************المحاسبة >>>>>>>>
من حاسب نفسه اليوم خف حسابه غداً
من القرآن
قال تعالى {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (المجادلة: 6)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (الحشر: 18)
ماذا قال الحبيب صلى اللة علية وسلم
Z ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه وعن عمله ماذا عمل به .))
أحلى ما قال السلف
]ميمون بن مهران
التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان غاشم ومن شريك شحيح ...
]الحسن البصري
لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا اردت بشربتي؟ والفاجر يمشي قدماً لا يحاسب نفسه
]عمر بن الخطاب
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم
المحاسبة ... حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا
قال تعالى (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)[ آل عمران : 30 ]
وقال سبحانة (وَنَضَعُ المَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47]
وقال عز وجل (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [ الكهف : 49 ]
وقال العزيز الحكيم ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُر ُالنَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) [ الزلزلة : 6 ـ 8 ]
فاقتضت هذه الآياتُ وما أشبَهها خَطَرَ الحساب في الآخرة،وتَحَقَّقَ أربابُ البصائر أنّهم لا يُنجيهم من هذه الأخطار إلا لزومُا لمحاسبة لأنفسِهم وصدقُ المراقبة .
نْ حاسب نفسَه في الدُّنيا ،خفَّ في القيامة حسابُه، وحَسُنَ منقلبُه ، ومَنْ أَهْمَلَ المحاسبة َدامت حسراتُه
قالَ الحسنُ:"إنَّ العبدَ لا يزالُ بخيرٍ مَا كانَ لهُ واعِظٌ مِن نفسِهِ ، وكانتِ المحاسبةُ مِن همَّتِهِ" .
وقالَ ميمونُ بنُ مِهرانَ : " لا يكونُ العبدُ تقيّاً حتى يكونَ لنفسهِ أشدَّ محاسبةً مِن الشَّريكِ لشريكهِ . ولهذا قيلَ : النَّفْسُ كالشَّريكِ الخوَّانِ ، إنْ لم تُحاسِبْهُ ؛ ذَهَبَ بمالِك "
وكتبَ عمرُ بنُ الخطَّابِ إلى بعض عمَّالِه : "حاسِبْ نفسَكَ في الرَّخاءِ قبلَ حسابِ الشِّدَّةِ ؛ فإِنَّ مَنْ حَاسَبَ نفسَهُ في الرَّخاءِ قبلَ حِسابِ الشِّدَّةِ عادَ أمرُهُ إلى الرِّضى والغِبْطَةِ ، ومَن أَلْهَتْهُ حياتُه وشَغَلَتْهُ أهواؤهُ ؛ عادَ أمرُهُ إلى النَّدامَةِ والخسارةِ "
وقد مُثّلت النّفس مع صاحبها بالشَّريك في المال ، فكما أنّه لا يتمّ مقصود الشركة من الربح إلا بالمشارطة على ما يفعل الشريك أوّلاً , ثمّ بمطالعة ما يعمل ،والإشراف عليه ومراقبته ثانياً ، ثمّ بمحاسبته ثالثاً ، ثمّ يمنعه من الخيانة إن اطّلع عليه رابعاً ،فكذلك النفس : يشارطها أوّلاً على حفظ الجوارح السبعة التي حفظها هو رأس المال ، والربح بعد ذلك ، فمن ليس له رأس مال ، فكيف يطمع في الربح ؟! وهذه الجوارح السبعة ، وهي العين ، والأذن، والفم ، والقلب ، والفرج ، واليد ،والرجل : هي مراكب العطب والنجاة ،فمنها عطب من عطب بإهمالها وعدم حفظها ، ونجا من نجا بحفظها ومراعاتها . فحفظها أساس كلّ خير ،وإهمالها أساس كل شر
ويعينه على هذه المراقبة والمحاسبة : معرفته أنّه كلما اجتهد فيها اليوم استراح منها غداً إذا صار الحساب إلى غيره ،وكلّما أهملها اليوم اشتدّ عليه الحساب غداً ...
ويعينه عليها أيضا :معرفته أن ربح هذه التجارة سكنى الفردوس ، والنظر إلى وجه الرب سبحانه ، وخسارتها : دخول النار والحجاب عن الرب تعالى ، فإذا تيقّن هذا هان عليه الحساب اليوم ؛ فحقّ على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها و سكناتها وخطواتها، فكلّ نفسٍ من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا خطر لها يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد . فإضاعة هذه الأنفاس ، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه :خسران عظيم لا يسمح بمثله إلا أجهل النّاس وأحمقهم وأقلّهم عقلاً.وإنّما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن..
ومُحاسَبَةُالنَّفْسِ نوعانِ : نوعٌ قبلَ العَمَلِ ، ونوعٌ بعدَه .
فأَمَّا النَّوعُ الأوَّلُ :فهو أَنْ يَقِفَ عندَ أَوَّلِ همِّهِ وإِرادتِه ، ولا يُبادِرَ بالعمَلِحتى يتَبَيَّنَ لهُ رُجْحانُهُ على تركِه
قالَ الحسنُ رحمهُ اللهُ : "رَحِمَ اللهُعبداً وَقَفَ عندَ همِّهِ ، فإِنْ كانَ لله مَضى ، وإنْ كانَ لغيرِه تأخّر".
وشرحَ هذا بعضُهُم فقالَ : إذا تحرَّكَتِ النَّفْسُ لعملٍ من الأعمالِ ، وهَمَّ بهِ العبدُ ، وَقَفَ أَوَّلاً ونَظَرَ :هل الباعث عليه إرادةُ وجه الله عز وجل وثوابِهِ أو إرادةُ الجاهِ والثّناءِ والمالِ من المخلوق ؟ فإنْ كان الثاني لم يُقْدِمْ عليه ، و إنْأفضى به إلى مطلوبه ، لئلاّ تعتادَ النّفسُ الشِّرْكَ ، ويخفَّ عليها العملُ لغير الله ، فبقدْر ما يَخِفُّ عليها ذلك يَثْقُلُ عليهاالعملُ لله تعالى ، حتىَّ يصير َأثقلَ شيءٍ عليها
النَّوعُ الثَّاني :مُحاسَبَةُالنَّفْسِ بعدَ العَمَلِ : وهي ثلاث أنواع
أَحَدُها : مُحَاسَبَتُها على طاعةٍ قصَّرَتْفيها مِن حَقِّ اللهِ تعالى ؛ فلم تُوقِعْها على الوجهِ الَّذي ينبغي .
وحقُّ اللهِ تعالى فيالطَّاعةِ ستَّةُ أُمورٍ ، وهي :
1-الإخلاصُ في العملِ .
2-والنَّصيحَةُ للهِ فيهِ .
3-ومُتابعَةُ الرَّسولِ فيهِ .
4-وشُهودُ مَشْهَدِ الإحسانِ فيهِ .
5-وشُهودُ مِنَّةِ اللهِ عليهِ .
6-وشُهودُ تَقصيرِهِ فيهِ بعدَ ذلككلِّهِ .
فيُحَاسِبُ نَفْسَهُ :هل وفَّى هذه المقاماتِ حقَّها ؟ وهل أتى بها في هذه الطَّاعةِ ؟
الثَّاني : أَنْ يُحاسِبَ نفسَهُ على كلِّعملٍ كانَ تَرْكُه خيراً لهُ مِنفِعْلِهِ.
الثَّالثُ : أَنْ يُحاسِبَ نفسَهُ على أمْرٍمُباحٍ ، أو مُعتادٍ : لِمَ فَعَلَهُ؟ وهل أرادَ بهِ الله والدَّارَ الآخِرَةَ ؟ فيكونَ رابحاً ، أو أرادَ بهِ الدُّنيا وعاجِلَها ؛فيَخْسَرَ ذلك الرِّبحَ ويفوتَه الظَّفَرُ بِهِ !
* ومِن فوائِد ِمحاسبةِ النَّفْسِ:
أَنَّهُ يعرِفُ بذلك حقَّ اللهِ تعالى، ومَن لَمْ يَعْرِفْ حقَّ اللهِ تَعَالَى عَلَيهِ؛ فإِنَّ عبادَتَهُ لاَ تكادُ تُجْدِي عليهِ، وهي قليلة ُالمنفعَةِ جدّاً.
فمِنْ أَنْفَعِ مَاللقلبِ النَّظَرُ فِي حقِّ اللهِ عَلَى العبادِ؛ فإنَّ ذَلِك َيورِثُهُ مَقْتَ نفسِه، والإزراءَعَلَيْهَا، ويُخلِّصُه مِن العُجْبِ ورُؤيَةِ العملِ، ويفتَحُ لَهُ بابَ الخضوعِ والذُّلِّ والانكسارِ بينَ يدي ربِّهِ، واليأْسِ مِن نفسِهِ،وأَنَّ النَّجاةَ لاَ تحصُلُ لَه ُإِلاَّ بعفوِ اللهِ، ومغفرَتِهِ ورحمتِه، فإِنَّ مِن حقِّهِ أَنْ يُطاعَ وَلاَ يُعْصَى، وأَنْيُذْكَرَ فلا يُنْسَى، وَأَن ْيُشْكَرَ فلا يُكْفَرَ.
فَمَنْ نَظَرَ فِيهَذَا الحقِّ الَّذِي لربِّهِ عَلِمَ علمَ اليقينِ أَنَّهُ غيرُ مؤدٍّ لَهُ كَمَا ينبغي، وأَنَّهُلاَ يسعهُ إِلاَّ العفوُ والمغفرةُ،وأَنَّهُ إِنْ أُحيلَ عَلَى عملِهِ هَلَكَ.
فهذا محلُّ نظرِ أهل المعرفةِ باللهِ تَعَالَى وبنفوسِهم، وهذا الَّذِي أَيْأَسَهُم مِن أَنْفُسِهم، و علَّقرجاءَهُم كلَّهُ بعفوِ اللهِورحمتِه.
وإِذا تأَمَّلْتَ حالَ أَكثرِ النَّاسِ؛ وَجَدْتَهُم بضدِّ ذَلِكَ، ينظُرونَ فِي حقِّهِم عَلَى اللهِ، وَلاَ ينظُرونَ فِيحَقِّ اللهِ عليهِم، ومِن هاهناانْقَطَعوا عن اللهِ، وحُجِبَتْ قلوبُهُم عن معرفتِه ومحبَّتِه والشَّوقِ إِلَى لقائِه والتَّنَعُّمِ بِذِكْرِهِ، وهذاغايةُ جهلِ الإنسانِ بربِّهِ و بنفسِهِ.
وأخيراً فينبغي على الواحد منا أنْ يجلس "عندما يريدالنوم لله ساعةً يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ، ثمّ يجدد له توبةً نصوحاً بينه وبين الله ، فينامعلى تلك التوبة ويعزم على أن لا يعاودالذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسروراً بتأخير أجله ، حتى يستقبلربه ويستدرك ما فاته وليس للعبد أنفع من هذه النومة ، ولا سيما إذا عقب ذلكبذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم ، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك ، ولا قوة إلا بالله"
( تلخيص لمحاضرة للشيخ : عبد الهادي بن حسن وهبي .... )
التطبيق العملي?
** حاسب نفسك كل ليلة واضعا في اعتبارك ما يلي:
رأس مالك الفرائض ......وربحك النوافل...... وخسرانك المعاصي...... وموسم تجارتك النهار
** اجعل وقت المحاسبة قبل النوم مقارناً إياه باليوم الذي سبقه ... فمن استوى يوماه فهو مغبون ....ومن كان يومه أشر من أمسه فهو ملعون ....
أمس في 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد
» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور
» النذر لغير الله شرك أكبر
الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» عقيدة أهل السنة في كلام الله عز وجل
الثلاثاء مايو 07, 2024 5:10 pm من طرف عبدالله الآحد