من معالم الحج المبرور
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
ولا شك أن هذا الجزاء العظيم الذي يتمثل في جنة عرضها السموات والأرض لمن أدى حجا مبرورا يستحق من العبد المؤمن أن يسابق إلى هذه الحجة وأن يتعرف على معالم الحج المبرور حتى يأتي بها فبفوز بهذا الجزاء العظيم.
وإننا في هذا المقال سنتعرض باختصار لأهم معالم الحج المبرور، نسأل الله تعالى التوفيق والإعانة ، ونجمل هذه المعالم فيما يلي:
أولا: بذل المعروف وكف الأذى:
إن من أهم معالم الحج المبرور أن يكف صاحبه عن الناس أذاه وأن يبذل لهم من معروفه وبره وإحسانه ، وأن يحسن خلقه مع رفقته خاصة ومع الحجيج عامة ؛ فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فقال: "البر حسن الخلق".
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إن البر شيء هين.. وجه طليق وكلام لين.
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بر الحج قال: "بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام".
فيحتاج الحاج إلى أن يتحلى بمحاسن الأخلاق وسعة الصدر والبشاشة والاحتمال، وهكذا كان السلف رضي الله عنهم، يقول مجاهد رحمه الله تعالى: صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني.
وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله يطعم أصحابه الطعام وهو صائم، وكان يحسن إلى رفقته غاية الإحسان من حين سفرهم إلى حين عودتهم.
ثانيا : الاستكثار من الطاعات:
فرحلة الحج فرصة عظيمة ليستكثر العبد من الطاعات ونوافل العبادات، وقد عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على قيام الليل في أسفاره كلها، وكان يصلي على راحلته.
وتأسى به من بعده من الصحابة والتابعين فكانوا يحرصون على التزود من الطاعات، والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات، فكانوا يحرصون على نوافل العبادات، وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن مسروق رحمه الله تعالى حج فما نام إلا ساجدا، من شدة اجتهاده رحمه الله، وكان آخر يقوم الليل ويتلو القرآن ويأمر حاديه أن يرفع صوته حتى لا ينتبه لعبادته أحد، لكن أبى الله إلا أن ينشر ذكرهم الحسن بين الخلق.
فاستثمر وقتك لتعود بأكبر أجر فالحسنة هناك بمائة ألف حسنة، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن ؛فإن الذكر غراس الجنة، وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في مناسك الحج فقال عز وجل: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}... (البقرة:198).
وقال سبحانة : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}... (البقرة: 200).
وقال تعالى : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}... (البقرة: 203).
وهكذا بقية الطاعات من صدقة وصيام وأمر بمعروف ونهي عن منكر وغيرها. ومن أعجب ما ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في الحج في كل يوم مرة.
ثالثا: الإخلاص لله تعالى والتأسي بالنبي في حجته:
ولينو بذلك كله ـ بحجه وعبادته واجتهاده ـ رضا الله تعالى ولا يقصد رياء ولا سمعة ولا مباهاة ؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه، وقد قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}... (الكهف: 110) ولما أهل النبي صلى اله عليه وسلم قال : "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة".
ثم ليحرص على أن يأتي بأعمال الحج وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يحتاج من الحاج أن يتفقه في مناسك الحج.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يبرز للناس في المناسك ويعلمهم أحكام الحج وكان يقول لهم: " لتأخذوا عني مناسككم".
نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين لحج مبرور وعمل صالح مقبول، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآلة وصحبه أجمعين.
اليوم في 4:46 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل مدح النبي صلى الله عليه وسلم الأشعرية كما زعموا -الرد على شبهتين
أمس في 5:30 pm من طرف عبدالله الآحد
» الذبح لغير الله شرك
الأربعاء أبريل 17, 2024 7:29 am من طرف عبدالله الآحد
» أهل السنة ليسو خوارج
الثلاثاء أبريل 16, 2024 8:01 pm من طرف عبدالله الآحد
» اعمال رَمَضَانَ بَيْنَ الْقَبُولِ وَالرَّدِّ
الإثنين أبريل 15, 2024 11:48 pm من طرف صادق النور
» لا بد من توحيد الله في الاعتقاد والعمل كذلك
الأحد أبريل 14, 2024 8:21 pm من طرف عبدالله الآحد
» الاستقامة على الطاعة بعد رمضان
الأحد أبريل 14, 2024 6:06 pm من طرف صادق النور
» حكم الحلف بغير الله تعالى
السبت أبريل 13, 2024 7:46 am من طرف عبدالله الآحد
» صِيَامُ أَلَسْتُ مِنْ شَوَّالٍ جَوَائِز وَفَوَائِد .
الجمعة أبريل 12, 2024 10:39 pm من طرف صادق النور
» كفر من يحكم بغير ما أنزل الله
الجمعة أبريل 12, 2024 8:09 pm من طرف عبدالله الآحد