طائفه النصيريه أو العلويون
العلويون أو العلوية نسبة إلى علي بن أبي طالب لتولّيهم إياه إمامًا بعد وفاة الرسول محمد؛ طائفة مسلمة من الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، تتميّز عن بقية الفرق الإثني عشرية بإيمانهم بالأدلة العقلية. ويقدر عددهم في العالم بحوالي 7 إلى 14 مليونًا، يسكن أغلبهم في سوريا وفي الأقاليم السورية الشمالية ولواء الإسكندرون الواقع الآن في تركيا، ويميزهم الإيمان بكون محمد بن نصير النميري أحد نواب الإمام المهدي في فترة الغيبة الصغرى، في حين يجمع من سواهم من الإثني عشرية على كونه مدعيًّا منحرفًا. ويضاف إلى ذلك عدم اعتمادهم على نظام المرجعيات الدينية (الذي يعد أساسيا عند من سواهم)، وكذلك وجود القليل من الكتب في الفقه والحديث تميز هذه الطائفة. وهي تعتمد بشكل أساسي على الكتب الشيعية وعلى رأسها الكتب الأربعة ومصنفات أخرى كثيرة يشتركون فيها مع بقية الاثناعشرية. وبسبب سرية هذه الفرقة فقد توجه إليها زخم كبير من الاتهامات تاريخيا؛ فوصفها بعض الشيعة بالغلو ومن أهل السنة توصف بأنها فرقة تستر عقائد باطنية كفرية. وهم اليوم يتواجدون في الجبال الساحلية السورية ويختلفون عن علويي المغرب أو الزيديين في اليمن أو تركيا.
اسم علوي كانت له دلالات كثيرة في التاريخ. فكان يطلق على كل من تولّى الإمام علي بن أبي طالب ووافقهُ وسارَ في نهجه. ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته. وفي عهد الصفويين أطلق الاسم على طائفة في شرق الأناضول تقول بتأليه علي بن أبي طالب فسماها الأتراك "علي إلاهي" ثم صار اسم طائفة شيعية في تركيا (انظر علويو تركيا) وكلمة علوي في اللسان التركي تلفظ "ألافي".
يتجمع معظم العلويين في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوبًا إلى جبال طوروس شمالًا، ويتوزع بعضهم في ريف حماة وحمص واللاذقية وطرطوس والإسكندرونة وقيليقية في تركيا، إضافة إلى تواجدهم في جبل محسن بطرابلس في لبنان وفي مدينة عانة في العراق.
عرف العلويون بعدة أسماء منها:
النصيريون: نسبة إلى محمد بن نصير، وهي التسمية التي نجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين.
الخصيبية: نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي.
الفلّاحون: تسمية أخرى لهم في القرن 19، قال بطرس البستاني "النصيرية: جيل من الناس في شماليّ سورية، لهم اعتقاد يخصّهم، يُخفونه عن الناس، ويُسمَوْن بالفلّاحين.
تعد فكرة فصل الدين عن المجتمع أساسية عند العلويين حيث أنه لا توجد مرجعية دينية عند العلويين وهناك رفض عام لتدخل رجال الدين في المجتمع ويعد العلويين من أكثر الطوائف انفتاحا مع انتشار الفكر العلماني واليساري. من أشهر العلويين المعاصرين: قائد ثورة الساحل السوري ضد الفرنسيين صالح العلي ومؤسس حزب البعث زكي الأرسوزي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين كالشاعر أدونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والمسرحي ممدوح عدوان وسعد الله ونوس وغيرهم.
الاختلاف مع بقية الشيعة
بعد وفاة الإمام حسن العسكري يعتقد الشيعة أن ابنه الإمام محمد بن حسن المهدي قد غاب "غيبة صغرى"، حيث أنه رغم احتجابه عن عامة الناس إلاّ أنه كان يستطيع الإجابة عن المسائل الفقهية التي كانت ترسل إليه عبر وسطاء محددين، وهم ماسماهم الناس "السفراء"، وهم أربعة أشخاص.
إلاّ أن مجموعة أخرى من الشيعة كان لها اعتقاد آخر، حيث لم تؤمن هذه الجماعة بهؤلاء السفراء وإنما آمنت أن محمد بن نصير النميري هو "باب" الإمامين الحسن العسكري وإبنه محمد المهدي، مثلما كان الإمام علي باب الرسول محمد استنادا إلى الحديث "أنا مدينة العلم وعلي بابها". إذن اعتبرت هذه الجماعة محمد بن نصير اقرب الاشخاص إلى الإمامين الحسن العسكري والإمام المهدي وأكثر الناس معرفة بعقائدهم ودينهم وأحاديثهم. فسماهم الناس "النصيرية" نسبةً إلى محمد بن نصير. ويسمون أنفسهم بالعلويين.
أدلة التشريع
العلوية هي طريقة وليست مذهبًا، لأنها تعتبر أن الدين الإسلامي هو دينها الوحيد وطريقتها في فهم الإسلام عرفانية نابعة عن منهج علي بن أبي طالب في فهم الإسلام وأصول الطريقة النصيرية العرفانية تعتمد على أربع أركان رئيسية وهي:
القرآن
الأحاديث النبوية والسنة
الإجماع
العقل
تعود التسمية بكلمة نصيري إلى محمد بن نصير البكري النميري الذي كان من معاصري الإمام الحسن العسكري. تعتقد النصيرية بأن أبي شعيب (لقبه الإمام الحسن العسكري بأبي شعيب) هو الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري ولكن الشيعة المقصرة أو الجعفرية يرفضون ما يقوله الشيعة النصيرية ببابية السيد أبي شعيب بل يعتبرون أن سفير الإمام كان أبو جعفر السمان وهو المسؤول المالي لدى الإمام العسكري لذلك انتقد الشيعة النصيرية الشيعة الجعفرية بعدم تمييزهم بين المرجع العلمي والديني أي الباب الشرعي وهو السيد أبي شعيب محمد بن نصير وبين القائم بالإعمال المالية وهو أبو جعفر العمري البغدادي السمان.
التاريخ
الأمر حتى وفاة الإمام الحسن العسكري
البداية الحقيقية للعقيدة العلوية هو بداية التشيع كما يراها العلويون أنفسهم، وهي عندهم استمرار للإسلام المحمدي عبر الأوصياء الشرعيين للنبي وهم الأئمة الإثنا عشر حيث كان أوائل من اطلق عليهم الشيعة هم أصحاب الإمام علي ومن يواليه هم شيعته واستمر التشيع في من يحملون عقيدة الايمان بإمامة الأئمة الإثنا عشر والتي يروون انها كانت بنص واضح عن الرسول وهي مستمرة حتى وقتنا الحالي
ويعزى الانقسام بين العلويين والشيعة الإثني عشرية ما بعد زمن (الإمام الحسن الاخر العسكري) حيث يؤمن النصيرية ببابية محمد بن نصير في فترة الغيبة الصغرى.
محمد بن نصير
هو أبوشعيب محمد بن نصير بن بكر العبدي النميري التميمي البصري وكانت كتب الإمام الحجة ودلائله وتوقيعاته تخرج على يد السيد أبي شعيب محمد بن نصير بن بكر النميري البصري وبالرد على هؤلاء الذين تكلموا عن هذه الشخصية الإسلامية الخطيرة والذين حملوا وزر اتهام خاصة الأئمة منهم السلام وأبوابهم وادّعوا لهم نوابًا لم يسمع أحد بهم أن يرجعوا إلى الله وأهل العصمة وإلى المكتبة العظيمة التي خطها أتباع السيد محمد بن نصير والتي لولاها لضاعت معالم وعلوم الشيعة وإلى جهادهم في سبيل الحفاظ على الخط الإمامي الأصيل وبالعودة إلى الحديث الوارد عن الإمام أبي الحسن صاحب العسكر: عن علي بن حسان قال: جعلت فداك عمن أخذ معالم ديني فقد كثرت المقالات فقال الإمام العسكري: خذها ممن يرميه المسلمون بالرفض وترميه المقصرة من الشيعة بالغلو وهو عند المرتفعة محسود فاطلبه فأنك تجد عنده ما تريد من معالم دينك فلم اجد هذه الصفة في غير أبي شعيب محمد بن نصير فتبعته فوجدت عنده كل ما أردته.
فهذه حجة الغلو على محمد بن نصير التي يتناقلها المقصرة من الشيعة هي دليل شرعي على بابية محمد بن نصير بدليل قول الإمام العسكري منه السلام.
خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه من جنبلا بفارس، وكنيته العابد والزاهد
الحسين بن حمدان الخصيبي: المولود سنة 260 ه من أسرة كريمة عريقة في التشيع والإمامة وفدت من منطقة الجزيرة العليا(ديار ربيعة)إلى الكوفة ومنها انتشرت في محيطها حيث استقر جده خصيب بن أحمد الخصيبي الحمداني التغلبي في بلدة جنبلاء الواقعة بين واسط والكوفة كي يكون قريبا في المشاهد المقدسة في الغري والحائر وفيها تعرف على السيد أبي محمد بن جنان الجنبلائي.
وكان من تلامذه الحسين بن حمدان الخصيبي سيف الدولة الحمداني وابن عمه أبي فراس الحمداني وتجدر الإشارة انه لاقرابة بين ابي عبد الله بن حمدان والاسرة الحمدانية في حلب مؤسسة الدولة الحمدانية لكن كان على درجة مرموقة عندهم.
وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله عده مؤلفات بعضها موجود ومطبوع وضاع بعضها الاخر.
انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن القاسم الطبراني 358 _ 427 ه.
ثم كان للعلويون مركزان احدهم في بغداد والاخر في اللاذقية، اما مركز بغداد فقد انتهى مع دخول المغول إلى بغداد، واستمر مركز اللاذقية.
ويعدّ سرور بن قاسم الطبراني من أعلام العلوية، إذ قام بالانتقال إلى مدينة اللاذقية السورية. وبالرغم من أقلّية العلوية في سوريا، إلا أنها تتمتع بنفوذ واسع.
وفي عام 1097 إبان الحملة الصليبية، قاتل الصليبيون العلويين في بادئ الامر. وفي عام 1120، هزم الإسماعيليون والأكراد العلويين. وبمرور 3 سنوات على الهزيمة، تمكنوا من هزيمة الأكراد. وفي عام 1297، حاول الإسماعيليون والعلويون الاندماج إلا ان الاختلافات المذهبية حالت بين عملية الاندماج.[ادعاء غير موثق منذ 1207 يوماً]
عندما هيمنت الامبراطورية العثمانية على بلاد الشام في 1516، قام الأتراك بالبطش بهم وقتلوا الآلاف[ادعاء غير موثق منذ 1207 يوماً] . وبسقوط الامبراطورية العثمانية واستبدالها بالانتداب الفرنسي على سورية ولبنان، منح الفرنسيون حكمًا ذاتيا لهم وانخرط بعضهم في صفوف الجيش الفرنسي المحلي[ادعاء غير موثق منذ 1207 يوماً] .
عقيدة
يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للشيعة وقد صدرت فتاوٍ من الأزهر الشريف وعلماء الشيعة بكون العلويين طائفة إسلامية يحرم تكفيرها. يتصف المذهب عموما بالغموض لذا لا توجد جمعية تعمل على نشر المذهب والتبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الأدبيات العلوية ويظن أغلب الناس بأنها ممنوعة من التداول، وهي اقرب إلى الباطنية اذ كشفها أحد اتباعهم في القرن التاسع عشر وهو سليمان الاذني في كتابه الباكورة السليمانية في كشف اسرار الديانة النصيرية.
الاختلاف مع السنة
يرى العلويون أن الخلافة بعد الرسول يجب أن تكون للإمام علي بن أبي طالب، وذلك وفق القرآن كما يعتقدون، ووفق الأحاديث الذين يعتقدون بها ويجدون لها مخرجا من صحاح السنة والشيعة على حد سواء. بينما يرى المسلمون السنة أن الرسول أمر أبا بكر الصديق بالصلاة بالمسلمين في حياته ولم يصل أحد بهذه الامة في حياة الرسول سوى صاحبه وأبو زوجته أبو بكر فقد قال الرسول لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر. وأن علي بن أبي طالب كذلك كان خليفة المسلمين الرابع فلم يرشح نفسه قبلها فكان عالم دين ووزير لكل الخلفاء. فالتقديم يكون عند أهل السنة والجماعة بأحفظهم للقرآن وأعلمهم بالحديث والدين وأكبرهم سنًا ومن يجمع المسلمون على تقديمه بعد أن يرشح نفسه ويقبل هو ذلك أولًا.
الاختلاف مع الشيعة الإمامية
يتفق العلويون مع الشيعة عامة بالرواية التاريخية لمرحلة الرسول وما بعد الرسول ولكنهم يختلفون بالنظريات الدينية والتفاسير القرآنية وتقديسهم لعلي بن أبي طالب، ويزعمون انهم يعرفون النصف الآخر من الحقيقة الظاهرة بالتواتر عن الأئمة المعصومين.. أكثر مايركز عليه العلويون هو أهتمامهم بالعقل، حيث يرمزون بالعقل للرسول.
يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للإمامية الإثناعشرية إلا أن أفراد بعض الفرق الأخرى يكفرونهم لتقديسهم علي بن أبي طالب مع الرسول محمد. ولقلة الأدبيات العلوية، تبقى العلوية من المعتقدات المبهمة لحرص الطائفة على بقاء مطبوعات الطائفة ضمن نطاق ضيق من التداول.
يتصف المذهب العلوي عموما بالغموض وبالسرية، فعلى عكس مذاهب أخرى تسعى لجذب الأفراد وحثهم على التحول إليها، نجد المذهب العلوي يرتبط بمنطقة جبال العلويين جغرافية محددة على الساحل السوري ولا توجد مؤسسة رسمية تعمل على نشر المذهب والتبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الأدبيات العلوية ومنعها من التداول بين غير العلويين. وعندما يبلغ الصبيان عمر 15 أو 16 سنة، يخصصون سويعات من اليوم لتعليمهم العقيدة العلوية، ويترك الاختيار للصبيان إن أرادوا الاستمرار في التعمق في الامور الدينية والارتباط مع أحد المشايخ للتوغل في امور الدين.
العشائر العلوية
العشائر الرئيسة يرجعون في نسبهم إلى فرعين رئيسيين هما:
1. فرع القبائل الشاميّة والعراقية من غسّان وبهرا وتنوخ. الذين اعتنقوا المذهب الشيعي في وقت مبكر ثم انحرفوا عن التشيع إلى ما يسمى حاليا بالنصيرية. بعض قبائلهم كالمحارزة يدّعون أنّهم هاشميون، وبعضهم ازداد عددهم بهجرة قبائل طيء (نهاية القرن الثالث الهجري) وغسّان الذين دفعتهم الحروب الصليبية ومعهم الاَمير حسن بن المكزون (ت638 هـ) من جبل سنجار في العراق إلى منطقة الشام في المنطقة الممتدة من طبرية وجبل عامل حتى حلب.
كلمة العشيرة تعني التكوين الاجتماعي أو العشائري، فهم ينقسمون بذلك إلى عشائر كثيرة، وكانت في الغالب كل عشيرة تحمل اسم جدها فمثلا:
النواصرة ينتسبون إلى جدهم ناصر.
الجهنية وينتسبون إلى جدهم الأمير أبو الخطار الجهني.
الرسالنة وينتسبون إلى جدهم رسلان.
الياشوطية جدهم ياشوط بن علي
الخياطية وينتسبون إلى جدهم علي الخياط الذي قام هو والشيخ محمد البانياسي بالاتصال بالأمير حسن المكزون، ومن المحتمل أن يكون الدكتور مصطفى الشكعة قد أخطأ لأننا لم نسمع أبدًا بعشيرة تدعى الياشوطية با الرغم من وجود قرية تدعى بيت ياشوط ولدى قراءة كتاب الشكعة نلاحظ بسرعة افتقاره إلى العلمية التي حاول كثيرًا أن يقول أنه يتبناها.
2. الحيدرية الغيبية وهم علويو شمال نهر الكبير الشمالي، حاليا في منطقة بسنادا وما حولها. ومن الضياع والعائلات العلوية المشهورة في المنطقة آل ماشي، آل غانم، آل كحيلة، آل حلوم، آل حاتم، آل غزال وآل معّلا، ومن أشهر مشايخ الطائفة الحيدرية إبراهيم حلوم، دفن في مقام الخضر بقرية جناتا، كامل حاتم وفضل غزال.
أقسام الدين عند العلويين
للمذهب العلوي أقسام وأسباب..
وتندرج تلك الأقسام تحت مظلّة الولاية على الخصوص.. إذ فروع الدين وأصوله عند المسلمين عامةً معروفة مألوفة ولكن عند العلويين فيوجد أصل (الولاية) وذلك الأصل هو الذي يميّزُهم عن غيرهم.. إذ يعتقدون بالولاية أي الائتمام بأولي الأمر وهم أئمة أهل البيت والرسول صلى الله عليه وسلم.
وذلك قولُهُ [إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا] (البقرة 124)
وقولُهُ: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] (الإسراء 71)
وقوله: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا] (الأنبياء 73)
وقولهُ: [وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ] (القصص 5)
وقولُهُ: [وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ] (يس 12)
وأيضا أقوال الرسول عن علي ناصًّا إليهِ بالأمر حسب المنظور العلوي بعدهُ ومنها: (إنّهُ أخي ووزيري وخليفتي من بعدي ووارثي فاسمعوا لهُ وأطيعوه)
وقولهُ في خطبة غدير خمّ: (من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصرْ من نصره واخذل من خذله)
وقولهُ: (عليٌّ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيَّ بعدي)
المعرفة عند العلويين
المعرفة مشتقة من فعل عرف أي أدرك بالعقل وأيّدَ بالقلب ،، والمعرفة أساس كل دين وأسّ كل بناء.. إذ من دونها لم يكن تطبيق ولا فعل ناتج عن الإيمان.. ولسنا هنا نفرق بين الإيمان والمعرفة ولكن المعرفة قبل الإيمان.. إذ لا يمكن لامرئٍ أن يؤمن ويعتقد بشيءٍ يجهله ولا يعرفه، وهكذا دواليك.. فالمعرفة نبض الإيمان وجوهره..
علي في بعض خطبه (أولُ الدين معرفته)..
المعرفة عند العلويين تتجلى بمعرفة الله حق معرفته واتباعه حق اتباعه والتسليم والإذعان له متبعين قوله تعالى: (وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدونِ) ولا يمكن للمرء كما اوضحنا سابقًا أن يعبد شيء ويدين به إلا بمعرفته.. إذ المعرفة هي المحي بالعبادة والتدين.
وذلك قول علي عندما سئلَ فقيلَ له: بمَ عرفتَ ربّكَ يا أمير المؤمنين؟ فقال: بما عرفني عن نفسه: (شيءٌ لا كالأشياء وجسمٌ لا كالأجسام لا يشبهه شيء ولا يخلو منه شيء وهو السميع البصير الحيّ الداري الذي أحسن كل شيء خلقه لا أقول أنه مشاهد بالعيان بل تشاهده القلوب بحقيقة الإيمان).
ومن هنا نهج المسلمون العلويون المنهج العرفاني أي معرفة الله والإقرار التامّ به وبرسله وكتبه وملائكته وأوليائه. كما يؤمن العلويين بالتقمص ولهم دلالتهم على ذلك من القرآن الكريم وهذه الفكرة تأتي من فلسفة لديهم أن النفس يجب أن تمتحن أكثر من مرة حتى تصفى ومن ثم تحاسب وفق مفهوم يوم الحساب فمثلا الطفل الذي يولد ومن ثم يتوفاه الله بعد عام لا يمكن أن يخضع لحساب لأنه لا يميز فلا بد من أن تنتقل روحه إلى جسد آخر. والتقمص مصدرها قمص اي لبث قميص وكون العلويون المعرفة عندهم أهم الأقوال فهم مؤمنين أن الله عادل بكل شيء ولا يظلم مثقال نقير فإذا خلق إنسانًا أعمى أو مشلولًا، يبقى وفق اعتراف الجميع نفس لكن ما هو مبرر أن يولد على هذا النحو، هم يسألون ومن يقول إن ذلك عقاب لأهله يستغفرون له لإيمانهم أن الله عز وجل لا يعاقب أحد بأعمال غيره وأنه حاشى لله أن تزر وازرة وزر أخرى فلا بد أن هذه النفس كانت في جسد ومات صاحبها وانتقلت إلى جسد مولود حديثا على هذا النحو لتعذب عما فعلت سابقا ويستشهدون بقول السيد المسيح (ولدت قبل أن يولد إبراهيم).
العلويون في سوريا
يرى نيقولاوس فان دام أن العلويين يشكلون 11.5% من الشعب السوري.
لمحة تاريخية
مع سقوط الامبراطورية العثمانية واستبدالها بالانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، في الحقيقة قامت الحكومة الفرنسية بتقسيم سوريا إلى دويلات ذات حكم ذاتي، ربما بهدف إضعاف البلاد وتسهيل قمع حركات التمرد، فمنح الفرنسيون حكمًا ذاتيًا للعلويين وانخرط بعضهم في صفوف الجيش الفرنسي المحلي[ادعاء غير موثق منذ 1207 يوماً] .
وقبيل الاستقلال، انقسم وجهاء الطائفة بين مؤيد للوحدة مع سوريا الداخلية، وبين معارض لها سُمّيوا بالإستقلاليين، وبعث بعض وجهاء الطائفة ببرقية للحكومة الفرنسية يطالبونها فيها بعدم الانسحاب من سوريا خوفا من تعرضهم للإضطهاد المسلم السني، كان من أبرز الموقعين عليها سليمان أسد جد الرئيس حافظ الأسد وسليمان المرشد الزعيم الروحي للمرشدية، ومن أبرز من أيّد الوحدة الشيخ صالح العلي ويونس حمدان وأحمد ديب الخيّر وعلي ملحم رسلان ومنير عباس وإسماعيل هواش (والد عزيز بك هواش، وهو استقلالي)، وبالنتيجة تمت الوحدة مع سوريا الداخلية.
في منتصف الأربعينيات ناشدَ علويون ومنهم سليمان الوحش رئيسَ الحكومة الفرنسية بأن لا يُلحِق «الشعب العلوي» بدولة سوريا المسلمة التي تعتبرهم كفارًا، محذرين من مصير مخيف وفظيع ينتظر العلويين في حالة إرغامهم على ذلك. وذكر العلويون حالة اليهود الطيبين (وفقًا لقولهم) الذين يُذبحون مع أطفالهم في فلسطين (بحسب وصفهم)، كأقوى دليل على أهمية القضية الدينية عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام.
في عام 1970 تولى حافظ الأسد السلطة في سوريا بعد قيامه بما يُسمى انقلاب 1970، وأجرى فيما بعد استفتاء شكلي تولى على أثره الرئاسة في سوريا.
أهم عقائد النصيرية
للنصيرية عقائد كثيرة بعضها ظاهر وبعضها - وهو الأكثر- لا يزال في طي الكتمان، وقد اتضح أن أهم عقائدهم وأبرزها:
- تأليه علي رضي الله عنه.
ولا تستبعد وقوع هذا فإن هؤلاء من أساسهم كانوا عباد أوثان وعباد بقر وفروج، وبعد أن دخلوا في الإسلام أو على الأصح تظاهروا به كان من أبرز عقائدهم: تأليه الإمام علي رضي الله عنه، زاعمين أنه إمام في الظاهر وإله في الباطن لم يلد ولم يولد، ولم يمت ولم يقتل، ولا يأكل ولا يشرب.
وبحسب اعتقادهم أن الله تجلى في علي فقد اتخذ علي محمداً وبالغوا في كفرهم فقالوا:
إن علياً خلق محمداً،
ومحمد خلق سلمان الفارسي،
وسلمان خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض وهم:
المقداد: رب الناس وخالقهم الموكل بالرعود والصواعق، والزلازل.
أبو الدر: (أبو ذر الغفاري) الموكل بدوران الكواكب، والنجوم.
عبد الله بن رواحة الأنصاري: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام (1) ،.
والمجوسية ظاهرة في هذه الأفكار لم يتغير فيها إلا الأسماء فقط.وهذه الأقوال يكفي واحد منها لدحض ما يزعمونه من إسلام، فهي نهاية الكفر والخروج عن منهج الله عز وجل.
ويحتج النصيريون لهذه العقيدة بقولهم: إن الله معبود مقدس يحل في الأجسام متى يشاء، وله التصرف، وإليه ترجع الأمور.
وعلي رضي الله عنه- وحاشاه عن كفرهم - حين زعموا أنه إمام في الظاهر وإله في الباطن قسموا طبيعته إلى قسمين: الظاهر وهو القسم البشري منه قسم الناسوت الذي يأكل ويشرب ويلد ويولد ويتقرب إلى عباده ليعرفوه عن كثب.
وأما الباطن منه فهو قسم اللاهوت: الذي لا يأكل ولا يشرب.
ومن حماقتهم أنهم يستدلون على ألوهية علي بما حصل له من كرامات كقلع باب خيبر، وشجاعته الحربية، وزعموا أنه كان يكلم الجن، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسند إليه قتال الكفار الظاهرين، وعلي أسند إليه قتال المنافقين، لأنه يعرف البواطن.
وقد اختلفوا في مكان حلوله بعد أن ترك ثوبه الآدمي أي صورته البشرية.
فمنهم من يتجه إلى القمر في عبادته لاعتقاد أنه حل فيه، بل القمر نفسه هو علي، وهؤلاء يسمون الشمالية.
ومنهم من يتجه إلى الشمس في عبادته لاعتقادهم أنه حل فيها، بل الشمس نفسها هي علي، وهؤلاء يسمون الكلازية (2) ،، ومن هنا قال مدير مدرسة نصيرية حينما سمع بوصول رواد الفضاء من الأمريكان وغيرهم إلى سطح القمر - بزعمهم- (إن كان ما ذكروه حقاً أن القمر مكون من جمادات فعلى الدين السلام، وغضب لربه وقال في ذمه لهذه الكشوفات عن القمر: (الآن ينتهي مفعول الدين إذا أثبتت هذه الكشوف كونه مجموعة من التلفيقات) (3) ،.
بينما المسلم الحق لا يتأثر في دينه ولو دخل الناس النجوم الواحد تلو الآخر؛ بل يقول: هذا من تمكين الله لهم لا بقدرتهم، ولا يغضب؛ لأنه يعلم أن ربه هو خالق الكون وما فيه، وأنه هو الذي يمكن عباده من كل ما يشاءه تعالى.
ويؤكد صاحب الهفت الشريف أنه (ما من مؤمن يموت إلا وتحمل روحه إلى الإمام علي فينظر فيها، فإذا كان مؤمناً ممتحناً صافياً صعدت الملائكة بروحه إلى السماء فتغمسها في عين على باب الجنة اسمها عين الحياة) الخ (4) ،.
ويقول عن الأئمة:
(نحن الأئمة أولياء الله لا يفتر علينا من علمه شيء لا في الأرض ولا في السماء، نحن يد الله وجنبه، ونحن وجه الله وعينه، وأينما نظر المؤمن يرانا. إن شئنا شاء الله - ولا تلقه إلا إلى أهله- والحمد لله الذي اصطفانا من طينة نور قدرته، ووهبنا سر علم مشيئته ...إلخ) (5) ، .
ويتجلى تأليههم للإمام علي رضي الله عنه في تلك الأدعية الركيكة الخالية عن العقل وعن أدنى المعرفة، والتي تسمى (سوراً) عندهم.
جاء في السورة الثالثة: (اللهم إني أسألك يا مولاي يا أمير النحل، يا علياً يا عظيم يا أزل يا فرد يا قديم، يا علي يا كبير يا أكبر من كل كبير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا علي يا قدوة الدين يا عالم يا خبير، يا راحم الشيخ الكبير يا منشئ الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير يا محل كل يسير من غير عسير الذي يعرف المعرفة وينكرها عليه وعلى أبو دهية (6) ، ما يستحق من الله، وعلى أبو سعيد السلام ورحمة الله) (7) ،.
وفي سورة السجود: (يا علي سجد لك وجهي الفاني البالي إلى نور وجهك العزيز الحي الدائم... يا علي لك الإلهية يا علي لك الملكوتية...إياك مولاي علي نعبد) ( ، إلخ ذلك الهراء الطويل.
وفي سورة الإشارة:
(لله ارتفاع القصد والعزة والإشارة لك يا مولاي يا أمير المؤمنين يا علي يا أنزع يا بطين (9) ، يا محيي العظام الدوارس وهي رميم اللهم إني أسألك يا مولاي يا أمير المؤمنين أن تجعلنا في عبادتك كاسبين غانمين مؤيدين منصورين، ولا تجلعنا في عبادتك لا خاسرين ولا نادمين) (10) ، وما أحراهم بنهاية الخسارة والندامة، ولو كانت لهم عقول لما جمعوا لعلي رضي الله عنه بين الألوهية والإمارة.
وجاء في السور الكبيرة:
(أول معرفتي بالله أشهد شهادة تقية نقية مشعشعة نورانية بيضية علوية حجابية محمدية، أشهد شهادة الحق في منهج الصدق، أشهد شهادة بأن لا إله إلا مولاي ومولاك أمير النحل علي، ولا حجاب إلا السيد محمد ولا باب إلا السيد سلمان...وأشهد أن الله علي ربي يحييني ويميتني، وهو الحي الذي لا يموت (11) ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير وإليه المصير) (12) ،.
ويظهر الأثر اليهودي واضحاً في السورة السادسة عشرة المسماة سورة النقباء، وفيها: (سر اثني عشر نقيباً، سر ثمانية وعشرين نجيباً، سر أربعين قطباً أولهم عبد الله بن سبأ، وآخرهم محمد بن سنان الزاهري...سر عبد الله بن سبأ نقيب النقباء، سر محمد بن سنان الزاهري نجيب النجباء، سرهم أسعدهم الله أجمعين في أربع أقاليم الدنيا والدين بحق الحمد لله رب العالمين) (13) ،.
إلى آخر هذه الخزعبلات والسور التي تحوي مثل ذلك الكفر والإجرام والتعابير الركيكة التي لا تمت إلى العقل والمعرفة بأدنى صلة، لقد فاق هؤلاء بلادة الحمير وكل المخلوقات، وكانوا أضل من الأنعام.
وهناك نصوص أخرى تركتها خشية الإطالة، تنضح مجوسية وإلحاداً، مما يدل دلالة قاطعة على أن الذين وضعوا الديانة النصيرية كانوا متشبعين بالمجوسية، ولهم اطلاع على كل الديانات من يهودية ونصرانية وهندوسية وغير ذلك.
وقد أضافوا إلى ألوهية علي وحلول الإله فيه أن الإله حل أيضاً في سائر الأئمة من بعد علي، ومن ذلك ما قالوه في مقتل الحسين مما نقلناه سابقاً عن الهفت الشريف وزعمهم فيه أن الحسين هو الله رب العالمين، بل إنهم يعتقدون جازمين أن الأئمة أفضل من كل الأنبياء، لأن الأئمة بزعمهم يكلمون الله بدون واسطة والأنبياء بواسطة.
وقد اقتبسوا هذه الأفكار الخاطئة عن الشيعة الاثني عشرية، وهؤلاء أخذوها عن ابن سبأ اليهودي، ومن العجب أنهم مرة يجعلون الإمام علياً إلهاً، ومرة أخرى يجعلونه نبياً، ومرة أخرى يستدلون على فضائله بكلام الله في القرآن يحرفونه بأقوال مكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا خرج الكثير من شبابهم بسبب هذا الخلط والاضطراب الفكري إلى الإلحاد الماركسي.
وبعد أن استوثق هؤلاء الفجار من قبول الطغام الذين هم على شاكلتهم بكل ما جاءوهم به من الكفر والإلحاد دون اعتراض طمع هؤلاء في دعوى الألوهية بعد أن استهانوا بأمرها لكثرة المتألهين في مبادئهم، بحجة أن الله - تعالى عن جهلهم- يحل في من يشاء من عباده.
وقد ادعى رجل منهم الألوهية في هذا الزمن حين كانت فرنسا مستعمرة للشام وتخطط لإحياء الجهل وطمس الدين بأي وسيلة كانت؛ لتبقى أطول مدة تحكم فيها بلاد المسلمين فوقع اختيارهم على دمية نصيري من سوريا يسمى سلمان المرشد، فأوصل نفسه إلى رتبة الألوهية- لأن الله تقمص به- وآمن به واتبعه كثير من النصيريين.
وقد مثل المهزلة تمثيلاً جيداً فكان كما يذكر في تاريخه يلبس ثياباً فيها أزرار كهربائية، ويحمل في جيبه بطارية صغيرة متصلة بالأزرار، فإذا أوصل التيار شعت الأنوار من الأزرار فيخر له أنصاره ساجدين حين يرون طلعته الشقية.
ومن الطريف أن المستشار الفرنسي الذي كان وراء هذه الألوهية المزيفة كان يسجد مع الساجدين ويخاطب سلمان المرشد بقوله: يا إلهي، وبعد أن ادعى الألوهية كان عليه أن يرسل الرسل، وهذا ما حصل بالفعل فقد اتخذ سلمان المرشد رسولاً اسمه سلمان الميده، وكان يشتغل جمَّالاً عند أحد المزارعين في حمص، في حين كان سلمان المرشد مدعي الألوهية راعي أبقار، وهكذا يكون الإله راعياً والرسول جمَّالاً كما يذكر الحلبي.
قال أبو الهيثم: (لقد جاء يوم على المرشدية كانت فيه سيفَ الفرنسيين المصلت على رقبة كل وطني في هذه المحافظة - يقصد اللاذقية-، وكان ذلك عام 1938م، إذا أقام ربها سلمان نفسه دولة ضمن دولة يفرض الإتاوات ويجبي الضرائب وينصب المحاكم وينفذ أحكام الإعدام ويقطع طرق المواصلات إلخ (14) ،.
وحين رحل الفرنسيون عن سوريا في مواكب العار- كما سماها أبو الهيثم- وذلك سنة 1938م- ترك له هؤلاء من أسلحتهم ما أغراه بالعصيان، فجردت الحكومة السورية آنذاك قوة بقيادة محمد علي عزمة فتكت ببعض أتباعه واعتقلته مع آخرين ثم أعدم شنقاً في دمشق عام 1946م.
وقد سئل مرة قبل هلاكه فقيل له: أنت إله وأغاخان إله فكيف تتسع الأرض لإلهين؟ فأجاب بقوله: (إن الخالق يبث روحه فيمن يشاء، وقد يبثها في مائة من مخلوقاته فيصيبون أرباباً مثلي) (15) ،.
وقال عنه أبو الهيثم: (العجيب في أمر سلمان أنه لم يكن ليصرح بمزاعمه الإلهية خارج حدود نفوذه قط، وقد مثل منطقته في البرلمان السوري كأي نائب - من غير الناطقين، فلم يسمع منه أي تصريح أو تلميح لما يقول فيه أتباعه، وأذكر أنني اجتمعت به وسألته عن هذه الدعوى التي تشيع عنه فأنكرها أشد الإنكار، وشهد على نفسه بالإسلام.
وقد قال لي يومئذ: إن كل مهمته في جماعته هي أن يحاول تنظيم أمورهم على أساس الإسلام، وعدّد بعض أعماله الإصلاحية هناك مما لا غبار عليه..غير أن الواقع أن الرجل كان أذكى من أن يصرح بغير هذا أمام أي عاقل خارج جماعته) (16) ،.
وبعد هلاك هذا المتأله ألّه أتباعه ابنه مجيب الأكبر بن سلمان المرشد، وقد قتل هذا أيضاً، ولكن استمر أتباعه على تأليهه، ومن حماقاتهم وخبثهم على المسلمين وزعمائهم أنهم يقولون عند ذبح أحدهم ذبيحته: باسم مجيب الأكبر من يدي لرقبة أبي بكر وعمر (17) ، ومن هنا فإنه لا يجوز لأي مسلم إذا مر بديارهم أن يأكل من ذبائحهم.
ومن العلماء من يذكر أنهم الآن يريدون تأليه أحد أخوة مجيب الذين لا يزال لهم نفوذ عند جهلاء النصيرية (18) ؛ بل ويصرحون بتمسكهم بالمرشدية، يقول أبو الهيثم: فالمرشدي لا يكتم عقيدته في تأليه سلمان وأبناءه الذين أعدهم ذلك الأب (البار) لمنصب الألوهية منذ أن اختار لهم بعض أسماء الله الحسنى (فاتح، سميع، مجيب) (19) ،.
وقد أصبح من المألوف أن تسمع هذا المرشدي يدافع عن عقيدته باسم حرية الفكر، ولهم صلاة يسمونها الصلاة المرشدية وينسبونها إلى مجيب الأكبر، يقولون فيها: تسبيح إلى مولانا مجيب بن سلمان المرشد الرب العظيم.
مولانا لك العزة والمجد والتهليل والتكبير، سبحانك ربنا إنك كريم رحيم، يا مولانا يا مجيب المرشد، سبحانك أنت الرب العظيم، إلى آخر الدعاء الذي اشتمل على صدق اللجوء إلى هذا الرب المخترع، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وينص النصيريون في دعائهم ويلحون على أن الله تعالى يرزقهم بجنود غرباء عنهم وعن وطنهم، يأتون إليهم من جهة الغرب لينقذوهم من حكامهم المسلمين.
وقد وصف الأستاذ الشكعة هذه الإشارات في دعائهم إلى أنها دعوة لفرنسا المستعمرة لتثبت أقدامهم في بلادهم (20) . يقول أبو الهيثم: (ثبت بصورة قاطعة أن المرشدية على صلة وثيقة بالإرسالية البروتستانية الأمريكية في اللاذقية، وهل صلة مريبة لا شك أن وراءها أصابع السياسة الأمريكية وبكلمة أوضح أصابع الصهيونية العالمية) (21) ، (35)
- عقيدتهم في الثواب والعقاب
تؤمن النصيرية بتناسخ الأرواح, وأن الروح عندما تفارق الجسم بالموت تتقمص ثوبا آخر, وهذا الثوب يكون على حسب إيمان هذا الشخص بديانتهم أو كفره بها, وعلى هذا فهم يرون أن الثواب والعقاب ليسا في الجنة والنار وإنما في هذه الدنيا على حسب التراكيب والتقمصات الناسوتية والمسوخية التي تصيب الروح.
وهم إضافة إلى ذلك يؤمنون بعالم روحاني تسكنه المخلوقات العليا أو النجوم وهذه المخلوقات تفيض بالنور بشكل متسلسل وفق ترتيب السموات السبع, وهؤلاء يشكلون العالم النوراني الكبير, وتتكون السموات السبع من أهل المراتب والكواكب ويعتقد النصيريون أن عدد العالم البشري (119) ألفا ويتكون من المقربين والكروبيين والروحانيين والمقدمين والسائحين والمستمعين واللاحقين, وجميع هذه المراتب من العالم النوراني الذي هبط من السماء النورانية على سبع مراحل و أما عالم الظلمة فيضم الأرواح التي لبست قمصان المسوخية في كل أدوار مسخها, ومنها المسخ بصورة امرأة (22) .
وذلك لأنهم يعتقدون أن المرأة لا تستحق أن تكون مؤمنة فإذا قدر لها ذلك فإنها بعد موتها ترد بصورة رجل مؤمن لأن صورة المرأة هي هبوط من الدرجة التي سما لها المؤمن, أما الرجل الكافر بدينهم فيعتقدون أنه عندما يموت ترد روحه في صورة امرأة كافرة, لأن الشياطين كما يقولون من المرأة والإنسان إذا ارتقى في كفره صار إبليسا وورد في صورة امرأة (23) .
ويجري على هذا الاعتقاد قولهم أنه كان قبلنا سبعة أدوار وسبعة أوادم وفي كل دور كان يبعث فيهم آدم ونحن في الدور الثامن وسيبقى الكون والوجود هكذا وإلا يبطل سلطان الله وقدرته (24) .
وتقمص الأرواح بالنسبة للمؤمن في نظرهم هو ارتقاؤه في الدرجات والمراتب حتى يخرج من هذه القمصان اللحمية ويلبس قمصان الأنواع وهي النجوم (25) . فالنجوم هم المؤمنون والصالحون.
أما الكافر فيحل عليه المسخ والنسخ, فيبقى كذلك على مر الأكوار والأدوار يأتي بقمصان رديئة دنيئة كالحيوانات التي تذبح والتي لا تذبح أو أن يأتي بصورة جامدة من معدن أو حجر فيذاق بذلك حر الحديد وبرده. (26)
ويرى المفضل الجعفي أحد مشايخ ابن نصير أن الحجر والشجر والماء والملح وغير ذلك مما لا يدب ولا يمشي ولا يطير, وهو كما يتحلل من أبدان المؤمن والكافر, فكل من هذه الأشياء من كانت له طعم طيبة ورائحة لذيذة أو ملامسة لينة أو مشرب صافي فإنه يكون مما يتحلل من أبدان المؤمنين, وأما الأشياء التي لها رائحة نتنة وطعمها مر وغير ذلك, فإنه يتحلل من أبدان الكافرين. (27)
والكافر في اعتقادهم يمسخ في كل شيء ما عدا الصورة البشرية وذلك لما سبقه من الكفر والجحود والإنكار لأهل الحق - وهم النصيرية - فيعاقب ويعذب بتركيبه بكل شيء ما عدا الصورة البشرية الإنسانية من بقر وغنم وإبل وطير وهوام وكل ذي روح من قردة وخنازير مما يؤكل ولا يؤكل وهذا في نظرهم هو المسخ والنسخ, فالذي يؤكل منه هو نسخ والذي لا يؤكل هو مسخ, وهذا كله - كما يزعمون - عدل من الله عز وجل لهؤلاء الجاحدين لأهل الحق لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [ الانفطار: 6-11], فمسخهم الله لتكذيبهم بالدين لأن (الدين) (28) المذكور في الآية الكريمة - كما يزعمون - هو أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. (29)
والتناسخ الذي يقع على الكافر بديانتهم يجري عليه ألف موتة وألف ذبحة وذلك عن طريق المسخ والنسخ ويستدلون على ذلك بآيات منها قوله تعالى عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ [ الواقعة: 61-62], وقوله تعالى فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ [ الإنفطار: 8] وقوله جل وعلا قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا [ الإسراء: 50 - 51], ويعتبرون (الخلق الذي يكبر في الصدور) الذهب والفضة باعتبارهما من معادن الجبال لقوله تعالى وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [ فاطر: 27], فالجبال في نظرهم هم الجبابرة والطواغيت الذين ظلموا أهل الحق - النصيرية - فمسخوا على هذه الحالة, حتى ينتهي هذا الدور, فيمسخوا مرة أخرى حيوانات تؤكل وتشرب (30) .
ويبقى عذاب المسخ والنسخ على الكافر بدينهم في جميع الأدوار إلى أن يظهر القائم الغائب - وهو محمد بن الحسن العسكري - فيرد هؤلاء في صورة الإنسانية, ثم يقتلهم من جديد فتجري الأودية بدمائهم كما يجري الماء (31) .
والكافر قبل ظهور القائم ينادي ويصرخ أن يخرجه الله من العذاب الواقع عليه بالمسخ والنسخ وأن يعيده إلى الصورة الإنسانية ليؤمن بدينهم ويعمل صالحا ويستدلون على ذلك بقوله تعالى وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر: 37], فالكافرون يقولون لربهم أخرجنا من الأبدان المسوخية ومن هذا العذاب إلى الأبدان الناسوتية لكي نعمل صالحا (32) "
والنصيرية في الوقت الحاضر لا تنكر هذا الاعتقاد مطلقا, بل لا تزال تؤمن به وتبرره بكل ما يعنيه هذا الاعتقاد من كفر وإنكار يقول هاشم عثمان النصيري: "إن إنكار وجود البعث شيء طبيعي وهو كان ذائعاً في العصر العباسي قبل ظهور اصطلاح النصيرية (33) ". وكأن وجود هذا الاعتقاد يبرر إنكار النصيرية للبعث والنشور.
والواقع أن اعتقاد التناسخ بكل صوره وأشكاله, يهدم ركنا هاما من أركان الإيمان في الإسلام وهو الإيمان باليوم الآخر بما فيه من ثواب وعقاب وجنة ونار وعدم الإيمان بالآخرة يخرج الإنسان من طريق الإسلام, وهذا واضح في كثير من آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة: 177] ِ, وقوله تعالى وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا [ النساء: 136] ووصف الله هذا اليوم بوصف دقيق في كثير من الآيات والسور كقوله تعالى يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة : 6-8] فكيف بنا فيمن يعتقد بالتناسخ والذي جاء الإسلام لإزالته, كما أزال باقي الاعتقادات الوثنية والإلحادية, أما الآيات التي يستدلوا بها على هذا الاعتقاد الفاسد فهو نوع من المغالطة والتأويل بالرموز والألغاز, والإسلام بريء من هذا لأنه دين الوضوح بلا لبس ولا غموض.
ونستطيع أن نقول بكل تأكيد أن التناسخ مرتبط باعتقادات كثيرة كانت سائدة قبل الإسلام في فارس والهند واليونان, وما يقول الدكتور محمد كامل حسين: "فإن لهذه العقيدة علاقة بمذهب التناسخ في الديانة البوذية, والديانة الهندوكية", ففي الديانة البوذية ظهر بوذا على هيئة حيوانات وطيور وشجر وصور أنسية حوالي ألف مرة, وفي الديانة الهندوكية ظهر شيفا على صور إنسانية عديدة. كذلك ظهر مذهب التناسخ عند فلاسفة اليونان وكانوا يعتقدون بظهور آلهتهم بصورة مختلفة, وكان فيثاغورس أحد فلاسفتهم يدرس هذه الفكرة لأتباعه, بل إنه كان يؤمن بقرابة الإنسان والحيوان" (34) . (36)
زعيمهم وسبب انفصاله عن الشيعة وموقفهم منه
تنتسب هذه الطائفة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وكنيته أبو شعيب، وكان من الشيعة الاثني عشرية، وأصله من فارس، ثم انفصل عنهم إثر نزاع بينه وبينهم على ثبوت صفة الباب له، حيث ادعى أنه الباب إلى المهدي المنتظر فلم تقرّ له الإمامية بذلك فانفصل عنهم وكوّن له طائفة وقد ظل زعيماً لطائفته إلى أن هلك سنة 260هـ، وبعضهم يذكر أنه في سنة 270هـ وقد كان فيما يقول علماء الفرق - مولى للحسن العسكري- الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية- ولقد كان للحسن العسكري موقف شديد منه ومن آرائه الكفرية.
لقد صار ابن نصير داخلاً في قسم كل نصيري، وهو قسم مملوء بالشرك والإلحاد، وهو يشير بكلمات موجزة إلى ديانتهم وما فيها من الاعتقادات، لا يعرفها إلا من توسع في دراسة هذه الطائفة ووقف على مخازيهم بمداخلته لهم، وهذا القسم هو كما يأتي: (أني وحق العلي الأعلى وما أعتقده في المظهر الأسنى، وحق النور وما نشأ منه، والسحاب وساكنه، وإلا برئت من مولاي عليّ العلي العظيم وولائي له ومظاهر الحق، وكشفت حجاب سلمان بغير إذن وبرئت من دعوة الحجة ابن نصير، وخضت مع الخائضين في لعن ابن ملجم، وكفرت بالخطاب - أي بالديانة والدعوة- وأذعت السر المصون وأنكرت دعوى أهل الحق، وإلا قلعت أصل شجرة العنب من الأرض بيدي حتى اجتثت أصولها وأمنع سبيلها، وكنت مع قابيل على هابيل، ومع النمرود على إبراهيم، وهكذا مع كل فرعون قام على صاحبه إلى أن ألقى العلي العظيم وهو عليّ ساخط وأبرأ من قول قنبر وأقول إنه بالنار ما تطهر) (1) ، وحين بنى ابن نصير ديانته على الالتصاق بالحسن العسكري، وإنه الباب إلى ابنه المزعوم محمد بن الحسن العسكري، كان الحسن العسكري شديد التحذير منه شديد السخط عليه حيث كتب إلى أحد أتباعه قائلاً له ومحذراً من أفكار ابن نصير وفجوره:
(إني أبرأ إلى الله من ابن نصير النميري، وابن بابا القمي فأبرأ منهما، وإني محذرك وجميع الموالي ومخبرك أني ألعنهما عليهما لعنة الله فتانين مؤذيين، آذاهما الله وأرسلهما في اللعنة وأركسهما في الفتنة) (2) ،.
والسبب في لعنه إنما كان في دعوى ابن نصير النبوة ودعوى الألوهية لأهل البيت وغير ذلك من المبادئ والاعتقادات الوثنية المجوسية، وقد نقل عبد الحسين عن القمي وصفه لابن نصير بأنه كان فاحشاً وشاذا جنسياً بالتعبير الحديث، حيث أجاز اللواط وسائر المحرمات مدعياً أن ذلك من التواضع والتذلل في المفعول به...إلى آخر ما وصف به من صفات شنيعة (3) ، لا نحب ذكرها هنا.
ولكن في الهفت الشريف نفى هذا تماماً، وأنه لا يقع من مؤمن منهم، بل يقع على من أبغض علياً فقط كما يرويه المفضل (4) ، الجعفي، وقد أجمعت كتب الشيعة على ذكر دعوى ابن نصير أنه الباب ثم النبوة ثم القول بألوهية علي، وإباحية المحارم، والقول بالتناسخ كما استوعب عبد الحسين الشيعي أخباره في كتابه (العلويون أو النصيرية) نقلاً عن أهم مصادرهم مثل سعد القمي (5) ، والنوبختي، وأبو عمر الكشي (6) ، وأبو جعفر الطوسي (7) ، ، والحلي ( ، والطبرسي، والدكتور مصطفى الشيبي.
وبعد ذلك حاول جاهداً البراءة من النصيرية، ومن ابن نصير وجميع أفكاره ومعتقداته، حتى وإن كان له صلة الصحبة بالحسن العسكري ثابتة في كتب الشيعة، إلى أن مات الحسن العسكري ثم قيام ابن نصير بدعوى الباب إليه منكراً وكلاء الإمام محمد بن الحسن العسكري وهذا أهم الأسباب في نقمة الرافضة على ابن نصير واتهامهم له بشتى الاتهامات.
ويؤكد أحد علماء الشيعة الاثني عشرية وهو محمد رضا شمس الدين الذي زار النصيرية سنة 1376هـ للتعرف على أحوالهم موفداً من أحد المراجع الدينية في النجف عبد الهادي الشيرازي؛ أن النصيرية لا يزالون إلى اليوم يتمسكون بأفكار زعيمهم محمد بن نصير، وذكر أنه حينما زارهم رحبوا به أجمل ترحيب، ولكنه لاحظ عدم اكتراثهم بفرائض الدين من صلاة وحج وعدم وجود مساجد في منطقتهم، كما لاحظ أن فكرة تناسخ الأرواح لا تزال منتشرة بينهم وهم يسمونها تقمص الأرواح) (9) ،.
ولاشك في صحة شهادة محمد رضا فإنه أعلم بهم (وشهد شاهد من أهلها) فأي إسلام لهم بعد تركهم الصلاة والحج ومحاربة بناء المساجد، ثم القول بالتناسخ الذي هو قول المجوس عباد الأوثان. ومع هذا فإن أهل السنة في غفلة تامة عنهم.
ومن الجدير بالذكر أن الاثني عشرية قد توجهت نحو جميع فرق الباطنية النصيرية وغيرهم من سائر الغلاة- وجهة جديدة وهي احتواء جميع تلك الفرق وصهرها في بوتقة المذهب الاثني عشري؛ فقد نادوا بأن النصيرية العلوية هم شيعة أهل البيت وهو ما أكده الشيرازي منهم (10) ، ووقوف العلويون إلى جانب الرافضة في عصرنا الحاضر أقوى شاهد. (11)
*********************************
تابعونا جزاكم الله خيرا
...............
لا تنسونا من صالح دعائكم
أمس في 5:34 pm من طرف عبدالله الآحد
» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
السبت مايو 18, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد
» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد
» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد