مفهوم الولاء والبراء
الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون.
ومعنى الولاء: هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم.
والبراء: هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته. وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [سورة التوبة: من الآية 71].
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» [أخرجه أبو داود].
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها:
أولًا: أنّها جزء من معنى الشهادة، وهي قول : ((لا إله)) من ((لا إله إلا الله)) فإنّ معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله.
ثانيًا: أنّها شرط في الإيمان، كما قال تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)} [سورة المائدة: 80-81].
ثالثًا: أنّ هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله».
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله: "فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان النّاس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان".
رابعًا: أنّها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النّار» [متفق عليه].
خامسًا: أنّها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات:من الآية 10].
سادسًا: أنّه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك".
سابعًا: أنّ عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: من الآية 51].
ثامنًا: أنّ كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها.
يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: "فأمّا معاداة الكفار والمشركين فاعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنّه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلاّ الله يقتضي أن لا يحب إلاّ لله، ولا يبغض إلاّ لله، ولا يواد إلاّ لله، ولا يُعادي إلاّ لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله".
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى، منها:
1- التشبه بهم في اللباس والكلام.
2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلاّ بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس.
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين.
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي.
6- التسمي بأسمائهم.
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها.
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد.
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم.
قال أبو الوفاء بن عقيل: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش بان الراوندي والمعري ـ عليمها لعائن الله ـ ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعُظمت قبورهم، واشتُريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب".
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم. ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر. ومن برهم لتُقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
MMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMMM
اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علا نيته وسره فأهلا أنت أن تحمد إنك علي كل شئ قدير.
..اللهم إملا قلبي لك حمدا واكتب لي في قلوب العباد وداً.
,وأمدني من فضلك في الرزق مداً.
,ولا تسلط على من أهل السوء أحدآ.
وأجعل كل أيامي مباركة تدوم نفحاتها على وعلى أهل بيتي ما دمت أبدآ.
واجعلني ممن يحشرون إلى الرحمن وفدآ
..اللهم إملا قلبي لك حمدا واكتب لي في قلوب العباد وداً.
,وأمدني من فضلك في الرزق مداً.
,ولا تسلط على من أهل السوء أحدآ.
وأجعل كل أيامي مباركة تدوم نفحاتها على وعلى أهل بيتي ما دمت أبدآ.
واجعلني ممن يحشرون إلى الرحمن وفدآ
اليوم في 6:20 pm من طرف صادق النور
» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
اليوم في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد
» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
اليوم في 8:06 am من طرف صادق النور
» أقسام صفات الله
أمس في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد
» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد
» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد
» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد
» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور