دلالات الاعجاز النبوى فى جسم الانسان

يقول فضيلة الدكتور عبد الباسط السيد موسى الاستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: الجسم الإنسانى " هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين" (لقمان: الآية 11).. " وخلق كل شيء فقدره تقديراً" (الفرقان: الآية 2).. " الذى أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين" (السجدة: الآية7).

ويضيف د. عبد الباسط:- فى هذا الجسد من الإعجاز والبراهين ما يدل دلالة قاطعة على عظمة الله تعالى ووحدانيته، وقدرته وإرادته.. وأن كل ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم هو الصدق الذى لا شك فيه.. ومن ذلك فى الجسم الإنسانى يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " إن نطفة الرجل بيضاء وغليظة، فمنها يكون العظام والعصب، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة، فمنها يكون اللحم والدم"، وقال صلى الله عليه وسلم لرجل يعلمه الصلاة: "إذا استقبلت القبلة، فكبر، ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت، فإذا ركعت، فاجعل راحتيك على ركبتيك، وامدد زهرك، ومكن لركوعك فإذا رفعت رأسك، فاقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها، فإذا سجدت، فمكن لسجودك، فإذا رفعت رأسك، فاجلس على فخدك اليسرى، ثم اصنع ذلك فى كل ركعة وسجدة".

ويوضح فضيلة الدكتور عبد الباسط: من الحقائق الطبية المهمة أن العظم هو أدق مرآة لعمر الإنسان وذلك لما يطرأ عليها من تغيرات ملحوظة، وصدق ربنا سبحانه وتعالى حيث يقول: "ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون" (يس: الآية68).

ورقة العظام نراها فى ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسر بأقل الصدمات مثل رأس عظم الفخذ، وفقرات العمود الظهرى، والطرف الرسغى لعظمة الكعبرة، هذا إلى جانب تقلص الغضاريف بين الفقرات، فتنقص المسافة بين كل فقرتين مما يؤدى إلى نقص طول الجسم فى الرجال عند سن الأربعين بحولى 0.3 سم ، وعند سن السبعين يكون الجسم قد نقص طوله بحولى 2.5سم فى الرجال و5سم عند النساء.. ومن رقة العظام أيضاً انحناء الظهر للأمام وانفراج زاوية الفك السفلى بعدما كانت قائمة أو حادة فى سن الشباب وعند البلوغ، وبذا تعود الأمور إلى سيرتها الأولى، فالطفل تكون زاوية فكه السفلى منفرجة، فيقول الحق سبحانه وتعالى: "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين" (التين الآية: 5،4).

ويبين د. عبد الباسط أن هذه التغيرات تعود بسبب اضطراب استقلال الكالسيوم ونقص امتصاصه من الأمعاء، وإلى نقصان فيتامين "د" فى صورته البيولوجية الفعالة، وبجانب ذلك فإن نشاط الخلايا المكونة للعظام تضعف مع تقدم العمر فى سن الأربعين بحيث أنه عند السبعين من العمر يكون الرجل قد فقد 50% من كتلة عظامه بالمقارنة بما كان عليه فى الثلاثين من العمر حيث يفقد 25% من كتلة عظام الاطراف، و 35% من كتلة عظام الفقرات، أما بالنسبة للنساء فنسبة فقدانهن أكبر.

ويصاحب التغيرات فى العظام تغيرات آخرى فى الجلد وباقى الأعضاء الآخرى فى الجسم، هذا إلى جانب نقص المناعة، وتأخذ الجروح فترة أطول فى الالتئام عند كبار السن، وتقل قوة العضلات فوق السبعين، وينقص وزن المخ 3 أوقيات عاى مدى ستين سنة حيث يصل معدل التناقص من خلال المخ 50.000 خاية فى اليوم وعلى مستوى الخلية فإن معدل نمو الخلايا يقل، بل ويزداد معدل الهدم عند سن من 30 إلى 70 سنة بنسبة 0.5 إلى 1.3%.

وصدق رب العالمين سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: "هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوأ أجلا مسمى ولعلكم تعقلون" (غافر: الآية67).

ويقول الحق تبارك وتعالى: "الله الذى خلقكم من ضعف ثم من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير" (الروم: الآية54).

هذه الحقائق العلمية الدقيقة التى لم تعرفها البشرية إلا فى الوقت الحاضر مع وجود مراكز الأبحاث والمختبرات والمعامل والعلماء.. كيف أخبر بها النبى الأمى صلى الله عليه وسلم بها دون الاستعانة بالبحوث والدراسات والمختبرات.. الإجابة على هذا التساؤل نجده فى قول الحق عز وجل فى الآية 113 من سورة النساء: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما".

دائما تاتينا بالمختصر المفيد
نشكرك ولك دوام المحبة والأخاء