طائفه الشبك
الشبك (بالكردية: شەبەک، Şebek)
مجموعة سكانية كُرديّة، تقطن في أكثر من 60 قرية منتشرة في المناطق المتنازع عليها، وبالتحديد في محافظة نينوى (سهل
نينوى)، الغالبية تتحدث بالشبكية الباجلانية القريبة من اللهجة الكورانية. بعد إحصاء عام 1987،
بدأ النظام العراقي حملة انتقامية ضد الشبك الذين اختاروا إعلان أنفسهم كُردًا. تضمنت الحملة ترحيلاً واستيعابًا قسريًا، ونقلوا العديد
منهم (مع كُرد جوران) إلى معسكرات اعتقال تقع في منطقة حرير في إقليم كردستان. قُتل ما يقدر بـ 1160 شبكي خلال هذه
الفترة، كما بُذلت جهود متزايدة لإجبار الشبك على قمع هويتهم لصالح العرب. قال سليم الشبكي، ممثل الشبك في البرلمان العراقي
، «الشبك جزء من الأمة الكردية»، مؤكداً أن الشبك من أصول كُرديّة.
يعيش أفراد القبائل الكردية الثلاث باجلان، زانغانا وداودي في نفس القرى التي يعيش فيها الشبك ويظنون أنهم من الشبك
لغة الشبك
لغة الشبك هي اللغة الشبكية المنحدرة من لغات (ماجو) نفس لغة باجلان في خانقين ومندلي.
برغم ذلك يقول الباحث رشيد الخيون أن الشبك يتكلمون لهجة كردية لانها تحتفظ بالكثير من الألفاظ القديمة، إضافة إلى تأثيرات
محيطها الإقليمي والجغرافي المتمثل بوجود ألفاظ فارسية أو تركية أو عربية. وتذكر المصادر أن لهجة الشبك هي اللهجة الشبكية
الباجلانية وهي إحدى فروع اللهجة الكورانية غير المنحدرة من اللغة الكردية. وبصورة عامة يمكن القول إن لغة الشبك تنتمي إلى مجموعة اللغات الأذرية والهندوأوربية،
أصل الشبك
هنالك اعتقاد بأن الشبك قدموا إلى منطقة سهل نينوى من إيران في أواخر القرن السابع عشر.
وفي العهد الملكي اعترفت بهم الحكومة كإحدى طوائف العراق. ولكن سرعان ما ساءت أحوالهم عندما هجر النظام السابق في
العراق معظم الشبك من قراهم لأنهم قاوموا سياسة التعريب التي انتهجها النظام ضد الكُرد والأقليات خارج ما كان يسمى بمنطقة
الحكم الذاتي. ويتكون مجتمع الشبك من عدة جماعات منهم: الأغوات والبيكات والشيوخ. فبالرغم من كثرة الكتابات والمقالات التي
تناولت أصل الشبك وقدمت تبريرات عديدة لتأييد وجهات نظر كتابها، إلا أنها في الحقيقة لم تتفق جميعا على تحديد أصل الشبك،
ويمكن أن نلمس ثلاثة آراء:
الرأي الأول
: الشبك هم الجماعات التي استوطنت من العشائر الكردية في العراق منذ زمن بعيد، وهذا الرأي ليس لهُ سند علمي لوجود عشائر من الشبك ذات جذور تركمانية وأخرى عربية.
الرأي الثاني
: ذهب إلى أن الشبك هم من القبائل التركية المهاجرة إلى العراق في عهد السلطان طغرل بك السلجوقي، وهذا الرأي مردود أيضا،
لأن لغة الأتراك النازحين إلى العراق في ذلك الوقت كانت هي اللغة الأذرية التي يتكلم بها اليوم تركمان العراق في كركوك
وقصباتها ومنطقة تلعفر في الموصل وهي تختلف اختلافاً ً جذرياً عن اللغة الشبكية
كما أكد ذلك نخبة من المثقفين الشبكيين بأن الشبك من بقايا عشائر القرة قو ينلو الذين حكموا العراق بين عامي 1410
-1468م. ويرى آخرون أنهم من الأتراك الذين هاجروا من عامي 1468 -1508م الذين جاء بهم السلطان مراد الرابع سنة
1047، وأسكنهم شمالً العراق، وهذا الرأي مردود أيضا لوجود الشبك قبل هذا التاريخ في المنطقة.
الرأي الثالث
: يرى أصحاب هذا الرأي أن الشبك جاءوا من إيران أبان حكم دولة الصفويين ويقول، أحمد حامد الصراف عضو المجمع العلمي
العربي بدمشق، في كتابهِ حول الشبك: جاء الشبك من جنوب إيران وأن لسانهم خليط بين اللغات الفارسية والكردية والعربية وقليل
من التركية. والحقيقة أن الشبك هم من الأقوام التي استوطنت الجانب الشرقي من مدينة الموصل، في عهد الدولة الساسانية والعهود
التي تلتها واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربيةً والكردية والفارسية، وانصهروا جميعا في بودقة الشبك. أي ان القومية
الشبكية بالنسبة لهؤلاء هي في الحقيقة خيار جاء عن طريق تفاعل قديم ولعل من أقدم المصادر التي أشارت إلى استيطان الشبك
منطقة الموصل هو كتاب الكامل في التاريخ لأبن الأثير (والملاحظ أن هذه القرى التي يشير إليها ابن الأثير هي قرى الشبك نفسها
في الوقت الحاضر بدلائل أماكنها وتسميتها، ويؤكد هذا الرأي الكاتب سليمان الصائغ في كتابهِ تاريخ الموصل
حيث يقول: (أنهم جاءوا من الشرق واستوطنوا هذه المنطقة مثلهم مثل إخوانهم العرب والكُرد).
