في حسن عرض الحق الذي عندك، ونهاية حسنة للحوار.
    تاسعاً: أن يكون ممتثلاً لما يدعو إليه: إنَّ من أنجع أسباب الإقناع أن يكون المتحدث ممثلاً لما يدعو إليه في نفسه؛ لأنَّ التعارض بين القول والعمل من أعظم أسباب الصد عن قبول الحق.
    عاشراً: القوة في عرض الحق: إن العرض الهزيل للحق، يُفقده قوته، ويغري الخصم بتجاوز الحدود. والمحاور الناجح محتاج في بعض حواراته إلى الصدع بالحق، وعدم الاسترسال مع الخصم في أقواله، فلم يجب النبي ضماد عن قوله، بل عرض عليه الحق الذي عنده عرضاً قوياً، فما كان من ضماد إلا قبل منه قوله.

    انتهى ملخص البحث
    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    ###################################
    نقلناه لحضراتكم لتمام الفائده وعظمه الموضوع
    ::::
    أحبكم في الله
    ::::
    لا تنسونا من صالح دعائكم



    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 2:48 pm