بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام التامين الكاملين علي سيدنا محمد نبي الرحمه ورسول الهدي وحامل اللواء وشفيع ألأمه سيدنا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلم تسلمياً طيباً مباركاً فيه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته وعلي آله وصحبه أجمعين
:: :: ::
تأثير الصيام على أجزاء الجسم
:: :: ::
يقول الله عز وجل : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف/31
وعن أبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب-رضي اللَّه عنه-قال: سمِعتُ رسول اللَّه-صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-
يقَولُ: (مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابن آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) .رواه الترمذي وقال: حديث حسن . " أُكُلاتٌ " أَيْ : لُقمٌ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ ) رواه ابن ماجه
:
يلخص لنا ابن القيم رحمه الله تعالى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الطعام والشراب ، ويستخلصه من الأحاديث الصحيحة ، فيقول – كما في "زاد المعاد" (1/147) -:
" وكذلك كان هديُه صلى الله عليه وسلم وسيرتُه في الطعام ، لا يردُّ موجوداً ، ولا يتكلف مفقوداً ،
فما قُرِّبَ إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافَه نفسُه ، فيتركَه من غير تحريم ، وما عاب طعاماً قطُّ ، إن اشتهاه أكله ،
وإلا تركه ، كما ترك أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ، ولم يحرمه على الأمة ، وأكل الحلوى والعسل ، وكان يُحبهما ،
وأكل لحم الجزور ، والضأن ، والدجاج ، ولحم الحُبارى ، ولحم حِمار الوحش ، والأرنب ، وطعام البحر ، وأكل الشواء ،
وأكل الرُّطبَ والتمرَ... ولم يكن يردُّ طَيِّباً ، ولا يتكلفه ، بل كان هديه أكلَ ما تيسر ، فإن أعوزه صَبَرَ حتى إنه ليربِطُ على بطنه الحجر من الجوع ، ويُرى الهلالُ والهلالُ والهلالُ ولا يُوقد في بيته نارٌ " انتهى باختصار .
قالت عائشة رضي الله عنها : ( إن أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد قضاء نبيها صلى الله عليه وسلم : الشبع ،
فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم ، فتصعبت قلوبهم ، وجمحت شهواتهم ) رواه البخاري في "الضعفاء" – كما عزاه إليه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/335) - ورواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (رقم/22)
"طعامكم دواؤكم، وداؤكم في طعامكم"، مقولة ارتبطت بـ"أبُقراط" الملقب بـ"أبي الطب"،
واتفق معها الطبيب العربي الشهير "ابن سينا"، وأيدتها رحلة العلم الممتدة عبر التاريخ البشري، والتي ربطت بين الغذاء والحالة الصحية للشخص، سواء من حيث جودتها أو إصابته بالأمراض.
وخلال السنوات الأخيرة تَبيَّن أن أقوال القدماء في هذا الصدد كانت بالفعل على قدر كبير من الدقة، فقد شهدت تقدمًا كبيرًا في فهمنا للعلاقة الشائكة بين التغذية والأمراض والأدوية؛ إذ أظهرت الأبحاث الحديثة بوضوح الدورَ العلاجي الذي يمكن أن تؤديه بعض التدخلات في نمط الحياة، وعلى رأسها نمط الغذاء. بالإضافة إلى ذلك ساعدت هذه الأبحاث على فهم ما يُعرف بـ"علم الأحياء المجهرية الغذائية"، الذي يهتم بدراسة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في المواد الغذائية أو تعمل على تلويثها أو تسبب تلفها وصولًا إلى التسمم الغذائي.
ومن بين الأنظمة الغذائية، تحتل شعيرة الصوم -على اختلاف أشكالها وصورها- مكانةً بارزةً في العديد من الأديان، وعلى رأسها الأديان السماوية التي تُجمع على فوائد الصوم الروحية، في حين تتباين وجهات النظر العلمية حول الفوائد الصحية له، وإن كانت تذهب في كثيرٍ منها إلى أنه يساعد على فقدان الوزن، وتقليل ضغط الدم، وتحسين مستوى الكوليسترول والجلوكوز في الدم.
أثر الصوم على الدماغ
لو تتبعنا العادات الغذائية اليومية لمجتمعاتنا نجدها تتكون في الأغلب من ثلاث وجبات رئيسة تتخللها وجبات خفيفة في منتصف اليوم. خلال فترة الصوم، يدرك الدماغ نقص الغذاء في الجسم ويعتبره تحديا، ويقوم الدماغ على اثره بالتكيف مع مسارات واشارات الاستجابة للضغط النفسي والتي تساعد الجسم على التعامل مع التوتر الأمر الذي يؤدي الى زيادة افراز وتحفيز مجموعة من (بروتينات العوامل العصبية) المسؤلة عن نمو وتطور وسلامة الخلايا العصبية. هذا التحفيز يقوي من الذاكرة ويحارب مرض الزهايمر بسبب تفعيل عمليات اصلاح الحمض النووي في الخلايا العصبية التي قد تكون تضررت بسبب تكدس المواد السامة الناتجة من عمليات التمثيل الغذائي والأشعة فوق البنفسجية والتوتر المستمر والتي تؤثر سلباً على وظيفة الحمض النووي في عمليات النسخ. ونتيجة لتحسن الحمض النووي ومع كثرة عدد الخلايا العصبية، تكون المسارات (أو نقاط الاشتباك العصبي) أكثر نشاطا، وبالتالي تؤدي إلى تحسين قدرة الذاكرة والتعلم بصورة اسرع.
أشار بحث جديد إلى أن الصيام يمكن أن يقلل بشكل كبير من آثار شيخوخة الدماغ، حيث إن له تأثير قوي مضاد للالتهاب على الجسم بأكمله.
ويعتقد علماء بارزون أن الصيام يحسن صحة الدماغ ويعد أحد الاستراتيجيات الرئيسية لتعزيز وظائف المخ.
أثر الصوم على الجهاز المناعي
كز الابحاث العلمية الحديثة اليوم على إيجاد طريقة تحفز من عمل الجهاز المناعي ليقوم بعمله المعتاد في الدفاع عن الجسم وكذلك في محاربة الامراض ذات الطابع المناعي. وفي هذا الصدد، أشار اخر البحوث ان الصيام أو إتباع برنامج غذائي مشابه للصيام يعزز من زيادة نشاط التعبير الجيني ويجدد الخلايا البنكرياسية التالفة والتي بدورها تساعد على الافراز الطبيعي للانسولين وخلايا بيتا التي تحمي من الاصابة بمرض السكري. كما أشار البحث إن الصيام يقوي جهاز المناعة ويحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية، كما تزداد نسبة الخلايا المسؤولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة، وترتفع نسبة بعض أنواع الأجسام المضادة.
كما تبين أن الصيام لفترات طويلة يساعد في تحويل الخلايا الجذعية من حالة سبات إلى حالة التجديد الذاتي،
كما يحمي من هدم نظام المناعة كأثر جانبي للعلاج الكيماوي ضد السرطان ويقلل من مستويات هرمون عامل النمو (اي جي اف-1) المرتبطة بتطور الاورام السرطانية. وقد ثبت ان الصيام يعزز من نشاط الخلايا المناعية التي ترفع من فعالية العلاج الكيمياوي باستهداف الخلايا السرطانية متجنبتاً الخلايا الطبيعية في نفس الوقت. ومن تأثيرات الصيام الإيجابية والتي لها تأثير على الأمراض المناعية الأخرى غير مرض السكري هو تأثيره على الأمراض الروماتيزمية أو ما يسمى بالأمراض “الرثوية” وهي تتشارك مع مرض السكري في كونها أمراض مناعية أيضاً.
أثر الصوم في إزالة السموم
وفي خضم الحديث عن العلاقة الوطيدة بين رمضان وجسم الإنسان، يجب أن نقول أن المواد السامة تتراكم داخل أجسامنا طوال العام لاسباب عديدة منها: تبني نظام غذائي خاطيء، قلة النشاط الرياضي، الأثار الجانبية للأدوية، الهواء الملوث من عوادم السيارات وغازات المصانع وغيرها مما تؤدي الى تشوهات خلوية .
يحتاج الجسم الى محطة تنظيف كامل واعادة توازن لكافة الاعضاء. تمتاز أجسامنا على تنظيف نفسها من الداخل من خلال عملية تسمى (الإلتهام الذاتي) حيث يتم التهام هذه المواد السامة والشوارد المتفرقه ويُعاد تدويرها واستخدامها في تصنيع خلايا جديدة. بينت الدرسات ومراكز الأبحاث أن الصيام يعزز من آلية الإلتهام الذاتي وأن حالة الجوع التي يفرضها الصيام تجبر الجسم على استخدام مصادر بدلية للطاقة،
يبدأ الجسم باستخدام أجسام الكيتون الناتجة من حرق الدهون المتراكمة والتي تقلل من الإلتهاب الخلوي وتراكم الجذور الحرة في الخلايا. كذلك فإن عملية الإلتهام الذاتي تعمل على إصلاح الأجزاء المعطله في الخلية، ففي بعض الاحيان لا تحتاج الخلية الى عملية استبدال بل إلى عملية إصلاح وهنا يكمن الفرق بين هذه العملية وعملية (الموت الخلوي المبرمج) الذي تختار الخلية من خلاله مسار الموت.
و حظيت عملية الإلتهام الذاتي باهتمام كبير من قبل الباحثين، وقد حاز العالم الياباني (يوشينوري) على جائزة نوبل للطب والفسيولوجيا – علم دراسة الأعضاء – لسنة 2016 لمساهمته في اكتشاف أبعاد هذه الآلية وماتحمل من دلالات واعدة في محاربة كثير من الأمراض.
ومن هنا نجد أن الصوم يعزز ويحفز المسارات الايجابية في الجسم ويكبح ويقلل من التفاعلات الضارة لذلك يعد الصوم هو العامل المشترك بين جميع الأديان مع اختلاف الأسباب والأوقات.
يقول الدكتور ألكسي كاريل الحائز على جائزة نوبل سنة 1912 في كتابه (الانسان ذلك المجهول) : ” إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دورا عظيما في بقاء الأجناس البشرية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام. كان الناس في الزمان الغابر يلتزمون بالصوم في بعض الأوقات وكانوا إذا لم ترغمهم المجاعة على ذلك يفرضونه على أنفسهم فرضا بإرادتهم.
إن الأديان كافة لا تفتأ تدعو الناس إلى وجوب الصوم. يُحدث الحرمان من الطعام أول الأمر الشعور بالجوع، ويٌحدث أحيانا بعض التهيج العصبي ثم يعقب ذلك شعور بالضعف. بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية أهم، سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه الدهن المخزون وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد، وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة للأبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب.. إن الصوم ينظف ويبدل أنسجتنا”.
صحة القلب
وجدت دراسة أجريت عام 2008 في ولاية يوتا أن الأشخاص الذين يصومون بشكل منتظم يقللون من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
وفي عام 2014، وجدت دراسة متابعة أن الصيام يسبب التغيرات الأيضية ويخفض مستويات الكولسترول "الضار"، والتي بدورها يمكن أن تقلل من فرصة الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 58٪.
الوقاية من مرض السكر
وأظهرت دراسة علمية سابقة انخفاض في مستويات سكر الدم بين الأشخاص الذين يصومون.
الصوم يعالج امراض المناعة الذاتية
كشف الموقع العلمي "Science Daily" النقاب عن دراسة علمية حديثة أثبتت أن الصوم يساعد على فقدان الوزن، كما أنه يساعد على التخلص من سموم الجسم إضافة إلى أنه علاج فعال لأمراض المناعة الذاتية
وأوضح الباحثون من جامعة كاليفورنيا، أن الصوم يساعد على إنتاج الجسم لهرمون الكورتيزون الذي يساعد على قتل خلايا المناعة الذاتية مثل مرض التصلب المتعدد "MS"، لافتًا إلى أن هذه العملية تؤدي أيضًا إلى إنتاج خلايا جديدة صحية.
الصيام يحول الخلايا السيئة إلى خلايا جذعية جديدة
توصل الباحثون في معرض أبحاثهم إلى أن الصيام يقتل خلايا المناعة الذاتية السيئة التي تهاجم الجسم، ويحولها إلى خلايا جذعية جديدة.
الصيام يحمى الجسم من أضرار العلاج الكيماوى
وأظهرت دراسة أن الصيام خلال علاج السرطان بالأدوية الكيميائية أو الهرمونية يحمى الخلايا الطبيعية من الأضرار الناتجة عن العلاج.
الصيام يقلل علامات الشيخوخة ويخليك شباب
وفي دراسة منفصلة نشرت العام الماضي، وجد الباحثون أن النظام الغذائي يمكن أن يقلل الدهون الحشوية في البطن ويقلل علامات الشيخوخة والأمراض في الفئران والبشر.
الصيام يعزز فقدان الوزن
وفقًا لأخصائي التغذية آدم براون، "لا ينبغي أبدًا القيام بالصيام لإنقاص الوزن، وفي الوقت نفسه يتم الإبلاغ عن بعض الحالات التى انخفض وزنها بسبب الصوم.
وأوضح الباحثون أنه بمجرد أن يستخدم الجسم احتياطاته من الجلوكوز، فإنه يحرق الدهون للحصول على الطاقة، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان بعض الوزن.
الصيام يزيل السموم وينظف الجسم
اتباع الصوم وتناول العصائر الخضراء يسمح للجسم بتطهير نفسه من السموم الممتصة من الأطعمة المجهزة والسريعة.
تعزيز الصحة النفسية
خلال شهر رمضان، تجلس العائلات لتناول الإفطار كل ليلة معًا. وهم يزورون منازل الأقارب والأصدقاء، وقد ثبت أن الجانب الطائفي لهذا الصيام يؤثر على الصحة العقلية بطريقة إيجابية.
وقالت الطبيبة النفسية سوزان جونز "إن المشاركة في الصيام يمكن أن يقرب الأسر والمجموعات ببعضها، وهذا غالبًا ما يساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والشعور بالوحدة من خلال طمأنتهم بأنهم ليسوا وحدهم".
كسر الإدمان
يقول البعض إن الصوم يمنح الجسم الوقت للتوقف عن العادات، والتوقف المؤقت عن الروتين الغذائي يمكن أن يساعد على كسر العادات الغذائية مثل إدمان السكر أو الكافيين.
انخفاض الكولسترول فى الجسم
معظم الكولسترول مخزن داخل الجسم فى بطانة الأوعية الدموية ما يمهد الطريق لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وأثناء الصيام مستوى الكولسترول يرتفع عادة خلال الأيام السبعة الأولى من الصيام ثم ينخفض بعد ذلك.
الصوم يساعد على إذابة الجلطات
أثناء الصيام تزداد بشكل كبير قدرة الجسم على إذابة الجلطات، ما يساعد على التخلص من الدهون الثلاثية والجلطات الدموية التى ترفع من خطر الوفاة المبكرة.
الصيام يساعد على تحلل الأورام الحميدة
الصيام يسبب تسريع عملية التحلل التلقائي حيث إن الجسم سوف يحرق المواد غير الأساسية أولاً لزيادة الطاقة أثناء الصيام، ومصدر واحد من المواد غير الأساسية هى الأنسجة المريضة مثل الأورام الحميدة مثل (الأورام الليفية)، وخلال الصيام تؤدي عملية التحلل التلقائي إلى انهيار هذا النوع من الأنسجة التي أعاقت الأداء الطبيعي.
الصوم يساعد على زيادة إدرار البول
الصيام يساعد على زيادة إدرار البول بشكل كبير،
عن طريق إفراز الكليتين الملح والماء، ويعطي الأطباء الأدوية المدرة للبول لمرضى ضغط الدم المرتفع من أجل تقليل كمية الملح والماء في الجسم ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ومع ذلك ، فإن الأدوية المدرة للبول تتلف أنسجة الجسم، أما أثناء الصيام يقوم الجسم تلقائيًا بإزالة الملح والماء دون الإضرار بأنسجة الجسم، وهذا من أهم فوائد الصوم.
لتمتع برمضان صحي
يجب أن يحرص الصائم على تناول وجبة إفطار تتميز بتنوع العناصر الغذائية، فذلك يسمح للجسم بالانتقال إلى حرق الدهون، بدلاً من الغلوكوز، للحصول على الطاقة، مما يسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية وثبات الوزن.
كما يفيد النظام الغذائي المتوازن في السيطرة على مستويات السكر والكوليسترول في الدم، مما ينعكس بالفائدة أيضاً على قدرة الجسم على التعامل مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. إضافة إلى ذلك، يجب الإكثار من شرب الماء للحفاظ على نسبة السوائل في الجسم والحد من الإفراط في تناول الطعام.
قد يساعد الصيام أيضاً على تحسين المزاج. فعلى الرغم من الصعوبة التي يعانيها الصائم لتعويد الجسم على الروتين الجديد في البداية، لكن سرعان ما تبدأ نفسيته بالتحسن بعد بضعة أيام عندما يتكيف الجسم مع نمط الأكل والشرب، ويبدأ بإنتاج كميات أكبر من الإندورفين.
الصيام والجهاز المناعي
بينت دراسة أجراها الباحثون في جامعة ساوثرن كاليفورنيا أن الصيام لساعات طويلة يجدد نشاط جهاز المناعة من خلال تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة. فعندما يبدأ المرء بالصيام، يعمد الجسم مبدئياً إلى تدمير عدد من خلايا الدم البيضاء. ويبدأ بشكل طبيعي بتوفير الطاقة بعدة وسائل، ومنها التخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم. لكنه سرعان ما يعود لتحفيز إنتاج خلايا جديدة، مما يؤدي إلى تعزيز كفاءة الجهاز المناعي وتقويته.
وبعد نتائج هذه الدراسة، أُجريت المزيد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع، أي الصيام الذي يستمر لمدة 16 ساعة في اليوم أو أكثر، وبينت هذه الأبحاث أن خلايا الجسم التي تدعم الاستجابة المناعية وتهاجم الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض تغادر مجرى الدم عندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام وينخفض فيه مستوى المواد الغذائية، وتلجأ إلى نخاع العظم، المعروف بغناه بالمواد الغذائية، لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم من العدوى.
الإفطار والمناعة
تستمر ساعات الإفطار التي يُسمح فيها للصائم بتناول الطعام هذا العام لمدة 12.5 ساعات، وهي فترة يمكن خلالها القيام بالكثير من الأمور لتعزيز كفاءة الجهاز المناعي. من المهم الحرص على اختيار الأطعمة المناسبة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسية لأنها تؤثر بشكل مباشر على المناعة وتساعد في محاربة بعض الأمراض. وبالمقابل، فإن تناول الأطعمة غير الصحية يضعف المناعة ويجعل الصائم عرضة لهجوم الفيروسات والجراثيم.
يعد فيتامين "سي" من أهم العناصر الغذائية التي تفيد في تعزيز المناعة، ويمكن الحصول عليه من الحمضيات والفراولة والفليفلة والبقدونس والبروكولي، ومن المهم الحصول على الكميات اللازمة منه يومياً لأن الجسم لا يستطيع تخزينه أو إنتاجه.
أما فيتامين "ب6" فيوجد في الموز والخضار الورقية والحمّص، وهو يعزز التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجهاز المناعي، فيما يتوفر فيتامين "إي" في المكسرات والبذور وهو مضاد أكسدة قوي ويعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى. وكذلك تعد الأحماض الدهنية "أوميغا 3" (السمك الدهني) ومضادات الأكسدة (المكسرات والبذور) والحديد (اللحوم والبروكولي) أيضاً من العناصر الغذائية الرئيسية التي يجب أن تحتوي عليها الحمية الغذائية للمساعدة على محاربة المرض.
بالمقابل يجب الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدسم على الإفطار لأنها ترفع من نسب السكر والكوليسترول في الدم، كما أن لها تأثيراً سلبياً على المناعة. فقد يثبط ارتفاع السكر في الدم عمل الجهاز المناعي من خلال التأثير على الخلايا التي تحارب البكتيريا، كما تبين أن الأطعمة المقلية والغنية بالملح تسبب الإنتانات في الأمعاء وتؤثر على عمل الجهاز المناعي.
من المهم كذلك تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة، لأن لها تأثير سلبي على المناعة، واللحوم الحمراء لأنها تزيد من خطر الإنتانات.
يفيد الصيام في تقوية المناعة، خاصة في حال اتباع نظام غذائي متوازن وصحي خلال ساعات الإفطار.
احرص على اتباع خيارات غذائية صحية خلال شهر رمضان المبارك.
رمضان دعوة للتجديد، تتجدد فيه الخلايا والنوايا والنفوس،
لذلك قال الله تعالى: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
:::::::::::::::::::::::::::::::
تابعونا جزاكم الله خيرا
::
لا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل sadekalnour في الخميس أبريل 06, 2023 10:16 pm عدل 2 مرات
أمس في 8:59 pm من طرف عبدالله الآحد
» تأكيد العمل بسنن الفطرة
أمس في 2:46 pm من طرف عبدالله الآحد
» الإقعاء منه المكروه ومنه السنة
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:36 pm من طرف عبدالله الآحد
» النفي في صفات الله سبحانه عز وجل
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:53 am من طرف عبدالله الآحد
» خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:02 am من طرف صادق النور
» قال الإمام عبد الغني المقدسي فكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي
الأحد أكتوبر 27, 2024 3:42 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( 1 )) مَوَاقِفُ تَرْبَوِيَّة فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
السبت أكتوبر 26, 2024 8:16 pm من طرف صادق النور
» لا يشرع رفع اليدين في السجود والجلوس
السبت أكتوبر 26, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» نتبع القرآن والسنة ولا نبتدع
الجمعة أكتوبر 25, 2024 4:40 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( 2 )) مَوَاقِفُ تَرْبَوِيَّة فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الخميس أكتوبر 24, 2024 4:22 pm من طرف صادق النور