وهذا القول لهُ أسانيد كثيرة من الذين سكنوا الموصل في فترات مختلفة،
وفي الواقع فالشبك الذين دخلوا قرية باشبيشة المسيحية الأصل نقلوا معهم فن البناء الساساني إلى هذه المنطقة
حيث تميزت دورهم بأشكالها المميزة فمنها الخصوصية المخروطية،
علما بأنهم دخلوا هذه القرية عام 557 هـ، أما الشبك كجماعة إثنية مستقلة فتؤكدها إحدى المذكرات الخاصة بتفتيش منطقة الحمدانية
ذات الأغلبية الشبكية التي اعتمدتها وأصدرتها الحكومة العراقية آنذاك ومنها المذكرة رقم 541 في عام 1952م
والتي تنص على أن منطقةً الحمدانية تتكون من عدة قوميات، وأن أكثرها عددا القومية الشبكية تليها القومية العربية والكردية
والتركمانية والمسيحية (وهذا اعتراف صريح من الحكومة العراقية باستقلالية الشبك).
وأشار الباحث عباس الإمامي بأن كلمة الشبك تتكون من مقطعين (كلمة شاه) أي الملك بالفارسية، (وكلمة بيك) أي السيد بالتركية،
اندمجتا وصارت (شاه بكلر) أي سيد الملوك، أن تداخل الكلمتين الفارسية والتركية ناتج عن كون القبائل التركمانية التي وصلت إلى
إيران تأثرت بالثقافة الفارسية، قبل أن تتأثر بالثقافة العربية، لذلك نرى كلمة (شاه بكلر) هي مركبة وعربت الكلمة في العراق إلى
شبك بعد اختلاطهم بالعرب وبضوء ما تقدم، نخلص أن الشبك هم من الأقوام التي استوطنت الجانب الشرقي في مدينة الموصل في
عهد الدولة الساسانية، واختلطت وتصاهرتً مع بعض العشائر العربية والكردية وانصهروا جميعا في مجتمع سمي الشبك، فالقومية الشبكية هي خيار جاء عن طريق تفاعلهم.
التوزيع السكاني
يتوزع الشبك في عدة قرى في أقضية الموصل والحمدانية وتلكيف الشيخان وبعشيقة وسنجار وتلعفر وطهراوه ومخمور،
ومن تلك القرى: علي رش ومنارة شبك وباشبيتة ولك وجليوخان وشهرزاد وقرة تبة شبك وخويتلة وبلاوات ووردك وكبرلي
وخزنة تبة وكوكجلي وبازوايا وطوبزاوة وطبرق زيارة ودراويش وأبو جربوعة وخضر بساطلي وسماقية ونوران وخوسبات
وشاقولي وشيخ امير وبدنة وارين وبدنة جورين وترجلة وعباسية وفاضلية وسادة بعويزة وشيخ شيلي.
ويتواجد عدد كبير من الشبك في مدن عراقية أخرى غير الموصل كأربيل وبغداد والسليمانية. بالإضافة إلى ذلك فقد هاجر عدد آخر
إلى دول عربية وأوروبية. وبعد الغزو الأمريكي للعراق أصبحت معظم قرى الشبك تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية،
كما قتل وهجر عدد كبير من الشبك من مدينة الموصل من قبل بعض المجموعات الإرهابية المسلحة. بعد أحداث الموصل في
حزيران 2014م، وسقوط الموصل بيد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تحولت قرى سهل الموصل إلى
مناطق خطرة وترك معظم السكان قراهم خوفا من بطش المسلحين الأصوليين والتجأوا إلى مناطق أكثر أمناً تسيطر عليها
الپيشمرگه الكردية، وبعد انطلاق عملية تحرير الموصل قام قوات مكافحة الإرهاب تحرر بازوايا وترفع العلم فوق مبانيها. وايضا قوات البيشمركة حررت مركز ناحية بعشيقة وقرى تابعة له.
الاعتقادات الدينية
غالبا ما يوصف الشبك بكونهم إحدى فرق المسلمين الشيعة، بعض منهم يقلد الطريقة البكتاشية المأخوذة من الشيعة في تركيا
كما هناك اعتقاد بأن أصلهم يعود إلى القزلباشيون الذين قدموا إلى المنطقة في القرن الثامن عشر، ويلتجأون إلى المساجد والحسينيات
وتكايا للعبادة والصلاة. ويبلغ عدد المسلمون على مذهب أهل السنة 30% وعلى المذهب الشيعي 70%.
التكوين العشائري للشبك
يتكون الشبك من عشائر متعددة، بعض منها لها فروع في مناطق أخرى من أربيل وكركوك وخانقين في العراق وكرمانشاه في
غرب إيران. يتألف مجتمع الشبك من عدة عشائر كبيرة وبارزة في منطقة سهل نينوى.
تابعونا جزاكم الله خيرا
لا تنسونا من صالح دعائكم
أمس في 5:34 pm من طرف عبدالله الآحد
» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
السبت مايو 18, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد
» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد
» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد