المراقبة
اعبد الله كأنك تراه
من القرآن .. قال تعالى ..
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَايَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَايَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد: 4)
{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَاكَسَبَتْ } (الرعد: 33)
{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (آل عمران: 6)
ماذا قال الحبيب صلى اللة علية وسلم
** عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صلى اللة علية وسلم قَالَ: إن اللَّه تعالى يغار، وغيرة اللَّه أن يأتي المرء ما حرم اللَّه عليه متفق عَلَيْهِ.
**سأل النبي صلى اللة علية وسلم .. جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
أحلى ما قال السلف
**حميد الطويل
لئن كنت عصيت الله خاليا تظن أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم ... ولئن كنت تظن انه لا يراك فقد كفرت ...
**الفضيل بن عياض
يقول لنفسه : تسأله الجنة وتأتى ما يكره, ما رأيت أحدا أقل مراقبة منك لنفسك
مراقبة الله .... حماية من كل ســوء
من أسماء الله تعالى الرقيب ، فهو الرقيب لعباده ، حفيظ عليهم ويعلم أحوالهم ، فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ،قال تعالى : (إن الله كان عليكم رقيباً )وقال تعالى ( وكان الله على كل شئ رقيباً ) .
والمؤمن يجب عليه أن يراقب الله تعالى فيلاحظ نفسه في أعمالها وأقوالها ، ليقيمها على الصراط السوي ، حيث أن إهمال ملاحظة النفس يؤدي إلى الطغيان والفساد ، كذلك يجب عليه أن يعلم بأن الله محيط بكل شئ مطلع على الضمائر ، رقيب على السرائر ، قائم على كل نفس بما كسبت.
يقول ابن القيم رحمه الله " المراقبة دوام علم العبد باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه ، فاسـتدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة ، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب ، ناظر إليه ، سامع لقوله ، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين" .
وفي كتاب الله المجيد آيات تشير إلى هذه المراقبة ، وتدعو إليها وتأمر بها ، قال تعالى (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) ويقول سبحانة ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
فأجعل أخي المسـلم مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره ،
واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عليك،
واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه ،
واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه
إن الذين يتحلون بفضيلة المراقبة هم خيار العباد من العقلاء ، وصفوة الناس من الأتقياء ، وأرباب البصائر الذين يعلمون أن الله تعالى لهم بالمرصاد ، وأنهم سيناقشون في الحساب ويطالبون بمثاقيل الذرة من الخطرات واللحظات قال سبحانة (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره خف يوم القيامة حسابه وحضر له عند السؤال جوابه ، وحسن منقلبه ومآبه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في ساحة القيامة وقفاته ، وقادته إلى العقاب سيئاته . .
أخي الكريم...
إن صفة المراقبة لله تعالى لا تتجلى في صاحبها في يوم وليلة ، بل هي تنمو وتزدهر بطول المجاهرة ، وتكرار المحاولة ، وقوة العزيمة في حمل النفس على ما يزكيها ويطهرها وهذا يقتضي أن المسلم إذا هم بأن يعمل عملاً يتأكد أولاً من الدافع الذي يدفعه إلى هذا العمل : أيعمله لوجه الله ؟ أم يعمله لشهوته وهواه ؟ ثم يتأكد من توافر الإخلاص في أدائه .
أخي الكريم...
إذا تحققت عند المسلم فضيلة المراقبة حرص على أداء حقوق الله وحقوق العباد بإتقان وإحسان ، وما أحوج المجتمع إلى هذه الفضيلة لأن انعدامها في نفس الإنسان يجعله شبيهاً بالحيوان ، يرتع ليتمتع ، ويجمع لينتفع ، ويسطو على حقوق غيره ، وينتهك حرمات سواه ، ويسئ استخدام حقوق نفسه ، وبذلك تفشو الرذائل ، وتقل الفضائل ، ويتعامل الناس بشرعة الغاب دون ارعواء أو حساب ، أما لو كان الإنسان مراقباً لربه لكان أميناً على الأعراض لا يدنو منها ، بل يعتصم بإيمان وبرهان من ربه ووازع من دينه ويقول سبحانة ( إن معي ربي سيهدين ) ويقول عز وجل: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )
كذلك المراقبة تجعل الإنسان أميناً على الأموال التي بين يديه ، فقد يستطيع أن يسرق منها أو يختلس ، ولكن صوتاً من الأعماق ينهاه لأنه دائماً يراقب مولاه ، والمراقبة كذلك هي التي تجعل الإنسان يؤدي عمله على خير ما يكون الأداء ، لأنه لا يرائي في عمله كبيراً ولا رئيساً ، ولكن يراقب ربه ، ويتذكر قول نبيه صلى اللة علية وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( رواه البيهقي بسند حسن ) .
أخي الكريم ....
