آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» الله أول بصفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها سبحانه وتعالى
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110أمس في 5:34 pm من طرف عبدالله الآحد

» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110السبت مايو 18, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد

» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور

» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد

» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد

» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooou110الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الحشاشيين  أو  الحشيشه Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9691 مساهمة في هذا المنتدى في 3213 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    الحشاشيين أو الحشيشه

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:05 pm



    طائفة الحشاشين أو الحشيشية


    طائفة الحشاشين أو الحشاشون أو الحشيشية أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله،
    واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته.

    اتخذت دولة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام. ممَّا أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب.

    كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

    قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.

    التسمية

    إن أقدم تطبيق كتابي لمصطلح "حشيشية" على النزاريين نجده في الرسالة التي كتبها الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 1123م والمرسلة إلى الإسماعيليين في الشام "(إيقاع الصواعق الإرغام)" وكان الهدف من هذه الرسالة نقض مزاعم نزار المصطفى لدين الله بالإمامة والتأكيد على شرعية الخط المستعلي وقد استُخدم فيها مصطلح الحشيشية مرتين من دون تقديم سبب واضح.

    وتمّت الإشارة إلى النزاريين مرة أخرى بالحشيشية في أقدم كتاب سلجوقي معروف للأخبار كتبه سنة 1183م عماد الدين الأصفهاني في كتابه "(نصرة النصرة)" من دون تقديم معنىٰ اشتقاقي للكلمة وقد استخدم مصطلحات أخرى للقذف مثل الباطنية والملاحدة.

    أما المؤرخون الفرس من الفترة الإيلخانية ومنهم الجويني ورشيد الدين اللذان هما المصدران الرئيسان لتاريخ الجماعة النزارية في فارس - فلم يستخدموا مصطلح الحشيشية أبداً، وقد استخدموا مصطلح "الملاحدة" عندما لم تكن الإشارة إليهم كإسماعيليين.

    وتبقى الحقيقة أنه لا النصوص الإسماعيلية التي تمت استعادتها حتى الآن؛ ولا أيّاً من النصوص الإسلامية غير الإسماعيلية المعاصرة التي كانت معادية للنزاريين تشهد بالاستعمال الفعلي للحشيش من قبل النزاريين. وحتى المؤرخون الرئيسيون للنزاريين مثل الجويني الذي نسبوا كل أنواع الدوافع والمعتقدات الخبيثة للإسماعيليين فإنهم لا يشيرون إليهم "بالحشاشين" والمصادر العربية التي تشير إليهم بذلك لا تشرح البتة هذه التسمية من جهة استعمال الحشيش.

    وتبقى هناك آراء أُخرى حول الأصل الاشتقاقي للكلمة منها:

    أساسان (Assasins): أي القتلة أو الاغتياليون. وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم؛ فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».
    حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل «الحسن بن الصباح» الذي أوجد منظمات الفدائية.
    عساسون: مشتقة من «العسس» الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.
    أساسين: مأخوذة من الكلمة الأصلية (المؤسسين) حيث أنهم أسّسوا قوتهم في قلعة ألموت.
    ومع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأت التحويرات العربية لمصطلح الحشاشين تلتقط محلياً في سورية وتصل إلى مسامع الصليبيين لتكوّن عدداً من المصطلحات"Assassin,,,Assissini,,,Heyssessini" والتي صار ينعت فيها الإسماعيلييون النزاريون في سورية الأمر الذي أدّى لظهور اسم جديد دخل إلى اللغات الغربية وهو "Assassin" وأصبح يعني "القاتل" ،وقد كانت المخيلة الأوربية خصبة في وصف هؤلاء الحشاشين، وزخرت كتبهم بالكثير من الأساطير حولهم فنجد قصة الرحالة الإيطالي ماركو بولو التي باتت تعرف بـ"أسطورة الفردوس" والذي نقرأ في كتابه في وصف قلعة ألموت ما يلي:

    «بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة! »
    وتجدر الإشارة إلى أن قلعة ألموت قد أُحرِقت سنة 1256م بينما ولد ماركو بولو سنة 1254م فإذا لم يكن قد زارها وعمره سنتين فهو لم يزرها أبداً. كما أن الطبيعة المناخية لقلعة ألموت التي تغطيها الثلوج طيلة 7 أشهر بالسنة يجعلها غير صالحة لزراعة الحدائق الموصوفة في الكتاب. وعلى كل حال فإن مثل هذه القصص المليئة بالمبالغة والخيال نجدها كثيراً عند ماركو بولو.

    التأسيس
    بعد دراسة عقائد المذهب الإسماعيلي في مصر.غادر حسن الصباح القاهرة نتيجة خلافات سياسية.فوصل أصفهان سنة 1081 م. ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة الإسماعيلية، وركّز جهوده على أقصى الشمال الفارسي، وبالتحديد على الهضبة المعروفة بإقليم الديلم واستطاع أن يكسب الكثير من الأنصار في تلك المنطقة.
    ولم يكن حسن الصباح مشغولاً فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولاً أيضاً بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في كل البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة حيث فضل معقلاً نائياً ومنيعاً وملاذاً آمناً للإسماعيليين، فوقع اختياره على قلعة ألموت. قلعة ألموت هي حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلاً وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.
    أستطاع حسن الصباح من دخول القلعة سرا يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر 1090م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل متخفياً داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه 3000 دينار ذهبي ثمناً لها. وبذلك أصبح سيّداً لقلعة الموت، ولم يغادرها طيلة 35 عاماً حتى وفاته.
    وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتداداً للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث الانشقاق.

    الإستراتيجية العسكرية
    في سعي حسن الصباح ورفاقه لنشر المذهب الإسماعيلي في إيران، اعتمد على استراتيجية عسكرية مختلفة عن تلك السائدة في العصور الوسطى. وتمثلت هذه الإستراتيجية في الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الأعداء. بدلا من الخوض في المعارك التقليدية التي تؤدي إلى ايقاع الاف القتلى من الجانبين. ولاجل ذلك اسس حسن الصباح فرقة متكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها ب"الفدائيين".

    وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإسيتراتجيات والقتل. وكان أكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيون الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم بحيث يتمكنوا من الوصول لأماكن استراتيجية تمكنهم من تنفيذ المهمات المنوطة بهم. وهناك قصة مثيرة يرويها المؤرخ كمال الدين فيقول ان زعيم الحشاشين سنان راشد الدين في سورية أرسل مبعوثا إلى صلاح الدين الايوبي وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس، وأمر المبعوث ان ياتي برسالته، ولكن المبعوث قال: "امرني سيدي الا أقدم الرسالة الا في عدم حضور أحد" فامر صلاح الدين باخلاء القاعة تماما إلا من اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقال: "ائت برسالتك"، ولكن المبعوث اجاب: "لقد أمرت بالا أقدم الرسالة في حضور أحد على الإطلاق" فقال صلاح الدين:"هذان المملوكان لايفترقان عني، فاذا أردت فقدم رسالتك والا فارحل" فقال المبعوث:"لماذا لاتصرف هذين الاثنين كما صرفت الاخرين؟" فأجاب صلاح الدين:" انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد" عندئذ التفت المبعوث إلى المملوكين وسألهما:" إذا امرتكما باسم سيدي ان تقتلا هذا السلطان فهل تفعلان؟" فردا قائلين 'نعم'، وجردا سيفهما وقالا:"امرنا بما شئت" فدهش السلطان صلاح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين.

    طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للإسماعيلة، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب. ونادرا مانجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل انهم لجئوا في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي الأعداء.

    النهج العسكري لدولة الحشاشين كان إلى حدا كبير دفاعيا. فرغم أنتشار الإسماعيليين في المدن إلا أن المعاقل الرئيسية لهم كانت متمثلة في القلاع الحصينة والتي تبنى غالبا فوق قمم الجبال مما يجعلها ملاذا امنا في مواجهة اي غزو محتمل.حيث كان الحشاشون يحرصون على بناء مخازن كبيرة لخزن الماء والطعام داخل القلاع مما يجعلهم قادرين على مواجهة الحصار الطويل. وقد نجحت هذه القلاع في صد أغلب الهجمات الموجهة إليها والصمود لعشرات السنين.

    الانشقاق عن الدولة الفاطمية
    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: نزارية
    أخذت الدولة الفاطمية على عاتقها نشر العقيدة الإسماعيلية في معظم المناطق الإسلامية وقد حققت بذلك نجاحات كبيرة في مصر واليمن والحجاز وبلاد الشام إلا أن نشر الدعوة في بلاد فارس قد شكل تحديا مهما للفاطميين. وذلك لأن إيران كانت بعيدة عن سلطة الدولة الفاطمية ووقوعها تحت الحكم السلجوقي السني الذي كان لا يتواني عن قمع أي حركة إسماعيلية. إلا أن هناك كثير من الدعاة كانوا مستعدين لتحمل تلك المخاطر في سبيل نشر عقيدتهم. وكان من هؤلاء الدعاة حسن الصباح.

    ولد حسن الصباح لاسرة شيعية اثنا عشرية واعتنق الإسماعيلية فيما بعد. وانتقل إلى القاهرة سنة 471 هـ\1078م لتعلم عقائد مذهبه الجديد بشكل أكبر.

    كانت الدولة الفاطمية في تلك الفترة تعاني الكثير من المتاعب والفوضى الداخلية والخارجية. الأمر الذي أجبر الخليفة والإمام الفاطمي المستنصر بالله على الاستعانة بواليه على عكا بدر الدين الجمالي. وإعطائه الصلاحيات المطلقة. نجح بدر الدين من تخليص الدولة إلا انه استبد بالحكم حتى أصبح هو الحاكم الفعلي للدولة من دون الخليفة.

    كان حسن شديد العداء لبدر الدين الجمالي حتى أنه أُبعد عن القاهرة وعاد إلى أصفهان عام 473 هـ\1081م في ظل ظروف غامضة وبأمر من بدر الجمالي.

    بلغت سطوة بدر الجمالي أن عهد بالوزارة لابنه الأفضل شاهنشاه الذي كان يشاركه في أعمال الوزارة فلما توفي بدر في جمادى الأولى (487 هـ =1094 م) خلفه ابنه في الوزارة، وأقره الخليفة على منصبه، ثم لم يلبث أن توفي المستنصر بعد ذلك بشهور في (18 من ذي الحجة سنة 487 هـ =29 ديسمبر 1094م) عن عمر يناهز سبعة وستين عامًا، وبعد حكم دام نحو ستين عامًا.

    وكان الخليفة المستنصر قد سمى أكبر أولاده نزار المصطفى لدين الله خلفا له في الإمامة والخلافة. إلا أن للوزير الأفضل الذي كان يهدف لتقوية مركزه الدكتاتوري خططا أخرى. فسارع للتحرك عقب وفاة الخليفة المستنصر مباشرة في خطوة وصلت إلى حد الانقلاب في القصر. فقام بتنصيب الاخ الغير شقيق لنزار "أحمد" على راس العرش الفاطمي ولقبه بالمستعلي بالله.

    وكان على المستعلي بالله اصغر أبناء المستنصر وابن اخت الوزير الاعتماد الكلي على وزيره القوي. سارع نزار المخلوع إلى الفرار إلى الإسكندرية وأعلن من هناك الثورة. وحققت ثورته نجاحات كبيرة.وتقدمت قواته إلى مشارف القاهرة الا انها ما لبثت ان تعرضت لهزيمة كبيرة وقع على اثرها نزار في ايدي جنود الأفضل ليسجن ويقتل.

    وكان الخليفة المستنصر قد أبلغ حسن الصباح أن الإمام من بعده سيكون نزار. لذلك فهو لم يتردد في تأييد قضية نزار وقطع روابطه بنظام الحكم الفاطمي وأعتبر المستعلي بالله غاصبا للخلافة والإمامة واتبعه بذلك جل الإسماعيليين في فارس.وبايع نزار وابنه الهادي من بعده على الإمامة ليُعرفوا فيما بعد بالإسماعيلية النزارية. وبمرور الوقت استطاع "النزاريون" الثأر لنزار وذلك باغتيال الوزير الأفضل سنة 1121م وفي عام 524 هـ\1130م تم اغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله في القاهرة من قبل عشرة حشاشين.

    حكم حسن الصباح (1094م-1124م)/(487 هـ-518 هـ)
    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: حسن الصباح
    بمجرد أن سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر دعاته في جميع أرجاء إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم السلجوقي للبلاد. فأرسل دعاته إلى كوهستان، وهي منطقة جبلية قاحلة -تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين- وقد تحوَّل الأمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أو حركة استقلال من الحكم السلجوقي، فقد هبَّ الإسماعيليون في ثورات صريحة في كثير من أنحاء الإقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان وقعين وطبس وتون وأخريات. وسرعان ما انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحاً لا يقلّ عن مثيله في كوهستان. وكانت المناطق الجبلية ذات ميزة واضحة للتوسع الإسماعيلي. وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي لإيران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث البلاد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة والإسماعيلية.

    وقد أثار هذا الانتشار السريع والانتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره الأكبر نظام الملك الذي كان شديد العداء للإسماعيليين ولحسن الصباح.

    ولم يتأخر السلاجقة في مواجهة هذا التمرد عسكرياً ففي سنة 1092 م قام السلاجقة بتحشيد جيوشهم، وفرضوا الحصار على قلعة ألموت معقل الدعوة الإسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان.

    ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أو سبعين شخصاً في ذلك الوقت، ولكنهم نجحوا في صدّ مُحاصريهم، وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت، ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في نوفمبر 1092م\485 هـ ولم يحقق السلاجقة أيّاً من أهدافهم.

    وفي تلك الأثناء أُحرِز أول نصرٍ كبير لهم. وكانت ضحيتهم الأولى الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان ذا سلطة عالية في البلاط السلجوقي؛ ومن أشد المحرّضين على الهجوم على الإسماعيليين ففي 12 رمضان 485 هـ (16 ديسمبر 1092م) تقدّم أحد الفدائيين الإسماعيليين وهو مُتخفٍ بثياب الصوفيين نحو محفة الوزير الذي كان محمولاً ومتجهاً إلى خيام حريمه، فهاجم الوزير وطعنه فمات الوزير وقُتِل المهاجم.

    بعد موت السلطان ملكشاه حدث صراع بين أبناءه على السلطة فقد تولى السلطة بعده السلطان بركيارق والذي كان مشغولاً تماماً بالصراع ضد أخيه غير الشقيق محمد تابار الذي كان يحظى بتأييد أخيه الشقيق سانجار، وكان على استعداد لأن يطلب المساعدة السريّة من الإسماعيليين لمواجهة أعداءه، فقد كان ممثلو بركيارق في خراسان يحصلون على تأييد الإسماعيليين في كوهستان ضد الجناح المنافس، حتى أنهم قاموا بالعديد من الاغتيالات ضد خصوم بركيارق.

    وتمكّن الإسماعيليون من السيطرة على قلعة بشرق البورج في عام 1096م حيث حصلوا على مساعدات قيّمة من حاكم دمغان، وهو ضابط يُدعى مظفر كان قد تحول سراً إلى العقيدة الإسماعيلية، إلا أنه كان يتظاهر بالولاء للدولة السلجوقية حتى عُيّن قائداً على قلعة، فقام بترميمها وعندما اكتملت ترتيباته صدع بحقيقة انتمائه باعتباره إسماعيلياً من أتباع حسن الصباح، وظل يحكم القلعة 40 سنة، وكانت قلعة غيردكوه تطلّ على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران مما جعلها ذات قيمة استراتيجية كبيرة للقوة الإسماعيلية المتصاعدة.

    واستطاع الإسماعيليون تدعيم قوتهم في رود بار أكثر فأكثر بالسيطرة على قلعة لامسار بهجوم شنّوه عليها في الفترة من 1096 إلى 1102 وكان يقود الهجوم "كيا بزرجميد" الذي ظل قائداً للقلعة طيلة عشرين عاماً. وكانت القلعة تحتل مكانا ستراتيجياً فوق صخرة مستديرة تطلّ على نهر شاه رود.

    استمر الانتشار السريع للدعوة ليصل إلى أصفهان والتي كانت مقر السلطان السلجوقي نفسه، ورغم الصعوبات تمكّنوا من السيطرة على قلعة شاه ديز؛ والتي تقع بالقرب من المدينة. وكان أحمد بن عبد الملك بن عطاش يتولى الدعوة السرية فيها حتى تمكّنوا من السيطرة على قلعة أخرى قريبة من أصفهان تسمّى (حصن خالنكان).

    وفي صيف 1100م أوقع بركيارق الهزيمة بمنافسه محمد تابار الذي انسحب إلى خراسان وفي أعقاب النصر أصبح الإسماعيليون أكثر جسارة في نشر دعوتهم، وكسب مزيدٍ من التأييد الشعبي.

    لكن بركيارق قرّر وضع حدٍ للقوة الإسماعيلية المتصاعدة في المنطقة. ففي عام 1101م توصل إلى اتفاق مع أخيه سانجار - الذي كان لا يزال يحكم خراسان - على اتخاذ موقف مشترك ضد الإسماعيليين. فأرسل سانجار حملة عسكرية كبيرة إلى معاقل الإسماعيليين في كوهستان وفرضوا الحصار على قلعتهم هناك، وكانوا على وشك الاستيلاء على القلعة لكن الإسماعيليين رشوا الأمير ليرفع الحصار ويذهب لحال سبيله. إلا إن الحملة العسكرية قد عادت - وبشكل أقوى - بعد ثلاث سنوات، وقد نجحت هذه الحملة في تدمير قلاع الإسماعيليين في المنطقة، وسلب ونهب المستوطنات الإسماعيلية وأخذ بعض سكانها كأرقّاء. إلا أن كل هذا لم يكن كافياً في قمع الدعوة الجديدة؛ فقد استطاع الإسماعيليون بعد مدة غير طويلة تقوية أنفسهم في كوهستان مجدداً
    ولم يبذل بركيارق جهداً حقيقياً لمهاجمة مراكز الإسماعيليين؛ إلا أنه سمح بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع الإسماعيلية في أصفهان. وهكذا أشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون وكان عدد ضحايا هذه المذبحة 800 إسماعيلياً، ومن أصفهان امتدت الإجراءات ضد الإسماعيليين إلى العراق حيث قُتلوا في معسكر ببغداد وأُحرقت كتبهم. وكان أحد الإسماعيليين البارزين -يدعى إبراهيم أسدآبادي- قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد، فأرسل السلطان أوامر بقتله، وعندما جاء سجَّانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي:"حسناً، إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم قتل هؤلاء الذين في القلاع؟!".

    كانت سخرية أسدآبادي في محلها، لقد أُصيب الإسماعيليون بنكسة كبيرة بسبب غدر بركيارق بهم، ولكن ظلت قلاعهم منيعة، كما أنهم لم يستسلموا؛ ففي عامي 1101م و1103م تمكنوا من اغتيال مفتي أصفهان ووالي بيهق ورئيس الكرمية؛ وهي جماعة دينية متشددة ضد الإسماعيلية.

    بعد وفاة بركيارق في 498 هـ\1105م بذل خليفته محمد تابار جهداً حازماً للقضاء على القوة الإسماعيلية نهائياً؛ فقرر أن يبدأ بقلعة أصفهان؛ لذا قاد جيشه بنفسه ضدهم؛ وألقى عليهم الحصار في 2 أبريل 1107م. لم يمضِ وقت طويل على الحصار حتى تمّ الاتفاق على إخلاء القلعة وتسليمها للسلطان مقابل السماح للإسماعيليين بالمغادرة بسلام. وبالفعل أخلى جزء من الإسماعيليين القلعة وانصرفوا إلى مراكز الإسماعيليين القريبة، إلا أن أحمد بن عطاش -زعيم القلعة- وثمانين آخرين رفضوا الانسحاب وقرروا القتال حتى الموت فهوجمت القلعة، وقُتل جميع مَن فيها وأُسر ابن عطاش الذي عرض في موكب طاف شوارع أصفهان ثم سلخ حياً وأُرسل رأسه إلى بغداد.

    ولكن السلطان السلجوقي الجديد لم يكتف بذلك، فقرر قيادة حملة عسكرية لتدمير المراكز الرئيسية للإسماعيليين المتمثّلة في قلاع رودبار وغيردكوه؛ وبخاصة قلعة ألموت العظيمة مقر حسن الصباح. ففي عام 1107م-1108م أرسل السلطان حملة عسكرية إلى رودبار تحت قيادة وزيره أحمد بن نظام الملك والذي كان والده أول ضحايا الإسماعيليين أحرزت هذه الحملة متاعب كثيرة للإسماعيليين، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي في الاستيلاء على قلعة ألموت.

    وبعد أن اتضح للسلطان السلجوقي أن الاستيلاء على قلعة ألموت بالهجوم المباشر مستحيل؛ لذا قرر اللجوء إلى حرب استنزاف. فيقول المؤرخ الجويني:"لثماني سنوات متوالية كانت القوات تأتي إلى رودبار وتدمر المحاصيل ويشترك الجانبان بالقتال" حتى أُصيب الإسماعيليون بقحط شديد، فقرر السلطان محمد تابار إرسال قواته بقيادة شيرجير لمحاصرة القلاع حتى تدميرها، وبالفعل تمت محاصرة لامسار في 4 يونيو 1117م\511 هـ وقلعة ألموت في 13 يوليو وأقاموا المنجنيق. وما إن حلَّ شهر أبريل 1118م حتى كانوا قد أوشكوا على الاستيلاء على القلاع إلا أن الأنباء قد وصلت بوفاة السلطان محمد فتفرق الجند ونجا الإسماعيليون من الفناء. كان انسحاب جيش شريجير وهو على وشك الانتصار سبباً لخيبة أملٍ شديدة عند أعداء الإسماعيليين، كما يبدو أن أنباء وفاة السلطان لم تكن وحدها السبب في هذا الانسحاب المتعجّل. إذ قد يكون هناك دور لعبه الوزير السلجوقي قوام الدين نصير الدرجازيني، ويُقال أنه كان إسماعيلياً في السر. وكان لهذا الوزير التأثير الكبير على السلطان محمود ابن السلطان المتوفي وخليفته ويقول برنارد لويس: "إنهُ هو الذي دبر انسحاب جيش شيرجير من ألموت وبذلك أنقذ الإسماعيليين في آخر لحظة، كما أنه حرّض السلطان الجديد محمود ضد شيرجير فألقى به في السجن وقتله، وقد أُتهم الدرجازيني بعد ذلك بالتآمر في عدة اغتيالات أخرى؛ مما جعل أصابع الشك تتجه إلى أنه لعب دوراً في وفاة السلطان محمد المفاجئة".

    تميَّز حكم محمود بالفوضى والتمرد، وبدأت مرحلة جديدة من النزاعات الداخلية بين السلاجقة. وخلال هذه الفترة تغيرت طبيعة العلاقات بين الإسماعيلية والدول السُنيَّة، وأصبحت تميل إلى الهدوء والتسامح، وحصلوا على قدر كبير من الاعتراف السياسي. وظهرت الولايات والإمارات الإسماعيلية على شكل دول مستقلة، وشاركت في التحالفات والمنافسات المحلية.

    في مايو 1124م\518 هـ مرِض حسن الصباح فأعدَّ العُدة لمن سيخلفه، فوقع اختياره على رفيقه بزرجميد، فتوفي حسن الصباح في الـ23 من نفس الشهر.

    ***********************
    تابعونا جزاكم الله خيرا

    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:12 pm



    حكم بزرجميد (1124م-1138م)/(518 هـ-522 هـ)

    كان وفاة زعيم الإسماعيليين خبراً مفرحاً لجميع أعدائهم، الذين اعتقدوا أن وفاة حسن الصباح ستشكّل فرصة للهجوم على دولته وتدميرها. ففي عام 1126م -أي بعد مرور سنتين على خلافة بزرجميد- شنّ السلطان سانجار هجوماً على الإسماعيليين. وتجدر الإشارة إلى أن سانجار لم يهاجم الإسماعيليين منذ عام 1103م وربما ذلك لأنه دخل بنوع من الاتفاق معهم. ولكن يبدو أن شعور السلطان بالثقة المتزايدة وظنه بضعف الإسماعيليين تحت حكم حاكمهم الجديد يشكلّان تفسيراً كافياً لقرار الهجوم، وكان الوزير معين الدين كاشي من أكثر المتحمسين لاتخاذ أجراء عنيف ضد الخطر الإسماعيلي.

    تمكّن السلاجقة من تحقيق انتصارات غير حاسمة في كلٍ من تارز وتوراى وقتلوا عشرات الآلاف من الإسماعيليين إلا أنها فشلت بشكل كبير في رودبار. لم يتأخر الإسماعيليون في الانتقام، حيث تمكن اثنان من الفدائيين من شقّ طريقهم إلى قصر الوزير معين الدين ليقتلاه في 16 مارس 1127م. كما استطاع الإسماعيليون من توسيع قوتهم في رودبار والاستيلاء على طلقان وتمكنوا من الإغارة على سيستان.

    وفي عام 1131م\525 هـ توفي الخليفة السلجوقي لينشب النزاع المعتاد بين إخوانه وأبناءه على الحكم. وقد استطاع بعض الأمراء توريط الخليفة العباسي المسترشد في تحالف ضد السلطان مسعود أحد المتنازعين على الحكم في إيران. وفي عام 1139م\529 هـ وقع الخليفة ووزيره في أسر مسعود. وساق مسعود أسيره الكبير إلى مراغة، ولم يكن الإسماعيليون ليضيعوا مثل هذه الفرصة فتمكنوا بنجاح من اقتحام المعسكر واغتيال الخليفة العباسي المسترشد ووزيره.

    لينتهي حكم بزرجميد بوفاته في 9 فبراير 1138م.


    حكم محمد بن بزرجميد (1138م-1162م)(522 هـ-557 هـ)
    تولى الزعامة بعد وفاة أبيه دون متاعب، وقد عيّنه وريثاً له قبل 3 أيام من وفاته. وكان أول ضحايا الحكم الجديد الخليفة العباسي السابق الراشد ابن الخليفة المسترشد الذي اغتاله الإسماعيليون أيضاً. حيث تمّ اغتياله في أصفهان في يونيو 1138م.كما اغتال الإسماعيلييون السلطان السلجوقي داود الذي اُغتيل في تبريز عام 1143م.

    وكان أكبر عدوين للإسماعيليين في ذلك الوقت هما:حاكم مازندران وحاكم الري من قبل السلاجقة والذي يُدعى "عباس".ويُقال أن الاثنين بنيا بروجاً من جماجم الإسماعيليين، وقد اغتيل عباس سنة 1146م أثناء زيارته لبغداد.

    وعلى الرغم من اغتيال الإسماعيليين لحكّام أكبر الدول المعادية لهم (العباسيون والسلاجقة) إلا أن جذوة الثورة بدا وكأنها انطفأت؛ فقد وصل الموقف بين الأمارات الإسماعيلية والسلطنات السنيّة إلى تجمد فعلي وقبول ضمني متبادل بين الفريقين. أما الكفاح العظيم للقضاء على النظام القديم وإنشاء عصر جديد باسم الإمام الإسماعيلي المستور فقد خبا، وتحوّل إلى مجرد مناوشات على الحدود.

    وخلال فترة حكم محمد ظهر زعيم جديد داخل القلاع الإسماعيلية استطاع بذكائه وبلاغة كلماته أن يكسب الكثير من الأتباع، وكان هذا هو حسن المعروف بأنه ابن محمد بن بزرجميد زعيم الإسماعيليين.

    كان محمد بن بزرجميد قلقاً من حماس ابنه فقد كان محمد محافظاً في عقيدته الإسماعيلية، ومتشدداً في اتّباع المبادئ التي أرساها أبوه وحسن الصباح، واعتبر أن سلوك ابنه لا يتطابق مع هذه المبادئ؛ لذا فإنه استنكره بشدة ودعا الناس قائلاً:"هذا الحسن ابني، وأنا لست الإمام ولكني واحد من دعاته، وكل من يستمع إلى هذه الأقوال ويعتقد بها فهو كافر وملحد". وعلى هذا الأساس عاقب بعض الذين اعتقدوا في إمامة ابنه بكل وسائل الإيذاء والتعذيب. وفي إحدى الحالات أعدم 250 شخصاً في ألموت، ثم ربط جثثهم فوق ظهور 250 آخرين وطردهم من القلعة. وبالتالي أُخمدت هذه الحركة، وتحمل حسن هذه المضايقات واستطاع أن يُبدّد شكوك أبيه، وعند وفاة محمد عام 1162م\557 هـ خلفه دون معارضة.

    حكم الحسن علي (1162م-1166م)(557 هـ-561 هـ)

    كان حكم حسن علي - ابن الخمسة وثلاثين ربيعاً - في بداية الأمر خالياً من الأحداث المهمة، لم يُميّزه سوى بعض التخفيف من الإتّباع الحازم للشريعة الذي كان سائداً من قبل في ألموت، ولكنه فجأة بعد عامين ونصف من ولايته وفي منتصف شهر رمضان حدث أمرٌ غريب.

    تتفق المصادر على سرد قصة غريبة: ففي اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام 559 هـ (8 أغسطس 1164م) أمر حسن بإقامة منبر في فناء ألموت يواجه الغرب ترفرف على أركانه الأربعة رايات، وجاء الناس من مختلف الجهات وبأعداد كبيرة ليتجمعوا حول المنبر وتقول نبذة في وصف ما حدث:

    «وبعد قرابة الظهر نزل السيد حسن على ذكره السلام من القلعة مرتدياً ثوباأ أبيضاً وعمامة بيضاء، وتقدم نحو المنبر من الجانب الأيمن، وارتقاه في خطى وئيدة، وتوّجه بالتحية ثلاث مرات: الأولى إلى أهل الديلم ثم إلى الذين على اليمين ثم إلى الذين على اليسار، وظل جالساً برهة، ثم وقف مرة أخرى وهو ممسك بسيفه، وتحدث بصوت جهوري مخاطباً سكان العوالم الثلاث: عالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الملائكة، فأعلن أنه قد وصلته رسالة من الإمام المختفي تحمل تعليمات جديدة وتقول: إن إمام عصرنا يبعث إليكم تحياته وسلامه، ويُبلَّغكم أنه سمّاكم (خدمه الخصوصيين المختاريين)، وانه حرّركم من أعباء قواعد الشريعةـ وأحضركم إلى القيامة.»
    ويقول المؤرخ الإسماعيلي رشيد الدين أنه بعد أن أعلن حسن قيامته؛ وزَّع مكاتيب يقول فيها إنه وإن كان من الناحية الظاهرية يعرف كحفيد لبزرجميد؛ إلا أنه في الحقيقة الخفيّة إمام العصر وابن الإمام السابق من نسل الإمام نزار المقتول في الإسكندرية. ونجد في التراث الإسماعيلي اللاحق إجماع على تأكيد أن حسن ونسله جاءوا من الخط الحقيقي لنزار بالرغم من وجود تفسيرات مختلفة لكيفية حدوث ذلك.

    ووفق عقيدة القيامة؛ فان الواجبات التي يفرضها الإسلام قد تحوّلت من الطابع العملي الجسدي إلى الروحي. مثلاً إن الشريعة تقول إن على الناس أن يقيموا خمس صلوات في اليوم كي يكونوا مع الله، لكن في القيامة الروحية ينبغي على الناس أن يكونوا دائما مع الله في قلوبهم ويتجهوا بأرواحههم دوماً له، أي أن تكون الصلاة روحية وليست جسدية.

    وقد رفض العديد من الإسماعيليين هذا النظام الجديد، واستخدم حسن ضدهم أشدَّ العقوبات "لتحريرهم". وكان من ضمن الذين رفضوا الانصياع للأوامر الجديدة "صهو حسن" وهو سليل أسرة ديلمية نبيلة.

    إلا أن المؤرخ الإسماعيلي مصطفى غالب يروي القصة بطريقة مختلفة: حيث يروي أن حسن علي أعلن عن حقيقته بأنه إمام بعد أن كان مخبوئاً، فتخلّل هذا الإعلان احتفالات كبيرة دامت عشرة أيام سُمّيت فيما بعد بـ "عيد القيامة" ولا يروي أيَّ تغيير في الأمور الشرعية.

    وفي يوم الأحد 9 يناير 1166م\561 هـ طُعن حسن بخنجر أثناء تواجده في قلعة لامسار؛ ليفارق الحياة ويدفن في قلعة ألموت.

    ******************
    تابعونا

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:15 pm


    حكم أعلى محمد بن الحسن علي (1166م-1210م)(561 هـ-606 هـ)

    وخلف حسناً ابنه محمد، وكان شاباً في التاسعة عشر من العمر، واستطاع أن يطوّر نظرية القيامة ويرسخها، ومرَّت فترة حكمه من دون أحداث بارزة؛ ماعدا بعض الاغتيالات للمنافسين، والتوّسع أكثر. وقد صاحب فترة حكمه مزيدٌ من الانهيار للدولة السلجوقية المنافسة.

    وتوفي في الأول من سبتمبر 1210م. ليخلفه ابنه جلال الدين.

    حكم جلال الدين حسن بن أعلى محمد (1210م-1221م)(606 هـ-618 هـ)

    أظهر جلال الدين في حياة أبيه عدم رضاه على نظريات وممارسات "القيامة"، كما أبدى رغبةً في قبول الأُخوّة الإسلامية بمعناها الواسع، فأعلن - فور وصوله للحكم - عن نبذ نظرية القيامة؛ والعودة إلى المعتقدات الإسلامية السابقة. وأعلن فرض الشريعة مجدداً، وأرسل المبعوثين إلى الخليفة في بغداد ومحمد خوارزمشاه والملوك والأمراء؛ يبلغهم هذه التغييرات؛ الأمر الذي نال استحسان جميع الأمراء؛ وخاصة في بغداد.

    ونالت هذه التغيرات الطاعة السريعة عند جميع أتباعه في كوهستان وسوريا ورودبار، وغادر ألموت كما لم يفعل أحد من سابقيه؛ حيث أقام عام ونصف بالخارج دون أن يتعرض للأذى.

    وفي نوفمبر 1221م - وبعد حكم دام عشر سنوات - مات جلال الدين حسن ليخلفه ابنه الوحيد علاء الدين محمود.

    حكم علاء الدين محمود (1221م-1255م)(618 هـ-653 هـ)

    تولى الحكم وكان صبياً في التاسعة، وظل وزير أبيه جلال الدين هو الحاكم الفعلي لألموت مدة من الزمن. ويبدو أنه حافظ على سياسة جلال الدين إلى حدٍ مّا.

    خلال السنوات الأولى من حكم علاء الدين كان الوضع في إيران مناسباً لمزيد من التوّسع الإسماعيلي، فالإمبراطورية الخوارزمية كانت قد تحطمت لتوّها تحت ضغط الغزو المغولي، فتمكنوا من السيطرة على مدينة دمغان. وقد أرسل في عهده المبعوثين لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في الهند، والتي ستصبح - فيما بعد - المركز الرئيسي لفرقتهم.

    وقد شهِد عهده الكثير من الاغتيالات الجريئة ضد أعداء الإسماعيليين. توفي سنة 1255م\653 هـ ليخلفه ابنه ركن الدين.

    حكم ركن الدين خورشاه والنهاية (1255م-1256م)(653 هـ-654 هـ)

    خلال السنوات الأخيرة من حكم علاء الدين اقترب الإسماعيليون أكثر فأكثر من المواجهة النهائية مع أخطر الأعداء وأكثرهم إرهاباً ورعباً؛ وهم المغول. ففي عام 1218م وصلت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان إلى حدود الدولة الخوارزمية وفي عام 1220 م استولى على المدن الإسلامية القديمة في سمرقند وبخارى، وعندما مات في عام 1227م حدثت هدنة صغيرة لم تلبث أن انتهت ليشنّ خليفته هجوماً على الدولة الخوارزمية ويسحقها، وذلك في عام 1230م. وما إن حلَّ عام 1240م حتى تمكّن المغول من إخضاع غرب إيران بأكمله.

    وجاء الهجوم الأخير في منتصف القرن الثالث عشر، فقد أرسل الخان الأكبر - الذي كان يحكم حينئذٍ من بكين- حملة جديدة هي الأشرس بقيادة هولاكو مزودة بأوامر لإخضاع كل دول المسلمين؛ حتى البعيدة منها مثل مصر، وعندما قاد هولاكو حملته عام 1256م\654 هـ كانت القلاع الإسماعيلية أول أهدافه.

    شنّت الجيوش المغولية هجمات على قواعد الإسماعيلية في رودبار وكوهستان، ولكن نجح الإسماعيليون في صدّ تلك الجيوش، وأفشلوا الهجوم ضد قلعة غيردكوه فشلاً ذريعاً.

    لكن ركن الدين (زعيم الإسماعيليين) كان يؤمن بعدم جدوى المقاومة أمام الغزو المغولي؛ فحاول إقامة السلام معهم لإنقاذ دولته. فأرسل مبعوثاً إلى قائد المغول في همدان يعرض عليه الاستسلام والخضوع للدولة المغولية، لكن القائد المغولي اقترح أن يقدم ركن الدين خضوعه لهولاكو شخصياً، فأرسل أخاه شاهنشاه كحلٍ وسط.

    وفي نفس الوقت حاول المغول التقدم في رودبار؛ إلا أن الإسماعيليين تمكّنوا من صدّهم، غير أن هذه المقاومة الإسماعيلية لم تفلح في منع المغول من السيطرة على عدة مراكز إسماعيلية في كوهستان، حيث نجح المغول في اقتحام قلعتي "تون وخوان" وأعدموا كل من يزيد عمره على عشر سنوات.

    رفض هولاكو سفارة شاهنشاه وطلب مقابلة ركن الدين شخصياً لتقديم الاستسلام مقابل أن يضمن هولاكو سلامة الإسماعيليين. فقرّر ركن الدين تسليم نفسه، وأمر جميع أتباعه بالنزول من القلاع. وبالفعل أُخليت قلعة ألموت في ديسمبر 1256م\ذي القعدة 654 هـ.

    وعلى كل حال ففي عام 1256 م سارع البرابرة من المغول إلى تسلّق جدران قلعة ألموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات، وأبدى هولاكو إعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة. ثم أمر جنوده بهدمها، ولم يستثنِ المكتبة، لكنه سَمح لمؤرخ في الثلاثين من عمره يُعرف بالجويني بدخول المكتبة. فتمكّن من دخول هذا المكان العجيب الذي يحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات النفيسة، ولم يكن الجويني يملك إلا عربة واحدة تُدفع باليد. فقرر الجويني أن من أول واجباته إنقاذ كلام الله؛ فأخذ يجمع - على عجلٍ - نسخ القرآن؛ حتى أمضى الوقت في نقلها. فأُضرمت المكتبة والتهمتها النيران على مدى سبعة أيام بلياليها؛ ولتضيع مصنفات لا يُحصى عددها؛ فلم يبقَ منها حتى نسخة واحدة!.

    وما إن اعتقل المغول ركن الدين أخذوه إلى قراقورم ليقابل الإمبراطور المغولي مونكو خان. وفي أثناء الطريق اضطروه ليأمر ضباطه في كوهستان بتسليم قلعتهم إلى المغول، ففعلوا بعد أن أمَّنهم هولاكو على حياتهم، وبمجرد تحرّك ركّاب ركن الدين باتجاه قراقورم قتلوا الآلاف من سكان القلعة، ولم يلبثوا حتى قتلوا ركن الدين وأسرته؛ ولم يستطع الفرار من القتل إلا ابنه "شمس الدين محمد".

    ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من الإسماعيليين بحجة إحصاء عددهم، فقُتلوا جميعاً. واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في كل مكان وجدوا فيه الإسماعيليين؛ فضلاً عن هدم قلعة ألموت؛ لتنتهي بذلك دولة الإسماعيليين في فارس، ولم ينجُ من الإسماعيليين إلا من اعتصم بجبال فارس.

    ثم قامت الحصون الأخرى، ففتحوا أبواب قلاعهم، واشتبكوا مع التتر في معارك قويّة طاحنة، قتل فيها إثنا عشر ألف إسماعيلي، وثلاثون ألف تتري ولم يتمكّن المغول من السيطرة على قلعة غيردكوه إلا عام 658 هـ.

    ***************************

    تابعونا



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:17 pm



    في بلاد الشام

    فيما كان حسن الصباح ما زال يحكم قلعة ألموت، قامت مجموعة صغيرة من أتباعه برحلة طويلة خطرة عبر أراضي العدو نحو الغرب. وكانت سورية هي وجهتهم، وكان هدفهم نشر "الدعوة الجديدة" إلى تلك المنطقة. وقد مر كفاحهم لتدعيم أنفسهم هناك بثلاث مراحل.

    المرحلة الاولى 496-506 هـ / 1103-1113 م
    تمكن الإسماعيليون الجدد ان يجعلوا حلب مركزاً لهم في نشر دعوتهم وذلك برضا الحاكم السلجوقي لحلب رضوان حيث سمح لأسعد أبو القنج الباطني المعروف بالحكيم المنجم وتابعه أبوطاهر الصائغ العجمي بممارسة شعائرهم والدعوة لمذهبهم. وكان رضوان بحاجة إلى حليف قوي في الداخل لمواجهة مؤامرات خصومه، حيث وجد ضالته فيهما فأطلق لهما حرية العمل وسمح لهما ببناء دار للدعوة في حلب. وكانت لحلب مزايا كثيرة تجذب الحشاشين فالمدينة يسكنها عدد كبير من الشيعة الاثنا عشرية وهي مجاورة لمناطق الشيعة الأخرى في جبل سماق وجبل البهرة. وقد كان قاضي حلب فضل الله الزوزني العجمي الحنفي أول ضحاياهم حيث كان يهاجم معتقداتهم. ثم قام الحشاشون بأول عمليات اغتيال مثيرة في أول مايو 1103 م \ 496 هـ عندما اغتال اثنان من الحشاشين متنكرين بثياب متصوفين جناح الدولة حسين أمير حمص أثناء صلاة الجمعة وكان شديد العداء لرضوان.

    وبعد مقتل جناح الدولة تولى زعامة الحشاشين أبو طاهر الصائغ. والذي كان متحمسا لمزيد من الانتشار الإسماعيلي في سوريا. ففي سنة 499 هـ / 1105 م شن الإسماعيليون أول هجوم لهم على حصن أفاميا حيث تمكنوا من الاستيلاء عليها وقتل أميرها خلف بن ملاعب في 3 فبراير 1106 م. وسرعان ماوصل أبو طاهر الصائغ لتولي القيادة بنفسه. وضلت أفاميا بأيديهم حتى قام الأمير تانكرد حاكم إمارة أنطاكية الصليبية بمحاصرة المدينة وارغمها على الاستسلام في 13 محرم 500 هـ / 15 سبتمبر 1106 م. فقتلوا أبو القنج السرميني واطلقوا سراح أبو طاهر وبعض زملائه بعد فترة. ليعودا إلى حلب مرة أخرى.

    وفي عام 1113 م أحرز الإسماعيلييون أكثر ضرباتهم طموحا حتى ذاك الحين باغتيال الأمير مودود في دمشق وهو الحاكم السلجوقي للموصل، إلا أن سطوتهم لم تدم طويلا، فقد توفي أكثر المدافعين عن الحشاشين رضوان بن تتش يوم 29 جمادى الآخر 507 هـ / 10 ديسمبر 1113 م ليتولى ابنه ألب ارسلان الحكم.

    اتبع الب ارسلان سياسه أبوه بالنسبة للتعامل مع الحشاشين في حلب ولكن لم يلبث ان حدث رد فعل فقد وصل إليه خطاب من السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه يحذره من الخطر الإسماعيلي ويدعوه إلى تدميرهم وقام ابن البديع قائد الشرطة للمدينة بالتقاط المبادرة وحرض الحاكم على النيل من الإسماعيليين. وبالفعل قام الحاكم بشن هجوم لم يتوقعه الإسماعيليين في المدينة فاعتقل أبو طاهر وزعماء الطائفة وقتلوا جميعا وتمكن اخرون من الفرار. لتنتهي بهذه النكسة أول مراحل الكفاح الإسماعيلي في بلاد الشام.

    المرحلة الثانية (1113م-1130م)/(506 هـ-524 هـ)
    بالرغم من النكسة في حلب إلا أن الإسماعيليين الجدد لم يتراجعوا عن طموحهم في نشر دعوتهم. ففي عام 1114م قامت قوة مكونة من مائة إسماعيلي بالاستيلاء على معقل شيزار بعد هجوم مفاجئ بينما كان الحاكم وجنوده في مكان بعيد يشاهدون احتفالات المسيحيين بعيد الفصح. وقد تعرض الحشاشون فور ذلك لهجوم مضاد اوقع بهم الهزيمة.

    وحتى في حلب استطاع الإسماعيلييون بالرغم من كارثة 1113م ان يحفظوا لنفسهم بموضع قدم. ففي عام 1119م تم طرد عدوهم ابن البديع من المدينة وهرب إلى ماردين وكان الحشاشون في انتظاره وهو يعبر الفرات فقتلوه.

    تمكن خليفة أبو طاهر المعدوم في حلب "بهرام" من نقل النشاط الإسماعيلي جنوبا وسرعان مابدا يلعب دورا نشطا في شؤون دمشق. ففي عام 1126م/520 هـ حدث أول تعاون بين الحشاشين والحاكم التركي لدمشق ظاهر الدين طغتكين حيث اشتركوا سويا في هجوم فاشل شن ضد حصون الصليبيين.

    وقام الحاكم الدمشقي بعد ذلك بمنح الإسماعيليون قلعة بانياس على الحدود مع المملكة الصليبية. كما حصلوا في دمشق على بناية اسموها "بيت الدعوة" واتخذوها مقرا لهم. وفي بانياس أعاد بهرام بناء القلعة وبدا حملة من التوسع في المناطق المجاورة. وكان وادي التيم في إقليم الحصيبة يسكنها خليط من الدروز والنصارى وكان يبدو ملائما للتوسع الإسماعيلي. لكن أثناء محاولة الإسماعيليين السيطرة على المنطقة نشب قتال حاد مع سكانها أدى إلى مقتل الزعيم بهرام وانسحاب الإسماعيليين.

    ليتولى الزعامة بعده "إسماعيل" وقد سار على سياسة سلفه، واستمر الدعم الدمشقي له وخاصة من الوزير المزرجاني. ولكن سرعان ماجاءت النهاية ففي عام 1128م\522 هـ توفي طغتكين وبعد وفاته حدثت حملة رد فعل تشبه تلك التي حدثت بعد وفاة رضوان في حلب. وجاءت المبادرة من قبل مفرج بن الحسن الصوفي الذي كان شديد العداء للإسماعيليين وقائد شرطة المدينة بتحريض الحاكم "بوري" ابن طغتكين وخليفته على توجيه ضربة قاضية للإسماعيليين والغدر بهم. ففي يوم الأربعاء 4 ستمبر 1129م\523 هـ حدثت هذه الضربة. حيث اغتيل الوزير المزرجاني -باوامر من بوري- وهو جالس في مجلسه يستقبل الزوار وفصل راسه عن جسده ومان انتشر الخبر حتى قام عسكر المدينة ومعهم الرعاع على الحشاشين قتلا ونهبا حتى إذا حل الصباح ابيد الإسماعيليون بالمدينة ولم يعرف عدد الذين قتلوا بالضبط إلا أن أحد المؤرخين قدر العدد ب 20 الف قتيل.

    وتحقق إسماعيل ان موقفه في بانياس أصبح بائسا فسلم القلعة للإفرنج مقابل إعطاءه واتباعه الملاذ الامن ففر ومن معه في اراضيهم حيث توفي في عام 1130م.

    وقد اتخذ المسؤلين عن هذه المجزرة الكثير من الاحتياطات لحماية انفسهم من انتقام الحشاشين فارتدوا شباك من الازرد واحاطوا انفسهم بالحراس على مدار الساعة. ولكن بدون جدوى، إذ لم تلبث ان جاءت الضربة من مركز الفرقة في ألموت. ففي 7 مايو 1131م\525 هـ تمكن اثنين من الحشاشين متنكرين بزي جنديين تركيين من الدخول لقصر بوري والانقضاض بشكل السريع على "بوري" وطعنه بالخناجر ليموت بوري متاثرا بجراحه.

    المرحلة الثالثة (1130م-1150م)/(524 هـ-545 هـ)

    خلال السنوات العشرين التالية حدثت المرحلة الثالثة والناجحة التي استطاع فيها الحشاشون الحصول على قواعد قلاعية لهم في سورية وكانت هذه المرة في جبل البهرة. ففي عام 1132م اشترى الحشاشون قلعة القدموس. وفي عام 1136م تمكن الحشاشون من طرد الإفرنج من الخريبة وسيطروا عليها. وفي عام 1140م تمكنوا من الاستيلاء على قلعة مصيف والتي ستصبح لاحقا أهم معاقلهم وتمكنوا بعدها من السيطرة على قلاع أخرى وهي الخوابي والرصافة والعليقة والمنيقة.

    وتبقى علاقات الحشاشين خلال هذه الفترة غامضة بعض الشيء. غير ان من المعروف ان جماعة من الإسماعيليين النزاريين يقودهم شخص اسمه علي بن الوفا قد تعاونوا مع ريموند الانطاكي في حملته على أمير حلب نور الدين زنكي، الذي أثار عداوة الإسماعيليين بسياسته القمعية للشيعة. وقد فقد علي وريموند كلاهما حياتهما على ارض معركة أنب سنة 1149م.

    وعقب ذلك بسنوات قليلة في عام 1152م\547 هـ أقدم الحشاشون على أغتيال الكونت ريموند الثاني من طرابلس والذي كان الضحية الإفرنجي الأول الذي يقضي على يد الحشاشين. وقد قام ملك القدس بلدوين الثالث برد هائج بذبح اعداد كبيرة من المسلمين وقام فرسان الهيكل بغزو أراضي الحشاشين واجبروهم بعد سلسلة من الهجمات على دفع أتاوة سنوية بلغت زهاء 2000 قطعة ذهبية.

    ************************

    تابعونا




    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:19 pm



    سنان شيخ الجبل

    في هذه الأثناء وصل اعظم رؤساء الحشاشين في سورية إلى القيادة. وهو سنان بن سلمان بن محمد المعروف برشيد الدين. وكان عراقيا مولدا في قرية بالقرب من البصرة وقد تمكن من الوصول لزعامة الفرقة عام 1162م. وكان أول ماهتم به بعد وصوله للحكم هو دعم قوة فرقته فاعاد بناء قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة.

    العداء مع صلاح الدين الايوبي
    وقعت أول محاولة للحشاشين لاغتيال صلاح الدين في ديسمبر 1174م\568 هـ بينما كان يحاصر حلب. حيث تمكن بعض الحشاشين من التسلل إلى معسكر صلاح الدين وقتل الأمير أبو قبيس وتلا ذاك عراك قتل فيه عدد كبير من الناس ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب باذى.

    وحدثت المحاولة الأخرى في 22 مايو 1176م\572 هـ عندما كان صلاح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشين المتنكرين بزي جنود جيش صلاح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته. ووتمكنوا من قتل العديد من الأمراء ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتيدها. وقد اتخذ صلاح الدين بعد هذه الأحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له ولم يكن يسمح لاحد لايعرفه شخصيا بالاقتراب منه.

    يرجع بعض المؤرخين أسباب هذا العداء إلى تحريض قمشطجين حاكم مدينة حلب. كما ان هناك قصة يرويها بعض المؤرخين. وطبقا لهذه القصة فقد قام عشرة آلاف فارس من "النبوية" -وهي طائفة دينية معادية للشيعة في العراق- بالإغارة في عام 1174م-1175م على مراكز الإسماعيلية في "الباب" و"البوزعة" حيث ذبحوا 13 الف إسماعيلي، وانتهز صلاح الدين فرصة ارتباك الإسماعيليين وارسل جيشه عليهم يغزو سارمين ومعرة مصرين وقتل معظم سكانهما. وقد يكون قد قام بذلك أثناء مسيره شمالا باتجاه حلب.

    وفي أغسطس 1176م تقدم صلاح الدين في اراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في الانتقام وضرب حصار حول مصيف -كبرى قلاع الحشاشين- ولكنه لم يلبث ان فك الحصار وانصرف.

    ويعزي مؤرخ صلاح الدين عماد الدين سبب الانسحاب إلى وساطة أمير حماة خال صلاح الدين الذي ناشده جيرانه الحشاشون التدخل لصالحهم. بينما يقدم مؤرخ اخر سببا أكثر اقناعا وهو هجوم الفرنجة على وادي البقاع وماترتب على ذلك من حاجة ملحة لحضور صلاح الدين هناك. اما كمال الدين بن عديم فيذكر في تاريخه عن حلب. ان صلاح الدين هو الذي طلب وساطة أمير حماه وذلك لهلع اصابه من اساليب الحشاشين وخشية على حياته من الاغتيال.

    ويُقال ان صلاح الدين قد بَعث ذات مرة برسالة تهديد إلى سنان فكان رد سنان كالتالي:

    «قرأنا خطابك وفهمنا نصه وفحواه ولاحظنا مايحتوي عليه من تهديدات لنا بالكلمات والأفعال، ووالله انه لشيء يدعو إلى الدهشة أن نجد ذبابة تطن في أذن فيل وبعوضة تلدغ تمثالا، كثيرون قبلك قالوا مثل هذه الأشياء ودمرناهم دون ان يشفع لهم شفيع، فهل تبطل الحق وتؤيد الباطل؟ "(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)" اذا كنت حقا قد أصدرت أوامرك بقطع رأسي وتمزيق قلاعي في الجبال الصلدة فان هذه امال كاذبة وخيالات واهمة لان الاساسيات لاتدمرها العارضات كما أن الأرواح لاتدمرها الأمراض، أما اذا عدنا إلى المحسوسات التي تدركها الحواس وتركنا جانبا المعنويات التي تدركها الأذهان فان لدينا أسوة حسنة برسول الله الذي قال: "لم يقاس نبي مثلما قاسيت" وأنت تعرف ماذا حدث لدعوته واهل بيته وحزبه، ولكن الموقف لم يتغير والرسالة لم تفشل وحمد لله لايزال اولا واخيرا. إننا مُضطهدون ولسنا طغاة، محرومون ولسنا حارمين "(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)". وانت تعرف ظاهر أحوالنا وقدر رجالنا وما يمكن ان يحققوه في لحظة واحدة وكيف يحبون الموت "(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)" والمثل الشائع يقول انك لاتستطيع أن تهدد بطة بالقائها في النهر! فخذ كل مافي اسطاعتك اتخاذه من احتياطات دون الكوارث والفواجع فأنني هازِمُكَ من داخل صفوفك، ومنتقم منك في مكانك، وستكون كمن يدمر نفسه بنفسه "(ومَاذلِكَ علىٰ اللهِ بِعسيرْ)" عندما تقرأ خطابنا هذا فارتقبنا وترحم على نفسك واقرا أول "النحل" واخر "صاد".» – راشد الدين سنان

    أغتيال ملك بيت المقدس

    في 28 أبريل 1192م\588 هـ تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز كونراد من مونفيراتو "Conrad of Montferrat" ملك بيت المقدس بينما كان في صور. حيث تخفى مغتالوه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم إلى خلوة الأسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت. ويذكر بعض المؤرخين تعاون صلاح الدين مع الحشاشين لتنفيذ الاغتيال. وتجدر الإشارة إلى ان بعد مرور اربعة أشهر من الاغتيال حصلت هدنة بين صلاح الدين والحشاشين. هذا الاغتيال اخر منجزات سنان الذي توفي عام 1192م\588 هـ.

    ***********************

    تابعونا



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:28 pm


    ما بعد سنان
    واصل خلفاء سنان علاقاتهم الطيبة مع خلفاء صلاح الدين من الايوبيين في سورية في الوقت الذي كانت علاقتهم متشنجة بشكل كبير مع الصليبيين فقاموا باغتيال ريموند ابن بوهيموند الرابع في كنيسة في طرطوس عام 1213م\610 هـ الامر الذي أثار غضب بوهيموندالذي سارع في القاء الحصار على قلعة الخوابي إلا أن حكام دمشق وحلب الايوبيين لم يتاخروا في نجدة الحشاشين واجبار الفرنجة على التراجع وفك الحصار.

    وفي غضون ذلك تمكن الحشاشون بطريقة ما من تحصيل أتاوات "الجزية" من بعض الأمراء النصارى. ففي عام 1227م بعث فردريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة (1228-1229) وملك القدس بسفارة إلى زعيم النزاريين (الحشاشين) وقد أحضر سفراء فردريك هدايا بلغت قيمتها 80000 دينار.

    ولاقت محاولات فردريك الثاني مع الحشاشين معارضة فرسان الإسبتارية، الذين سارعوا إلى الهجوم على القلاع النزارية وتكبيد الحشاشين خسائر مادية فادحة. وفي حلول سنة 1228م أقام الطرفان "حلف تعاوني" يدفع بموجبه الحشاشين مبالغ مالية لفرسان الاسبتارية مقابل دفاع الاسبتاريين عن قلاع النزاريين من اعتداءات القوات الصليبية في انطاكية وطرابلس. وقد تطور الامر إلى تعاون الطرفين (الحشاشين والاسبتاريين) في حملة شنوها من قلعة الحصن سنة 1230م ضد أمير انطاكية بوهيموند الرابع.

    وكان هذا التعاون قد أثار غضب بوهيموند الخامس أمير انطاكية، فقام بكتابة إلى البابا غريغوري التاسع يشكو فيه تحالف الاسبتاريين مع الحشاشين. وفي رد البابا غريغوري على تلك الشكوى كتب إلى رئيس أساقفة صور وإلى اسقفي صيدا وبيروت:

    «الحشاشين، أعداء الله وأعداء الاسم المسيحي، الذين تجرؤا سابقا على ذبح ريموند ابن بوهيموند الرابع وكثيرا من العظماء والأمراء الكاثوليك غدرا، ويجاهدون للتغلب على ديننا بالقوة..والأخطر من ذلك كله هو أن الحشاشين قد تعدوا، بناء على الوعد الذي قطعه سيد الاسبتارية بدعمهم وحمايتهم من الهجمات المسيحية، ان يدفعوا لهم مبلغا محددا من المال سنويا ولذلك قد بعثنا اليهم باوامر خطية ليكفوا عن حماية ذات اولئلك الحشاشين» – البابا غريغوري التاسع (26 اب 1236م)
    نهاية الحركة
    كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك - الظاهر بيبرس بارسال السفارات والهدايا ولم يبد بيبرس في بداية الامر عداء نحوهم. غير ان بيبرس لايمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام 1265م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر.

    فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدلا من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ماأصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين ويخلعهم بدلا من ألموت. ففي عام 1270 م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم الدين مبارك، وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس. ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى املاكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا إلى القاهرة حيث مات مسموما هناك.

    واستولى عام 1271م\669 هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في العام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273م\671 هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بلاد الشام.

    مراجع ثقافية
    رواية فلاديمير بارتول "آلموت" المنشورة سنة 1938 م. يتكلم بارتول في روايته عن حسن الصباح وفدائيي ألموت وتقويض حكم السلاجقة. وتدور القصة حول الشخصية الخيالية "ابن طاهر" وهو الذي انضم إلى فدائيي ألموت حسب رغبة اهله. وتلقى خلال ذلك التدريبات اللازمة. حتى حان الوقت لتفيذ عملية الاغتيال الأولى وكانت ضد الوزير السلجوقي نظام الملك. فنجح ابن طاهر إلى اغتيال نظام الملك لكنه اكتشف فور تنفيذ الاغتيال انه تم خداعه. فيقرر العودة إلى ألموت لاغتيال حسن الصباح.
    ويظهر بارتول الحشاشين بصورة سلبية. ويظهر حسن الصباح على انه شخصية متلاعبة وعديمة الضمير. وقد يكون ذلك بسبب تاثر الكاتب باغتيال الكسندر الأول ليوغسلافيا.

    رواية أمين معلوف "سمرقند" المنشورة سنة 1988 م. يتكلم امين معلوف في قصته بشكل أساسي عن الفيلسوف الشاعر الشهر عمر الخيام. ويظهر حسن صباح كصديق لعمر الخيام ويصل بفضل توصية الخيام إلى البلاط السلجوقي ليكون أحد المقربين للسلطان السلجوقي في أصفهان. الامر الذي يثير التنافس بينه وبين نظام الملك فيستطيع الأخير الإيقاع بحسن الصباح ويتسبب بطرده.
    ينجح حسن الصباح الإسماعيلي الطموح بإنشاء دولته المعارضة للحكم السلجوقي فيما بعد ويتمكن جذب الاتباع والأنصار ونشر عقيدته على نطاق واسع. ويستمر الكاتب في رواية قصص بقية الحكام حتى انهيار الدولة وسقوط قلعة ألموت بيد المغول.

    رواية لويس لامور The Walking Drum المنشورة عام 1984 م. وتروي القصة رحلة "ماثورين" في أوروبا القديمة وفارس للبحث عن والده المفقود. ويكتشف خلال بحثه ان والده مختطف في قلعة ألموت. وعلى الرغم من الخطر الكبير يعزم ماثورين على تخليص والده من الأسر. وبالفعل يتمكن من الدخول إلى القلعة الحصينة متخفيا.

    ظهر الحشاشون في لعبة عقيدة الاغتيالي (بالإنجليزية: Assassin's Creed)‏، من إنتاج يوبي سوفت، حيث يتقمص اللاعب دور أحد أعضاء الطائفة واسمه الطائر بن لا أحد لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في بلاد الشام، والمدن التي تظهر في اللعبة هي: القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة، دمشق ويظهر فيها المسجد الأموي، وعكا، وتظهر أيضاً قلعة مصياف في سورية

    *********************
    تابعونا


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:37 pm



    عشرة اغتيالات مريعة نفذتها مجموعة الحشاشين التاريخية"

    1- الخليفة الفاطمي الآمر

    ويعود جزء كبير من صيت الحشاشين السيء للزعم الواهي بمسؤوليتهم عن اغتيال خليفتَين عباسيين.
    صحيح أن حينها كان أعلى هرم الحكم في الإسلام السني هو الخليفة في بغداد، لكن هؤلاء تحولوا لِدمىً يحرّكها السلاجقة الترك.

    وعندما تمرّد الخليفة المسترشد على السلاجقة، هزمه وألقى القبض عليه السلطان مسعود. وعلى ما يبدو، اخترق الحشاشون جيش السلطان مسعود وقتلوا المسترشد بوحشية.
    يشكّك بعض المؤرخين بإمكانية حصول الجريمة دون تعاون السلطان مسعود نفسه. وربما يكون مسعود استخدم ورقة الحشاشين بمكرٍ لِعدم قدرته على قتل الخليفة بنفسه، لِما سيسببه ذلك من قلاقل دينية.

    وإذا أخذنا بعين الاعتبار كره النزاريين (الحشاشين) للعباسيين، وفخرهم بسمعتهم الرهيبة، فلم يكن من مصلحة الحشاشين أن يخفوا مسؤوليتهم عن الجريمة.
    ونفس الغموض يكتنف مقتل ابن المسترشد، الخليفة الراشد الذي اغتاله الحشاشون خلال ثورته على السلاجقة.

    على كل حال، فالراجح أن الحشاشين هم وراء مقتل الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.

    وعلى الرغم من كون الفاطميين والحشاشين من الشيعة الإسماعيلية، فقد انقسموا إلى طوائف مختلفة متنافرة.
    يُعتقَد أن الآمر هو من أطلق على النزاريين تسمية “الحشاشين”، وقتلته مجموعة اغتيال منهم في العام 1030.

    2- آق سنقر البرسقي

    ربما تكون فكرة استخدام الحشاشين للحشيش قبل مهامهم كذبةً أشاعها خصومهم. ويبدو أن لدى هؤلاء الفدائيين إيمانٌ عميقٌ دفعهم للمخاطرة بحياتهم دون خوف. فعلى سبيل المثال، في العام 1126 تخفّى مجموعة من الحشاشين بهيئة متصوّفة وتسللوا إلى مسجد الموصل وقت صلاة الجمعة. وحالما أصبحوا في الداخل، استلّوا خناجرهم المخفية وطعنوا الحاجب آق البرسقي حتى الموت.
    وحسبما نقل المؤرخ ابن النديم، فقد طار الخبر بمقتل جميع أفراد مجموعة الاغتيال، والذي دفع عائلاتهم للاحتفال بأن مات أبناؤهم كشهداء. ولكن تبين أن أحد أفراد المجموعة قد نجا وعاد لأمه التي “فُجِعت” بمرآه على قيد الحياة “وشدّت شعره وسوّدت وجهها.”

    3- مودود بن التونتكين أمير الموصل

    إجمالاً، فقد أفادَ الحشاشون الصليبيين أكثرَ مِمّا أعاقوهم، كونَ خصومهم الرئيسيين كانوا دائماً المسلمين الآخرين. حتى أنّ رشيد الدين سنان اقترح إقامة حلفٍ مع ملك القدس عموري الأول. ولكن رسولَه قُتِلَ على يد فرسان الهيكل الذين لم يرغبوا بانقطاع مورد الرشاوي التي كانوا يبتزّونها من الحشاشين لكيلا يهاجموا حصونهم.

    وبعد أن سقطت القدس في الموجة الأولى من الحروب الصليبية، أرسل السلاجقة قوّة لاستعادتها تحت إمرة مودود أمير الموصل. ولكن قوبلت هذه الحملة بالرفض من قِبل الحاكمَين المسلمَين رضوان ملك حلب وأمير دمشق ظاهر الدين طغتكين اللذان شعرا بالتهديد السلجوقي أكثر من الصليبي.
    وللريبة، فكلا الحاكمَين كان على صِلات جيدة بالحشاشين.

    اغتيل مودود في دمشق على يد الحشاشين، ما أنهى حملته. ولم يتقبّل عوام المسلمين هذه الجريمة، وفي نهاية المطاف قاموا بطرد الحشاشين من كِلا المدينتين.

    4- كونراد دي مونفيراتو (كونراد الأول، ملك القدس)

    باغتيالهم كونراد دي مونفيراتو أرسى الحشاشون دعائم سمعتهم في أوروبا. كان كونراد محارِباً شديد البأس، وبُعَيد تتويجه ملكاً على القدس كمَن له وأرداه قتيلاً حشاشان أرسلهما رشيد الدين سنان، المُلقّب بـ”شيخ الجبل” مُترأّس حشاشي سوريا.

    وتبقى مجهولةً دوافعُ رشيد الدين لقتل كونراد. لكن النظرية الأكثرُ تداولاً هي أن اغتيالَ كونراد جاء بتفويضٍ من خصمه ريتشارد قلب الأسد. وفي طريق عودته من الحروب الصليبية، أُلقي القبض على ريتشارد في ألمانيا واتُّهِم بمقتل كونراد.

    ولحسن حظ ريتشارد، وصلت رسائل لعدّة حكام أوروبيين من شخصٍ يزعم أنّه رشيد الدين. وضّحت الرسالة كيف أن رشيد الدين أمر بقتل كونراد لاستيلائه على سفينةٍ تخصّ الحشاشين. وليس مفاجِئاً أن أغلب المؤرخين المعاصرين يعتقدون أن الرسالة زيّفها أنصار ريتشارد، وخصوصاً أن رشيد الدين كان متوفىً وقتها!

    5- ريمون الثاني كونت طرابلس

    عند وصول الصليبيين للأراضي المقدسة، سرعان ما علِموا بوجوب الحذر من الحشاشين. ويُعتقد أن أول ضحاياهم من الأوروبيين المميّزين هو كونت طرابلس ريمون الثاني.

    وفقاً للمؤرّخ ويليام الصوري، ولبذاءة طباع ريمون، نشب خلاف بينه وبين زوجته التي أرسلت في طلب أختها ميليسيندا ملكة القدس. وقامت الملكة باستخدام سلطتها وفرضت على ريمون ترك أختها تعود معها إلى القدس. رافقهم ريمون لعدّة أميال ثم قفِل عائداً إلى طرابلس.

    وعند مروره عبر البوابة، دخل في ممرّ ضيّق بين الحصن الأمامي والجدار حيث قبع حشاشان في انتظاره. ولعجز معظم حرّاسه عن الوصول إلى المكان، كان ريمون قد طُعن حتى الموت مع فارسَين آخرَين. وما تزال دوافع عملية اغتياله مجهولة.

    6- أبو طالب السُميرَمي

    احتاج الحشاشون لتوظيف خدع معقدة للوصول للشخصيات المهمّة. على سبيل المثال، كان الوزير أبو طالب السميرمي لا يتحرك إلا محاطاً بحرسه الخاص والجنود.

    وذات يوم هاجم الوزيرَ حشاشٌ قاتل وسدّد إليه طعنةً أخطأته، فولّى هارباً وطار الحراس في إِثرِه تاركين الوزير بحماية ضعيفة. وعندها وثبَ حشاشان من مخبأهما وذبحاه “كما تُذبح الشاة.”
    في مناسبات أخرى، وظّف الحشاشون تكتيكات القوة الوحشية. فقد هاجم مرة أحد عشر فدائي أميراً مُقاتِلاً في مسجدٍ بالموصل. ورغم أن الأمير دافع عن نفسه وجرح ثلاثةً من المهاجمين، لكن غلبت الكثرةُ القوّة وقُتِل.

    7- عبيد الله الخطيب

    دبّ الذُعر في صفوف خصوم الحشاشين، وحُقّ لهم.
    كان قاضي أصفهان الشرعي عبيد الله الخطيب يرتدي درعاً تحت ثيابه، وكان يتحرّك محاطاً بمجموعة حراس.

    ولكن خلال صلاة الجمعة، اخترق قاتل حشاش طوقَ الحراسة وأردى القاضي قتيلاً أمام جَمع المصلّين المذعورين.

    لم يسلَم الحُكّام من التهديد. ووفقاً للجويني فقد استيقظ السلطان سنجار ذاتَ يومٍ ليلقى خنجراً مغروزاً في الأرض جانب سريره. تلقّى بعد ذلك رسالةً من حسن الصباح محذِّراً إياه أن الخنجر “كان من الممكن أنْ يُغرَس في صدرك.” فهم سنجار الرسالة جيداً، فترَك الحشاشين وشأنهم بقية فترة حكمه.

    8- أحمد بن إبراهيم الكردي

    مع تضخّم قوتهم اكتسب الفدائيون خبرةً أوسع في فنون الاغتيال. وتعلّم الأمير أحمد بن إبراهيم الكردي هذا الدرس على حساب حياته. فعندما حاول قاتل حشاش طعنه، صارعه الأمير القوي وأوقع الخنجر بعيداً. فهاجمه قاتلٌ آخر ولكن حرّاس الأمير قتلوا كِلا المُهاجمَين.

    تنفّس الجميع الصعداء لظنّهم أن الخطر قد زال. وفي تلك اللحظة اقتحم الجموع قاتلٌ ثالث وعاجَلَ الأمير بطعنةٍ فقتله.

    ووفقاً لديفيد كوك David Cook، “تنقل الروايات التاريخية تعجّب الناس من هجوم القاتل الثالث بعد رؤيته مصرعَ صاحبَيه.”

    9- فخر المُلك

    تحَ مقتل نظام المُلك باب عداوةٍ لم ينغلق بين عائلته والحشاشين. وفي العام 1106 قُتِل ابنه فخر المُلك. فعندما كان في طريقه إلى صلاة المغرب استوقفه شابٌ يبكي وناوله مَظلِمته. وبينما كان الوزير ينظر في المظلمة، أخرج الشاب خنجراً وطعنه حتى الموت.

    ولكن عمل القاتل لم ينتهِ بقتله نفسه. وذكر المؤرخ ابن الأثير أنه تمّ القبض على القاتل وتعذيبه فأدلى باعترافات مكذوبة تُدين بعض أتباع فخر المُلك المقرّبين. فتمّ إعدام هؤلاء، ولكن تبيّنت براءتهم فيما بعد. إذاً نجحَ كذِبُ الحشاشِ القاتل بإرسال هؤلاءَ لحتفهم.

    لسوء حظ الحشاشين، تعلّمت العائلة من أخطائها. وعند إلقائهم القبض على حشاش آخر خلال محاولته قتل أحمد أخا فخر، جرّعوه كميات كبيرة من الخمر. وفي غمرة سُكره لم يستطع أن يقدم قصة متماسكةً وزلق لسانه بذكر مكان مخبأ الحشاشين في المدينة.

    10- نظام المُلك

    كان نظام المُلك وزيراً متنفِّذاً في الإمبراطورية السلجوقية الكبرى التي امتدّت من تركيا إلى أفغانستان. وفي آخر أيامه، بدأ القائد النزاري حسن الصباح باختراق القلاع الجبلية المنعزلة والاستيلاء عليها، وكان منها قلعة آلموت الحصينة. فصمّم نظام المُلك على مواجهة هذا الخطر الداهم.
    في العام 1092، تقدّم عابرُ سبيل صوفيّ من هودج نظام المُلك؛ وكون الأخير معروفاً بتدينه، فطلب من الرجل أن يقترب. وفي الحقيقة لم يكن الرجل سوى قاتل من الحشاشين طعن نظام المُلك بخنجر كان يُخفيه. ووفقاً لرواية ابن خلّكان، فقد حاول القاتل الهرب لكنه تعثّر بحبلٍ، فأدركه حرّاس الوزير وقتلوه.

    حامت الشكوك حول خصوم نظام المُلك في البلاط، ولكن تُجمِع معظم كتب التاريخ المعاصرة أن الجريمة نفذها أتباع حسن الصباح. وكتب الجويني أن نظام الملك “كان أول ضحايا الفدائيين الحشاشين.” وهكذا بدأت أسطورة الحشاشين.

    ***********************
    تابعونا




    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 3:46 pm


    قصة صلاح الدين مع الحشاشين "أساسينز"
    كان صلاح الدين الأيوبي على خلاف مع الفاطميين، وقد استطاع أن يقوض الخلافة الفاطمية، وأمر بحرق المكتبة الإسماعيلية الموجودة في دار الحكمة، فغضب شيخ الجبل سنان راشد الدين من صلاح الدين، فأرسل له أحد الفدائيين وكان اسمه "حسن الأكرمي" وقد تمكن هذا الفدائي من التسلل للقصر والوصول لحجرة نوم صلاح الدين، فترك له خنجراً عليه دماء قرب الوسادة، وترك معه رسالة تهديد لصلاح الدين، فأثار هذا غضب صلاح الدين. وفي سنة 571هـ أغار جيش صلاح الدين على بعض القرى الإسماعيلية في حلب، وهناك حاول أحد الفدائيين طعنه بسكين فتفاداها صلاح الدين ولكنها جرحت رأسه جرحاً بليغاً، فألقي القبض على الفدائي فأمر صلاح الدين بتقطيعه إرباً إرباً، ثم حاول آخر طعنه بسكين، فتمكن الحرس من القبض عليه، فغضب صلاح الدين ودخل خيمته مذعوراً، وصمم على الثأر من الإسماعيلية في مصياف.
    ثم حاصر جيش صلاح الدين قلعة مصياف معقل سنان راشد الدين سنة 573هـ، وكان الجيش عظيماً وقد نصبت المنجنيقات، وهدد صلاح الدين بأن على سنان أن يسلم القلعة. وعين صلاح الدين حراسة شديدة له تحميه من الفدائيين. وتبادل الطرفان رسائل التهديد والوعيد. وفي أحد أيام الحصار استيقظ صلاح الدين فوجد بالقرب من رأسه خنجراً مسموماً مغروساً في رغيف خبز وجانبه قطعة ورق كتب عليها أبيات شعر كتبها سنان، كتب في مطلعها (إنا منحناك ثوباً للحياة فإن.. كنت الشكور وإلا سوف نخلعه). فنهض صلاح الدين واعتقد أن سنان من أنبل الرجال إذ لو أراد لقتله. فأراد صلاح الدين الصلح لكن كان عنده شرط للصلح وهو أن يشترك الفدائيون في الحرب ضد الصليبين، فقبل الإسماعيليون ذلك، وبالفعل ساهم الإسماعيليون بآلاف الجند والفدائية في معركة حطين، واغتيال ملوك الفرنجة وغيرها، وقد كان أعظم ضحاياهم من ملوك الفرنجة ريموند الثاني أمير طرابلس، وملك أورشليم كوانراد دي مونتفرات بعد اعتلائه العرش بزمن يسير.
    وقد سعى الصليبيون إلى التفاوض مع شيخ الجبل سنان والتحالف معه ضد صلاح الدين، ولكنه رفض ذلك مما أدى إلى حصول منازعات مستمرة بين سنان والإفرنج، حيث اعتدى سنة 588هـ كوانراد دي مونتفرات (أمير صور الذي اعتلى عرش بيت المقدس) على سفينة إسماعيلية في عرض البحر، فأرسل له سنان فدائيين فقتلوه، وقدما رأسه لصلاح الدين، فكافأهم وأحسن إليهم وأعطى سناناً عشر قرى ألحقها بمصياف.




    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الحشاشيين أو الحشيشه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد أغسطس 22, 2021 4:01 pm



    الصراع بين الحشاشين وفرسان الهيكل في ميزوبوتاميا !


    أحمد الحاج

    تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المحطات الفضائية طيلة الأسابيع القليلة الماضية مقاطع إجرامية مقززة جدا لعمليات إختطاف وإغتيال وتعذيب بالخناجر والسكاكين طاولت عشرات الناشطين والمتظاهرين على أيدي شراذم ملثمة بلباس مدني تارة ، وبزي عسكري تارة أخرى وهي تصول وتجول من غير رادع ما يعطي إنطباعا عن مدى نفوذها الكبير وإرتباطها بجهات نافذة جدا محلية وخارجية تحول بين الجهات المختصة وبين ملاحقة هذه العصابات وإلقاء القبض عليها، تماما كحال الفاسدين من السياسيين الذين يعيثون بمؤسساتهم ووزاراتهم فسادا بمجرد تسنم حقائبها وبطريقة مثيرة للريبة والشك عن أهداف هؤلاء وغاياتهم الحقيقية،هل الغاية هي السرقة والإثراء فحسب ، أم هي التخريب والتدمير المتعمد والممنهج المصحوب بنهب المال العام لتدمير العراق كليا ، والكل يسأل مذهولا من هؤلا ، كيف ولماذا ؟
    تشهد البلاد اليوم وبكل ما تعني الكلمة من معنى صراعا شرسا وكسر عظم لإثبات الوجود والسيطرة على مقدرات هذا البلد الجريح الذي ما يغادر حربا ملعونة قط حتى يُزج في أخرى أشد وألعن ، صراع بين فكرين وجماعتين منحرفتين ومتطرفتين هي ” Knights Templar” أو فرسان الهيكل ( فرسان المعبد ) وشعارهم هو الصليب الأحمر ومن ذيولهم المعاصرة بلاك ووتر ، وبين فكر وعقيدة سفاحي الخناجر ” الحشاشون ” أو ما يعرف بـ” Assassin’s Creed” ومن ذيولهم ” القناص ، المجهول ، المندس ” ، ولعل مقاطع مهاجمة الناشطين البشعة بالسكاكين والخناجر والكواتم والعبوات اللاصقة وإستخدام أبشع وسائل التعذيب بما ضجت به مواقع التواصل وبما تعافه النفوس الخيرة غير المصابة بعقد الماضي وإضطراباته النفسية المركبة خير دليل على ما ألت اليه الأمور في هذا الصراع المقيت من أجل النفوذ والمال والسلطة ومحاولة كل منهما إستعادة إمبراطوريته الآفلة التي سبق لها أن دمرت إنطلاقا من العراق وما جاوره من بلاد العرب ، الفكران مجرمان ومنحرفان ولايرقبان في الناس الا ولا ذمة وهما بإختصار يشكلان حاليا قطبي معادلة ” الطرف الثالث ” ومن الخطأ بمكان النظر من زاوية واحدة – عين حورس العوراء – الى قطب واحد من هذا الطرف من دون الآخر لأنك إن فعلت ذلك صرت حينئذ غافلا ولا أريد أن أقول مغفلا – إحتراما لك – ولن تتمكن ساعتها من تحليل الأمور وتشخيص الوقائع وسبر أغوار الأحداث وكشف كنهها كما ينبغي لها أن تُحلل وتُكشف ، الفكران يصبان في نهاية المطاف بخدمة تعاليم وتوجهات ما يعرف بـ ” التلمود ” الذي جاء في بعض نصوصه ((( ان جميع خيرات الارض ملك لبني اسرائيل ..ان ممتلكات الجوييم – وهم كل شعوب الارض التي خلقت من نطف الحمير بزعمهم لخدمتهم ما خلا اليهود – بالنظر الي اليهودي هي ممتلكات لا مالك لها مثل رمال البحر، واول يهودي يستولي عليها عنوة يكون هو مالكها !!))) وما تبادل الاتهامات بينهما سوى جزء من اللعبة الشيطانية لإكثار الفساد في الارض بغية التعجيل بظهور المسيخ الدجال وبناء عليه فإن طلب الاصلاح من أي منهما هواء في شبك ، زوبعة في فنجان ، جعجعة من غير طحين ، كالمستجيرعند كربته من الرمضاء بالنار لأنهما ما جاءا الا للتدمير والإفساد ليس الا مع عكس المفردات ، قلب الحقائق ، والتلاعب بها ، فعندما يقول لك أحدهم ” سنبني ” فهو يعني وبالحرف ” سندمر ” وعندما يأتيك آخر قائلا لك ” سنصلح ” فهو يقصد ” سنفسد ” بمعنى أن ” إصلاحهم ” فساد ، و” بناءهم ” خراب ، جنتهم نار ونارهم جنة ، هؤلاء الشرذمة الممسوخة لن يبنوا لك مستشفى – حقيقيا – إطلاقا وإن مت على الطرقات والأرصفة بفعل الأمراض والأوبئة الفتاكة ..هؤلاء لن يبنوا لك مدرسة ولا جامعة – علمية رصينة – مطلقا وإن عم الجهل البلاد لأن التجهيل يخدمهم ، لن يحيوا لك صناعتك نهائيا لأن تدمير الصناعات الوطنية يصب في مصلحتهم ..لن يعيدوا لك زراعتك بتاتا لأن تجويعك جزء لايتجزأ من المنهج والبروباغندا التي يتأبطونها للفتك بك عن عمد .. هؤلاء لن يقضوا على الامية ما تعاقب ليل ونهار ، لن يعطوك شيئا من ثروات بلادك ولاخيراتها البتة ، يسرقونها ويهربونها الى الخارج نعم ، يمنحونك جزءا يسيرا منها لا …إنهم مخربون شرقيون وغربيون ستراتيجياتهم واحدة ، تكتيكاتهم الشريرة متشابهة ، تتساوى في القوة الا انها تتعاكس في الاتجاه أو كما يقول المثل ” كل واحد منهم يريد أن يحود النار لكرصته ” للتعجيل بظهور مخلصه المزعوم على أنقاض البلدان التي يحكمونها ويتحكمون بها لينشروا فيها كل أنواع الرذائل والموبقات بدءا بالترياق والكرستال وإنتهاء بالربا والروليت مرورا بالدعارة ، الخمور ، الملاهي ، الانتحار ، البطالة ، السحر والتنجيم ، الالحاد ، الرشى ، التزوير ، الإختلاس ، تجارة الاعضاء والسلاح والبشر ، التسول ، عصابات الجريمة المنظمة ، السرقة ، التهريب ، السطو المسلح وما شاكل ” إنهم يجسدون فكر المدينة الفاسدة ” الديستوبيا ” بأجلى صوره واقعا فيما تتحدث أبواقهم لخداع الجماهير بـ” اليوتوبيا ” أو المدينة الفاضلة ليل نهار وهي ترتدي كثعلب – شوقي – ثياب الواعظينا وواهم – كما قال أمير الشعراء – من ظن يوما أن للثعلب دينا !
    وأهيب بالمصلحين والدعاة الحقيقيين لا المزيفين بإعادة قراءة والتحذير من الشعوبية التي وصفها د.علي شريعتي بما معناه “هي القوى الراغبة بإستعادة سلطانها الزائل عبر ارتداء رداء الدين للتمويه “، وقراءة الإستشراق ومدارسه وأساطينه ، التنصير ومنظماته وأساليبه ، الحركات الباطنية الهدامة وفرقها الضالة المضلة وأخص منها النصيرية ، الاسماعيلية ، البايية ، البهائية ، القاديانية ، النزارية ، الحجتية ، العلموية – الساينتولوجي – الايمو ، الويكا ، الرائيلية ، الوجودية ، عبدة الشيطان ” ، وأذكر هنا بما سبق ان نشرته صحيفة اكسبريس البريطانية عام 2016عن أخطر خمس منظمات سرية تسيطر على العالم من اشدها خطرا بحسب الصحيفة ” منظمة الجماجم والعظام ” وضمت في عضويتها كل من رئيس اميركا بوش الاب وبوش الابن – المسؤلان المباشران عن حصار العراق وتدميره واحتلاله عام 2003 – اضافة الى وزير الخارجية ومرشح الرئاسة الاسبق جون كيري ، تليها منظمة ” المتنورون ” وتضم اشهر الرؤساء ومنهم اوباما اضافة الى جميعة ” البوستان البوهيمي ” وضمت ثلاثة رؤساء أميركان نيكسون ، ريغان ، كلينتون ، جمعية “بيلدر بيرغ” وهذه هي الحكومة الخفية للعالم وتضم اشهر واقوى رؤساء العالم والمصارف والبنوك والشركات ورجال المال والاعمال ، اضافة الى الأذرع الأخطبوطية للماسونية نحو الروتاري ، الليونز ، بناي بيرث ، زد على ذلك منظمة هار كريشنا ، كنيسة مون ، ماجستيك 12 ، ومنظمة أوبوس داي الكاثوليكية ، كذلك الحركة الصهيونية ، وما بات يعرف بـ ” جماعات إزالة الكباب” وهي عبارة عن جماعات تضم أشرس المتطرفين اليمينيين البيض من المصابين بفوبيا الاسلام والراغبين بمنعه من الانتشار في أوربا ولعل من أبرز مجرمي هذا التيار سفاح مسجدي كرايست تشيرش النيوزلندية، الاسترالي رينتون تارانت ، الذي قتل واصاب العشرات من المصلين الابرياء بعد اطلاق الرصاص عليهم بدم بارد أثناء صلاة الجمعة وهو يبتسم للكاميرا “وغيرها من منظمات وجمعيات وجماعات متطرفة وقذرة .
    انوه الى ان كل هذه الجمعيات والمنظمات السرية لها ” اذرع استخبارية ، مكاتب اقتصادية كبرى، أجنحة مسلحة ، وسائل اعلامية ضخمة ، ووعاظ سلاطين وناطقين رسميين مهمتهم تزوير الحقائق ، تزييف الوقائع ، غسل العقول ، خلط الاوراق ليصبح بفعل هرجهم ومرجهم وفتنهم تلك الحليم حيران أسفا ، وليكذب الناس بفعل خداعهم المستمر الصادق من الخلق ويصدقون الكاذب ، يخونون الأمين ويأتمنون الخائن ، ويهرولون خلف كل ناعق وان كان من أراذل الناس وشرار الخلق ومن الرويبضات وسقط المتاع ” كما يحدث في العراق منذ 16 عاما هي الاسوأ في تأريخه كله منذ عهد السومريين والاكديين ، الا ولعنة الله على الظالمين من “الحشاشين والهيكليين “ومن لف لفهم من التكفيريين وأعداء الحضارة والإنسانية والدين .


    ______________
    هذا ما تحصلناه فإن تقصير فمن أنفسنا

    جزاكم الله خيرا
    *****************
    لا تنسوني من صالح دعائكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 10:29 am