آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110أمس في 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد

» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد

» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور

» النذر لغير الله شرك أكبر
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» عقيدة أهل السنة في كلام الله عز وجل
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الثلاثاء مايو 07, 2024 5:10 pm من طرف عبدالله الآحد

» فَضْلَ صِلَةِ الأَرْحَامِ -* - * كَيْفَ تَصِل رَحِمَك .
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الإثنين مايو 06, 2024 10:13 pm من طرف صادق النور

» القرآن من آحاد كلام الله ليس قديما بقدم الله ونوع كلام الله قديم
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الإثنين مايو 06, 2024 4:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» قول فى البدعة والسنة !!!
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الأحد مايو 05, 2024 10:31 pm من طرف صادق النور

» الكتب المهمة التي ينصح بقراءتها في العقيدة الإسلامية الصحيحة
الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooou110الأحد مايو 05, 2024 3:23 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9675 مساهمة في هذا المنتدى في 3206 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5203
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء نوفمبر 02, 2021 1:41 pm



    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

    :::::::::

    الرسول صل الله عليه وسلم وألأخذ بألأسباب

    من السُّنن الرَّبانيَّة الَّتي تعامل معها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سنَّةُ الأخذ بالأسباب،
    والأسباب: جمع سبب، وهو كلُّ شيءٍ يُتوصَّل به إلى غيره. وسنَّةُ الأخذ بالأسباب مقرَّرةٌ في كون الله تعالى بصورةٍ واضحةٍ،
    فلقد خلق الله هذا الكون بقدرته، وأودع فيه من القوانين، والسُّنن ما يضمن استقراره، واستمراره، وجعل المسببات مرتبطةً بالأسباب بعد إرادته تعالى؛ فجعل عرشه سبحانه محمولاً بالملائكة، وأرسى الأرض بالجبال، وأنبت الزَّرع بالماء… وغير ذلك.

    ولو شاء الله ربُّ العالمين؛ لجعل كلَّ هذه الأشياء وغيرها – بقدرته المطلقة – غير محتاجةٍ إلى سبب، ولكن هكذا اقتضت مشيئة الله تعالى، وحكمته؛ الَّتي يريد أن يوجِّه خلقه إلى ضرورة مراعاة هذه السُّنَّة؛ ليستقيم سير الحياة على النَّحو الَّذي يريده سبحانه، وإذا كانت سنَّة الأخذ بالأسباب مبرزةً في كون الله تعالى بصورةٍ واضحة، فإنَّها كذلك مقرَّرةٌ في كتاب الله تعالى،
    ولقد وجَّه الله عباده المؤمنين إلى وجوب مراعاة هذه السُّنَّة في كل شؤونهم، الدُّنيويَّة، والآخرويَّة على السَّواء،
    قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]،
    وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15] .
    ولقد أخبرنا القرآن الكريم: أنَّ الله تعالى طلب من السَّيدة مريم، أن تباشر الأسباب وهي في أشدِّ حالات ضعفها.
    قال تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25] .
    وهكذا يؤكِّد الله تعالى على ضرورة مباشرة الأسباب في كلِّ الأمور، والأحوال.
    ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان أوعى النَّاس بهذه السُّنَّة الرَّبانيَّة ، فكان – وهو يؤسِّس لبناء الدَّولة الإسلامية – يأخذ بكلِّ ما في وسعه من أسباب، ولا يترك شيئاً يسير جزافاً،

    فإن المسلم مطالب بأخذ الأسباب المشروعة،

    وقد قال أهل العلم: الأخذ بالأسباب عبادة والاعتماد عليها شرك، ومن أخذ بالأسباب ولو كانت ضعيفة ثم اعتمد على الله تعالى
    ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية: الالتفات إلى الأسباب، واعتبارها مؤثرة في المسببات شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع. اهـ.

    ويقول شارح العقيدة الطحاوية: قد يظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب، وتعاطي الأسباب، وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب، وهذا فاسد، فإن الاكتساب منه فرض، ومنه مستحب، ومنه مباح، ومنه مكروه، ومنه حرام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين يلبس لأمة الحرب، ويمشي في الأسواق للاكتساب. اهـ.

    وقال ابن القيم: فلا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله تعالى،
    وإن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، وإن تركها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد من هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً.

    وقال ابن حجر في الفتح: المراد بالتوكل اعتقاد ما دلت عليه هذه الآية: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ـ وليس المراد به ترك التسبب والاعتماد على ما يأتي من المخلوقين، لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراه من التوكل،
    وقد سئل أحمد عن رجل جلس في بيته، أو في المسجد وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي، فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي،
    وقال: لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ـ فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، قال: وكان الصحابة يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم. اهـ.

    وجاء في الموسوعة الفقهية: ذهب عامة الفقهاء ومحققوا الصوفية إلى أن التوكل على الله لا يتنافى مع السعي والأخذ بالأسباب من مطعم ومشرب وتحرز من الأعداء وإعداد الأسلحة واستعمال ما تقتضيه سنة الله المعتادة مع الاعتقاد أن الأسباب وحدها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا، بل السبب ـ العلاج ـ والمسبب ـ الشفاء ـ فعل الله تعالى، والكل منه وبمشيئته،
    وقال سهل: من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وقال الرازي في تفسير قوله تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ـ دلت الآية: على أنه ليس التوكل أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجهال، وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل، بل التوكل على الله أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة، ولكن لا يعول بقلبه عليها، بل يعول على الله تعالى. اهـ.

    وجمهور علماء المسلمين على أن التوكل الصحيح، إنما يكون مع الأخذ بالأسباب، وبدونه تكون دعوى التوكل جهلا بالشرع وفسادا في العقل،
    قال عمر ـ رضي الله عنه: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

    وقد تواتر الأمر بالأخذ بالأسباب في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم،
    أخرج ابن حبان في صحيحه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته وقال: أأعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها، وتوكل.

    وقال صلى الله عليه وسلم: لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه، أو منعوه.

    وقال تعالى: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا{ الأنفال:69}. والغنيمة اكتساب.

    وقال: فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه {الملك:15}.

    وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم {النساء:71}.

    وقال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل {الأنفال:60}.

    وأما ترك الأسباب فهو خطأ ينبغي الاستغفار منه، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: قد ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكل على الله فهو مشرك، ومن توكل على الله وألغى الأسباب فهو جاهل مفرط مخطئ، والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما. اهـ.

    الأخذ بالأسباب مختلف مرتبة وحكماً، فهو يختلف باختلاف المسبب المطلوب إيجاده، فقد يكون الأخذ بالأسباب واجباً،
    وذلك إذا كان فعله لتحصيل واجب، وقد يكون الأخذ بالأسباب حراماً، وذلك إذا كان السبب المطلوب فعله يؤدي إلى حرام،
    وهكذا في المستحبات والمكروهات


    وكان صلى الله عليه وسلم يوجِّه أصحابه دائماً إلى مراعاة هذه السُّنَّة الرَّبَّانيَّة، في أمورهم الدُّنيويَّة، والآخرويَّة على السَّواء.
    وقد كان في حسِّ الأمَّة الإسلاميَّة، في صدرها الزَّاهر: أنَّ إيمانها بقدرة الله تعالى المطلقة، وقضائه، وقدره لا يتعارض مع اتِّخاذ الأسباب، فلقد كانوا يدركون: أنَّ لله تعالى سنناً في هذا الكون، وفي حياة البشر، غيرُ قابلةٍ للتَّغيير، ومع أنَّ لله تعالى سنناً خارقةً تملك أن تصنع كلَّ شيءٍ، ولا يعجزها شيءٌ إلا أنَّ الله تعالى – جلَّت قدرته – قد قضى بأن تكون سنَّته الجارية ثابتةً في الحياة الدُّنيا، وأن تكون سنَّته الخارقة استثناءً لها، وكلتاهما معلَّقةٌ بمشيئة الله، لذلك كان في حسِّهم أنَّه لا بدَّ لهم من مجاراة السُّنن الجارية؛ إذا رغبوا في الوصول إلى نتيجةٍ معيَّنة في واقع حياتهم؛ أي: أنَّه لا بد من اتِّخاذ الأسباب المؤدِّية إلى النتائج، بحسب تلك السُّنن الجارية.

    الأخذ بالأسباب في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

    فعلى مستوى السنة الفعلية ثبت أنه صلى الله عليه وسلم ظاهر في الحرب بين درعين، ولبس على رأسه المغفر،
    وأقعد الرماة في الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، وهاجر هو
    وتعاطى أسباب الأكل والشرب وادّخر لأهله قوتهم، ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء
    وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، ومع كل ذلك لا يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مال إلى شيء من الأسباب غفلة مقدار طرفة عين.

    والمثال النبوي الفعلي لهذا التوازن ـ على وجه التفصيل حادث الهجرة الذي اصُطحب فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد استوفيا هما الاثنان في هذه الهجرة الأسباب المتاحة جميعها، لم يغفلا واحداً منها.
    إن من تأمل حادثة الهجرة، ورأى دقة التخطيط فيها، ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها،
    ومن مقدّماتها إلى ما جرى بعدها، يدرك أن التخطيط المسدّد بالوحي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائماً،
    وأن التخطيط جزء من السنة النبوية، وهو جزء من التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم،
    وأن الذين يميلون إلى العفوية، بحجة أن التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنة، أمثال هؤلاء مخطئون، ويجنون على أنفسهم، وعلى المسلمين.
    فعندما حان وقت الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم، شرع النبي صلى الله عليه وسلم في التنفيذ،

    نلاحظ الآتي: وجود التنظيم الدقيق للهجرة حتى نجحت، برغم ما كان يكتنفها من صعاب، وعقبات، وذلك أن كل أمر من أمور الهجرة كان مدروساً دراسة وافية،
    فمثلاً: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر، في وقت شدة الحرّ ـ الوقت الذي لا يخرج فيه أحد ـ بل من عادته لم يكن يأتي إليه في ذلك الوقت، لماذا؟ حتى لا يراه أحد. إخفاء شخصيته صلى الله عليه وسلم في أثناء مجيئه للصّدّيق
    وجاء إلى بيت الصّدّيق متلثماً، لأن التلثم يقلل من إمكانية التعرف على معالم الوجه المتلثم. أمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يُخرج من عنده، ولما تكلّم لم يبين إلا الأمر بالهجرة دون تحديد الاتجاه. كان الخروج ليلاً، ومن باب خلفيّ في بيت أبي بكر.
    بلغ الاحتياط مداه، باتخاذ طرق غير مألوفة للقوم، والاستعانة في ذلك بخبير يعرف مسالك البادية، ومسارب الصحراء،
    ولو كان ذلك الخبير مشركاً، مادام على خُلُق ورزانة، وفيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يحجم عن الاستعانة بالخبرات مهما يكن مصدرها. انتقاء شخصيات لتقوم بالمعاونة في شؤون الهجرة،
    ويلاحظ أن هذه الشخصيات كلها تترابط برباط القرابة، أو برباط العمل الواحد، مما يجعل هؤلاء الأفراد، وحدة متعاونة على تحقيق الهدف الكبير. وضع كل فرد من أفراد هذه الأسرة في عمله المناسب، الذي يجيد القيام به على أحسن وجه، ليكون أقدر على أدائه والنهوض بتبعاته.

    فكرة نوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم فكرة ناجحة، قد ضلّلت القوم، وخدعتهم وصرفتهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى خرج في جنح الليل تحرسه عناية الله، وهم نائمون، ولقد ظلت أبصارهم معلقة بعد اليقظة، بمضجع الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كانوا يشكّون في أنه ما يزال نائماً مُسجّى في بردته، في حين النائم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    وقد كان عمل أبطال هذه الرحلة على النحو التالي: ـ عليّ رضي الله عنه: ينام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، يخدع القوم، ويُسلّم الودائع، ويلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. ـ

    عبد الله بن أبي بكر: رجل المخابرات الصادق، وكاشف تحركات العدو. ـ
    أسماء ذات النطاقين: حاملة التموين من مكة إلى الغار، وسط جنود المشركين، الذين يبحثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ليقتلوه. ـ
    عامر بن فهيرة : الرّاعي البسيط الذي قدّم اللحم واللبن إلى صاحبي الغار، وبدد آثار أقدام المسيرة التاريخية بأغنامه كي لا يتفرسها القوم، لقد كان هذا الرّاعي يقوم بدور الإمداد، والتموين، والتّعمية. ـ
    عبد الله بن أريقط: دليل الهجرة الأمين، وخبير الصحراء البصير ينتظر في يقظة إشارة البدء من الرسول صلى الله عليه وسلم، ليأخذ الركب طريقه من الغار إلى يثرب، فهذا تدبير للأمور على نحو رائع دقيق، واحتياط للظروف بأسلوب حكيم،
    ووضع لكل شخص من أشخاص الهجرة في مكانه المناسب، وسد لجميع الثغرات، وتغطية بديعة لكل مطالب الرحلة، واقتصار على العدد اللازم من الأشخاص من غير زيادة ولا إسراف،
    لقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بالأسباب المعقولة، أخذاً قوياً حسب استطاعته وقدرته، ومن ثم باتت عناية الله متوقعة.

    وأما على مستوى السنة القولية في هذا الصدد ـ نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فر من المجذوم فرارك من الأسد” ، في الوقت الذي ثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم. وظاهر الحديثين يدل على التنافي بين التوكل والأخذ بالأسباب، إلا أنه عند التحقيق نجد أنه صلى لله عليه وسلم أكل مع المجذوم ليبين أن الله هو الذي يمرض ويشفي، وأنه لا شيء يعدي بطبعه، نفياً لما كانت الجاهلية تعتقده من أن الأمراض تعدي بطبعها من إضافة إلى الله،

    فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادهم ذلك، في حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاقتراب من المجذوم، ليبين أن هذا من الأسباب التي أجرى الله تعالى العادة بأنها تقتضي إلى مسبباتها، ففي نهيه إثبات الأسباب، وفي فعله إشارة إلى أنها لا تستقل، بل الله هو الذي إن شاء سلبها قواها، فلا تؤثر شيئاً، وإن شاء أبقاها فأثرت، وفي ذلك فسحة لمقام التوكل على الله،
    وهذا يبين أن لكل حالة مقامها التي شرعها الله عز وجل لها.

    ومن ذلك ما ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرَّ بقوم فقال: من أنتم؟ قالوا: المتوكلون. قال: أنتم المتواكلون، إنما التوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض وتوكل على ربه عز وجل. إن اتخاذ الأسباب أمر ضروري وواجب،
    ولكن لا يعني ذلك دائماً حصول النتيجة، ذلك لأن هذا أمر يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل أمراً ضرورياً وهو من باب استكمال اتخاذ الأسباب.
    وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد كل الأسباب، واتخذ كل الوسائل، ولكنه في الوقت نفسه مع الله، يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، وهنا يُستجاب الدعاء، وينصرف القوم بعد أن وقفوا على باب الغار وتسيخ فرس سراقة في الأرض ويكلل العمل بالنجاح.

    إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذ بسنن الله تعالى منذ البعثة حتَّى وفاته، ولم يفرِّط في أيٍّ منها، فتعامل مع سنَّة الله في تغيير النُّفوس، وسنَّة التَّدافع مع الباطل، وسنَّة التَّدرُّج في بناء الجماعة، ثمَّ الدولة، وسنَّة الابتلاء، واستفرغ صلى الله عليه وسلم جهده في الأخذ بالأسباب الَّتي توصل للتَّمكين، فكانت هجرتا الحبشة، وذهابه للطَّائف، وعرضه للدَّعوة على القبائل، ثمَّ هجرته إلى المدينة، فأقام الدَّولة، وحافظ عليها، وسار أصحابه من بعده على نهجه، وتعاملوا مع السُّنن بوعيٍ، وبصيرةٍ، وصنعوا حضارةً لم يعرف التَّاريخُ البشريُّ مثلها حتَّى يومنا هذا. إنَّ حركة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في تربية الأمَّة، وإقامة الدَّولة نورٌ يُهتدى به، وسنَّةٌ يُقتدى بها في هذه البحور المتلاطمة، والمناهج المتغايرة، والظَّلام البهيم، وإنَّها ليسيرةٌ على من يسَّرها الله عليه.

    وتكمن نظرة الإسلام في هذه القضيَّة، في النُّقاط التَّالية:

    1. يقرِّر الإسلام مبدأ الأخذ بالأسباب، ذلك؛ لأنَّ تعطيل الأخذ بالأسباب تعطيلٌ للشَّرع، ولمصالح الدُّنيا.
    2. الاعتماد علىالأخذ بالأسباب وحدها، مع ترك التوكُّل على الله، شركٌ.
    3. يربط الإسلام اتخاذ الأسباب بالتَّوحيد، مع الاعتقاد بأنَّ أمر الأسباب كلِّها بيد الله.
    4. المطلوب من المسلم إذاً، هو اتِّخاذ الأسباب مع التوكُّل على الله تعالى.

    ولا بدَّ للأمَّة الإسلاميَّة، أن تدرك: أنَّ الأخذ بالأسباب للوصول إلى التَّمكين أمرٌ لا محيص عنه،
    وذلك بتقرير الله تعالى حسب سنَّته الَّتي لا تتخلَّف، ومن رحمة الله – تعالى -: أنَّه لم يطلب من المسلمين فوق ما يستطيعونه من الأسباب، ولم يطلب منهم أن يُعِدُّوا العُدَّة التي تكافئ تجهيز الخصم،

    ولكنَّه سبحانه قال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60] . فكأنه تعالى يقول لهم: افعلوا أقصى ما تستطيعون، احشدوا أقصى إمكاناتكم؛ ولو كانت دون إمكانات الخصوم، فالاستطاعة هي الحدُّ الأقصى المطلوب، وما يزيد على ذلك يتكفَّل الله تعالى به، بقدرته الَّتي لا حدود لها؛ وذلك لأنَّ فعل أقصى المستطاع هو برهان الإخلاص، وهو الشَّرط المطلوب؛ لينزل عون الله، ونصره.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه، عدد خلقك.. ورضا نفسك، وزِنَةَ عرشِكَ، ومدادَ كلماتِك، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما خلقتَ، وعدد ما رزقتَ، وعدد ما أحييتَ، وعدد ما أَمتَّ.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه في كلِّ وقتٍ وحين، وفي كلِّ مِلَّةٍ ودين، وفي العالمين إلى يوم الدِّين .

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه كلما ذَكركَ الذَّاكرون، وكلما غَفَلَ عن ذِكرِك الغافلون، و عدد من صلَّى عليه ، وعدد من لم يُصلِّ عليه، وعددَ أوراق الأشجار، وعدد مياهِ البحار، وعدد ما أظلمَ عليه الليل وما أضاء عليه النهار.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً تكونُ لكَ رِضاءً، ولِحَقِّهِ أداءً، وأعطِهِ الوسيلة َوالفضيلةَ والمقامَ المحمودَ الذي يَغبِطُه عليه الأوَّلونَ والآخرون.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه كما تُحبُّ أن يُصَلَّى عليهِ، وكما ينبغي أن يُصَلَّى عليه، وكما أَمرتَ أن يُصلَّى عليه،

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً تُنجِينا من جميعِ الأهوالِ والآفاتِ، وتَقضِي لنا بها جميعَ الحاجات، وتُطهِّرنا بها من جميعِ السَّيئات، وتَرفَعنا بها إلى أعلى الدَّرجات، و تُحَلُّ بها العّقد، وتنفرِجُ بها الكرب، وتُقضى بها الحَوائِج، وتُنال بها الرَّغائِب وحُسن الخواتيم.

    اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً يَنفرِج بها كل ضيقٍ وتعسيرٍ، ونَنالُ بها كلَّ خيرٍ وتيسيرٍ، وتَشفينا من جميع الأوجاع والأسقام، وتحفظنا في اليقظة والمنام، وتَرُدُّ عنَّا نوائِب الدَّهر ومتاعبَ الأيام.

    اللهم آآآمين

    _____________

    جزاكم الله خيرا

    ::::::

    ولا تنسونا من صالحدعائكم






      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 7:12 am