حكم الاحتفال بعيــد رأس السنــة الميلاديــة – لمجموعة من العلماء- _ حتى لا نقع في المحظور بقسم المنتدى الاسلامي
الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين،
و لا عدوان إلا على الظالمين،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و بعد:
فيقول الله جل و علا في محكم التنزيل: {و الذين لا يشْهدُون الزُور و إذا مرُوا باللغْو مرُوا كراما} [الفرقان : 72].
قال ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة: قال أبو العالية، و طاوس، و محمد بن سيرين، ، و الضحاك، و الربيع بن أنس، و غيرهم: (هي أعيادُ المشركين) .اهـ [تفسير بن كثير ج 3 ص 2097].
فعباد الرحمن حقا هم الذين لا يشهدون ولا يحضرون أعياد المشركين فضلا من أن يفعلوها.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله علية وسلم المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟))
قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر)) رواه أبو داود
فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يقرهم على أعياد الجاهلية، ولكنه أقر أعياد الإسلام، لأن الإسلام هو الذي يقرر لا غيره.
وجاء في صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه قال: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) وجاء في رواية صحيحة في البيهقي: (.. فإن السخْطة تنزل عليهم).
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين الأربعة ينهى عن مخالطة الكفار في أعيادهم، و يأمر باجتنابهم و الابتعاد عنهم فإن السخطة تنزل عليهم!
وهؤلاء العلماء الأجلاء، الكبار، يحذرون من هذه العادة السيئة و البدعة النكراء، بفتاويهم القوية، المبنية على الدليل الصحيح، و الحجج القوية، و البراهين الساطعة، فتجتمع كلمتهم بفضل الله على تحريمها و تسفيه فاعلها:
===============================================
أولا: العلامة محمد بن براهيم -رحمه الله-
من محمد بن إبراهيم إلى ……سلمه الله:
وبعد
ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه
الهدايا شجرة الميلاد المسيحي وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد.
وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم.
فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.
[فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ج3ص105]
===============================================
ثانيا: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم؟
ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه
بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك
ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم
بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا
على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فامشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405]
وسُئل سماحته كذلك:
السؤال: ما حكم إقامة أعياد الميلاد؟
الجواب:
الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” متفق على صحته.
وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” ومعلوم أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون، وجميع أصحابه لم
يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان
الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به.
فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله
عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه. لأننا والحمد لله من أحرص الناس على
اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه. ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم.
[مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر، ص 285.]
===============================================
ثالثا: العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
السؤال: ما حكم تهنئة الكفار بعيد (الكريسمس)؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي
يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة، أو حياء، أو إحراجا، أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
الجواب: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم –رحمه الله– في كتابه
“أحكام أهل الذمة” حيث قال: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول:
عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إنْ سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده
للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن
لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبْح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه” انتهى كلامه -رحمه الله-.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها (ابن القيم) لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر،
ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن
الله -تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى-: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه
لكم} [الزمر: 27] وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3]،
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم،
وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {ومن يبتغ
غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85].
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو
تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم” قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه:
(اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل،
وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه -رحمه الله-.
ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة، أو توددا، أو حياء، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.
[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، ج3، ص44]
===============================================
رابعا: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم 2540
السؤال:
من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يُعظمُون
عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة
عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين
الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
أولا: السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه
أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ …الحديث.
ثانيا: لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو
دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله شديد العقاب.
وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن قعود
عضو: عبد الله بن غديان
الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين،
و لا عدوان إلا على الظالمين،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و بعد:
فيقول الله جل و علا في محكم التنزيل: {و الذين لا يشْهدُون الزُور و إذا مرُوا باللغْو مرُوا كراما} [الفرقان : 72].
قال ابن كثيرٍ رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة: قال أبو العالية، و طاوس، و محمد بن سيرين، ، و الضحاك، و الربيع بن أنس، و غيرهم: (هي أعيادُ المشركين) .اهـ [تفسير بن كثير ج 3 ص 2097].
فعباد الرحمن حقا هم الذين لا يشهدون ولا يحضرون أعياد المشركين فضلا من أن يفعلوها.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله علية وسلم المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟))
قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر)) رواه أبو داود
فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يقرهم على أعياد الجاهلية، ولكنه أقر أعياد الإسلام، لأن الإسلام هو الذي يقرر لا غيره.
وجاء في صحيح البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه قال: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) وجاء في رواية صحيحة في البيهقي: (.. فإن السخْطة تنزل عليهم).
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين الأربعة ينهى عن مخالطة الكفار في أعيادهم، و يأمر باجتنابهم و الابتعاد عنهم فإن السخطة تنزل عليهم!
وهؤلاء العلماء الأجلاء، الكبار، يحذرون من هذه العادة السيئة و البدعة النكراء، بفتاويهم القوية، المبنية على الدليل الصحيح، و الحجج القوية، و البراهين الساطعة، فتجتمع كلمتهم بفضل الله على تحريمها و تسفيه فاعلها:
===============================================
أولا: العلامة محمد بن براهيم -رحمه الله-
من محمد بن إبراهيم إلى ……سلمه الله:
وبعد
ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه
الهدايا شجرة الميلاد المسيحي وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد.
وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم.
فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.
[فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ج3ص105]
===============================================
ثانيا: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم؟
ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه
بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك
ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم
بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا
على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فامشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405]
وسُئل سماحته كذلك:
السؤال: ما حكم إقامة أعياد الميلاد؟
الجواب:
الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” متفق على صحته.
وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” ومعلوم أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون، وجميع أصحابه لم
يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان
الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به.
فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله
عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه. لأننا والحمد لله من أحرص الناس على
اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه. ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم.
[مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر، ص 285.]
===============================================
ثالثا: العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
السؤال: ما حكم تهنئة الكفار بعيد (الكريسمس)؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي
يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة، أو حياء، أو إحراجا، أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
الجواب: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم –رحمه الله– في كتابه
“أحكام أهل الذمة” حيث قال: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول:
عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إنْ سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده
للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن
لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قُبْح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه” انتهى كلامه -رحمه الله-.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها (ابن القيم) لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر،
ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن
الله -تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى-: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه
لكم} [الزمر: 27] وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3]،
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم،
وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {ومن يبتغ
غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85].
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو
تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم” قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه:
(اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل،
وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه -رحمه الله-.
ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة، أو توددا، أو حياء، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.
[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، ج3، ص44]
===============================================
رابعا: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم 2540
السؤال:
من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يُعظمُون
عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة
عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين
الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
أولا: السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه
أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ …الحديث.
ثانيا: لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو
دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله شديد العقاب.
وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن قعود
عضو: عبد الله بن غديان
أمس في 5:30 pm من طرف عبدالله الآحد
» الذبح لغير الله شرك
الأربعاء أبريل 17, 2024 7:29 am من طرف عبدالله الآحد
» أهل السنة ليسو خوارج
الثلاثاء أبريل 16, 2024 8:01 pm من طرف عبدالله الآحد
» اعمال رَمَضَانَ بَيْنَ الْقَبُولِ وَالرَّدِّ
الإثنين أبريل 15, 2024 11:48 pm من طرف صادق النور
» لا بد من توحيد الله في الاعتقاد والعمل كذلك
الأحد أبريل 14, 2024 8:21 pm من طرف عبدالله الآحد
» الاستقامة على الطاعة بعد رمضان
الأحد أبريل 14, 2024 6:06 pm من طرف صادق النور
» حكم الحلف بغير الله تعالى
السبت أبريل 13, 2024 7:46 am من طرف عبدالله الآحد
» صِيَامُ أَلَسْتُ مِنْ شَوَّالٍ جَوَائِز وَفَوَائِد .
الجمعة أبريل 12, 2024 10:39 pm من طرف صادق النور
» كفر من يحكم بغير ما أنزل الله
الجمعة أبريل 12, 2024 8:09 pm من طرف عبدالله الآحد
» التصوف من صور الجاهلية لمحمد الجامي رحمه الله
الجمعة أبريل 12, 2024 12:02 am من طرف عبدالله الآحد