من فضل الله على من اتصف بصفة المراقبة أنه إذا صدق في مراقبة الله جل جلاله في باطنه وخواطره عصمه الله من الإثم والانحراف ، ومن كل سوء ومعصية في جوارحه وظاهره .
ولذلك يقول ابن القيم رحمـه الله :"إن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر ، فمن راقب الله في سره حفظه في حركاته وعلانيته وهذا الحفظ الإلهي يجعل العبد المؤمن في حال الرضى والأمن والاطمئنان" .
ومن أعظم ثمرات المراقبة أنها تجعل المؤمن مشتغلاً بحاضره ليملأه بأفضل ما تملأ به الأوقات ، فينطلق إلى فعل الخيرات ، وإلى المسارعة في الطاعات ، وإلى التسابق في تقديم الباقيات الصالحات إلى الوقوف عند أوامر الله ، وعدم تجاوز حدوده ، لأنه لما عظم الآمر الناهي وهو الله تعالى عظم أوامره ونواهيه فاستحق ما أعده الله لعباده في دار كرامته من النعيم المقيم ، والدرجات العلى ، والرزق الواسع الكريم ،ويقول سبحانة (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم )
وروى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سئل صلوات الله وسلامه عليه : ما الإحسان ؟فقال صلى اللة علية وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
ولله در القائل :
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل سـاعة *** ولا أن ما تخفيه عنـه يغيب
أخي الكريم.....
اتقوا الله وراقبوه في السر والعلن في كل زمان ومكان ففي ذلك عصمة لكم من كل سيئة ووقاية من كل معصية ، ودافع إلى فعل الخير وعمل الصالحات ومحاسبة النفس قبل يوم الحساب ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسـبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وصلوا الذي بينكم وبين ربكم فهــو من ورائكم محيط ، لا تأخذه ســنة ولا نوم ، لا يغفـل ولا ينام وتدبرواقول اللة عز وجل (( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم ))
أخي الكريم ...
إن من يراقب الله تعالى ويخشاه ، ويعلم علم اليقين أن الله يراه ، ويعلم ما توسوس به نفسه، ويعلم أنه تعالى أقرب إليه من حبل الوريد عليه أن يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة ، وعلى كل قول أو فعل خشية أن يكون قد حاد عن الطريق القويم ، وحينئذ يستقيم أمره ، ويصلح حاله ، وإذا توفرت هذه الصفة وهي مراقبة الله عند كل فرد نتج عن ذلك استقامة المجتمع وصلاحه
فحين يراقب المسئول ربه فإنه لا يظلم ولا يطغي ، ولا تتجه نفسـه إلى الشر والبطش .... وحين يراقب المحكوم ربه ويعبده كأنه يراه ، فإنه يؤدي عمله بإخلاص وإجتهاد ، لا يخدع ولا يغش ولا يتكاسل ولا يتشاغل عن الإنتاج وزيادته وتحسينه ، ولا يبغي الفتنة ولا الفساد في الأرض ، ولا يستغل مال الدولة ، ولا يطمع في ما ليس له...... كذلك الزوج الذي يراقب الله يعطي زوجته حقها ويعاشرها بالمعروف .... والزوجة التي تراقب الله تطيع زوجها في غير معصية الله وتقدم له السكن والسعادة .... وكذلك الوالد والولد والصديق والجار والصغير والكبير كل منهم إذا راقب الله واتقاه فإنه يأتمر بأمره ويعاشر الناس بالمعروف ويعاملهم بما يحب أن يعاملوه
(منقول من خطب الجمعة من الموقع الرسمي لورزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لدولة الكويت )
التطبيق العملي?
**احذر الذنوب في الخلوة فهي اجتراء على الله وتنسف ثواب العبادة
** المراقبة قبل العمل: إخلاص ..... و أثنائه : إتقان ..... وبعده: كتمان ......
** اجعل لنفسك عبادة سر لا يراها إلا الله
** استشعر دائما أن الله يراقبك ومطلع على عملك ... وأنه قد يقبض روحك وأنت على معصية ...
هيا معا نحيي سنة الحبيب صلى اللة علية وسلم ?
الســـــــــــلام ! ......
جاء رجل إلى النبي صلى اللة علية وسلم فقال: السلام عليكم. فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى اللة علية وسلم : عشر ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فرد عليه فجلس فقال: عشرون ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فرد عليه فجلس فقال: ثلاثون رواه أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
فانظر يارعاك الله كم أضاع على نفسه من أجر من يكتفي ببعض السلام من غير أن يكمله حتى يأخذ ثلاثين حسنة ....
فعود لسانك يا أخي الحبيب على إكمال لفظة السلام إلى بركاته حتى تحصل على هذا الأجر العظيم ....
وأبدل كلمة ألو في التليفون بتحية الإسلام
اعبد الله كأنك تراه
من القرآن .. قال تعالى ..
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَايَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَايَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد: 4)
{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَاكَسَبَتْ } (الرعد: 33)
{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (آل عمران: 6)
ماذا قال الحبيب صلى اللة علية وسلم
** عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صلى اللة علية وسلم قَالَ: إن اللَّه تعالى يغار، وغيرة اللَّه أن يأتي المرء ما حرم اللَّه عليه متفق عَلَيْهِ.
**سأل النبي صلى اللة علية وسلم .. جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
أحلى ما قال السلف
**حميد الطويل
لئن كنت عصيت الله خاليا تظن أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم ... ولئن كنت تظن انه لا يراك فقد كفرت ...
**الفضيل بن عياض
يقول لنفسه : تسأله الجنة وتأتى ما يكره, ما رأيت أحدا أقل مراقبة منك لنفسك
مراقبة الله .... حماية من كل ســوء
من أسماء الله تعالى الرقيب ، فهو الرقيب لعباده ، حفيظ عليهم ويعلم أحوالهم ، فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ،قال تعالى : (إن الله كان عليكم رقيباً )وقال تعالى ( وكان الله على كل شئ رقيباً ) .
والمؤمن يجب عليه أن يراقب الله تعالى فيلاحظ نفسه في أعمالها وأقوالها ، ليقيمها على الصراط السوي ، حيث أن إهمال ملاحظة النفس يؤدي إلى الطغيان والفساد ، كذلك يجب عليه أن يعلم بأن الله محيط بكل شئ مطلع على الضمائر ، رقيب على السرائر ، قائم على كل نفس بما كسبت.
يقول ابن القيم رحمه الله " المراقبة دوام علم العبد باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه ، فاسـتدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة ، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب ، ناظر إليه ، سامع لقوله ، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين" .
وفي كتاب الله المجيد آيات تشير إلى هذه المراقبة ، وتدعو إليها وتأمر بها ، قال تعالى (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) ويقول سبحانة ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
فأجعل أخي المسـلم مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره ،
واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عليك،
واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه ،
واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه
إن الذين يتحلون بفضيلة المراقبة هم خيار العباد من العقلاء ، وصفوة الناس من الأتقياء ، وأرباب البصائر الذين يعلمون أن الله تعالى لهم بالمرصاد ، وأنهم سيناقشون في الحساب ويطالبون بمثاقيل الذرة من الخطرات واللحظات قال سبحانة (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره خف يوم القيامة حسابه وحضر له عند السؤال جوابه ، وحسن منقلبه ومآبه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في ساحة القيامة وقفاته ، وقادته إلى العقاب سيئاته . .
أخي الكريم...
إن صفة المراقبة لله تعالى لا تتجلى في صاحبها في يوم وليلة ، بل هي تنمو وتزدهر بطول المجاهرة ، وتكرار المحاولة ، وقوة العزيمة في حمل النفس على ما يزكيها ويطهرها وهذا يقتضي أن المسلم إذا هم بأن يعمل عملاً يتأكد أولاً من الدافع الذي يدفعه إلى هذا العمل : أيعمله لوجه الله ؟ أم يعمله لشهوته وهواه ؟ ثم يتأكد من توافر الإخلاص في أدائه .
أخي الكريم...
إذا تحققت عند المسلم فضيلة المراقبة حرص على أداء حقوق الله وحقوق العباد بإتقان وإحسان ، وما أحوج المجتمع إلى هذه الفضيلة لأن انعدامها في نفس الإنسان يجعله شبيهاً بالحيوان ، يرتع ليتمتع ، ويجمع لينتفع ، ويسطو على حقوق غيره ، وينتهك حرمات سواه ، ويسئ استخدام حقوق نفسه ، وبذلك تفشو الرذائل ، وتقل الفضائل ، ويتعامل الناس بشرعة الغاب دون ارعواء أو حساب ، أما لو كان الإنسان مراقباً لربه لكان أميناً على الأعراض لا يدنو منها ، بل يعتصم بإيمان وبرهان من ربه ووازع من دينه ويقول سبحانة ( إن معي ربي سيهدين ) ويقول عز وجل: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )
كذلك المراقبة تجعل الإنسان أميناً على الأموال التي بين يديه ، فقد يستطيع أن يسرق منها أو يختلس ، ولكن صوتاً من الأعماق ينهاه لأنه دائماً يراقب مولاه ، والمراقبة كذلك هي التي تجعل الإنسان يؤدي عمله على خير ما يكون الأداء ، لأنه لا يرائي في عمله كبيراً ولا رئيساً ، ولكن يراقب ربه ، ويتذكر قول نبيه صلى اللة علية وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( رواه البيهقي بسند حسن ) .
أخي الكريم ....
من فضل الله على من اتصف بصفة المراقبة أنه إذا صدق في مراقبة الله جل جلاله في باطنه وخواطره عصمه الله من الإثم والانحراف ، ومن كل سوء ومعصية في جوارحه وظاهره .
ولذلك يقول ابن القيم رحمـه الله :"إن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر ، فمن راقب الله في سره حفظه في حركاته وعلانيته وهذا الحفظ الإلهي يجعل العبد المؤمن في حال الرضى والأمن والاطمئنان" .
ومن أعظم ثمرات المراقبة أنها تجعل المؤمن مشتغلاً بحاضره ليملأه بأفضل ما تملأ به الأوقات ، فينطلق إلى فعل الخيرات ، وإلى المسارعة في الطاعات ، وإلى التسابق في تقديم الباقيات الصالحات إلى الوقوف عند أوامر الله ، وعدم تجاوز حدوده ، لأنه لما عظم الآمر الناهي وهو الله تعالى عظم أوامره ونواهيه فاستحق ما أعده الله لعباده في دار كرامته من النعيم المقيم ، والدرجات العلى ، والرزق الواسع الكريم ،ويقول سبحانة (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم )
وروى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سئل صلوات الله وسلامه عليه : ما الإحسان ؟فقال صلى اللة علية وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
ولله در القائل :
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل سـاعة *** ولا أن ما تخفيه عنـه يغيب
أخي الكريم.....
اتقوا الله وراقبوه في السر والعلن في كل زمان ومكان ففي ذلك عصمة لكم من كل سيئة ووقاية من كل معصية ، ودافع إلى فعل الخير وعمل الصالحات ومحاسبة النفس قبل يوم الحساب ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسـبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وصلوا الذي بينكم وبين ربكم فهــو من ورائكم محيط ، لا تأخذه ســنة ولا نوم ، لا يغفـل ولا ينام وتدبرواقول اللة عز وجل (( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم ))
أخي الكريم ...
إن من يراقب الله تعالى ويخشاه ، ويعلم علم اليقين أن الله يراه ، ويعلم ما توسوس به نفسه، ويعلم أنه تعالى أقرب إليه من حبل الوريد عليه أن يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة ، وعلى كل قول أو فعل خشية أن يكون قد حاد عن الطريق القويم ، وحينئذ يستقيم أمره ، ويصلح حاله ، وإذا توفرت هذه الصفة وهي مراقبة الله عند كل فرد نتج عن ذلك استقامة المجتمع وصلاحه
فحين يراقب المسئول ربه فإنه لا يظلم ولا يطغي ، ولا تتجه نفسـه إلى الشر والبطش .... وحين يراقب المحكوم ربه ويعبده كأنه يراه ، فإنه يؤدي عمله بإخلاص وإجتهاد ، لا يخدع ولا يغش ولا يتكاسل ولا يتشاغل عن الإنتاج وزيادته وتحسينه ، ولا يبغي الفتنة ولا الفساد في الأرض ، ولا يستغل مال الدولة ، ولا يطمع في ما ليس له...... كذلك الزوج الذي يراقب الله يعطي زوجته حقها ويعاشرها بالمعروف .... والزوجة التي تراقب الله تطيع زوجها في غير معصية الله وتقدم له السكن والسعادة .... وكذلك الوالد والولد والصديق والجار والصغير والكبير كل منهم إذا راقب الله واتقاه فإنه يأتمر بأمره ويعاشر الناس بالمعروف ويعاملهم بما يحب أن يعاملوه
(منقول من خطب الجمعة من الموقع الرسمي لورزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لدولة الكويت )
التطبيق العملي?
**احذر الذنوب في الخلوة فهي اجتراء على الله وتنسف ثواب العبادة
** المراقبة قبل العمل: إخلاص ..... و أثنائه : إتقان ..... وبعده: كتمان ......
** اجعل لنفسك عبادة سر لا يراها إلا الله
** استشعر دائما أن الله يراقبك ومطلع على عملك ... وأنه قد يقبض روحك وأنت على معصية ...
هيا معا نحيي سنة الحبيب صلى اللة علية وسلم ?
الســـــــــــلام ! ......
جاء رجل إلى النبي صلى اللة علية وسلم فقال: السلام عليكم. فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى اللة علية وسلم : عشر ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فرد عليه فجلس فقال: عشرون ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فرد عليه فجلس فقال: ثلاثون رواه أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
فانظر يارعاك الله كم أضاع على نفسه من أجر من يكتفي ببعض السلام من غير أن يكمله حتى يأخذ ثلاثين حسنة ....
فعود لسانك يا أخي الحبيب على إكمال لفظة السلام إلى بركاته حتى تحصل على هذا الأجر العظيم ....
وأبدل كلمة ألو في التليفون بتحية الإسلام
اليوم في 5:25 pm من طرف عبدالله الآحد
» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
أمس في 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد
» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور
» النذر لغير الله شرك أكبر
الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد