كتاب التاريخ من المؤرخين والمستشرقين ممن زارو مصر حرصوا على تسجيل الاشكال المختلفة للاحتفالات والأعياد التي شاهدوها في مصر فسجلوا احتفالات المصريين بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر والأعياد الدينية التي يحتفل بها المصريون.
ابن بطوطة من الرحالة الذين زاروا مصر في القرن 8هـ/14م وأستطاع ان يرسم لنا مظاهر تفصيلية لاستطلاع المصريين لهلال شهر رمضان، فيذكر أنهم يسمون ذلك اليوم بيوم ارتقاءِ هلال رمضان وعادتهم فيه أن يجتمع فقهاء المدينة ووجهاؤها بعد العصرِ من اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان بدارِ القاضي، فإذا تكاملوا هناك ركب القاضي وركب من معه أجمعون وتبعهم جميعُ مَن بالمدينة من الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلى موضعٍ مرتفعٍ خارج المدينة وهو مرتقب الهلال عندهم، وقد فرش ذلك الموضع بالفرش والبسط فينزل القاضي ومن معه فيترقبون الهلال ثم يعودون إلى المدينة بعد صلاةِ المغرب وبين أيديهم الشمع المشاعل والفوانيس ويوقد أهل الحوانيت (الدكاكين) الشمع ويصل الناس مع القاضي إلى داره ثم ينصرفون.. هكذا فعلهم كل سنة.
شهر رمضان فى مصر له مذاق وطبع خاص يختلف عن كل بلدان العالم وهذه المظاهر تم توارثها من عصر الدوله المملوكيه فمدفع رمضان الشهير تم استخدم لاول مره فى مصر سنة 1464 بأمر سلطان مصر. والفوانيس و الشمع الملون ازدهر استخدامهم بشكل فنى جميل فى العصر المملوكى .
الرحاله والمؤرخين الذين زارو مصر فى العصر المملوكى رصدو العديد من المظاهر الاخرى مثل مضافة انوار الشموع و الفوانيس فى شهر رمضان و ان اسواق القاهره يتم فتح ابوباها ليلا بعد الافطار وان المصريين كانو يعتمدو على المطاعم فى اعداد الطعام للافطار والتى كانت ايضا تقوم بطبخ الطعام فى محلات مخصصه للطبخ كان اسمها " المطابخ ".
المؤرخ المقريزى وصف احدى مظاهر رمضان وكانت تعرف بمواكب الشموع المملوكيه . وفيها قال " يعجز البليغ عن حكاية وصفه " ، و كان الاطفال بيمشو مع الموكب و هما بيغنو اغانى مصريه جميله والجميع يمك بالشموع الملونة فى منظر بهيج.
ويذكر الرحالة الفرنسي بالرن أن المصريين يحرصون في رمضان على توزيع اللحم على الفقراء؛ حيث اعتاد حكام مصر عامةً والفاطميون خاصةً أن يركبوا في مواكب ضخمة في الأعياد والمواسم وخاصةً عند قدوم رمضان وعيد الفطر، وكانت هذه المواكب تشق شوارع القاهرة وسط أفراح الناس، وقد اشتهرت مواكب الخلفاء والسلاطين بما كان يقام فيها من ولائم وما يمد من أسمطة صارت مضرب المثل في التاريخ، وكانت هذه الأسمطة هي سبيل الحكام لضمان ولاء المحكومين؛ حيث كان يهرع الناس إليها على مختلف طبقاتهم.
ويكفي للدلالة على فخامة هذه الأسمطة وما كانت تحويه من كمياتٍ ضخمةٍ من الأطعمة أن نُشير إلى أن السماط الواحد كان يبلغ طوله 400 ذراع وعرضه سبعة أذرع ونصف.
ويذكر القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى) أن السماط الواحد كان يضم إحدى وعشرين جفنة بكل منها واحد وعشرون خروفًا وثلثمائة وخمسون من الطير ما بين دجاج وحمام.. هذا عدا الفطائر والحلوى، وهكذا عرف السلاطين والخلفاء كيف يستميلون الناس عن طريق إشباع بطونهم.
ومن عادات الفاطميين في شهر رمضان وخاصةً في أول يوم أن يرسل لجميع الأمراء وغيرهم من أرباب الرتب والخدم لكل واحدٍ طبقًا ولكل واحد من أولاده ونسائه طبقًا فيه حلوى وبوسطه صُرة من ذهبٍ فيعم ذلك سائر أهل الدولة، وهي عادة كانت يُقال لها "غزة رمضان".
وكان من عادات سلاطين المماليك التوسعة على النزلاء بمنشآتهم في شهر رمضان بصرف كسوة وحلوى ولحم وغيره، وكذلك على العاملين بالمنشآت، فتذكر وثيقة السلطان قايتباي ضمن توسعته على نزلاء مدرسته في رمضان أن يمنح أرباب الوظائف بالمدرسة منحًا إضافيةً إلى رواتبهم الشهرية فكان شيخ الصوفية يتقاضى كل سنة في رمضان ألفي درهم كعيدية، كذلك صوفية المدرسة لكل واحد منهم ثلاث مائة درهم.
كذلك كانت التوسعات تُصرف للأيتام بالمكاتب ولمؤدبهم وعريضهم من الحلوى والنقود والأطمعة المختلفة، وهو ما تؤكده وثائق الوقف المملوكية، فقد قرر الأمير صرغتمش لطلاب مدرسته في شهر رمضان من كل سنة خمسة أرطال سكر، وحدد الأمير جمال الدين الأستادار على أيتام كتابه في شهر رمضان رطلين من الحلوى المشبك.
يذكر ابن سعيد المغربي من عادات المصريين عند دخول شهر رمضان إطلاق النفقات للمسجد والجامع والأمر بعمارة المساجد بالجص والبياض والمصابيح والأئمة، ويذكر المقريزي أن القضاة بمصر قبل رمضان بثلاثة أيام يطوفون على المساجد والمشاهد بالقاهرة والفسطاط فيبدءون بجامع المقس (كان موضعه مسجد الفتح برمسيس حاليًا) ثم بجوامع القاهرة ثم الأضرحة والمشاهد ثم بالقرافة ثم جامع عمرو بن العاص وحصر ما تحتاجه المساجد من قناديل وعمارتها وإزالة ما بها من تصليحات والقيام بترميمها.
وكل عام وأنتم بخير
لاتنسونا من صالح دعائكم.
أمس في 5:25 pm من طرف عبدالله الآحد
» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد
» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور
» النذر لغير الله شرك أكبر
الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد